أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > حوار الروح

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 21/10/2009   #235
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


21 تشرين الأول

العنصر الخامس و الأخير الذي يُساهم في نمو الإنسان الذي يعيش ملء الحياة إنما هو " مكان إليه ينتمي " و " الإحساس بالانتماء إلى جماعة " . الجماعة هنا تعني وحدة بين أشخاص ، شراكة في ما هو أثمن شيء لديهم : أنفسهم . يعرف أحدهم الآخر و الكل منفتح على الكل . بينهم شركة حياة و حب . مثل هؤلاء الأشخاص يشعرون بالانتماء إلى عائلاتهم ، إلى أبناء دينهم و إلى العالئلة البشرية بأجمعها . و هنالك أفراد يشعرون بسلام إذا غابوا عنها شعرت بغيابهم و إذا ماتوا بكت على فقدهم .
هم يفرحون بالعطاء كما بالأخذ .
و إذا ما عزلنا أنفسنا نحس بأننا نفتقر .
فيدفع ذلك بنا إلى وحدة و غربة ، حيث لا مجال للحياة . في الطبيعة البشرية قاعدة لا مفر منها : " نحن لا يمكن أن نكون أقل من أفراد، و لكننا لا نكون يوماً فقط مجرد أفراد .
فما من امرئ يستطيع أن يكون جزيرة .
الفراشات حرة
، أما نحن فبنا حاجة إلى قلب آخر تأوي إليه قلوبنا ....
  رد مع اقتباس
قديم 22/10/2009   #236
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


22 تشرين الأول

في مسيرة النمو الإنساني ، يبقى الأساس محور الحياة ، أي مدى التطلع العادي إلى الإنسان ، تلك النظرة الأساسية إلى الذات ، إلى الآخرين و الحياة و العالم ، و إلى الله .
إن في مدى رؤيتي حدود لما يمكنني تحقيقه .
و بالتالي ، إذا كان لك أو لي أن نبلغ في نمونا ملء الإنسانية و يصبح كل منا مليئاً بالحياة ، فعلى كل منا أن يعي حقيقة رؤيته و يعمل بصبر و نشاط على تقويم ما أعوج فيها و تشذيب ما وُجب تشذيبه . من هنا ينطلق كل نمو حقيقي . قد يحاول الإنسان الخجول أن يُخفي خجله وراء ثقة في النفس مزعومة ، و لكن هذه الحال لا تتعدى كونها برقعاً يرتديه المرء مكان برقع آخر .
و لكن يحدث نمو حقيقي في أحدنا إلى أن نغير نظرتنا إلى الواقع و تتبدل عندنا الرؤية .
  رد مع اقتباس
قديم 23/10/2009   #237
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


23 تشرين الأول

الإنسان الذي يعيش ملء الحياة ينعم في ما قد يحس به الآخرون أنه واجب أو عمل شاق . ليس هو مرغم أن يعمل ، بل إنه يريد ذلك حقاً . إنه على علم بالأشواك و لكنه يركز على الورود . و لكل يوم جديده ، فما من يوم يكون نسخة عن يوم آخر . و ما من إنسان هو اليوم ما كان عليه البارحة . و بما أن الرؤية لدى الناس منفتحة على كل جديد ، فالذين يعيشون ملء الحياة هم أبداً في ترقب لوعي أبعاد جديدة . و تلك الأبعاد تُنعشهم و تجدد نظرتهم إلى الحياة .
إنتبه ! أرني و أنا أتحدث عن الأشخاص الذين يعيشون ملء الحياة ، و عن رؤيتهم و أسئلتهم الأساسية ، أراني أشعر ببعض الارتباك . لا أود أو أظهر بمظهر مَن يتكلم عن مثل أعلى لا يمت إلى الواقع بصلة . فمن الممكن أن يسكر بعضهم من الإفراط في التفاؤل ، فكأن كل شيء هو دائماً على ما يرام ، و أن الحياة كلها جمال ! فلا شك أن مثل هؤلاء فقدوا علاقتهم بالواقع ، أنا أعرف تاجراً غنياً جداً يتوقع أن يكون الجواب في كل أمر يُسأل عنه " عظيماً ! و هنالك العديد ممن يدعون المعرفة في علم النفس يقولون لنا بلهجة الخبراء الكبار أن كل ما علينا أن نعمل هو أن نتفاءل و نفكر بشكل إيجابي . علينا أن نتناسى فشلنا و أن نسير في طريق الورود . و هذا كفيل بأن يغير كل شيء ! فهذا و لا شك هراء خطر .
إنه هراء واضح لأن تبديل التفكير في الواقع قد يغير في الموقف تجاه الواقع ، و لكن ليس بإمكانه أن يغير الوقائع ذاتها . فالحزن عند فقد حبيب يبقى مؤلماً . و مرارة الفشل لا تبدد ، و رفض الآخرين لنا لا ينفك يؤلمنا . و ما من شك أن الأشخاص الذين يعيشون ملء الحياة يحسّون " بوخز سهام القدر الشائن " . إن الألم يزيدهم عمقاً ، و رقة شعور و رحمة ، و لكنهم يتألمون .

