أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > حوار الاديان

 
 
أدوات الموضوع
قديم 06/06/2005   #1
شب و شيخ الشباب (( قل هو الله أحد ))
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ (( قل هو الله أحد ))
(( قل هو الله أحد )) is offline
 
نورنا ب:
Apr 2005
المطرح:
السعوديه
مشاركات:
218

إرسال خطاب AIM إلى (( قل هو الله أحد ))
افتراضي مناظره بين الشيخ رحمت و القسيس بفندر


المناظرة التقريرية بين الشيخ رحمت الله الهندي والقسيس بفندر في 1270 ه 1854 م

المناظرة التقريرية بين الشيخ رحمت الله الهندي والقسيس بفندر في 1270 ه 1854 م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لا إله إلا هو سبحانه أن يكون له ولد وفي كل شيء له شاهد * يدل على أنه واحد

فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ولا يضره جحد جاحد لا ثاني له ولا ثالث ولا ضد ولا ند فليمت بغيظه كل معاند هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ويحكم آياته وإن رغمت أنوف الذين يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويحرفون كلماته فصل الله على هذا النبي الأصيل والسيد النبيل المبشر به في التوراة والإنجيل محمد وعلى آله وأصحابه الهادين المهتدين إلى سواء السبيل الدافعين لجيشات الأباطيل
أما بعد
فيقول العبد الفقير إلى الله الغنى رفاعى الخولي الكاتب ختم الله له بالحسنى أنه قد وصلت إلى رسالة في لسان أردو ألفها السيد عبدالله الهندي الذي كان مترجما ثانيا للدولة الإنكليزية في دار الحكومة أكبر أباد وطبعها سنة 1270 من هجرة سيد الأولين والآخرين في أكبر أباد وبين فيها حال المناظرة التي وقعت بين الألمعي اللوذعي الفاضل رحمت الله الهندي والقسيس فندر مؤلف ميزان الحق في السنة المذكورة في البلد المسطور في المجلس العام وكتب في آخر الرسالة المذكورة مضبطة زيناها بشهادات الأشخاص المعتبرين الذين كانوا حاضرين في المجلس المذكور مثل
قاضي القضاة محمد أسد الله والمفتي محمد رياض الدين والفاضل فيض أحمد باشكاتب النظارة المالية والفاضل أمجد علي وكيل الدولة الإنكليزية وغيرهم
ثم وصلت إلى رسالة أخرى له في هذا الباب في اللسان الفارسي طبعها بعد الرسالة الأولى في البلد المذكور أيضا
وهذه الرسالة توجد في مدينة أسلامبول أيضا عند بعض أمراء الدولة العلية وكلتا الرسالتين مطابقتان في بيان أصل المقصود ومعتبرتان أيضا لأن مؤلفهما كان مترجما ثانيا للدولة الإنكليزية في دار الحكومة أكبر أباد وكان موجودا في مجلس المناظرة وكتب ما سمع بأذنيه وشهد بصدقه الأشخاص المعتبرون سيما الأربعة المزبورون الذين هم من ذوي المناصب العلية في الدولة الإنكليزية وطبعهما بعد المناظرة في البلد المذكور الذي هو دار الحكومة الإنكليزية ومحل المناظرة
وقد كان أمراء الإنكليز أيضا حضروا في تلك المناظرة ووقت الطبع والإشتهار قد كانوا في ذلك البلد على حكومتهم التامة
وألف أيضا وزير الدين بن شرف الدين الذي كان من حضار ذلك المجلس رسالة في اللسان الفارسي وسماها بالبحث الشريف في إثبات النسخ والتحريف وطبعت تلك الرسالة في دهلي في السنة المذكروة بأمر ولي العهد مرزا فخر الدين بن سراج الدين بهادر شاه سلطان دهلي أنار الله برهانهما ونشر نسخها بأمر ولي العهد المرحوم المذكور في أقطار الهند وتوجد نسخها المطبوعة في مكة المعظمة عند أكثر أهل الهند من المجاورين وهذه الرسالة مطابقة لهاتين الرسالتين لا تخالفهما في مضمون من المضامين
وقد سمعت في مكة المعظمة حال هذه المناظرة من أفواه رجال غير المحصورين الذين جاؤوا للحج بعدها
وبالجملة خبر هذه المناظرة وكون القسيس مغلوبا فيها بمنزلة المتواتر المعنوي عند أهل الهند
فأردت أن أترجم هذه المناظرة باللسان العربي ليظهر الحال على أهل العلم من المسلمين كافة ويعلموا أن مؤلف ميزان الحق الذي حصل له نوع اعتبار عند بعض الجهال الذين هم كالأنعام هو الذي ألزم في هذه المناظرة على رؤوس الأشهاد في مسألتي النسخ والتحريف اللتين كان يطيل اللسان فيهما بالنسبة إلى أهل الإسلام
فترجمت رسالة أردو بلا زيادة ونقصان في كلام المؤلف
وحيثما زدت في بعض المواضع شيئا للتوضيح فإن كان قليلا أوردته في أثناء كلامه وميزت الزائد عن كلامه بخطين قوسيين وكتابة الزائد بينهما وأن كان كثيرا كتبته غالبا في الحاشية فليكن الناظر على تنبه من هذا المعنى لئلا يخلط كلامي بكلام الأصل
وها أنا أشرع في المقصود بعون الله الملك الودود وأقول
قال المؤلف شكر الله سعيه بعد ما فرغ من الحمد والصلاة
أما بعد فيقول العبد الذليل السيد عبدالله الأكبر أبادي أنه وقعت في هذه الأيام مباحثة دينية ومناظرة مذهبة بين حضرة التحرير الفاضل رحمت الله مصنف كتاب إزالة الأوهام والقسيس فندر مؤلف ميزان الحق
والسبب الباعث عليها أن الفاضل التحرير أراد أن يظهر على الكل من الخاص والعام حال المسائل المتنازعة بين المسلمين والمسيحيين على أكمل وجه
فرأى أن الأحسن في هذا الباب إنعقاد المحفل العام لأجل المناظرة لوجهين
الأول أن المباحثة التحريرية تطول فيها المدة وما كانت له فرصة إلى هذه المدة لأنه كان يريد الرجوع إلى بلده دهلي
والثاني أن المباحثة التحريرية يقع فيها خلط المبحث غالبا فلا تحصل منها نتيجة حسنة
فاستدعى الفاضل التحرير هذا الأمر من القسيس المذكور وأرسل إليه المكتوب وتقررت المناظرة بعد مكتوبات معدودة على هذا الترتيب يناظر أولا في النسخ ثم التحريف ثم التثليث ثم في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
وتقرر أن الإثنين يكونان من كل جانب فكان القسيس فندر والقسيس فرنج في جانب
والفاضل التحرير والحكيم محمد وزير خان في جانب آخر لكني أتأسف تأسفا شديدا على أن هذه المناظرة المفيدة للناس ما وصلت إلى منتهاها بل تمت على مبحث التحريف لأن القسيس فندر قال للفاضل التحرير في اليوم الثاني بعد ما فرغوا عن المباحثة أنا لا نناظر في مسألة التثليث ما لم تقروا بحقيقة هذا الإنجيل لأن هذه المسألة تثبت بالكتاب لا بالعقل
فقال الفاضل التحرير أنا إذا أثبتنا التحريف وسلمتم أيضا في سبعة أو ثمانية مواضع وسلمتم أيضا في أربعين ألف موضع سهو الكاتب بالمعنى الذي ما بقي بحسب هذا المعنى بيننا وبينكم إلا النزاع اللفظي فكيف نسلم في تلك الصورة هذا الكتاب
فتمت المباحثة وبقيت الأمور التي كانت تذكر في مسألة التثليث والنبوة غير مذكورة
ولما كنت في اليومين اللذين أنعقد فيهما مجلس المناظرة حاضرا حررت تقرير الجانبين فكنت أريد أن أجعل هذه المباحثة على ثلاثة أقسام
أذكر في القسم الأول
مكاتيب الفاضل التحرير والقسيس بفندر والتقرير اللساني الذي جرى بينهما
وفي القسم الثاني
أدلة إبطال التثليث
وفي القسم الثالث
أدلة حقيقة نبوة النبي صلى الله عليه وسلم
لكنه ظهر أمر عجيب في هذا الوقت وهو أن القسيس فعل حركتين عجيبتين
الأولى أنه أرسل مكتوبه وثلاثة كتب مملوءة بالمطاعن إلى الحكيم محمد وزير خان فقامت على هذه الحركة مباحثة جديدة أخرى
والثانية أنه طبع المباحثة على طريق آخر على حسب اشتهاء خاطره فصار ردها ضروريا
فجعلت هذه المباحثة خمسة أقسام
ذكرت في القسم الأول المكاتيب المذكورة والتقرير اللساني
وفي الثاني مكاتيب القسيس بفندر والحكيم محمد وزير خان
وفي الثالث أدلة إبطال التثليث
وفي الرابع أدلة نبوة النبي صلى الله عليه وسلم
وفي الخامس رد رسالة المباحثة التي طبعها القسيس
ثم بينت في الخاتمة نتيجة هذه المباحثة
وأرجو من الناظر أن يدعو لي بدعاء الخير
المكتوب الأول
من الفاضل إلى القسيس إني وصلت إلى هذا البلد أي أكبر أباد لأمر ما وحصل لي الفراغ من هذا الأمر الذي كنت مشتغلا فيه وأريد أن أرجع إلى دهلي
وارتسم في قلبي إلى الآن بفضل الله بالأدلة القطعية أن الكتب المقدسة عندكم منسوخة ومحرفة وأن الدين الأحمدي حق ارتساما لا يخطر ببالي خلافه على سبيل الوهم الضعيف أيضا وطالعت مطالعة كثيرة في كتبكم وكتبت جوابها أيضا ولكم توجه تام في رد الملة الإسلامية
وقال الفاضل أمير الله أنكم كما تحبون المباحثة التحريرية بمقتضى الكمال فكذلك تحبون المباحثة التقريرية في المشافهة أيضا وأمرتم أن أحضر في بيتكم فحضرت على ما أمرتم بمعية الفاضل المزبور لكني رجعت بدون اللقاء لقصور الطالع وأريد لأجل الأمور التي مر ذكرها أن أستفيد من تقريركم بحضور الأشخاص المعدودين من أهل العلم من المسلمين والمسيحيين وأظهر مكنوناتي ليحصل لكل من الحاضرين اطلاع على إفادتكم
ولما صرحتم في تأليفاتكم أن مسألتي النسخ والتحريف أعظم المسائل المتنازع فيها بين المسيحيين والمحمديين وقلتم أنهما أول أمور من المباحثة كما هو مصرح في مكتوبكم الأول المندرج في حل الأشكال
فالفقير أيضا سلم كونهما عمدة اتباعا لرأيكم ورضى أن تكون المباحثة أولا على هاتين المسألتين وبعدهما يتكلم في المسألة التي يقع عليها رضا الطرفين
فإن كان هذا الأمر مقبولا عندكم فعينوا يوما ومكانا ثم أخبروني لأقيم في هذا البلد إلى أن أفرغ عن هذا الأمر وإلا أرجع إلى دهلي إذ لا مطلوب لي في الإقامة بهذا البلد غير المباحثة
فأرجو من لطفكم أن تخبروني في جواب هذا المكتوب عن أحد الأمرين
ووصل إليكم كتاب إزالة الأوهام من دهلي والغالب أن رسالة أحسن الأحاديث في إبطال التثليث وصلت أيضا إليكم وسيصل إليكم الكتاب الإعجاز العيسوى الذي حصل لي الفراغ عن تأليفه في هذه الأيام وأخذ في آخره الفصل الثالث من الباب الأول من ميزان الحق أيضا وأجبت عنه كلمة كلمة وسيصل بعد ذلك كتاب إزالة الشكوك الذي هو جواب سؤالات الكرانجي
وفرغت عن تأليفه من مدة ووقع الهرج في طبعه بسبب وصولي إلى هذا البلد ويطبع إذا رجعت إلى دهلي وبعد ذلك يصل كتاب الإستبشار الذي هو رد حل الأشكال وألفه بعض أحبائي وأرسله إلى وسيطبع أيضا ويصل بعد ذلك كتاب معدل اعوجاج الميزان جواب ميزان الحق الذي جاء ذكره في إزالة الأوهام
فالحاصل أن كل كتاب بعد الطبع يصل إليكم هدانا الله وعباده أجمعين إلى معرفة الحق ووفق للسلوك على الطريق المستقيم وخلصنا من التعصب والأمور المضرة للآخرة آمين
حرر هذا المكتوب في 23 جمادي الأخرى سنة 1270 من الهجرة و 23 مارس سنة 1854 من الميلاد
المكتوب الأول من القسيس
وصل كتابكم الكريم وانكشفت الحالات وتأسفت على أنكم شرفتم بيتي وما كنت حاضرا ورجعتم بلا نيل المقصود لكني معذور ما كنت مطلعا على عزم مجيئكم من قبل
وما قلت للفاضل أمير الله في مجيئكم على بيتي غير أني قلت في جواب بعض أقواله هذا الكلام يقينا أن كانوا طالبي المناظرة علانية فلا بد من الملاقاة أولا وما أمرت كما أشرتم وظهر من مكتوبكم أن مقصودكم المباحثة العلانية في مجمع الأشخاص من الفريقين
وهذه الطريقة وإن لم تكن عندي مفيدة إفادة كثيرة لكني لست بخارج عن إطاعة أمركم وأشاور أولا في تعيين اليوم والوقت اثنين أو ثلاثة من أمراء الإنكليز ثم أخبركم وينعقد محفل المناظرة بعده
والمستحسن أن يراعى في هذه المباحثة هذه الأمور
الأمر الأول أن تكون المناظرة في النسخ والتحريف كما استدعيتم
والثاني يتكلم في أمر يكون مختار الطرفين
والثالث أن لا يذكر أمر خارج عن البحث في أثناء المناظرة
والرابع أن يكون واحد حكما يقال له جيرمن في عرف الانكليز لئلا يكون محفل المناظرة عاريا من حسن الإنتظام والتهذيب فقط 23 مارس سنة 1854 م
المكتوب الثاني من الفاضل التحرير
وصل كتابكم الكريم وصرت ممنونا لأجل قبولكم المناظرة العلانية وظهر ما وعدتم من الأخبار عن تعيين اليوم والوقت بعد المشاورة وما طلبتم من مراعاة الأمور الأربعة
فأرجو أنكم تخبروني بعد المشاورة والأمر الأول كان مقبولا عندي من قبل اتباعا لرأيكم والأمر الثالث لما كان محمودا مستحسنا موافقا لدأب المناظرة صار مقبولا بكمال الرضا لكن الأمر الثاني محتاج إلى شيء من التوضيح فلذلك أكلفكم أن تصرحوا أن مقصودكم ماذا من هذه الفقرة والثاني يتكلم في أمر يكون مختار الطرفين لأبادر إلى القبول بعد العلم
بقي الأمر الرابع فالغالب أن مرادكم بلفظ أحد أمير من أمراء الإنكليز وأني غريب في هذا البلد لا أعرف أحدا من هؤلاء العظام لأظهر رضاي به وإن رضيت بأحد من أهل الإسلام فالغالب أن هذا الأمر لا يكون مقبولا عندكم على أن هذه المباحثة تكون في المسائل العظيمة
ففي هذه الصورة سواء كان الحكم مسيحيا أو محمديا أي مسلما لا ترتفع شبهة رعاية الحكم عن قلوب الخلق سواء كان مسيحيا أو محمديا فأرى أن لا يكون هذا الأمر مشروطا وظاهره أن هذا الأمر ليس بمحتاج إليه أيضا لأنه إذا كان أهل العلم من المسلمين والمسيحيين والمجوسيين في محفل المناظرة فهذا المحفل لا يكون عاريا عن حسن الإنتظام والفقير قليل المعرفة باللسان الإنكيزي ويحتاج الفريقان إلى تصحيح النقل عن الكتب
