مع اطلالة الاسلام

[fr.samir]

من وحي الميلاد
بقلم نصري سلهب
"شريكك في الوطن خير لك
من شريكك في الدين".
(المطران يوسف الدبس - مؤسس مدرسة الحكمة)
ايماناً مني بأن لبنان - لكي يستمرّ ويبقى - ينبغي ان يكون وطناً واحداً لشعب واحد، أوجّه هذا المقال الى مسلمي لبنان، شركائي في الوطن، عاقداً الأمل على انه، بما يحتوي من وقائع، سينقلهم من حال الى حال.
ذلك ان ميلاد المسيح عيسى ابن مريم ليس عيداً مسيحياً فحسب، بل هو ذو علاقة وُثقى بايمان المسيحيين والمسلمين سواء بسواء.
فلقد ذُكر المسيح في القرآن الكريم في آيات كثيرة من سور كثيرة.

اختصاراً أقول: ان المسيح هو الكائن الوحيد الذي وُلِدَ من أمّ دون أب لأنه وُلد من روح الله التي نَفَخَها، عزّ وجلّ، في مريم، العذراء التي لم يمسسها بشر (الأنبياء، 91 - آل عمران، 47).

وهو الكائن الوحيد الذي جعله الله يتكلم، وهو طفل رضيع (آل عمران، 45).

وهو الكائن الوحيد الذي أقرّ له كتاب الله بالقدرة على إحياء الموتى (آل عمران، 48).

وهو "كلمة الله" و"روح الله" (آل عمران، 45 - النساء، 76).

* * *

يطيب لي، بمناسبة هذه الذكرى المجيدة، ان اذكّر المسلمين، شركائي في الوطن، بواقع تاريخي يبدو انهم نسوه. وهذا الواقع يجسّد علاقة النبي محمد بالنصارى العرب الذين كانوا، في ذلك الزمن، يشكّلون نسبة كبرى من سكان الجزيرة العربية.

فمنذ اطلالة الاسلام بدأت تلك المودّة الصادقة بين اولئك النصارى وبين ابن عبدالله، فأحبّهم وأحبوه، وقدّرهم وقدّروه، وساعدهم وساعدوه، كما نتبيّن ذلك من بعض وقائع أوجزها في ما يلي:

