أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > علوم > تاريخ

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 06/12/2007   #19
شب و شيخ الشباب المحارب العتيق
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ المحارب العتيق
المحارب العتيق is offline
 
نورنا ب:
Nov 2007
المطرح:
جرح الياسمين
مشاركات:
3,677

افتراضي


مشكور جدا" على الموضوع

الفهيم بيريح

لك تاري الحمار لو شو ماسلموه بيصدق حالو وبدك تناديلو سيد حمار
  رد مع اقتباس
قديم 06/12/2007   #20
شب و شيخ الشباب COSTA
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ COSTA
COSTA is offline
 
نورنا ب:
Jun 2006
المطرح:
بالبار عم اشرب واسكر وارقص وحشش وشوف حياتي
مشاركات:
3,428

افتراضي


اهلين بالشباب
مشان الصور ....
ما عرفت شو يللي ما طلع ؟؟؟
يعني الصور ما طلعو او المرفقات ما طلعو ؟؟؟

سيدي الرئيس ......... تحية وبعد
اتسمع الاحرار حين يسألون.......
امرتين الشهداء يقتلون ...........
اطفالنا في المهد بعد يحلمون....
من ينقذ الاحلام حين ينعسون...
[thread=51430][COLOR=red]تعالي نرتوي الحب لسنا سوى ظلال وغبار[/COLOR][/thread]
[B][COLOR=seagreen]شيطان انا واقف على الباب .................................. هوايتي ان ارقص مع الذئاب[/COLOR][/B]
[B][COLOR=#2e8b57][COLOR=blue]اذا اردت ان تقول الحقيقة بغير وقتها .................... فاعلم انك في نظر الكل خائن[/COLOR] [/COLOR][/B]
  رد مع اقتباس
قديم 06/12/2007   #21
شب و شيخ الشباب المحارب العتيق
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ المحارب العتيق
المحارب العتيق is offline
 
نورنا ب:
Nov 2007
المطرح:
جرح الياسمين
مشاركات:
3,677

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : COSTA عرض المشاركة
اهلين بالشباب
مشان الصور ....
ما عرفت شو يللي ما طلع ؟؟؟
يعني الصور ما طلعو او المرفقات ما طلعو ؟؟؟
المرفقات
ياريت تعرض الصور مع الأسماء تحت كل وحدة
  رد مع اقتباس
قديم 06/12/2007   #22
شب و شيخ الشباب COSTA
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ COSTA
COSTA is offline
 
نورنا ب:
Jun 2006
المطرح:
بالبار عم اشرب واسكر وارقص وحشش وشوف حياتي
مشاركات:
3,428

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : المحارب العتيق عرض المشاركة
المرفقات
ياريت تعرض الصور مع الأسماء تحت كل وحدة
طيب ماشي
انا حطيت الصور وتحت كل صورة اسم صاحبها بس يمكن ما طلعت الصور او في مشكلة صارت
رح ارجع اعمل مرفقات جديدة
بس طول بالك عليي فيها مشان زبطها وعدل فيها
وياهلا بالشباب .......
  رد مع اقتباس
قديم 08/12/2007   #23
georgekh
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ georgekh
georgekh is offline
 
نورنا ب:
Dec 2004
مشاركات:
62

افتراضي


شكرا على الموضوع وحابب ضيف شغلة صارت مع فارس الخوري

بعد أسبوعين من دخول الفرنسيين دمشق، في 8 آب 1920، أقيمت مأدبةٌ في قصر المهاجرين – القصر الجمهوري الحالي – حضرها وزراءُ ثاني حكومة شكَّلها الفيصليون وعددٌ كبير من وجهاء المدينة. أخذ غورو القائد الفرنسي يمتدح منظر دمشق وغوطتها أثناء الطعام، ثم أجال نظره في القاعة التي هم فيها، وكأنه أراد التهكم والاستخفاف بالملك فيصل فقال: "أهذا هو القصر الذي سكنه فيصل؟" فأجابه فارس: "نعم، يا صاحب الفخامة، هذا هو القصر الذي سكنه الملك فيصل، وقد بناه والٍ عثماني اسمه ناظم باشا، ثم حلَّ فيه جمال باشا، ثم الجنرال ألنبي، والآن تحلُّونه فخامتكم. وجميع مَن ذكرتُهم أكلنا معهم في نفس القاعة، وكلهم رحلوا، وبقي القصر وبقينا نحن." سمع الجنرال غورو هذه العبارة فصمت، ووجم كلُّ مَن كان حول المائدة، ولم ينطق أحد حتى انتهاء المأدبة. وكان الشيخ تاج الدين الحسيني حاضرًا، فقال لفارس بعد الحفلة: "منذ هذا اليوم انتحرت، ولن تقوم لك قائمة مع الفرنسيين." فيجيب فارس: "وأنا أيضًا لم أرغب أن تقوم لي قائمة، وإنما هي معركة ولن تنتهي حتى يرحلوا.

شلون مابدو الفاخوري بيركب ادنها.. للجرة
  رد مع اقتباس
قديم 18/12/2007   #24
شب و شيخ الشباب COSTA
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ COSTA
COSTA is offline
 
نورنا ب:
Jun 2006
المطرح:
بالبار عم اشرب واسكر وارقص وحشش وشوف حياتي
مشاركات:
3,428

افتراضي


وهي هلأ زبطنا المرفقات

يا هلا بالشباب
  رد مع اقتباس
قديم 25/12/2007   #25
شب و شيخ الشباب COSTA
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ COSTA
COSTA is offline
 
نورنا ب:
Jun 2006
المطرح:
بالبار عم اشرب واسكر وارقص وحشش وشوف حياتي
مشاركات:
3,428

افتراضي


يوسف العظمة

يعتبر يوسف العظمة واحداً من كبار المناضلين والشهداء في سبيل استقلال سورية بشكل خاص، وقضية الحرية بشكل عام، كما يعتبر أيضاً أحد الفدائيين الاستشهاديين في بداية القرن العشرين متحدياً بقواته المحدودة القوة العسكرية الفرنسية المتقدمة باتجاه دمشق سنة 1920م للسيطرة على سورية واحتلالها.

ولد يوسف العظمة في دمشق سنة 1884م، وتعلم في مدارسها، أكمل دراسته العليا في المدرسة الحربية بالأستانة سنة 1906م وتخرج برتبة (يوزباشي) أركان الحرب، وتنقل في الأعمال العسكرية بين دمشق ولبنان والأستانة، وأرسل إلى ألمانيا للتمرن عملياً على الفنون العسكرية فمكث سنتين، وعاد إلى الأستانة فعين كاتباً للمفوضية العثمانية في مصر، وعندما نشبت الحرب العالمية الأولى هرع إلى الأستانة متطوعاً، وعُيّن رئيساً لأركان حرب الفرقة العشرين ثم الخامسة والعشرين، وكان مقرها في بلغاريا ثم في غاليسيه النمساوية ثم في رومانيا. ذكر عنه أنه كان يجيد بالإضافة إلى العربية اللغة التركية والفرنسية والألمانية وبعض الإنجليزية.

عاد إلى الأستانة فرافق أنور باشا (ناظر الحربية العثمانية) في رحلاته إلى الأناضول وسورية والعراق، ثم عُيّن رئيساً لأركان حرب الجيش العثماني المرابط في قفقاسية، فرئيساً لأركان حرب الجيش الأول بالأستانة.

ولماّ وضعت الحرب أوزارها عاد إلى دمشق، فاختاره الأمير فيصل مرافقاً له، ثم عينه معتمداً عربياً في بيروت فرئيساً لأركان الحرب العامة برتبة قائم مقام في سورية، ثم وُلّي وزارة الحربية سنة 1920م بعد إعلان تمليك فيصل بدمشق، فنظّم جيشاً وطنياً يناهز عدده عشرة آلاف جندي، واستمر إلى أن تلقى الملك فيصل إنذار غورو الشهير الذي كان من بنوده وجوب حل الجيش العربي وتسليم السلطة الفرنسية خط (رياق ـ حلب)، وقبول تداول ورق النقد الفرنسي السوري، وغير ذلك مما فيه القضاء على استقلال البلاد وقبول الاحتلال، فتردد الملك فيصل ووزارته بين الرضى والإباء، ثم اتفق أكثرهم على التسليم.

