أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > سياسة

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 08/06/2005   #1
شب و شيخ الشباب حسون
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ حسون
حسون is offline
 
نورنا ب:
Feb 2005
المطرح:
اليونان تسالونيك
مشاركات:
1,766

إرسال خطاب MSN إلى حسون إرسال خطاب Yahoo إلى حسون
افتراضي حوار مع رياض الترك: البعث لم يحكم ورفعت الأسد غير مرحب به


رفعت الاسد ارتكب مجازر جماعية والبلاد ليست بحاجة الى هؤلاء السفاحين


التقاه في دمشق وحمص: أبيّ حسن




حين فكرت بإجراء حوار مع الأستاذ رياض الترك لم يكن يخطر لي أن ذلك الشيخ الذي تجاوز الخامسة والسبعين من العمر سيكون متعباً إلى هذا الحد. فبرودة صوته خلال مكالماتي الهاتفية معه كانت توهمني أنه خرج لتوّه من صقيع الاستبداد (الذي كان في أحد تجلياته زنزانة منفردة قضى فيها سبعة عشر عاماً). هذه البرودة تحولت إلى دفء وسلام داخلي عندما وجدته بانتظاري قرب مقهى الروضة في حمص حيث رحب بي واشترى نسختين من جريدة "تشرين" السورية (نسخة له والأخرى قدمها لي)، شكرته سائلاً إياه باستغراب: "ماهي المواد التي تقرأها في هذه الصحيفة؟!"، قال: "ألقي نظرة على العناوين في الصفحة الأولى وأقرأ أحياناً مقالاً لكاتب محدد في الصفحة الأخيرة".

ونحن نشرب القهوة في منزله كرر شرطه في قراءة الحوار قبل النشر بغية التعديل والتعقيب، ووافقت مفترضاً أن الحوار معه عبارة عن نزهة سياسية لا رحلة من الإرهاق النفسي في الحد الأدنى ـ كما تبين لي لاحقاً ـ وعلى مدى أيام، كان ختامها في مقهى السياحة في دمشق مساء الثلاثاء (23/5).

في هذا الحوار يؤكد رياض الترك ما سبق أن طرحه منذ قرابة الثلاثين عاماً في ما يخص مسألة الديموقراطية كبديل واقعي ومعقول لأزمات سوريا الداخلية. وكسياسي يرى أن النار في سوريا تحت الرماد، وأن النظام ضعف والمعارضة السورية أيضاً ضعيفة ومع ذلك يؤمن بأن المستقبل لها. ليس متفائلاً بما سيسفر عنه مؤتمر حزب البعث العربي الاشتراكي الذي يعتقد أنه لم يحكم سوريا.

يرى الترك أن الاستقرار في لبنان رهن بالتطوّرات المستقبلية في سوريا. فما دام ثمة استبداد في سوريا لن يعرف لبنان طعم السكينة. لا يرحب بعودة رفعت الأسد في الوقت الذي يبدي مرونة تجاه الإخوان المسلمين، وإن سألته عن صراحته وأسلوبه في الطرح السياسي يعترف بأنه حاد.

وفي ما يلي نص الحوار:




على الاخوان المسلمين أن يعتذروا من أسر الضحايا (...)

مع تأكيدنا على حق الجميع بالوجود السياسي


منذ فترة عقدتم مؤتمركم السادس في سرية تامة. ومن المعروف أنكم غيرتم فيه اسم الحزب فضلاً عن تنحيك عن منصب الأمانة الأولى. رياض الترك لماذا السرية والتنحي وتغيير اسم الحزب في زمن لم تعودوا فيه حزباً سرياً؟

ـ بداية اسمح لي أن أقدم تعازي إلى عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وعائلات رفاقه الذين قضوا معه وأسرة "المستقبل". لقد أصبح باستشهاده الأب الروحي للاستقلال الثاني للبنان.

أما حول الإجابة عن أسئلتك، فكنت أفضل أن تتلقاها من الرفيق عبدالله هوشة، الأمين الأول الجديد. لذلك تبقى إجابتي هذه باسمي الشخصي.

عندما تعيش في بلد حياته السياسية غير طبيعية تكون كلمة "السرية" ذات معنى دلالي. فالمخابرات السورية ومراكز القوى تحتكر السياسة والشأن العام وتحارب معارضيها بمختلف الوسائل. دعني أسألك هل تريدنا أن نعقد مؤتمراً علنياً ثم تأتي الأوامر لتمنع انعقاده، فماذا ستكون النتيجة؟! إذاً نحن في نشاطنا السياسي نتخذ الحيطة والحذر والسرية كشكل دفاعي كي نتابع نشاطنا مهما كانت الظروف. بمعنى آخر، لا توجد قوانين في البلاد تحمي المعارضة من طغيان السلطة. لكننا طرحنا للرأي العام، منذ أكثر من سنة، على موقعنا الالكتروني، ثلاث وثائق. وقد جاءتنا ردود كثيرة عليها، حملت وجهات نظر متنوعة. من هذه الزاوية أجد أننا كرّسنا العلنية في العمل السياسي وكرّسنا إشراك الرأي العام في مناقشة الشأن السوري لأول مرة في سوريا. لكن في ما يخص المسائل الفنية الإجرائية المتعلقة بمكان المؤتمر وزمانه وعدد المندوبين إلخ... فهذه بقيت بعيدة عن عيون السلطة. فالعلنية والسرية مرتبطتان بطبيعة السلطة وبطبيعة الديموقراطية التي نفتقدها في سوريا، والتي تحول دون تحولنا إلى حزب علني تماماً. لهذا تجدنا نتحرك بين السري ونصف السري ونصف العلني والعلني، وهذا التحرك شكل من أشكال الدفاع عن النفس. باختصار السرية ضرورة في ظل الاستبداد والعلنية صنو الديموقراطية.