1- في ليلة القدر بدأ الوحي إذ أنزل الله على محمد الآيات الخمس الأولى من كتابه الكريم. اضطرب النبيّ ولم يُدرك حقيقة ما جرى له، فأسرع الى خديجة يخبرها بالامر. وكان لها في مكّة نسيب نصراني يُدعى ورقة ابن نوفل، مشهود له بالقدرة على تفسير الاسفار القديمة. فقصدت اليه وروت له ما جرى لزوجها، فقال لها: "... ان الناقوس الأعلى أُنزل الى محمد. فهو، بالتأكيد، النبي المقرّر لهذه الأمّة".
عادت خديجة الى محمد ونقلت اليه قول ورقة فهدأ روعُه واطمأن.
وهكذا نلاحظ ان ابن عبدالله - وهو بعد في أول الطرق - وجد لدى نصراني مكّي تشجيعاً وتأكيداً لأصالة رسالته.
2- قبل نزول الوحي، وكان محمد في الثانية عشرة من عمره، رافق عمّه ابا طالب في احدى رحلاته الى بلاد الشام. وفي احد الاديرة التقى الراهب سرجيوس (بحيرى) الذي تبيّن فيه علامة النبوة. (المسعودي، "مروج الذهب").
3- خلال رحلة ثانية الى بلاد الشام، وكان محمد في الثانية والعشرين من عمره، التقى الراهب نفسه. وجرى بين الاثنين حوار كان له عميقا الاثر في نفس محمد الذي راح يشعر تجاه الرهبان شعور مودة وتقدير ازداد، مع الزمن، إصالة وعمقاً (المصدر نفسه).
4- بوفاة خديجة وابي طالب خسر النبي حليفين اساسيين في مكة، فأحسّ بشيء من العزلة، فقرر الذهاب الى الطائف آملاً ان يجد لدى اهاليها عوناً وتأييداً. وما كاد يُطلّ على مشارف المدينة حتى انهال عليه الطائفيون بوابل من الحجارة، فتراجع اتقاء لشرهم وجلس في ظل حائط يستريح، فشاهده صبيّ على تلك الحال، فغاب بضع دقائق ثم عاد حاملاً اليه طبق عنب "ليبلّ به ريقه". وبعدما أكل النبيّ بضع حبات سأل الصبي: "ما اسمك يا بني؟ ومن هم أهلك؟". فأجابه الصبي: "اسمي عدّاس واهلي من نصارى الطائف". هذه الواقعة تدلّ على ان النصارى - كبارهم وصغارهم - أحبوا النبي وارادوا له كل خير.
5- عاد محمد الى مكة حيث عرف أياماً صعبة، ولم يكن بامكانه ردّ كيد قريش عن المؤمنين، فأشار عليهم بالهجرة الى الحبشة "لأن فيها ملكاً نصرانياً لا يُظلم عنده أحد". والى بلاد النجاشي هاجر حوالى ستة وثمانين رجلا، مع النساء، وحلّوا ضيوفاً مكرّمين على ملكها النصراني. ورغم الجهود التي بذلتها قريش والهدايا التي ارسلتها الى النجاشي لحمله على طرد اللاجئين اليه، فقط اصرّ هذا الاخير على موقفه واحاطهم بالعطف والمودة، تاركاً لهم ان يعودوا الى مكة حين تسمح لهم الظروف.
تلك، بايجاز كلّي، بعض وقائع تثبت ان بين النبي العربي وبين النصارى نشأت قصّة حب رائعة استمرت بعد موت النبي، اذ جعلت اجدادنا القدامى، نصارى سوريا (بمدلولها الواسع) - وكانوا، بكثرتهم، عرباً أعراباً قبل الاسلام - يرحّبون بأبناء جنسهم القادمين من الجزيرة. وقد انضمّ فريق منهم الى الجيش العربي وحاربوا في صفوفه في معركة اليرموك الشهيرة، عام .636
* * *
كان ابن عبدالله قمّة في الوفاء، خلوقاً، نبيلاً. ولهذا السبب لم ينسَ، طوال حياته، ما اسدى اليه اولئك النصارى أيام كان المشركون وحلفاؤهم اليهود يسخرون منه ويتّهمونه بالجنون ويسعون الى قتله ويخوضون ضدّه وضدّ المسلمين المعارك الضارية.
فلقد تلى في المسيح وأمه قولاً لم يقله في أي كائن آخر: "ما من مولود يولد الا ويمسّه الشيطان حين يولد، فيستهل صارخاً من مَشه، الا مريم وابنها. فالشيطان يطمع في اغواء كل مولود الا مريم وابنها. فانّ الله عصمهما ببركة الاستعاذة". (هذا الحديث المعطوف على الآيتين 35 و36 من سورة آل عمران يُثبت ان الاسلام أقرّ معتقد الحبل بلا دنس قبل المسيحية بألف ومايتي سنة).
وكذلك قال النبي: "من آذى ذمياً (والمقصود نصرانياً) فانا خصمه يوم القيامة".
كما انه "كتب الى النصارى كُتُب أمان وأحاطهم بكل صنوف الرعاية" (حتّي، "تاريخ العرب المطوّل").
وعندما زاره وفد من نصارى نجران في المدينة فرش لهم عباءته ليقعدوا عليها، تعبيراً لهم عن محبته وتقديره. وكذلك دعاهم الى الصلاة في مسجد المدينة، مُولّين وجودهم قِبل القدس، عاصمتهم المقدسة...

وانت ما رأيك

[Hus]

"شريكك في الوطن خير لك
من شريكك في الدين".

[keko]

كاتب النص الأصلي : fr.samir

من وحي الميلاد
وطناً واحداً لشعب [/color]

وانت ما رأيك

والله أنا رأي انو مهما كان نحنا أولاد بلد واحد والحمد لله عايش بأمان وسلام وتعايش إسلامي مسيحي مشترك
وانشالله أنو رح يضل هيك بالرغم من الحركشات الأجنبية بس فشرووووووااا

[سامر خالد]

والله أنا رأي انو مهما كان نحنا أولاد بلد واحد والحمد لله عايش بأمان وسلام وتعايش إسلامي مسيحي مشترك
وانشالله أنو رح يضل هيك بالرغم من الحركشات الأجنبية بس فشرووووووااا

[Tarek007]

نكوشة مفيدة