فأبرق الملك فيصل إلى الجنرال غورو بالموافقة، وأوعز بحل الجيش، ولكن بينما كان الجيش العربي المرابط على الحدود يتراجع منفضاً، كان الجيش الفرنسي يتقدم (بأمر من الجنرال غورو)، ولماّ سُئل عن هذا الأمر أجاب: بأن برقية فيصل بالموافقة على بنود الإنذار وصلت إليه بعد أن كانت المدة المتفق عليها (24ساعة) قد انتهت.

وعاد فيصل يستنجد بالوطنيين السوريين لتأليف جيش أهلي يقوم مكان الجيش المنفض في الدفاع عن البلاد، وتسارع شباب دمشق وشيوخها إلى ساحة القتال في ميسلون، وتقدم يوسف العظمة يقود جمهور المتطوعين على غير نظام، وإلى جانبهم عدد يسير من الضباط والجنود، وكان قد جعل على رأس (وادي القرن) في طريق المهاجمين ألغاماً خفية، فلماّ بلغ ميسلون ورأى العدو مقبلاً أمر بإطلاقها فلم تنفجر، فأسرع إليها يبحث عن السر في عدم انفجارها فوجد أن أسلاكها قد قُطّعت، فعلم أن القضاء نُفّذ، فلم يسعه إلاّ أن ارتقى ذروة ينظر منها إلى دبابات الفرنسيين زاحفة نحوه، وجماهير الوطن من أبناء البلاد بين قتيل وشريد، فعمد إلى بندقيته وهي آخر ما تبقى لديه من قوة، فلم يزل يطلق نيرانها على العدو حتى أصابته قنبلة أردته شهيداً. وفاضت روحه في أشرف موقف، ودفن بعد ذلك في المكان الذي استشهد فيه، وقبره إلى اليوم رمز التضحية الوطنية الخالد تحمل إليه الأكاليل كل عام من مختلف الديار السورية.

اعتبر يوسف العظمة رمزاً وطنياً، كما اعتبرت معركة ميسلون على الرغم من نهايتها الفاجعة تعبيراً عن إرادة الصمود في هذه الأمة. وكان يوسف العظمة آخر وزراء الدفاع الذين ينزلون إلى الميدان ليتصدوا للعدو وكل من جاء بعده إنما كانوا وزراء مكاتب فحسب.
الصور المرفقة
نوع الملف : jpg يوسف العظمة.jpg‏ (13.3 كيلو بايت, 9 قراءة)

آخر تعديل COSTA يوم 25/12/2007 في 16:26.
  رد مع اقتباس
قديم 25/12/2007   #26
شب و شيخ الشباب COSTA
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ COSTA
COSTA is offline
 
نورنا ب:
Jun 2006
المطرح:
بالبار عم اشرب واسكر وارقص وحشش وشوف حياتي
مشاركات:
3,428

افتراضي


رفيق العظم

هو رفيق بن محمود بن خليل العظم، ولد عام 1867 في مدينة دمشق، في أسرة عريقة رفيعة المكانة واسعة الجاه مترفة. والده الأديب الشاعر محمود العظم لم يصرفه إلى الدراسة في المدارس الحكومية العثمانية، وإنما دفعه إلى شيوخ العصر يتردد إليهم ويأخذ عنهم، فتعلق بكتب الأدب ودواوين الشعر وهو مازال صغيراً، ثم انصرف إلى كتب النحو والصرف والمعاني والبيان، لازم العلماء والأدباء وبعض المتصوفة، وأقبل على الأساتذة سليم البخاري وطاهر الجزائري وتوفيق الأيوبي، ونزع كما ينزعون إلى البحث في الاجتماع والتاريخ والأدب، وتعلق بالإصلاح وكتب فيه لما وجد من أحوال العصر الإدارية والسياسية.

اجتمع رفيق العظم إلى أحرار العثمانيين وتعلم اللغة التركية، وتقرب من الجمعيات السياسية السرية ووقف على العنف والاستبداد والاستعمار، فأخذ ينتقد ويقبح في جرأة وصراحة لفتت الأنظار إليه.

زار رفيق العظم مصر سنة 1892ومنها انتقل إلى الأستانة ثم عاد إلى دمشق، ليغادرها عام 1894 إلى مصر هرباً من مضايقة السلطات لأحرار البلاد، وفي القاهرة تعرف العظم على أعلام البلاد، واتصل بحلقة الإمام محمد عبده، وفي هذه الحلقة كبار الكتاب والمفكرين أمثال قاسم أمين وفتحي زغلول وحسن عاصم. فأفاد من مجالسهم وكذلك اتصل بالشيخ علي يوسف صاحب جريدة المؤيد، وعرف مصطفى كامل ومحمد فريد من زعماء الإصلاح في مصر، فاختمرت في نفسه فكرة الإصلاح السياسي والاجتماعي.

كما انصرف العظم إلى الكتابة والتصنيف، وأخذ ينشر المقالات والدراسات في التاريخ والأدب والاجتماع والإصلاح في كبريات الجرائد: الأهرام، والمقطم، واللواء وفي أشهر المجلات: المقتطف الهلال، والمنار، والموسوعات فوثقت صلاته بعلماء وكتاب وسياسي مصر.

كما انصرف العظم إلى تأسيس الجمعيات السياسية، فأنشأ مع صحبه (جمعية الشورى العثمانية) الحرة، وفيها كبار الشخصيات من عرب وأتراك وجركس وأرمن، وكانت لها صحيفتها يحرر القسم العربي فيها. وكانت هذه الجمعية قبل ذلك تطبع المنشورات وتذيع البيانات في الوطن العربي وفي غيره. وتنبهت الجمعية (الاتحاد والترقي) إلى خطر هذه الجمعية وأثرها، فسعت إلى التقرب منها والاعتماد عليها في مقاومة الظلم والطغيان ولكن الشعار كان يختلف في كل منهما، والأهداف تباعد بينهما... فجماعة الاتحاد والترقي كانوا يعتمدون على العنصرية التركية في رفع الجنس الطوراني، أما جماعة الشورى فكانوا يريدون الحرية للشعوب.

لذا سعى رفيق العظم مع صديقه الشيخ رشيد رضا في تكوين جمعية عربية سرية، هدفها التأليف بين أمراء الجزيرة العربية، والسعي في جمع شمل العرب لحفظ حقوق العرب في الدولة العثمانية، والعمل لمستقبل يعيد إليهم أمجادهم وتاريخهم. وقد ساق إلى تأليف هذه الجمعية ما ظهر من ضعف الدولة العثمانية بعد انكسارها في حرب البلقان، وبدا خطر وقوعها في براثن الغربيين، فنهض العظم مع زملائه من الساسة في تأسيس حزب اللامركزية، لئلا يصيب الأقطار العربية خطر الانهيار الذي يقع على العاصمة، وليصبح كل قطر في منجى من السقوط فريسة للأوربيين.

وظل رفيق العظم يعمل في الأحزاب وفي السياسة لخير قومه وأمته وبلاده حتى ساءت صحته، فلما قامت الثورة العربية وتسلمت الحكومة الفيصلية مقاليد البلاد، عاد العظم إلى دمشق زائراً فاستقبلته البلاد خير استقبال، وعرضت عليه أن يتقلد بعض الرئاسات الكبرى، فاعتذر لسوء صحته، ولزهده في المناصب، وعاد إلى القاهرة ولازم داره.

وقد أُعجب المجمع العلمي العربي في دمشق بكتابات العظم وروعة أسلوبه وجميل خدماته للعربية، فانتخبه عضواً مراسلاً إكباراً لأياديه، ولكنه لم يتح له أن يشارك في أعماله، وإنما أوصى بمكتبته كلها هدية إلى المجمع العلمي العربي، وهي في نحو ألف مجلد، كلها من أنفس الكتب. توفي في القاهرة سنة 1925.

من آثاره:

ـ كتاب (الدروس الحكمية للناشئة الإسلامية).

ـ كتاب (البيان في أسباب التمدن والعمران).

ـ رسالة (البيان في كيفية انتشار الأديان).

ـ (الجامعة الإسلامية في أوروبا).

ـ (السوانح الفكرية في المباحث العلمية).

ـ (أشهر مشاهير الإسلام) كتب منه أربعة أجزاء طبعت مراراً، ولكنه لم يتمه، واستفاضت به الشهرة في أقاصي البلاد ودانيها.

ـ (تنبيه الافهام إلى مطالب الحياة الاجتماعية في الإسلام).

ـ مجموعة آثار رفيق العظم، عني بجمعها شقيقه عثمان العظم.

