أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > أدب > الشعر

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 15/04/2006   #37
صبيّة و ست الصبايا maro18
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ maro18
maro18 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
فى عينيك عنوانى
مشاركات:
2,017

افتراضي


بشكرك sarsooraعلى القصائد اتمنى تشاركى دايما

ورؤوس الناس على جثث الحيوانات
ورؤوس الحيوانات على جثث الناس
فتحسس رأسك
فتحسس رأسك!
اذا كان احد قد اعترض طريقنا فمن المحتمل ان نكون نحن قد اعترضنا طريق شخص ما.
فأنا التى اخترت منذ البداية ان اخسر العالم كله على أمل ان اربح نفسى.
  رد مع اقتباس
قديم 15/04/2006   #38
صبيّة و ست الصبايا maro18
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ maro18
maro18 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
فى عينيك عنوانى
مشاركات:
2,017

افتراضي


لوليتا

ديوان:حبيبتي




صار عمري خمسة عشرة



صرت أحلى ألف مرة



صار حبي لك أكبر

.. ألف مرة

ربما من سنتين

لم تكن تهتم في وجهي المدور

.. كان حسني بين بين

وفساتيني تغطي الركبتين

كنت آتيك بثوبي المدرسي

وشريطي القرمزي

كان يكفيني بأن تهدي إلي

.. دمية .. قطعة سكر

لم أكن أطلب أكثر

.. وتطور

بعد هذا كل شيء

لم أعد أقنع في قطعة سكر

ودمى .. تطرحها في يدي

صارت اللعبة أخطر

.. ألف مرة

صرت أنت اللعبة الكبرى لدي

صرت أحلى لعبة بين يدي

. صار عمري خمسة عشرة


صار عمري خمس عشرة

كل ما في داخلي .. غنى وأزهر

كل شي .. صار أخضر

شفتي خوخ .. وياقوت مكسر

وبصدري ضحكت قبة مرمر

وينابيع .. وشمس .. وصنوبر

صارت المرآة لو تلمس نهدي تتخدر

والذي كان سويا قبل عامين تدور

.. فتصور

طفلة الأمس التي كانت على بابك تلعب

والتي كانت على حضنك تغفو حين تتعب

.. أصبحت قطعة جوهر

.. لا تقدر


صار عمري خمس عشرة

.. صرت أجمل

وستدعوني إلى الرقص .. وأقبل

سوف ألتف بشال قصبي

.. وسأبدو كالأميرات ببهو عربي

أنت بعد اليوم لن تخجل في

.. فلقد أصبحت أطول

.. آه كم صليت كي أصبح أطول

.. إصبعا .. أو إصبعين

آه .. كم حاولت أن اظهر أكبر

.. سنة .. أو سنتين

آه .. كم ثرت على وجهي المدور

وذؤاباتي .. وثوبي المدرسي

وعلى الحب .. بشكل أبوي

لا تعاملني بشكل أبوي


فلقد أصبح عمري .. خمس عشره


نزار قبانى
  رد مع اقتباس
قديم 16/04/2006   #39
صبيّة و ست الصبايا سرسورة
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ سرسورة
سرسورة is offline
 
نورنا ب:
Nov 2005
المطرح:
syria-homs-damascus
مشاركات:
2,252

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : maro18
بشكرك sarsooraعلى القصائد اتمنى تشاركى دايما
شكرا....

ان الحياة كلها وقفة عز فقط.......

شآم ما المجد....أنت المجد لم يغب...
jesus loves me...
  رد مع اقتباس
قديم 16/04/2006   #40
صبيّة و ست الصبايا سرسورة
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ سرسورة
سرسورة is offline
 
نورنا ب:
Nov 2005
المطرح:
syria-homs-damascus
مشاركات:
2,252

افتراضي


القصيدة الدمشقية....




هذي دمشقُ.. وهذي الكأسُ والرّاحُ إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحـبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ.. لو شرحتمُ جسدي لسـالَ منهُ عناقيـدٌ.. وتفـّاحُ
و لو فتحـتُم شراييني بمديتكـم سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ.. تشفي بعضَ من عشقوا وما لقلـبي –إذا أحببـتُ- جـرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكـي إذ تعانقـني و للمـآذنِ.. كالأشجارِ.. أرواحُ
للياسمـينِ حقـوقٌ في منازلنـا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتـاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنـا فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ و لمـاحُ
هنا جذوري.. هنا قلبي... هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟
كم من دمشقيةٍ باعـت أسـاورَها حتّى أغازلها... والشعـرُ مفتـاحُ
أتيتُ يا شجرَ الصفصافِ معتذراً فهل تسامحُ هيفاءٌ ..ووضّـاحُ؟
خمسونَ عاماً.. وأجزائي مبعثرةٌ.. فوقَ المحيطِ.. وما في الأفقِ مصباحُ
تقاذفتني بحـارٌ لا ضفـافَ لها.. وطاردتني شيـاطينٌ وأشبـاحُ
أقاتلُ القبحَ في شعري وفي أدبي حتى يفتّـحَ نوّارٌ... وقـدّاحُ
ما للعروبـةِ تبدو مثلَ أرملةٍ؟ أليسَ في كتبِ التاريخِ أفراحُ؟
والشعرُ.. ماذا سيبقى من أصالتهِ؟ إذا تولاهُ نصَّـابٌ ... ومـدّاحُ؟
وكيفَ نكتبُ والأقفالُ في فمنا؟ وكلُّ ثانيـةٍ يأتيـك سـفّاحُ؟
حملت شعري على ظهري فأتعبني ماذا من الشعرِ يبقى حينَ يرتاحُ؟
  رد مع اقتباس
قديم 16/04/2006   #41
صبيّة و ست الصبايا سرسورة
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ سرسورة
سرسورة is offline
 
نورنا ب:
Nov 2005
المطرح:
syria-homs-damascus
مشاركات:
2,252

افتراضي


خمس قصائد الى أمي...


صباحُ الخيرِ يا حلوه..

صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه

مضى عامانِ يا أمّي

على الولدِ الذي أبحر

برحلتهِ الخرافيّه

وخبّأَ في حقائبهِ

صباحَ بلادهِ الأخضر

وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر

وخبّأ في ملابسهِ

طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر

وليلكةً دمشقية..

أنا وحدي..

دخانُ سجائري يضجر

ومنّي مقعدي يضجر

وأحزاني عصافيرٌ..

تفتّشُ –بعدُ- عن بيدر

عرفتُ نساءَ أوروبا..

عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ

عرفتُ حضارةَ التعبِ..

وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر

ولم أعثر..

على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر

وتحملُ في حقيبتها..

إليَّ عرائسَ السكّر

وتكسوني إذا أعرى

وتنشُلني إذا أعثَر

أيا أمي..

أيا أمي..

أنا الولدُ الذي أبحر

ولا زالت بخاطرهِ

تعيشُ عروسةُ السكّر

فكيفَ.. فكيفَ يا أمي

غدوتُ أباً..

ولم أكبر؟

صباحُ الخيرِ من مدريدَ

ما أخبارها الفلّة؟

بها أوصيكِ يا أمّاهُ..