أسباب التنحي

الأسباب التي دفعتني للتنحي كثيرة منها: تقديري أن المرحلة الحالية في سوريا هي مرحلة احتضار هذا النظام، وظهور إمكانية التغيير باتجاه الحرية والديموقراطية، بل إمكانية إقامة نظام وطني ديموقراطي بديل عن النظام الاستبدادي الفردي الذي أسسه حافظ الأسد. انطلاقاً من هذا التقدير السياسي أرى أن على حزبنا أن يتهيأ ليساهم مع غيره من القوى السياسية والاجتماعية في عملية هذا الانتقال. فلابد من تجديد سياساته ووضع برامجه في حديها الأدنى والأعلى... هذا ما طرحناه في مؤتمرنا الذي أقره المؤتمر السادس. إن تجديد سياسات حزبنا تتطلب تجديد بناه التنظيمية التي تكلست خلال المراحل الصعبة التي مرّ بها الحزب فكان لابد من تجديد هيئاته أيضاً كي يلاقي الشباب، ليس الشباب الذين أخذوا ينضوون في حزبنا فحسب، بل عليه أن يتوجه إلى الأجيال الشابة في مجتمعنا ويهجر القديم بكل عاداته وأساليبه التي اعتاد عليها رفاقنا في الظروف الصعبة أيام اشتداد الإرهاب الأسود للنظام وخاصة خلال الثمانينات وقسم من التسعينات.

مهمة رفاقنا القدامى، وأنا منهم، دعم الشباب وتقديم الخبرة والنصيحة لهم مهما كانت الظروف، وينبغي تخفيف التناقض الذي يمكن أن ينشأ بين عقلية الشيوخ وعقلية الشباب، وينبغي الانحياز إلى الشباب مهما كلف الأمر، فالمستقبل لهم، فهؤلاء "خلقوا لزمان غير زماننا". هذه المسألة يجب أن تعيها التنظيمات الأخرى القديمة (المعارضة) كي تتمكن من متابعة "مشوارها" بنجاح.

لماذا غيّرنا اسم الحزب إلى "حزب الشعب الديموقراطي"؟

ـ كنت من الرفاق القلائل الذين لم يرغبوا في تغيير اسمه، إلا أن قيمة أي حزب تبقى في برنامجه السياسي وفي الأرضية الفكرية التي ينطلق منها وفي قدرته على التوفيق بين النظرية والممارسة. باعتقادي أن تغيير اسم الحزب له دلالتان مهمتان: 1 ـ الدلالة الأولى ترتبط بمهمات الحزب الوطنية والقومية. نحن نعيش في ظروف شاذة عربياً وسورياً حيث تسود الأنظمة الاستبدادية منذ سنوات طويلة. لكننا نشهد الآن احتضارها بسبب الخراب الذي ألحقته بمجتمعاتها ومنها المجتمع السوري. فالديموقراطية هي البديل الواقعي الذي ينفي الاستبداد وبالتالي مهمة إقامة النظام الوطني الديموقراطي تجعلنا نركز على مسألتين أساسيتين، الأولى: إعادة النسيج الوطني إلى المجتمع السوري بعد أن مزقه هذا النظام بأساليب مختلفة فرجعنا إلى الوراء كثيراً، والمهمة الثانية: الخلاص من العقلية الإقصائية التي حملتها التيارات الثلاثة الرئيسية الإسلامية والماركسية والقومية بشقيها البعثي والناصري.

إن إعادة اللحمة إلى المجتمع السوري وبين المواطنين بمختلف مكوناتهم الاجتماعية والإثنية والطائفية... إلخ. لا يمكن أن تتم إلا باعتراف الجميع بالجميع وهذا يتطلب الخلاص من النظام القائم وإقامة النظام الوطني الديموقراطي الذي يعامل أفراد المجتمع بالمساواة ويعطي الحقوق بالتساوي لهم، لذلك كانت مسألة الديموقراطية هي في خلفية تسمية حزبنا باسمه الجديد، وكلمة الشعب هي عودة إلى اسمه القديم حين تشكل في سوريا ولبنان في أواسط عشرينات القرن الماضي.

الدلالة الفكرية

المتغيّرات التي يشهدها العالم منذ الثلث الأخير من القرن الماضي بسبب الثورة العلمية والتكنولوجية وثورة الاتصالات التي قلبت المفاهيم التي كانت سائدة خلال ذلك القرن، يضاف إلى ذلك الاختلال الكبير في مسألة الاستفادة من هذه المنجزات والتأقلم مع الجديد. فالإتحاد السوفييتي (السابق) عجز عن استيعاب هذه المتغيرات وبالتالي سقط وسقطت معه المنظومة الاشتراكية، كما سقطت الماركسية المسفيتة التي تحولت إلى عقيدة جامدة خلال الحكم السوفييتي، بينما كان على المفكرين والساسة السوفييت أن ينظروا إلى الماركسية كنظرية تقبل التجدد والتغيير وفق ما تطرحه التطورات المشار إليها. وهكذا في التطبيق العملي فقدت الماركسية روحها الإنسانية. يقول أنجلز: "لدى كل فتح علمي كبير على المادية أن تجدد ثوبها". ألا ترى معي أن التقدم العلمي الكبير المشار إليه لابد أن يكوّن مفاهيم ونظريات جديدة تتلاءم والواقع الجديد؟ الآن لم تعد الماركسية مرجعيتنا الوحيدة , لكنها تبقى محطة هامة جداً في تاريخ الفكر الإنساني وإحدى مرجعياتنا، وعلينا أن نعالجها ونعالج مقولاتها بروح نقدية تنسجم مع التطورات والمستجدات، وبالتالي علينا الانفتاح على النظريات والمدارس والمذاهب التي ظهرت خلال قرنين بعد ولادة الماركسية.

