أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > حوار الروح

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 19/06/2009   #91
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


8 حزيران

الاتصال : إن الحافز الوحيد الذي يؤول إلى الحوار الحقيقي هو الرغبة الحقيقية في الاتصال بالآخر . لقد قلنا إن الأتصال يعني المشاركة وأنا أشارك الآخر بذاتي فقط عندما أبوح بمشاعري . فيبقى الحافز الحقيقي الوحيد إلى الحوار رغبتي في أن أقدم إلى شخص آخر أثمن ما لدي ّ ، أن أبوح له / لها بذاتي بشفافية تعطي الحوار معناه الحقيقي .
أنا على يقين من أنك شعرت أحيانا ً ، كما شعر ت أنا ، أن لا رغبة لدى الآخر في التحاور معك . حتى أولئك الذين يحبوننا ونحبهم ، او هكذا نعتقد لا يظهرون دوما ً على استعداد للإصغاء لما نقول . لقد التقيت العديد من الزوجات اللواتي يشعرن هكذا نحو أزواجهّن ومن الأزواج الذين لديهم الشعور نفسه نحو زوجاتهم . وهكذا يشعر الشاب والفتاة عندما لا يبدي الأهل اهتماما ً بهما . في اعتقادي أن غالبية تلك الحالات يمكن فهمها بأن الحوار الذي يتعثر الآن إنما لجأ سابقا ً إلى الحوار في سبيل أحد الحوافز الاثنين : التلاعب أو التهوية . انا أعرف من خبرتي الشخصية أنني أشعر بعدم الارتياح عندما يحاول أحد أن يستعملني ويوجه سلوكي بطريقة ملتوية . أبدأ آنذاك ألتفت إلى ساعتي وأبحث عن طريقة أنهي بها لقائي
الإنسان اجتماعي بطبعه وكأن قاعدة التواصل محفورة في قلوبنا . ولكن تلك الرغبة في أن اعرف الآخر وأن اعرّفه ذاتي ، لا تعني انني أرغب في أن أكون " مكب نفايات " أو " حلال مشاكل " ولا أحد منا يودّ أن يشعر أن إنسانا ً أخر يحاول استخدامه .




انك " فقير إلى الآخر " كما هو فقير إليك " وأنك محتاج إلى الآخر ، كما هو محتاج إليك
الأب جورج

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
قديم 19/06/2009   #92
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


9 حزيران

لقد اتضح لي باكرا ً جدا ً في حياتي ، كما أتذكر الآن أن قلب الإنسان ، ذاك الوعاء السريع العطب . يبقى فارغا ً إلى أن يسكن الله فيه . أنا متثبت من ان إيماني ، وأنا طفل كان صدى لإيمان أمي ، ولكنه كان غير ذلك أيضا ً . إنها يد الله كانت تستوقفني . وكأن لطفها يداعب روحي ، وكان هناك جوع . وعندما كان يطفئ أبي وأمي أضواء بيتنا ليأويا إلى الفراش في سكون الليل ، كنت أظن أن أضواء الحياة تنطفئ وخفقان العالم كله يتوقف ، ويغرق الجميع في سكون النوم . لذا يخف عمل الله في ذلك الوقت فيصبح باستطاعته أن يصغي إلي ّ بانتباه أبر ، أنا لا أذكر كم مرة حدث ذلك ولكنه حدث بضع مرات على الأقل . فأحسست كل مرة بدفء مريح . إذ كنت أظن أن الله قد ترك كل شي ليكون بكليته لي أنا وحدي .
وكان قلبي يخفق لشعوري بقرب الله مني وعندما كنت آوي إلى بعض الأماكن الخفية . وكانت تبدو لي وكأن لونا ً من الخرافة يلفها أو ربما كانت مخيلة الطفل عندي تضفي عليها ثوبا ً رائعا ً . وكنت أدرك إدراك الطفل على سذاجته ، أن ذلك المكان هو بيت الله . وكم أعجبت بفرح أن يكون الله قد فتح في بيته شبابيك زجاجها الملون ، وعطّره بعطر كأنه الطيب . كان الغموض يشوب كل ما ارى وبه أشعر . ولكني كنت على يقين في قرارة نفسي من أن في ما أرى أبعد مما أرى
أنها يد الله كانت تستوقفني وكانت أولى لمعات إيماني تلوح في افقي ، وتوقي إلى الله كان ينمو في أعماق نفسي
أذكر أنه عندما اقترب يوم مناولتي الأولى كتبت ذلك التاريخ على كفي يدي . ربما كانت تلك مذكرة الطفل إلى نفسه . ولكني أظن أنه حتى في بداية إيماني تلك كنت أشعر بأن لكل موعد لي مع الله أثرا ص خاصا ً لا يمحى


