الرئيس الأسد و عائلته يزور ملتقى النحت في مشتى الحلو

[nabilyamin]

نقلاً عن موقع سيريا نيوز
فاجأ الرئيس بشار الأسد وعائلته الفنانين السوريين والأجانب بحضوره ظهر اليوم الخميس إلى ملتقى النحت العالمي – جمال الحب،الذي ينظمه الفنان فارس الحلو في بلدته مشتى الحلو التي تبعد 220 كم عن العاصمة دمشق ،


حيث أمضوا مع الفنانين وأسرة الملتقى أكثر من نصف ساعة ،استمعوا فيها إلى شروح مختلفة من الفنانين السوريين والأجانب، حول الأعمال التي ينجزونها ،وظروف العمل في الوقت الذي تجمع فيه العشرات من مواطني مشتى الحلو وزوارها لالتقاط الصور أمام الملتقى،حيث يواصل منذ العاشر من حزيران الفائت خمسة عشر فناناً من سورية والعالم العمل لإنجاز خمسة عشر عملاً فنياً سيتم نصبها في أماكن مختلفة من البلدة .

مفاجأة سارة
لم يصدق الفنانون ،وأسرة الملتقى في البدء خبر قدوم رئيس الجمهورية، حيث أشيع في البداية أن وزير السياحة سيزور الملتقى ،لكن عند رؤية الرئيس يترجل من سيارته، سارع الجميع ،الذين كانوا في فترة استراحة في مطعم "دريم" المطل على الملتقى إلى ملاقاته، وقدمت "هناء أبو أسعد" مسئولة العلاقات العامة في الملتقى الفنانين السوريين والأجانب للسيد الرئيس، الذي انتقل معهم من تمثال إلى آخر مستمعاً لرؤاهم الفنية، والفكرية للمنحوتات التي يشتغلون عليها ، والتي قاربت على الانتهاء ، واستفسر الرئيس عن نوعية الرخام المستخدم الذي يبدو مميزاً،حيث أجابه الفنان "أكثم عبد الحميد " بأنه "من نوع كرارا الأفضل عالمياً " ،وقد حصل عليه الفنان " فارس الحلو " هدية من مقلع مايكل أنجلو في إيطاليا، وتابع الرئيس برفقة الفنانين الانتقال من تمثال إلى آخر ،حيث أبدى إعجابه، وتقديره لجهودهم المبذولة .

ولدمشق كرسالة حُبّ... تمثالٌ هدية من التماثيل الـ 15
وقدم الفنان " محمد بعجانو " رؤيته لعمله "سيدة المشتى" التي تجسد السيدة مريم العذراء، وطفلها يسوع ،حيث قال أنها المنحوتة الأولى في العالم التي تصور العذراء بملامح سورية مشرقية ،وأشار إلى أنه ضمّن المنحوتة بروفييل خاصاً ، وهو عبارة عن بوابة تلتقي فيها كل الأديان ،معتبراً أن السيدة العذراء تمثلهم جميعاً ،لأنها تمثل نوازع المحبة والأمومة والتضحية.
وأبدى الرئيس إعجابه بالمنحوتة التي ذكّره اسمها بجبل السيدة المطل على بلدة المشتى فسأل عن موقعه ، وعن الموقع الذي سينصب فيه التمثال ، في حين أجابه الفنان " بعجانو " بأن الأمر لم يحسم بعد فقد يوضع أمام إحدى الكنائس ،وأن هنالك رغبة لدى الفنان "فارس الحلو" في إهداء تمثال كرسالة حب إلى مدينة دمشق بمناسبة احتفاليتها عاصمة للثقافة العربية العام القادم ، قد يكون تمثال العذراء في حال الاستعداد لنصبه في إحدى ساحاتها .
ويتجاوز طول هذا التمثال الثلاثة أمتار، ويبلغ وزنه حوالي العشرة أطنان، وهو الأضخم بين الأعمال المنجزة .

فارس الحلو سعادة ممزوجة بالأسف
"فارس الحلو" لم يغادر الملتقى طيلة الأيام الـ 25 السابقة إلا في هذا اليوم لأجل أعمال روتينية تتعلق بسفر الفنانين الأجانب ،و لأجل التحضير لحفل الختام الذي ستحييه الفنانة " ميادة بسيليس " إلا أنه و خلال الزيارة ،طلب عبر الهاتف توجيه الشكر باسمه لرئيس الجمهورية لزيارته الكريمة للملتقى.
وقال " الحلو " في تصريح للصحافة " تعتبر الزيارة المفاجئة التي قام بها السيد رئيس الجمهورية والسيدة عقيلته إلى ملتقى النحت العالمي في مشتى الحلو لفتة كريمة من سيادته ودعماً لكل المشاريع الثقافية المستقلة الأهلية" مبدياً أسفه الشديد لعدم وجوده في الملتقى عند زيارة السيد الرئيس له.