فجعلت الحكيم محمد وزير خان شريكا لي فاختاروا أنتم لأجلكم شريكا يكون لائقا بهذا الأمر ويراعي إلى آخر المباحثة أن لا يكون لأحد دخل في أثناء المناظرة ولا يتكلم بلا أو نعم غير الأربعة أعني أياكم وشريككم وإياي والحكيم محمد وزير خان 24 جمادي الأخرى سنة 1270 من الهجرة و 24 مارس سنة 1854 من الميلاد
المكتوب الثاني من القسيس
وصل كتابكم في جواب كتابي وانكشف مضامينه انكشافا بينا وهذا العبد أيضا راض أن يكون الإثنان من الجانبين ولا يكون الحكم فكون الحكيم محمد وزير خان في جانبكم مقبول ويكون القسيس فرنج في جانبي لكنه يروح يذهب اليوم إلى على كده وغيرها لأجل تبديل الهواء ويرجع بعد أسبوعين فتكون المباحثة متأخرة إلى مجيئه فإذا جاء ينعقد محفل المناظرة
ولما جرت العادة أن أكثر الناظرين والسامعين يجتمعون عند انعقاد أمثال هذا المحفل فالمتيقن أنه يجتمع في هذا الوقت من الجانبين أكثر الأمراء من الإنكليز وأكثر أهل البلدة ولا يكون لأحد دخل في المباحثة إلا أن خطر ببال أحد قول حسن أو كلمة مستحسنة لا يكون له ممانعة عن الإظهار وتكون الممانعة عن الدخل التدخل في المناظرة ويكون هذا الأمر منحصرا في الإثنين الإثنين اللذين تقررا من كل جانب فقط 25 مارس سنة 1854
المكتوب الثالث من الفاضل
وصل كتابكم الكريم في جواب كتابي وظهر أنكم رضيتم بفسخ الشرط الرابع واستحسنتم كون الإثنين الإثنين من الجانبين وقبلتم أن يكون الحكيم محمد وزير خان شريكا لي وجعلتم القسيس فرنج شريكا لكم وطلبتم مهلة اسبوعية لأجل عذر عزم القسيس فرنج على السفر إلى على كده وغيرها
لا يخفى عليكم أن إقامتي في هذه البلدة كإقامة المسافرين ولا أحب زيادتها
وقد طلبت منكم في الكتاب السابق توضيح الشرط الثاني لكنكم ما أوضحتم في جوابه
فالآن استدعى منكم ثلاثة أمور معتمدا على لطفكم
الأول أن لا تستدعي مهلة أخرى غير مهلة الأسبوعين التي قبلت اتباعا لأمركم
والثاني إيضاح الشرط الثاني لأتكلم عليه من القبول وعدمه
والثالث أن تخبروني عن تعيين المكان في هذين الأسبوعين قبل يوم المناظرة بثلاثة أيام أو أربعة والسلام على من اتبع الهدى
جمادي الآخرة سنة 1270 من الهجرة و 26 مارس سنة 1854 ق الميلاد
المكتوب الثالث من القسيس
وصل كتابكم الكريم وانكشف مقصوده
لا تمتد مدة رجوع القسيس فرنج أزيد من أسبوعين إن شاء الله فلا تفكروا لأجل هذا الأمر وإذا جاء أخبركم وينعقد محفل المناظرة في الخان الذي كان فيه مدرسة في السابق وتكون جلسة المناظرة وقت الصبح من الساعة السادسة ونصف إلى الساعة الثامنة لأن امرأء الإنكليز لا يتحملون الجلوس أزيد من هذا ولا أقدر على تعيين يوم المناظرة الآن وأخبركم عنه بعد رجوع القسيس فرنج وتوضيح
الشرط الثاني أنكم أشرتم في المكتوب الأول أنه يتكلم بعد مباحثة النسخ والتحريف في المسألة التي يكون عليها اتفاق الفريقين فجعلت هذه الإشارة قانونا في مكتوبي وكتبت أن المباحثة تكون
أولا على النسخ والتحريف ثم على أمر يكون مختار الفريقين وأنا استدعى أنها تكون على نبوة نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم بأن توردوا الدلائل التي تكون مثبتة لرسالته فقط 270 مارس سنة 1854 م
المكتوب الرابع من الفاضل التحرير
وصل كتابكم الكريم وعلمت أن مدة المهلة لا تتجاوز عن الأسبوعين وأن الجلسة تكون في الخان الذي كانت المدرسة فيه وأن وقت الجلسة يكون وقت الصبح من الساعة السادسة ونصف إلى الثامنة
ففرحت فرحا كثيرا بإدراك مضمون الفقرة الأولى وقبلت الأمر المندرج في الفقرة الثانية برضا القلب لكني لا أبادر على قبول مضمون الفقرة الثالثة لأمرين
الأول أن الظاهر أنكم تجيئون بهذه المباحثة يوما واحدا والمدة ساعة ونصف ويضيع فيها أيضا في انتظار الناس مقدار نصف ساعة ففي الباقية لا يمكن انفصال المسألة الواحدة فضلا عن انفصال المسائل الثلاث العظيمة الأخرى التي تقصدون المباحثة فيها
والثاني أن الحكيم محمد وزير خان ليس له فرصة في وقت الصبح لإنشغاله في هذا الوقت بأمر خسته خانة وأني لست بمحتاج إلى إعانته وشركته خاصة في هذه المباحثة وليس له شوق إلى هذا الأمور أيضا لكني لا أعرف في هذا البلد غيره ممن له معرفة بلسان الإنكليز وتقع الحاجة في المناظرة إلى تصحيح النقل والرجوع إلى المنقول عنه يقينا
ولأجل هذه الضرورة الشديدة جعلته شريكا ولكم همة عالية في أمثال هذا الأمر وحصل لكم الإمتياز عن جميع القسس لأجل هذا العزم القوى
فالتمس منكم أنه لابد لكم من أن تقبلوا هذين الأمرين لإثبات الحق
الأول أن توسعوا في الوقت ولا تلاحظوا إلى الناس السامعين غير هذا القدر أن يجلس كل واحد منهم إلى ما يشاء ويذهب متى يشاء وأنتم لا تقومون قبل تصفية المسائل ويكون ي هذه الصورة ايضا أناس كثيرون من المسيحيين والمسلمين والمشركين موجودين إلى آخر الجلسة إن شاء الله وإن ذهب الأمراء العظام من الإنكليز وإن لم تقدروا أن تتحملوا هذه المشقة في يوم واحد فعينوا في كل يوم مدة ساعة ونصف إلى أن يحصل الفراغ من تصفية هذه المسائل
والثاني أن تكون الجلسة يوم الأحد بعد الساعة العاشرة لأنه يكون الفراغ في هذا اليوم لجميع متعقي دولة الإنكليز ويكون لكم الفراغ أيضا في هذا اليوم بعد الساعة العاشرة عن العبادة المقررة
وللحكيم عن أمر خسته خان ولجميع الناس سواء كانوا أمراء الإنكليز أو أهل البلد عن جانب الأكل والشرب وإن كان لكم عذر في يوم الأحد فعينوا يوما آخر بدله بعد الساعة العاشرة فقط
جمادى الأخرى سنة 1270 من الهجرة و 28 مارس سنة 1854 من الميلاد يوم الثلاثاء
المكتوب الرابع من القسيس
وصل كتابكم الكريم ووقفت على العذرين اللذين كتبتم لأجل عدم قبول الفقرة الثالثة المندرجة في كتابي وما ظننتم أني أحضر مجلس المناظرة يوما واحدا فقط فظن غير صحيح بل أحضر إلى انفصال المسائل المتنازعة والجلسات التي تقع إليها الحاجة لتصفية هذه الأمور تنعقد لكن مقدار الجلسة ووقتها يكونان كما كتبت في العريضة السابقة لا غير لأن أمراء الإنكليز ليس لهم وقت أنسب منه في أمثال هذا الأمر ولا يمكن يوم الأحد كما جوزتم ويتعسر إنعقاد الجلسة على التواتر في كل يوم أيضا نعم يمكن في كل أسبوع مرتين أو ثلاث مرات وأخبركم عن تعيين أيام إنعقاد الجلسة بعد رجوع القسيس فرنج فقط 28 مارس سنة 1854
المكتوب الخامس من الفاضل التحرير
وصل كتابكم الكريم وصرت متعجبا غاية التعجب لأنكم لا ترضون بتبديل الوقت ومقداره ولا ترضون أيضا أن تكون المباحثة يوم الأحد ولا بمجئ كل يوم على التوالي بل كل أسبوع مرتين أو ثلاث مرات فالظاهر أنكم تفرون من المباحثة التقريرية فلا توسعون وقت الجلسة ولا ترضون بتبديله
أنظروا إلى أني مسافر ولي هرج كثير في إقامة هذا البلد ومع ذلك لما استدعيتم مهلة أسبوعين بعذر عزم القسيس فرنج قبلتها ولا تقبلون تبديل الوقت الذي فيه عذر قوى لشريكي لإنشغاله بأمر خسته خانه
والعذر بأن أمراء الإنكليز ليس لهم وقت أنسب منه ضعيف لأنا لو فرضنا أنهم لا يحضرون فلا بأس لأن أناسا كثيرين آخرين من المسلمين والمسيحيين يحضرون وهذه المباحثة ليست موقوفة على حضور هؤلاء الأمراء في رأيي وإن كانت موقوفة في رأيكم على حضورهم فالغالب أنهم وكذا سائر الناس يكونون فارغين بعد غروب الشمس فعينوا هذا الوقت ولو كنت أعرف في هذا البلد أحدا معتمدا عارفا بلسان الإنكليز غير الحكيم المذكور جعلته شريكا لي البتة واخترت المباحثة التقريرية لأجل أن الإنفصال فيها يكون أسرع من المباحثة التحريرية وهذا الأمر أنسب واليق بغربتي
وإذا كانت تلك أيضا في الأسبوع مرة أو مرتين ولا يكون مقدارها إلا ساعة ونصفا فلا رجحان لها على المباحثة التحريرية ولا يحصل السرور للسامعين أيضا ولا ينقطع الكلام في كل مرة على محله ويحتاج إلى إعادته في المرة الثانية ولا بد من مدة طويلة لا أقدر على تحملها في المسافرة فألتمس منكم أن تتركوا الوقت الذي من طلوع الشمس إلى الساعة العاشرة 24 وتعينوا وقتا آخر يكون مناسبا لكم سواء كان في النهار أو الليل
لأنه لا عذر لنا بوجه من الوجوه في غير الوقت المذكور في سائر أجزاء النهار والليل
ولا بد من المجئ في كل يوم إلى إنفصال المسائل المتنازعة لتتم المناظرة في أيام معدودة وأن وقع عليكم في تلك الأيام مشقة لأن تحملها من محاسن أخلاقكم ومحاسن أخلاق القسيسين ليس ببعيد وإن لم يكن التماسي هذا مقبولا عندكم لعذر ما فتصوروا أن كتابي هذا كتاب أخير
وأخبروني إلى الغد قبل صلاة الجمعة لأقطع هذا الرجاء وأرجع إلى دهلي بعد أداء صلاة الجمعة أن اتفق وإلا ففي يوم السبت ولا أضيع أوقاتي في الغفلة والعبث فقط
جمادى الأخرى سنة 1270 من الهجرة و 30 مارس سنة 1854 من الميلاد
المكتوب الخامس من القسيس
وصل كتابكم الكريم وانكشفت الحالات المندرجة فيه نسبتم إلى لفظ الفرار وهو مخالف لدأب تحرير أرباب التهذيب وأي مانع لي أن أنسب هذا اللفظ إليكم أيضا في القبول وعدمه اللذين وقعا بيني وبينكم في الأمور المتعلقة بهذه المباحثة لأنكم ما سلمتم الأمور المرضية لي لكن هذا اللفظ غير مناسب جدا لأقدر أن أكتب
وما كتبتم في تعيين الوقت بعد الساعة العاشرة سواء كان في النهار أبو بعد غروب الشمس فأشاور في هذا الباب واحدا أو أثنين من أمراء الإنكليز ثم أخبركم
وكتبت في الكتاب السابق أنكم توردون دلائل إثبات نبوة نبيكم بعد الفراغ عن مباحثة النسخ والتحريف فما كتبتم في جوابه من القبول وعدمه فإن كتبتم يكون حسنا فقط 30 مارس سنة 1854
المكتوب السادس من القسيس
وعدت في كتابي العجز الأخير الذي أرسلته أمس في جواب كتابكم الكريم أني أشاور واحدا أو إثنين من أمراء الإنكليز في أمر الوقت الذي جوزتم ثم أخبركم فشاورت اليوم فما استحسن أحد من المستشارين الوقت المذكور فيكون وقت المباحثة هو الوقت الذي أخبرت عنه في الكتاب السابق أعني وقت الصبح من الساعة السادسة والنصف إلى الساعة الثامنة ولما كان لكم عذر لعدم فراغ الحكيم فذهبت اليوم لتحصيل الإجازة إلى الحكيم مارى وحصلت منه الإجازة لحضور حكيم محمد وزير خان وقت الصباح في جلسة المباحثة فقال الحكيم مارى أنا أجيزه ويكون عدم حضوره في خسته خانه يوم المباحثة معافى فما بقى لكم الآن في أمر الوقت عذر وكتبت إطلاعا لكم وأنا أنتظر لجواب الكتاب الذي أرسلته أمس فأرجو منكم جواب الكتابين فقط 31 مارس سنة 1854
المكتوب السادس من الفاضل التحرير
وصل إلى كتابان كريمان منكم وانكشف منهما أن رضاكم أن يباحث في نبوة خير البشر صلى الله عليه وسلم بعد الفراغ عن مباحثه النسخ والتحريف
وأن المستحسن في رأيكم عدم تبديل الوقت ولذلك حصلتم الإجازة من الحكيم مارى للحكيم محمد وزير خان وأنا استحسن أن يباحث أولا في مسألة التثليث بعد الفراغ عن مباحثة المسألتين المذكورتين ثم يباحث ثانيا في مسألة النبوة لأن مسألتي التثليث والنبوة وإن كانتا أشد نزعا من المسائل الأخر بين المسيحيين والمحمديين المسلمين بعد مسألتي النسخ والتحريف فأهل الإسلام ينكرون الأولى ويثبتون الثانية والمسيحيون يعكسون وجوبا لكنكم جعلتم في بعض تأليفاتكم إنكار التثليث دليلا من أدلة إبطال نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فعلى رأيكم مسألة التثليث مدار إبطال النبوة
وقبلت الأمر الثاني بكمال رضا الخاطر وإن لم يظهر لي وجه حسن لعدم تبديل الوقت لأن العذر كان لأجل الحكيم محمد وزير خان وقد ارتفع بتحصيلكم الإجازة فأحضر يوم انعقاد الجلسة وقت الصباح إن شاء الله
لكني قد التمست منكم في الكتاب المرسل في 30 مارس أنه لا بد من حضوركم كل يوم غير يوم الأحد إلى انفصال المسائل المتنازعة ولا أكلفكم يوم الأحد فإن لم يظهر عذر من جانبكم في حضور كل يوم غر يوم الأحد لا يظهر من حانبي أيضا عذر ما وآذيتكم مرارا لقبول هذا الشرط لأجل أني مسافر فقط 2 رجب سنة 1270 من الهجرة و 1 نيسان إبريل الفرنجي سنة 1854 من الميلاد
المكتوب السابع من القسيس
وصل كتابكم الكريم في جواب الكتابين وانكشف الحال وكتبتم بناء على وجه غير ضروري أن مسألة التثليث تقدم على مسألة إثبات نبوة نبي الإسلام وكان اللائق عدم تغيير الأمر الذي جوزت عن محله كما لم أغير الأمور المجوزة لكم
ولا عذر لي في مباحثة التثليث وأقبل تقديم هذا المبحث على مبحث النبوة بشرط أن تتوجهوا توجيها تاما إلى اختتام المباحثة وما كتبتم من حضوري كل يوم في جلسة المباحثة فقد كتبت أولا في جواب كتابكم المكتوب 30 مارس أن حضوري وحضور أمراء الإنكليز كل يوم غير ممكن

