أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > اللاهوت المسيحي المعاصر

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 02/01/2006   #19
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي يستشهد المسيح بخمسة شهود على أنه ابن الله الوحيد



يستشهد بالمعمدان الذي يرجح أنهم كانوا قد سمعوا شهادته أن يسوع ابن الله، لأنهم لا يستطيعون الشك بصدق شهادته، ولا الرد على كلامه، فذكرها تسهيلاً لإيمانهم.

استشهد بأعماله.

ثم استشهد بمن لا تُقابَل عظمته مع عظمة غيره، وهو الآب ذاته. فهُمْ لتوغُّلهم في الشرور لم يسمعوا صوته، ولا أبصروا هيئته، كما سمع المسيح وأبصر.

ثم أتاهم بشاهدٍ رابع هو كتبهم المقدسة قال: »فتّشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية، وهي التي تشهد لي«.

ثم أتاهم بشاهد خامس هو زعيمهم موسى، قال: »لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني لأنه هو كتب عني. لستم تصدقون موسى فكيف تصدقون كلامي؟«.
وفي هذا الخطاب ذكر المسيح عمله المزدوج الموكول إليه من قبل الآب: أي الإحياء والإهلاك، فصرَّح بأن الهلاك نتيجة إرادة الإنسان »لا تريدون أن تأتوا إليّ لتكون لكم حياة«. لكن لئلا يظن سامعوه أنه يدّعي بالطبيعة الإلهية فقط (كما كان يفعل لو كان خادعاً ومخدوعاً) فهو يعلن ناسوته أيضاً في قوله: »أعطاه الآب سلطاناً أن يدين أيضاً لأنه ابن الإنسان«. وفي آخر خطابه يبكتهم المسيح على عدم اكتراثهم للمجد الذي يأتي من الله للمستحقين ذلك، وعلى اهتمامهم بالمجد العالي الذي يأتيهم من الناس دون نظرٍ إلى الاستحقاق.
عزيزي القارئ، ماذا تقول أنت في المسيح؟ هل تؤمن بما شهد الإنجيل عنه؟

انسان بلا حدود
CHEGUEVARA
انني احس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى مظلوم في هذه الدنيا ، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني.
EYE IN EYE MAKE THE WORLD EVIL
"أما أنا فقد تعلمت أن أنسى كثيرًا، وأطلب العفو كثيرًا"
الأنسان والأنسانية
  رد مع اقتباس
قديم 02/01/2006   #20
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي تعليم المسيح عن الصوم


وَكَانَ تَلَامِيذُ يُوحَنَّا وَالْفَرِّيسِيِّينَ يَصُومُونَ، فَجَاءُوا وَقَالُوا لَهُ: »لِمَاذَا يَصُومُ تَلَامِيذُ يُوحَنَّا وَالْفَرِّيسِيِّينَ، وَأَمَّا تَلَامِيذُكَ فَلَا يَصُومُونَ؟« فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: »هَلْ يَسْتَطِيعُ بَنُو الْعُرْسِ أَنْ يَصُومُوا وَالْعَرِيسُ مَعَهُمْ؟ مَا دَامَ الْعَرِيسُ مَعَهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَصُومُوا. وَلكِنْ سَتَأْتِي أَيَّامٌ حِينَ يُرْفَعُ الْعَرِيسُ عَنْهُمْ، فَحِينَئِذٍ يَصُومُونَ فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ. لَيْسَ أَحَدٌ يَخِيطُ رُقْعَةً مِنْ قِطْعَةٍ جَدِيدَةٍ عَلَى ثَوْبٍ عَتِيقٍ، وَإِلَّا فَالْمِلْءُ الْجَدِيدُ يَأْخُذُ مِنَ الْعَتِيقِ فَيَصِيرُ الْخَرْقُ أَرْدَأَ. وَلَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ عَتِيقَةٍ، لِئَلَّا تَشُقَّ الْخَمْرُ الْجَدِيدَةُ الزِّقَاقَ، فَالْخَمْرُ تَنْصَبُّ وَالزِّقَاقُ تَتْلَفُ. بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ جَدِيدَةٍ« (مرقس 2:18-22).
يبدو أن تلاميذ يوحنا المعمدان كانوا يصومون حسب النظام اليهودي، بينما لم يكن المسيح ولا تلاميذه يراعون فروض الصوم. وعندما دعا المسيح متى العشار ليتبعه أقام متى له وليمة ولتلاميذه ليتناولوا الطعام في بيته، فأثار هذا انتقاد قادة اليهود للمسيح.
كان الصوم أمراً عظيماً عند اليهود، كما هو الآن عند كثيرين غيرهم. طلب منهم النظام المُنزَل أن يصوموا يوماً واحداً في السنة، وهو يوم الكفارة. ولكنهم توهّموا أن مجرد الصوم يُرضي الله، فزادوا أصواماً جديدة سنوية عديدة، مبتدئين بذلك في سبي بابل. ووصل بهم الأمر أن فرضوا على أنفسهم صوم يومين في كل أسبوع على مدار السنة. ونستنتج من جواب المسيح على سؤال اليهود أن الله ترك أمر الصوم اختيارياً، وتابعاً للظروف التي تقضي به، فلا محل للصوم إلا في الأحوال الملائمة. وهذا يعني أنه لا يجب تحديد أصوام في أوقات معيّنة تُحفَظ على سبيل الفرض، سواء كانت الظروف تدعو إلى الصوم أم لا. كثيراً ما كانت أصوام شعب الله قديماً مكرهة لله، فقد قال الله على فم إشعياء: »يَقُولُونَ: »لِمَاذَا صُمْنَا وَلَمْ تَنْظُرْ، ذَلَّلْنَا أَنْفُسَنَا وَلَمْ تُلَاحِظْ؟« هَا إِنَّكُمْ فِي يَوْمِ صَوْمِكُمْ تُوجِدُونَ مَسَرَّةً، وَبِكُلِّ أَشْغَالِكُمْ تُسَخِّرُونَ. هَا إِنَّكُمْ لِلْخُصُومَةِ وَالنِّزَاعِ تَصُومُونَ، وَلِتَضْرِبُوا بِلَكْمَةِ الشَّرِّ. لَسْتُمْ تَصُومُونَ كَمَا الْيَوْمَ لِتَسْمِيعِ صَوْتِكُمْ فِي الْعَلَاءِ. أَمِثْلُ هَذَا يَكُونُ صَوْمٌ أَخْتَارُهُ؟ يَوْماً يُذَلِّلُ الْإِنْسَانُ فِيهِ نَفْسَهُ، يُحْنِي كَالْأَسَلَةِ رَأْسَهُ، وَيَفْرِشُ تَحْتَهُ مِسْحاً وَرَمَاداً. هَلْ تُسَمِّي هَذَا صَوْماً وَيَوْماً مَقْبُولاً لِلرَّبِّ؟ أَلَيْسَ هَذَا صَوْماً أَخْتَارُهُ: حَلَّ قُيُودِ الشَّرِّ. فَكَّ عُقَدِ النِّيرِ، وَإِطْلَاقَ الْمَسْحُوقِينَ أَحْرَاراً، وَقَطْعَ كُلِّ نِيرٍ. أَلَيْسَ أَنْ تَكْسِرَ لِلْجَائِعِ خُبْزَكَ، وَأَنْ تُدْخِلَ الْمَسَاكِينَ التَّائِهِينَ إِلَى بَيْتِكَ؟ إِذَا رَأَيْتَ عُرْيَاناً أَنْ تَكْسُوهُ، وَأَنْ لَا تَتَغَاضَى عَنْ لَحْمِكَ« (إشعياء 58:3-7
  رد مع اقتباس
قديم 02/01/2006   #21
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