  رد مع اقتباس
قديم 20/06/2009   #93
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


10 حزيران

أن أقول " نعم " لله ليس بالأمر البسيط .لأن تبديل حياتي إلى حياة حب ليس أمرا ً بسيطا ً او سهلا ً . فإذا ما انتقيت الحب ّ كمبدأ لحياتي ، أصبح الهاجس عندي والسؤال الكبير : ماذا يحتم علي ّ الحب أن أكون وأقول وأعمل ؟ فإجابتي الدائمة عن كل ما تطرح الحياة علي ّ ، وموقفي من كل ما يتطلب وقتي ، وأعصابي وقلبي
كل ذلك يجب أن يتغير ليصبح دائما ً عمل حب .
ففي النهاية ، ذاك ال" نعم " هو الذي يجعلني أنفتح على الله . إن انتقائي لمبدأ الحب كمبدأ لحياتي يجعل كأس نفسي رحبة ، فيسكب الله هباته ونعمه وقواه فيها .
  رد مع اقتباس
قديم 20/06/2009   #94
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


11 حزيران

علي ّ أن اكون صادقا ً مع ذاتي وأسائل نفسي بكل صراحة : هل أريد حقا ً أن أعرف مشيئة الله وأعمل بها ؟ أم أنني أريد أن يعمل الله بمشيئتي ؟ أتراني أذهب إلى الله وأنا على يقين من أنني أريد أن أكتشف مشيئته وأتممها في حياتي ؟ أم أنني أضع مخططاتي الخاصة أولا ً وأروح أسأل الله بإلحاح أن يحقق لي أحلامي ؟
يبدو لي أنني لن أبحث عن إرادة الله وأعمل على إتمامها إلا إذا ترسخت لدي ّ قناعة بأمرين أساسيين ، أوّلهما أن الله يريدني أن أعيش سعيدا ً أكثر مما أريد أنا ، وثانيهما أن الله يريدني أن أعيش سعيدا ً أكثر مما أريد أنا ، وثانيهما أن الله أعلم مني بكثير بما سوف يجلب لي السعادة الحقيقية

  رد مع اقتباس
قديم 22/06/2009   #95
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


12 حزيران

" إن سعادتي هي في أن أعمل مشيئتك يا رب ّ . فها أنذا آت " ( مزمور 140 ) نحن نتلو الصلاة الربية مرارا ً كل يوم " لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض " وهذا يختصر كل شيء . فما من شك لدي ّ أن القداسة تكمن في أن يتم الإنسان إرادة الله في حياته . هذه علامة إيماننا وهي الشهادة على مقدار حبّنا . فكثرة الصلاة وحدها لا تؤول إلى القداسة ، والقداسة هي مجرّد شعور بإننا نعيش في وحدة مع الله بنعمة خاصة منه . المقياس الوحيد للقداسة أو للقرب من الله هو إرادة عزم صادقة على تتميم إرادته " لتكن مشيئتك " .
ففي الفصل السابع من إنجيل متى يقول لنا يسوع " ليس من يقول لي يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوت . بل من يعمل بمشيئة أبي الذي في السماوات "


  رد مع اقتباس
قديم 22/06/2009   #96
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


13 حزيران

كانت العادة أيضا ً في الأربعينيات أن تقبل المدارس الإكليركية الطلاب عند إنهائهم المرحلة الثانوية . فذات يوم وأنا في السنة الأخيرة ، إذا بي أمام مرشد روحي ، وسمعت نفسي أقول له إنني أريد أن أصبح كاهنا ً . لو سئلت آنذاك ، كما سألني هو ، لماذا تريد أن تصبح كاهنا ً ، لأتى جوابي حذرا ً و أسبابي غامضة . وربما حاولت الإدلاء بالشروحات المناسبة ، ولو شابها بعض الغموض ، لتلك الخبرة التي أحسست بيد الله تلمسني . وتيار نعمته يدفعني بهدوء وثبات في كل يوم من عمري . خيل إلي ، لسبب ما آنذاك أن خدمة الله في الكهنوت هي أفضل ما يمكنني فعله والباقي كان كلاما ً بكلام " وكم كنت بارعا ً في فن الكلام هذا "

