أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > المكتبة

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 21/02/2009   #37
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


من قصيدة: سئمــت منـــاجــاة روحـــي
أغني للهوى القتال أغنية
على طلل يصير ركام
أغني كي أنقب في بقايا الصمت
عن أشلاء مجزرة
يغطيها اخضرار كلام
وها إني عثرت الآن
على شيء سأفعله بلا استئذان:
أموت
لكي أفاجئ راحة الموتى
وأحرم قاتلي من متعة التصويب
نحو دريئة القلب
الذي لم يعرف الإذعان
سأحرم ظالمي من جعل عمري
مرتعاً لسهام أحقاد
وأرضاً أُجْبِرت أن تكتم البركان
أموت
وقد نزفت مخاوفي
لم يبق مني غير جلد فارغ
قد صار كيساً فيه بعض عظام
فصائغ يأسيَ المقرور فرَّغني من الأحلام
خذوا جسدي الذي أضنيته
أهملته ونسيته
حتى تحول صرة مهروءة
صارت إلى عبء
خذوا هذي النفاية
لم تكن إلا نباتاً شبّ في دمن
وكانت مرة وطناً
وإني أترك الثدي المعبأ بالمرارة
معلناً صوماً وعمر فطام
سئمت نجاة روحي
والخراب يلفني أملاً
سئمت براءتي من هول هذا الجرم
صرت أغص بالماء
الذي يطفو عليه الذل
إن حياد سجني مفعم بالذنب والغثيان
أموت:
أكيدكم علناً
فلا أصفرُّ من خوف
ولا أرِد التقية
كي أغني مرغماً في مأتم الأوطان
أغني الآن أغنيتي:
سلاماً أصدقائي قاتليّ
تمرغوا في نُعْميات الظلم
أعلو جعجعات الذل
كي تطغى على طلبي
سلاماً عتمة الآفاق
سلاماً إنني أسري بغير براق
سأسرق ضوءهم وأغيب
كي يتذكروا,
إن جد جدهمُ,
بأني كنت بدرهم
سلاماً يا نهايتنا
تعالَي واحضنيني
دفئيني من تسلط غربة في الروح
وهي تجف كالحطب
أعينيني لأهرب من حياة
فصّلت لي في غيابي
صارخاً:
فلتشهد اللهم لا عيني رأت
ولا أذني...
أكون إذاً فراشاً خارجاً من جثتي النتنه
سأبدأ من صليبي
قد تطول بدايتي
وتمرّ أمي
لا ترد عليَّ طرف حنانها
ولا تومي: ترجل أيها الفارس
ودربي كان أوله الصليب
فما الذي أرجوه خاتمة
وهأنذا
أطلُّ اليوم في صمت
وحيداً فوق أخشاب الصليب
فلا أثير الريب
وأبصر ما خشيت
وما عرفت كعالم بالغيب
رجالاً يهرمون بلا سنين
وعارهم قد حطّ مرتاحاً محل الشيب
وليس لديهم رمق
يذكرهم بما في عمرهم من عيب
سأخرج من ظلام الصمت أفضح عالم الأسواق
أكشف لعبة كبرى
أقول, إذا استطعت,
بيأسكم بعتم
ولكن لا أبيع
فورِّثوا اليأس المساوم وارثاً غيري
أقول لعالم يبدو من الزنزانة: اسمعني
ولا تسمع فحيح اليأس
هم صنعوا لنا يأساً لكي يضحي لهم ستراً
وكي يضحي لنا عذرا
وهم صنعوه كي يسترسلوا في الموت
ثم يجود جلاد -يجمل ذلنا-
ليصير زيف سلامهم لقتيلنا قبرا
وينسينا دماء كليب
سأنزل عن صليبي كي أصارحكم:
أريد كليب
وثأر كليب لا يخبو مع الأيام
بل يتعتق الثأر
أريد كليب
أخي... وأريده حياً
أخي وأريده منكم
وليس لدي تبرير
سوى أني أريد أخي
سوى أني أنا الزير
أنا المحراث والنير
وثأري قائم أبداً
فثأري عمره أبد
وإن لم أسترد كليبَ
عمري كله زبد
ولست بخائف مما يجيء غداً
لأن غدي هو الآنا

انك " فقير إلى الآخر " كما هو فقير إليك " وأنك محتاج إلى الآخر ، كما هو محتاج إليك
الأب جورج

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
قديم 21/02/2009   #38
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


أبداً إلى المنافي- 1990- الدائرة الثقافية.

أوقف غناءك يا ولد ردد معي وأنا أقول سنزف في هذا المساء ابن البلد، للصبح سهرتنا تطول. ألف الصلاة على النبي، وسلامنا المقرون بالبركات للسيف المورّث للصحابة، ولغضبة كبرت كطفل حكاية بين الغلابة، ردد معي هذا السلام لفتى يغني في مظاهرة: "بلادي!"، لمهاجر خلع الفؤاد من البلاد، وهام مجنوناً غراماً،ولمن يقيم بأرضه قهراً، يغص بدمعه من السر مبتلعاً كتابه لموزع المنشور في منع التجول، للإباء بجبهة المحكوم بالإعدام يرفع رأسه ويتيه فخراً حينما انحنت الرؤوس، للواجب الوطني، يعرفه الصعيد الشهم، ينكره الرئيس، ولمصر، أم الكون، جلابية التعيب، إذا تسمّر من عرق وللأسطى بيقظته البكور".


  رد مع اقتباس
قديم 21/02/2009   #39
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


أغنية البجع \قصيدتان\- الجزائر- 1997.