  رد مع اقتباس
قديم 24/10/2009   #238
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


24 تشرين الأول

ما من شك في أن لتوقعاتي الأثر العميق في إحلال السعادة في حياتي . و هذه أمثولة يصعب تعلمها . فبقدر ما أنتظر أن تأتيني السعادة من الخارج ، من الأشياء أو من الأشخاص أنفسهم ، أحكم على أحلامي بالموت إذ إن السعادة تنبع من الداخل .
نحن في غالبيتنا رومنطقيون فاشلون .
و المؤسف أن موت الآمال الرومنطيقية أمر عسير .
نحن نستمر في نسج أحلام لا تمت إلى الواقع بصلة ، و نروح نُخفي حقيقة الواقع وراء أقنعة من الألوان الزاهية .
نبني قصوراً في السماء و نُقنع أنفسنا بأن السعادة أشبه بمعادلة سحرية ، فإذا ما عرفنا المعادلة ملكنا السعادة .
و لكن القنوط سرعان ما يداهمنا كلما بحثنا عن السعادة في عالم الأشياء أو انتظرناها حتى من أيدي البشر .
  رد مع اقتباس
قديم 25/10/2009   #239
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


25 تشرين الأول

لقد أخبرني أحد أصدقائي ، و هو مبشر إنجيلي ، و أنه عندما أصبح المسيح حقيقة بالنسبة إليه ، و كان آنذاك في سن المراهقة ، قصد الصف ذات صباح ، قبل أن يحضر رفاقه إلى الصف ، و كتب على اللوح بأحرف كبيرة جداً : يسوع المسيح هو الجواب ! و عندما عاد ليدخل الصف مع رفاقه في وقت لاحق ، وجد أن أحدهم كتب تحت كتابته : " نعم ، و لكن ما هو السؤال ؟ " " نعم " تساءل هو أيضاً . " ما هو السؤال ؟.
و عندما كبر صديقي اكتشف أنه ليس هنالك فقط سؤال واحد . الحياة تطرح علينا أسئلة متعددة ، في نظر عالم النفس فيكتور فرنكل .
الحياة تسائلني كم أستطيع أن أحب ، و كم أستطيع أن أفرح و أن أحتمل . و تسائلني الحياة هل أنا أحب نفسي و أحب الآخرين . و الحياة اليومية تدعوني إلى أن أفرق بين ما هو مهم في الحياة و ما ليس مهماً : أن أحدد الأوليات في حياتي . تفرض الحياة عليّ أن أخضع لحكم ضميري : أن أنتقي ما هو صحيح و أبتعد عما يبدو لي خطأ . وربما كان السؤال الأعمق الذي تطرحه الحياة علي هو معنى حياتي . على كل منا أن يجد لنفسه هدفاً في الحياة من شأنه أن يجعل منه شخصاً مميزاً و له قيمة خاصة .علي أن أؤمن بأن حياتي سوف تغير شيئاً ما و تُحدث فرقاً في حياة إنسان آخر .
بالطبع ، ليس هنالك من أجوبة واضحة و بسيطة تُعطى تلقائياً . ينصحنا الشاعرالألماني رينر ريلكه Rainer Maria Rilke بالصبر في التعامل مع مشاكلنا العاطفية التي لم نجد لها حلاً حتى الآن . إنه يوصينا بأن نتمرس على حب الأسئلة فيما نحن نبحث عن أجوبة لها . و النمو يحصل من نفاذ البصيرة و الوحي الإلهي .
إن صديقي الإنجيلي ، و قد أصبح اليوم رجلاً مسناً ، يقول لي إنه يعرف الآن أكثر بكثير عن الأسئلة المتعددة التي تطرحها علينا الحياة .
لقد طرحت علينا الحياة أسئلة حول قيمة حياته و أولوياتها ، حول رؤياه و أحلامه ، حول شجاعته و قدرته على الحب . " و لكن " قال لي و هو ينظر من فوق نظارته " عن جميع الأسئلة التي تطرحها الحياة : يسوع المسيح هو الجواب ! " .
  رد مع اقتباس
قديم 26/10/2009   #240
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