ما من أحد في عائلتي أو بين أصدقائي أخذني آنذاك على محمل الجد أو صدّق ما كنت أقول . حتّى أبي ذاته الذي كان متثبتا ً في قرارة نفسه . انني سأصبح محاميا ً بارعا ً مكث حتى لحظة ذهابي يشك في ما أقوله وأذكر أنه كان يروق لي أن الناس لم يصدقوني . ما كنت أظهر بمظهر التقي ، وكأني " من مصاف الذين " منذ صباهم وجدوا ليكونوا في خدمة المذبح . لقد كنت الملاكم والمناظر وعازف البيانو والراقص والبهلوان . لكن قوة حب الله التي لا تقاوم كانت تدفعني إلى ما هو أهم وتقودني إلى مكان أفضل .


  رد مع اقتباس
قديم 22/06/2009   #97
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


14 حزيران

في إحدى أمسيات الصيف ، وانا جالس إلى طاولتي أدرس ، إذا بفراشة أتت لتتخبط على زجاج شباكي ، تحاول الوصول إلى الضوء الذي ينير طاولتي . ومرة بعد مرة كانت تلك الفراشة تندفع نحو الضوء ، فتصطدم بالزجاج فتسقط . ولكنها تنهض وتدور وتحاول مجددا ً . فطنت فجأة أن تلك الفراشة في خيبة فشلها ، ترمز إلى محاولتي الوصول إلى الله . فكان بيني وبين وجهه برقع عجيب وقد هجرني دفؤه وغابت عني لذة حضوره . أتراني غير امين ، ام تراه يطلب إلي ّ أن أنمي إيماني ؟ إن في كل منا ميل إلى البحث عن مؤاساة الله لا عن إله المؤاساة . وربما كان ذلك مختبر الحياة والحب الذي يطلب إلي ّ من خلاله أن أنضج .
كتب بول تيليش ، ان دورة الموت والقيامة في المسيحية هي نفسها تتمثل في نمو الإيمان أيضا ً . فالإيمان العتيق يجب أن يموت ، أن يلتهمه الشك ، ولكن ليولد مكانه إيمان جديد اعمق


  رد مع اقتباس
قديم 02/07/2009   #98
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


بدي أعتذر من المتابعين
وخصوصي باشق
هالشهر مضغوطة جدا ً رح يكون صعب أني تابع الموضوع كل يوم بيومو


ملاحظة : بعد كام يوم بيصير مرام عندها الكتاب بتقدرو تنقو عليها هية تكتبو
  رد مع اقتباس
قديم 30/08/2009   #99
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


تحية عبقة بروح المحبة يغبطها الله بنعمته الإلهية لتنمو بفيض إرادته

حين قرأت تابعت , أغمضت عيني ,و تأملت و أضحى مسيري اليومي ناقصاً بلا لقاء روحي مبعثه الله مستقره الانسان درب تواصله الأب جان باول اليسوعي

استكمالاً لما ابتدأته Butterfly

أمد يدي قربكم أشابكها , أقرأ و نتأمل

متابعاً متأملاً .....
  رد مع اقتباس
قديم 30/08/2009   #100
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي




15 حزيران
أتيت الى المذبح لأقتبل سرَّ الكهنوت , و أتت عاداتي معي ,و انقسامي على نفسي و كذلك غموض هويَّتي و في يوم رسامتي وهبت الله فقط قسماً من ذاتي . لست أدري كم كان كبيراً أو صغيراً . و لم أحسّ بخجل من ذاتي لأنه ما سبق لي أن و قفت أمام نفسي و صارحتها . إنّ للطبيعة البشرية حِيَلها البارعة في التغلب على الصعوبات و المشاكل . فالذاكرة تنتقي ما تريد أن تتذكّر , و كذلك العين ما تريد أن تشاهد . و إنَّنا غالباً مانسمع فقط مانريد أن نسمع . و بعد أن قدمت ذاتي محرقة علنية لله , و لم يعد بوسعي القبول , في سري , أن أبحث عن بعض أجزاء تلك التقدمة التي لم تُحرَق . فما كانت المرواغة يوماً طريقتي في الحياة , و لكنَّ كلامي عن الحياة غالباً ما كان أفضل ممّا تمكّنت من أن أحقق في عيشي .