المستقبل في سوريا للمعارضة

رياض الترك يقول إن النظام ضعف، والمعارضة ضعيفة وفي الوقت نفسه يقول إن المستقبل للمعارضة. كيف تفسر لي هذه المفارقة؟

ـ المسألة في غاية البساطة.. النظام ضعف لاعتبارات دولية وإقليمية وداخلية. كان حافظ الأسد يلعب على التناقضات التي كانت قائمة بين المعسكرين السوفياتي والأميركي، ولو لم يكن مدعوماً من كلي المعسكرين لما مارس إرهابه وارتكب المجازر هنا وهناك وخاصة في حماة عام 1982 ولما تسلط على لبنان وحوله إلى محافظة من المحافظات السورية. الآن وبعد أحداث 11 أيلول لم تعد المتغيرات في العالم في صالح النظام، طبعاً من غير أن ننسى أثر سقوط الاتحاد السوفياتي في تغير العلاقات الدولية وسيادة نظام القطب الواحد. فالولايات المتحدة وضعت استراتيجية دولية من شأنها بناء إمبراطورية تقوم على إضعاف مراكز القوى الدولية أو إلحاقها بسياساتها. أحداث أيلول كانت الذريعة لاحتلال أفغانستان والتدخل في شؤون المنطقة وإجراء تعديلات جذرية على أنظمتها تحت ذريعة مكافحة الإرهاب الدولي. فكان سقوط نظام صدام وكان بالتالي إخراج الجيش السوري من لبنان بعد التحرك الشعبي الكبير إثر اغتيال الحريري الذي اتُهمت به سوريا وصدور القرار الدولي رقم 1559.

فالنظام السوري نتيجة سياساته المدمرة داخلياً ولبنانياً وعربياً ونتيجة رفع الغطاء الدولي عنه يعاني أزمة حادة، فنفوذه الإقليمي أضحى منتهياً تقريباً وعجزه عن إيجاد الحلول اللازمة لأزمات الداخل وسعيه الدائم لحل تناقضاته مع الولايات المتحدة وليس مع مجتمعه , في الوقت الذي نرى أنها تبتزه وبالتالي تعمل على إضعافه باستمرار، هذه العوامل مجتمعة هي في حقيقة الأمر مؤشرات تدل على ضعف النظام. ولا أعتقد أنه ـ أي النظام ـ قادر على الخروج منها بأمان.

داخلياً، سعى النظام إلى مسح السياسة من المجتمع، أولاً باحتكاره القرار السياسي، وثانياً لسلوكه طريق القمع والإرهاب تجاه معارضيه، ووجد طبقة من مرتزقي السياسة أضفوا على صانعه من الصفات ما لم يضف على الأنبياء. هذه السياسة في مختلف جوانبها جعلته في عزلة عن المجتمع، فأنتجت أزمات حادة، منها أزمته مع المعارضة الديموقراطية والمعارضة المسلحة منذ أواسط السبعينات، وبالتالي أزمته مع المجتمع بأسره.

وهكذا نشهد ضعف النظام في المرحلة الحالية، خصوصاً بعد الضغوط الأميركية وسقوط بغداد، وأخيراً أزمته في لبنان وخروج الجيش السوري ومخابراته منه.

النار في سوريا تحت الرماد , لكن...

علينا أن ننظر إلى الأمور في العمق، قلت لك إن هذا النظام مسح السياسة من المجتمع، لكنه أخطأ في ذلك، والمجتمع الذي تضرر من سياساته ارتد عنه، والفئات التي أفقرها والمعارضة التي اضطهدها وسجنها ومنعها من التعبير عن ذاتها وسّعت دوائر الاحتجاج عليه، من هذه الوقائع وسواها نجد أن المجتمع بأكمله أضحى معارضاً، فالمعارضة ليست محصورة بالأحزاب! إنها معارضة مجتمع لم ينتظم بعد، هي قشرة رقيقة على سطح الحياة السياسية لكنها بحاجة إلى حواملها الاجتماعية التي لم تنخرط في عملية التغيير بعد. والآن نشهد أن دوائر المعارضة تتسع وقد تنشأ أحزاب جديدة. أضرب لك مثالاً، لو قلت لك قبل الأحداث اللبنانية الأخيرة أن الوضع في لبنان ناضج للتخلص من النظام السوري وأن النار تحت الرماد وأن النظام السوري سيخرج من لبنان , هل كنت أنت أو سواك ستصدقني؟ بالتأكيد لا. في سوريا كذلك النار تحت الرماد لكننا لا نريد لهذه النار أن تشب لأنها ستدمر المجتمع. وعلينا أن نجد مخارج عقلانية لأزماتنا.