أغنِّي للهوى القتَّال أغنية
على طلل عفا وحطامْ
أغنِّي كي أنقِّب في بقايا الصمت
عن أشلاء مجزرة ٍ
يغطِّيها اخضرارُ كلام
وها إنِّي عثرت الآنْ
على شيء سأفعله بلا استئذانْ
أموت...
لكي أفاجئ راحة الموت
وأحرم قاتلي من متعة التصويب
نحو دريئة القلب
الذي لم يعرف الإذعان
سأحرم ظالمي من جعل عمري
مرتعاً لسهام أحقادٍ
وأرضاً أُجبرتْ أن تكتم البركانْ
أموت, وقد نزفتُ مخاوفي
لم يبق منِّي غير جلد فارغٍ
قد صار كيساً فيه بعض عظامْ
فصائغ يأسيَ المقرور فرَّغني من الأحلام
خذوا جسدي
خذوا جسدي الذي أضنيته
أهملته ونسيته
حتى تحوَّل صرَّة مهروءةً
صارت إلى عبءٍ
خذوا هذه النفايه
لم تكن إلَّا نباتاً شبَّ في دُمَنٍ
وكانت مرَّة وطناً
وإني أترك الثدي المعبَّأ بالمرارة
معلناً صوماً وعمر فطامْ
سئمتُ نجاة روحي
والخراب يلفُّني أملاً
سئمت براءتي من هول هذا الجرم
صرت أغصُّ بالماء
الذي يطفو عليه الذلّ
إن حياد سجني مفعم بالذنب والغثيانْ
أموت...
أكيدكم علناً
فلا أصفرُّ من خوفٍ
ولا أرِدُ التقيَّه
كي أغنِّي مرغماً في مأتم الأوطانْ
أغنِّي الآن أغنيتي:
سلاماً أصدقائي قاتليَّ
تمرَّغوا في نُعميَّات الذلّ
كي تطغى على طلبي
سلاماً عتمة الآفاقْ
سلاماً إنني أسري بغير براقْ
سأسرق ضوءهم.. وأغيب
كي يتذكَّروا, إنْ جدَّ جدُّهمُ,
بأنِّي كنت بدرَهمُ
وأنَّ نهايتي موت لهم وظلامْ
سلاماً يا نهايتنا
تعالي واحضنيني
دفَّئيني من تسلُّط غربة في الرُّوح
وهْي تجفُّ كالحطبِ
أعينيني لأهرب من حياة,
فُصِّلتْ لي في غيابي,
صارخاً:
فلتشهد اللَّهم لا عيني رأت شيئاً ولا أذني
أكون إذاً فِراشاً خارجاً من جثَّتي النتنة
سأبدأ من صليبي;
قد تطول بدايتي
وتمرُّ أمِّي لا تردّ علي فضل ردائها
ولا تومي: ترَّجل أيها الفارسْ
ودربي كان أوَّله الصليب
فما الذي أرجوه خاتمةً
وهأنذا أُطلُّ اليوم في صمتٍ
وحيداً فوق أخشاب الصليبِ
فلا أثير الرَّيْبْ
وأبصر ما خشيت وما عرفت كعالمٍ بالغيبْ:
رجالاً يهرمون بلا سنين
وعارهم قد حطَّ مرتاحاً محلَّ الشيبْ
وليس لديهمُ رمقٌ
يذكِّرهم بما في عمرهم من عيبْ
سأخرج من ظلام الصمت, أفضح عالم الأسواق
أكشف لعبة كبرى
أقول, إذا استطعت,
بيأسكم بعتم..ولكن لا أبيع
فورَّثوا اليأس المسوم وارثاً غيري
أقول لعالم يبدو من الزنزانةِ:
اسمعني
ولا تسمع فحيح اليأسِ
هم صنعوا لنا يأساً
لكي يضحي لهم ستراً
وكي يضحي لنا عذراً
وهم صنعوه كي يسترسلوا في اليأس
ثم يجود جلَّادٌ, يجمِّل ذلَّنا,
ليصير زيف كلامهم لقتيلنا قبرا
وينسينا دماء كُليبْ
سأنزل عن صليبي كي أصارحكم:
أريد كليب
وثأر كليبَ لا يخبو مع الأيامِ
بل يتعتَّق الثأرُ
أريد كليبْ
ومعجزة بمعجزةٍ
فليس دم البسوس الآن أقدس من دمانا
ليس ثأر النوق أشرف من دمي
وكما تبنَّوا حلمهم وأتوا إليَّ به
سأحضن حلمنا, وكما أرومُ
سأُتعب الدنيا
أرادوها المعاجز; فلتكن
طلبوا الذي يوماً تبدَّى مستحيلاً
ثم صار لهم:
فإمَّا ناقةً مذبوحةً وتقومُ
أو حُضُنٌ تعبِّئه النجوم
أوِ المقدس,
آه يا ظهري وآه أخي,
ببحر دمٍ يعومُ
تحقَّقت أحلامهم
أبناء عمِّي حقَّقوها
ثم عاد أخي ببحر دماه...
أية سكرة تكفي لمحو رؤاه
كيف أرى دموعاً تستحمُّ بها اليمامة
كيف أهرب من دمي المحرور
أية غُلمةٍ ستدومُ
من يصحو إذا سكرت من الحزن الكرومُ
أنا أريد أخي
وأبناء العمومة
من يقولون انتصح
وافهم
ولا تطلب لدينا مستحيلاً محرجاً
وأخي يجندله ابن عمي
ثم ينصحني الجميع بأن ثأري المستحيلُ..
أنا أريد أخي
أخي وأريده حيَّاً
أخي وأريده منكم
وليس لديَّ تبريرُ
سوى أني أريد أخي
سوى أنِّي الزيرُ
أنا المحراث والنيرُ
وثأري قائم أبداً
فثأري عمرُه أبدُ
وإن لم أستردَّ كليبَ
عمري كلَّه زبدُ
ولست بخائف مما يجيء غداً
لأنَّ غدي هو الآنا
هو الآتي الذي كانا
أخي..وأريده:
من بسمة العينين
حتى نبضة الجرح المفاجئ في استقامة ظهره
من مفرق الشعر الوسيم
إلى السقوط مجندلاً فوق الرمال
من الإباء على الجبين
إلى خطاه المثقلات بعزِّه
وأريده بالعنفوان الصعب في صمت المجالس
بالمهابة عند تدليل الصغار
أريده كي يهدأ الدم في تدفُّقه
من الرجل الذي لم تفهموا ما يعتري بدنه
أنا البحَّار جاء إلى صحاراكم
وقد أحرقتمُ سفنه
أتى ليرى لديكم عمره
لكنَّكم أهدرتمُ زمنه
يسير بعريه علناً
لأنكمُ طمعتم بالفتات
فبعتم كفنه
فهذا ليس عمراً يرتديه
وهذه الأحوال لن يُرضي بها وطنَه
ولن يَرضى الإقامة في فراغ من كلام
بعدما أفرغتمُ مدنه
وكم عمراً لديَّ كي أسامحكم
وأنسى أربعين سنه
وأيَّة أربعين سنه
مضت لم تزرعوا في القلب
غير دماملٍ سوداء محتقنة
وباسمكمُ تقول: كفى
إذا جنحوا إلى سلمٍ سنجنح
كلُّ ميتٍ يستردُّ حياته
أو يرتدي كفناً من النسيانْ
ليخفي تحته عَفَنه
إذا جنحوا
إذاً هذا زمان الجانحين
وكلُّ ما عشنا جنوحٌ
أربعين سنه؟
وأيَّة أربعين سنه؟
قبلت بها عذابي واتَّساخ دمي
وسرقة ضوء عمري
والمجازر والجنائز والجوائز
حاجة الأطفال
والتشريد والترحال
كذب القادة
الطغيان
لا...
يا أيُّها الهاوي الذي يتهجَّأ الإذلال
بلاد الله ليست من متاع كي تباع
وإنَّها مجبولة بدمائنا
قبل التقايض حولها
أرجعْ إليَّ دمي
وأرجع لي شباباً ضاع منِّي أربعين سنه.
ويبقى بيننا دَيْن عريق ليس في الدنيا له ثمنُ:
ستبقى بيننا المدنُ
هي المدن التي جاءت إلى أهلي
وصارت من أريج البيت
ردَّدها الكبار حكايةَ
ذابت نشيداً طازجاً
وتغلغلت لتطرِّز الأحلام
نامت في سرير الطفل
تحضنه
يقبِّلها
تقبِّله بكلِّ حنان
وتمنحه رنين اسمٍ
فيصبح بيتنا في السرِّ خارطة
به أولادنا مدنُ
هنا حيفا.. هنا يافا.. هنا بيسانْ
فكيف أقول للمدن التي صارت بنيَّ:
تراجعي.. لم يبق في دنياي بعدُ مكان
وأخرج من هموم البيت والمذياع
ألقاها معلَّقة بأسماء الشوارع
والمدارس والحدائق والمتاجر
كلُّ ما في عالمي أسماء
وأسماء الذين تجندلوا من أجل أن تبقى لنا مدنٌ
معلَّقة بأجراسٍ من الذكرى
تحنُّ لنا وتعطينا المواعيدا
ومن ذا يرجع الأمواتَ
والأصواتُ وسط جنائز تعلو زغاريدا
ومن سيعيد لي ذاك التجمُّل
كي أرى ذُلَّ الهزائم غضبةً
ومجازري عيدا
أغنِّي الآن أغنيتي
وأحمل مرهقاً غضبي
تعالي يا يمامة واحفظي نسبي
تعالي طوِّقي قلبي بحلمك
قبل أن يذوي ويغدر بي
كفى بالموت نأياً يا يمامة فاصمدي
لا تجزعي
كل الأنام رأوا دمائي
وهْي تُعجن لي رغيفاً طازجاً
وطحينه تعبي
فقولي للحواشي من بنات العهر:
أرض الله حضنٌ للمهلهل
أنت مُحْصنةٌ بما حُمِّلتِ ثأر الأباة
ولست رزق سبي
وصيحي بينهم بجبينك المرفوع
عُباداً لشمس غربت:
زين الشباب أبي
خفيفاً مرَّ.. لم يثقله ذنب
وانتقى موتاً سيحسده عليه نبيّ
وإذ يمضي قتيلاً لم يُمتَّع بالشباب
شبابه يبقى ويطلع بي
غداً سيجيء أبنائي
أعلِّمهم:
يسمون الذراري مثل أسماء المدائن
بينهم يافا وحيفا.. بينهم بيسان
ومن موت الغريب وغصَّة الأيتام
نبدأ حقبة أخرى
تليق بجذرنا العربي
أموت إذاً
وآخذ عمريَ المهروء
والمدن اليتيمة والجراح
ولا أصالح واحداً فيكم
أموت إذاً
لأبقى بينكم خجلاً يعرِّيكم
إذا ذُكرت مدائنكم
لتسعوا لو تُشقُّ الأرض
تبلعكم وتخفيكم
تدارون العيون السائلات
بتهمة راحت تسمِّيكم
أموت إذاً
وأترككم بلا ستر يغطِّيكم
بلا أمل ولا سلوى تعزِّيكم
عراةً.. لا مطامح لا مدائن
لا إباء ولا كرامة
لا متاع لرحلة الدنيا ولا دينا
فروحوا الآن
تسلَّوا عن مواجعيَ التي انفجرت
لتدميكم
وقولوا: عاشقٌ حنَّا
وقولوا: شاعرٌ جُنَّا
ولن تنسوا
بأنا دائماً كنَّا
نغنِّي في أماسينا
ونبكي في مآسينا
فلسطينا....
  رد مع اقتباس
قديم 21/02/2009   #40
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