الصوم المقبول إذاً هو الصوم الطبيعي الناتج عن حزن حقيقي. نرى الحزين يهمل الطعام، لأن نفسه تنفر من التلذُّذ في حالة الحزن، لأن الجسم لانشغاله بانفعالات الحزن يكون غير مستعد للهضم الطبيعي. وكما أن الفرح يعين الهضم، فالحزن يعيقه. ولكن تذليل الجسم دون تذلل الروح باطل. وقد حذر المسيح في الموعظة على الجبل من الصوم الافتخاري والتظاهر فيه، وبيَّن أن الصوم الأكثر قبولاً لديه هو الذي لا يعلم به إلا الله والصائم (متى 6:16-1.
في جواب المسيح على سؤال اليهود عن الصوم، يظهر أن لتلاميذ المعمدان ما يوجب الصوم، بما أن رئيسهم ومعلمهم قد أُخذ منهم، وهو مطروح ظلماً في سجن مظلم. لكن ليس عند تلاميذ المسيح هذا الموجب لأن رئيسهم معهم. في الوقت ذاته أشار المسيح إلى يومٍ مقبلٍ عليهم، حين يُرفع عنهم عريسهم (أي رئيسهم)-وقتها ينوحون ويصومون. نرى في هذا تلميحاً إلى عنف اليهود وقساوتهم في أخذ المسيح للصليب، كما أشار النبي في قوله: »مِنَ الضُّغْطَةِ وَمِنَ الدَّيْنُونَةِ أُخِذَ« (إشعياء 53:. نعم إنه سلّم ذاته للصلب بإرادته الحرة، وبمشورة الله المحتومة وعلمه السابق، لكن ذلك لم يمنع ما أتى في تكملة هذه الآية في وعظ بطرس، إذ قال لصالبي المسيح: »وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ« (أعمال 2:23).
في هذا الحديث عن الصوم يذكِّر سامعيه من تلاميذ المعمدان أن معلّمهم شبَّه نفسه بالعريس، وشبّه تلاميذه بأنهم »بنو العرس«. فكيف يُنتظَر من بني العرس أن ينوحوا ويصوموا؟ هذا أقوى كلام استخدمه للتعبير عن الاتحاد الكلي بين المسيح وشعبه المؤمن
  رد مع اقتباس
قديم 02/01/2006   #22
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


تشبه العلاقة بين المسيح وبين نفوس المؤمنين به علاقة العريس مع العروس، من أوجه عديدة. فالمسيح يحب المؤمنين به حباً شديداً حتى الموت، وإلى الأبد. وهذا الحب يوجد اتحاداً تاماً بينه وبينهم، فيصيرون معه واحداً، إذ هم في المسيح والمسيح فيهم. هم الجسد الذي هو رأسه، وهو يفي جميع ديونهم للعزة الإلهية، ويقوم بكافة احتياجاتهم اليومية. وهو يشترك معهم في كل مصائبهم، ويتحمل كل همومهم، ويرثي لكل ضعفاتهم، ويصبر على زلاتهم، ويطيل أناته على كل إهانتهم، ولا يتركهم مطلقاً. هو يعتبر ما يفعله أحدٌ بهم من الخير والشر، كأنه فعله له. وهو مستعد أن يهبهم المجد الذي أعطاه له الآب قبل خَلق العالم، وحيث يكون هو، يريد أن يكونوا هم أيضاً. هذه العلاقة الشريفة الفائقة هي النتيجة السعيدة للإيمان به، وثمر الانضمام إليه.
بعد أن أوضح المسيح أن علاقة المؤمنين به تشبه علاقة العريس بالعروس، أعلن رأيه في فريضة الصوم. لكنه لم يكتف بذلك، بل أوضح حقائق بخصوص سائر الفرائض الموسوية، فقدم لسامعيه مثلين آخرين يوضحان النسبة بين النظام اليهودي القديم، ونظامه هو الجديد. ويبدو أن المسيح كان يوجّه كلامه على الأخص إلى تلاميذ المعمدان الذين ظنّوا أن الجديد الذي أتى به المسيح يُضاف إلى القديم الذي أتى به موسى، ولكنه لا يحل محله، فيبقى القديم محفوظاً، الأمر الذي يعني أن المسيح وتلاميذه يجب أن يمارسوا كل الطقوس اليهودية. فأعلن المسيح أن الجديد القوي إن تعلَّق على القديم البالي يتلفه، فلا يعود ينفع شيئاً،فقال: »ليس أحدٌ يخيط رقعة من قطعة جديدة، أو من ثوب جديد، على ثوب عتيق«. فكل من عنده حكمة ولو بسيطة لا يفعل ذلك.. ولا يضع الفهيم الخمر الجديدة في زقاق عتيقة، لأن نتيجة ذلك تكون إتلاف الغلاف والمغلَّف وضياع كل فائدة. الثوب غلاف يكتسي به الإنسان، والزقاق غلاف يغلّف به الخمر. والمسيح يعلّمنا هنا أن الغلاف متى خدم زمانه وعتق، يكون الحكم فيه الإبدال لا الترقيع. هذا لا يعيب العتيق الذي يكون قد أتمَّ القصد من وضعه، فيشيخ كما تشيخ النبوَّة الصادقة عند إتمامها.
بهذا التشبيه اللطيف أوضح المسيح أن النظام الطقسي الموسوي كان قد خدم زمانه وعتق، فلم يعد من الممكن إصلاحه، بل وجب إبداله بنظام جديد يخلفه، لأن فروض شريعة موسى فروض خارجية هي بمثابة غلاف الدين. وكما أن الإنسان الذي يريد أن يحضر عرساً، وكان ثوبه عتيقاً معيباً في شيء، لا يصلحه برقعة جديدة، بل يأتي بثوب جديد.. كذلك الأمر في حياتنا الدينية. فإن أراد أحدُ سامعي المسيح من تلاميذ المعمدان أو الفريسسي، أن يتبع هذا العريس السماوي، عليه بثوب جديد، أي فرائض جديدة، كالمعمودية بدلاً من الختان، والعشاء الرباني بدلاً من عشاء الفصح، والقسوسية بدلاً من الكهنوت، وتقديس اليوم الأول بدلاً من السابع، والكنيسة بدلاً من الهيكل، ومنبر الوعظ بدلاً من مذبح المحرقة.
وفي المَثَل الثاني قال المسيح: الذي يقبل تعليمي الجديد عليه أن يقبله في قلب جديد، مولودٍ ولادة جديدة من الروح الإلهي. وختم المسيح خطابه بقوله: »ليس أحدٌ إذا شرب العتيق يريد للوقت الجديد، لأنه يقول إن العتيق أطيب«. هذا يعني أن القلب المتجدد هو الزقُّ الجديد الذي يقدر أن يحتمل ضغط الخمر الجديدة، أي التعليم الجديد المسيحي القوي، وهذا تفسير القديس باسيليوس. ويفسر القديس أوغسطينوس أن هذا القول صَدَقَ بالأكثر في يوم الخمسين، لما حلَّت الخمر الجديدة - أي انسكاب الروح القدس بقوة في الزقاق الجديدة، أي الرسل المتجددين بالولادة من فوق. وفسَّر بعضهم أن الزقاق العتيقة هي الفريسيون، والزقاق الجديدة هي الرسل.
كان تلاميذ يوحنا يتمسَّكون بالقديم، لأن هذه عادة البشر. ويحتاج الأمر إلى وقت للترويّ والبحث ليقفوا على تفوُّق الجديد على العتيق. لنا هنا نموذج للتصرُّف مع الذين نقصد إنارتهم بنور جديد. يجب أن لا نستعمل القساوة والإلحاح الزائد، بل لنقدِّر الصعوبات التي تعارض اقتناعهم بأفضلية الجديد
  رد مع اقتباس
قديم 02/01/2006   #23
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي تعليم المسيح عن السبت


وَفِي السَّبْتِ الثَّانِي بَعْدَ الْأَوَّلِ اجْتَازَ بَيْنَ الّزُرُوعِ. وَكَانَ تَلَامِيذُهُ يَقْطِفُونَ السَّنَابِلَ وَيَأْكُلُونَ وَهُمْ يَفْرُكُونَهَا بِأَيْدِيهِمْ. فَقَالَ لَهُمْ قَوْمٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ: »لِمَاذَا تَفْعَلُونَ مَا لَا يَحِلُّ فِعْلُهُ فِي السُّبُوتِ؟« فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: »أَمَا قَرَأْتُمْ وَلَا هذَا الَّذِي فَعَلَهُ دَاوُدُ، حِينَ جَاعَ هُوَ وَالَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ، كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اللّهِ وَأَخَذَ خُبْزَ التَّقْدِمَةِ وَأَكَلَ، وَأَعْطَى الَّذِينَ مَعَهُ أَيْضاً، الَّذِي لَا يَحِلُّ أَكْلُهُ إِلَّا لِلْكَهَنَةِ فَقَطْ؟« وَقَالَ لَهُمْ: »إِنَّ ابْنَ الْإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضاً« (لوقا 6:1-5).
كان المسيح وتلاميذه يسيرون بين الزروع، فأخذ التلاميذ يقطفون السنابل ويأكلون. لم يكن في هذا العمل خطأ، لأن شريعة موسى كانت تسمح به، إذْ كانت تقول: »إِذَا دَخَلْتَ زَرْعَ صَاحِبِكَ فَاقْطِفْ سَنَابِلَ بِيَدِكَ، وَلكِنْ مِنْجَلاً لَا تَرْفَعْ عَلَى زَرْعِ صَاحِبِكَ« (تثنية 23:25). ولكن لما قطف تلاميذ المسيح السنابل كان ذلك يوم سبت، فاعتبر رؤساء اليهود أن القطف نوع من الحصاد الممنوع في يوم السبت، وأن الفرك هو نوع من الدِّراس ودارس الغلال في السبت ممنوع. لذلك اعتبروا هذا العمل مخالفاً لإحدى وصايا الله العشر التي كُتبت بأُصبع الله على لوحي حجر في الجبل المقدس، ثم سُلِمت لموسى كليم الله بين الرعود والبروق ودخان النار المخيفة بياناً لأهميتها، وتأكيداً لتوقيرها. ولما كانت وصية السبت هي الوحيدة بين العشر التي تختصّ بالطقوس الخارجية، فاق اعتناء الطقسيين بها على اعتنائهم بما بقي من الوصايا، وتوصّلوا إلى مبالغات غريبة في النهي عن العمل في السبت، خرجت على كل ما ورد في الشريعة
  رد مع اقتباس
قديم 02/01/2006   #24
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