من آثاره الخطية ديوان شعر محفوظ في دار الكتب الظاهرية. وشرع بوضع كتب لم يتمها منها: تاريخ السياسة الإسلامية، ورسالة في الخلاف بين الترك والعرب كتب منها 67 صفحة. وله الكثير من المقالات في النواحي الاجتماعية والسياسية نشرت في كبريات المجلات والجرائد.
مع الاسف ما لقيت صورة الو بالنت كلو
  رد مع اقتباس
قديم 25/12/2007   #27
شب و شيخ الشباب COSTA
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ COSTA
COSTA is offline
 
نورنا ب:
Jun 2006
المطرح:
بالبار عم اشرب واسكر وارقص وحشش وشوف حياتي
مشاركات:
3,428

افتراضي ابراهيم هنانو


ابراهيم هنانو
هو إبراهيم بن سليمان آغا هنانو، ولد في بلدة (كفر تخاريم) غربي مدينة حلب عام 1869، عائلته من العائلات القديمة العريقة التي لها زعامتها ووجاهتها التقليدية منذ القدم، فوالده سليمان آغا أحد أكبر أثرياء مدينة حلب. ووالدته كريمة الحاج علي الصرمان من أعيان كفر تخاريم.

تلقى إبراهيم هنانو دروسه الابتدائية في كفر تخاريم، رحل بعدها إلى حلب لإتمام دراسته الثانوية، ثم التحق بالجامعة السلطانية بالآستانة لدراسة الحقوق، وبعد أن نال شهادتها عُين مديراً للناحية في ضواحي استانبول، وبقي فيها مدة ثلاث سنوات، وخلال هذه الفترة تزوج فتاة من مهاجري أرضروم، ثم أصبح قائمقاماً بنواحي أرضروم وبقي فيها أربع سنوات، ثم عُين مستنطقاً في كفر تخاريم، وظل فيها زهاء ثلاث سنوات، وانتخب عضواً في مجلس إدارة حلب وبقي فيها أربع سنوات، وأخيراً عُين رئيساً لديوان الولاية وبقي فيها زهاء سنتين، ثم انسحب منها وأعلن الثورة ضد الفرنسيين المستعمرين. ويذكر أن هنانو كان عضواً في جمعية العربية الفتاة السرية في تركيا.

بعد انتهاء الحكم العثماني رجع هنانو إلى حلب، فانتخب ممثلا لمدينة حلب في المؤتمر السوري، الذي اجتمع لأول مرة في دمشق عام 1919م، وكان هنانو من الأعضاء البارزين في المؤتمر في دورته (1919-1920).

وعندما احتّل الفرنسيون مدينة إنطاكية، اختير هنانو لتأليف عصابات عربية من المجاهدين تُشاغل القوات الفرنسية، وجعل مقره في حلب، إذ كان يعمل رئيسا لديوان والي حلب (رشيد طليع) الذي شجّع الثورة في الشمال بإيعاز من حكومة الملك فيصل، وقام هنانو بتشكيل زمر صغيرة من المجاهدين، قليلة العدد، سريعة التنقل، مهمتها إزعاج السلطة الفرنسية في منطقة الاحتلال الفرنسي… وقد حقّقت هذه نجاحاً كبيراً في تنفيذ واجباتها، وذاع صيت هنانو وكثُر أتباعه، وانتشرت الثورة، وتزايد الضغط على فرنسا.

لدى دخول الفرنسيين دمشق عام 1920 ومن ثم حلب، لجأ هنانو وجماعته إلى جبل الزاوية.. وهو موقع متوسِّط بين حماه وحلب وإدلب، واتخذها مقراً له، وقاعدة لأعماله العسكرية، كما ضمّ إليه العصابات التي كانت قد تشكّلت هناك لمواجهة الفرنسيين، وتولّى قيادتها بنفسه، ولقب (المتوكل على الله).

كثرت جموعه واتّسع نطاق نفوذه، فلجأ إلى تركيا لطلب الدعم من الأسلحة وعتاد الحرب، وخاض هنانو سبعاً وعشرين معركة، لم يُصب فيها بهزيمة واحدة، وكان أشدّها معركة (مزرعة السيجري) التي تمكن فيها المجاهدون من أسر عدد كبير من الجنود الفرنسيين. ومعركة استعادة كفر تخاريم، ومعركة (قرية أورم الصغرى)، وقد تكبد الفرنسيون في هذه المعارك خسائر كبيرة في الأرواح، وكذلك في الأسلحة والدواب والذخائر والمواد التموينية مما ساعد هنانو على الاستمرار في ثورته.

بعد أن تضايق الفرنسيون من ثورة هنانو، عمدوا إلى أسلوب الخداع، إذ عرضوا عليه أن يكون رئيس دولة للمناطق التي تضم ثورته وهي (إدلب وحارم وجسر الشغور وأنطاكية)، إلا أنه رفض، ووضع في أول شروطه إلحاق دولة حلب بالدولة العربية وضّمها إليها، واستمّرت أعمال القتال والكفاح.

عزّز الفرنسيون قواتهم في مناطق ثورة هنانو، وضيّقوا الخناق على الثوار، فضعُفت إمكانات الثورة المادية، مما دفع بقادتها إلى التفرق.

اطّلع هنانو على بيان أذاعه الشريف عبد الله بن الحسين يقول فيه أنّه جاء من الحجاز إلى الأردن لتحرير سورية، فكاتبه هنانو ثم قَصده للاتفاق معه على توحيد الخطط.

ولما كان هنانو في منطقة قريبة من حماه مع عدد من فرسانه، اعترضته قوة كبيرة من الجيش الفرنسي، فقاتلهم ونجا وبعض من كان معه، وتابع سيره إلى الأردن فلم يتفق مع الشريف عبد الله، فتوجه إلى فلسطين، وهناك اعتقلته الشرطة البريطانية في القدس، وسلموه للفرنسيين فنقل إلى حلب لمحاكمته بتهمة القيام بأعمال مخلة بالأمن.

حوكم هنانو محاكمة شغلت سورية عدة شهور، وانتهت بإخلاء سبيله باعتبار ثورته ثورة سياسية مشروعة.

تولى هنانو زعامة الحركة الوطنية في شمال سورية خصوصاً أثناء الثورة السورية الكبرى التي قادها المجاهد سلطان باشا الأطرش (1925ـ 1927).

كان هنانو أحد أعضاء الكتلة الوطنية، وفي عام 1928 عُين رئيساً للجنة الدستور في الجمعية التأسيسية لوضع الدستور السوري، وقد عكفت هذه اللجنة برئاسته على وضع دستور يتضمن (115 مادة تتفق في مجملها مع دساتير معظم الدول الأوروبية)، إلا أن هذا لم يرق للمفوض السامي الفرنسي الذي سعى إلى تعطيل الجمعية التأسيسية والدستور مما أدى إلى مظاهرات احتجاج شارك فيها هنانو وطالب بتنفيذ بنود الدستور.

عام 1932 وفي مؤتمر الكتلة الوطنية انتخب إبراهيم هنانو زعيماً للكتلة الوطنية والتي نص قانونها على أنها هيئة سياسية غايتها تحرير البلاد السورية المنفصلة عن الدولة العثمانية من كل سلطة أجنبية، وإيصالها إلى الاستقلال التام وتوحيد أراضيها المجزأة في دولة ذات حكومة واحدة.

وعندما حاولت فرنسا فرض معاهدتها التي تحقق مصالحها على السوريين عام 1933 قام الزعيم هنانو بزيارة إلى دمشق، وحمل حملة عشواء على الحكومة التي كان من أعضائها من هم منتسبون إلى الكتلة الوطنية، وذلك لنيتها قبول المعاهدة الفرنسية بالشكل المفروض على الأمة، مما أدى إلى استقالة حكومة (حقي العظم) بأمر من فرنسا والطلب إليها بتشكيل وزارة جديدة ليس في أعضائها من هو منتسب إلى الكتلة الوطنية، فقامت المظاهرات تجوب شوارع المدن السورية، وكان الزعيم هنانو في مقدمة المتظاهرين.

في 21 تشرين الثاني 1935 فجعت البلاد بوفاة الزعيم إبراهيم هنانو إثر مرض عضال (السل) وقد روع هذا النبأ جميع الأقطار العربية والمدن السورية، وأقيمت له مراسم تشييع ودفن في المقبرة المعروفة باسمه في حلب. ثم دفن إلى جانبه سعد الله الجابري.