ما الحل الذي تراه مناسباً كي لا تشب النار؟

ـ نريد حلاً ديموقراطياً سلمياً، وعلى هذا النظام أن يعي أن أمامه طريقين: إما تسليم السلطة للمجتمع، ولا أقول للمعارضة، فينبني بديلاً عنه نظام وطني ديموقراطي يقطع الطريق على أصحاب الفتنة وأمريكا معاً، وإما أن يستسلم للأمريكان. وبكل أسف إن حكامنا قبل سقوط بغداد وحتى الآن يسعون لحل تناقضاتهم معهم كي يتابعوا تسلطهم على المجتمع وفق سياساتهم التي اعتادوا عليها. لكن مع الأسف أمريكا هي التي "تتدلل" عليهم. أعتقد أن المصالحة مع المجتمع أفضل لأنه أرحم من الأمريكان. وقد دعا الله إلى التوبة، فهو يتوب عن المذنبين وأظن أن الشعب قد يسامح.

مصلحة الشعب السوري حالياً هي الخلاص من حكم العسكر وحكم المخابرات وحكم المافيات وحكم الأسر. مصلحته أيضاً في سلوك طريق الحرية والديموقراطية والدعوة إلى انتخابات حرة ونزيهة ينبثق عنها جمعية تأسيسية تصوغ دستوراً جديداً للبلاد يقوم على النظام البرلماني . أتساءل دائماً ألا يوجد عاقلون داخل هذا النظام يتجرأون ويطرحون مثل هذا الطرح كي يجنّبوا البلاد الكوارث... أتمنى من العاقلين من أهل النظام أن يبادروا إلى الانضمام إلى المعارضة والعمل معاً لإيجاد مخارج عقلانية لأزمات البلاد.

لا استقرار للبنان مادام الاستبداد في سوريا

كيف تقرأ مستقبل العلاقات السورية اللبنانية بعد اغتيال الحريري والانسحاب السوري من لبنان؟

ـ حاول النظام السوري أن يصنع في لبنان نظاماً على شاكلته. ومما لا شك فيه أن النظام السوري خلّف وراءه عملاء وأزلاماً ومافيات وأسراً، والخلاص من نفوذ هؤلاء يحتاج إلى فترة زمنية قد تطول وقد تقصر. واستقرار لبنان الحقيقي والنهائي مرتبط بالتطورات المقبلة في سوريا والنجاح في إقامة النظام الوطني الديموقراطي. فقضية الديموقراطية والحرية في البلدين مترابطة.

الحديث عن علاقات طبيعية بين البلدين في ظل الظروف الحالية مجرد وهم! والاتفاقات التي فرضوها على اللبنانيين من اقتصادية وغيرها كلها تحتاج إلى إعادة نظر. أما ما كان يسمى بالعلاقات المميزة فهو عبارة عن نفاق تاجر به البعض لدى الطرفين. فالعلاقات المميزة نريدها أن تكون بين الشعبين، أما بين الدولتين فنريدها طبيعية.

ثمة علاقات طبيعية بحكم التاريخ والجغرافية وعلاقات القربى وهي علاقات موجودة قبل قيام النظام السوري الحالي، وعلى الشعبين اللبناني والسوري الحفاظ على علاقاتهما التاريخية المميّزة.

كثر الحديث مؤخراً عن الإخوان المسلمين، وعن انضمامهم إلى المعارضة الديموقراطية. كما تعلم أن الإخوان المسلمين سلكوا طريق العنف الذي تنبذونه في وثائقكم، هذا عدا عن اتهامات وجهها النظام لحزبكم ولكم شخصياً أواخر السبعينات، متهماً إياكم بالتعاون معهم. ما تعليقك على هذا الكلام؟

ـ منذ أواخر السبعينات وحتى عام 1982 شهدت البلاد أعمال عنف، مارستها تنظيمات مسلحة، أبرزها "الطليعة المقاتلة" التي انشقت عن تنظيم الإخوان المسلمين. كانت المعارضة الديموقراطية آنذاك تنهج سياسة أخرى قوامها النضال الديموقراطي السلمي من أجل التغيير. لم يكن حزبنا مؤيداً لأعمال العنف هذه، ووثائقنا التي عالجت ظاهرات العنف (القتل الفردي لبعض أبناء الطائفة العلوية) والجماعي (مجزرة المدفعية) دانتها، لكنه كان يعتبر أن الإرهابي الأول هو النظام، وما فعلته تلك التنظيمات وبعض قواعد الإخوان المسلمين إنما كانت ردود أفعال على عنف السلطة. نحن في المعارضة الديموقراطية، وخصوصاً التجمع الوطني الديموقراطي (ونحن جزء منه)، الذي طرح خطاً ثالثاً في وثيقته عام 1979 وأصدر بيانه الشهير في آذار 1980، كنا نطالب بحل وطني وديموقراطي وبتغيير جذري لأوضاع البلاد. هذه هي الحقيقة لكن النظام استغل عنف الإخوان الخاطئ ووجه ضربته إلى جميع معارضيه.