وانتقد الفريسيون عمل تلاميذ المسيح وقالوا له: »اُنظر، لماذا يفعلون في السبت ما لا يحل؟«.. وفي ردّ المسيح على رؤساء اليهود، اقتبس لهم ما ورد في التوراة التي كانوا يفتخرون كثيراً بمعرفتهم الدقيقة لنصوصها. فابتدأ بتأنيبهم لأنهم لم يتذكروا ما فعله داود نبيُّهم وملكهم وقائدهم الأعظم بعد موسى-فعندما جاع هو والرجال الذين معه، أكلوا طعاماً لم يكن يحلّ أكله إلا للكهنة فقط، وهكذا خالف داود شريعة الهيكل في استسلامه لشريعة الرحمة لما جاع هو والذين معه. فإن كان الرب لم يبكت داود على ذلك، فقد جاز لابن داود الأعظم أن يسمح لتابعيه أن يقطفوا فريكاً ويأكلوه في السبت.
ثم استشهد المسيح بحادث ثانٍ كان يتجدد كل سبت أمام عيونهم بأوامر إلهية، وليس كالأول بمجرد استحسان رجل من رجال الله، ولذلك فهو أقوى جداً. قال: »أوَمَا قرأتم في التوراة أن الكهنة في السبت في الهيكل يدنسون السبت وهم أبرياء؟«. يدنسون السبت أولاً بإيقاد النار لأجل الذبائح، وثانياً بمضاعفة أشغالهم يوم السبت. فإذاً العمل الذي هو خدمة دينية، لا يوافق فقط أن يمارس في السبوت، بل يُضاعف أيضاً.
ثم زاد المسيح على هذا أنه بيّن سلطته الدينية، لأنه أعظم من الهيكل، بل هو رب الهيكل. فإن كانت عظمة الهيكل تجيز تدنيس السبت بالأعمال في خدمته، فكم بالحري يحقّ لرب الهيكل أن يُجيز ذلك، لأن رب الهيكل يكون رب السبت أيضاً وهو ذاته الهيكل الذي »فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللَّاهُوتِ جَسَدِيّاً« (كولوسي 2:9) وفيه تُقدَّم العبادة الحقيقية لله، لأنه الوسيط بين الله والناس (1تيموثاوس 2:5) فما دام الهيكل أعظم من السبت فكم بالحري رب الهيكل؟
ثم أضاف المسيح شرحاً آخر: »إنما جُعل السبت لأجل الإنسان، لا الإنسان لأجل السبت«. فالسبت والهيكل وُضعا لخدمة الإنسان ومنفعته. والمسيح رب السبت يكرمه ويثبّته، وفي الوقت ذاته يوسعه ويحرره من القيود التي قيّده بها الفريسيون. فلو كان المسيح مجرد بشر، لما حقَّ له أن يسمِّي ذاته رب السبت
  رد مع اقتباس
قديم 02/01/2006   #25
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


نستنتج من عبارات عديدة في الإنجيل أن المسيح استعمل سلطانه كرب السبت ونقله من اليوم السابع في الأسبوع، إلى اليوم الأول الذي هو يوم الأحد، فسُمِّي يوم الأحد يوم الرب. والمقصود هو تخصيص يوم الرب لأعمال الضرورة والرحمة والعبادة. وطالما نكرس لله يوماً من كل سبعة أيام تكريساً ممتازاً، تتمُّ غاية الوصية الإلهية، فإبدال اليوم السابع بالأول، أجراه الرسل بإشارة من المسيح، وبإلهام من روحه القدوس. ولا يخالف هذا الإبدال روح الوضع الإلهي وقصده، فنحسب أن الله وضع في عهده القديم اليوم السابع، حافظاً لعهده الجديد يوماً أشرف منه، هو الأحد، اليوم الأول في الأسبوع. وكما كان السبت اليهودي تذكاراً للعمل الإلهي في الخلق، ويُسمَّى في الكتاب »استراحة الخالق في اليوم السابع«، كذلك يكون السبت الجديد المسيحي، تحويل موضوع التذكار إلى ما هو أعظم من فعل الخلق، وهو عمل الفداء، الذي تمَّ بقيامة الفادي في اليوم الأول، ولذلك تَسَمَّى »يوم الرب«. وهو تذكار أيضاً للعمل العظيم في يوم الخمسين لما تأسست الكنيسة المسيحية في يوم الرب، بواسطة انسكاب الروح القدس العجيب. ولا يقدر أحداً أن يصف أو يدرك مقدار فوائد السبت المسيحي في تاريخ تمدُّن العالم، من زمن المسيح إلى الآن، وما أعظم الأضرار التي تنجم عن إهماله.
نتيجة تعليم المسيح في هذا الأمر هي أن الوصية الأولى والعظمة (وهي المحبة لله) لا يمكن أن تعارض الثانية التي هي مثلها (أي المحبة للناس). فلا يمكن أن يرضى الإله بحفظ سبته على صورة فيها قساوة نحو الناس، لذلك ذكَّرهم بالقول النبوي القديم: »إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لَا ذَبِيحَةً، وَمَعْرِفَةَ اللّهِ أَكْثَرَ مِنْ مُحْرَقَاتٍ« (هوشع 6:6). وقال لهم إنهم لو علموا معنى هذا القول لما حكموا على تلاميذه الأبرياء
  رد مع اقتباس
قديم 02/01/2006   #26
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