من أقواله الموجهة إلى الجيل الصاعد من الشباب العربي:

ـ (نحن لا نشتغل بالسياسة لأجل الوصول إلى كراسي ذليلة يُمن علينا بها ، ولا نحتاج إلى برهان على ذلك فقد كنتم ولا تزالون هنا مشاركين في سرائنا وضرائنا).

ـ (الشباب حصن الوطن المنيع، ودعامة حريته واستقلاله وسيادته ووحدته، ومناكب الشباب المتينة هي التي تقوم عليها النهضة الوطنية، وسواعد الشباب المفتولة هي التي تعمل في حقل الوطن كل عمل نافع).

ـ (هذه واجبات الشباب، وهذه رسالتي إليكم فاحفظوها وحافظوا عليها، واجعلوها نصب أعينكم ورددوها كل صباح وكل مساء: على الشباب العربي أن ينصر الحق ويكون عوناً له، وأي حق أعظم من حق الوطن على بنيه؟ على الشباب العربي أن يفخر بعروبته، مبعث عزته، وقومه مبعث فخره).
الصور المرفقة
نوع الملف : gif ابراهيم هنانو.gif‏ (8.7 كيلو بايت, 9 قراءة)
  رد مع اقتباس
قديم 25/12/2007   #28
شب و شيخ الشباب COSTA
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ COSTA
COSTA is offline
 
نورنا ب:
Jun 2006
المطرح:
بالبار عم اشرب واسكر وارقص وحشش وشوف حياتي
مشاركات:
3,428

افتراضي زكية هنانو


زكية هنانو

عند الحديث عن إبراهيم هنانو يجب أن لا نغفل عن دور أخته المجاهدة زكية هنانو، حيث كرست حياتها في سبيل أهداف شقيقها والمبادئ التي ناضل من أجلها، ووقفت ثروتها على الثورة الوطنية العامة، وآثرت أن تبقى دون زواج لتسهر على خدمة شقيقها، وتأمين راحته، لقد تخلت هذه المجاهدة عن كل ما تملكه لشقيقها الزعيم الثائر. وعندما اختفى شقيقها إبراهيم هنانو من وجه الفرنسيين بقصد إشعال نار الثورة في عام 1925، كانت تجتمع سراً مع الشخصيات الوطنية البارزة، وكانت همزة الوصل بينه وبينهم، وتقوم بالدعايات الوطنية وتترأس المظاهرات النسائية، مما جعل منها مثالاً رائعاً للمرأة المجاهدة.

وعندما سجن شقيقها الزعيم، كانت تنقل إليه الأخبار بواسطة المراسلات التي كانت تضعها في طعامه الخاص، وقد رافقته بعد انتهاء الثورة إلى آخر حياته، وكانت من أشد الناس وفاء له ولولديه (نباهت وطارق). ومما يحز في النفوس أن هذه المجاهدة الوطنية عاشت في منزل صغير تابع لجامع الحلوية في حلب، التابع لدائرة الأوقاف لقاء أجرة زهيدة. بعد أن تخلت طواعية أيام الثورة عن ممتلكاتها في سبيل تحرير الوطن.
  رد مع اقتباس
قديم 25/12/2007   #29
شب و شيخ الشباب COSTA
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ COSTA
COSTA is offline
 
نورنا ب:
Jun 2006
المطرح:
بالبار عم اشرب واسكر وارقص وحشش وشوف حياتي
مشاركات:
3,428

افتراضي قسطنطين زريق


قسطنطين زريق

ولد قسطنطين زريق في مدينة دمشق بتاريخ 18 نيسان 1909، لعائلة أرثوذكسية عُرفت بتعاطيها الأعمال التجارية، وكانت تقطن حي القيمرية، وهو من أشهر أحياء دمشق القديمة، ومن أهم مواطن التجار الدمشقيين. وكان والده قيصر قد هاجر إلى كولومبيا ثم عاد قبل الحرب العالمية الأولى وتزوج وأنجب أربعة أولاد كان قسطنطين أكبرهم، ثم نزح الأب قيصر مجدداً إلى كولومبيا في عام 1923 وتوفي بعد عام واحد وهو في المهجر.

أمضى قسطنطين طفولته وصباه في دمشق، وكانت عائلته قد انتقلت إلى دار للسكن تحيط بالكاتدرائية والمدارس الأرثوذكسية، وتجاور الأحياء الإسلامية. وقد خلفت أجواء التسامح والتعاون التي سادت بين أبناء الديانتين أثراً بالغاُ في نفسية زريق وشخصيته.

أتم زريق دراسته الابتدائية والثانوية في مدارس الطائفة الأرثوذكسية. وعلى الرغم من الارتباط الطائفي لهذه المدارس، إلا أنها ضمت عدداً لا بأس به من التلامذة المسلمين، وعًرفت برفعة مستواها خصوصاً في العلوم العربية.

التحق زريق بالجامعة الأمريكية في بيروت، وبدأ تخصصه بالرياضيات، إلا أنه تحول إلى التاريخ بعد وقت قصير بتشجيع من بعض أساتذته الدينيين. وكان قد شغر حينذاك كرسي التاريخ العربي، فرُشح زريق لإتمام دراسته التخصصية في الولايات المتحدة في هذا الموضوع، إعداداً له لتولي هذا الكرسي من بعده. وبعد أن تخرج زريق بدرجة بكالوريوس في الآداب بامتياز عام 1928، سافر إلى الولايات المتحدة حيث نال الماجستير من جامعة شيكاغو في عام 1928 والدكتوراه من جامعة برنستون في عام 1930.

توزعت الوظائف التي احتلها زريق في حياته العملية بين التدريس الجامعي والعمل الأكاديمي الإداري والمناصب الدبلوماسية. فلقد عُين بعد تخرجه مباشرة أستاذاً مساعداً في التاريخ بالجامعة الأمريكية في بيروت، ورُقي إلى أستاذ مشارك في العام 1942، وعمل زريق بعد الحرب العالمية الثانية ولفترة ثلاثة أعوام (1945ـ 1947) في السلك الخارجي السوري حيث خدم كمستشار أول، ثم كوزير مفوض في المفوضية السورية بواشنطن، وكان خلال ذلك عضواً مناوباً في مجلس الأمن.

عاد زريق بعد تجربته القصيرة في الميدان الدبلوماسي إلى الحياة الأكاديمية، حيث التحق بالجامعة الأمريكية من جديد وعُين أستاذاً للتاريخ، ونائباً لرئيس الجامعة. وفي العام 1949 أصبح رئيساً للجامعة السورية، وبقي في هذا المنصب حتى العام 1952. وأعيد تعيينه في ذلك العام نائباً لرئيس الجامعة الأمريكية، وعميداً للكليات إلى أن أصبح رئيساً للجامعة بالوكالة بين الأعوام (1954ـ 1957). وحصل في عام 1956 على لقب أستاذ ممتاز للتاريخ، وعلى لقب أستاذ شرف في عام 1976، كما أنه خدم كأستاذ زائر في جامعة كولومبيا عام (1965)، وجامعة جورج تاون (1977)، وجامعة يوتا (1977).

إلى جانب وظائفه الرسمية المتعددة، نشط زريق في العديد من المنظمات الثقافية الإقليمية والعالمية، واحتل مناصب رفيعة في العديد منها: فهو عضو مراسل في مجمع اللغة العربية في دمشق، وعضو مؤازر في المجمع العلمي العراقي، وعضو فخري في الجمعية التاريخية الأمريكية، وكان عضواً في المجلس التنفيذي لليونسكو (1950ـ 1954)، وعضواً في المجلس الإداري للهيئة الدولية للجامعات (1955ـ 1965)، ورئيساً لجمعية أصدقاء الكتاب في لبنان (1960ـ 1965)، ورئيساً لمجلس أمناء مؤسسة الدراسات الفلسطينية منذ أن أسست هذه المؤسسة في عام 1963. وهو منذ عام 1979 من أعضاء مجلس أمناء جامعة قطر.

كما شملت نشاطات زريق الثقافية المميزة عضويته في الهيئة الدولية لكتابة التاريخ العلمي والحضاري للإنسانية، التي رعتها منظم اليونسكو (1950ـ 1969)، ورئاسته للجنة الخبراء التي قامت بتقديم المشورة للحكومة الكويتية حول إنشاء جامعة الكويت. وتقديراً لنشاطاته فقد قامت الحكومة السورية بتقليده وسام الاستحقاق (درجة ممتازة)، وقلدته الحكومة اللبنانية وسام المعارف (درجة أولى) ووسام الأرز الوطني (درجة كوماندو) ومنحته جامعة ميشغان دكتوراه فخرية في الآداب.