تلكَ الطفلةُ الطفله

فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..

يدلّلها كطفلتهِ

ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ

ويسقيها..

ويطعمها..

ويغمرها برحمتهِ..

.. وماتَ أبي

ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ

وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ

وتسألُ عن عباءتهِ..

وتسألُ عن جريدتهِ..

وتسألُ –حينَ يأتي الصيفُ-

عن فيروزِ عينيه..

لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..

دنانيراً منَ الذهبِ..

سلاماتٌ..

سلاماتٌ..

إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة

إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"

إلى تحتي..

إلى كتبي..

إلى أطفالِ حارتنا..

وحيطانٍ ملأناها..

بفوضى من كتابتنا..

إلى قططٍ كسولاتٍ

تنامُ على مشارقنا

وليلكةٍ معرشةٍ

على شبّاكِ جارتنا

مضى عامانِ.. يا أمي

ووجهُ دمشقَ،

عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا

يعضُّ على ستائرنا..

وينقرنا..

برفقٍ من أصابعنا..

مضى عامانِ يا أمي

وليلُ دمشقَ

فلُّ دمشقَ

دورُ دمشقَ

تسكنُ في خواطرنا

مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا

كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..

قد زُرعت بداخلنا..

كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..

تعبقُ في ضمائرنا

كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ

جاءت كلّها معنا..

أتى أيلولُ يا أماهُ..

وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ

ويتركُ عندَ نافذتي

مدامعهُ وشكواهُ

أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟

أينَ أبي وعيناهُ

وأينَ حريرُ نظرتهِ؟

وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟

سقى الرحمنُ مثواهُ..

وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..

وأين نُعماه؟

وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..

تضحكُ في زواياهُ

وأينَ طفولتي فيهِ؟

أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ

وآكلُ من عريشتهِ

وأقطفُ من بنفشاهُ

دمشقُ، دمشقُ..

يا شعراً

على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ

ويا طفلاً جميلاً..

من ضفائرنا صلبناهُ

جثونا عند ركبتهِ..

وذبنا في محبّتهِ

إلى أن في محبتنا قتلناهُ...
  رد مع اقتباس
قديم 16/04/2006   #42
صبيّة و ست الصبايا maro18
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ maro18
maro18 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
فى عينيك عنوانى
مشاركات:
2,017