وَفِي سَبْتٍ آخَرَ دَخَلَ الْمَجْمَعَ وَصَارَ يُعَلِّمُ. وَكَانَ هُنَاكَ رَجُلٌ يَدُهُ الْيُمْنَى يَابِسَةٌ، وَكَانَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ يُرَاقِبُونَهُ: هَلْ يَشْفِي فِي السَّبْتِ، لِكَيْ يَجِدُوا عَلَيْهِ شِكَايَةً. أَمَّا هُوَ فَعَلِمَ أَفْكَارَهُمْ، وَقَالَ لِلرَّجُلِ الَّذِي يَدُهُ يَابِسَةٌ: »قُمْ وَقِفْ فِي الْوَسَطِ«. فَقَامَ وَوَقَفَ. ثُمَّ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: »أَسْأَلُكُمْ شَيْئاً: هَلْ يَحِلُّ فِي السَّبْتِ فِعْلُ الْخَيْرِ أَوْ فِعْلُ الشَّرِّ؟ تَخْلِيصُ نَفْسٍ أَوْ إِهْلَاكُهَا؟«. ثُمَّ نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى جَمِيعِهِمْ وَقَالَ لِلرَّجُلِ: »مُدَّ يَدَكَ«. فَفَعَلَ هكَذَا. فَعَادَتْ يَدُهُ صَحِيحَةً كَالْأُخْرَى. فَامْتَلَأُوا حُمْقاً وَصَارُوا يَتَكَالَمُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: مَاذَا يَفْعَلُونَ بِيَسُوعَ؟« (لوقا 6:6-11).
لم يطل الوقت حتى أعطى المسيح الدرس الثالث في هذه السلسلة المتصلة بموضوع السبت، وكان ذلك أيضاً في يوم سبت. أعطى الدرس الأول في الهيكل، والثاني في الحقول، وهذا الدرس الثالث في مجمع. عُرف أنه لا يرى عليلاً إلا ويودُّ شفاءه، ولا يراه عليل إلا ويطلب منه الشفاء.. في هذا السبت وهو يعلّم في المجمع، لاحظ الكتبة والفريسيون الحاضرون إنساناً بين الجمع يده يابسة. وتوجَّهت أفكارهم حالاً نحو هذا الشخص، وأرادوا شفاءه، لا شفقةً عليه، بل ليجدوا علَّة على المسيح تمكِّنهم من تقديم شكاية رسمية عليه للمجلس الأعلى. وهكذا أظهروا اهتمامهم بالرجل المريض وسألوا المسيح: »هل يحلُّ الإبراء في السبوت؟«.
لم يحترم المسيح سؤالهم ليجيب عليه لأنهم غير مخلصين. لكنه بعد أن أوقف العليل في الوسط، ليظهر للجميع أنه لا يهاب مقاوميه، ولا يخشى مقاومتهم، وليبكم أعداءه، طرح عليهم سؤالاً: ماذا يوافق القصد الإلهي أكثر من يوم السبت: فعل الخير أو فعل الشر؟ تخليص هذا الرجل في يوم سبت، وهذا فعل خيري، بينما أنتم تقصدون قتلي في هذا اليوم، وهذا فعل شر. فأيٌّ منا يحفظ وصية السبت، وأيُّنا يخالفها؟ ثم ذكّرهم أن ليس بينهم إنسان لا ينتشل في السبت خروفاً له سقط في حفرة، فكم بالحري يجب أن يُنتشَل من هو أفضل جداً من الخروف؟ كان مقرراً حتى عند الفريسيين أن من يهمل نفساً وهو قادر أن يخلّصها يكون قد أهلكها. فدانهم المسيح بسؤاله هذا، دينونة لم يستطيعوا الاعتراض عليها
  رد مع اقتباس
قديم 02/01/2006   #27
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


وانتظر المسيح جوابهم، لكنهم سكتوا. وفي هذا السكوت بيان سطوته الأدبية. لكن ليس عندهم ضمير حي ينبّههم إلى غلطتهم، ويبكّتهم على غلاظة قلوبهم، ليعترفوا بذلك ويطلبوا الرحمة لصاحب اليد اليابسة. فحالتهم هذه تضطر المسيح كمصلح إلى الغضب، وتضطره كمخلّص إلى الحزن »فنظر حوله إلى جميعهم بغضب، حزيناً على غلاظة قلوبهم«. الغضب في الحزن يسمو به، والحزن في الغضب يقدسه ويجعله فضيلة سامية. قال الرسول: »اِغْضَبُوا وَلَا تُخْطِئُوا« (أفسس 4:26). كثيراً ما نقرأ في الكتاب عن الغضب الإلهي، وليس في الإله إلا ما هو فضيلة وكمال - وهذا حال غضب المسيح، فالغضب في محله فضيلة لا رذيلة. كان المسيح غاضباً على هؤلاء المعتزّين بكبريائهم، كما كان حنّاناً على صاحب اليد اليابسة، فشفاه بكلمتين فقط. وبهذا الشفاء العجيب أثبت صحة ما قاله عن نفسه إنه رب السبت، فشفاه بقوله »مدَّ يدك«. كان يخشى أن يجيبه جواباً طبيعياً ويقول: »إني عاجز عن ذلك. فلو كنتُ قادراً على مدِّ يدي لاستغنيت عن إحسانك«. لكنه آمن، وإلا ما حاول المستحيل. لم يعطه المسيح شفاءً جزئياً بل كاملاً، فعادت يده صحيحة كالأخرى. ولا يعطي المسيح غفراناً جزئياً بل كاملاً لكل من يلتجئ إليه.
نرى في صاحب اليد اليابسة وفي شفائه مثالاً صادقاً للخاطئ والخلاص. فلم يكن العمل الذي شفاه عمله، بل عمل المسيح. لكن عمل المسيح لا يشفيه ما لم يؤمن بذلك العامل وبعمله. وهكذا العمل الذي يخلص الخاطئ هو عمل المسيح لا عملنا. إنما تتوقف نتيجة عمل المسيح في خلاص الخاطئ على إيمان هذا الخاطئ يشخص هذا المخلّص وخلاصه.
في هذه الحوادث الثلاث المتعلقة بالسبت، أوضح المسيح مبدأه الجوهري الذي أشار إليه بعدئذ في قوله: »اَلْكَلَامُ الَّذِي أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ« (يوحنا 6:63). والذي أوضحه رسوله في قوله: »لِأَنَّ الْحَرْفَ يَقْتُلُ وَلكِنَّ الرُّوحَ يُحْيِي« (2 كورنثوس 3:6). وقد أغاظ هذا القول الكتبة والفريسيين، فيقول البشير إنهم »امتلأوا حمقاً، وصاروا يتكالمون في ما بينهم ماذا يفعلون بالمسيح«. لقد كانوا مستعدين بحجة المحافظة على وصية السبت أن يضحّوا بالوصية السادسة القائلة: »لا تقتل«. فشابهت أفكارهم ومعاملتهم للمسيح أفكار أهل العالم ومعاملاتهم في جميع الأجيال لرجال الله الممتازين. فالأنبياء والرسل والشهداء والمصلحون قد قاسوا جميعاً ما قاساه المسيح جزاء غيرتهم الوقادة وتقواهم الممتازة. ولا تخلو المراقبة العدائية من فائدة للصالحين، لأنها تزيدهم حرصاً على حسن السيرة والسريرة، وتزيد وضوح الشهادة بفضائلهم التي تظهر بهذه المراقبة الشديدة
  رد مع اقتباس
قديم 02/01/2006   #28
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي المسيح يختار تلاميذه


وَفِي تِلْكَ الْأَيَّامِ خَرَجَ إِلَى الْجَبَلِ لِيُصَلِّيَ. وَقَضَى اللَّيْلَ كُلَّهُ فِي الصَّلَاةِ لِلّهِ. وَلَمَّا كَانَ النَّهَارُ دَعَا تَلَامِيذَهُ، وَاخْتَارَ مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِينَ سَمَّاهُمْ أَيْضاً »رُسُلاً«: سِمْعَانَ الَّذِي سَمَّاهُ أَيْضاً بُطْرُسَ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ. يَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا. فِيلُبُّسَ وَبَرْثُولَمَاوُسَ. مَتَّى وَتُومَا. يَعْقُوبَ بْنَ حَلْفَى وَسِمْعَانَ الَّذِي يُدْعَى الْغَيُورَ. يَهُوذَا بْنَ يَعْقُوبَ، وَيَهُوذَا الْإِسْخَرْيُوطِيَّ الَّذِي صَارَ مُسَلِّماً أَيْضاً.
وَنَزَلَ مَعَهُمْ وَوَقَفَ فِي مَوْضِعٍ سَهْلٍ، هُوَ وَجَمْعٌ مِنْ تَلَامِيذِهِ، وَجُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ الشَّعْبِ، مِنْ جَمِيعِ الْيَهُودِيَّةِ وَأُورُشَلِيمَ وَسَاحِلِ صُورَ وَصَيْدَاءَ، الَّذِينَ جَاءُوا لِيَسْمَعُوهُ وَيُشْفَوْا مِنْ أَمْرَاضِهِمْ، وَالْمُعَذَّبُونَ مِنْ أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ. وَكَانُوا يَبْرَأُونَ. وَكُلُّ الْجَمْعِ طَلَبُوا أَنْ يَلْمِسُوهُ، لِأَنَّ قُوَّةً كَانَتْ تَخْرُجُ مِنْهُ وَتَشْفِي الْجَمِيعَ« (لوقا 6:12-19).
اجتمع قادة اليهود على كراهية المسيح. وبالرغم من انقسامهم إلى أحزاب، اتفقوا على قتله. كان الفريسيون يكرهون ما اعتبروه كسر المسيح لوصية السبت، فقالوا عنه »إنه مفسِدُ الأمة ومجدف ومضلّ وسامري فيه شيطان، وعشير الشياطين والخطاة، ناقضُ الهيكل والناموس«. أما الهيرودسيون فقد خشوا من أنه سيأخذ العرش من الملك هيرودس.
ولما رأى المسيح هذا الاتفاق عليه، انصرف إلى شاطئ بحيرة طبرية ليقدم خدمته للجمهور المحتاج، وليختار جماعة من مريديه ليدربهم على الخدمة، لينشروا الرسالة من بعد أنه يقتله شيوخ اليهود. فالتفَّت الجموع الكثيرة حوله آتيةً من الجليل واليهودية، وأيضاً من أدومية وساحل صور وصيدا وعبر الأردن (أي بيرية) فشفاهم جميعاً.
في هذا التجمهُر في موضع سهل، ظهر أن قسماً من الجمع أقبل على المسيح ليسمع تعليمه، ولو أن الكثيرين جاءوا لأجل الشفاء. وقد أخرج المسيح الشياطين من المعذبين بها. وقد عرفته الشياطين مكرهين على ذلك بقوة إلهية هي سطوة المسيح. كان الجمهور يتهافت على المسيح ليلمسه، لأن قوة كانت تخرج منه وتشفي الجميع، حتى اضطر أن يأمر تلاميذه بأن تلازمه سفينة صغيرة لسبب الجَمْع، كي لا يزحموه. كانت القوة التي تخرج منه عند لمس المرضى له تكلفه جهداً.. كان يفتقر هو ليُغني غيره ويتعب ويضعف ليربح ويقوّي الآخرين.
نحول النظر الآن إلى اختيار المسيح لتلاميذه، الذين سيكون عملهم شفاء الأمراض وإخراج الشياطين باسمه، ونشر التعاليم الجديدة، وتنظيم المؤمنين الجدد وتدوين حقائق الدين لتوريثها للأجيال التي بعدهم
  رد مع اقتباس
قديم 02/01/2006   #29
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