للريح ذاكرة ولي- الآداب- بيروت- 1997.


النيل والفرات:
الأهل في مصياف، والروح تواقه، يا ليتني صفصاف أو زهر دراقة، لأبل حلقي الجاف في نبع وراقة، تتجمع الأطياف في الريح كالباقة، والريح في التطواف، للدمع سباقه، ريح بذاكرته، وكنت الطفل يركض في الظلال ملاحقاً بالحشرجات يسوقني خوفي، عينان تلتمعان علينا مارد، وبصيص جني بعيني هرة أأقول: باسم الله أفضح نيتي؟ أم أسلم الساقين للريح، ريح بذاكرتي، ومصياف التي جاءت تصيف في الجبال، تغربت عن عمرها، وتشردت في الوعر مثلي، بردتها الريح في الصيف، ريح.. وقاع صفصف، أشباح خيل في الظلال، مكامن بين الصخور، وقلعة تبدو بعتم الفقر كالطيف، الميتون استكثروا التكفين والدفن ارتموا بين الحراج، تكفنوا بالزعتر البري والريحان، صاروا ربيع الزيزفون، ولونوا ألق الندى وشقائق النعمان مصياف تسخو بالحنين، فتنشر الدفلى كنهر دم، وتسقيه من النزف، فيفتح اليتم الذي فيها زهوراً، والجراح بها عطوراً تشرئب حرائق الرغبات، من أعماق فاقتها وفتنتها، بحب يملأ الدنيا بخوراً، تستفيق بموتها بستان، يستيقظ العشق الدفين، وراء خط الفقر، يوقظ رغبة الشبان، وترى الصبايا شهوة للحب.
طيران نحو الجنون- الريس- بيروت- 1998

الناشر:
في هذه القصيدة الطويلة "طيران نحو الجنون" يمضي الشاعر ممدوح عدوان في رقصة صوفية تدور بين أفلاك وشموس وأنهار وأشجار ورياح فيمشي على الماء تارة، وطوراً يضوع ليتحول كل شيء إلى أنغام في مسيرة مجهدة يتخللها وجيف القلب واللهب والعرق الخمرة والدموع والغياب، مقدمة للكشف والتجلي ومن ثم الاتحاد بالذات الإلهية.


وعليك تتكئ الحياة- 1999.


ما عادت العينان تصطليان بالنار التى

نخشى نقابلها فيلفحنا اللهب

بدأ الحنان يطل من فسحات غيمهما

وفى العينين قد سكن الرمد

كان الحنان وراء جهامة العينين وحدهما


تستر واحتجب

مختارات- وكالة الصحافة العربية- القاهرة- 2000.

المؤلف:
تواعدنا وكان الوعد أن ألقاك في الصحراء فجئت ، وكانت الأضواء في عينيك ترتجف وتبكي حرقة.. وأنا وراء النهر أرتجف وصد خطاي عن لقياك فيض الماء رأيتك تلعقين دماءك الحيرى فكل شهودك انصرفوا وما تو في ملاجئهم .. وما عرفوا وما تركوا سوى الأشلاء ووحدك كنت واقفة وما في الموت من شك لمن يقف في هذا الديوان الغنى الثري بجميع أنواع الفنون الشعرية المختلفة بالرغم من أنه شعرا نثريا - إلا أنه موزون وله نغمة وموسيقى تغلب على ألحانه .. وتغلب على مرادفات الشاعر كلمات مثل الصحراء والموت واليتم والمعارك والحروب وما يتخلف عن ذلك من دمار ومآسي تصيب المجتمع كله الذى يصبح هو الضحية الوحيدة لهذه الحروب

حياة متناثرة- دار قدمس- 2004.