افتراضي


ديوان يوميّات امرأة لامبالية


1
على دفترْ .. سأجمعُ كلّ تاريخي على دفترْ ..
سأرضعُ كلّ فاصلةٍ حليبَ الكلمةِ الأشقرْ..
سأكتبُ لا يهمُّ لمن سأكتبُ هذه الأسطرْ..
فحسبي أن أبوحَ هنا لوجهِ البوحِ لا أكثرْ ..
حـروفٌ لا مبـاليةٌ أبعثرها على دفتـرْ..
بلا أمـلٍ بأن تبقى بلا أمـلٍ بأن تُنشـرْ..
لعـلّ الريح تحملهـا فتزرع في تنقلهـا ..
هنا حرجاً من الزعتر هنا كرماً هنا بيدرْ ..
هنا شمسـاً و صيفـاً رائعـاً أخضـرْ ..
حروف سوف أفرطها كقلب الخوخة الأحمرْ
لكلّ سـجينةٍ تحيا معي في سجني الأكبرْ ..
حروفٌ سوف أغرزها بلحمِ حياتنا خنجرْ ..
لتكسرَ في تمرّدهـا جليداً كان لا يُكسرْ ..
لتخلعَ قفل تابوتٍ أُعِـدَّ لنـا لكي نُقبرْ ..
كتـاباتٍ أقـدّمها لأيةِّ مهجةٍ تَشـعرْ ..
سيسعدني إذا بقيتْ غداً مجهولةَ المصدرْ ..
- - 2 –
أنـا أنثـى .. أنـا أنثـى ..
نـهار أتيت للدنيـا وجدتُ قرار إعدامي ..
ولم أرَ بابَ محكمتي و لم أرَ وجهَ حكّامي ..
- - 3 –
عقاربُ هذه الساعة كحوتٍ أسودَ الشفتين يبلعني ..
عقاربها كثعبانٍ على الحائط، كمقصلةٍ، كمشنقةٍ، كسكّينٍ تمزّقني
كلصٍّ مسرع الخطوات يتبعني و يتبعني ..
لماذا لا أحطّمها ؟ وكلّ دقيقةٍ فيها تحطّمني
أنا امرأةٌ بداخلها توقّفَ نابضُ الزّمنِ ..
فلا نوّارَ أعرفهُ .. ولا نيسانَ يعرفني ..
- - 4 –
أنا بمحارتي السوداء .. ضوءُ الشمسِ يوجعني
وسـاعةُ بيتنا البلهاء .. تعلكنـي و تبصقنـي
مجــلاتي مبعثـرةٌ ..وموسـيقاي تضجرني
مع الموت أعيش أنا .. مع الأطلال و الدّمـنِ
جميـعُ أقاربي موتى .. بلا قبـرٍ و لا كفنِ
أبوح لمن ولا أحداً ..مِنَ الأمواتِ يفهمني ؟
أثور أنا على قدري .. على صدئي على عفني
و بيتٍ كلُّ مَنْ فيـه .. يعادينـي و يكرهني
أدقُّ بقبضتي الأبواب ..و الأبوابُ ترفضنـي
بظفري أحفر الجدران .. أجلدها و تجلـدني
أنا في منزل الأمواتِ.. مَنْ مِنْ قبضة الموتى يحررني ؟!
- - 5 –
لمـــن صــدري أنـا يكبــرْ .. ؟!
لمـن كرزاته دارت ؟.. لمـن تفاحه أزهرْ ؟!
لمن صحنانِ صينيّان ..من صدفٍ ومن جوهرْ ؟
لمن قدحان من ذهبٍ .. و ليس هناك من يسكرْ
لمـن شـفةٌ مناديـةٌ ..تجمّدَ فوقها السُكّـرْ ؟
أللشـيطان للديـدان .. للجـدران لا تُقهرْ ؟
أربّيها، وضوءُ الشمسِ أسقيها، سنابلَ شعري الأشقرْ
- - 6 –
خلوتُ اليوم ساعاتٍ إلى جسدي .. أفكر في قضاياهُ
أليسَ له هو الثاني قضاياهُ ؟ .. وجنّتهُ .. و حماهُ ..؟
لقـد أهملتـهُ زمنــاً .. و لـم أعبـأ بشـكواهُ
نظرتُ إليهِ في شغفٍ .. نظرتُ إليهِ من أحلى زواياهُ
لمسـتُ قبابـهُ البيضـاء و غابتـهُ ومرعـــاهُ
أنـا لـوني حليبـيٌّ كأنّ الفجرَ قطّـرهُ و صفـاهُ
أسـفتُ لأنّه جسدي .. أسفتُ على ملاستهِ
و ثرتُ على مصمّمهِ .. و عاجنـهِ و ناحتـهِ
رثيتُ له، لهـذا الوحش .. يأكلُ من وسـادتهِ
لهــذا الطّفــلِ ليسَ تنــام عينـــاهُ
نزعتُ غلالتي عنّي رأيتُ الظلّ يخرجُ من مراياهُ
رأيتُ النّهـدَ كالعصفورِ لم يتعـبْ جناحـاهُ
تحـرّرَ مـن قطيفتـهِ و مـزّقَ عنـه تفتـاهُ
حزنتُ أنا لمرآهُ .. لماذا الله كوّرهُ و دوّرهُ و سوّاهُ ؟!
لمــاذا الله أشــقاني بفتنتــه و أشــقاهُ ؟
و علّقـهُ بأعلى الصّـدرِ جرحاً لسـتُ أنسـاهُ
- - 7 –
لمـاذا يستبدُّ أبي ؟ .. و يرهقني بسلطتهِ ؟!
و ينظرُ لي كآنيـةٍ ..كسطرٍ في جريدتـهِ
و يحـرصُ أن أظلَّ لهُ ..كأني بعض ثروتهِ
و أن أبقـى بجانبـهِ .. ككرسـيٍّ بحجرتهِ
أيكفـي أنني ابنتهُ .. وأني من سـلالتهِ ؟
أيطعمنـي أبي خبزاً .. أيغمـرني بنعمتهِ ؟
كفرتُ أنا بمال أبي.. بلؤلؤهِ .. بفضّتهِ !
أبي لم ينتبـه يومـاً .. إلى جسدي و ثورتهِ
أبي رجـل أنانـيٌّ .. مريضٌ في محبّتــهِ
مريضٌ في تعصّبـهِ .. مريضٌ في تعنّتــهِ
يثورُ إذا رأى صـدري تمـادى في استدارتهِ
يثورُ إذا رأى رجـلاً .. يقرب من حديقتهِ
أبي لـن يمنعَ التّفاح .. من إكمالِ دورتـهِ
سيأتي ألفَ عصفورٍ .. ليسرقَ من حديقتهِ
- - 8 –
على كرّاستي الزرقـاء أستلقي بحريّـه
وأبسط فوقها ساقيّ في فرحٍ و عفويّـه
أمشّطُ فوقها شعري .. و أرمي كل أثوابي الحريريّه
أنـامُ أفيـقُ عاريـةً .. أسـيرُ أسـيرُ حافيـةً
علــى صفحــات أوراقــي السـماويّه
على كرّاسـتي الزرقاء .. أسـترخي على كيفي
و أهربُ من أفاعي الجنس و الإرهابِ و الخوفِ
و أصرخُ ملءَ حنجرتي .. أنا امرأةٌ .. أنا امرأةٌ
أنا إنسانةٌ حيَّـه .. أيا مدنَ التّوابيتِ الرخاميّه
على كراستي الزرقاء تسقطُ أقنعتي الحضاريّه
ولا يبقى سوى نهدي، تكوّمَ فوقَ أغطيتي، كشمسٍ استوائيّه
ولا يبقى سوى جسدي، يعبّرُ عن مشاعرهِ بلهجتهِ البدائيّه
و لا يبقى .. و لايبقى .. سـوى الأنثـى الحقيقيّـه
- - 9 –
أحبُّ طيورَ تشرينِ .. تسـافرُ حيثما شـاءت
و تأخذُ في حقائبها بقايا الحقلِ من لوزٍ ومن تينِ
أنا أيضاً أحبُّ أكونَ .. مثـل طيورِ تشـرينِ
أحــبُّ أضيــعَ .. مثـل طيورِ تشـرينِ
فحلوٌ أن يضيعَ المـرءُ .. بيـنَ الحينِ و الحيـنِ
أريدُ البحثَ عن وطن .. جديـدٍ غيرَ مسكونِ
وربٍّ لا يطــاردني .. و أرضٍ لا تعـاديني
أريدُ أفرُّ من جلـدي .. ومن صوتي ومن لغتي
وأشــردُ مثــل رائحــة البســاتينِ
أريدُ أفـرُّ من ظلّـي .. و أهرب من عناويني
أريدُ أفـرُّ من شـرقِ الخرافـة و الثعـابينِ
مـن الخلفاء و الأمراء .. مـن كل السلاطينِ
أريــدُ أحــبُّ ..مثـل طيور تشـرينِ
أيــا شــرقَ المشــانقِ و السـكاكينِ
- - 10 –
صـباحَ اليومِ فاجأني .. دليـلُ أنوثتي الأّوّلْ
كتمتُ تمزّقي ورحتُ أراقبُ روعةَ الجّدولْ
وأتبـعُ موجـهُ الذهبيّ .. أتبعـهُ ولا أسألْ
هنـا أحجارُ ياقوتٍ .. وكنزُ لآلـئٍٍ مُهملْ
هنـا نافورة جذلـى .. هنا جسرٌ من المخملْ
هنا سفنٌ من التوليب .. ترجو الأجملَ الأجملْ
هنـا حبرٌ بغير يـدٍ .. هنا جـرحٌ ولا مقتلْ
أأخجلُ منه ؟ هل بحـرٌ .. بعـزّةِ موجهِ يخجلْ ؟
أنا للخصبِ مصدرهُ .. أنا يـدهُ .. أنا المغزلْ

نزار قبانى
  رد مع اقتباس
قديم 16/04/2006   #43
صبيّة و ست الصبايا maro18
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ maro18
maro18 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
فى عينيك عنوانى
مشاركات:
2,017