فيوم رسامتي كانت الشمس دافئة مشعَّة , و كان الأهل و الأصدقاء يحتشدون في كنيستنا الرطبة . كنا في بداية الاحتفال ننبسط على وجوهنا أمام المذبح . فانبساط طالب الكهنوت على وجهه أمام المذبح يرمز إلى موته , إلى تخليته عن ذاته و عن كل ما يعود عليه بالفائدة و المنفعة الذاتية . ينهض عندما يدعوه الأسقف , و نهوضه يعني أنه الآن يحيا للمسيح فقط و لخدمة ملكوته , و أن كهنوته ليس سوى اتحاد أعمق بالمسيح . وإنه يُدعى , في الواقع , مسيحاً آخر , و منذ ذالك الحين أعاني من البعد بين ما أقوله و ما أنا ملتزم به فعلاً . و تلك المعاناة لم تكن في يوم رسامتي . كانت الشمس في ذلك اليوم تشعّ بكل أنوارها و الاحتفال كان رائعاً و أصبحت كاهناً . بكت أمّي في ذلك اليوم و ضمّتني إلى صدرها طويلاً و في عينيها بريق فخر و اعتزاز .
  رد مع اقتباس
قديم 30/08/2009   #101
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


16 حزيران
الإنسان قبل أن يستوقفه الله يكون شيئاً , و بعد ذلك يصبح كائناً آخر . حتى عندما لايكون التغيير مأساوياً و فأختبار حضور الله يترك دائماً أثراً لا يُمحى . إنّ العواطف الهيّاجة و إيحاءات اللاوعي تجيئ و تمضي . أمّا (( زمن الربّ )) فثابت دائماً .

الإنسان الذي استوقفه الله حقّاً لا ينسحب من الواقع ليعيش في برج عاجيّ و ينعم و حده بحضور الله فيه , بل إنه يتعمق في و عيه للمحيط من حوله , فيرى بعينيه الجديدتين جمال العالم , و ينصت بشغف إلى موسيقاه و شعره فيكتشف الجمال من حوله يوماً بعد يوم . و لكنه يجد نفسه أيضاً على صلة أعمق بالحزن في قلوب الناس . و يحسّ في نفسه بوعي جديد للواقع الذي يعيش . إنه يختبر نوعاً جديداً من الحيويّة . و لقد قال القديس إيريناوس في الجيل الثاني : (( إن مجد الله يتجلى في الانسان الذي يعيش الحياة بمثلها )). فإذا ما استوقف الله إنساناً , لا بد لذلك الإنسان من أن يقف و يقول : نعم للحياة مرة أخرى
الإنسان الذي انفتح على الله يزداد تحوُّلاً , بفضل ذلك , إلى ما يشبه الله , أن يزداد حبَّاً . فيوحنا يقول : (( الله محبة .... و كل محبّ مولود لله و عالِم بالله ... مَن أقام في المحبة أقام في الله , و أقام الله فيه )) . فأعظم خلق الله و أروع عجائبه يبقى دائماً الانسان المحبّ , الكائن الذي تحوّل من إنسان يأخذ إلى إنسان يعطي . ذاك هو جوهر و جود الله في الانسان , و ذاك هو عمل الله .

فموهبة الحب هي أعظم مواهب الروح .
  رد مع اقتباس
قديم 30/08/2009   #102
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


17 حزيران

يخيل إلي أننا نحاول أحياناً أن نملي على الله أفكارنا في الشهادة و الخدمة , بدل أن نسلم إليه إردتنا لنكون رهن مشيئته . أترى أنّ أنانيتنا قد شوّهت اختبارنا لحضور الله في حياتنا ؟ أو أنّ آذاننا قد صمتت لسماع السيد يقول لنا : (( إنّ مَن أراد أن يُحيي نفسه يُهلكها ؟))

أشعر أنني فوت على نفسي فرصاً عديدة كان بوسعي أن اختبر فيها حضور الله في حياتي و ذلك لأنني كنت مفرطاً في انشغالي بذاتي . فما أصغيت الى ما كان الله يطلب منّي لأنّني كنت منشغلاً في ما أريد أن أطلب منه . و ما أتتني أجوبة من الله لأنّني كنت مخطئاً في طرح أسئلتي عليه .