في المرحلة الحالية وحسب مبادرتنا الصادرة عن مؤتمر حزب الشعب الديموقراطي دعونا إلى مصالحة بين التيارات الأساسية الثلاثة (الإسلامية والقومية والماركسية)، هذه المصالحة من شأنها أن تنفي العقلية الإقصائية التي سادت داخلها، وتعترف بالآخر، بصرف النظر عن سياساته وتوجهاته. هذا يعني أننا أمام مرحلة تتطلب إيجاد ائتلاف عريض تتلاقى فيه مختلف قوى الشعب الحية بأحزابه وحوامله الاجتماعية على مطالب الحد الأدنى التي من شأنها أن تفتح الطريق نحو الحرية والديموقراطية. وهذا يعني أيضاً ضرورة معالجة الماضي معالجة مبدئية. أي أن على الإخوان أن يعتذروا من أسر ضحايا عنفهم ومن المجتمع السوري لأننا أمام مرحلة تتطلب المصالحة الجادة بين مختلف التيارات التي أشرت إليها مؤكدين حق الجميع في الوجود السياسي بما في ذلك تنظيم الإخوان المسلمين.

يقال أنه سبق لك أن وصفت حركتهم بالانتفاضة الشعبية!

ـ هذا غير صحيح... القضية عبارة عن رسالة داخلية تصف الإضرابات التي جرت في المدن (حمص، حلب، حماه، دمشق 1980,.) أشبه بانتفاضة شعبية , طبعاً تلك الإضرابات أفشلها النظام.

هل صحيح أنكم تلقيتم مساعدات مالية في فترة من الفترات من صدام حسين كما سبق أن ذكرت إحدى الصحف اللبنانية القومية من خلال مقال لكاتب سوري؟

ـ نحن تلقينا مساعدات وأشكالاً عديدة من الدعم والتضامن من قوى عديدة، وقد وجهنا رسالة شكر إلى هذه القوى في مؤتمرنا السادس بما فيها أعضاء في القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي.

البعث لم يحكم ورفعت الأسد غير مرحب به

هل أنت متفائل بالمؤتمر القطري القادم لحزب البعث؟

ـ لا أظن أن المؤتمر القادم سيجترح المعجزات، انطلاقاً من قناعتي أن البعث ليس بحاكم. لكن انعقاد المؤتمر قد يسمح للنظام بتقديم بعض التراجعات تجاه المجتمع أو تجاه المعارضة. لكن هذه التراجعات، كإرخاء القبضة الأمنية، مثلاً، هي أقل بكثير مما يسعى إليه المجتمع وتناضل من أجله المعارضة. من هذه الزاوية القرار ليس بيد حزب البعث وإنما بيد أولئك الذين ينظمون هذا المؤتمر من خلف الستار، أقصد بها مراكز القوى الفعلية القابضة على زمام السلطة. ليت هذه المراكز تعقد هي مؤتمراً وتحل إشكالاتها مع مجتمعها.

بماذا يفسر رياض الترك الاعتقالات التي تطال بعض الناشطين من المثقفين السوريين (كان الكاتب علي العبد الله آخرهم) والتي تتم بطريقة أشبه ما تكون بالخطف؟

ـ عموماً هذه الأساليب مرفوضة , ونأمل أن ينتهي تسلط المخابرات على الشأن السياسي وأن تحجم. لكن سياسة التسلط والإرهاب والتمسك بقانون الطوارئ هو الذي ضخم أجهزة المخابرات وهو الذي يشجعها على الاعتداء على الحريات. المرحلة الحالية تتطلب كف يد المخابرات عن الشأن السياسي، وتتطلب مزيداً من الحرية للمواطنين... حرية التعبير والكتابة والصحافة والتظاهر... باعتقادي أن ممارسة هذه الحريات لن تخل بالأمن، من يخل بالأمن رجال "الأمن"، وهذا ما يخلق انطباعاً عند المواطنين والمعارضين أن النظام ما يزال أسير أساليبه القديمة في القمع.

تردد في الفترة الأخيرة أن رفعت الأسد عائد، وقد تفاوتت وجهات النظر في أمر عودته. ما هو تعليقكم على عودته؟

ـ أعتقد أن عودته في هذه الظروف السياسية غير مرحب بها من المجتمع السوري بسبب ارتكابه مجازر مع رفاقه في تدمر عام 1980 وحماه عام 1982 وسواها من الأماكن الأخرى. ولا أدري إن كانت عودته تأتي برضى السلطة التي أعتقد أنها لا ترتاح لتصرفاته، ومحاولته الاستيلاء على السلطة حين مرض شقيقه عام 1983 مازالت ماثلة أمام أعين المسؤولين.

سياسياً لن يستطيع رفعت أن يستقطب أحداً بسبب ذلك الماضي الأسود، وإن البلاد ليست بحاجة إلى هؤلاء السفاحين، إنما بحاجة إلى أناس عاقلين يبحثون عن مخارج تجنبنا مآسي الماضي وتعيد اللحمة الوطنية إلى المجتمع. لذلك فرفعت غير صالح من هذه الزاوية لا للمجتمع ولا للسلطة الحالية.

أخيراً: المواقف السياسية التي تطرحها تبدو مختلفة عن طروحات الآخرين من حيث صراحتها وحدتها، ألا تخشى على نفسك من الخصوم؟

ـ طرحي السياسي في جوهره لا يختلف عن طروحات المعارضين الآخرين. أنا أوافقك على موضوع الحدة والصراحة، لكن المسألة هي مسألة ذاتية ومرتبطة بأسلوبي في التعبير. فشخصياً أحب الوضوح في الطرح وأحارب الغموض لكي أوصل رأيي إلى المتلقي. لذلك وبسبب انخراطي في حزبي وعملي السياسي الذي عايشت بموجبه ظروفاً صعبة هذه كلها تجعلني غير مبال للنتائج السلبية التي قد تترتب على مواقفي.