افتراضي


يوميّات امرأة لامبالية2



11

أسائلُ دائماً نفسي .. لماذا لا يكونُ الحبّ في الدنيا
لكلّ الناس .. كلّ الناس .. مثـل أشـعة الفجـرِ
لمـاذا لا يكون الحـبّ مثـل الخبـزِ و الخمـرِ
ومثــــلَ المـــــاءِ في النّهــــرِ
و مثلَ الغيمِ و الأمطار.. و الأعشـاب و الزهـرِ
أليس الحبّ للإنسان .. عمـراً داخل العمـرِ ؟
لمـاذا لا يكون الحـبّ في بلـدي طبيعيـّاً ؟
كأية زهـرةٍ بيضاءَ طالعـةٌ من الصخـرِ
طبيعيّاً كلُقيا الثغر بالثغر .. ومنساباً كما شعري على ظهري
لمـاذا لا يحـبّ الناس في ليـنٍ و في يسـرِ ؟
كما الأسـماك في البحرِ .. كما الأقمار في أفلاكها تجـري
لماذا لا يكون الحبّ في بلدي ضروريّاً كديوانٍ من الشعرِ ؟!
- - 12 –
أفكّر أيّنا أسعدْ .. أنا أم ذلك الممدود سلطاناً على المقعدْ
سعيداً تحت فروتهِ كربٍّ مطلقٍ مفردْ
أفكّرُ أيّنا حرٌّ و من منّا طليق اليـدْ
أنـا أم ذلك الحيـوان .. يلحسُ فـروه الأجعــدْ
أمامي كائنٌ حرٌّ يكادُ للطفهِ يُعبـدْ
لهذا القطّ عالمهُ ، له طررٌ ، له مسندْ
له في السطحِ مملكةٌ و راياتٌ له تُعقدْ
له حريّةٌ و أنـا أعيشُ بقمقمٍ موصدْ
- - 13 –
أنا نهـداي في صـدري كعصفورين قد ماتا من الحرِّ
كقدّيسـين شــرقيّين .. متّهميــن بالكفــرِ
كم اضطُّهدا و كم جُلدا .. وكم رقـدا على الجمـرِ
وكم رفضـا مصـيرهما .. وكم ثـارا على القهـرِ
وكم قطعــا لجامهمـا .. وكم هربـا من القبـرِ
متى سَـيُفّكُّ قيـدَهما ؟ .. متـى يـاليتنـي أدري
- - 14 –
نزلـتُ إلى حديقتنـا .. أزورُ ربيعهـا الرّاجعْ
عجنتُ ترابها بيدي .. حضنتُ حشيشها الطالعْ
رأيتُ شجيرةَ الدّراق .. تلبسُ ثوبهـا الفاقـعْ
رأيتُ الطّيـرَ محتفـلاً .. بعودة طيره الساجعْ
رأيتُ المقعـدَ الخشبيّ .. مثـلَ الناسكِ الراكعْ
سـقطتُ عليه باكيةً .. كأنّي مركبٌ ضائـعْ
أحتى الأرض يا ربّي تعبّر عن مشاعرها بشكل بارع بارع
أحتّى الأرض يا ربّي لها يومٌ تحبُّ به تضمُّ حبيبها الراجع
رفوف العشب من حولي لها سبب لها دافع
فليس الزنبق الفارع و ليس الحقل ليس النحل ليس الجدول النابع
سوى تعبير هذي الأرض غير حديثها البارع
أحـسّ بداخلي بعثاً يمزّق قشرتي عني و يسقي جذري الجائع
و يدفعني لأن أعدو مع الأطفال في الشارع
أريد أريد أن أعطي كأيّ زهرة في الروض تفتّح جفنها الدامع
كأية نحلة في الحقل تمنح شهدها النافع
أريد أريد أن أحيا بكل خلية مني مفاتن هذه الدنيا بمخمل ليلها الواسع
و برد شتائها اللاذع
أريد .. أريد أن أحيا .. بكل حرارة الواقع .. بكل حماقة الواقع
- - 15 –
أبــي صـنفٌ مــن البشــرِ
مزيجٌ من غباءِ التّرك و من عصبيّة التّترِ
أبي أثر من الآثار .. تابوتٌ من الحجرِ
تهرّأ كل ما فيهِ ..كبابِ كنيسـةٍ نخرِ
كهارون الرشيد أبي ، جواريه ، مواليه ، تمطّيه على تخت من الطّررِ
و نحن هنا .. ضحاياه .. سـباياه .. مماسـح قصـره القــذرِ
- - 16 –
أغطُّ الحرفَ بالجرحِ و أكتبُ فـوقَ جدرانٍ من الكبريت و الملحِ
و أبصقُ فوقَ أوثانٍ عواطفها من الملحِ و أعينها و منطقها من الملحِ
- - 17 –
لماذا في مدينتنـا نعيش الحـبَّ تهريبـاً و تزويـرا
و نسرق من شقوقِ الباب موعدنا و نستعطي الرسائل و المشاويرا
لماذا في مدينتنا ..؟ يصيدون العواطف و العصافيرا
لماذا نحن قصديرٌ و ما يبقى من الإنسان حين يصير قصديرا ؟!
لماذا نحن أرضيّون ..تحتيّون .. نخشى الشمس و النورا
لماذا أهل بلدتنا يمـزّقهم تناقضهم
ففي ساعات يقظتهم يسبّون الضفائر و التنانيرا
و حين الليل يطويهم يضمّون التصاويرا
- - 18 –
يعود أخي من الماخور عند الفجر سكرانا
يعود كأنّه السلطان، من سـمّاه سلطانا
و يبقى في عيون الأهل أجملنا و أغـلانا
و يبقى في ثياب العهر .. أطهرنا و أنقانا
يعود أخي من الماخور مثل الدّيك نشوانا
فسبحان الذي سوّاه من ضوءٍ و من فحمٍ رخيصٍ نحن سوّانا
وسـبحان الذي يمحـو خطـاياه ولا يمحـو خطـايانا
- - 19 –
خرجتُ اليوم للشّرفة على الشّباك جارتنا المسيحيّة تحيّيني
فرحتُ لأنّ إنسانً يحيّيني
لأنّ يداً صباحيّة .. يداً كمياهِ تشرينِ
تلــوّحُ لي تنــاديني
أيا ربّي متى نُشفى تُرى من عقدةِ الدّينِ ؟
أليسَ الدّين كلّ الدّين: إنساناً يحيّيني
و يفتحُ لي ذراعيهِ و يحملُ غصنَ زيتونِ
- - 20 –
تُخيفُ أبي مراهقتي .. يدقُّ لها طبول الذّعرِ و الخطرِ
يقـاومها .. يقـاوم رغوة الخلجان يلعنُ جرأةَ المطرِ
يقـاوم دونمـا جدوى مـرور النّسـغ في الزّهـرِ
أبي يشـقى إذا سـألت رياحُ الصّيفِ عن شـعري
و يشـقى إن رأى نهــدايَ يرتفعـانِ في كِبـرِ
و يغتسـلان كالأطفـال تحـتَ أشـعّة القمـرِ
فمـا ذنبي و ذنبهمـا .. همـا منّي .. همـا قدري


نزار قبانى
  رد مع اقتباس
قديم 16/04/2006   #44
صبيّة و ست الصبايا maro18
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ maro18
maro18 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
فى عينيك عنوانى
مشاركات:
2,017

افتراضي


وميّات امرأة لامبالية3


21 –
سـماءُ مدينتي تمطر .. و نفسي مثلها تمطرْ
و تاريخي معي طفلٌ نحيل الوجه لا يبصـرْ
أنا حـزني رماديٌّ كهذا الشـّارع المقفـرْ
أنا نوعٌ من الصـبّار لايعطـي و لا يثمـرْ
حيـاتي مركبٌ ثمل .. تحطّـم قبل أن يبحرْ
و أيّامي مكـرّرةٌ كصوت السـاعة المضجرْ
و كيف أنوثتي ماتت أنا ما عدتُ أستفكرْ
فلا صيفي أنا صيفٌ و لا زهري أنا يزهرْ
بمن أهتمُّ ؟ هل شيءٌ بنفسي بعدُ ما دُمّرْ ؟
أبالعفن الذي حولي ..أم القيم التي أنكرْ
حياتي كلّها عبثٌ فلا خبرٌ أعيشُ له و لا مخبرْ
للاأحـدٍ أعيشُ أنا .. و لا لاشيءَ أستنظرْ
22