نعم يعين في كل أسبوع أيام لحضور جلسات المباحثة وهذا الأمر أيضا موقوف على رجوع القسيس فرنج وأظن أن الأسبوع الأول لا ينعقد فيه أزيد من جلستين لأن يوم صلب المسيح يكون فيه لكن الأسابيع التي بعده فالأغلب أن يعين من كل منها ثلاثة أيام أو أربعة أيام لهذا الأمر فقط
نيسان ابريل سنة 1854
المكتوب السابع من الفاضل التحرير
وصل كتابكم الكريم وانكشف مضمونه وكتبتم أن قبول تقديم مبحث التثليث على مبحث النبوة مشروط بأن يكون الفقير متوجها توجها تاما إلى أختتام مباحثة النبوة وأنكم لا تحضرون في الأسبوع الأول أزيد من مرتين لأجل أن يوم صلب حضرة المسيح فيه على زعمكم وتحضرون في الأسبوعات التي بعده في كل أسبوع ثلاث مرات أو أربع مرات فشرطكم مقبول وأتوجه في مباحثة النبوة بعد مباحثة التثليث كما أمرتم وما لم يظهر عذر من جانبكم لا يظهر من جانبي وإنفصال المسائل الأربعة تحتاج إلى مدة وأنا مسافر وعذركم في الأسبوع الأول مقبول
فأرجو في الأسبوعيات الباقية أن حضوركم أن لم يكن كل يوم فلا بد أن لا يكون هذا الأمر أقل من أربعة أيام في كل أسبوع فقط 5 رجب سنة 1270 من الهجرة و 4 نيسان إبريل سنة 1854 م
المكتوب الثامن من القسيس
كنت اليوم أطالع كتاب إزالة الأوهام من مؤلفاتكم فرأيت في آخر الصفحة آه هذه الفقرة ما كتب القسيس بفندر في كتاب حل الأشكال من أنه لم يظهر عبادة الأصناف من نبي فمن أعجب الإفادات
ولا يتذكر هذا العبد أنه كتب هذا وما أحلتم في تأليفكم إلى صفحة معينة من كتاب حل الأشكال لأرى فيها فأرجو من لطفكم أن تكتبوا نمرة الصفحة التي كتبت فيها هذا فقط 5 نيسان إبريل سنة 1854 م
المكتوب الثامن من الفاضل التحرير
وصل كتابكم الكريم وانكشف ما فيه تقررت المناظرة التقديرية في أربع مسائل هي أمهات المسائل المتنازعة فيما بين أهل الإسلام والمسيحيين
فأرجوا أن لا تقع المباحثة التحريرية إلى أنفصالها في غيرها الذي هو اجنبي منها بل لا بد أن يكون انفصالها أولا ملحوظا للجانبين
نعم لا امتناع في أن يسأل أحد الجانبين وقت المباحثة التقريرية أن اطلع في تأليفات خصمه على شيء متعلق بمسألة من المسائل المذكورة
فيسأل عند وقت المباحثة عن تلك المسألة ويكون الجواب لازما على ذمة الخصم وإن سألتم عن أمر آخر تحريرا أو تقريرا بعد الفراغ عن المسائل المسطورة اسمع بكمال الرضا وأجيب عنه على حسب الإستطاعة وإن ظهر لي شيء يستحسن استكشافه منكم أسألكم فقط
رجب سنة 1270 ه و 6 نيسان إبريل سنة 1854 م
المكتوب التاسع من القسيس
جاء القسيس فرنج في البارحة وتقررت جلسة المناظرة يومين متوالين الإثنين والثلاثاء أعنى العاشر والحادي عشر من نيسان إبريل الإفرنجي في الوقت المعلوم على المكان المجوز وبعدهما لا تكون الفرصة لي في ذلك الأسبوع لما كتبت سابقا
وتنعقد الجلسة في الأسبوع الثاني كتبت اطلاعا وتكون المباحثة في المسائل المتنازعة على هذا الترتيب تكونون أولا على ماهو مطمع نظركم معترضين على النسخ والتحريف والألوهية والتثليث ويكون هذا العبد مجيبا ثم يكون هذا العبد معترضا على نبوة رسول الإسلام وتكونون مجيبين فقط لعل مضمون كتاب العجز الذي أرسلته لاستكشاف نمرة صفحة كتاب حل الأشكال صار محمولا على المعاني الغير المقصودة لي فصدر الجواب على طريق آخر
حقيقة الأمر هذه أن هذا العبد يطالع كتاب إزالة الأوهام ورأيت ذلك اليوم الفقرة المعلومة المندرجة فيه فتأملت تأملا كثيرا لكني ما تذكرت أني كتبت ولا علاقة للأمور المجوزة في المباحثة منها
وهذا العبد راض غاية الرضا أن توردوا إعتراضا على أمر من الأمور المندرجة في مؤلفاتي بشرط أن يكون لهذا الأمر تعلق ومناسبة بالمسائل المتنازعة كما كتبتم في مكتوبكم فقط 7 نيسان إبريل سنة 1854
المكتوب التاسع من الفاضل التحرير
وصل كتابكم الكريم وانكشف أن الجلسة تقررت يومين متوالين الإثنين والثلاثاء في العاشر والحادي عشر من نيسان إبريل الإفرنجي في الوقت والمكان المجوزين فأحضر في اليومين المذكورين على التوالي في الوقت المعلوم على المكان المعهود وتكون المناظرة على الترتيب الذي كتبتم في المسائل الأربع فقط 9 رجب سنة 1270 و 8 نيسان إبريل سنة 1854 م يوم السبت
مبحث النسخ
انعقدت جلسة المباحثة الأولى في الحادي عشر من رجب سنة 1270 من الهجرة والعاشر من نيسان إبريل الإفرنجي سنة 1854 من الميلاد يوم الإثنين وقت الصبح في خان عبدالمسيح وحضر في تلك الجلسة راسمت حاكم صدر ديواني أي مشير الضبطية وكرسجن سكرتير صدريورد أي مستشار النظارة المالية ووليم حاكم المعسكر أي حاكم قشلة و ليدلي المترجم الأول للدولة الإنكليزية والقسيس وليم كلين والمفتى الحافظ رياض الدين والفاضل فيض أحمد سر تشته دار صدر بورد اي باشكاتب النظارة المالية والفاضل حضور أحمد والفاضل أمير الله وكيل راجه بنارس والفاضل قمر الإسلام إمام الجامع الكبير في أكبر أباد والكاتب خادم علي صاحب مطلع الأخبار والفاضل سراج الحق وكان أناس آخرون غيرهم أيضا من المسلمين والمسيحيين ومجوس الهند زهاء خمسمائة أو ستمائة
فقام القسيس بفندر أولا وقال رافعا صوته أيها الحاضرون أعلموا أن هذه المباحثة تقررت بإستدعاء الفاضل يعني الفاضل التحرير رحمت الله وقبلتها بإستدعائه وإن لم تكن عندي مفيدة إفادة يعتد بها وأردت أن أوضح دلائل حقيقة الدين المسيحي بين أيدي المسلمين وتكون المباحثة في النسخ والتحريف وألوهية المسيح والتثليث ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم وحقيقة القرآن ويكون هذا العبد مجيبا في المسائل الأربع الأولى ويكون الفاضل معترضا
وفي المسألتين الأخيرتين يكون الفاضل مجيبا وهذا العبد معترضا ثم جلس القسيس فاعترض الفاضل التحرير المناظر على العبارتين من الفصل الثاني من الباب الأول من كتاب ميزان الحق العبارة الأولى في الصفحة 14 من النسخة المطبوعة سنة 1850 في لسان اردو هكذا يدعى القرآن والمفسرون في هذا الباب أي النسخ أنه كما نسخ التوراة بنزول الزبور ونسخ الزبور بظهور الإنجيل فكذلك نسخ الإنجيل بسبب القرآن أنتهت
والعبارة الثانية في الصفحة 20 من النسخة المذكورة هكذا لا أصل لادعاء الشخص المحمدي بأن الزبور ناسخ للتوراة والإنجيل ناسخ لهما انتهت
وقال أنكم نسبتم هذه الدعوى إلى القرآن والمفسرين ولا يوجد ذكرها في موضع من القرآن ولا من التفسير بل صرح خلافه في التفسير فتح العزيز للمحدث عبدالعزيز الدهلوى قدس سره ذيل تفسير الآية الحادية والثمانين من سورة البقرة أعني ولقد آتينا موسى الكتاب الآية
قفينا موسى عليه السلام بالرسل مثل يوشع واليسع وشموئيل وداود وسليمان وشعيبا وأرميا ويونس وعزير وحزقيل وزكريا ويحيى وغيرهم عليهم السلام وكانوا أربعة آلاف وكانوا كلهم على شريعة موسى عليه السلام
وكان المقصود من إرسالهم إجراء أحكام تلك الشريعة التي كانت تندرس بسبب تكاسل بني إسرائيل وتهاونهم وتتغير وتتبدل بسبب تحريفات العلماء السوء منهم انتهى
وفي التفسير الحسيني ذيل تفسير الآية 161 من سورة النساء وآتينا داود زبورا أعطينا داود كتابا أسمه زبور وكان مشتملا على الحمد والثناء وخاليا عن الأوامر وكان شريعة داود عليه السلام شريعة التوراة بعينها انتهى
وهكذا في الكتب الأخرى الإسلامية
قال القسيس أتقولون أن الإنجيل منسوخ أم لا
قال الفاضل التحرير نحن نعتقد نسخه بالمعنى الذي سيذكر لكن المطلوب منكم ههنا تصحيح النقل وإظهار أن إدعاءكم في الموضعين غلط فإن الزبور ليس بناسخ للتوراة ولا بمنسوخ من الإنجيل
قال القسيس سمعت من بعض الذين وقع اتفاق البحث معهم
قال الفاضل التحرير هذا بعيد من أنصافكم أن القول الذي تسمعونه من أحد من المسلمين تنسبونه إلى القرآن والتفاسير وبالجملة لا شك أنه أي إدعاء كون الزبور ناسخا للتوراة ومنسوخا من الإنجيل غلط قال القسيس نعم قال الفاضل التحرير هل اطعلتم على معنى النسخ المصطلح عليه فيما بين أهل الإسلام ومحله أم لا
قال القسيس بينوا قال الفاضل التحرير هذا النسخ عندنا أنما يرد على الأوامر والنواهي
في التفسير معالم التنزيل
النسخ إنما يعترض على الأوامر والنواهي دون الأخبار ومحصله أنه لا يعترض على القصص والأخبار بل على الأوامر والنواهي فقط فلا نعتقده في القصص والأخبار وكذا ألا نعتقده في الأمور العقلية القطعية مثل أن الله موجود ولا في الأمور الحسية مثل ضوء النهار وظلمة الليل وفي الأوامر والنواهي أيضا تفصيل لأنها لا بد أن تتعلق بحكم عملي يحتمل الوجود والعدم
فالحكم الواجب مثل الإيمان بالله أو الممتنع مثل الشرك والكفر ليس بمحل النسخ
والحكم العملي المحتمل للوجود والعدم قسمان مؤبد مثل قوله تعالى ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا فهو ليس بمحل النسخ أيضا
وغير مؤبد وهذا أيضا قسمان مؤقت مثل قوله تعالى فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره وهذا ليس بمحل النسخ قبل وقته المعين
وغير مؤقت ويسمى الحكم المطلق وهو محل النسخ بمعنى أن الله كان يعلم أن هذا الحكم يكون باقيا على المكلفين إلى الوقت الفلاني ثم ينسخ فإذا جاء الوقت أرسل حكما آخر هو مخالف للحكم الأول ظهر منه انتهاء الحكم الأول ولما لم يكن الوقت مذكورا في الحكم الأول فعند ورود الثاني يتخيل لقصور علمنا أنه تغيير للحكم الأول لكنه في الحقيقة وبالنسبة إلى الله بيان انتهائه
ونظيره بلا تشبيه أن يأمر الأمير الخادم الذي يعلم حالة بخدمة من الخدم ويكون عزمه أن يأخذ من هذا الخادم هذه الخدمة إلى سنة مثلا فإذا مضت المدة عزله من هذه الخدمة فهذا بحسب الظاهر عند الخادم تغيير أما في الحقيقة وبالنسبة إلى الأمير ليس بتغيير أو نظيره أن حكام الوقت يأمرون في موسم الحر لأهل دربار أن يحضروا وقت الصبح ويكون قصدهم أن هذا الحكم يبقى إلى إنتهاء الموسم وإن لم يصرحوا في الظاهر فإذا انقضى الموسم وصدر عنهم حكم آخر خلافه فهذا الحكم الثاني ليس مغيرا للأول في الحقيقة بل مبين لإنتهائه
والنسخ المصطلح لأهل الإسلام عبارة عن بيان إنتهاء مدة الحكم العملي الشرعي المحتمل للوجود والعدم المتخيل دوامه بحسب أوهامنا
قال قسيس أي حكم من أحكام الإنجيل منسوخ بهذا المعنى
قال الفاضل مثل حرمة الطلاق ونحوها قال القسيس أليس الإنجيل كله منسوخا بهذا المعنى عندكم
قال الفاضل التحرير لا لأنه وقع في الباب الثاني عشر من إنجيل مرقس هكذا اسمع يا إسرائيل أن الرب إلهنا رب واحد وأن تحب الرب إلهك بقلبك كله وروحك كله وأدراكك كله وقواك كلها هذا هو الحكم الأول والثاني مثله وهو أن تحب جارك كنفسك وليس حكم آخر أكبر من هذين