لم يختر المسيح عظماء العالم لئلا ينسبوا إلى أنفسهم، وينسب العالم إليهم، القسم الأعظم من النجاح، فلا يتمجد الله كما يجب، وقد أصاب الرسول بولس في قوله »وَلكِنْ لَنَا هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ لِلّهِ لَا مِنَّا« (2 كورنثوس 4:7). لذلك نرى المسيح يختار رجالاً من الضعفاء والجهلاء ويصيّرهم أكفاء. وكانت النتيجة أنهم فاقوا سائر عظماء العالم في حُسن تأثيرهم. اختارهم في أوائل سني خدمته ليتمكّن من تدريبهم قبل صعوده.
وقد قضى بعض تلاميذه في رفقته وقتاً كافياً ليختبروه، فرسخ إيمانهم به، واختبروا محبته، واحتملوا المحن والصعوبات والمقاومات في سبيله. اختارهم اثني عشر تلميذاً بعدد أسباط بني إسرائيل، ليربط العهدين القديم والجديد. عرف أهمية اختيار التلاميذ وصعوبته فقضى الليل كله في الصلاة - كان هذا الليل المضني لقواه الجسدية كزرعٍ ظهر حصاده في ثمار هؤلاء الرسل، في قدوتهم وأفعالهم وكتاباتهم التي ملأت الأرض. وهذا الحصاد يتجدد ويتزايد جيلاً بعد جيل لمجد الله ومسيحه وفخر الذين سمَّاهم رسلاً.
قال البشير: »ولما كان النهار صعد إلى الجبل، ودعا تلاميذه الذين أرادهم فذهبوا إليه، واختار وأقام منهم اثني عشر ليكونوا معه، وليرسلهم ليكرزوا، ويكون لهم سلطان على شفاء الأمراض وإخراج الشياطين«. سمّاهم »رسلاً« لأنه أرسلهم ليعملوا باسمه لا باسمهم، قال لهم بعدئذ »كَمَا أَرْسَلَنِي الْآبُ أُرْسِلُكُمْ أَنَا« (يوحنا 20:21) أقامهم قبل صعوده بمدة كافية لينسيهم كثيراً مما تلقّنوه في مدارسهم في الصغر، وما تعلموه من رؤسائهم في الكبر، من الآراء المضِلَّة والعوائد الذميمة، وليشبعهم من الغذاء الجديد الروحي الذي هو التعاليم الإِلهية الصحيحة، وليفهمهم روح التعاليم القديمة الحقيقي.
نصحب المسيح بأفكارنا وهو ينظر حوله بعد جلوسه بنظرة الحب الممتاز والرضى، فليس حوله إلا الذين دعاهم. نصغي إلى هذا السيد الذي يزيّن جلالُه ثيابَه، بينما يوضح لهؤلاء حقيقة مشروعه المهم، وسمو مقاصد محبته وعظمة مسؤوليته التي سيضعها على عاتق الذين سينتقيهم من بينهم. لكن ماذا تكون أفكار سامعيه؟ لا شك أن كل فردٍ منهم يشتاق أن يكون من المختارين، لأن هذا برهان ثقة معلِّمه به، وفرصته الذهبية ليصاحب معلمه ليحصل على إرشاداته الخصوصية، ثم على خدمة ممتازة. لا بد أن عواطفهم جاشت عندما ابتدأ يسمي رسولاً بعد آخر، والتفت الجميع إلى الذي يُسمَّى بنظرة التطويب، وربما بقليل من الحسد الطبيعي.
كان إقدام سمعان بن يونا ونشاطه وغيرته أسباباً كافية لتعطيه الاسم الأول في قوائم الرسل الأربع التي حُفظت لنا، فنستنتج أن المسيح دعاه أولاً في هذا الاختيار، وأنه دعاه باسمه الجديد »بطرس« الذي يدفع الالتباس بينه وبين سمعان الثاني بين الرسل. ثم تلا ذلك تسمية أخيه أندراوس - أول من تبع المسيح بعد ظهوره - وأول مبشر مسيحي في التاريخ، لأنه هو الذي أتى بأخيه بطرس إلى المسيح، ولو أن الإِنجيل لم يذكره كثيراً بعد هذا. ثم سمَّى المسيح الأخوين يعقوب ويوحنا ابني زبدي شريكيّ أندراوس وبطرس في الوطن والمهنة، نرى أكبرهما يعقوب مقداماً في الكنيسة بعد صعود المسيح، حتى أخذه هيرودس أغريباس بعد نحو خمس عشرة سنة أول ضحية يقدمها إرضاءً لكيْد أعداء المسيحية رؤساء اليهود. وأما الأصغر يوحنا فعاش كثيراً، وخدم الكنائس خدمات جليلة طويلاً، بعد أن رقد كل زملائه في قبورهم
  رد مع اقتباس
قديم 02/01/2006   #30
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