متـى يـأتي تـُرى بطلـي ؟!
لقد خبّأتُ في صدري له زوجاً من الحجلِ
وقد خبّأتُ في ثغري .. له كوزاً من العسلِ
متى يأتي على فرسٍ .. له مجدولة الخصـلِ
ليخطفنـي .. ليكسـر بـاب معتقلـي
فمنذ طفولتي و أنا أمدُّ على شبابيكي حبال الشّوقِ و الأملِ
و أجـدلُ شعري الذّهبي كي يصـعد على خصلاته بطلي
- - 23 –
سأكتبُ عن صديقاتي .. فقصّة كلّ واحدة
أرى فيها أرى ذاتي .. و مأساةٍ كمأساتي
ســأكتـبُ عــن صــديقـاتي ..
عن السّجن الذي يمتصّ أعمار السجيناتِ
عن الزّمن الذي أكلته أعمدة المجـلاتِ
عن الأبوابِ لا تفتحْ .. عن الرّغبات .. و هي بمهدها تُذبحْ
عن الحلمات تحت حريرها تنبحْ
عن الزنزانـة الكبـرى .. و عن جدرانـها السّـودِ
و عن آلافِ الشهيدات .. دُفِنَّ بغير أسماءٍ بمقبرةِ التقاليدِ
صديقاتي .. دمىً ملفوفة بالقطن داخل متحفٍ مغلـق
نقـودٌ صـكّها التـاريخ لا تهـدى ولا تنفــق
مجــاميع مـن الأسـماك في أحواضـها تخنــق
و أوعيــة مـن البلّلـور مـات فراشـها الأزرق
بلا خـوفٍ سـأكتب عـن صـديقاتي
عن الأغلال داميـة بأقـدام الجميـلاتِ
عن الهذيان و الغثيان عن ليـل الفراغـاتِ
عـن الأشــواق تدفــن فــي المخــدّاتِ
عـن الدّوران فـي اللاشيء .. عن موت الهنيهـاتِ
صديقاتي .. رهائنُ تشترى و تباع في سوقِ الخرافاتِ
سـبايا فـي حـريم الشـرق موتى غـير أمـواتِ
يعشـنَ يمتنَ مثـل الفطـر في جـوفِ الزّجاجـاتِ
صديقـاتي .. طيورٌ في مغائرها تمـوتُ بغير أصـواتِ
- - 24 –
بـــلادي تـرفـــض الحبّـــــا
تطاردهُ كأيّ مخدّرٍ خطرٍ .. تسـدُّ أمامه الدّربا
تطارده .. تطارد ذاك الطّفل الرّقيق الحالم العذبا
تقـصّ لـه جناحيـهِ و تملأ قلبـه رعبــا
بلادي تقتـل الربّ الذي أهـدى لها الخصبـا
و حـوّل صخرها ذهباً و غطّى أرضها عشـبا
و أعطـاها كواكبها وأجـرى ماءها العذبـا
بلادي لم يزرها الـربّ منذ اغتالـت الربّـا
- - 25 –
كفى يا شـمس تمّوزٍ غبار الكلس يعمينـا
فمنذ البدء غير الكلس لم تشـرب أراضينا
ومنذ البدء غير الدّمع لم تسـكب مآقينـا
ومنذ البدء نسـتعطي سـماءً ليس تعطينا
كفانا نلعق الأحجار و الإسفلت و الطينـا
كفـانا يا سموات من القصـدير تكوينـا
جلـود وجوهنا يبست تشقّق لحم أيدينـا
لماذا ترفض الأمطار أن تسـقي روابينـا؟
لمـاذا تصبح الأزهار .. فحماً في أوانينـا
لأنّا قـد قتلنا العطر .. واغتلنا الرّياحينـا
وأغمدنا بصدر الحبّ أغمدنا السـكاكينا
لأنّ الأرض تشـبهنا مناخاتٍ و تكوينـا
لأنَّ العقم كلّ العقم لا في الأرض بل فينا
- - 26 –
يروّعني شحوب شقيقتي الكبرى .. هي الأخرى
تعـاني ما أعانيه .. تعيش السـاعة الصّـفرا
تعاني عقدةً سـوداء تعصـر قلبها عصـرا
قطار الحسن مرَّ بها ولم يترك سوى الذكرى
ولم يترك من النّهـدين إلا الّليف و القشـرا
لقد بدأت سفينتها تغوص و تلمس القعـرا
أراقبها و قـد جلست بركنٍ تصلح الشّعرا
تصففه ، تخرّبه ، و ترسـل زفرةً حرّى
تلوبُ تلوب في الرّدهات مثل ذبابةٍ حيرى
وتقبع في محـارتها كنهرٍ لم يـجد مجرى
- - 27 –
فساتيني .. لماذا صرتُ أكرهها ؟.. لماذا لا أمـزّقها ؟!
أقلّب فوقها طرفي كأنّي لم أكن فيها أحرّكها و أملؤها
لمــن تتهـدّل الأثواب .. أحمـرها و أزرقهــا ؟
واســعها و ضـيّقها .. عاريهــا و مغلقهــا
لمن قصبي، لمن ذهبي، لمن عطر فرنسي، يقيم الأرض من حولي و يقعدها
فساتيني فراشاتٌ محنّطةٌ على الجدران أصلبها ..
وفـي قبٍــر مـن الحــرمان أدفنهــا
مسـاحيقي و أقلامي أخاف أخاف أقربـها
و أمشـاطي و مرآتي أخاف أخاف ألمسـها
فما جدوى فراديسي ولا إنسـان يدخلـها
- - 28 –
مدينتنا تظلّ أثيرة عندي .. برغم جميع مافيها
أحبّ نداء باعتها .. أزقّتها أغانيها
مآذنها كنائسها سُكاراها مصلّيها
تسامحها تعصّبها عبادتها لماضيها
مدينتنا بحمد الله راضيةٌ بمن فيها وما فيها
بآلافٍ من الأموات تعلكهم مقاهيها
لقد صاروا مع الأيام جزءاً من كراسيها
صراصيرٌ محنّطةٌ خيوط الشمس تعميها
مدينتنا وراء النّرد منفقةٌ لياليها
وراء جريدة كسلى و عابرة تعرّيها
فلا الأحداث تنفضها ولا التاريخ يعنيها
مدينتنا بلا حبٍّ يرطّب وجهها الكلسي أو يروي صحاريها
مدينتنا بلا امرأة تذيب صقيع عزلتها وتمنحها معانيها
  رد مع اقتباس
قديم 16/04/2006   #45
صبيّة و ست الصبايا maro18
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ maro18
maro18 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
فى عينيك عنوانى
مشاركات:
2,017