ونحن لا نعتقد نسخ هذين الحكمين قال القسيس لا يمكن نسخ الإنجيل قطعا لأن قول المسيح في الآية العدد 33 من الباب الحادي والعشرين من إنجيل لوقا هكذا السماء والأرض تزولان وكلامي لا يزول قال الحكيم هذا القول ليس بعام بل خاص بالخبر عن الحادثة التي أخبر عنها المسيح عليه السلام قبل تلك الآية ومعناه لو زالت السماء والأرض بالفرض لكن كلامي هذا لا يزول عن الحادثة التي أخبرت به عنها
قال القسيس أن هذا القول ليس بخاص بل عام قال الحكيم أنظروا إلى عبارة تفسر دوالي وروجرد مينيت ذيل شرح الآية العدد 35 من الباب الرابع والعشرين من إنجيل متى وهذه الآية العدد مطابقة لآية لعدد إنجيل لوقا وترجمة تلك العبارة هكذا
قال القسيس بيرس مراده تقع الأمور التي أخبرت عنها يقينا وقال دين استاين هوب أن السماء والأرض وإن كانتا غير قابلتين للتبدل بالنسبة إلى الأشياء الآخر لكنهما ليستا بمحكمتين مثل أحكام أخباري بالأمور التي أخبرت عنها فتلك كلها تزول وأخباري بالأمور التي أخبرت عنها لا يزول بل القول الذي قلته الأن لا يتجاوز شيء منه عن مطلبه انتهت قال القسيس عبارتهما لا تنافى دعوانا لأن هذين المفسرين لا يقولان أن أخباري عن الحوادث الأنسية لا يزول وغيره يزول
قال الحكيم لا علاقة لتحرير هذا الأمر بالآية المذكروة ليصرح به المفسران قال القسيس لا وقول المسيح عام قال الحكيم أوردنا لإثبات ادعائنا شاهدين وأنتم تصرون على دعوى العموم بلا شاهد فسكت القسيس وما أجاب عن هذا بل قال
إن بطرس قال في الآية 23 من الباب الأول من الرسالة الأولى هكذا أنتم مولودون ثانية لا عن زرع يفنى بل مما يفنى بكلمة الله الحية الباقية إلي الأبد فثبت من هذا القول أن كلام الله يبقى إلى الأبد ولا ينسخ قال الفاضل المناظر وقع في الآية العدد 8 من الباب الأربعين من كتاب أشعياء مثل كلام بطرس وقد نقلتموه في كتاب ميزان الحق مع كلام بطرس وهو هكذا يبس الحشيش وسقط الزهر وكلمة ربنا تدوم إلى الأبد ففي هذا القول أيضا وكلمة ربنا تدوم إلى الأبد فيلزم أن لا ينسخ أمرا أو نهى من أحكام التوراة وقد نسخ مئات منها في الملة المسيحية
قال القسيس نعم التوراة منسوخ لكن كلامنا ليس في التوراة قال الفاضل التحرير أن مقصودنا أن مقصودكم لا يثبت من كلام بطرس لأن أشعياء عليه السلام أيضا قال مثل قوله وقد اعترفتم بنسخ التوراة فالعذر الذي يكون من جانبكم في كلام أشعياء فهو العذر بعينه من جانبنا في كلام بطرس قال القسيس نقلت قول بطرس على طريق السند ودليلنا هو قول المسيح قال الفاضل أن هذا القول في حق الخبر المذكور الذي مر ذكره وليس بعام ليكون مفيدا لكم على أنه وقع في الآية الثامنة عشر من الباب الخامس من إنجيل متى قول المسيح عليه السلام في حق التوراة هكذا فأنى الحق أقول لكم إلى أن لا تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكمل الكل وقد نسخ أحكام التوراة
وقال القسيس ليس كلامنا في التوراة قال الحكيم لم لا يكون كلامكم في التوراة وعندنا التوراة والإنجيل مستويان وقد صرحتم في عنوان الفصل الثاني من الباب الأول من كتاب ميزان الحق أن الإنجيل وكتب العهد العتيق لم تنسخ في وقت من الأوقات فلا بد لكم من التأويل والإعتذار في الآية النص المذكور أيضا وبمثل ذلك التأويل والإعتذار نؤول ونعتذر قول المسيح الذي تمسكتم به قال القسيس نعم كتبت هناك لكن كلامي مع الفاضل في هذا الوقت في الإنجيل فقط
قال الحكيم أن الحواريين لما نسخوا أحكام التوراة في زمانهم ما بقى منها إلا أربعة أحكام
حرمة قرابين الأوثان والدم المخنوق والزنا
ولم يبق الآن حرمة هذه الأشياء غير الزنا فوقع النسخ في الإنجيل أيضا
قال القسيس إن حرمة هذه الأشياء مختلف فيها بين علمائنا وقال البعض أنها منسوخة وقال البعض لا ونحن نحرم قرابين الأوثان إلى الآن
قال الفاضل التحرير إن مقدسكم بولس قال في الآية العدد الرابعة عشر من الباب الرابع عشر من الرسالة الرومية هكذا أنى عالم ومتيقن في الرب يسوع أن ليس شيء نجسا بذاته إلا من يحسب شيئا نجسا فله هو نجس
وقال في الآية العدد الخامسة عشر من الباب الأول من رسالته إلى طيطوس هكذا كل شيء طاهر للطاهرين وأما للنجسين والغير المؤمنين فليس شيء طاهرا ويعلم من هذين القولين حلية هذه الأشياء بل هما نصان فيها فكيف تكون حليتها مختلفا فيها وكيف تحرمون قرابين الأوثان فتحير القسيس وقال أفتى بعض العلماء بحلية هذه الأشياء نظرا إلى تلك الآيات
قال الفاضل التحرير أن قول المسيح في حق الحواريين في الباب العاشر من إنجيل متى هكذا إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامرين لا تدخلوا بل اذهبوا بالحرى إلى خراف بيت إسرائيل الضالة وفي الباب الخامس عشر من إنجيل متى وقع قوله في حق نفسه هكذا لم أرسل إلى خراف بيت إسرائيل الضالة فأقر بخصوص نبوته إلى بني إسرائيل
ووقع قوله في خطابهم في الآية الخامسة عشر من الباب السادس عشر من إنجيل مرقس هكذا اذهبوا إلى العالم اجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة فالقول الثاني ناسخ للأول قال القسيس أن المسيح نفسه نسخ الحكم الأول
قال الفاضل التحرير وقد ثبت هذا القدر أن النسخ في كلام المسيح علية السلام جائز وأن نسخ هو بنفسه وإذا ثبت قدرته على النسخ فأبوه أقدر لأنه أعظم منه على إعترافه في الآية الثامنة والعشرين من الباب الرابع عشر من إنجيل يوحنا قول عيسى عليه السلام هكذا أن أبي أعظم مني وأهل الإسلام يقولون أن أبا المسيح الذي هو أعظم منه بشهادته نسخ أحكام الإنجيل بالقرآن ولا يقولون أن محمدا صلى الله عليه وسلم نسخها بنفسه فلا بد أن لا يكون بعد ما في نسخ أحكام الإنجيل بالقرآن وأن يكون تمسككم بقول المسيح أن السماء والأرض تزولان وكلامي لا يزول باطلا قطعا وأن يكون معناه كما قال المفسر دوالى وروجردمينت وبقيت في قولكم حدشة أخرى أبين أن أجزتم قال القسيس بينوا
قال الفاضل أنكم كتبتم في الفصل الثاني أن من الباب الأول من كتاب ميزان الحق أن إدعاء نسخ الإنجيل وكتب العهد العتيق بظهور القرآن باطل من وجهين
الوجه الأول يلزم من قبول النسخ أمران
الأول أن الله أراد أن يفعل أمرا حسنا بإعطائه التوراة لكنه لم يتيسر فأعطى أفضل منه وهو الزبور ولما لم يحصل منه مرامه أيضا نسخه وأعطى الإنجيل ولما صار حاله أيضا مثل ما سبق ولم يحصل فمائدة حصل مرامة عاقبة الأمر من القرآن وأن جوز هذا الأمر والعياذ بالله تبطل حكمة الله وقدرته ويكون الله مثل السلطان الإنساني ضعيف العقل عديم الفهم وهذا يمكن في الذات الإنسانية الناقصة لا في ذات الله الكاملة
والأمر الثاني لو كان القول الأول غير ممكن لزم من قانون النسخ هذا التصور أن الله أراد عمدا بالنظر إلى مصلحته وإرادته أن يعطى شيئا ناقصا غير موصل إلى المطلوب ويبينه لكنه كيف يمكن أن يتصور أحد مثل هذه التصورات الناقصة الباطلة في ذات الله القديمة الكاملة الصفات انتهى
وهذان الأمران لا يلزمان على المسلمين نظرا إلى معنا النسخ المصطلح عليه فيما بينهم نعم يلزم على المسيحيين وعلى مقدسكم بولس لأنه قال في الآية الثانية عشر من الباب السابع من الرسالة العبرانية هكذا فإنه يصير إبطال الوصية السابقة أي التوراة من أجل ضعفها وعدم نفعها ثم قال في الباب الثامن من الرسالة المذكورة هكذا فإنه لو كان ذلك الأول بلا عيب لما طلب موضع لثان فإذا قال جديدا عتق الأول وأما ما عتق فهو قريب من الإضمحلال
فأطلق مقدسكم على التوراة أنه ضعيف عديم النفع ومعيب وقريب من الإضمحلال فسكت القسيس بعد سماعه ولم يجب بشيء
ثم قال الفاضل التحرير أن هذه الصفحات المعدودة التي كتبتم في إثبات امتناع الفسخ واحبة الإخراج لأنها لا مناسبة لها بالمعنى المصطلح عليه لأهل الإسلام
قال القسيس فرنج قد قلنا في السابق يعنى في المباحثة السابقة أنه نسخ من التوراة أحكام كانت أظلالا للمسيح وكان نسخها مناسبا لأن المسيح كملها وأما البشارات التي كانت في حق المسيح فهي غير منسوخة ثم أخذ الإنجيل وقرأ هذه الأيات النصوص من الباب العاشر من الرسالة العبرانية لأن الناموس إذ له ظل الخيرات العتيدة لأنفس صورة الأشياء لا يقدر أبدا بنفس الذبائح كل سنة التي يقدمونها على الدوام أن تكمل الذين يقدمون وإلا أفما زالت تقدم من أجل أن الخادمين وهم مطهرون مرة لا يكون لهم أيضا ضمير خطايا لكن فيها كل سنة ذكر خطايا لأنه لا يمكن أن دم تيران وتيوس يرفع خطايا لذلك عند دخوله إلى العالم يقول ذبيحة وقربانا لم ترد ولكن هيئت لي جسدا بمحرفات وذبائح للخطيئة لم تسر
وقال إن التوراة وكتب أخرى كانت بهذا القول إشارة إلى المسيح وكملت بمجيئه وإن الله ما كان راضيا عن القرابين ولا يوجد في الإنجيل إشارة إلى أحد ليصير الإنجيل منسوخا بمجيئه قال الحكيم لو سلم أن أحكام التوراة كملت بمجئ المسيح فلا بد من إقرار النسخ في الأحكام التي نسخت قبل المسيح قال القسيس فرنج أي حكم هذا قال الحكيم حكم الذبح مثلا لأنه مصرح في الباب السابع عشر من سفر الأحبار ونسخ بالآية 15 20 22 من الباب الثاني عشر من الإستثناء وقد أقر هورن في الصفحة 619 من المجلد الأول من تفسيره المطبوع سنة 1822 في ذيل شرح هذه الآيات بمنسوخية هذا الحكم وصرح أن هذا الحكم نسخ في السنة الأربعين من هجرتهم من مصر قبل دخول فلسطين وقرأ العبارة فلما سمع القسيس فرنج هذه العبارة سكت
قال الحكيم كلامنا إلى هذا الحين كان في إمكان النسخ وكان مقصودنا في هذا الوقت هذا القدر فقط أن كون كلام الله منسوخا ليس بمحال كما يدعيه القسوس عموما وأنتم في كتاب ميزان الحق خصوصا فثبت إمكانه ويثبت وقوعه بالفعل في الإنجيل بعد ثبوت نبوة خير البشر صلى الله عليه وسلم وفرق عظيم بين إمكان النسخ وبين وقوعه بالفعل
قال القسيس فندر نحن نفرق أيضا بين إمكانه ووقوعه بالفعل وتم الكلام في النسخ فاشرعوا في مبحث التحريف فجاء الكلام فيه
تنبيه ثبت عند الناظر الخبير من مبحث النسخ ثلاثة أمور
الأول أن كون كلام الله منسوخا ممكن
الثاني أن النسخ وقع بالفعل في أحكام التوراة على اعترافهم
الثالث أنه وقع بالفعل في بعض أحكام الإنجيل أيضا عندهم وظهر أن ما قال صاحب كتاب الميزان في الفصل الثاني من الباب الأول في إثبات إمتناع النسخ تمويه صرف وكلام لغو وإن تمسكه وقت المناظرة بقول المسيح المندرج في الباب الحادي والعشرين من إنجيل لوقا كان لغوا بلا شبهة وباطلا محضا والحمد لله
مبحث التحريف