"المستقبل"

ΕΛΕΥΘΕΡΙΑ ΣΤΟΝ ΣΑΒΒΑ ΞΙΡΟ
  رد مع اقتباس
قديم 28/06/2005   #2
شب و شيخ الشباب أبو النسيم
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ أبو النسيم
أبو النسيم is offline
 
نورنا ب:
May 2005
المطرح:
damascus-syria
مشاركات:
973

إرسال خطاب MSN إلى أبو النسيم إرسال خطاب Yahoo إلى أبو النسيم
افتراضي حوارجديد أجراه موقع الرأى الألكتروني مع المناضل رياض الترك


رياض الترك, الامين الاول للحزب الشيوعي السوري المعروف باسم »المكتب السياسي«, الذي انبثق من انشقاق كبير في صفوف الحركة الشيوعية السورية في اوائل السبعينات اوقفته قوى الامن العسكري في 28 اكتوبر من عام 1980. وقد سجن وحيدا في زنزانة, وكان ينقل دوريا الى المستشفى بسبب غيبوبات متكررة ناتجة عن عدم العناية بمرض السكري المصاب به, وبقي في سجون حافظ الاسد مدة 18 عاما دون محاكمة. وقد كانت معارضة هذا الرجل تزعج النظام في دمشق على الدوام. ولد رياض الترك في مدينة حمص في وسط سورية عام 1931, وكان قد اعتقل سابقا وعذب تعذيبا وحشيا في سجون الامن السياسي ابان الوحدة بين سورية ومصر. وكان قد فقد جزءا من قدراته السمعية في هذا الاعتقال. وفي عام 1969 اصبح رياض الترك عضوا في المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري وكان يقود تيارا يجمع بين الماركسية والقومية. وفي عام 1972 ينقسم الحزب الشيوعي السوري الى قسمين: قسم يقوده خالد بكداش المنسجم موقفه مع مواقف النظام على الصعيدين الداخلي والخارجي. والقسم الثاني يتالف من اغلب اعضاء المكتب السياسي (ومن هنا جاء اسم الحزب), وعلى رأسهم رياض الترك الذي عمل على اعادة صياغة برنامج عمل جاعلا من الوحدة العربية هدفا ستراتيجيا مثلها مثل بناء الاشتراكية. ولقد عارض رياض الترك منذ عام 1976 دخول القوات السورية الى لبنان, ورفض اعتبار قمع الاسلاميين في نهاية السبعينات نضالا للتقدميين ضد الرجعيين. وبالنسبة له كان الموقف انذاك يعكس عمق الازمة بين النظام والشعب, وتعبيرا عما يصبو اليه هذا الاخير من " ديمقراطية وتعددية ودولة قانون وحريات عامة وحياة كريمة".. وفيما يلي نص اللقاء الذي اجراه معه موقع »الرأي«الالكتروني