افتراضي


يوميّات امرأة لامبالية4


29 –
أقمنا نصف دنيانا على حكمٍ و أمثالِ
و شيّدنا مزاراتٍ للألفِ و ألف دجّالِ
و كالببغاء ردّدنا مواعظ ألف محتـالِ
قصدنا شيخ حارتنا ليرزقنا بأطفـالِ
فأدخلنا لحجرته و قـام بنزع جبّته
و باركنا و ضاجعنا و عند الباب طالبنا
بدفع ثلاث ليراتٍ لصنع حجابه البالي
و عدنا مثلما جئنا بلا ولدٍ ولا مـالِ
- - 30 –
يعيش بداخلي وحشٌ جميلٌ اسـمه الرّجلُ
له عينان دافئتـان يقطر منهما العسـلُ
ألامسُ صدره العاري، ألامسه و أختجلُ
قروناً وهو مخبوء بصـدري ليس يرتحـلُ
ينـام وراء أثوابـي ينـام كأنّه الأجـلُ
أخاف أخاف أوقظه فيشـعلني و يشتعلُ
كمخلوقٍ خرافيّ يعيش بذهننا الرّجـلُ
تصوّرناه تنّيناً له تسعون اصبعة و شدقٌ أحمرٌ ثملُ
تصـوّرناه خفّاشـاً مـع الظلمــات ينتقـلُ
تخيّلناه قرصاناً .. تخيّلناه ثعبانـاً
أمدُّ يدي لأقتلهُ أمدُّ يدي ولا أصلُ
إلهٌ في معابدنا نصلّي له و نبتهـلُ
يغازلنا وحين يجوع يأكلنا ويملأ الكأس من دمنا و يغتسلُ
إلهٌ لا نقاومه .. يعذّبنا و نحتملُ
و يجذبنا نعاجاً من ضفائرنا و نحتملُ
و يلهو في مشاعرنا و يلهو في مصائرنا و نحتملُ
و يدمينا و يؤذينا و يقتلنا و يحيينا و يأمرنا فنمتثلُ
إلـهٌ مالـهُ عمـرُ … إلـهٌ اسـمه الرّجـلُ
- - 31 –
تلاحقنا الخرافة و الأسـاطيرُ ..
من القبر الخرافة و الأساطيُر
و يحكمنا هنا الأموات و السيّاف مسرورُ
ملايينٌ من السنوات لا شمسٌ و لا نورُ
بأيدينا مساميرٌ و أرجلنا مساميرُ
و فوق رقابنا سيفٌ رهيف الحدّ مسعورُ
و فوق فراشنا عبدٌ قبيح الوجه مجـدورُ
من النّهـدين يصلبنا و بالكرباج يجلدنا
ملايينٌ من السنوات و السيّاف مسرورُ
يعيش في خزائننا يفتّشُ في ملابسـنا
عن الأحلام نحلمها عن الأسرار تكتمها الجواريرُ
عن الأشواق تحملها التحاريرُ
ملايينٌ من السنوات و السيّاف مسرور ُ
مقيمٌ في مدينتنا
أراه في ثياب أبي .. أراه في ثياب أخي
أراه هاهنا و هنا
فكلّ رجال بلدتنا .. هم السيّاف مسرورُ
- - 32 –
ثقافتنا فقاقيعٌ من الصابون و الوحلِ
فما زالت بداخلنا رواسب من أبي جهلِ
و مازلنا نعيش بمنطق المفتاح و القفلِ
نلفّ نسـائنا بالقطن ندفنهنَّ بالرّملِ
و نملكهنَّ كالسجاد كالأبقار في الحقلِ
و نهزأ من قواريرٍ بلا دينٍ ولا عقلِ
و نرجع آخر الليل نمارس حقّنا الزّوجيّ كالثيران و الخيلِ
نمارسه خلال دقائق خمس بلا شوقٍ ولا ذوقٍ ولا ميـلِ
نمارسهُ كآلافٍ تؤدّي الفعلَ للفعلِ
و نرقد بعدها موتى و نتركهنَّ وسط النّار وسط الطّين و الوحلِ
قتيـلاتٍ بلا قتـلِ
بنصفِ الدّربِ نتركهنَّ .. يا لفظاظة الخيلِ
- - 33 –
قضينــا العمــر فـي المخــدعْ
و جيش حريمنا معنا و صكّ زواجنا معنا
و صكّ طلاقنا معنا و قلنا الله قد شرّعْ
ليالينـا موزّعةٌ على زوجاتنـا الأربـعْ
هنا شـفةٌ هنا سـاقٌ هنا ظفرٌ هنا إصبعْ
كأنّ الدّين حانوتٌ فتحناهُ لكي نشـبعْ
تمتّعنا بما أيماننا ملكت و عشنا في غرائزنا بمستنقعْ
و زوّرنا كلام الله بالشكل الذي ينفعْ
ولم نخجل بما نصنعْ
عبثنا في قداسـتهِ .. نسـينا نبل غايتـهِ
ولم نذكر سوى المضجعْ
ولم نأخذ من الدّين سوى زوجاتنا الأربعْ
- - 34 –
أنا طروادةٌ أخرى ، أقاومُ كلّ أسـواري
و أرفض كل ماحولي و مَن حولي بإصرارِ
أقاوم واقعي المصنوع من قشٍّ و فخـّارِ
أقاوم كل أهل الكهف و التنجيم و الزّارِ
تواكلهـم ، تآكلهـم تناسـلهم كأبقارِ
أمامي ألف سياّفٍ و سياّفِ ..وخلفي ألف جزّارٍ و جزّارِ
فيا ربّـي أليس هنـاك مـن عـارٍ سـوى عـاري ؟!
و يا ربّي أليس هناك من شغلٍ لهذا الشرق سوى حدود زنّاري؟!
- - 35 –
تظلُّ بكارةُ الأنثى بهذا الشرق عقدتنا و هاجسـنا
فعند جدارها الموهوم قدّمنا ذبائحنا و أولمنا ولائمنا
نحرنا عند هيكلها شقائقنا قرابيناً و صحنا ( واكرامتنا )
صداع الجنس مفترسٌ جماجمنا
صداعٌ مزمنٌ بشعٌ من الصحراء رافقنا
فأنسانا بصيرتنا و أنسانا ضمائرنـا
و أطلقنا .. قطيعاً من كلاب الصيد نستوفي غرائزنا
أكلنا لحم من نهوى و مسّحنا خناجرنا
و عند منصّة القاضي صرخنا ( واكرامتنا )
و برّمنا (كعنترة بن شدّادٍ ) شواربنـا
- - 36 –
وداعـاً أيّهـا الدفتـرْ
وداعاً يا صديق العمرْ .. يا مصباحي الأخضرْ
و يا صـدراً بكيت عليه أعواماً و لم يضجرْ
و يا رفضي و يا سخطي و يا رعدي و يا برقي
و يـا ألـماً تحـوّل فـي يـدي خنجـرْ
تركتك في أمان الله يا جرحي الذي أزهـرْ
فإن سرقوك من درجي وفضّوا ختمك الأحمرْ
فلن يجدوا سوى امـرأةً مبعثرةً على دفتـرْ


نزار قباني
  رد مع اقتباس
قديم 20/04/2006   #46
صبيّة و ست الصبايا maro18
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ maro18
maro18 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
فى عينيك عنوانى
مشاركات:
2,017