لم يكن يشغلني وأنا منهمك في كافة أنواع الكتابة التي مارستها في حياتي الأدبية إلا التعبير عن نفسي. ومن الناحية الفنية كنت أنشغل في إتقان أصول الفن الذي أتعامل معه: المسرح مسرح، والشعر شعر، والمقالة مقالة. ولهذا حدث التباس لدى بعض القراء (والشعراء المتمدرسين بغباء) مفاده أنني ضد قصيدة النثر. والمسألة هي أنني رجل إيقاعي. أي أنني كنت أشعر بأن حياتي مليئة بالإيقاعات. ولهذا كنت أستنفذ إيقاعاتي الداخلية.
ولكنني خلال عملي كله لم يغب عن بالي الإيقاع الخاص الذي يمتلكه النثر المتقن. وكنت طيلة حياتي معجباً ببعض القصائد النثرية وأحفظ قسماً لا بأس به منها.
وهذا ما جعلني أجرب كتابتها. ولكنني قلما حاولت أن أنشر بعضاً منها.
وها أنا الآن أقتحم هذا العالم. ومسوغي أنني أعده شعراً. أما مسوغي الثاني فهو إثبات أنني لست ضد هذا اللون الفني من الكتابة.
وإذا لم يرض بعض القراء عن هذه المحاولة فسيكفيني إثبات أنني لست من مناوئيها. بل أنا مع حرية الفن والفنان.

  رد مع اقتباس
قديم 21/02/2009   #41
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


يتبع في الغد ومنكون خلصنا


  رد مع اقتباس
قديم 24/02/2009   #42
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


أعدائي (رواية)- الريس- بيروت- 2000.

هذه رواية تنبض بأحداث وتفاصيل فترة الحكم العثماني لحظة انهياره، وكذلك أصداء التحول الخطير على أبواب الحرب العالمية الأولى. والأبطال هم جمال باشا وعشيقته اليهودية سارة وحولهما رجال أجلاف وجواسيس وضباط مغامرون وجنود هائمون على وجوههم يسعون إلى دفع العرب الذين يعيشون مرارة نوستاليجيا الماضي، إلى خارج أرضهم وتاريخهم وعصرهم. ثمة صراع عنيف ودموي بين قوميات وعقليات ومشارب وأهواء وأنظمة حياة، وكذلك بين شبكات تجسس كلها تسعى إلى تقطيع أوصال الدولة العثمانية أو الرجل المريض. إنها أيام حرجة تداخلت فيها رغبات التحرر بالنوايا الاستعمارية ببداية التمهيد لقيام الكيان الصهيوني، ما يجعلنا نقترب جداً من الفترة الحرجة التي شهدت ولادة الشرق الأوسط
  رد مع اقتباس
قديم 24/02/2009   #43
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


تهويد المعرفة- 2002.



صدر حديثا كتاب جديد للأديب والشاعر السوري المعروف ممدوح عدوان حمل عنوان (تهويد المعرفة), يتناول الكاتب في دراسته تلك الأساليب والممارسات والمحاولات الصهيونية في إضفاء طابع اليهودية على كل مناحي المعرفة والثقافة والفنون والتراث والتاريخ في العالم.
يشير المؤلف في مقدمة كتابه إلى أنه في الوقت الذي كان المشروع الصهيوني يتبلور حركة سياسية ثم استعمارية ثم استيطانية كان هناك مشروع يهودي صهيوني، ومتصهين غير يهودي بالضرورة يجتاح العقل الأوروبي الذي يستعمر العالم مادياً وثقافياً وفكرياً، وحين سيطروا على العقل.
ويرى المؤلف أن اليهود قد سعوا ببراعة للتغلب على الكراهية المترسبة عن دور أجدادهم في قتل المسيح، وقد نجحوا أخيرا في استصدار (فتوى) بتبرئتهم من دم المسيح من البابا نفسه وصار من يذكر هذا الأمر يصنف فوراً على أنه معادٍ للسامية.