أما سبب ذكر هؤلاء الرسل الأربعة أولاً فهو أن هؤلاء الأربعة كانوا باكورة الذين تبعوا المسيح يوم كان لا يزال مجهولاً بين الناس.
ثم اختار المسيح شخصين آخرين رفيقين لهؤلاء الأربعة في التتلمُذ له، وهما فيلبس ونثنائيل، ولم يرِدْ ذكْرُ فيلبس بعد اختياره إلا في بشارة يوحنا. أما نثنائيل فهو نفسه برثولماوس. بتسمية هؤلاء الستة تمَّ تنظيم نصف الهيئة الرسولية، وكلهم من تلاميذ المعمدان سابقاً، وكان التصاقهم بالمعمدان النبي المصلح، برهاناً كافياً على حسن استعدادهم الديني. فلا بد من أن اختيارهم جميعاً كان منتظراً ومُستصوَباً من التلاميذ الآخرين الحاضرين.
أما الاسم السابع فموجِبٌ لبعض الريب، لأنه العشار متى أو لاوي. فهل يصلح هذا الخاطئ رسولاً؟ بناء على مواهبة العقلية والروحية يصلح. وقد برهن اختيار المسيح له أن المرفوض من الناس يكون مكرَّماً عند اللّه، فاختياره مثال دائم لقوة النعمة التي تصيِّر عشاراً دنيئاً، رسولاً ممتازاً. أما رفيق متى في التسمية فهو توما، الذي لا نعرف عن ماضيه شيئاً، بخلاف السبعة الذين تعيَّنوا قبله.
يليه في التسمية يعقوبٌ آخر. لقبوه بيعقوب الأصغر والصغير. ظنه البعض أخاً لمتى، لأن اسم أبي الاثنين حلفى. لكن ينفي هذا الظن عدمُ ضمّ الاسمين كانضمام بطرس وأندراوس ويعقوب مع يوحنا.
ثم اختار المسيح رجلاً نستغرب تعيينه، بسببٍ هو عكس سبب استغرابنا لتعيين متى. كان متى عبداً للرومان وواحداً من مأموريهم، ولذلك كان مكروهاً ومحتقراً من أمته. أما سمعان الغيور فكان عدو الرومان، وعضو جمعية غايتها قَلْب حكومتهم، فلذلك كان مكرَّماً عند أمته. وقد استحسن المسيح أن يضم إلى صف الرسل رجلاً من هذا الصنف أيضاً. ليتمثَّل في رسله طباعٌ ومقاطعاتٌ وحِرفٌ مختلفة. أما الرسول الحادي عشر فله اسمان: »لباوس الملقب تداوس« وأيضاً »يهوذا أخا يعقوب بن حلفى«.
أما آخر الرسل فكان من مقاطعة اليهودية، بينما كان الآخرون من الجليل. اسمه يهوذا سمعان الإسخريوطي، لأن اسم بلده »قريوت«. وكما أنه منفرد عن زملائه الأحد عشر في الوطن، فهو منفرد أيضاً في الخيانة، لأنه يوصف في كل القوائم بذكر جريمته الفائقة القباحة، إذ يُسمَّى »يهوذا الإسخريوطي الذي أسلمه«. لا نتجاسر أن نجزم بالأسباب التي دعت المسيح ليختار شخصاً عرف منذ البدء أنه سيخونه، وأن الجوهر الديني الذي يؤهله للرسولية ليس فيه. يجوز أن المسيح قصد إتمام النبوات، وتسهيل المقاصد الإلهية، فاختاره. يجوز أيضاً أن يعطي مثالاً ليعلّم الناس أن لا يهملوا خدمة الأشرار، لعلهم يربحونهم للصلاح، ومثالاً على أن أنجح الوسائل الروحية لا بد أن تفشل مع البعض. أو أنه اختاره كي يتضح له أنه بلا عذر في خيانته الفظيعة، بعد الوسائط الفائقة التي تقدَّمت له لأجل إصلاحه. ربما لم يكن يهوذا شريراً لما تبع المسيح، وعندما تعيَّن رسولاً، فهو من الذين يبتدئون حسناً وبإخلاص، لكن لعدم اتكالهم على النعمة الإلهية التي وحدها تحفظ من السقوط، ينقادون بعد حين إلى الأهواء الشريرة. أما تسليم الصندوق لهذا اللص فقد يكون عمل التلاميذ الذي تركه المسيح لهم. وأنهم عيَّنوه لمّا وجدوه صاحب إقدامٍ على العمل وبراعة في الحساب.
بعد أن انتهى المسيح من اختيار تلاميذه، لا بد أنه سرح بنظره الثاقب إلى الأمام، ورأى بروح النبوَّة ما يكون من أمر هؤلاء الرسل. رأى ضعفاتهم وسقطاتهم، ورأى أيضاً غيرتهم ونشاطهم ونهوضهم من السقطات، وانتصارهم على الصعوبات والمقاومات، ورأى تأثير تبشيرهم في حياتهم، وتأثير كتاباتهم ومؤسساتهم بعد مماتهم. ثم رآهم مكللين بالمجد الفائق بين الشهداء عن يمين العرش الإلهي جالسين على »كراسي يدينون أسباط إسرائيل ااإثنى عشر« (متى 19:28
  رد مع اقتباس
قديم 02/01/2006   #31
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي الموعظة على الجبل


(متى 5:1-7:2
بعد أن اختار المسيح تلاميذه، ألقى عليهم عظة فريدة وافية شاملة أبدية، تُعتبر قاعدة المواعظ وخلاصة الدين، وتُسمَّى »الموعظة على الجبل«. ألقاها المسيح في مكان مرتفع بقرب كفرناحوم، اتفق أكثر المفسرين على أنه المكان المعروف حالياً باسم »قرون حطين« وهو للجهة الشرقية الشمالية من مدينة طبرية. والموعظة على الجبل هي أهم وأكمل ما ورد من عظات المسيح، كما أنها الأكثر شهرة، والأقرب قبولاً عند أضداد المسيحية من سائر خُطب المسيح.
هذه الموعظة دستور الملكوت الروحي الجديد الذي أنشأه المسيح على أساس النظام القديم الإلهي الذي أُنزل على موسى والأنبياء، وجاء المسيح لا لينقضه بل ليكمله. في هذا الملكوت نرى أن المسيح هو الملك الذي أنبأ الله عنه قبلاً بفم نبيّه داود: »أَمَّا أَنَا فَقَدْ مَسَحْتُ مَلِكِي عَلَى صِهْيَوْنَ جَبَلِ قُدْسِي« (مزمور 2:6). فلا بدَّ له من منشور خصوصي يسلّمه لسفرائه الرسل معلناً فيه ما هو جديد في نظام هذا الملكوت، وما هو المعنى الجديد لما حفظ فيه من النظام القديم. فالملك الذي عيَّن رسله، يؤيدهم بقوة خصوصية تمكّنهم من القيام بمهمتهم المتنوعة العجيبة.
قبل الإصغاء إلى كلام المسيح، لنقف قليلاً لنشرح الظروف الخارجية المتعلِّقة بهذه العظة، التي لم تُعْطَ كما أُعطيت الشريعة القديمة، فقد أُعطيت شريعة موسى على جبل سيناء الأجرد، بصوت إلهٍ غير منظور، ومحُوطةٍ بالبروق والرعود والزلازل ولهيب النار المخيفة، بينما حُرِّم على كل حي، سوى موسى الكليم، الدنوّ من هذا الجبل وإلا قُتل رجماً. أما الموعظة على الجبل فأُلقيت على جبل »قرون حطين« الأنيس، في وسط المروج الخضراء، وبين تغريد العصافير الأليفة، وأريج الأزهار الجميلة. والصوت صوت الإله متأنساً متسربلاً بالطبيعة البشرية، محاطاً بتلاميذه، وراءهم جمهور من كل الأنحاء جاءوا لسماع كلامه.
قال اليهود في تقاليدهم إنه عندما يظهر المسيح فإنه يقف على شاطئ البحر عند مدينة يافا، ويأمر البحر أن يسلِّم ما فيه من الكنوز، فيقذف البحر أمام قدميه الجواهر الثمينة والكنوز التي دُفنت في قاعه، فيُلبِسُ المسيح تابعيه الملابس الفاخرة والحجارة الكريمة، ويطعمهم منّاً سماوياً يفوق حلاوة ولذة المن الذي أكله آباؤهم أربعين سنة في البرية. هذا تصوير وهميٌّ لمجيء مسيح وهمي.
أفلَم تكن الحقيقة التي نحن بصددها أجمل وأكمل؟ هل من جواهر في قاع البحر تساوي جواهر التعليم الروحي الجوهري؟ هل من حُلل أفخر من حلل الخصال الحميدة المذكورة في وعظه والظاهرة في مثاله؟ هل في الأمر للبحر أن يقدم ما فيه سطوة وهَيُبة كالتي في الأمر للشياطين أن تخرج من الناس، وللموتى أن تحيا، وفي الأمر الذي يمنح غفران الخطايا لتابعيه
  رد مع اقتباس
قديم 02/01/2006   #32
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