افتراضي


رسالة من امرأة مجهولة \ الى رجل


متى ستعرف كم أهواك.. يا رجلا
أبيع من أجله الدنيا.. وما فيها
يا من تحديت في حبي له.. مدنا
بحالها.. وسأمضي في تحديها
لو تطلب البحر.. في عينيك أسكبه
أو تطلب الشمس.. في كفيك أرميها
أنا أحبك… فوق الغيم أكتبها
وللعصافير والأشجار.. أحكيها
أنا أحبك… فوق الماء أنقشها
وللعناقيد.. والأقداح أسقيها
أنا أحبك… يا سيفا أسال دمي
يا قصة لست أدري ما أسميها
أنا أحبك… حاول أن تساعدني..
فإن من البدء المأساة ينهيها..
وإن من فتح الأبواب يغلقها..
وإن من أشعل النيران.. يطفيها
يا من يدخن في صمت ويتركني..
في البحر أرفع مرساتي.. وألقيها
ألا تراني في بحر الحب.. غارقة
والموج يمضغ آمالي ويرميها..
إنزل قليلا عن الأهداب.. يا رجلا
ما زال يقتل أحلامي.. ويحييها
كفاك تلعب دور العاشقين معي..
وتنتقي كلمات لست تعنيها..
كم اخترعت مكاتيبا.. سنرسلها
وأسعدتني ورود.. سوف نهديها
وكم ذهبت لوعد لا وجود له..
وكم حلمت بأثواب.. سأشريها
وكم تمنيت لو للرقص تطلبني..
وحيرتني ذراعي.. أين ألقيها
ارجع إلي.. فإن الأرض واقفة..
كأنما الأرض فرت من ثوانيها..
ارجع… فبعدك لا عقد أعلقه..
ولا لمست عطوري في أوانيها..
لمن جمالي؟ لمن شال الحرير؟ لمن
ظفائري منذ أعوام أربيها؟
ارجع كما أنت.. صحو كنت أم مطرا..
فما حياتي أنا إن لم تكن فيها…

نزار قبانى
  رد مع اقتباس
قديم 23/04/2006   #47
صبيّة و ست الصبايا maro18
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ maro18
maro18 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
فى عينيك عنوانى
مشاركات:
2,017

افتراضي


يوم من اذار

لم أكن يوما ملكا
.. ولم أنحدر من سلالات الملوك
.. غير أن الاحساس بأنك لي
.. يعطيني الشعور
.. بأنني أبسط سلطتي على القارات الخمس
.. وأسيطر على نزوات المطر

.. وعربات الريح
. وأمتلك آلاف الفدادين فوق الشمس
.. وأحكم شعوبا .. لم يحكمها أحد قبلي
.. وألعب بكواكب المجموعة الشمسية

كما يلعب طفل بأصداف البحر
.. لم أكن يوما ملكا
.. ولا أريد أن أكونه ..

غير أن مجرد احساسي
.. بأنك تنامين في جوف يدي
.. كلؤلؤة كبيرة .. في جوف يدي

.. يجعلني أتوهم
.. بأنني قيصر من قياصرة روسيا

.. أو أنني .. كسرى أنوشروان

نزار قبانى
  رد مع اقتباس
قديم 24/04/2006   #48
شب و شيخ الشباب ameen
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ ameen
ameen is offline
 
نورنا ب:
Apr 2006
المطرح:
في قلب الحدث
مشاركات:
1,031

إرسال خطاب MSN إلى ameen
افتراضي


شكرا maro على هل القصائد الحلوة
الله يعطيكي العافية

انسان بلا حدود


بين الرغبات الأبدية الجارفة...و الأقدار المعاكسة...كان قدري

وكان الحب يأتي،متسللا إلي،من باب نصف مفتوح،وقلب نصف مغلق

أجمل حب هو الذي نعثر عليه أثناء بحثنا عن شيء أخر
  رد مع اقتباس
قديم 24/04/2006   #49
صبيّة و ست الصبايا maro18
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ maro18
maro18 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
فى عينيك عنوانى
مشاركات:
2,017

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : ameen
شكرا maro على هل القصائد الحلوة
الله يعطيكي العافية
شكرا الك ولكلامك الحلو
  رد مع اقتباس
قديم 25/04/2006   #50
صبيّة و ست الصبايا maro18
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ maro18
maro18 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
فى عينيك عنوانى
مشاركات:
2,017

Thumbs down


كــيــف ؟


كـيـف يـا ســادتــي ، يُغــنــي الــمُغــني
بــعـدما خــيــطُـوا لـه شَــفــتـيــه ؟
هـــل إذا مــات شــاعِـــــرٌ عـــربـــيٌ
يـــجــد الـــــيــوم ، مــن يُـــصــلــي عـــلـــيـــهِ ؟
لا يــبــوس الــيَـــديــن شـــِـعـــري …. وأحـــرى
بـــالــســلاطـــيــن …..أن يـــَــبــوســـوا يَـــــــديـــــــه ...
. .. . . . .
إلـى ســلاطـيـن وطــن قــمـعــسـتـان مـن الـمحـيـط إلـى خلـيـج نفطـسـتـان

لـو أحــد يـمـنحـنـي الأمـــان ..
لو كــنـت أسـتـطـيـع أن أقــابل الســـلـطــان
لـقـلـت لــه يا سـيـدي الســلـطـان
كــلابــــك المــفـــتــرســات مـــزقــت ردائــــي
وجــنــودك دائــمــاَ ورائـــي
عــيــونــهــم ورائــي .. وأنــوفــهــم ورائــي
أقــدامـهــم ورائــي .. كـالــقـدر الـمحــتــوم كـالـقـضـــاء
يســتـجـوبــون زوجــتــي .. ويـكـتـبـون عـنـدهــم أســمــاء أصـدقائـي
يـــــا حــضــرة الــسـلــطــان …
لأنـنـي اقــتــربــت مــن أســـــوارك الـــصـــمــائي
ضـــربــــت بــالــحــــذاء ..
وأرغــمــنــي جـــــــنــــدك أن آكـــل مــن حـــــذائـــي
يـــــاوطــــنــي الـــــحــــزيــــن … حـــولــتــني بــلــحـظـة
مــن شـــــــاعـــــر يــكــتـــب شـــعــر الــــــحــــب والــحـنـــيــن
لـــــشــاعـــــر يــــــكـــــتـــب بالـــــــــــــســــــكـ ــــــيـــــــــن
. . . . .

ما هو الشعُر إذا لم يُعلن العصيان؟
وما هو الشعرُ إذا لم يُسقط الطغاة.. والطغيان؟
وما هو الشعر اذا لم يحُدث الزلزال
في الزمان والمكان؟
وما هو الشعر إذا لم يخلعِ التاجَ الذي يلبسه
كسرى أنو شروان؟
. . . . .
عن وطــن
يــمــشي إلـى مــفــاوضـــات الــسلــم
دونـــمــا كـــرامـــة
و دونـــمــا حــــذاء !!!
رجـــــالــه بـــالـــوا عــلــى أنـفــسهـــم خــوفــاَ
ولــم يـبـقـــــى ســوى الـنــساء !!!

. . .