أتقن زريق اللغتين العربية والإنجليزية وكتب بهما، وأجاد الفرنسية وألم بالألمانية. إلا أن الحيز الأكبر من كتاباته كان بالعربية، وهي اللغة التي يبدو أنه كان يفضل دوما الكتابة بها. وهذه إحدى ميزات المفكر قسطنطين زريق، فعلى الرغم من أنه قضى جميع مراحل دراسته الجامعية في مؤسسات أجنبية، وارتبط خلال معظم سنوات العمل في حياته بمؤسسات تربوية أجنبية، إلا أنه اختار أن يخاطب باستمرار القارئ العربي، وأن يتوجه في كتاباته إليه، وأن تكون المواضيع التي يختار الكتابة بها ذات صلة مباشرة بالأوضاع السائدة في الوطن العربي وبمستقبله.

يُعتبر زريق من أبرز المفكرين القوميين، هذا التيار الذي بدأ ينمو منذ بداية القرن العشرين، بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية، حيث التف حول زريق مجموعة من القوميين الذين عُرفوا بجماعة الكتاب الأحمر.

فعلى يده دخلت مبادئ (الكتاب الأحمر) وهي مبادئ قومية إلى الجامعة الأمريكية في أوائل الثلاثينات، واستجاب لها عدد غير قليل من الطلاب العرب من بلاد الشام والعراق والجزيرة خاصة. ومن هذه المبادئ التي جاءت في كتابه (الكتاب الأحمر):-

ـ المادة الأولى: ما هي الفكرة العربية؟ ـ ما هي القومية العربية؟ ـ من هم العرب؟ ـ ما هي البلاد العربية؟ ـ لزوم العصبية العربية وحدها. ـ وحدة الهدف في الجهاد. ـ الاختلاف والتنوع في أساليب الجهاد. ـ التنظيم هو الذي يؤلف المساعي القومية ويوجهها. ـ تحتيم الانتظام والجهاد.

كما وتبنى قسطنطين زريق في كتاباته عدداً من المفاهيم الأساسية التي أمدته في مجموعها بإطار ذهني أضفى على نتاجه طابعاً مميزاً. وأهم هذه المفاهيم ثلاثة: الحضارة والعقلانية والقومية. وقد اعتمد زريق أول هذه المفاهيم الثلاثة منطَلقاً لمعالجة كافة قضايا المجتمع العربي، التي تطرق إليها واعتبره (الحيز الذي تنبثق منه وتنتظم فيه مختلف القضايا القومية والإنسانية). وأمد مفهوم الحضارة فكر زريق ببعده الشمولي وأتاح له النظر إلى نواحي المجتمع المختلفة كوحدة مترابطة متفاعلة، حيث يعسّر فهم ناحية منه دون الرجوع إلى النواحي الأخرى.

كما استطاع زريق أيضاً باعتماده لمفهوم الحضارة أن يبلور أفكاره ضمن إطار إنساني وعالمي، وأن يخرج من مزالق القوقعة الذاتية التي طغت على العديد من مسارات الفكر العربي الحديث. فمفهوم الحضارة هو معيار للمقارنة بين المجتمعات، وقياس مدى تقدمها ورقيها وللحكم على الأمور، وللدلالة على وحدة العنصر البشري ووحدة مصيره في الماضي والحاضر.

وأما بالنسبة إلى العقلانية، فلقد احتل هذا المفهوم في فكر زريق مكانة رئيسية وشكل الواسطة التي أراد زريق لها أن تكون معبر العرب إلى الثقافة الحديثة، واعتمد في هذا المجال تعريفاً للعقلانية يتألف من عنصرين هما العلم والخلق... وأخيراً حاز مفهوم القومية على الجانب الأكبر من اهتمامات زريق. فلقد نظر زريق إلى المسألة القومية على أنها مسألة الحياة العربية، وعمل جاهداً على بلورة الشعور والتربية القوميين. ومع أنه لم يقدم في كتاباته على تطوير فلسفة قومية متكاملة، إلا أنه نجح في إثارة هذه القضايا ولفت أنظار المفكرين العرب الآخرين إلى ضرورة التصدي لها ومعالجتها ولعل من أهم مساهماتها في هذا المجال الكيفية التي عالج بها قضية فلسطين والتي اعتبرها محك النهضة العربية. فلقد استطاع زريق من خلال كتاباته المتعددة في القضية الفلسطينية أن يثري الفكر العربي ويحفزه على اعتماد منطلقات جديدة في النظر إلى قضاياه القومية.

في شهر أيار من عام 2000م توفي قسطنطين زريق مخلفاً وراءه قائمة من الكتب والأبحاث:

ـ الوعي القومي (1939).

ـ معنى النكبة (194.

ـ أي غد (1957).

ـ نحن والتاريخ (1595).

ـ هذا العصر المتفجر (1963).

ـ في معركة الحضارة (1964).

ـ معنى النكبة مجدداً (1967).

ـ نحن والمستقبل (1977).

ـ مطالب المستقبل العربي (1983).

ـ من بعيد ومن قريب (مقالات وخطب ـ 1994).

ـ كرّاسي الكتاب الأحمر.

وقد جمعت هذه المؤلفات تحت عنوان (الأعمال الفكرية العامة للدكتور قسطنطين زريق) وصدرت عن مركز دراسات الوحدة العربية في أربعة مجلدات في بيروت عام 1994، وله الكثير من المقالات التي نشرت في العديد من المجلات.

الصور المرفقة
نوع الملف : jpg قسطنطين زريق.jpg‏ (18.9 كيلو بايت, 8 قراءة)
  رد مع اقتباس
قديم 25/12/2007   #30
شب و شيخ الشباب COSTA
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ COSTA
COSTA is offline
 
نورنا ب:
Jun 2006
المطرح:
بالبار عم اشرب واسكر وارقص وحشش وشوف حياتي
مشاركات:
3,428

افتراضي


هو فخري ابن السيد محمود بن محمد حسن بن محمد ظاهر (الملقب بالبارودي) ابن أحمد ظاهر العمر، ولد في دمشق عام 1889. كان والده زعيماً ومن أعيان دمشق خلال العقد الأخير من القرن التاسع عشر.

انتسب فخري البارودي إلى الكتاب حيث تعلم القراءة والكتابة، وتلقى علومه الابتدائية في المدرسة العازرية، ثم انتقل إلى مكتب عنبر ليكمل علومه الثانوية. سافر إلى فرنسا عام 1911 والتحق بمدرسة الزراعة، ثم عاد إلى دمشق وانتسب إلى معهد الحقوق عام 1929 وترك المعهد وهو في عداد طلاب الصف الثاني.

اشترك في جمعية (العربية الفتاة)، وشارك في الحرب العالمية الأولى (1914 ـ 191 برتبة ملازم ثان في الجيش العثماني، وأًسر في بئر السبع عام 1917، وسيق إلى مصر ومنها التحق بالجيش العربي برتبة ملازم أول، واشترك في الثورة العربية الكبرى، ثم أوفد إلى الهند لتأليف فرقة من المتطوعة لمساندة القضية العربية. وبعد دخول الأمير فيصل إلى دمشق عُين مديراً للشرطة وقائداً لموقع المقر الأميري، وكان ينتقل بالرتبة والوظيفة نفسها مع الأمير فيصل، ثم اختير مرافقاً رسمياً له عندما تولى عرش سورية.

فور تأسيس حزب (الكتلة الوطنية) في دمشق، كان البارودي من أعضائه، وكان العضو الديناميكي فيه، عرف كيف يستغل الشارع، وكيف يستغل المدارس لصالح الحركة الوطنية ومناوأة الاستعمار. فإشارة منه كانت تغلق الحوانيت والمتاجر، وبإشارة منه كانت تغلق المدارس ويعلن الإضراب. وكثيراً ما كان يشاهد وهو يسير أمام الطلاب المتظاهرين، ويخاطبهم ويشجعهم، لذا سمي (زعيم الشباب).

انتخب البارودي نائباً عن دمشق في الجمعية التأسيسية عام 1928، كما انتخب نائباً عن دمشق لدورات 1933 ـ 1936 ـ 1943، ثم نائباً عن دوما في دورة 1947.