26 تشرين الأول

إن السؤال ، الذي به نواجه سائر الناس و ظروف الحياة ، لا يُطرح بالطبع هو نفسه بشكل دائم و قاطع . إن لغالبيتنا القدرة علىالتغيير . و أما الرؤية التي توجه حياتنا فهي نظرتنا العادية إلى الأمور ، و نحن نكاد أن نكون ابناء العادة . فمن جراء العادة نحن نتبع في حياتنا نمطاً يتسم بالتكرار . فتوق الإنسان إلى الوحدة الذاتية ، إلى موقف متكامل من الحياة ، يقود بنا إلى اعتناق نمط معين و ثابت في تعاملنا مع الواقع . " فالسؤال الأساسي " أو " الهاجس " يبقى في كل حال نتيجة لنظرتنا الأساسية إلى الوجود .
السؤال الذي يطرحه الإنسان الذي يعيش ملء الحياة هو : كيف يمكنني أن أنعم بهذا الشخص ، بذاك المكان أو الظرف أو التحدي ؟
ليس المقصود هنا بالطبع اعتناق مذهب المتعة أو حب الذات ، و لا أن التنعم يشير فقط إلى النشوة الجنسية أو العاطفية ، و لو كانت تشكل قسماً من ذلك . فالشرط الأساسي للاستمتاع الحقيقي في الحياة هو أن تبقى سائر القوى الإنسانية متقدة فينا - الحواس ، العواطف ، العقل و الإرادة و القلب - فليس بإمكاني أن أدع الحواس أو العواطف تنمو على حساب العقل أو القلب
إن سؤالي " كيف يمكنني أن أنعم في هذا الأمر أو ذاك ؟ " يتضمن موقفاً إيجابياً ، و يشتمل على روح خلاقة ، و هذا السؤال الأساسي هو أيضاً متعدد الجوانب : كيف يمكنني أن آخذ الأفضل و أن أعطي الأفضل ؟ كيف يمكنني من خلال ذلك أن أنمو و أن أساعد الإنسان الآخر كي ينمو ؟ كيف يمكنني أنت أعيش هذا الاختبار بعمق ؟ ما هي المجالات التي تسمح لي أن أُحِبَّ و أن أحَبَّ خلال هذا النهار أو في ذاك اللقاء أو تلك المناسبة ؟
  رد مع اقتباس
قديم 27/10/2009   #241
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


27 تشرين الأول

المشكلة ، يا عزيزي بروتس لا تكمن في نجومنا، و لا هي في مطالب الناس التي لا تنتهي . المشكلة الحقيقية في داخلنا فالسؤال الأساسي يبقى : " أريد حقاً أن تحبّ و هل تقبل أن تكون " منفعة عامة " مضخة الماء العمومية التي وُضعت ليستعملها الجميع بحرية ؟ أتريد حقاً أن تدع المسيح يتجسد مرة أخرى في " إنسانيتك " ؟ المسيح هو " الشخص الذي تخلى عن ذاته في سبيل الآخرين " . فإذا وهبته ذاك فهو سيضعك حالاً في خدمة الآخرين ، بشكل من الأشكال .
فهل تريد حقاً أن تجند نفسك لحياة الحبّ هذه ؟
ليس باستطاعتك أن تحقق ذلك وحدك ، بل عليه هو أن يحقق ذلك فيك . فهلا تمكن إيمانك من أن يطلق قوة الله في حياتك " ؟ تلك هي الأسئلة التي تتصل بالموضوع حقاً .
أنا الآن على يقين ، أكثر مني في أي وقت مضى ، أن قوة الحبّ تأتي من الله . فلا أحد يمكن أن يحب إلا إذا كان الله يعمل فيه .
و إني أسمع المسيح يقول : " أنتم لا تستطيعون أن تثمروا إن لم تثبتوا فيَّ ... أنا الكرمة و أنتم الأغصان ... فإنكم , بمعزل عني ، لا تستطيعون أن تعملوا شيئاً " . و أسمع القديس يوحنا يقول أيضاً إن مَن يعرف الحبّ هو و حده يعرف الله . و القديس بولس هو أيضاً يصف الحب كأرفع و أعظم هبات الروح . و أينما وجدت الحب و جدت الله .
وجدته يعمل في عقول الناس و قلوبهم و من خلال سواعدهم .
خبرتي مع الله هي التي أحدثت هذا التغيير فيَّ أنا أيضاً . و أنا لا أزال إنساناً أنانياً جداً ، فالله لم ينتهِ حتّى الآن من العمل فيَّ . قد لا يرى الآخرون فيَّ أثر اختباري لله ، و لكنهم لو عرفوني قبل ذلك ، لقدروا الفرق بين ما كنت عليه من قبل و ما صرت إليه الآن . و المسيرة نحو الألوهة ، التي يحققها الله فينا ، فيجعلنا يوماً بعد يوم على صورته و مثاله ، هي مسيرة بطيئة ، تدريجية و في الغالب مؤلمة .
أنا لا أزال رحالة ، و لكن الله قد استوقفني و بدل فيَّ بعض الشيء . هذا أساس رجائي . و الله الذي استوقفني في الأمس سيتابع العمل في حياتي ، و سأواكب هذا العمل دائماً ، و سوف يكون حضوره فيَّ أعمق .
  رد مع اقتباس
قديم 28/10/2009   #242
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