إنّني أحسّ في قرارة نفسي أنّ السبيل الأفضل إلى خبرة روحية حقيقية هو أن أسأل الله نعمة العطاء , نعمة المشاركة , أن أصلّي لأتمكن من بلسمة الجراح و حمل العزاء الى القلوب و إحلال المصالحة بين الناس , أن أعرف كيف أشجّع رفيقاً في فشله , و أسند صديقاً في كبوته , و أجدّد ثقتي بأخٍ في محنته , و أغفر لمَن أساء إلي و أُعربْ عن امتناني لمَن خدمني . أصلي لأتغلب على الخوف و أقدر الجمال في الطبيعة و في الناس من حولي , و أن أقول لهؤلاء كم أنّي أحبهم و أن أعيد هذا القول على مسامعهم مراراً .

أنا أخشى أن يكون قد فاتني مراراً صوت الله يناديني في مناسبات متكررة و من خلال العديد من الناس الذين مّروا في حياتي . ذلك لأنّي كنت أخطئ في طرح الأسئلة أو طلب الأشياء . و من المرجّح أنّ انهماكي بالتكلم حال دون قدرتي على الإصغاء .
  رد مع اقتباس
قديم 30/08/2009   #103
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


18 حزيران

إنّ في الصراحة الكلّية مع الله قوّة شفاء خاصّة . لقد تكلم عالِم النفس يونغ Jung عن الاضطراب العصبيّ و كأنّه انقسام داخل الذات , حرب في الداخل , حدوث تفتُّت و تشرذم .

و القديس بولس قال : " إنّي أشعر في أعضائي بشريعة أخرى تحارب شريعة عقلي " . إنّنا نجابه المشكلة الحقيقية عندما نبدأ نتساءل هل نقبل و اقعنا البشري هذا , على ضعفه , و هل نشعر بارتياح و نحن بشر غامضون , يختلط الشرّ فينا دائماً بشيئ من الخير , والخير فينا تلوّثه دائماّ بعض شوائب الشرّ؟

يتأكّد لي أن ارتياحي في و اقعي البشري هذا رهن قبول الله لي كما أنا , كما أني أشعر بأن قيمتي الحقيقية فيه عليّ إذاً أن أكون ذاتي مع الله , لأن سوى عن ذلك لامنفعة فيه . كما عليّ أن أقف موقفاً يثق بعظمته و تفهّمه . ذاك هو الأساس و هو كذلك بداية كلّ صلاة .
  رد مع اقتباس
قديم 31/08/2009   #104
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


19 حزيران

قال القديس أوغسطينس : " عندما نضرع إلى الله طالبين , نكون نحن في أوج قوّتنا و هو في قمة ضعفه ". و السيّد المسيح أكدّ لنا أن " اطلبوا تجدوا . إقرعوا يُفتح لكم . كلّ ما تسألون باسمي تنالونه " .

إنّني غالباً ما أشبّه الله )) بنقطة كهربائية (( فوراً كلّ )) نقطة (( قوة كهربائية مذهلة تنير غرفة , تدفئ منزلاً , تريك صورة ... إلى ما هنالك .. و لكنّنا لا نحصل على الطاقة إلاّ عندما نحقّق اتّصالاً بها . نحن نعرف حق المعرفة أنّ قدرة الله حاضرة دائماً لتنير ظلمتنا و تجبر كسرنا و تملأ فراغنا و تقوّم اعوجاجنا و تشدّد عزيمتنا و تخلق فينا قلوباً محبّة . و طريقة الاتّصال بهذه الطاقة هي الصلاة . فصاحب المزامير يؤكّد لنا :
" الربّ قريب من كلّ مَن يدعوه " ( مزمور 145 - 68 ) .
  رد مع اقتباس
قديم 31/08/2009   #105
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