قال الفاضل المناظر التحرير عامله الله بلطفه الخطير التماسنا أولا أن تبينوا أن التحريف بأي وجه يثبت عندكم ليثبت على ذلك الوجه ويتم عليكم فما أجاب القسيس بجواب واضح ثم قال الفاضل التحرير كيف إعتقادكم في كون مجموع كتب العهدين الهاميا أكل فقرة وكل لفظ من هذا المجموع من أول باب سفر الخليقة إلى آخر باب كتاب المشاهدات كلام الله أم لا
قال القسيس لا نقول في حق كل لفظ لفظ شيا لأنا نعترف بسهو الكاتب قال الفاضل اترك الألفاظ التي وقع فيها سهو الكاتب وأسأل عن غيرها من الألفاظ والفقرات
قال القسيس لا نقول في حق الألفاظ شيئا قال الفاضل التحرير
أن يوسى عبيس المؤرخ قال في الباب الثامن عشر من الكتاب الرابع من تاريخه ذكر جستن الشهير في مقابلة طريفون اليهودي عدة بشارات وأدعى أن اليهود اسقطوها من الكتب المقدسة انتهى
وقال واتش في الصفحة 32 من المجلد الثالث هكذا إني لا أشك في هذا الأمر أن العبارات التي ألزم فيها جستن اليهود في مباحثة طريفون بأنهم أسقطوها كانت تلك العبارات في عهد جستن وأرينيوس بوجوده في النسخة العبرانية والترجمة السبعينية وأجزاء من الكتاب المقدس وإن لم توجد الآن في نسخهما سيما العبارة التي قال جستن أنها كانت في كتاب أرميا كتب سلبرجيس في حاشية جستن وكتب واكتر كريب في حاشية أرينوس أنه يعلم أن بطرس لما كتب الآية السادسة من الباب الرابع من رسالته الأولى كانت هذه البشارة في خياله انتهى
وقال هورن في الصفحة 62 من المجلد الرابع من تفسيره المطبوع سنة 1822 هكذا ادعى جستن في كتابه في مقابلة طريفون اليهودي أن عزرا قال للناس أن طعام عيد الفصح طعام ربنا المنجى فإن فهمتم الرب افضل من هذه العلامة يعنى الطعام وآمنتم به فلا تكون هذه الأرض غير معمورة وإن لم تسمعوا وعظة تكونوا سبب إستهزاء للأقوام الأجنبية قال رائي تيكر الغالب أن هذه العبارة كانت ما بين الآية الحادية والعشرين والثانية والعشرين من الباب السادس من كتاب عزرا وداكتر أي كلارك يصدق جستن انتهى
فظهر من هذه العبارات أن جستن الشهير ادعى أن اليهود اسقطوا عدة بشارات من الكتب المقدسة بالتحريف وأيد أرينيوس دعوى جستن بعد ما ذكر عبارة أرمياء وصدق كريب في حاشية كتاب أرينيوس وكذا صدق سلبر جيس في حاشية كتاب جستن هذه الدعوى وكذا صدقها وائي تيكر وأى كلارك وواتسن أيضا والظن الغالب أن هذه العبارات كانت موجودة في النسخة العبرانية والترجمة سبعينية فيلزم أحد الأمرين
أما أن يكون جستن صادقا في دعواه أو كاذبا فإن كان صادقا ثبت ما قلنا وثبت تحريف اليهود وإن كان كاذبا فوا أسفي أن لذك أعظم قدمائهم كان كذابا اخترع من جانبه عبارات وادعى أنها أجزاء كلام الله وبالجملة تحريف أحد الفريقين لازم البتة قال القسيس أن جستن كان رجلا واحد وسها
قال الفاضل التحرير إن جامعي تفسير هنري واسكات صرحوا في المجلد الأول أن اكستائن كان يلزم اليهود بالتحريف في إعمار الأكابر ويقول أنهم حرفوا النسخة العبرانية وكان جمهور القدماء أيضا يقولون مثل ما قال وكانوا يقولون بالإتفاق أن هذا التحريف وقع في سنة 130 مائة وثلاثين من الميلاد
قال القسيس ماذا يكون بتحرير هنري واسكات لأنهما مفسران والمفسرون غيرهم مئون قال الفاضل التحرير أن هذين المفسرين ما كتبا آراءهما فقط بل بينا مذهب جمهور القدماء
قال القسيس أن المسيح شهد في حق كتب العهد العتيق وشهادته أزيد قبولا من شهادة غيره وهي هذه الآية 46 من الباب الخامس من إنجيل يوحنا هكذا لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقونني لأنه كتب عني والآية 27 من الباب 24 من إنجيل لوقا ثم ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب والآية 31 من الباب 16 من إنجيل لوقا فقال له أن كانوا لا يسمعون من موسى والأنبياء ولا أن قام واحد من الأموات يصدقون
قال الحكيم العجب كل العجب أنكم تستدلون بالكتاب الذي هو متنازع فيه إلى الآن وندعى تحريفه فما لم يحصل الإنفصال في حق هذا الكتاب فالإستدلال به ليس بصواب على أنا لو قطعنا النظر عن هذا القول ثبت من تلك الشهادة هذا القدر فقط أن هذي الكتب كانت موجودة في ذلك الزمان وأما تواتر الفاظها فلا يثبت بها وبيلى الذي ذكرتم في كتاب حل الأشكال كتابه في كتب الإسناد قد أقر في الباب السادس من القسم الثالث من كتابه المطبوع سنة 1850 في البلد لندن أنه يثبت بشهادة المسيح هذا القدر فقط أن هذه الكتب كانت موجودة في ذلك الزمان ولا يثبت بها تصديق كل جملة جملة وكل لفظ لفظ منها
قال القسيس لا نسلم ليبقى في هذا الموضع
قال الفاضل التحرير إن لم تسلموا لبيلى في هذا الموضع لا نسلم قولكم في هذا الباب وقولنا هو قول بيلى
قال الحكيم قال يعقوب في الباب الخامس من رسالته قد سمعتم صبر أيوب وعلمتم مقصود الرب ومع ذلك لا يسلم أحد أن كتاب أيوب الهامي بل وقع النزاع بين أهل الكتاب سلفا وخلفا إن أيوب اسم فرضى وكان مسماه أيضا موجودا في سالف الزمان ورب مماني ديز الذي هو من أعظم علماء اليهود وليكلرك وميكايلس وسملر واستاك وغيرهم من علماء المسيحية قالوا أن أيوب اسم فرضى وكتابه قصة باطلة
قال القسيس عندنا أيوب كان شخصا وكتابه أن دخل في شهادة المسيح فهو الهامي أيضا
قال الحكيم أن بولس كتب في الرسالة الثانية إلى طيموثاؤس أن باباس وبميراس خالفا موسى عليه السلام ولم يعلم أنه نقل عن أي كتاب جعلى فالنقل عن كتاب مالا يدل على أن المنقول عنه الهامي
قال القسيس ليس كلامنا في الكتب الجعلية وأوردت قول المسيح لتصديق كتب العهد العتيق فما لم يثبت أن الإنجيل محرف تكون شهادة المسيح بهذا الأمر كافية ووافية
قال الفاضل التحرير أن كلامنا على مجموع كتب العهدين فيبعد من إنصافكم أن تستدلوا بجزء من أجزاء هذه الكتب على أهل الإسلام وما لم تثبتوا بالأدلة الأخرى عدم تحريف هذا المجموع لا يتم قول منها حجة علينا على أنه لا يثبت مقصودكم من شهادة المسيح بوجهين
أما أولا فلان حال هذه الشهادة كما حقق ببلى
وأما ثانيا فلانها لاتنافى التحريف الذي وقع بعدها كما وقع في مدة أعمار الأكابر بعد مائة سنة على اعتراف جمهور القدماء المسيحية
قال القسيس أوردنا لكتب العهد العتيق شهادة المسيح فعليكم إثبات تحريف الإنجيل
قال الحكيم أن قولكم هذا وإن كان غير صواب لما علمت فيما مضى لكنكم إن كنتم مشتاقين لثبوت تحريف الإنجيل فاسمعوا وأخذ الإنجيل وقرأ الآية السابعة عشرة من الباب الأول من إنجيل متى وهي هكذا فجميع الأجيال من إبراهيم إلى داود أربعة عشر جيلا ومن داود إلى سبى بابل أربعة عشر جيلا ومن سبى بابل إلى المسيح أربعة عشر جيلا
وقال بينوا أن الأجيال الأربعة عشر تتم على أي اسم في الطبقة الثانية
قال القسيس لا غرض لنا من هذا بل لا بد أن تبينوا أن هذه العبارة توجد في النسخ كلها هكذ أم لا
قال الحكيم توجد في النسخ المستعملة الآن ولم نعلم أنها كانت موجودة في النسخ القديمة أم لا لكنها غلط يقينا
قال القسيس الغلط أمر والتحريف أمر آخر
قال الحكيم إن كان الإنجيل كله إلهاميا ولا مجال للغلط في الإلهام فلا شك أن يكون لسبب التحريف فيما بعد وإن لم يكن إلهاميا يثبت مطلب آخر وهو أن هذا الإنجيل ليس بكتاب إلهامي على رأيكم أيضا
قال القسيس أن التحريف لا يثبت إلا إذا ثبت أن عبارة لا توجد في النسخ القديمة وتوجد في النسخ الجديدة فأحال الحكيم إلى الآية السابعة والثامنة من الباب الخامس من الرسالة الأولى ليوحنا
قال القسيس إن التحريف وقع ههنا وكذا في موضع أو موضعين آخرين ولما سمع اسمت حاكم صدر ديواني أي مشير الضبطية وكان جالسا في جنب القسيس فرنج سأله باللسان الإنجليزي ماذا هذا القول قال القسيس فرنج أن هؤلاء أخرجوا من كتب هورن وغيره من المفسرين ستة أو سبعة مواضع فيها إقرار التحريف
ثم التفت القسيس فرنج إلى الحكيم وقال في لسان اردو أن القسيس فندر أيضا يسلم أن التحريف قد وقع في سبعة أو ثمانية مواضع
فقال الفاضل قمر الإسلام إمام الجامع الكبير في أكبر أباد للكاتب خادم على مهتم مطلع الأخبار أكتبوا أن القسيس أقر بالتحريف في سبعة أو ثمانية مواضع واطبعوا في جريدتكم
قال القسيس بعد استماعه نعم اكتبوا ثم قال مالزم النقصان في الكتب المقدسة وإن وقع التحريف بهذا القدر وقد اختلفت العبارات يقينا بسهو الكاتبين
قال الحكيم إن اختلافات العبارة عند البعض مائة ألف وخمسون ألفا وعند البعض ثلاثون ألفا فمختاركم أي قول من هذين القولين
قال القسيس فرنج التحقيق أن هذه الإختلافات أربعون ألفا وجعل القسيس فندر يقول أنه لا يلزم النقصان من هذا القدر في الكتب المقدسة فلينصف واحد أو إثنان من أهل الإسلام وكذا من المسيحيين
والتفت إلى المفتي الحافظ رياض الدين وقال مرارا انصفوا أنتم
فقال المفتي إذا ثبت الجعل في موضع من الوثيقة لا تبقى هذه الوثيقة معتبرة ولما ثبت بإقراركم الجعل والتحريف في سبعة أو ثمانية مواضع فكيف يعتمد عليها وهذا الأمر يعرفه الحكام الذين هم حاضرون في هذه الجلسة معرفة جيدة وأشار إلى اسمت مشير الضبطية فقال أسألوه لكنه ما قال في هذا الباب شيئا
ثم قال المفتي إذا كان اختلاف العبارات مسلما عندكم فإذا وجدت العبارتان مختلفتين فهل تقدرون أن تعينوا أحدهما أن هذه كلام الله جزما أم لا تقدرون بل كلتاهما مشكوكتان
قال القسيس لا نقدر أن نعين أحدهما جزما
قال المفتي أن دعوى أهل الإسلام هذه أن هذا المجموع الموجود المستعمل الآن من كتب العهدين ليس كله كلام الله جزما وقد ثبت بإقراركم هذا المعنى أيضا
قال القسيس زاد على الوقت الموعود نصف ساعة فتكون المباحثة غدا
قال الفاضل المناظر التحرير أقررتم بالتحريف في ثمانية ونحن نثبته إن شاء الله في خمسين أو ستين موضعا بإقرار العلماء المسيحية
فإن كانت المباحثة مقصودة لكم فلا بد من مراعاة ثلاثة أشياء
الأول نطلب منكم السند المتصل لبعض الكتب فلا بد من بيانه
والثاني لا بد من تسليم خمسين أو ستين موضعا التي أقر فيها العلماء المسيحية بالتحريف أولا بد من تأويلها ولا نقول أنه يلزمكم تسليم قول هورن طوعا أو كرها وأنتم أدون من هورن بل نقول لا بد أولا من استماع هذه المواضع ثم اختيار أحد الأمرين أعني التسليم أو التأويل
والثالث ما لم تفرغوا من تسليم المواضع الخمسين أو الستين أو تأويلها لا تستدلوا بهذا المجموع علينا
قال القسيس نقبل بشرط هو أني أسأل غدا أن الإنجيل الذي كان في عهد نبيكم أي إنجيل كان
قال الفاضل التحرير هذا الشرط مقبول ونبين غدا
قال الحكيم إن قلتم يبين الساعة
قال القسيس الآن طالت المدة واسمع غدا
ثم قام الفريقان وتمت الجلسة الأولى
الجلسة الثانية
انعقدت هذه الجلسة يوم الثلاثاء الثاني عشر من رجب سنة 1270 ه من الهجرة والحادي عشر من نيسان إبريل الأفرنجي سنة 1854 من الميلاد وقت الصباح في المكان المعهود واجتمع فيه الخواص والعوام أزيد من الجلسة الأولى