28 تشرين الأول

في فترات متفرقة من حياتي ، و أنا أحاول التعامل مع الآخرين و التواصل معهم ، كنت أراقب ذاتي و أسائل نفسي : " أهذا هو الشخص الذي أريد أن أكون ؟ " .
أرجو أن تستفيد من هذا النهج بقدر ما أفادني أنا. فقد كان بالنسبة إليَّ أشبه بمَن يرتدي نظارات جديدة تعيد إليه صفاء بصره . إن السؤال : " أهذا هو الشخص الذي أريد أن أكون ؟ ما زال يُحدث فيّ تغييراً عميقاً . فإنني عندما أطرحه على نفسي يصبح من غير المعقول أن أبقى قابعاً في عالمي الضيق التافه المسكين " .
و عندما أطرحه على نفسي أسأل الله أن يعينني كي أبلغ ما أصبو إليه ، و أن أطبق في حياتي كل ما أنصح به الآخرين . و أسأله أيضاً أن يحولني إلى حقيقة ذاتي .
فأنا عندما لا أكون ذاتي لا أكون شيئاً
، بل تغدو حياتي برمتها مسرحية متواصلة . و كم أخشى أن يدركني الموت و أنا لا أزال على خشبة المسرح . آنذاك سأمسح عن وجهي المساحيق و أخلع الثياب و أعيد الكلمات إلى مؤلفها و أذهب و الحضور يصفقون لشخص زعم أنه حقيقي . أنا أدرك أنني عندما أموت ، لن يسألني الله عن الأوسمة ،
بل سيبحث في جسدي عن آثار الجراح .
آنذاك أود أن أتذكر الأيام التي كنت فيها صادقاً مع ذاتي و منفتحاً على الآخرين بكامل حقيقتي و حبي .
أود أن أتذكر الأوقات التي فيها كسرت للجائعين خبز الشراكة في الحب و أرويت عطش الظامئين من ماء التفهم و الإصغاء .
و لكل مسجون داخل نفسه مددت يد العطف و الحنان
تقول له : " تعال أخرج . لا تخف لأنك في أمان " .
في نهاية سفري أود أن أتذكر الأوقات التي فيها عرفت كيف أحب و كيف أُبَلسم الجراح .
أوليس هذا أفضل من مسرحيات كثيرة ؟ " .
  رد مع اقتباس
قديم 29/10/2009   #243
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


29 تشرين الأول

الحبّ ، خلافاً للمال ، لا يخزن . ففي علاقة الحب يجب أن يستمر الحبيبان في تعاضد متبادل يشعر كل منهما من خلاله بقيمته الشخصية . و عندما يُحرَم أحدهما من ذلك فترة طويلة يتسرب آنذاك إلى نفسه شعور بالإفلاس ، و يروح يبحث عن الخيارات التي من شأنها أن تخفف من آلام ذاك الحرمان . فالمشكلة في عمقها مشكلة عاطفية :
ما هو شعوري نحو ذاتي ، نحو قيمتي الشخصية ، نحو حياتي بمجملها ؟
و كل ما تبقى هو نتيجة لذلك .
كل ما قد أحس به من مشاكل عاطفية ، و أيّاً كان نوعها ، إنما هو تعبير عن هذا الألم الأساسي في نفسي .
  رد مع اقتباس
قديم 31/10/2009   #244
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