في عام 1938 أوفد إلى مدينة نيويورك ليدرس إمكانية اشتراك سورية في المعرض الدولي الذي سيقام فيها، ولكنه وجد مقاومة شديدة من رجال الحكومة السورية آنذاك فعاد إلى دمشق.

وضع ميثاقاً اقتصادياً طالب فيه الشعب بسلوك مبدأ الاقتصاد المغلق، وذلك بالامتناع عن شراء الحوائج الأجنبية والاستعاضة عنها بالمصنوعات الوطنية. وعمل على أن تبدأ في البلاد سياسة التصنيع، وكان من الذين عملوا على إنشاء صناعة (الجوخ) وصناعات أخرى.

عمل في ميدان الصحافة في جريدة المقتبس مع الأستاذ العلامة محمد كرد علي، كما أصدر أعداداً من مجلة ساخرة اسمها (حط بالخرج). وأنشأ مكتباً للدعاية الوطنية باسم (المكتب العربي) بين عام 1934 و1936. وأطلق (مشروع الفرنك) الذي يقضي بجباية فرنك سوري واحد من الناس في كل المشاريع التي تحتمل ذلك، من أجل الدعاية ودعم المشاريع الوطنية.

وحين تسلمت الكتلة الوطنية الحكم في عام 1936، كان فخري البارودي هو الذي أسس فرق القمصان الحديدية أو الحرس الوطني، وكانت منظمة شبه عسكرية، ويعاونه في ذلك عدد من الشباب المثقفين.

وفي أيار عام 1945، حين قامت الانتفاضة الشعبية، ارتدى البارودي ثياباً عسكرية، وساهم في تنظيم المتطوعين. ومنذ ذلك الوقت اعتبر عقيداً في الجيش، وهي رتبة اعترفت له بها القيادة العامة.

يعتبر البارودي من أوائل الوطنيين الإقطاعيين الذين ساندوا الموسيقى والموسيقيين وأمدوهم بكل دعم منذ أوائل القرن العشرين، وكان مايزال شاباً عندما أخذ يعقد في بيته في حي القنوات بدمشق وفي بلدة دوما القريبة منها الندوات الشيقة لأهل الأدب والفن. وفي أعقاب الثورة السورية وبالتحديد عام 1928 أسس البارودي مع توفيق الصباغ (النادي الموسيقي السوري الشرقي) الذي أغلقه الفرنسيون بعد عامين لنشاطه المعادي للاستعمار، وعندما سمح الفرنسيون في بداية الحرب العالمية الثانية للأندية الموسيقية بمعاودة نشاطها، ساهم البارودي بدعمها مادياً ومعنوياً واجتماعياً.

وبعد الجلاء وعندما كان البارودي نائباً عن دمشق في دورة عام 1943، نجح بنفوذه السياسي والاجتماعي في أن ينتزع من المجلس النيابي بعد جلسة حامية الموافقة على تأسيس أول معهد رسمي للموسيقى يتبع وزارة المعارف تحت اسم (المعهد الموسيقي) وكان ذلك عام 1947. ولم يكتف البارودي بما حققه إذ أشرف بنفسه إشرافاً فعلياً عليه مدة عامين وترأس مجلس إدارته. وخلال هذه الفترة من عمر المعهد تمكن البارودي عن طريق الفنانين المتميزين من تكريس المعهد لإحياء الأعمال التراثية.

عام 1950 ألمت بالبارودي ضائقة مالية فاضطر لبيع داره والانتقال إلى دار صغيرة في منطقة الكواكير، وبتاريخ 18 تموز 1963 وخلال الانقلابات السياسية التهمت النيران دار البارودي بما فيها مكتبته التي جمعها وصرف من أجلها كل غال ورخيص خلال ستين عاماً، وقد كان لهذه الحادثة المؤلمة أثر كبير في نفسه وجسمه، فانطوى على نفسه وزهد في الدنيا، حتى وافته المنية عام 1966.

كان فخري البارودي نشيطاً في ميدان الفكر والنشر، ومن آثاره:

‍‍‍‍‍‍‍1ـ كتاب (تاريخ يتكلم)، مليء بشعر صادق في الوطنية.

2ـ كتاب (مذكرات البارودي)، جزآن.

3ـ كتاب (مذكرة الشرطي).

4ـ كتاب (رسالة إلى ملوك ورؤساء الدول العربية).

5ـ له كتاب ضخم عن الموسيقى يسهل تعلم النوتة الموسيقية بطريقة ابتكرها، لكنه احترق يوم احترق منزله في 18 / 7 / 1963.
الصور المرفقة
نوع الملف : jpg فخري البارودي.jpg‏ (21.1 كيلو بايت, 8 قراءة)
  رد مع اقتباس
قديم 25/12/2007   #31
شب و شيخ الشباب COSTA
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ COSTA
COSTA is offline
 
نورنا ب:
Jun 2006
المطرح:
بالبار عم اشرب واسكر وارقص وحشش وشوف حياتي
مشاركات:
3,428

افتراضي عبد الرحمن الشهبندر


هو عبد الرحمن صالح الشهبندر، من أسرة دمشقية عريقة في سورية. والده السيد صالح الشهبندر، كان معروفاً بصفاته الإنسانية، ومواقفه الوطنية المعادية لكل أنواع الظلم.

ولد عبد الرحمن في 6 تشرين ثاني1879 في دمشق، وتلقى علومه الابتدائية في مدارس الحكومة فيها، ثم دخل الجامعة الأمريكية في بيروت، ونال شهادتها العلمية عام 1901، وكان الخطيب السنوي للجمعية العلمية العربية.

عاد عبد الرحمن إلى دمشق وانضم إلى الحلقة الإصلاحية التي كان يرأسها الشيخ طاهر الجزائري، وبسبب الحوادث التي كانت قائمة يومذاك، قُدم إلى المحاكمة بتهمة الاشتراك في تأليف رسالة موضوعها (الفقه والتصوف) وبأنه أحد الذين كتبوا في جريدة المقطّم المصرية حول (خلافة السلطان عبد الحميد الثاني) غير أن صغر سنه يومذاك أنقذه من السجن أو مما هو أخطر من السجن.

في عام 1902م عاد إلى الجامعة الأمريكية وعكف على دراسة الطب مدة أربع سنوات، حيث كان من المتفوقين، وبعد التخرج وبامتياز اختارته الجامعة الأمريكية أستاذاً فيها وطبيباً لطلابها.

في عام 1908 عاد الشهبندر إلى دمشق، واتصل بالمرحوم الشيخ عبد الحميد الزهراوي، وبأحرار العرب إثر حدوث الانقلاب العثماني في تموز من تلك السنة، وكان عاملاً كبيراً في تأسيس الجمعيات العربية.

وحين اندلعت نيران الحرب العالمية الأولى، لجأ الاتحاديون إلى سياسة البطش والتنكيل وتعليق المشانق، وكاد الشهبندر أن يكون في عداد ضحايا هذه السياسة، لو لم يبادر بالفرار إلى العراق، ومنه إلى الهند، ومن بعدها إلى مصر.

وفي مصر حارب الشهبندر تصرفات جمال باشا السفاح، وزير الحربية وقائد الجيش العثماني الرابع، وما قام به من تنكيل بأحرار العرب في سوريا ولبنان. وتولى تحرير جريدة (الكوكب) التي أنشأتها دائرة الاستخبارات البريطانية في مصر، ثم قدم استقالته منها بعد أن اتضحت معالم السياسة الإنجليزية. وقد سعى الشهبندر مع ستة من إخوانه السوريين بأخذ عهد من بريطانيا أطلق عليه (عهد السبعة)، وهو يقضي بأن كل بلاد عربية يفتحها الجيش العربي تبقى عربية مستقلة، لذا نراه جاهر بالدعوة إلى التعاون مع الإنجليز في الحرب العالمية الأولى، ودعا إلى التطوع في جيش الشريف الحسين بن على من أجل مواجهة الأتراك والانفصال عنهم.

بعد استقلال سورية عن الحكم العثماني، عاد الشهبندر إلى دمشق، وهيأ مع إخوانه في مختلف الأحزاب الحملة الكافية لإظهار البلاد أمام اللجنة الاستفتائية الأمريكية بالمظهر الذي تنشده من حرية واستقلال تام.