ما الذي يفسر اليوم ضعف سورية, أهو انسحابها من لبنان واستمرار الضغط الاميركي عليها? وكيف وصل الامر الى هذا الحد, في حين انه في عام 2000 , ومع وصول بشار الاسد الى سدة الحكم كان البعض يتحدث عن "ربيع دمشق"? يعيش المجتمع السوري مرحلة انتقالية بين الطغيان والديمقراطية, والازمة الحالية هي انعكاس لفشل السلطة القائمة على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولا بد ان نضيف هنا بطبيعة الحال ان الدور الاقليمي للسلطة قد انتهت صلاحيته حاله مثل بقية الانظمة في المنطقة. وكان الدليل الاخير على انتهاء هذا الدور هو انسحابه من لبنان. وضعف النظام يؤدي الى حلين ممكنين: اما تغيير النظام او القيام باصلاحات تسمح له بتجديد نفسه. وهنا لابد من الاشارة الى الولايات المتحدة فهي لم تعد تدعم دور سورية والانظمة المماثلة الاخرى, وهي تود ارساء واجهة ديمقراطية اكثر ملاءمة لمصالحها. نحن من جهتنا نطرح مسالة الديمقراطية منذ حوالي ثلاثين عاما, في الوقت الذي لم يكن احد في الخارج يحرك ساكنا, لذلك هنا يمكننا التحدث عن نفاق لدى الولايات المتحدة. واذا قارنا سورية الان تحت حكم هذا الرجل "الضعيف" مع فترة حكم والده حافظ الاسد, نجد بطبيعة الحال فرقا سواءً في عدد المعتقلين او عدد المقتولين, لكن هذا الفروق لا تعني الديمقراطية على الاطلاق, وعلينا الا نعتقد انها نتيجة برنامج اصلاحي قد شرع به بشار الاسد. ويكفي ان ننظر هنا الى نسبة البطالة في سورية التي تقترب من 50 في المئة ,والى متوسط دخل الفرد الذي لا يتجاوز الف دولار سنويا. ونتيجة ضعف النظام بدا المجتمع والمعارضة بدفع هوامش الحركة, والامر يتعلق بمكتسبات الشعب وليس باعطيات النظام. فخلال خمس سنوات لم يفعل بشار الاسد شيئا على الاطلاق, فالظروف الحالية لم تعد تسمح بالسلوك نفسه الذي كان يجري سابقا, كارتكاب المجازر على سبيل المثال. المجتمع ناضج للتغيير ولكن من الصعب التنبؤ بالعامل الذي سيطلق هذا التغيير. فلقد اعتاد النظام في سورية ان يحل تناقضاته بالاستناد على العوامل الخارجية كالنضال ضد اسرائيل على سبيل المثال. مازالت هذه العقلية موجودة لديه, فهو مثلا يعيش على امل او على وهم التفاهم مع الولايات المتحدة. انهم في السلطة لا يريدون ان يصدقوا ان العالم قد تغير, وان السياسات الخارجية قد تغيرت, ولا يريدون فهم ان لا خيار امامهم سوى واحد من اثنين: اما التسليم للشعب او الاستسلام للولايات المتحدة. كيف ترون الستراتيجية الاميركية ازاء سورية? اتريد واشنطن الحفاظ على بشار وتصفية محيطه ام تريد قلب النظام برمته? وفي هذه الحالة بمن ستستبدله? السياسة الاميركية ازاء سورية لا تزال غير واضحة, ولكننا نلاحظ ان الولايات المتحدة بعد افغانستان والعراق تحاول اضعاف النظام السوري تدريجيا, وانتزاع كل اوراقه في المنطقة. بالطبع لابد من الربط دائما بين العوامل الخارجية والعوامل الداخلية, ولكن على المعارضة في هذه الحال ان تكون قوية; الا ان سياسة القمع والارهاب التي مارسها حافظ الاسد ضدها قد اضعفها الى حد ملفت; وهذا ما يدفعني الى القول ان التغيير سياخذ وقتا, وهذا ما يسمح للعامل الخارجي بان يزيد في ضعف النظام اكثر من العامل الداخلي. ومن هنا تاتي اهمية توحيد قوى المعارضة ولا بد هنا من الاشارة الى اهمية القوى الليبرالية والاسلامية المعتدلة. فاذا وصلنا الى ذلك سنسهم في تسريع الامور. وبالنسبة للنظام القائم هو حليف للولايات المتحدة, وليس للولايات المتحدة اية مصداقية, وبالتالي ليس لدينا اوهام فيما يتعلق بسياساتها, وعلينا ان نتاكد ما اذا كانت تنوي جلب مغامرين جدد الى المنطقة من نمط الجلبي في العراق?? في هذه الحالة لن نربح شيئا. ما يهمنا هو مسالة الحرية والديمقراطية. وهذه المسالة لا تهمها بقدر ما تهمها مصالحها الخاصة. فالامر شديد الحساسية والتعقيد, فنحن بحاجة لدعم العامل الخارجي في الوقت الذي يقلقنا. وهنالك مثل شعبي سوري يقول: "عيني فيه وتفو عليه". لدي انطباع باننا نتجه نحو حل وسط بين الحالة العراقية والحالة الليبية. الولايات المتحدة تريد تكريس مصالحها ومصالح اسرائيل وتنصيب اشخاص كالجلبي ونحن نريد الحرية والديمقراطية. الا ترى ان القوى الديمقراطية محاصرة بين النظام القائم والارادة الاميركية? وهل هناك حيز تستطيع المعارضة من خلاله الحركة لمنع سيناريو عراقي ولارساء ارادة الشعب السوري? هناك طريق ثالث ممكن, هذا الطريق الثالث وجد تاريخيا وموجود في الحياة اليومية للسوريين, لقد وجدت دائما في سورية معادلة بين القوى المتطرفة الرامية الى الاستقلال او الى منعه. ففي عهد الانتداب الفرنسي كانت هنالك نضالات عنيفة من اجل الاستقلال, وفي الجهة المقابلة كانت هنالك قوى متواطئة مع الفرنسيين, في هذا السياق كانت هنالك الحركة الوطنية المستندة الى الشعب والمتفاوضة مع الفرنسيين في ان, فهنالك عامل ثقافي سوري يحبذ الاعتدال. هذه الحركة الوطنية نجحت في خلق حركة اكثر ليبرالية عمادها تكنوقراطيون تاهلوا وتكونوا في اوروبا. هذه الحركة حققت تقدما, لكنها فشلت في حل الكثير من المشاكل, لانها تنتمي لاصول اقطاعية. فلم تستطع هذه النخبة حل مشاكل المناطق الريفية. اما بالنسبة