إقامة ملتقى للنحت فكرة راودت مخيلة الرئيس منذ سبع سنوات
وأبدى الرئيس تقديره لجهود وحرفية الفنانين المشاركين،وكشف عن تفكيره منذ سبع سنوات، بإقامة ملتقى للنحت ، الأمر الذي كان له وقع طيب عند الفنانين السوريين، الذين اعتبروا ذلك تقديراً من أعلى سلطة في الجمهورية لأهمية هذا الفن التشكيلي الذي شهد تراجعاً كبيراً في سورية،واستفسر الرئيس عن كون الملتقى هو الثاني لنفس المنظمين ، بعد سؤاله عن المنحوتات الموضوعة في أماكن أخرى من البلدة ،
وذكر فنانون مشاركون لـ "سيريانيوز" أن زيارة السيد الرئيس للملتقى تعطي دفعاً معنوياً كبيراً للاستمرار في هذه المبادرة الخلاقة ، فزيارته تعني الكثير لشريحة النحاتين ، وقال الفنان "فؤاد أبو عساف " " زيارة السيد الرئيس للملتقى تعني أن هنالك من يتابع النحاتين، ويقف معهم ،وهذا الأمر أسعدني جداً ، وهو يعني لنا الكثير، لم نشعر إلا وأننا مع مواطن مثلنا نعرفه منذ عشرين سنة ، نحن سعداء جداً ،بالأخص أن الزيارة هي لملتقى أهلي تقف خلفه مبادرة خلاقة للفنان فارس الحلو، الذي سافر اليوم لأجل الملتقى ،وكنا نتمناه معنا في هذه اللحظات الجميلة "
وأضاف " أبو عساف " " إن مبادرة السيد الرئيس يجب أن تكون مثالاً يحتذى عند المسئولين الثقافيين وغيرهم ، لدعم الملتقيات الأهلية من هذا النوع،والفنون عموماً وتقديم التسهيلات لها "
وقال النحات الروسي "إيفان ميلنكوف" " إنها مفاجأة كبيرة أن يقوم الرئيس بزيارة ملتقى للنحت ، برفقة أطفاله ، نحن سعداء جداً بضيافة الشعب السوري "
في حين أبدى النحات الإيطالي " رينو جيانيني " الذي دخل عقده السابع سعادة كبيرة،وهو يتحدث بالإنكليزية مع " حافظ " نجل الرئيس ،الذي طلب منه أن يعلمه حمل المطرقة و الطرق على الازميل ، وقال " جيانيني " " من الجيد أن يقوم رئيس الدولة بمتابعة شؤون فنية ، برفقة زوجته وأطفاله ، و الزيارة تزيد من سعادتنا الكبيرة بوجودنا في سورية "

جمال الحب واحد.. اثنان... ثلاثة ... ومسيرة لن تتوقف
وقدمت الفنانة "سيلفا ملكيان " للسيد الرئيس وعقيلته بروشورات خاصة بالملتقى الحالي،وبالفنانين المشاركين فيه ، وبورشة البستان التي أسسها ويديرها الفنان "فارس الحلو" التي تنظم الملتقى للعام الثاني على التوالي ، وقرص دي في دي يحتوي على فيلم قصير عن الملتقى السابق جمال الحب 1 ، وشرحت للرئيس وعقيلته الفكرة التي يقوم عليها الملتقى، و سبب اختيار "جمال الحب" عنواناً له حيث قالت " لقد اختار الفنان فارس الحلو وهو ممثل وليس فناناً تشكيلياً جمال الحب عنواناً للملتقى حيث يقوم النحاتون بإنجاز أعمال تتراوح بين الواقعية والتعبيرية ، وتجسد رؤية كل منهم لجمال الحب،وهو نفس عنوان الملتقى ، ونتمنى أن تشهد مشتى الحلو جمال الحب 3 و 4 ، وأن تعم الملتقيات والأعمال النحتية كافة مدننا "

ورشة الأطفال
واستفسر الرئيس، وعقيلته أسماء عن ورشة الأطفال المرافقة للملتقى حيث قدمت الصحفية " سعاد جروس " شرحاً لفكرة ورشة الأطفال التي تعتبر الأساس في الملتقى ، والتي تهدف إلى تعليمهم مبادىء فنون النحت والرسم والتصوير والفسيفساء وتكريس ذلك الميل لديهم، وتنمية ذائقتهم الجمالية عبر المشاركة في الملتقى إلى جانب النحاتين، وقالت "جروس" "يولي منظم الملتقى فارس الحلو أهمية كبيرة لتعيلم الأطفال الفن لأنهم يمثلون المستقبل، ومن الضروري تعزيز علاقتهم بالثقافة والفنون " وقد تجاوز عدد الأطفال في الورشة أكثر من 70 طفلاً من الجنسين يتعلمون فنون النحت، والرسم،وتركيب الفسيفساء،والتصوير الضوئي بإشراف فنانين مختصين.

أهالي المشتى ينتظرون حفل الختام
وستحيي حفل الختام ليلة 11 تموز الفنانة " ميادة بسيليس " بحضور الرعاة و الداعمين ، بعد احتفالية خاصة بالطائرات الورقية التي قدمها الفنان " توفيق شيا " حيث سيتم إطلاق أكثر من مئة طائرة ورقية في سماء مشتى الحلو .
يذكر أن الملتقى الذي تنظمه ورشة البستان للثقافة والفنون التي أسسها ويديرها الفنان فارس الحلو ، يقام برعاية وزارتي السياحة والثقافة وبالتعاون مع المؤسسة العربية للإعلان ومديرية المسارح والموسيقا وبدعم من (شركة شل، فندق البانوراما، جريدة الديار ،والمؤسسة العامة للمعارض الأسواق الدولية،مؤسسة الطيران السورية ،المجموعة المتحدة،غاردن سيتي، طيف، كوداك ،مايكل أنجلو
ويترافق الملتقى أيضاً مع معرض للكتاب لاقى إقبالا غير متوقعاً ، وسيتسمر هذا المعرض حتى نهاية الموسم السياحي، حيث أن تكريس السياحة الثقافية هي من أهداف ملتقى مشتى الحلو للثقافة والفنون ، والتي تعطي للمنطقة السياحية أبعادا أوسع من قضاء الوقت في المطاعم والنوادي .