وكان من حضار تلك الجلسة اسمت حاكم صدر ديواني أي مشير الضبطية وريد حاكم صدر يورد أي مشير النظارة المالية ووليم حاكم المعسكر والقسيس وليم كلين والقسيس هارلي وغيرهم من أمراء الإنكليز والمفتى محمد رياض الدين والفاضل أسد الله قاضي القضاة والفاضل فيض أحمد سرشته دار صدر بورد أي باشكاتب النظارة المالية والفاضل حضور أحمد والفاضل أمير الله وكيل راجه بنارس والفاضل قمر الإسلام إمام الجامع الكبير في أكبر أباد والفاضل أمجد على وكيل الدولة الإنكليزية أي دعوية ناظرى والفاضل سراج الحق والكاتب خادم على مهتم مطلع الأخبار وغيرهم من رؤساء البلد من عوام المسلمين والمسيحيين والمشركين زهاء الف رجل
وكانت الكتب الدينية أيضا بين أيدي الفريقين أزيد من الجلسة الأولى
فقام القسيس فندر على آخر ست ساعات ونصف وأخذ كتاب ميزان الحق بيده وتشرع في قراءة العبارات التي فيها عدة آيات من القرآن الكريم من الفصل الأول من الباب الأول لكنه لما كان يغلط في قراءة الآيات قال قاضي قضاة اكتفوا على الترجمة لأن المعنى يتبدل بتبدل الألفاظ
قال القسيس اعفونا لأن هذا من قصور لساننا والعبارة هذه وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالك لا حجة بيننا وبينكم وأيضا في سورة العنكبوت ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بما أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون وأيضا في سورة المائدة اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم ثم قال وهذا الأمر ظاهر على كل فرد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن الفرق التي أعطوا الكتاب ولقبوا بأهل الكتاب المسيحيون واليهود كما ورد في حقهم في سورة البقرة وهم يتلون الكتاب وهذا الأمر أيضا معلوم من القرآن الكريم ومشخص أن الكتب التي أعطيها اليهود والمسيحيون التوراة والإنجيل وفي سورة آل عمران وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس ثم قال في هذه الآيات ذكر الكتاب وأهل الكتاب والمراد بأهل الكتاب اليهود والنصارى فعلم أن التوراة والإنجيل كانا موجودين في عهد محمد صلى الله عليه وسلم وإن المحمديين جعلوهما هاديي الدين بعد تسليمهما وأن التحريف لم يقع فيهما إلى زمان محمد صلى الله عليه وسلم
قال الفاضل المناظر التحرير يثبت من هذه الآيات هذا القدر فقط
أن كلام الله نزل في الزمان السالف فليؤمن به وأن التوراة والإنجيل نزلا في الزمان السالف كما يفهم من هذه الآيات وكانا موجودين في عهد محمد صلى الله عليه وسلم وأن كانا محرفين كما تدل عليه الآيات الأخرى ولا يثبت من هذه الآيات بوجه ما أن يكون التحريف لم يقع في هذه الكتب إلى زمان محمد صلى الله عليه وسلم
كيف وقد شنع الله على أهل الكتاب في مواضع من القرآن لأجل تحريفهم فكما نؤمن بحكم الآيات القرآنية أن كلام الله نزل في الزمان السالف فكثيرا نؤمن أن التحريف قد وقع فيه ولذا جاء من الحديث لاتصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم فالذي يوجد بين يدي أهل الكتاب محرف
قال القسيس لا تذكروا في هذا الوقت الحديث بل اذكروا آيات القرآن فقط
قال الفاضل يثبت من الآيات أيضا الأمران المذكوران كما أقررتم بهما أيضا في كتاب ميزان الحق
قال القسيس يعلم من آيات سورة البينة أن التحريف لم يقع قبل زمان محمد صلى الله عليه وسلم ثم قرأ من الفصل الثالث من الباب الأول هذه العبارة لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة
وقال يعلم من هذه الآيات أن اليهود والمسيحيين حرفوا كتبهم بعد ظهور محمد صلى الله عليه وسلم وشروع دعوته لا قبلها
ثم قال إن صاحب الإستفسار الذي تعرفونه أنه الفاضل آل حسن بين هذه الآية في الصفحة 448 هكذالم ينعزلوا عن إعتقاد النبي المنتظر أو لم يختلفوا ولم يتفرقوا في إعتقاده إلا إذا جاء هذا النبي فهذا المعنى يمكن أن يقال أن التبديل والتحريف لم يقعا في بشارات هي آخر الزمان إلى ظهوره
قال الفاضل التحرير أن ترجمة هذه الآيات على ما اختاره جمهور المفسرين وأختاره حضرة عبدالقادر المحدث الدهلوى في ترجمته هكذا لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب أي اليهود والنصارى والمشركين أي عابدي الأصنام منفكين عن أديانهم ورسومهم القبيحة وعقائدهم الفاسدة مثل عدم اعتقاد نبوة عيسى عليه السلام كما كان الليهود أو إعتقاد التثليث كما كان للنصارى ونحوهما حتى تأتيهم البينة رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة وما تفرق الذين أوتوا الكتاب في أديانهم ورسومهم القبيحة وعقائدهم الفاسدة بأن تركها البعض وأختار الإسلام وقام البعض عليها تعصبا وتعنتا إلا من بعد ما جاءتهم البينة أي رسول الله والقرآن
وقال سيدنا حضرة عبدالقادر في الحاشية على آخر الآية الأولى ضل جميع أهل الملل قبل محمد صلى الله عليه وسلم وكان كل منهم مغرور على غلطه وما كان ممكنا أن يحصل لهم الهداية بواسطة حكيم أو ولي أو سلطان عادل مالم يأت رسول عظيم القدر معه كتاب من الله ومدد قوى بحيث امتلأت الأقاليم بالإيمان في عدة سنين انتهى
فحاصل هذه الآيات هذا القدر فقط أن أهل الكتاب والمشركين مامتنعوا عن رسومهم القبيحة مالم يأتهم رسول عظيم الشأن ومن خالف بعد مجيئه فمخالفته لأجل التعصب الغير الحق والعناد فاستدلالكم بهذه الآيات في هذه الصورة ليس بصحيح وجواب صاحب الإستفسار تنزلي كما تدل عليه عبارته هذه لو سلم هذه صحة الإستدلال يثبت منه هذا القدر فقط الخ ومقصود صاحب الإستفسار أن استدلالكم أولا ليس بصحيح ولو سلم صحته يثبت منه هذا القدر أن بشارات محمد صلى الله عليه وسلم لم تحرف لأن التحريف لم يقع في موضع من كتب العهدين وصاحب الإستفسار يصيح في كتابه كله بوقوع التحريف
قال القسيس بينوا الآن أن الإنجيل الذي جاء ذكره في القرآن أي إنجيل كان
قال الفاضل لم يثبت براوية ضعيفة أو قوية تعينه حتى يتبين أنه إنجيل متى أو يوحنا أو شخص آخر وما كنا مؤمورين بتلاوته ليعلم حاله
وهنا أشار القسيس إلى أمراء الإنكليز وقال هؤلاء الجالسون كلهم أهل الكتاب فاسألوهم أنه أي إنجيل كان
قال الحكيم أن الثابت بالقرآن هذا القدر فقط أن الإنجيل نزل على عيسى عليه السلام ولا يعلم أنه أي إنجيل كان وكان الأناجيل الكثيرة مشتهرة في ذلك الزمان مثل إنجيل برنابا وبرتلما وغيرهما فالله أعلم أن المراد أي إنجيل وكان في ذلك فرقة ناني كيزا التي ما كانت تسلم مجموع هذا الإنجيل المشهور وكان في ذلك الزمان فرقة سمى كولى رى دينس كانت تقول أن الآلهة ثلاثة الآب والإبن ومريم لعل هذا الأمر كان مكتوبا في نسختهم لأن القرآن كذبهم ولا يثبت من موضع أن كتاب أعمال الحواريين ورسائلهم وكتاب المشاهدات داخلة في ذلك الإنجيل
قال القسيس فرنج أنتم لا تسلمون الكتب المندرجة في هذا الإنجيل التي هي ليست قول عيسى عليه السلام وقد سلم مجلس لوديسيا هذه الكتب غير المشاهدات وقرارها واحب التسليم وكبار علمائنا الذين اعتبارهم عندنا في الغاية مثل كليمنس اسكندريانوس و ترتولين وارجن و سائي بدن وغيرهم قرروا كتاب المشاهدات أيضا واجب التسليم لكن سنده المتصل لا يوجد عندنا بسبب الفتن والخصومات والمحاربات التي كانت في الزمان السالف
قال الحكيم أن كليمنس في أي زمان كان
قال القسيس فرنج في آخر القرن الثاني
قال الحكيم أن نقل كليمنس فقرتين من كتاب المشاهدات يثبت منه هذا القدر فقط أن كليمنس سلم في آخر القرن الثاني أن كتاب المشاهدات من تصنيف يوحنا لكن سنده لم يوجد قبل زمانه مع أن التواتر اللفظي لجميع الكتاب لا يثبت من فقرتين
وترتولين وغيره كانوا بعد كليمنس لأن ترتولين كان برسبتركار تهيج في سنة 200 م وسائي برن كان بشب كارتهيج في سنة 248 م وارجن كان في وسط القرن الثالث وشرع هو في إصلاح الترجمة السبعينية في سنة 231
وقال كيس برسبتر الروم الذي كان في سنة 212 م أنه تصنيف سرن هتس الملحد وصرح ديونيسبسن أن بعض القدماء قال أنه من كلام سرن هتس الملحد
قال القسيس فرنج كيس عندنا ليس من العظام وما ذكر ديونيسبسن اسم بعض القدماء ولا بأس بمخالفة واحد أو أثنين
قال الحكيم لا نذكر واحد أو اثنين بل نقدر على إظهار أسماء مئين من المفكرين مثل يوس بيس وسرل وكنيسة برشالم كلها في عهده وغيرهم ورده علماء محفل لوديسيا أيضا وبعض الكنائس كانوا يرددون في عهد جيروم أيضا
قال القسيس فندر هذا الكلام خارج عن المبحث وكلامنا الآن في الإنجيل الذي كان موجودا فيه عهد محمد صلى الله عليه وسلم والتفت إلى الفاضل المناظر التحرير فقال الفاضل اظهرنا مذهبنا فإن علمتم أن هذا ليس بمذهب أهل الإسلام فاذكروا دليلا على هذا والا فسلموه
ونحن نقر أن كلام الله نزل على عيسى عليه السلام لكنا ننكر أنه عبارة عن مجموع هذا العهد الجديد وأنه لم يقع التغيير والتبديل فيه وكلام الحواريين عندنا ليس بإنجيل بل الإنجيل الذي نزل على عيسى عليه السلام
وقال صاحب تخجيل من حرف الإنجيل في الباب الثاني من كتابه في حق هذه الأناجيل المشهورة أنها ليست هي الأناجيل الحق المبعوث بها الرسول المنزلة من عند الله تعالى انتهى كلامه بلفظه
ثم قال في الباب المذكور والإنجيل الحق إنما هو الذي نطق به المسيح انتهى كلامه بلفظه
ثم قال في الباب التاسع في بيان فضائح النصارى وقد سلبهم فولس هذا من الذين بلطيف خداعه إذ رأى عقولهم قابلة لكل ما يلقي اليها وقد طمس هذا الخبيث رسوم التوراة انتهى كلامه بلفظه
وقال الإمام القرطبي في الباب الثالث من كتابه المسمى بكتاب الأعلام بما عند النصارى من الفساد والأوهام
إن الكتاب الذي بيد النصارى الذي يسمونه بالإنجيل ليس هو الإنجيل الذي قال الله فيه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس انتهى كلامه بلفظه ومثلها صرح العلماء الآخرون سلفا وخلفا ولما لم يثبت من رواية ما أن أقوال المسيح مكتوبة في الإنجيل الفلاني لا نقدر على تعيين هذا الأمر وما نقل في هذه الأناجيل الأربعة نزلته منزلة آحاد الأحاديث ولم تنقل
رواية معتبرة عن مؤمنى القرآن الأول ومن جملة أسبابه هذا السبب أيضا أن البابا كان في ذلك العهد متسلطا تسلط تاما ولا تكون الإجازة العامة لقراءة الإنجيل في فرقته فقلما رأى المسلمون نسخ الإنجيل بهذا السبب
وكان أكثر المسيحيين في نواحر العرب غالبا من هذا القسم أو من الفرقة النسطورية
فغضب القسيس فرنج على هذا وقال نسبتم العيب العظيم إلى أنجيلنا والبابا لم فيه فسادا ما