30 تشرين الأول

إن معنى الحياة يمكنه أن ينبع من اختبار حب . و هذا يعني التزاماً صادقاً بشخص آخر .
الحب يرفض أن يسأل : " ماذا تُراني آخذ من الحياة "؟
إن اختبار الحب يوضح للإنسان تلك العبارة التي قالها القديس فرنسيس الأسيزي ،
و التي غالباً ما نسمعها : " إننا نأخذ فقط عندما نعطي " .
الأنانية و التركيز على الذات يقودان فقط إلى فقدان الذات .
تلك هي معادلة غريبة و مؤلمة ، يجب أن نفطن لها .
إن أعمق ما كشفته الشخصانية المعاصرة هو أني شخص أبلغ ملء ذاتي فقط إذا ما أنعم عليَّ شخص آخر بهبة " تثبيت ذاتي " . فإذا ما أحجم الآخرون عن تقديري ، تعذر عليّ أن أقدر ذاتي . فعالِم النفس فيكتور فرنكل Victor Frankl قدَّم في هذا المعنى نصيحة فائقة الأهمية عندما قال :
" إن الاحترام الحقيقي للذات ، و الشعور بهوية شخصية ، ينجمان عن الاحترام الحقيقي العاقل الذي يأتينا من أولئك الذين نحبّ ! " .
  رد مع اقتباس
قديم 31/10/2009   #245
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


31 تشرين الأول

أن أهب ذاتي في الحب ، فذلك يخلق عندي شعوراً بالفرح عميقاً بأنني جعلت حياتي تثمر ثمراً مهماً . و يمكنني أن أعيش و عندي ذكريات جميلة و فرح بأنني أسهمت في إنعاش حياة أُناس آخرين بالحب ، و أني قد أحسنت التجارة بالوزنات التي ائتمنني الله عليها . تحقيق الحب يتطلب وقتاً ، و هو يفرض لذلك تاريخاً من العطاء و الأخذ ، من الضحك و البكاء ، من الحياة و الموت , إنه لا يَعِدُ أبداً بسعادة آنية ، بل بشعور بالاكتمال الذاتي في نهاية المطاف . الحب يعني إيماناً بشخص أو بقضية . إنه يفترض إرادة للصراع ، للعمل و للعذاب ، و إنه مشاركة في الفرحة أيضاً .
أنا لا أعتقد أن بشراً في التاريخ بلغ كمال ذاته من خلال العيش في همّ واحد : " ماذا تُراني آخذ من الحياة ؟ " .
إنها طبعاً معادلة الإنجيل : فالاكتفاء الحقيقي و اكتمال الذات هما نتيجة حبّ صادق مخلص . و هذه كلها ملك لأولئك الذين يعرفون كيف يتخطون ذواتهم ، و لا يستطيع اختبارها إلاّ مَن يؤثر العطاء على الآخذ .
  رد مع اقتباس
قديم 01/11/2009   #246
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


1 تشرين الثاني

طرق الصلاة تتعدد بتعدد الأشخاص . لقد تعرفت حديثاً إلى تلك الطريقة التي تقوم في أن يتأمل المرء في صورة عادية من العالم الذي يعيش فيه كزهرة أو بيت .... فتنقلني الزهرة إلى ما توحي به من جمال و نقاء و حبّ ، و البيت يحملني كذلك إلى التفكير بالدفء العائلي و إلى أن أتذكر ما يهيء الرب في منازل ملكوته ، مما " لم تره عين و لم تسمع به أذن و لا خطر على قلب بشر " ... و يقودني عقلي و قلبي إلى مشاهد أخرى ، و من خلالها إلى لقاءات مع الله من جراء ما صنعت يداه .
و ما أود أن أقترح عليك الآن يشبه بعض الشيء ذاك النهج الذي ذكرناه . إبدأ بالحديث مع الله بصدق عما أنت عليه في هذه اللحظة الحاضرة . نحن عندما نفكر نجسد تفكيرنا في كلمات ، فحاول إذا أن تقول له ما أنت عليه الآن بكلماتك الخاصة . قد يبدو ذلك صعباً في بادئ الأمر . و لكنك حين تلج إلى عمق طيات الذات الداخلية ، تعي أهمية هذا التمرس في سبيل التعرف إلى الذات ، علاوة على كونه نهجاً جميلاً لصلاة خاصة و صادقة . و بما أن كل ما لدينا هو عطية من الله ، قد يكون من المفيد أن نبدأ بالتوسل إليه كي يعيننا على أن نصلي . " أيها الرب المحب ، هب لي النور فأعرف نفسي و أعرفك . و أفهم العلاقة التي تجمع بيننا . و تقبل شكري لك على محبتك و عونك " . ثم حاول أن تطرح على نفسك بعض الأسئلة التي من شأنها أن تساعدك على التفكير : مَن أنا ؟ ما هو الشعو رالذي يتملكني الآن ؟ ما هي المشاعرو الأفكار التي راودتني خلال الساعات الأربع و العشرين الماضية ؟ ما هي أهم خبرة عشتها ، و مَن هو الشخص الذي ترك فيّ أبلغ أثر ، في هذه الفترة ؟ ما الذي أفرحني حقاً ، و ما الذي أحزنني ؟ و إذا ما عدت في حياتي إلى الوراء ، إلى الماضي القريب ، ما هي الأهداف التي سيّرت حياتي في الأسابيع الماضية ؟ ماذا حاولت أن أحقق ؟ أن أربح ؟ ما هي الأمور التي حاولت الهرب من مواجهتها ؟ و باختصار ، ما الذي أحاول القيام به في حياتي ؟ و هل هذا حقاً ما أصبوا إليه ؟
  رد مع اقتباس
قديم 02/11/2009   #247
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