ثم بدأت الحملة المضادة لتتوصل إلى أن المسيح نفسه يهودي، ولكن هذا لم يتم بسهولة، هناك تراكم من عمليات سرقة المسيح من أصله ونبوته لإحالته إلى اليهودية، وقد تم ذلك في ميادين متعددة..
يشير المؤلف إلى أنه منذ القرن الثامن عشر بدأت صورة اليهودي الكريه تتراجع من الأدب الغربي، وتحتل محلها بالتدريج صورة اليهودي الإنساني (الجار والمعين) وبعد يهودي مالطا عند مارلو، وشايلوك عند شكسبير والأدبيات الكثيرة الأخرى التي تندد باليهود وجشعهم واستغلالهم بدأ طرح شخصية اليهودي الطيب في رواية (هارنغتون) لماريا إدجورث، فمقابل باباس (عند مارلو وهو أيضا اسم اللص الذي كان مصلوباً إلى جانب المسيح) الذي يرفض إقراض الدولة لمواجهة الغزو التركي) وشايلوك (عند شكسبير) الذي يطالب باللحم الآدمي مقابل دينه، هناك مونتيزو اليهودي الذي ينقذ هارلنغتون الإنكليزي من أزمته المالية، لقد قالت تلك الكاتبة في روايتها بشكل غير مباشر إن اليهود بشر عاديون وفيهم أثرياء طيبون يمكن أن يحلوا المشكلات الاقتصادية في بريطانيا وأوروبا وحتى عند تشوسر تعود حاكم المدينة ان يقترض الأموال منهم، ومن الملاحظ أن هذه الصيغة متكررة، اليهودي معه المال دائماًَ، وكما يقول مونتسيكو في (رسائل فارسية): (فلتعلم أنه حيث يوجد المال فهناك اليهودي) والآخرون يقترضون منه، تارة يرفض (يهودي مالطا) وتارة يقبل بشروط قاسية على المدين (تاجر البندقية، ولكن في (ضمان التاجر).
بين القصص التي جمعها بيفرلي بويد في (معجزات العذراء مريم المكتوبة بالإنكليزية العصور الوسطى). هناك اليهودي الذي يقترض ثم ينكر الدين.
ثم جاءت جورج إليوت (في (الغجرية الأسبانية) لتقول: (إسرائيل) بين الأمم بمنزلة القلب من الجسد هكذا يكتب شاعرنا يهوذا) وفي 1876م كتبت: (إننا نحن الذين نشأنا على المسيحية مدينون لليهود بشكل خاص أنهم، أي المسيحيين، لا يعرفون أن المسيح كان يهودياً).
يتساءل المؤلف: ما الذي يضع هذه المرأة الرائدة في خدمة القضية اليهودية وبحيث يصبح (يهوذا شاعرنا؟).
ويجيب على تساؤله بقوله: إن قضية اليهود كانت قد صارت جزءاً من قضايا التحرر في الفكر الغربي، وفي الوقت ذاته كان اليهود يقدمون وجهاً ثقافياً ودينياً في خدمة المجتمع الغربي، فصارت العودة إلى العبرية تحمل معنى دينياً، يتضمن العودة إلى الجذور المسيحية التي أوحى أنها كانت يهودية أو مكتوبة بالعبرية على الأقل فصدرت أول طبعة عبرية للكتاب المقدّس في إيطاليا عام 1488م، ثم طبعة التلمود عام 1508م في البندقية، وبين 1492 و1755 بدأت تصدر ترجمات بالعبرية للاهوتيين وفلاسفة ومؤرخين وشعراء أوروبيين غير يهود.
ويشير المؤلف إلى أن المصطلحات والتعابير التوراتية كانت قد دخلت منذ زمن طويل إلى لغة الكنيسة، ففي القرن الرابع عشر استخدمت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية تعبير (الأسر البابلي) لوصف الإقامة في أفينون بين 1309 و 1377، وهي استعارة لـ (الأسر البابلي) الذي حدث لليهود في القرن السادس قبل الميلاد، على يد نبوخذ نصر الذي رحّل اليهود إلى بابل.
وتجدر الإشارة إلي أنه بعد تمكن اليهود من مواقعهم الأكاديمية، وبعد إشباع الموسوعات بالمعلومات المرتبة لخدمة الهدف اليهودي، بدأت عملية مزدوجة في المراجعات التاريخية وكان هناك لهذه المراجعات التاريخية ثلاثة أغراض لا يخطئها أي قارئ ممحص.
الأول: هو غسل التاريخ اليهودي من كل شائنة، فأي حدث قام اليهود فيه بدور غير محمود تتم إعادة النظر فيه؛ إما لنفي دور اليهود فيه، وإما لتبرير هذا الدور.
والثاني: الذي يواكب الأول هو عملية (سرقة العبقريات)، فكل عبقرية تأتي في التاريخ يتم اختراع نسب يهودي لها.
والثالث: (احتكار المآسي) وقد تم ذلك من خلال إعادة النظر بمآسي الشعوب الأخرى لطمسها أو تبريرها أو إنكارها نهائياً، للإبقاء على مأساة اليهود على أنها المأساة الإنسانية الوحيدة، وهي تشتمل على المأساة اليهودية المعاصرة (الهولوكوست) والمأساة التاريخية (التيه والسبي).. وفي نهاية كتابه يقول المؤلف: لقد هيمنوا على التاريخ ليسكنوا الواقع الذي استولوا عليه في حضن ذلك التاريخ ويرضعوه حليبه، إنهم يؤلبون العالم ضدنا ويحشدونه معهم، هذا إذا اضطروا إلى الاعتراف بأننا موجودون، ونحن كنا دائماً نتجاهل العالم، معتقدين أن إيماننا بحقنا يكفي لإنجازه، وأننا استطعنا الاستغناء عن العالم، وفي كثير من الحالات يتوقف ردّ فعلنا عند الامتعاض المستسلم: (إنهم يسيطرون على الإعلام) ولكنهم كانوا في الواقع يصنعون عقل العالم المعاصر، ولم تكن هذه العملية متوقفة على الإعلام الموجه إلي عامة الناس، بل هي ممتدة في الأكاديميات والدراسات التاريخية وتصنيع المؤسسات العلمية وتغذية الإنترنت بالمعلومات (سنكتشف الآن حجم الخسائر الحقيقية التي تعرضنا لها).
وبصيغة هي أقرب ما تكون إلى الحزن والمرارة المتحسرة لفقدان الوقت والجهد الفعال والحركة المنتجة، يقول المؤلف: نحن لم نخسر الأرض والوطن والبيوت والمزارع فقط، بل خسرنا التاريخ ومنابع المعرفة أيضا.

جريدة الوطن القطرية

  رد مع اقتباس
قديم 24/02/2009   #44
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


حيونة الإنسان- دمشق- 2003

إن عالم القمع المنظم، منه والعشوائي، الذي يعيشه إنسان هذا العصر هو عالمٌ لا يصلح للإنسان ولا لنموّ إنسانيته، بل هو عالم يعمل على "حيونة" الإنسان (أي تحويله إلى حيوان). حول هذا الموضوع يأتي هذا الكتاب، ومن هنا كان عنوانه "حيونة الإنسان". ويقول الكاتب بأن الاشتقاق الأفضل للكلمة هو "تحوين الإنسان"، إلا أنه خشي ألا تكون الكلمة مفهومة بسهولة. يتناول الكاتب موضوعه هذا بأسلوب يشبه أسلوب الباحث، إنما بعقلية الأديب ومزاجه وأسلوبه، وليس بعقلية الباحث ومنهجيته، فالكاتب لم يكن بصدد طرح نظرية أو تأييد أخرى، كما أنه ليس بصدد نقض نظرية أو تفنيدها، لهذا على القارئ أن يسوغ له عدم إيراده الدقيق لمرجعيات الاستشهادات التي أوردها في نصه هذا. وعلى كل حال، وبالعودة إلى الموضوع المطروح، فإن تصورنا للإنسان الذي يجب أن تكونه أمر ليس مستحيل التحقيق، حتى وهو صادر عن تصور أدبي أو فني، ولكن هذا التصور يجعلنا، حين نرى واقعنا الذي نعيشه، نتلمس حجم خسائرنا في مسيرتنا الإنسانية، وهي خسائر متراكمة ومستمرة طالما أن عالم القمع والإذلال والاستقلال قائم ومستمر، وستنتهي بنا إلى أن نصبح مخلوقات من نوع آخر كان اسمه "الإنسان"، أو كان يطمح إلى أن يكون إنساناً، ومن دون أن يعني هذان بالضرورة، تغيراً في شكله. إن التغير الأكثر خطورة هو الذي يجرى في بنيته الداخلية العقلية والنفسية. ويقول الكاتب بأنه إذا كان الفلاسفة والمتصوفون والفنانون والمصلحون يسعون، كلٌّ على طريقته، إلى السمو بالإنسان نحو الكمال الذي خسره، أو اليوتوبيا (أو المدينة الفاضلة) التي يرسمونها، أو يتخيلونها له، فهو، الكاتب، يحاول في كتابه هذا عرض عملية انحطاط وتقزيم وتشويه تعرض لها هذا الإنسان.