في شهر أيار/1920، عندما ألّف هاشم الأتاسي وزارته التي سميت (وزارة الدفاع) عُهد إلى عبد الرحمن بوزارة الخارجية فيها. ولكن بعد دخول الفرنسيين سوريا في تموز/1920، غادر الشهبندر سوريا إلى القاهرة، ولكنه عاد إليها بعد عام وأخذ يعمل في تنظيم الأعمال السياسية لمقاومة الاحتلال الفرنسي.

ويذكر أن زواج الشهبندر سنة 1910 من (سارة) ابنة أحد وجهاء دمشق، المدعو تقي الدين بك المؤيد العظم، لعب دوراً في نشاطه السياسي، ونفوذه الاجتماعي أيضاً، ورفعه إلى واجهة الأحداث الكبرى مدعوماً من عصبية عائلية لها وزنها على هذا الصعيد.

ونتيجة لنشاطه السياسي والوطني هذا، وعلى أثر قدوم المستر (كراين) إلى دمشق عام 1922، واستقباله بمطالبة الجماهير بالحرية والاستقلال، والوفاء بوعد الحلفاء عامة ووعد الأمريكيين خاصة، ولمناداة السوريين بسقوط الانتداب، ورافق ذلك أيضاً مقتل وزير الداخلية (أسعد خورشيد) في بيروت، نتيجة ذلك كله، ألقى الفرنسيون القبض على كثير من البيروتيين والدمشقيين منهم الدكتور عبد الرحمن الشهبندر، وقد حكم عليه بالسجن عشرين عاماً، والنفي إلى بيت الدين (في لبنان)، ثم إلى جزيرة أرواد، وبعد تسعة عشر شهراً صدر العفو عنه. ولما غادر السجن سافر إلى أوروبا وأمريكا لعرض قضية الوطن والعروبة، حيث كان من أوائل الزعماء السوريين في تلك البلاد، يطرح القضية الوطنية، ويشرح كثيراً من المسائل التي تستحق الشرح لتبيان الحقائق واكتساب الدعم.

في تموز/1924، عاد الشهبندر إلى دمشق، ألّف حزباً سياسياً سماه (حزب الشعب) حيث تولى رئاسته، وأطلق على نفسه لقب الزعيم. وأخذ الشهبندر يعمل من جديد في تنظيم العمل السياسي، ويدعو إلى الوحدة العربية، ويطالب بإلغاء الانتداب، وإقامة جمهورية سورية في نطاق الاتحاد مع جميع البلدان العربية المستقلة.

ولما ترامى إلى سمع الشهبندر ما يعانيه جبل العرب من ظلم حاكمه الفرنسي، وما يحضر له زعماء الجبل، وفي مقدمتهم سلطان الأطرش للثورة ضد الفرنسيين، وإنقاذ البلاد من براثن احتلالهم، حتى أخذ يتصل بهم من أجل تنسيق المواقف، ورص الصفوف وتجميع القوى وإعلان الثورة. وهذا ما دفع البعض إلى وصفه (كان الأهم والأبرز من كتاب الأدب السياسي للثورة).

كما التحق الشهبندر بصفوف الثوار لدى اندلاع الثورة في جبل العرب عام 1925، وظل بجانبهم يقاتل حتى كبدوا الفرنسيين خسائر فادحة. لقد وضع الشهبندر كل إمكاناته وطاقاته في سبيل دعم الثورة وإنجاحها، ولكن قوات العدو الكبيرة، أرغمت الشهبندر والأطرش ورفاقهما إلى الانسحاب إلى الأزرق، ومن الأزرق غادر الشهيندر إلى العراق ومن ثم إلى مصر، حيث استقر هناك بعد أن حكمت عليه السلطة الفرنسية بالإعدام، فاضطر للبقاء في القاهرة عشر سنوات، وكان خلالها يعمل للقضية العربية بالتعاون مع اللجنة التنفيذية للمؤتمر السوري الفلسطيني بالإضافة إلى اشتغاله بالطب.

حين أُلغي حكم الإعدام، عاد عبد الرحمن الشهبندر إلى دمشق في الحادي عشر من أيار سنة 1937م. فاستأنف نشاطه السياسي والوطني، وأخذ رفاقه وإخوانه وأنصاره ينظمون له احتفالات جماهيرية كل يوم، يحضرها ألوف من رجال الأحياء والوجهاء ومختلف الطبقات، وكان الشهبندر يُلقي في هذه الاحتفالات اليومية خطباً حماسية، تلتهب لها الأكف بالتصفيق، والهتاف بحياته، وقد هاجم الشهبندر في خطاباته معاهدة 1936 مع فرنسا، وفند بنودها، وعدد مساوئها، الأمر الذي أدى إلى ضجة في البلاد، وانقسم الشعب على أثرها إلى فئتين، قسم أيد المعاهدة والكتلة الوطنية (بقيادة هاشم الأتاسي)، وقسم التف حول الدكتور الشهبندر واقتنع بوجهة نظره في تعداد مساوئ المعاهدة وعيوبها وضرورة الكفاح من أجل تحقيق الاستقلال الكامل والسيادة المطلقة.

قال الأستاذ ظافر القاسمي عن خطب الشهبندر التي كان يلقيها في الحفلات التكريمية إثر عودته من مصر: (وتتابعت الحفلات للزعيم، وأخذ يلقي في كل يوم خطاباً، أو خطباً جديدة الموضوع جديدة الألفاظ، حسبته وهو يتحدث وكأنه يقرأ من كتاب. أما في خطبه فحسبته يعب من بحر لا ساحل له. ألقى أربعين خطاباً في واحد وعشرين يوماً متتابعة، فلم يحص عليه المحصون فيها كلها لحنة واحدة، ولم يجدوا فكرة واحدة معادة، ولا رأياً مكرراً، كان في ذلك آية الله في خلقه. ولله في خلقه شؤون).

وإزاء موقف الشهبندر من المعاهدة السورية الفرنسية، ليس بمستغرب على فرنسا وحلفائها أن تتحين الفرص للإيقاع به والتخلص منه. وهكذا أقدمت مجموعة من الأشخاص على اغتيال الدكتور الشهبندر، وهو في عيادته يمارس عمله الإنساني، فدخلوا عليه زاعمين أنهم مرضى، وأطلق واحد منهم وهو (أحمد عصاصة) الرصاص على رأس الشهبندر فأرداه قتيلاً، وكان ذلك صبيحة يوم السادس من تموز سنة 1940.

وكان لهذا الحادث الأليم وقع كبير على دمشق وبلاد العرب عامة، فشُيّع جثمانه، ودفن إلى جوار قبر صلاح الدين الأيوبي، قرب الجامع الأموي الكبير.

وإمعاناً في التضليل والفتنة بين الشعب الواحد، حاولت السلطة الفرنسية إلصاق التهمة بالقادة الوطنيين والمخلصين، فرمت تهمة القتل على ثلاثة من رجال الكتلة الوطنية، وهم السادة: سعد الله الجابري، ولطفي الحفار، وجميل مردم بك. فقد استغلت هذه السلطة خلاف الرأي الذي نشب بين الكتلة الوطنية والشهبندر، والحملات التي شنها في خطاباته على معاهدة 1936، والذين أيدوها مما اضطر رجال الكتلة الذين أُلصقت بهم التهمة الباطلة إلى مغادرة البلاد ريثما تنجلي الأمور، ويتم التحقيق ويظهر الحق من الباطل.

وبعد شهور عدة من المحاكمة الطويلة، اعترف الفاعلون بفعلتهم وأن الدافع إليها كان دافعاً دينياً، وزعموا أن الشهبندر تعرض للإسلام في إحدى خطبه، وأنهم فعلوا فعلتهم انتقاماً وثأراً للدين الحنيف. فحكمت المحكمة عليهم بالإعدام، ونفذ فيهم الحكم شنقاً يوم الثالث من شهر شباط سنة 1941. وعاد رجال الكتلة الوطنية الثلاثة إلى أرض الوطن مرفوعي الجبين بعد أن تمت تبرئتهم.

نذكر من أقواله:

ـ إن العقيدة لا تكون عقيدة إلا إذا كانت مخلصة لله.

ـ الإسلام رجاء، والقنوط ليس من ديننا.

ـ إن أعظم مواقفي، وأحبها إلي، وأرضاها عندي، وأبعثها للسكينة في جوانب نفسي، موقفي للصلاة بين يدي الله.