لا ريب في أن كل درر تعاليمه ليست جديدة في مسامع البشر. كان قد سبق عند اليهود كثير، وعند الأمم قليل من التعاليم المشابهة لها، لكن هذه السابقة كانت كجسم آدم الجميل، عندما جبله الرب من التراب قبل أن قام حياً، بينما تعاليم المسيح أشبه بجسم آدم بعد أن نفخ الخالق نسمة الحياة.
»وَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ، فَلَمَّا جَلَسَ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ تَلَامِيذُهُ. فَعَلَّمَهُمْ قَائِلاً: »طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ، لِأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. طُوبَى لِلْحَزَانَى، لِأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ. طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ، لِأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الْأَرْضَ. طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالْعِطَاشِ إِلَى الْبِرِّ، لِأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ. طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ، لِأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ. طُوبَى لِلْأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لِأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللّهَ. طُوبَى لِصَانِعِي السَّلَامِ، لِأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللّهِ يُدْعَوْنَ. طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ الْبِرِّ، لِأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ. اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا، لِأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُمْ هكَذَا طَرَدُوا الْأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ« (متى 5:1-12).
بداية الموعظة: طوبى
صعد المسيح إلى الجبل. ولما جلس تقدم إليه تلاميذه، فعلمهم قائلاً: »طوبى«. كان روح الشريعة القديمة ظاهراً في القول: »مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لَا يَثْبُتُ فِي جَمِيعِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِهِ« (غلاطية 3:10) وفي اللعنات المفصَّلَة التي نودي بها على جبل عيبال. أما الشريعة الجديدة فقد أعلن المسيح روحها في الآية الشهيرة: »لِأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الْأَبَدِيَّةُ« (يوحنا 3:16). استحسن المسيح أن يكون استهلال شريعته كلمة »طوبى«، وهي الكلمة التي استهلَّ بها جده داود بعض مزاميره الفائقة الشهرة والجمال.
افتتح المسيح وعظه، لا بالوصايا والوعيد، بل بالتهنئة، لأنه أتى من عند الآب لكي يردَّ للبشر سعادة فقدوها بسبب الخطيئة، فجعل الفرح من أهم أركان ملكوته، وجمع في كلمة »طوبى« التهنئة والفرح والسعادة، لأنه يتكلم عن الطوبى الحقيقية لا الوهمية. ففي يومنا هذا نرى أن مبادئ ملكوته الجديد قد رسخت في العالم، وأنها تتسلَّط تدريجياً قرناً بعد قرن من يوم ظهورها إلى الآن، فقد أجمع البشر وعلماؤهم على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم، بأن شريعة المسيح أسمى كل ما ظهر في تاريخ الإيمان.
نرى في سلسلة التطويبات التي أتت في مقدمة هذه العظة أمراً يجب الانتباه الخصوصي إليه، وهو ما أتى قديماً في القول الإلهي: »لأن أفكاري ليست أفكاركم، ولا طرقكم طرقي يقول الرب« (إشعياء 55:. فمن أول أعمال المسيح أنه نقض الآراء الدينية الباطلة السائدة في ذلك الزمان، ونفى الخطأ في تعاليم رؤساء الدين اليهودي في زمانه
  رد مع اقتباس
قديم 02/01/2006   #33
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي طوبى للمساكين



الطوبى الأولى تقول: »طوبى للمساكين بالروح، لأن لهم ملكوت السماوات« وهي تتحدث عن أشخاص غير الذين ظنَّهم أهل ذلك الزمان أصحاب ملكوت السماوات، فهذه الحجة للتطويب لا يصدقها سامعوه، لأنهم يحسبون أن في مقدمة أصحاب السعادة رؤساء الدين من كهنة وكتبة وفريسيين (أي الأغنياء في المنصب الديني). لهؤلاء يكون القول الأول والمنفعة الكبرى في الملكوت الزمني المجيد الذي يقيمه المسيح متى جاء. لكن المسيح يرى أن ملكوت السماوات ليس لأولئك وأمثالهم، بل للمساكين بالروح، لأن هؤلاء هم الذين يملكون مع المسيح. كان المسيح قد استشهد في عظته الشهيرة المختصرة في الناصرة بالنبوة القائلة فيه: »الرب مَسَحَنِي لِأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ« (لوقا 4:1 ولهذا خصص تطويبه الأول للمساكين بالروح.
طوبى للحزانى

الطوبى الثانية أعطاها للذين يتمتعون بتعزيات الحياة في وسط مصائبها ويفرحون بعد البكاء. ولا خلاف بين المسيح وسامعيه في هذا القول، لكنهم يخصصون هذه التعزيات للأغنياء، الذين يدفعون عنهم المصائب بمعاونة ذويهم، ويتعزون بكثرة الأصدقاء. أما فهو فخصصها للباكين من الويل والشقاء. التعزية الإلهية هي للذين قد عُفي عن إثمهم، وقد قبلوا من يد الرب ضعفين عن كل خطاياهم (إشعياء 40:2).
وطوبى للودعاء

الطوبى الثالثة هي للذين يرثون الأرض. نعم ومن هم؟ حسب رأي سامعيه هم أصحاب النفوذ، الذين بدهائهم يسيطرون على البشر، وبمهارتهم يوسّعون أملاكهم ويزيدون ثروتهم. أليس هؤلاء هم الذين يرثون الأرض؟ أما المسيح فيرى أن الذين يرثون الأرض هم الودعاء. في ملكوت المسيح ليس المهوب بل المحبوب هو الذي يرث الأرض. رأى هذه الحقيقة داود النبي فقال: »بَعْدَ قَلِيلٍ لَا يَكُونُ الشِّرِّيرُ. تَطَّلِعُ فِي مَكَانِهِ فَلَا يَكُونُ. أَمَّا الْوُدَعَاءُ فَيَرِثُونَ الْأَرْضَ، وَيَتَلَذَّذُونَ فِي كَثْرَةِ السَّلَامَةِ« (مزمور 37:10، 11).
طوبى للجياع والعطاش
الطوبى الرابعة هي نصيب الشباعى. هنا أيضاً اتفاق بين المسيح وسامعيه. لكن من هم الشباعى؟ عند سامعيه هم الأغنياء في المال، الذين لا يشتهون أمراً إلا ويأتيهم المال به. هم الذين لا يعرفون من الجوع إلا اسمه. إنما حسب رأي المسيح، هم الذين لا يبالون بالغنى المادي، ولا يشتهون كثيراً خيرات هذا العالم، بل يجوعون ويعطشون إلى البر السماوي لأجل نفوسهم ولأجل من حولهم. في ملكوت المسيح هؤلاء هم الذين يشبعون. وقد قال نبي الله إشعياء: »هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: »هُوَذَا عَبِيدِي يَأْكُلُونَ وَأَنْتُمْ تَجُوعُونَ. هُوَذَا عَبِيدِي يَشْرَبُونَ وَأَنْتُمْ تَعْطَشُونَ« (إشعياء 65:13
  رد مع اقتباس
قديم 02/01/2006   #34
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي


طوبى للرحماء

الطوبى الخامسة خصَّها للرحومين، الذين ينالون من الله الرحمة ومن الناس المراعاة. لكن هل هم الأغنياء في السلطان، أي الملوك والحكام المرعيو الجانب، السالمون من المظالم؟ وهل هم الذين يرغمون الناس على مراعاتهم بسطوتهم؟ وبقوتهم يخدمون المصالح الدينية الخارجية، وبذلك يكسبون عند الله أيضاً المراعاة؟ يقول المسيح إن الذين يُرحمون هم اللطفاء لا المتجبِّرون. هم الذين يراعون الناس لا الذين يراعيهم الناس. هم الذين يخضعون للآخرين لا الذين يُخضِعونهم. في ملكوته ينال الرحماء الرحمة لا العتاة. قال الحكيم سليمان: »اَلرَّجُلُ الرَّحِيمُ يُحْسِنُ إِلَى نَفْسِهِ« (أمثال 11:17). وقال أبوه داود لِلَّه: »مَعَ الرَّحِيمِ تَكُونُ رَحِيماً« (مزمور 18:25).
طوبى للأنقياء القلب

السبب المعطى للطوبى السادسة هو أصعب الكل وأبعدها عن التصديق. قال: »طوبى للأنقياء القلب، لأنهم يعاينون الله«. أليس هذا مستحيلاً في هذه الدنيا؟ أليس هو العلي الذي يرى ولا يُرى؟ ألم يقل المسيح سابقاً: »اَللّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ؟« (يوحنا 1:1 مع كل ذلك نعلم أن اشتهاء الإنسان معاينة الله أمر فطري، وأشرف ما هو فطري في الإنسان.
حسب تصوُّرات الذين خاطبهم المسيح إن الذين يعاينون الله في هذه الدنيا، أو في الآخرة هم الأغنياء في العلم، ولا سيما المتعمَّقين في الدروس اللاهوتية، لأن لهم البصيرة الكافية ليروا من الأمور الإلهية ما لا يراه غيرهم. لكن المسيح يرى أن أنقياء القلب هم الذين يعاينون الله. لا أنقياء العين بل أنقياء القلب. العين التي تستطيع رؤية الله إذاً ليست عين العقل الذكي بل القلب النقي. قال داود النبي: »لِأَنَّ الرَّبَّ عَادِلٌ وَيُحِبُّ الْعَدْلَ. الْمُسْتَقِيمُ يُبْصِرُ وَجْهَهُ.. مَنْ يَصْعَدُ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ، وَمَنْ يَقُومُ فِي مَوْضِعِ قُدْسِهِ؟ اَلطَّاهِرُ الْيَدَيْنِ، وَالنَّقِيُّ الْقَلْبِ« (مزمور 11:7 و24:3، 4).
طوبى لصانعي السلام
الطوبى السابعة للذين يُدعون أبناء الله. حسب زعم سامعي المسيح هم أبناء إبراهيم، سلالة النسل المختار، الداخلون بالاختتان في عداد شعب الله من بني إسرائيل. هم الذين يقصدون إثارة الحرب على الرومان ليحرروا الأمة المقدسة من نيرهم، حتى لا يكون عليهم ملكٌ إلا الله. هم الذين يقصدون أيضاً محاربة الشعوب الأخرى لكي يُكرهوهم بالسيف على اتِّباع الدين الحق، وترك العبادات الوثنية، ويجعلونهم خُدَّاماً عند شعب الله الخاص الأصلي. لكن المسيح يرى أبناء الله هم الذين يصنعون في العالم سلاماً لا حرباً، لأن السلام هو من أركان ملكوته الرئيسية. هم الذين يصنعون سلاماً مع الله بالطاعة. وسلاماً مع الناس بالمحبة. قيل في الإنجيل إن المسيح جاء ليخلق منّا إنساناً واحداً جديداً. صانعاً سلاماً (أفسس 2:15) »وَثَمَرُ الْبِرِّ يُزْرَعُ فِي السَّلَامِ مِنَ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ السَّلَامَ« (يعقوب 3:1.