وشرع القسيس بفندر في بيان حال إحراق أمير المؤمنين عثمان ابن عفان رضي الله عنه بعد نسخ القرآن
فقال الفاضل أن هذا الكلام كان خارجا عن المبحث لكنكم لما شرعتم فيه فاسمعوا الجواب عنه
قال القسيس لما اعترضتم على الإنجيل عرضت أيضا فارجعوا الآن إلى أصل المطلب ولما كان أصل المطلب أن القسيس بعد سؤال حال الإنجيل يراعي ثلاثة أشياء كما تقرر في آخر الجلسة الأولى
قال الفاضل كلامنا من الأول وعلى ما تقرر أمس على مجموع كتبه العهدين لا على الإنجيل فقط فنطلب منكم السند المتصل لبعض كتب هذا المجموع
قال القسيس تكلموا على الإنجيل
قال الفاضل كلامنا على المجموع وتخصيص الإنجيل لغو فسكت القسيس والظاهر أنه لم يستحسن بيان السند المتصل لهذه الكتب وأنجر الكلام إلى الغلط والتحريف
ثم أخرج القسيس فرنج طومارا طويلا كان معه وقرأه وكان ملخصه أن علماءنا وجدوا اختلافات العبارة ثلاثين ألفا أو أربعين ألفا لكنها ليست في نسخة واحدة بل في نسخ كثيرة ولو فرقناها على النسخ يكون في مقابلة كل نسخة نسخة منها أربعمائة أو خمسمائة وإن وقع بعض الأغلاط من تصرفات المبتدعين ووجد كتركرسباخ في إنجيل متى ثلثمائة وسبعون سهوا في الآيات والألفاظ منها سبعة عشر شديدة ثقل واثنان وثلاثون أيضا ثقيلة لكنها خفيفة بالنسبة إلى الأولى والبواقي خفيفة
وصحح علماؤنا هذه الأغلاط في أكثر المواضع لأن هذا الأمر قريب القياس أن الكتاب الذي تكون نسخه كثيرة فتصحيحه ممكن والكتاب الذي تكون نسخته واحدة فتصحيحه عسير مثل نسخة ترنس ونسخة بيركيولس يوجد لأحدهما عشرون ألف نسخة فصححها علماؤنا وللأخرى نسخة واحدة فعدوا تصحيحها متعسرا
وإذ كانت نسخ الإنجيل موجودة بالكثرة فتصحيحه ليس بمتتنع ونحن الآن نبين عدة وجوه من قرانين التصحيح قال القسيس لا نقدر أن نعين أحدهما جزما
قال المفتي أن دعوى أهل الإسلام هذه أن هذا المجموع الموجود المستعمل الآن من كتب العهدين ليس كله كلام الله جزما وقد ثبت بإقراركم هذا المعنى أيضا
قال القسيس زاد على الوقت الموعود نصف ساعة فتكون المباحثة غدا
قال الفاضل المناظر التحرير أقررتم بالتحريف في ثمانية ونحن نثبته إن شاء الله في خمسين أو ستين موضعا بإقرار العلماء المسيحية
فإن كانت المباحثة مقصودة لكم فلا بد من مراعاة ثلاثة أشياء
الأول نطلب منكم السند المتصل لبعض الكتب فلا بد من بيانه
والثاني لا بد من تسليم خمسين أو ستين موضعا التي أقر فيها العلماء المسيحية بالتحريف أولا بد من تأويلها ولا نقول أنه يلزمكم تسليم قول هورن طوعا أو كرها وأنتم أدون من هورن بل نقول لا بد أولا من استماع هذه المواضع ثم اختيار أحد الأمرين أعني التسليم أو التأويل
والثالث ما لم تفرغوا من تسليم المواضع الخمسين أو الستين أو تأويلها لا تستدلوا بهذا المجموع علينا
قال القسيس نقبل بشرط هو أني أسأل غدا أن الإنجيل الذي كان في عهد نبيكم أي إنجيل كان
قال الفاضل التحرير هذا الشرط مقبول ونبين غدا
قال الحكيم إن قلتم يبين الساعة
قال القسيس الآن طالت المدة واسمع غدا
ثم قام الفريقان وتمت الجلسة الأولى
الجلسة الثانية
انعقدت هذه الجلسة يوم الثلاثاء الثاني عشر من رجب سنة 1270 ه من الهجرة والحادي عشر من نيسان إبريل الأفرنجي سنة 1854 من الميلاد وقت الصباح في المكان المعهود واجتمع فيه الخواص والعوام أزيد من الجلسة الأولى
وكان من حضار تلك الجلسة اسمت حاكم صدر ديواني أي مشير الضبطية وريد حاكم صدر يورد أي مشير النظارة المالية ووليم حاكم المعسكر والقسيس وليم كلين والقسيس هارلي وغيرهم من أمراء الإنكليز والمفتى محمد رياض الدين والفاضل أسد الله قاضي القضاة والفاضل فيض أحمد سرشته دار صدر بورد أي باشكاتب النظارة المالية والفاضل حضور أحمد والفاضل أمير الله وكيل راجه بنارس والفاضل قمر الإسلام إمام الجامع الكبير في أكبر أباد والفاضل أمجد على وكيل الدولة الإنكليزية أي دعوية ناظرى والفاضل سراج الحق والكاتب خادم على مهتم مطلع الأخبار وغيرهم من رؤساء البلد من عوام المسلمين والمسيحيين والمشركين زهاء الف رجل
وكانت الكتب الدينية أيضا بين أيدي الفريقين أزيد من الجلسة الأولى
فقام القسيس فندر على آخر ست ساعات ونصف وأخذ كتاب ميزان الحق بيده وتشرع في قراءة العبارات التي فيها عدة آيات من القرآن الكريم من الفصل الأول من الباب الأول لكنه لما كان يغلط في قراءة الآيات قال قاضي قضاة اكتفوا على الترجمة لأن المعنى يتبدل بتبدل الألفاظ
قال القسيس اعفونا لأن هذا من قصور لساننا والعبارة هذه وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالك لا حجة بيننا وبينكم وأيضا في سورة العنكبوت ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بما أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون وأيضا في سورة المائدة اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم ثم قال وهذا الأمر ظاهر على كل فرد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم أن الفرق التي أعطوا الكتاب ولقبوا بأهل الكتاب المسيحيون واليهود كما ورد في حقهم في سورة البقرة وهم يتلون الكتاب وهذا الأمر أيضا معلوم من القرآن الكريم ومشخص أن الكتب التي أعطيها اليهود والمسيحيون التوراة والإنجيل وفي سورة آل عمران وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس ثم قال في هذه الآيات ذكر الكتاب وأهل الكتاب والمراد بأهل الكتاب اليهود والنصارى فعلم أن التوراة والإنجيل كانا موجودين في عهد محمد صلى الله عليه وسلم وإن المحمديين جعلوهما هاديي الدين بعد تسليمهما وأن التحريف لم يقع فيهما إلى زمان محمد صلى الله عليه وسلم
قال الفاضل المناظر التحرير يثبت من هذه الآيات هذا القدر فقط
أن كلام الله نزل في الزمان السالف فليؤمن به وأن التوراة والإنجيل نزلا في الزمان السالف كما يفهم من هذه الآيات وكانا موجودين في عهد محمد صلى الله عليه وسلم وأن كانا محرفين كما تدل عليه الآيات الأخرى ولا يثبت من هذه الآيات بوجه ما أن يكون التحريف لم يقع في هذه الكتب إلى زمان محمد صلى الله عليه وسلم
كيف وقد شنع الله على أهل الكتاب في مواضع من القرآن لأجل تحريفهم فكما نؤمن بحكم الآيات القرآنية أن كلام الله نزل في الزمان السالف فكثيرا نؤمن أن التحريف قد وقع فيه ولذا جاء من الحديث لاتصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم فالذي يوجد بين يدي أهل الكتاب محرف
قال القسيس لا تذكروا في هذا الوقت الحديث بل اذكروا آيات القرآن فقط
قال الفاضل يثبت من الآيات أيضا الأمران المذكوران كما أقررتم بهما أيضا في كتاب ميزان الحق
قال القسيس يعلم من آيات سورة البينة أن التحريف لم يقع قبل زمان محمد صلى الله عليه وسلم ثم قرأ من الفصل الثالث من الباب الأول هذه العبارة لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة
وقال يعلم من هذه الآيات أن اليهود والمسيحيين حرفوا كتبهم بعد ظهور محمد صلى الله عليه وسلم وشروع دعوته لا قبلها
ثم قال إن صاحب الإستفسار الذي تعرفونه أنه الفاضل آل حسن بين هذه الآية في الصفحة 448 هكذالم ينعزلوا عن إعتقاد النبي المنتظر أو لم يختلفوا ولم يتفرقوا في إعتقاده إلا إذا جاء هذا النبي فهذا المعنى يمكن أن يقال أن التبديل والتحريف لم يقعا في بشارات هي آخر الزمان إلى ظهوره
قال الفاضل التحرير أن ترجمة هذه الآيات على ما اختاره جمهور المفسرين وأختاره حضرة عبدالقادر المحدث الدهلوى في ترجمته هكذا لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب أي اليهود والنصارى والمشركين أي عابدي الأصنام منفكين عن أديانهم ورسومهم القبيحة وعقائدهم الفاسدة مثل عدم اعتقاد نبوة عيسى عليه السلام كما كان الليهود أو إعتقاد التثليث كما كان للنصارى ونحوهما حتى تأتيهم البينة رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة وما تفرق الذين أوتوا الكتاب في أديانهم ورسومهم القبيحة وعقائدهم الفاسدة بأن تركها البعض وأختار الإسلام وقام البعض عليها تعصبا وتعنتا إلا من بعد ما جاءتهم البينة أي رسول الله والقرآن
وقال سيدنا حضرة عبدالقادر في الحاشية على آخر الآية الأولى ضل جميع أهل الملل قبل محمد صلى الله عليه وسلم وكان كل منهم مغرور على غلطه وما كان ممكنا أن يحصل لهم الهداية بواسطة حكيم أو ولي أو سلطان عادل مالم يأت رسول عظيم القدر معه كتاب من الله ومدد قوى بحيث امتلأت الأقاليم بالإيمان في عدة سنين انتهى
فحاصل هذه الآيات هذا القدر فقط أن أهل الكتاب والمشركين مامتنعوا عن رسومهم القبيحة مالم يأتهم رسول عظيم الشأن ومن خالف بعد مجيئه فمخالفته لأجل التعصب الغير الحق والعناد فاستدلالكم بهذه الآيات في هذه الصورة ليس بصحيح وجواب صاحب الإستفسار تنزلي كما تدل عليه عبارته هذه لو سلم هذه صحة الإستدلال يثبت منه هذا القدر فقط الخ ومقصود صاحب الإستفسار أن استدلالكم أولا ليس بصحيح ولو سلم صحته يثبت منه هذا القدر أن بشارات محمد صلى الله عليه وسلم لم تحرف لأن التحريف لم يقع في موضع من كتب العهدين وصاحب الإستفسار يصيح في كتابه كله بوقوع التحريف
قال القسيس بينوا الآن أن الإنجيل الذي جاء ذكره في القرآن أي إنجيل كان
قال الفاضل لم يثبت براوية ضعيفة أو قوية تعينه حتى يتبين أنه إنجيل متى أو يوحنا أو شخص آخر وما كنا مؤمورين بتلاوته ليعلم حاله
وهنا أشار القسيس إلى أمراء الإنكليز وقال هؤلاء الجالسون كلهم أهل الكتاب فاسألوهم أنه أي إنجيل كان
قال الحكيم أن الثابت بالقرآن هذا القدر فقط أن الإنجيل نزل على عيسى عليه السلام ولا يعلم أنه أي إنجيل كان وكان الأناجيل الكثيرة مشتهرة في ذلك الزمان مثل إنجيل برنابا وبرتلما وغيرهما فالله أعلم أن المراد أي إنجيل وكان في ذلك فرقة ناني كيزا التي ما كانت تسلم مجموع هذا الإنجيل المشهور وكان في ذلك الزمان فرقة سمى كولى رى دينس كانت تقول أن الآلهة ثلاثة الآب والإبن ومريم لعل هذا الأمر كان مكتوبا في نسختهم لأن القرآن كذبهم ولا يثبت من موضع أن كتاب أعمال الحواريين ورسائلهم وكتاب المشاهدات داخلة في ذلك الإنجيل
قال القسيس فرنج أنتم لا تسلمون الكتب المندرجة في هذا الإنجيل التي هي ليست قول عيسى عليه السلام وقد سلم مجلس لوديسيا هذه الكتب غير المشاهدات وقرارها واحب التسليم وكبار علمائنا الذين اعتبارهم عندنا في الغاية مثل كليمنس اسكندريانوس و ترتولين وارجن و سائي بدن وغيرهم قرروا كتاب المشاهدات أيضا واجب التسليم لكن سنده المتصل لا يوجد عندنا بسبب الفتن والخصومات والمحاربات التي كانت في الزمان
 