  رد مع اقتباس
قديم 24/02/2009   #45
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي




هالكتاب كان اول كتاب تعرفت فيه ع ممدوح عدوان ككاتب
عبارة عن مجموعة مقالات متنوعة
منها رثاء " للرحابنة - لسعد الله ونوس وآخرين "
ومنها مقالات يومية من واقع الحياة والمجتمع
الكتاب جميل وبيشد .. وبعتبرو شخصيا ً بداية علاقتي بممدوح عدوان

طبعا ً فيكن تقرو الكتاب حصريا ً بس عنا
http://www.4shared.com/account/file/.../__online.html

اقتباس:
المؤلف:
بعد تجربة كتابي السابق "دفاعاً عن الجنون" خطر لي أن أعيد الكرة. والمسألة باختصار هي أنني أنتقي من الأشياء التي سبق لي أن نشرتها في دوريات أو مقدمات لكتب، ما أرى أنه صالح بعد أوانه.
وهذا الكتاب ليس تكملة للكتاب السابق، بل هو نسج على منواله.
إنه يحتوي على آراء لي في الفن والثقافة والصحافة والمرأة (وبعض السياسة). والسؤال الذي واجهني في كتابي الأول يواجهني الآن: ما الذي يجمع بين هذه المقالات؟
والجواب بالسذاجة التي أجبت عليه في ما سبق: الذي يجمع بين هذه المقالات هو أنني أنا كتبتها.
فالآراء هنا هي آرائي، التي قد تعني بعضهم، وقد لا تعني شيئاً للبعض الآخر. ولكن كان يعنيني، أنا، أن أقول هذه الآراء، وأن أسجلها، وبينها توديع لأشهاص مثل عاصي الرحباني والظاهرة الرحبانية ، حتى توديع عدد من الأصدقاء الذين رحلوا، والذين مروا في حياتي مروراً ليس عابراً.
ولعل شيئاً من المرارة ما زال قائماً هنا أيضاً. فلدى مراجعة المقالات اكتشفت أنني أصر مرة أخرى، على الخسارات التي ألمت بحياتنا. وهي خسارات أكبر من الهزائم العسكرية أو السياسية.
إنه نزيفنا الإنساني المستمر. والذي يحيوننا... أو يجننا.
  رد مع اقتباس
قديم 24/02/2009   #46
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي



لم يمهل القدر ممدوح عدوان كي يرى مخطوطه الأخير مطبوعاً.. وهاهو يبصر النور أخيراً،تحت عنوان «هواجس الشعر ـ دار ممدوح عدوان».
الكتاب حصيلة عمل الشاعر واشتغالاته النقدية في حقل الشعر تحديداً، طوال نحو أربعة عقود،كان خاض خلالها معارك وسجالات ساخنة،في معنى الشعر ومفهومه للحداثة، وتأثير التكنولوجيا على الشاعر والمتلقي،بالإضافة إلى شهادات ،كان صاحب «أمي تطارد قاتلها» قدمها في ندوات واستفتاءات وحوارات صحفية.ويلحظ قارئ الكتاب حجم التحولات في آراء هذا الشاعر المشاكس،خصوصاً فيما يتعلق بقصيدة النثر،فقد كان يرفض معظم نماذجها، لينتهي به المطاف إلى الاعتراف بها وكتابتها أيضاً،وربما هذا ما يفسر خفوت نبرته الشعرية في السنوات الأخيرة،بعد أن كان شاعراً ايقاعياً بامتياز، ويدافع بشراسة عن خياراته، ففي قصائده الأخيرة،يستكشف مناطق شعرية لطالما أهملها في تجاربه السابقة، لانهماكه الطويل في مقارعة قضايا كبرى،قادت قصيدته إلى ضفاف الشعر العمومي، هذا الشعر الذي جاء ترجيعاً مباشراً لهزائم ونكسات متلاحقة ،وجد جيل الستينيات، الذي ينتمي إليه ممدوح عدوان، نفسه أسير هواجس سياسية ووطنية،أطاحت بجماليات القصيدة وابتكاراتها اللغوية،ومعانيها من الداخل،وربما لهذا السبب أعاد الصرخة مرة أخرى بقوله «نحن جيل بلا آباء»، في مسعى نقدي لاحق لترميم قصيدته من الرطانة العابرة،وسحبها إلى منطقة أليفة، تعتني باليومي،من دون أن يتخلى عن أهمية الإلقاء في الشعر،وفحص تاريخية الشعر العربي، والتباس النظرة إلى «المقروء والمنطوق والمرئي»، وصولاً إلى تأثير الكمبيوتر على بناء القصيدة ومراميها البلاغية والايقاعية.
ويرفض ممدوح مقولة «موت الشعر»، فيضع اللوم على «موت القارئ»، معتبراً أن الأزمة التي يعيشها الشعر العربي، منذ خمسين عاماً، جاءت من خارج الشعر، وبتأثير أنماط الحياة الحديثة،وموجة الشعراء الجدد، هؤلاء الذين انصاعوا للشعر المترجم،وخربوا الذائقة.

المصدر: تشرين
  رد مع اقتباس
قديم 24/02/2009   #47
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


شكرا لكل اللي كان عم يتابع معي
وعذرا إذا طولت
بسلم الدور للي بعدي



  رد مع اقتباس
قديم 24/02/2009   #48
شب و شيخ الشباب achelious
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ achelious
achelious is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
المطرح:
الغدّ
مشاركات:
2,008

افتراضي


شكرا مرسيل,


كالعادة مناخد استراحة 4 ايام قبل مانبلش بالمشاركة الي جاي,

مع رمز آخر من رموز الكتابة, رح يعرفنا عليه

AHMAD..

  رد مع اقتباس
قديم 26/02/2009   #49
شب و شيخ الشباب safwan1961
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ safwan1961
safwan1961 is offline
 
نورنا ب:
Apr 2008
مشاركات:
7

افتراضي


الاخ الكريم لااعرف كيف ساشكرك على ما قدمته في ذكر شاعر وكاتب ومسرحي ...عملاق من عمالقة الادب والفكر العربي المعاصر....الحي بيننا دائما الكاتب ممدوح عدوان...وانا على يقين باننا ان فقدنا كاتبا او فنانا حينها نفقد وطنا...وكم اتمنى ان يكرم امثال الكاتب ممدوح عدوان في كل يوم وساعة وعلى كل منبر وشارع ومحطة...ان امثاله لا يموتون ابدا...وشكرا مرة اخرى والى المزيد من اعماله ان اسطعت

اقتباس:
كاتب النص الأصلي : butterfly عرض المشاركة
شكرا لكل اللي كان عم يتابع معي

وعذرا إذا طولت
بسلم الدور للي بعدي

  رد مع اقتباس
قديم 27/02/2009   #50
شب و شيخ الشباب مـــــداد
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ مـــــداد
مـــــداد is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
القاووش التحتاني..
مشاركات:
59

إرسال خطاب MSN إلى مـــــداد
افتراضي


"أنت بأحلامك لن تقوى أن تهدم أسس الكونْ
ماذا أفعل؟
مازلت أرى المنفى أن أحيا وسط نفايات المُثُل ، وليس المنفى أن أرحلْ
مازلت أظن الانسان إذا واجه ما يخجلُ يخجلْ
وإذا واجه ما يحزن يحزن أو يبكي
وإذا واجه حُسْناً يعشق أو يتأملْ
مازال القلب يراوغ عن أسئلتي، يخفق أجوبةً، ما زال القلب هو الهادي
ما زالت "لا" في كلمات اللغة هي الأجمل
ما زلت جموحاً لا أخشى شيئاً خارج هذا الجسد المتهاوي
لا أخشى غير الخوف (سنقتله قبل البدء برحلتنا)
لا أخشى غير الأمل الخادع (بخلعه قبل البدء برحلتنا)."