  رد مع اقتباس
قديم 02/01/2006   #35
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي طوبى للمطرودين



أخيراً يكرر المسيح الطوبى للذين لهم ملكوت السماوات. يظن سامعوه أن ملكوت السماوات، هو للأغنياء في التديُّن الخارجي، الذين يكثرون من الأصوام والصلوات ويقدّمون الحسنات، على شرط أن يكونوا من الجنس المختار الإسرائيلي، الذين يعتقدون أن مسيحهم متى جاء يجعل الشخص الذي كان مجده كنور النجم يصبح كنور القمر، والذي كان مجده كنور القمر يصبح كنور الشمس. ويعود مجد الشعب الإسرائيلي إلى أضعاف ما كان عليه في أفخر أيام عزهم. هذا هو ملكوت السماوات الذي يحلمون به، وهؤلاء هم الذين لهم الملكوت ويستفيدون منه. لكن المسيح يرى أن ملكوت السماوات هو للمطرودين من أجل البر، الذين لأنهم مساكين بالروح، وحزانى، وودعاء، وجياع، وعطاش، ورقيقو الشعور، وأنقياء القلب، ومسالمون، لا يعتبرهم العالم، بل يحتقرهم ويجتنبهم ويخرجهم من دوائره، فيعوِّضهم الرب ملك الملكوت الجديد بإعطائهم إياهم ملكوت السماوات.
تعليق على التطويبات
هذه هي سلسلة التطويبات. لم نجد فيها حتى ولا حلقة واحدة من الثمانية تختص بالطقوس المذهبية، أو تتناول شيئاً من الفرائض الدينية الخارجية. وخلاصتها أن مسكين العالم هو غنيُّ الملكوت، والحزين هو المتعزي، والباكي هو الضاحك، والخاضع للناس هو الحاكم في الناس، والجوعان للبر هو الشبعان، والمعطي هو الذي يُعطَى، والبسيط القلب هو الفهيم، وصانع السلام لا صانع الحرب هو ابن الملك وهو المنصور، والمطرود من وطنه لأجل الله هو صاحب الوطن الثابت.
هذه التطويبات فأس، ضرب المسيح بها أصول شجرة الآمال العالمية عند اليهود، والمتعلقة بمجيء المسيا وملكوته المادي، فالطوبى الحقيقية الدائمة لا تتوقف على الأمور الخارجية الدينية، ولا على النجاح المادي والزمني، بل على الأمور الداخلية الروحية والنجاح الأبدي. لما كلّم المسيح نيقوديموس كان موضوع حديثه الولادة الروحية لدخول الملكوت الروحي، ولما كلّم المرأة السامرية كان موضوع حديثه روحانية الله وملكوته. وفي وعظه على الجبل لا يزال هذا الموضوع شاغله الأول. والحاجة إلى هذا التعليم ليست أقل في يومنا هذا مما كانت في تلك الأيام. ما أبعد هذا عما نشاهده اليوم في كل المذاهب من استيلاء المجد العالمي على أرباب الدين ومعلِّميه، ومن ترويج المقاييس المادية لا الروحية في الدوائر الدينية.
كانت هذه التطويبات مقدمة عمومية لخطاب في صيغة المخاطب، كلّم به المسيح الذين اختارهم ليكونوا رسلاً. وكأنه يقول لهم: لقد تولدتْ فيكم مبدئياً الصفات التي بنَيْتُ عليها التطويبات، وذلك يجعلكم ممقوتين من قومكم الذين تربَّيتم بينهم. فأقول لكم طوباكم أنتم متى عاملوكم على الكيفية التي شرحتُها الآن. فمتى طردوكم وأهانوكم وعيّروكم وأفرزوكم من أجل البر، ومن أجل ابن الإنسان، لا تحزنوا ولا تتكدروا، بل افرحوا وتهللوا. أولاً لأن أجركم في السماء لقاء ذلك يكون عظيماً، ثم لأنكم بذلك تماثلون الأنبياء الأقدمين، فتشتركون في شرفهم الدائم.
  رد مع اقتباس
قديم 02/01/2006   #36
شب و شيخ الشباب MR.SAMO
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MR.SAMO
MR.SAMO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2005
المطرح:
طريق النحل .......
مشاركات:
5,049

إرسال خطاب AIM إلى MR.SAMO إرسال خطاب MSN إلى MR.SAMO إرسال خطاب Yahoo إلى MR.SAMO
افتراضي أنتم ملح.. أنتم نور


أَنْتُمْ مِلْحُ الْأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟ لَا يَصْلُحُ بَعْدُ لِشَيْءٍ، إِلَّا لِأَنْ يُطْرَحَ خَارِجاً وَيُدَاسَ مِنَ النَّاسِ. أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لَا يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ، وَلَا يُوقِدُونَ سِرَاجاً وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ« (متى 5:13-16).
في هذه الكلمات يقول المسيح ربنا لنا: أنتم ملح الأرض وأنتم نور العالم. فإذا رفضكم العالم فإن رفضه لا يفسد ملوحتكم ولا يخفي نوركم. وكما يفعل الملح في الطعام تفعلون أنتم فعلاً إصلاحياً، وإنْ كان خفيّاً، حتى في القوم الذين يريدون أن يهلكوكم. وكما أن طبيعة النور هي الانتشار، هكذا لا بد أن تضيء فضائلكم التي هي ثمر الروح القدس فيكم، فيرى الناس أعمالكم الحسنة ولكن ليس لتمجيدكم أنتم، بل لتمجيد أبيكم الذي في السماوات. وكما أن السراج لا يوقد لكي ينظر الناس إليه، بل لكي ينظروا بواسطته شيئاً آخر أهمَّ منه، هكذا تكونون أنتم. لأن لا قيمة للملح في حدّ ذاته بل في فعله، ولا قيمة للسراج إلا في نوره. ولا قيمة لكم كتلاميذي إلى بأن تصلحوا وتنيروا. قد أقمتُكم لأجل هذا، ليس بين شعب إسرائيل فقط، بل أنتم ملح الأرض بأسرها ونور العالم كله. في شخصكم قبل تعليمكم يظهر الملح والنور، لأن الشخص الحي يفعل ما لا يفعله مجرد التعليم.
يكمل القديم، لا ينقضه
»لَا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الْأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لِأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ لَا يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هكَذَا، يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ، فَهذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ إِنْ لَمْ يَزِدْ بِرُّكُمْ عَلَى الْكَتَبَةِ وَالْفَرِّيسِيِّينَ لَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ« (متى 5:17-20).
وهنا يقول لنا المسيح: لا تتوهَّموا أن تعاليمي الجديدة تستخفُّ بالكتاب الإلهي الذي بين أيديكم، لأن زوال السماء والأرض أيسر من زوال أدنى نقطة من نقطِهِ، إلا بعد أن تتم. إني أقصد إثبات الناموس المُنزل على موسى والأنبياء لا إلغاءه. أبدل منه ما هو وقتيّ بعد أن أكمله. أتيتُ لأنقض أعمال إبليس وليس ناموس الله وأقوال الأنبياء، فالناموس في يد الكتبة والفريسيين لا يثمر بالصلاح، فهو كبزر الفاكهة الذي لا يؤكل. وإن مطاليب الناموس، جئت لأبيّن لهم عظمتها فوق ما كانوا يتصوّرون.
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 01:29 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.23811 seconds with 11 queries