2 تشرين الثاني

عندما نعيد إلى الحب " معناه " أو هدفه الأساسي ، يصبح من المهم أن نبحث عن الوحدة ، لا عن سعادة . إن مَن قرر المضي في مسيرة الحب ، عليه أن يعمل في سبيل تلك الشفافية التي تؤول إلى الشراكة و التواصل و التي فيها يكمن أساس الحب . فالسعادة ، كما يقول لنا فيكتور فرنكل ، لا تدخل حياة الإنسان إلا نتيجة لأمر آخر :
" السعادة كالفراشة ، تهرب منك إذا ما اندفعت وراءها . و لكن إذا ما انصرفت إلى الاهتمام بأمور أخرى ، أتت بلطف و حطت على كتفك " .
إذا ما أردنا أن نجد السعادة في الحب ،
علينا أن نبحث عن الوحدة و عن الشراكة

، تلك الوحدة التي غالباً ما تفرض علينا أموراً كثيرة لا تخلو من الألم :
فهي تتطلب صدقاً ، وقت يكون من الأسهل أن نكذب و لو قليلاً ، و يفرض كلاماً في حين كنا نود أن نصمت ، و تدعونا إلى تقبل الشعور بالارتباك عندما نرتكب خطأ بدل الإلقاء بالائمة على الآخرين .
و تفرض علينا الوحدة أيضاً : أن نصمد حيث نحن في حين نؤثر الهروب ، و أن نقر بما فينا من ضعف و نحن نفضل أن نكذب على ذواتنا و الآخرين ، و أن نواجه الآخرين بالحقيقة حين يكون من الأسهل أن نبحث عن سلام معهم بأي ثمن . فكل من هذه الأمور التي يفرضها الحب لا تحمل إلينا الطمأنينة و السعادة بشكل آني و مباشر .
فهي تحمل أولاً ألماً و صراعاً .

نعم , الحب يثمر إذا ما عملنا في سبيله . و في الحب نسعى إلى تحقيق الصدق و الشفافية في ذواتنا ، و هذه أمور مكلفة و صعبة المنال . فالناس الذين يتهافتون وراء الحب كما يندفعون وراء فراشة السعادة يجدون في آخر المطاف أيديهم فارغة و قلوبهم عطشى .
إن الشرط الأهم في إنجاح الحب ليس البحث عن السعادة ، بل العمل في سبيل الوحدة .
  رد مع اقتباس
قديم 03/11/2009   #248
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


3 تشرين الثاني



مسيرة الحبّ في مراحل ثلاث ، أو ثلاث محطات مهمة :
1- اللطف : و هو تأكيد حار " أني سأكون إلى جانبك ، لأنك مهم في نظري " .
2- التشجيع : تأكيد جديد لقدرتك و اكتفائك الذاتي .
3- التحدي : الحثّ على العمل بحب و حزم .
لقد قيل : الحب فن . و هذا يعني أنه ليس هو من صيغة مسبقة توفر له النجاح ، و يمكن اللجوء إليها . فعلى كل امرئ أن يواجه واقع العلاقة كل مرة بقراءة جديدة ، فيقرر ما يتوجب عمله ، و ما هي الطريقة الفضلى لذلك .فكما أن الفنان - الرسام يتخذ لنفسه وسائل يُحدث بواسطتها تأثيراً في الآخر ، فعلى الفنان - المحب كذلك أن يتحسس الواقع فيقرر متى يكون هنالك حاجة إلى المزيد من اللطف أو التشجيع ، أن التحدي . و هذا لن يكون بالأمر السهل .
لقد قال أحدهم ، و في كلامه الكثير من الحكمة : " لا يهتم الإنسان بما تعرف حتى يدرك كم أنت مستعد حقاً أن تهتم به " .
أنا على يقين من أن هذا هو أساس الحب : إهتمام صريح بسعادة مَن تحب ، و تثبيته في قيمته الشخصية .
و كل بناء على غير هذه الأسس هو بناء على الرمل . يجب أن أكون على يقين من أنك تريد سعادتي حقاً و نموي ، أنك في الحقيقة " حاضر لي " . و إلا لَما أفسحت المجال أمامك كي تلج إلى داخلي .
يجب أن أقتنع بأني شخص بالنسبة إلأيك ، و لست شيئاً يُستعمل ، و لا حالة تُدرس أو مشكلة تَبحث عن حلّ .
لذا فأول ما يُنتظر من الحب هو أن يكشف عن أمور ثلاثة : إنك تهمني حقاً و تهمني سعادتك . و سوف أعمل معك حتى تبلغ مرتجاك ، و تحقق ذاتك . إنك في الحقيقة شخص يتمتع بقيمة فريدة .
  رد مع اقتباس
قديم 04/11/2009   #249
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