ممدوح عدوان "رحلة دونكيشوت الأخيرة"!!

شكراً لإنتقاء هذا الرائع..
  رد مع اقتباس
قديم 02/03/2009   #51
شب و شيخ الشباب ..AHMAD
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ ..AHMAD
..AHMAD is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
4,906

افتراضي







محمد الماغوط شاعر وأديب سوري ، ولد في السلمية / محافظة حماة / 1934.
تلقى تعليمه في سلمية وحماة.
عمل في الصحافة رئيساً لتحرير مجلة الشرطة.
توفي في دمشق في 3 أبريل 2006.


الأعمال المسرحية

عام 1934 كان ميلاد الشاعر محمد الماغوط في مدينة سلمية التابعة لمحافظة حماه السورية.. وسلمية ودمشق وبيروت كانت المحطات الأساسية في حياة الماغوط وإبداعه. قد يكون محمد الماغوط واحداً من أكبر الأثرياء في عصرنا، إرثه مملكة مترامية، حدودها الكوابيس.. والحزن.. والخوف.. واللهفة الطاعنة بالحرمان، وشمسها طفولة نبيلة وشرسة.

عاش الماغوط مع الكوابيس، حتى صار سيد كوابيسه وأحزانه، وصار الخوف في لغته نقمة على الفساد والبؤس الإنساني بكل معانيه وأشكاله.. لغته مشتعلة دائماً تمسك بقارئها، تلسعه كلماتها كألسنة النيران، ترجّهُ بقوة، فيقف قارئ الماغوط أمام ذاته، ناقداً، باكياً، ضاحكاً، مسكوناً بالقلق والأسئلة.
في قصائده ومقالاته ومسرحياته وأفلامه، قدم محمد الماغوط نفسه عازفاً منفرداً، وطائراً خارج السرب، لا يستعير لغته من أحد، ولا يأبه إلا نفسه في انتمائه وعشقه وعلاقته بالناس والأمكنة.
وفيٌّ لعذاباته.. قوي الحدس، شجاع في اختراق حصار الخوف وأعين الرقباء، منحاز إلى الحرية والجمال والعدل.. وله طقسه النادر في حب الوطن ورسم محاور عشقه له.. التي تقدمه مغايراً للمألوف في قيمه وعواطفه وانكساراته وأحلامه.
ورغم إعلانه أن الفرح ليس مهنته، وأن غرفة نومه بملايين الجدران، فهو بارع في اقتناص السعادة والاحتفاظ بها زمناً طويلاً، لكنها سعادة الماغوط المستولدة من رحم القهر والسجن والخيبة والتشرد وغدر الأصدقاء ورحيل الأحبة.. سجنه المبكر قبل قرابة نصف قرن، ما يزال نبعاً لذكريات.. تتحول المرارة فيها إلى سخرية حيناً وحكمة حيناً.. وإضاءات يطل من خلالها على نفسه أحياناً كثيرة.
مدينة (سلمية).. ودمشق.. وبيروت.. محطات حميمة في دفاتر الماغوط وفي حياته الشخصية والإبداعية.
كل الأرصفة والحانات والأقبية والحدائق العامة.. وكل الصالونات والفنادق والمقاهي والصحف ودور النشر، وكل الكتاب والرسامين والصحفيين وعمال المقاهي وشرطة المرور والسجانين وقطاع الطرق، كل النساء اللاتي أحبهن أو اللاتي نظرن باستعلاء إلى مظهره الريفي البائس واخترن مجالسة غيره.. وكل من مر بهم الماغوط في مراحل حياته المختلفة، ولا يزالون يقاسمونه غرفة نومه.. يرى ملامح لهم ومرتسمات وصوراً عالقة في كؤوس شرابه ولفافات تبغه.. ومحابره.. وأوراقه الخاصة.
كتب محمد الماغوط الخاطرة والقصيدة النثرية، وكتب الرواية والمسرحية وسيناريو المسلسل التلفزيوني والفيلم السينمائي، وهو في كل كتاباته حزين إلى آخر الدمع.. عاشق إلى حدود الشراسة، باحث عن حرية لا تهددها جيوش الغبار.
هو شاعر في كل نصوصه وفي كل تفاصيل حياته، يحتفظ بطفولة يندر مثيلها، يسافر كل يوم إلى نفسه وذكرياته، فيُذلل أحزانه ومواجعه، ويستعيد صور أحبته وأصدقائه وعذابات عمره الحميمة.. ويداوي نفسه بالكتابة والمكاشفة فتولد قصائده ونصوصه حاملة صورة محمد الماغوط وحريق روحه واكتشافاته التجريبية في الحياة واللغة.. فهو مدهش مفرد الأسلوب والموهبة، وأصدقاء شعره في جيله وكل الأجيال اللاحقة يتبارون في الاحتفال والاحتفاء بهذا الشاعر الضلّيل الكبير.

- يعتبر محمد الماغوط أحد أهم رواد قصيدة النثر في الوطن العربي. - زوجته الشاعرة الراحلة سنية صالح، ولهما بنتان (شام) وتعمل طبيبة، و(سلافة) متخرجة من كلية الفنون الجميلة بدمشق. - الأديب الكبير محمد الماغوط واحد من الكبار الذين ساهموا في تحديد هوية وطبيعة وتوجه صحيفة «تشرين» السورية في نشأتها وصدورها وتطورها، حين تناوب مع الكاتب القاص زكريا تامر على كتابة زاوية يومية ، تعادل في مواقفها صحيفة كاملة في عام 1975 ومابعد، وكذلك الحال حين انتقل ليكتب «أليس في بلاد العجائب» في مجلة«المستقبل» الأسبوعية،وكانت بشهادة المرحوم نبيل خوري ¬رئيس التحرير¬ جواز مرور ،ممهوراً بكل البيانات الصادقة والأختام إلى القارئ العربي، ولاسيما السوري، لما كان لها من دور كبير في انتشار «المستقبل» على نحو بارز وشائع في سورية. ‏