نزار قبانى

  رد مع اقتباس
قديم 30/04/2006   #51
صبيّة و ست الصبايا maro18
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ maro18
maro18 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
فى عينيك عنوانى
مشاركات:
2,017

افتراضي


شؤون صغيرة


شؤونٌ صغيرهْ
تمرُّ بها أنتَ دونَ التفاتِ
تُساوي لديَّ حياتي
جميعَ حياتي ..
حوادثُ .. قد لا تثيرُ اهتمامَكْ
أُعَمِّرُ منها قصورْ
وأحيا عليها شهورْ ..
وأغزلُ منها حكايا كثيرهْ
وألفَ سماءْ .
وألفَ جزيرهْ ..
شؤونٌ .. شؤونُكَ تلكَ الصغيرهْ


2

فحينَ تُدَخِّنُ .. أجثو أمامَكْ
كقِطَّتِكَ الطيِّبهْ
وكُلِّي أمانْ
أُلاحقُ مَزهوَّةً مُعجَبهْ
خيوطَ الدخانْ
توزّعُها في زوايا المكانْ
دوائرْ ..
دوائرْ ..
وترحلُ في آخرِ اللّيل عنّي
كنجمٍ ، كطيبٍ مُهاجِرْ
وتتركني يا صديقَ حياتي
لرائحةِ التبغِ والذكرياتِ
وأبقى أنا .. في صقيعِ انفرادي ..
وزادي أنا .. كلُّ زادي
حطامُ السجائرْ
وصحنٌ يضمُّ رماداً ..
يضمُّ رمادي ..

3

وحينَ أكونُ مريضهْ
وتحملُ لي أزهارَكَ الغاليهْ
صديقي إليْ ..
وتجعلُ بين يديكَ يديْ
يعودُ ليَ اللونُ والعافيهْ
وتلتصقُ الشمسُ في وجنتَيْ
وأبكي ...
وأبكي ...
بغيرِ إرادهْ
وأنتَ تردُّ غطائي عليّْ
وتجعلُ رأسي فوقَ الوسادهْ
تمنّيتُ كلَّ التمنّي
صديقي .. لو انّي
أظلُّ .. أظلُّ عليلهْ
لتسألَ عنّي ..
لتحملَ لي كلَّ يومٍ ..
وروداً جميلهْ ..
  رد مع اقتباس
قديم 30/04/2006   #52
صبيّة و ست الصبايا maro18
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ maro18
maro18 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
فى عينيك عنوانى
مشاركات:
2,017

افتراضي


4

وإن رنَّ في بيتِنا الهاتفُ
إليهِ أطيرْ
أنا يا صديقي الأثيرْ
بفرحةِ طفلٍ صغيرْ
بشوقِ سنونوَّةٍ شارِدهْ
وأحتضنُ الآلةَ الجامدهْ
وأعصرُ أسلاكَها الباردهْ
وأنتظرُ الصوتَ .. صوتَكَ يهمي عليّْ
دفيئاً ، مليئاً ، قويّْ
كصوتِ ارتطامِ النجومْ
كصوتِ سقوطِ الحليّْ
وأبكي .. وأبكي ..
لأنّكَ فكَّرْتَ فيّْ
لأنّكَ من شرفاتِ الغيوبْ
هتفْتَ إليّْ


5

ويومَ أجيءُ إليكْ ...
لكي أستعيرَ كتابْ
لأزعمَ أنّي أتيتْ ..
لكي أستعيرَ كتابْ
تمدُّ أصابعَكَ المُتعَبهْ
إلى المكتبهْ ..
وأبقى أنا .. في ضبابِ الضبابْ
كأنّي سؤالٌ .. بغيرِ جوابْ
أحدِّقُ فيكَ .. وفي المكتبهْ
كما تفعلُ القطَّةُ الطيّبهْ ..
تُراكَ اكتشفتْ ؟
تُراكَ عرفتْ ؟
بأنّي جئتُ لغيرِ الكتابْ
وإنّيَ لستُ سوى كاذبهْ ..
.. وأمضي سريعاً إلى مخدعي
كأنّي حملتُ الوجودَ معي ..
وأشعِلُ ضوئي ..
وأسدِلُ حولي الستورْ
وأنبشُ بينَ السطورِ ، وخلفَ السطورْ
وأعدو وراءَ الفواصلِ ، أعدو
وراءَ نقاطٍ تدورْ ..
ورأسي يدورْ
كأنّيَ عصفورةٌ جائعهْ
تفتّشُ عن فضلاتِ البذورْ
لعلّكَ .. يا .. يا صديقي الأثيرْ
تركتَ بإحدى الزوايا
عبارةَ حُبٍّ صغيرهْ ..
جُنَيْنَةَ شوقٍ صغيرهْ ..
لعلّكَ بينَ الصحائفِ خبّأتَ شيّا
سلاماً صغيراً .. يعيدُ السّلامَ إليّا ..


6

.. وحينَ نكونُ معاً في الطريقْ
وتأخذُ - من غير قصدٍ - ذراعي
أحسُّ أنا يا صديقْ
بشيءٍ عميقْ ..
بشيءٍ .. يشابهُ طعمَ الحريقْ
على مِرفقي
وأرفعُ كفّي نحوَ السّماءْ
لتجعلَ دربي بغيرِ انتهاءْ
وأبكي ...
وأبكي ...
بغيرِ انقطاعِ ..
لكي يستمرَّ ضياعي ..
وحينَ أعودُ مساءً .. إلى غُرفتي
وأنزعُ عن كَتفَيَّ الرداءْ
أحسُّ - وما أنتَ في غرفتي -
بأنَّ يديكَ
تلُفَّانِ في رحمةٍ مِرفقي
وأبقى لأعبدَ يا مُرهِقي
مكانَ أصابعكَ الدافئاتْ
على كمِّ فُستانيَ الأزرقِ
وأبكي ...
وأبكي ...
بغيرِ انقطاعِ ..
كأنَّ ذراعيَ .. ليستْ ذراعي ..
  رد مع اقتباس
قديم 30/04/2006   #53
شب و شيخ الشباب ameen
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ ameen
ameen is offline
 
نورنا ب:
Apr 2006
المطرح:
في قلب الحدث
مشاركات:
1,031

إرسال خطاب MSN إلى ameen
Wink تلفون


تلفون
صوتك القادم من خلف الغيوم
سكب النار على الجرح القديم
مد لي أرجوحة من نغم
و رماني نجمة بين النجوم
من ترى يطلبني؟ مخطئة!
فاتركين لدخاني و همومي
أنا جرح مطبق أجفانه
فلماذا جئت تحيين هشيمي؟
رقمي من أين قد جئت به
تحت عصيف الريح في اليل البهيم
بعد أن عاش غريبا مهملا
بين أوراقك كالطفل اليتيم
كيف… من بعد شهور خمسة
عدت يا صاحبة الصوت الرخيم
حبنا…. كان عظيما مرة
و طوين ا قصة الحب العظيم
أتقولين : (أنا أسفة)
بعدما ألقيت حبي في الجحيم
لم أعد أخدع ياسيدتي
بالحديث الحلو .. و الصوت النغوم
صوتك العائد …. لا أعرفه
كان يوما جنتي … كان نعيمي
****
حلوتي ! بالرغم مما قلته
فأنا _بعد_ على حبي القديم
داعبي كل مساء رقمي
و اصدحي مثل عصافير الكروم
كلمة منك …. و لو كاذبة
عمرت لي منزلا بين النجوم
  رد مع اقتباس
قديم 01/05/2006   #54
صبيّة و ست الصبايا maro18
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ maro18
maro18 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
فى عينيك عنوانى
مشاركات:
2,017

افتراضي


ميرسى امين على القصيدة الجميلة دى
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 15:31 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.45452 seconds with 13 queries