4 تشرين الثاني

أنا أعترف بأنني ، لفترة طويلة من حياتي ، كنت أفكر في أن الأعمال الحسنة هي أساس الحب ، حتى إني توهمت أني أحب الآخرين حقاً ،
عندما أقوم مقامهم بأعمال هي من واجبهم
، و في متناول قدراتهم .فإذا كان الشخص خجولاً ، كنت آخذ على نفسي أن أُطالب له بحقه ، كي أخفف عليه بعض الأسى . و للمتردد كنت المقرر ، و للباحث عن جواب كنت المجيب .
و كل مَن أتاني بمشكلة وجد لدي حلاً لها سريعاً .

لم أدع الآخرين يجهدون ما فيه الكفاية كي يذوقوا طعم الانتصار على مشاكلهم و على ذواتهم .
ظهرت لي الحقيقة شيئاً فشيئاً ،
و بدأ ذلك يوم قال أحدهم : " أَعط الإنسان سمكة فتكفيه طعاماً ليومه . علمه اصطياد السمك فيكتفي من الطعام طيلة حياته " .
التطبيق كان واضحاً . فالشخص الخجول و المتردد ، و كل الذين يصادفون مصاعب في حياتهم ، قد يتمنون بل هم يطلبون إلينا أن نتحمل عنهم أعباء ما يواجهون . و قد يقول كل منهم : " لا قدرة لي على ..." و هم في الحقيقة يعنون : " إنهم لا يريدون أن يُرهقوا أنفسهم " . فقد يحاولون بشتى الطرق أن يحملوا أثقالهم الآخرين . و نحن ، الأشخاص العاديون ، نبقى عرضة للسقوط في مثل هذه التجارب . إننا نشعر بشيء من النشوة عندما نجيب حالاً : " طبعاً سأفعل لك ما تريده مني . أو عندما نقدم النصح قائلين : " هذا ما يجب عليك أن تفعل ...." . و الأجوبة الصحيحة ، في مثل هذه الحالات ، لا تحمل في طياتها مكافأة آنية كبرى ، و قد يأتي على الشكل التالي :
" باستطاعتك أن تقوم بذلك أنت ... أنا لا أعرف ما يجب أن تفعل . إن لديك من الذكاء ما يكفي لاتخاذ قراراتك . ماذا تظن أنه عليك أن تفعل "؟

من حقائق الحب العميقة ، التي يصعب علينا فهمها أحياناً هي
أن الحب يحمل إلينا الحرية . الحب يعطي الإنسان جذوراً ( شعوراً بالانتماء ) و أجنحة ( إحساساً بالاستقلالية و الحرية ) .
و هو يوفر للإنسان حاجته الأساسية إلى الإيمان بنفسه ، و الثقة بقدرته على مجابهة المشاكل و رفع تحديات الحياة . هذا ما نعني بالمرحلة الثانية من الحب : التشجيع . إنها ترسخ في الشخص المحبوب وعياً أعمق لقدراته ، و قوته و اكتفائه الذاتي . التشجيع يوحي إلى الشخص المحبوب ما مفاده : " إن لديك القدرة على النجاح في ما تعمل ! " .
  رد مع اقتباس
قديم 05/11/2009   #250
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