20 حزيران

ليس فينا حاجة الى وصف لاهوتي دقيق يصور لنا الله , لكي نبدأ الحوار معه . و لو كانت تلك هي الحال لما تمكّن أحد من البدء بذلك الحوار . أن نتعرف إلى الله فتلك مسيرة في الحوار . نبدأ بأفكار غامضة , و أفكار مشوّهة و مخاوف لا أساس لها , نتوّجها كلّها بأحكامنا الشخصية المسبقة . و لكن , بشكل تدريجيّ , نظهر له ذواتنا , و يظهر لنا ذاته , فنروح نصحّح أفكارنا المخطئة و ننفذ الى حقيقة مرَّة أخرى . نختبر مظاهر جديدة من سرّه , و هو الإله العطوف الذي لا ينسى أحداّ , حتّى لو نسيت الأمّ طفلها , ثمرة أحشائها . أن نكون قد أخطأنا في نظرتنا الى الله , فذلك يعني أنّنا لم ننجح في مخاطبته . و لكنّ المثابرة على مثل هذه الصلاة هي التي تظهر لنا شيئاّ فشيئاّ حقيقة وجهه , إلى أن يأتي يوم " يوم أعرفه مثلما أنا أُعرف " .

أهمّ ما كان فيَّ من حاجة لكي أبلغ هذه اللحظة من حياتي , هو اليقين بأن الله يريد حقّاً أن يكون بقربي . كانت فيَّ حاجة إلى أن أتخلص من نظرتي إلى الإله البعيد اللامبالي , الغريب عنّي و عن قدراتي كلها . و فوق كلّ شيئ كانت فيَّ حاجة إلى النجاح في صلاتي هذه . كان من الضروري أن أشعر بلمسة يد الله , أن أختبر أفكاره تمتد إلى عقلي , و صلابة قوّته و رغباته تسيطر على إرادتي . و أن أسمع صوته و أرى في ظلمة ليلي نوره و أنعم بسلامه في لحظات قلقي . آنذاك فقط , و في تعرّجات رحمة الله , الإله الحاضر , القريب , عرفت حقّاً أن الله يريدني أن أكون له و أن يكون هو قسمتي للأبد . آنذاك فقط , و بعد هذا النجاح , عرفت أنّ الله أصبح بالنسبة إليّ شخصاً جديداً , و أنا بدوري مَنْ أكون بعد هذا اللقاء كما كنت من قبله .
  رد مع اقتباس
قديم 31/08/2009   #106
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


21 حزيران

أنا الآن أفهم الصلاة , بل أمارسها كلقاء حميم في علاقة الحبّ , أخاطبه بصدق و أستمع إليه بثقة . الصدق في مخاطبة الله هو بدء الصلاة , هذا يضعني أمام الله , حيث يجب أن أكون . أنا أعتقد أنّ العطاء الأساسي في الحبّ هو العطاء من الذات في الانفتاح على الآخر - و ما من عطاء حقيقي من دون هذا الانفتاح . فالعلاقة الحقيقية مع الآخر تبدأ في اللحظة التي نقرّر فيها أن نضع ذواتنا الحقيقية أمام الآخر , لكي يرفضها أو يقبلها , كما تكون , في مختلف أحوالها و الظروف . نحن لا نبدأ في عملية الحبّ إلاّ عندما نبدأ في الانفتاح بصدق على الآخر . لأنّ الحبّ عطاء من " الذات " لا ممّا أملك فعطائي ناقص , بل هو شبه عطاء , و لن يكتمل حقّاً إلاّ عندما أعطي من ذاتي في انفتاح صادق .

تبنى العلاقة مع الله كما تبنى كلّ علاقة شخصية , أقبل أن أقول له في الحقيقة من أنا . لا يمكنني أن أضع ذاتي بين يديه و أنتظر منه أن يقبلني أو يرفضني , أن يحبّني أو عرض عني قبل أن أقول له مَن أنا . فقاعدة مارتن لوثر Martin Luther الأولى في الصلاة هي :" لا تكذب على الله " . عندما أحاور الله في الصلاة , يجب أن ألقي بذاتي أمامه بكل حقيقتها . عليّ أن أبوح له بعمق مشاعري , و أفكاري , و رغباتي , مهما كانت طبيعتها . قد لا تكون كما أريدها , و لكنّها تبقى مشاعري أنا و أفكاري و رغباتي أنا , مع كلّ ما فيها من صواب و خطأ .