قديم 06/06/2005   #2
شب و شيخ الشباب agha
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ agha
agha is offline
 
نورنا ب:
Apr 2005
مشاركات:
647

افتراضي


يعني أنت شو بدك لوين بدك توصل
 
قديم 07/06/2005   #3
شب و شيخ الشباب ma7aba
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ ma7aba
ma7aba is offline
 
نورنا ب:
Jun 2004
المطرح:
سوريا دمشق
مشاركات:
3,316

إرسال خطاب MSN إلى ma7aba إرسال خطاب Yahoo إلى ma7aba بعات رسالي عبر Skype™ ل  ma7aba
افتراضي


احلى شغلة بهل القسيس انو مانوا قارئ الأنجيل وكمان بىمن بشي مو موجود بالمسيحية بل موجود بأفكار المسلمين فقط




عن جد الله يعينك يعني صرنا الف مرة عم نقول انو نحن نؤمن بأله واحد مو ثلاثة وبترجع لنفس النقطة يبدوا انك ياأخي من الأشخاص الذين تحجرت عقولهم ويرفضون ان يقرأوا الحقيقة سأرد بشكل مفصل يوم الخميس على هذه المناظرة واطالبك بأن تقول لي بعد ردي ايعقل ان يكون هذا الشخص قسيس تصور أنو في شيخ جامع ومابيعرف شو وارد بالقرآن هل يعقل

واما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم.باركوا لاعنيكم.احسنوا الى مبغضيكم.وصلّوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم.

فماذا نقول لهذا.ان كان الله معنا فمن علينا.

ياأبتي أغفر لهم فإنهم لا يعلمون ماذا يفعلون
 
قديم 07/06/2005   #4
شب و شيخ الشباب agha
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ agha
agha is offline
 
نورنا ب:
Apr 2005
مشاركات:
647

افتراضي


اقتباس:
سأرد بشكل مفصل يوم الخميس
لا تعزب حالك فالج لاتعالج
 
قديم 08/06/2005   #5
شب و شيخ الشباب (( قل هو الله أحد ))
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ (( قل هو الله أحد ))
(( قل هو الله أحد )) is offline
 
نورنا ب:
Apr 2005
المطرح:
السعوديه
مشاركات:
218

إرسال خطاب AIM إلى (( قل هو الله أحد ))
افتراضي


أخي هل تقبل بمناظرة معي أنتظر رد
ك يامحبا ؟
 
قديم 09/06/2005   #6
شب و شيخ الشباب ma7aba
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ ma7aba
ma7aba is offline
 
نورنا ب:
Jun 2004
المطرح:
سوريا دمشق
مشاركات:
3,316

إرسال خطاب MSN إلى ma7aba إرسال خطاب Yahoo إلى ma7aba بعات رسالي عبر Skype™ ل  ma7aba
افتراضي


اقتباس:
أخي هل تقبل بمناظرة معي أنتظر رد
ك يامحبا ؟
انا موافق ولكن مناظرة علنية تتبع مراجع وليس كلام ومجرد كلام
عدم التعنت على اي شيء خطأ تسأل سؤال واجيب اسأل سؤال وتجيب
يرفض الجواب القائل التاريخ غلط العلم غلط والقرآن كلام الله او الأنجيل كلام الله ولا يمكن ان يكون فيه خطأ


مارأيك
 
قديم 10/06/2005   #7
شب و شيخ الشباب (( قل هو الله أحد ))
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ (( قل هو الله أحد ))
(( قل هو الله أحد )) is offline
 
نورنا ب:
Apr 2005
المطرح:
السعوديه
مشاركات:
218

إرسال خطاب AIM إلى (( قل هو الله أحد ))
افتراضي


أقبل بأي شىء تريده أخي محبه ولكن أتمنى أن تحترم رأي واحترم رأيك أنا أيضا وأتمنى

أن تأتي بأدلتك من الآن وشكرا لك
 
 



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 19:12 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.31159 seconds with 14 queries