5 تشرين الثاني

التحدي هو المرحلة الأخيرة من الحب ّ.
بعد إظهار العطف ( " إني إلى جانبك !" ) و تثبيت الشجاعة ( " إن لديك القدرة علىالنجاح في ما تعمل " ) , على الحب الحقيقي أن يدعو المحبوب إلى " الاجتهاد " , إلى النمو , متخطياً حدوده القديمة , محاولاً تحقيق ما كان يعتبره حتى الآن بالغ الصعوبة . عليه أن يدعو إلى الارتفاع فوق الخوف , و يتخلى عن الحقد , و يطلق الشعور المكبوت , و يواجه الصعوبة , و يقدم اعتذاراً مؤلماً .
إذا كان التشجيع يساعد المحبوب على وعي قدرته , فالتحدي يدفعه بحب إلى استعمال تلك القدرة : " حاول , إجتهد , اعمل على تحقيق ما تريد " . فإذا نجحت , رأيتني في الصف الأمامي , أصفق لك بحماسة . و إذا فشلت وجدتني جالساً إلى جانبك . لن أتركك وحيداً فحاول بكل ما لديك من قدرة , فبإمكانك أن تنجح ! " .
  رد مع اقتباس
قديم 07/11/2009   #251
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


6 تشرين الثاني

أشياء جميلة كثيرة يمكن أن تقال في الحبّ .
مثلاً : " الحب يقسم العبء إلى اثنين " .
و هنالك قول رهباني مأثور : " حيث يكون الحب ، يحلو التعب و يتبدد العناء " . نحن نُرهق أحياناً الأشخاص الذين نحبهم : " آه لو كان فينا حبّ ... " علينا أن نشرب نخب دائماً ، إنه سر معنى الحياة . و من واجبنا أن نبقيه قريباً من الواقع ، فلا ندع الرومنطيقية تهيمن فيه .
حقيقة الحب ، علىما أعتقد ، أنه منبع الارتياح ، و لكنه في الوقت نفسه تحد عظيم .
الحب يتحداني في الحال أن أخرج من ذاتي .
فهو سينقلني من " اللهو " الصبياني ، إلى قمة العطاء في سبيل شخص أو قضية ، من خلال حب كريم لا ينتهي .
الحبّ يدفعني إلىالتركيز على حاجات الأشخاص الذين أُحب . و هذا يتطلب مني أن أعرف كيف أصغي ، و يحتم علي أحياناً أن أتخلى ، و لو إلى حين ، عما يُسعدني ، لأتمكن من الاهتمام بحاجات مَن أحب .
و أن نوع العلاقة التي تهب الحياة للحب ، تحتم علي الاتصال بذاتي ، بعمق مشاعري و أفكاري ، كي أشرك الآخرين فيها ، من خلال انفتاح أُقدم عليه بكثير من الخوف و الرهبة .
الحب يضعني في خطر . إنه يعرضني لردات فعل صادقة منأناس سمحت لهم باختراق خطوط دفاعي . و إذا كنت قد بنيت سياجات واقية من حولي ، فمن شأن الحب أن يتكفل بإسقاطها جميعاً .
  رد مع اقتباس
قديم 07/11/2009   #252
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


7 تشرين الثاني

السعادة التي يختبرها المرء على طريق الحب ، " التي قلّ سالكوها " ، تبقى فريدة في طبيعتها . عندما أُحب شخصاً في الحقيقة ، تأخذ حياتي معنى عميقاً جديداً . عندما يلج الحبّ حياة امرئ تتحول وحدته إلى حضور دافئ ، و غربته إلى شعور بقيمة الذات و الثقة بالنفس . و هو ما نسميه اليوم " شعوراً بالهوية " .
و لقد أصبح من البديهي القول إنه بإمكاننا أن نعرف و نحب في ذواتنا فقط ما نحن على استعداد لأن نشارك فيه الآخرين .
و الشخص الذي لا يعرف الحبّ ، و يهيم في الدنيا ، لا هدف عنده ، يجد في الحب شعوراً بالانتماء و مقاماً يُحس فيه و كأنه في بيته .
إن انطلاقي في الحب ، نحو شخص آخر ، فيه بعض المخاطرة . و الخطر الحقيقي يكمن في رفض الآخر لي و عدم تفهمه لحقيقتي . و في هذا يختبر المرء ألم الفراق بدءاً بالفراق المؤقت ، و انتهاءً بالفرقة الدائمة في الموت . فكل مَن نظر إلى سلامته الخاصة كشرط في الحياة لا جدل فيه هو شخص أبى أن يدفع ثمن الحب و هو لن يذوق طعم غناه أبداً .
و كل مَن حبس نفسه في " شرنقة " لحماية ذاته و الدفاع عنها ، مبقياً ذاته دائماً علىمسافة مريحة من الآخرين ، محتفظاً بمقتضياته الخاصة ، و بخصوصياته كافة ، سيجد ثمن الحب باهظاً جداً ، و يبقى للأبد سجين خوفه .
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد


أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 01:43 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.18354 seconds with 12 queries