ذعر بسبب بلونيوم مشع على الطائرات البريطانية

[فاوست]

ذعر بسبب بلونيوم مشع على الطائرات البريطانية سادت حالة ذعر آلافاً من ركاب شركة الخطوط الجوية البريطانية (بريتش إيرويز) بعد أن عثرت الشرطة التي تحقق في وفاة العميل السابق للمخابرات الروسية ألكسندر ليتفينينكو على آثار مواد مشعة في طائرتين، فيما تجري الشركة حالياً اتصالات بنحو 33 ألف مسافر بعد أن قررت اختبار حوالي 200 رحلة بين لندن وموسكو بدءاً من الثالث من نوفمبر الماضي، أي منذ بداية أزمة العميل الروسي الذي لقي حتفه مسمماً بمادة البلونيوم 210 المشعة في المستشفى بلندن الأسبوع الماضي.

وأعلنت شركة «بريتش إيرويز» أنها عثرت على آثار بسيطة للمادة المشعة التي أودت بحياة العميل الروسي، على اثنتين على الأقل من طائراتها، فيما أكدت مصادر بريطانية العثور على آثار للمادة المشعة التي استخدمت في تسميم ليتفينينكو في خمسة مواقع في لندن التي توجه إليها العميل في أول نوفمبر قبل أن تتدهور صحته.

وتقول «بريتش إيرويز» إن المخاطر على الصحة منخفضة جداً. لكنها تواجه مهمة شاقة في تعقب المسافرين الذين استخدموا هذه الطائرات وطائرة أخرى محتجزة في موسكو الآن في انتظار إجراء اختبارات عليها.

وأكد وزير الداخلية البريطاني جون ريد أمس أن السلطات البريطانية ستتصل بكل الدول التي توقفت فيها الطائرات التي تحمل آثاراً مشعة.

وأعلنت وزارة النقل الروسية أن المطارات تلقت تعليمات بتشديد الرقابة على الطائرات الأجنبية، وخصوصاً على نقل المواد السائلة والتحقق من خلو قمرة الطائرة وقاعة الركاب من أية آثار مشعة.

وتوفي ليتفينينكو، الجاسوس الروسي السابق، الخميس قبل الماضي من جراء التسمم بالإشعاع، وعثر على كميات لا بأس بها من عنصر «بلونيوم 210» المشع في بدنه.

ومن سرير موته اتهم ليتفينينكو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقتله، لكن الكرملين نفى أي تورط في قتل ليتفينينكو رغم أن السلطات البريطانية طلبت من موسكو المساعدة في التحقيقات فيما يصفونه بأنه موت مريب. وأعرب مستشار الرئيس الروسي الخاص لشؤون مكافحة الإرهاب أناتولي سافرونوف عن استعداد المخابرات الروسية لتقديم العون للسلطات البريطانية بشأن التحقيقات الخاصة بالمواد الإشعاعية التي عثر عليها، في حين أوضح خبراء أن آثار مادة «بلونيوم 210» التي أودت بحياة ليتفينينكو في 23 نوفمبر الماضي يمكن أن تأتي من أي شخص كان على اتصال معه أو عبر شخص أحضرها إلى بريطانيا.

في غضون ذلك، ذكرت صحيفة «الكوميرسانت» الروسية أمس أن أحد شخصين روسيين كانا قد اجتمعا مع الجاسوس الروسي السابق ألكسندر ليتفينينكو في الأول من نوفمبر يوم سقوطه مريضاً، سافر على إحدى طائرات الخطوط البريطانية التي عثر فيها على آثار مواد مشعة. ونقلت عن العميل السابق في جهاز «كي.جي.بي» أندريه لوغوفوي قوله إنه سافر في الثالث من نوفمبر بين لندن وموسكو على متن إحدى طائرات «بريتش إيرويز» التي عثر فيها على آثار مشعة، لكنه أكد أنه لا علاقة له بتسمم مواطنه. وقال إن الآثار المشعة التي عثر عليها يمكن أن تكون على أي شخص التقى ليتفينينكو.
وكالات