عندما بدأت أصلي هكذا إلى الله , طارحاً أمامه مشاعري بعري حقيقتها , عرفت آنذاك لماذا قادني الله إلى التمرّس على الاتّصال بذاتي .و عرفت لماذا علّمني كيف أواكب مشاعري المتغيّرة و رغباتي المتبدّلة . و لماذا مكنّني من أن أبوح بها للآخرين . لقد أفادني ذلك في مجالات متعدّدة , و لكنّه مكنّني , بنوع أخصّ , من أن أخاطب إلهي بصدق . لقد حرّرني من كذب تلك الصيغ المبتذّلة , المحضرة مسبقاً , التي تخنق التحدث الشخصي إلى الله في الصلاة . لقد أطلعته على حقيقة موقعي منه , و أخبرته عن إيماني أحياناً و عن قلّة إيماني أحياناً أخرى , عن قنوطي في الاستجابة لدعوته , عن امتعاضي من استعمال الآخرين لي " كمنفعة عامّة " , و كخادم عليه جميع الواجبات و ليس له أيّة حقوق . كما أنّي أفرغت أمامه كلّ عواطفي النابضة , مدلياً بحقيقتي دائماً من دون الادّعاء أبداً أنّي على حقّ .
  رد مع اقتباس
قديم 31/08/2009   #107
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


22 حزيران

إذا لم تكن مخاطبة الله في الصلاة أمراً سهلاً , فخبرتي تدلّني على أنّ الإصغاء إليه في حوار الصلاة أصعب . كيف يتصل بي الله ليُظهر لي ذاته. كيف يكشف لي عن ذاته بعد أن أكون قد خاطبته بصدق عن ذاتي ؟ هل عليّ أن أنتظر ساعات و أيّاماً , بل أسابيع و سنوات , لأسمع الجواب من الله عن انفتاحي عليه ؟ أم أنّ هنالك جواباً سريعاً و مباشراً ؟ نعم اعتقد أنّ جواب الله يأتي سريعاً و مباشراً .

أطرح على نفسي أسئلة كهذه : هل باستطاعة الله أن يوحي لعقلي بفكرة جديدة و بشكل آلي ؟ و هل بإمكانه أن يخلق فيَّ نظرة جديدة إلى الحياة , فأراها كما هي , بفشلها و نجاحها , بآلامها و بهجتها ؟ و هل يقدر أن يضع رغبات جديدة في قلبي و قوّة جديدة في إرادتي ؟ و هل يمكنه أن يلمس عواطفي فيهدّئها ؟ و يهمس في أذني عبارات تنفذ إلى نفسي و تملأ مخيّلتي ؟ و أخيراً هل يستطيع الله أن يُحيي ذكريات تكدّست في عقلي و يعيدها إلى ذهني في لحظة حاجتي إليها ؟

كل هذه الأسئلة تبدو خطيرة لي. فإذا كانت الأجوبة عن تلك الأسئلة بالإيجاب , فطريقتي في الصلاة ناجعة . و إذا كانت الإجابة سلباً , فأقرّ آنذاك أنّي على خطأ , و أن ليس لدّي ما أقدمه إليكم .

أصلّي إلى الله , أبوح له بسرّ هويّتي , و أصغي إليه يبوح لي , لا بحقيقته فقط , بل بحقيقتي انا أيضاً , بمعنى حياتي و معنى العالم من حولي . أنا أصغي إليه , و في صمتي أحمل إليه قدرات الإدراك التي فيّ و التي من خلالها يأتي إليّ .
  رد مع اقتباس
قديم 31/08/2009   #108
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي




23 حزيران

بعد أن أقف بذاتي أمام الله , يأتي إليّ بعيني لأرى كلّ شيئ من خلال عينيه و نظرته الإلهية إلى الأمور , يرسّخ تلك النظرة في عقلي و يملأني من أفكاره . يوسّع رؤياي و يجعلني أدرك ما هو مهمّ في الحياة , أفرّق بين ما هو تافه في عينيه و ما هو كبير . أنا كنت دائماً أحدّد الوهم بأنّه ارتباك بين المهمّ و التافه في الحياة . تتوتر أعصابي و تكبر الأمور في عيني من غير قياس , خاصّة عندما يتهدّد أحد " كياني" , يتهدّد " الأنا " فيَّ . أروح آنذاك أشنّ الحرب حيث أناس مسالمون , و أنازع في أمور ليست بموضوع نزاع . و أخبره بذلك , فيأتي , و بلمسة عطف , يملأ عقلي من فكره و رؤياه , فتتبدّد من نفسي الأوهام كلّها .
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 20:43 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.16014 seconds with 12 queries