الى القائمين على السلطة حاليا والذين كانوا قد تحولوا الى قوة عسكرية, فهم ديماغوجيون خطابهم قومي واشتراكي, ولكن على ارض الواقع هم طائفيون ولم يستطيعوا حل مشكلة التطور في المناطق الريفية; وبالتالي هذا يعيدنا الى الطبقات الوسطى المدينية. الطريق الذي يجب سلوكه هو وحدة جميع المعارضين. لقد استطاع حافظ الاسد ان يقسم المجتمع الى بعثيين ومعارضين. والمعارضين لم يكونوا يوما وراء السلطة كما هو الحال في مصر والجزائر. فلنأخذ على سبيل المثال الاسلاميين. ايديولوجيا نحن ضد الاسلاميين ولكننا لم نؤيد يوما المجازر التي ارتكبت ضدهم. هذه قاعدة مهمة جدا للحوار. في المدن السورية هنالك وحدة. وهذا شيء فريد بالنسبة الى باقي الدول العربية. انظر مثلا الى الاعتقالات الاخيرة في منتدى الاتاسي, هذه الاعتقالات ترجع الى ان القوى اليسارية قدمت الاسلاميين على انهم قوة موجودة فعليا في المجتمع ولها حق الكلام وهذا لم يعجب النظام. مرة اخرى اطرح السؤال نفسه, كيف يمكن تجنب الحل الاميركي? علينا ان نعلن برنامجنا وعلى الولايات المتحدة ان تعلن موقفها ازاء هذا البرنامج. ومن وجهة نظر حزبنا من المستحيل ان نضع انفسنا تحت الوصاية الاميركية, ونحن نعمل حاليا مع القوى المعارضة الاخرى حول هذه النقطة; لكننا لم نتوصل بعد الى اتفاق نهائي مع ان المصلحة السورية العليا تتطلب ذلك. واضافة الى ذلك فاننا نرى ان الدعم الاوروبي حيوي ومهم للغاية, ولكن مع الاسف لا اعتقد ان الاوروبيين سيقومون بواجبهم, فهنالك تواطؤ جزئي بين النظام والاوروبيين. كيف سيتم توحيد قوى المعارضة, لقد شرحت الجذور التاريخية لذلك; ولكن اليوم ما الذي يجمع بين حزبكم والاخوان المسلمين? لقد قوَّض النظام كل حياة سياسية في المجتمع وكل تنوع; ارادتنا المشتركة هي ان تعود سيادة القانون الى البلد, وان تقام انتخابات حرة, وان يمثل الشعب كما يجب ان يمثل. نحن واعون تماما ان كل التيارات الموجودة: الماركسية والقومية والاسلامية كانت تيارات اقصائية. الكل يفهم ان ذلك كان خطا فادحا. لهذا قررنا التعاون مع القوى الاخرى. فلنفترض ان النظام انهار. فيجب البدء بنهوض ما ولكن على اي اساس? خزائن الدولة فارغة, علينا ان نعيد بناء البنى التي تستقطب رؤوس الاموال, لهذا السبب نحن بحاجة الى الحركات الليبرالية, وهذا لا يعني انه ليس لدينا رؤيتنا الخاصة, نحن نريد ان تلعب الدولة دورا رئيسا في الاقتصاد دون ان تحتكر كل شيء. تعتقد اذا ان الاسلاميين لا يريدون فرض الشريعة وفرض دولة اسلامية? بالنسبة لنا العلمانية شرط اساسي, ولن نتنازل عن هذه النقطة, ونحن في بلد الفسيفسائية الدينية تفرض نفسها. ولكن في الوقت الراهن سنغلط تكتيكيا اذا رحنا نفرض شروطنا. بالمقابل نحن نطلب من الاسلاميين ان يحترموا الاقليات السياسية والطائفية وذلك في حال ربحوا الانتخابات; والاسلاميون في سورية تيار معتدل; فالسنة تاريخيا لم يطالبوا يوما بجمهورية اسلامية. النظام وحده هو الذي كرس الاصولية. فاليوم الموضوع المهم هو الحرية. لقد حاول بعض الاسلاميين في سورية سابقا ان يفرضوا انفسهم بالسلاح, فخسروا الكثير من كوادرهم, وكانت تلك الفترة فترة ارهاب وخوف, ولقد خسروا حتى بعض قواعدهم الشعبية. في خمسينيات القرن الماضي احتكم الجميع الى صناديق الاقتراع. ولكن لا ننسى ان سورية بلد مسلم وبالتالي علينا ان نتوجه الى المجتمع السوري بكل مكوناته بما فيها الاسلاميون لحل المشاكل الكبرى. فلقد هجرنا فكرة الطليعة, نحن في هذا التوجه منذ ان انشققنا عن الحزب الشيوعي في عام 1973. ولكن مع الاسف فان بعض الاسلاميين في ذلك الوقت اختاروا العنف. وحاليا نحن اكثر تفاؤلا من سبعينيات القرن الماضي, ويبدو ان الاسلاميين الان يعون اكثر من قبل اخطاءهم في تلك الحقبة. لقد عقدتم قريبا مؤتمرا لحزبكم, ما هي التوجهات الجديدة التي نجمت عن هذا المؤتمر? المؤتمر هو نتيجة طبيعية لممارستنا السياسية منذ ثلاثين عاما, ولكن الفرصة لم تتوفر لعقد هذا المؤتمر من قبل, لانا كوادرنا الحزبية كانت قيد الاعتقال. ولقد اعدنا النظر في رؤيتنا للماركسية, فسابقا كنا نعتبرها مرجعيتنا الوحيدة والمطلقة; والان نحن نعتبرها مرجعية رئيسة ولكنها ليست مرجعيتنا الوحيدة. وهنالك ثلاثة اسباب لهذه الرؤية الجديدة: اولا فشل التجربة الاشتراكية في البلدان الشرقية.وثانيا مرور نحو 150عاما على نشوء الماركسية, والسبب الثالث هو واجبنا في نقد الفكر. ولقد استفدنا من هذه المناسبة لتغيير اسم الحزب, فاصبح يدعى الان(حزب الشعب الديمقراطي السوري) وذلك بسبب حزبين شيوعيين اخرين يشتركون مع حزب البعث في "الجبهة الوطنية التقدمية", وقد انتخبنا عبدالله هوشة امينا اولا للحزب.

هؤلاء لا يزالون خلف القضبان (سجناء رأي)

الحرية لحسام ملحم (عاشق من فلسطين)
الحرية لعلي العلي (To live is to die)
الحرية لطارق الغوراني ( Tarek 007)
الحرية لماهر أسبر
الحرية لأيهم صقر
الحرية لعلام فخور
الحرية لجميع سجناء الرأي و المعتقلين السياسين في سوريا

الحرية لسوريا
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 09:51 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.10485 seconds with 14 queries