ـ من يوجه نفسه إلى الله، ويصلي بقلب ملؤه الإيمان، لا يجوز له أن يقنط.

ـ نحن عرب قبل أن نكون سوريين.

ـ رابطة العروبة أقوى من أن تصاب في قوتها وروحها مادام القرآن يجمعها.

ـ ليس لسورية مجد أكيد، وتاريخ حافل بالمفاخر، إلا من بعد الفتح العربي.

ـ إذا مات الشهبندر أو قتل في ميادين الشرف، ففي الأمة شهبندريون كثيرون.
الصور المرفقة
نوع الملف : jpg عبد الرحمن الشهبندر.jpg‏ (13.8 كيلو بايت, 8 قراءة)
  رد مع اقتباس
قديم 25/12/2007   #32
شب و شيخ الشباب COSTA
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ COSTA
COSTA is offline
 
نورنا ب:
Jun 2006
المطرح:
بالبار عم اشرب واسكر وارقص وحشش وشوف حياتي
مشاركات:
3,428

افتراضي عدنان المالكي


هو عدنان محمد شمس الدين المالكي، ولد في دمشق في حي المهاجرين عام 1919. والده كان يعمل بالزراعة، عرف بالصدق والاستقامة وكان مرجعاً لفض النزاعات بين الأهالي إذ كانوا يسعون إليه لمساعدتهم في حل مشاكلهم، حتى أن المحاكم كانت تعتمد عليه للاستفادة من خبرته في ما كان يتعذر عليها حله من القضايا الزراعية المعروضة عليها، وقد انتخب رئيساً للغرفة الزراعية خلال عدة دورات انتخابية. وإبان الثورة السورية كان يمد الثوار السوريين بالمال والسلاح والمؤن.

درس عدنان المالكي المرحلة الابتدائية والثانوية في مدارس دمشق، واشتهر بتفوقه الدائم وجرأته الأدبية وكان منذ صغره ميالاً للجندية وشديد الشغف بمطالعة سيرة أبطال التاريخ العسكري وبدراسة تاريخ المعارك الحربية الكبرى. وما كاد يتم دراسته الثانوية عام 1937 حتى التحق بالكلية العسكرية في حمص وتخرج منها عام 1939 برتبة مرشح ضابط، ورفع عام 1940 إلى رتبة ملازم ثان، وخدم في الجيش في قطاعات مختلفة حيث كانت تسند إليه مهام تدريب الجنود والرقباء، كما عين مدرباً في الكلية العسكرية.

ولم يكن يفتأ خلال خدمته في الجيش تحت إمرة القيادة الفرنسية من نشر الروح الوطنية بين مرؤوسيه من ضباط ونقباء وجنود مذكراً إياهم دوماً أن الجيش للوطن، وكان نشاطه الوطني يقلق القادة الفرنسيين وكانت له مواقف مشهورة معهم، فوضع تحت الرقابة الشديدة إلى أن تفاقمت الحوادث بين السوريين والقوات الفرنسية فالتحق بالقوات السورية ومن ثم عين عضواً في لجان تسليم قوات ومعدات الجيش الخاص من قبل الفرنسيين إلى الحكومة السورية.

عام 1948 حين نشبت حرب فلسطين كان المالكي آمراً لدورة في الكلية العسكرية فاختصرها والتحق مع عناصر الكلية بالجبهة العسكرية حيث تسلم قيادة سرية مشاة مؤلفة من عناصر احتياطية، فخاض غمار الحرب بشجاعة، وقام خلال معركة (مشمار هايردين) بإمكانيات محدودة باحتلال التل المشرف على تلك المستعمرة اليهودية والذي سمي بعد السيطرة عليه بـ (التل المالكي) وقد أصيب بجرح بليغ في رأسه لم يكد يبرأ منه حتى أسندت له قيادة الفوج الثامن الذي قام هو بتشكيله وتدريبه وساهم بفك الحصار عن جيش الإنقاذ في الجبهة اللبنانية. وعاد إلى قيادته ليلقى ثناءها وتشجيعها.

اجتاز عدنان المالكي بتفوق دورة المدرسة الحربية العليا في فرنسا والتي أهلته شهادتها لحمل لقب ضابط (ركن مجاز)، وبعد الجلاء ساهم مساهمة فعالة في تأسيس الجيش السوري حيث أسس مدرسة صف الضباط، وخرّج أولى دوراتها وكان مديراً لدورات عدة في الكلية العسكرية. ساهم المالكي من موقعه العسكري والحزبي في تسييس الجيش السوري، وحرفه عن مهمته الحقيقية في الدفاع عن الوطن، فاشترك في تنفيذ انقلاب حسني الزعيم في (30 آذار1949). كما حاول في عهد أديب الشيشكلي أن يقود حركة تمرد، حيث قدم للشيشكلي قائمة من المطالب فأمر باعتقاله مع رفاقه ومسانديه، وقضى في السجن ما يزيد على سبعة أشهر.

وبعد عودة الحكم الوطني للبلاد برئاسة هاشم الأتاسي، عاد عدنان المالكي إلى الجيش وتسلم منصب معاون رئيس الأركان العامة، وكان يعمل على توظيف الجيش لمصلحة حزب البعث الذي كان يتحالف معه بقوة.

فترت حماسة المالكي للحزب منذ هزيمة أخيه رياض أحد القياديين الحزبيين في انتخابات عام 1954، إذ اعتبر أن الحزب لم يمنح أخاه رياض الدعم الكامل، فبدأ بمحاولة تعيين ضباط في هيئة الأركان مناهضين للبعث، إغراقاً في عملية تسخير الجيش للمآرب الشخصية.

تم اغتيال العقيد المالكي في الملعب البلدي بدمشق يوم 22 نيسان 1955 خلال مباراة لكرة القدم، كان يرعاها بين منتخب سورية ومصر. وارتكب جريمة القتل رقيب في الجيش السوري يدعى (يونس عبد الرحيم) كان مكلفاً بحراسة المنصة الرئيسية، وقد تم إطلاق الرصاص على القاتل فوراً من قبل أحد مساعدي الشرطة العسكرية فأرداه قتيلاً لئلا يتم اكتشاف ملابسات الجريمة. ثم حمل الحزب القومي السوري مسؤولية الاغتيال فتمت ملاحقة أعضائه وتصفيته.
  رد مع اقتباس
قديم 26/12/2007   #33
صبيّة و ست الصبايا ooopss
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ ooopss
ooopss is offline
 
نورنا ب:
Nov 2007
المطرح:
بـــ هـالأرض المجنونـــــة ..
مشاركات:
1,398

افتراضي


شكرا عالموضوع


عندي ثقـــــــة فيـــــــك ...



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

الأمــــــل باقي
  رد مع اقتباس
قديم 30/12/2007   #34
شب و شيخ الشباب مايسترو
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ مايسترو
مايسترو is offline
 
نورنا ب:
Jul 2006
المطرح:
المعهد العالي للسينما
مشاركات:
2,570

إرسال خطاب MSN إلى مايسترو إرسال خطاب Yahoo إلى مايسترو
افتراضي


wow

عنجد الله يعطيك العافية ابو النبل



مايسترو

"We ask the Syrian government to stop banning Akhawia

اخوية باقية..

بقينا ام لم نبقى...
  رد مع اقتباس
قديم 30/12/2007   #35
شب و شيخ الشباب COSTA
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ COSTA
COSTA is offline
 
نورنا ب:
Jun 2006
المطرح:
بالبار عم اشرب واسكر وارقص وحشش وشوف حياتي
مشاركات:
3,428

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : ooopss عرض المشاركة
شكرا عالموضوع

اهلا وسهلا نورتي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : مايسترو عرض المشاركة
wow

عنجد الله يعطيك العافية ابو النبل



مايسترو
يعافي قلبك يا باشا
لسا في المزيد
بس لنفضى شوية
  رد مع اقتباس
قديم 30/12/2007   #36
صبيّة و ست الصبايا joys
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ joys
joys is offline
 
نورنا ب:
Dec 2007
المطرح:
في بيتنا *_^
مشاركات:
550

افتراضي


مشكور موضوع اكثر من رائع
تعرفنا اكتر عاى شخصيات الها بصمة بتاريخنا

انا بتعلم منك علم البي كمان كيف ابعد عنك و أقدر على النسيان




::::::::::::::::.............. عصابة ما تعمم- شو مشان .............. ::::::::::::::::
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 20:52 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.19126 seconds with 15 queries