مؤلفات محمد الماغوط

  • شعر
  • حزن في ضوء القمر ( بيروت 1959 )
  • غرفة بملايين الجدران ( بيروت 1960 )
  • الفرح ليس مهنتي ( 1970 )
  • مسرح
  • العصفور الأحدب ( 1960 )
  • المهرج ( 1960 )
  • ضيعة تشرين ( 1973-1974 )
  • شقائق النعمان
  • غربة ( 1976 )
  • كاسك يا وطن ( 1979 )
  • خارج السرب ( 1999 )
  • سينما وتلفزيون
  • حكايا الليل ( مسلسل )
  • وين الغلط ( مسلسل )
  • وادي المسك ( مسلسل )
  • الحدود ( فيلم سينمائي 1984 )
  • التقرير ( فيلم سينمائي 1987 )
  • روايات
الأرجوحة ( 1974 )
سأخون وطني ( 1987 )
سياف الزهور ( 2001 )
شرق عدن غرب الله ( 2005 )
البدوي الأحمر ( 2006 )


أعادت طباعة أعماله دار المدى في دمشق عام 1998 في كتاب واحد بعنوان (أعمال محمد الماغوط ) تضمن: ( المجموعات الشعرية: حزن في ضوء القمر، غرفة بملايين الجدران، الفرح ليس مهنتي. مسرحيتا: العصفور الأحدب، المهرج. رواية: الأرجوحة ) وتُرجمت دواوينه ومختارات له ونُشرت في عواصم عالمية عديدة إضافة إلى دراسات نقدية وأطروحات جامعية حول شعره ومسرحه.

صدر مؤخراَ كتاب (محمد الماغوط، رسائل الجوع والخوف) ، عن دار المدى للثقافة والنشر لأخية عيسى الماغوط، يتضمن الكتاب رسائل أرسلها محمد الماغوط إلى شقيقه عيسى وللعائلة منذ العام 1953 يصف مراحل من حياته والمعاناة التي مر بها من السجن إلى الفقر الجوع والتشرد·

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
قديم 03/03/2009   #52
شب و شيخ الشباب ..AHMAD
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ ..AHMAD
..AHMAD is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
4,906

افتراضي


محمد الماغوط .. ما زال غاضباً

من يقرأ محمد الماغوط ابتداء بمجموعته "حزن في ضوء القمر" في اواخر خمسينات القرن المنصرم وصولا الى كتابه الاخير "شرق عدن غرب الله" الذي وصف بانه "نصوص جديدة" تفيض نفسه وتكاد تغص بفوران مزدوج.. متعة جمالية فائقة وألم جارح كسكين. المتعة الجمالية المشبعة بالحزن الرائع تنتج عن قراءة قصائد هذا الشاعر الكبير الذي لا يشبه احدا في عالمنا العربي على الاقل لكنه كان ذا تأثير كبير ملا اجيالا من القلوب والنفوس بمزيج من اللذة والثورة واسهم في تطوير الذوق الجمالي واخراجه من نمطية منومة كما جعل كثيرين من اجيال مختلفة يشبهونه او يسعون الى ان يشبهوه.

اما الالم وان كان توأم السخرية الكاسحة في الشعر الماغوطي عامة فهو اكثر حدة ومأسوية هذه المرة لا لانه يحمل كثيرا من الاحزان الخاصة فحسب بل لانه يعبر عن "الاحزان الخاصة" عند الجميع ويصور واقعا ساحقا يختصر في ان كل ما تغير في عالمنا العربي منذ المجموعة الاولى يتمثل بتعاظم الخيبات والقضاء على الاحلام سحقا ونزفا وجفافا وازدياد الشعور بالغربة وانعدام القيمة وتنامي الشعور بالخجل على الصعيدين الانساني والقومي عند من هم "قادرون" على هذا الشعور.

وفي قراءة الماغوط الان قد يتذكره بعض من عرفوه في بيروت ايام "حزن في ضوء القمر" وهو بين تذمر وشكوى يطلق شتيمة قائلا "يا رفيقي ما فيش حقيقة." والارجح ان قول الشاعر هذا لم يكن صادرا عن مجرد موقف فلسفي او "سوفسطائي" بل عن نقمة على سيطرة النفاق والصغر حتى في ايام الاحلام فكيف هي الحال الان بعد ان ندر ضوء القمر وكادت الذاكرة وملاعب الاحلام تقفر فلا يسكنها سوى الحزن؟
وربما يتذكر قارىء الكتاب الجديد ايضا قولا شهيرا للماغوط في تلك الحقبة الماضية اختصر فيه بعض مأساة العالم العربي في رمزين اذ قال "ايها العرب.. يا جبالا من الطحين واللذة". وقد يكتشف كذلك ان الجروح القديمة لا تندمل بسهولة كما ان الاحلام القديمة لا تموت ايضا حتى وان كتبنا عن موتها ورثيناها. انها رفيقة العمر تتوارى هربا من الخيبة لتختبىء في نفوسنا فنتوهم غيابها النهائي. ومن هنا حديث اليوم عن خيبات الامس واليوم وعن الاصدقاء وشركاء الاحلام وورثة الخيبات.

ومن ناحية اخرى يبدو الشاعر كانه يقول اليوم ما قاله بالامس لا لانه يكرر نفسه بل لان هذا العالم العربي لا يتغير بسهولة وان تغير فتغيره في نظر الشاعر انحدار لا ارتقاء. الا ان الماغوط لا يكرر نفسه فاذا عبر عن المشهد العربي الثابت رغم مر السنين فتعبيره دائما متفرد ملون خلاب. فهو لا ينشد لحنا واحدا مرتين وان تشابه لحنان او تطابقت "معانيهما".

وهو الان لا يزال ثائرا هادرا ساخرا تفيض كتاباته بالصور الغريبة المتلاحقة كأنها مناظر متسارعة مشبعة بالدهشة ومشاعر الخوف والغربة والرحيل تسجلها عينا طفل من خلال نافذة قطار سريع. هناك دائما الطفل الذي شاخ وقطار العمر. الا ان قصائد الكتاب تحفل بأسى لا يطل منه ضوء قمر او نور شمس الا ما تمثل في الذرية والاحفاد وفي عدد من الاصدقاء. فالصداقة كما وصفها احد المفكرين هي "عزاء الحياة".

مجموعة الماغوط الاخيرة التي صدرت عن "دار المدى" فى دمشق اشتملت على 112 قصيدة توزعت على نحو 690 صفحة متوسطة القطع. في مقدمة بعنوان "محمد الماغوط ..حلم الاجيال" بقلم فاطمة النظامي قالت الكاتبة
"يقرع الماغوط ناقوس الشعر على طريقة راهب حزين يفرغ على صنجاته كل اشتهاءاته ثم يترك حباله تسترخي بانتظار حزن جديد.. حزن جديد.. وهل هناك انقطاع في احزان الماغوط.. الا اذا كان هناك انقطاع في عشقه للحرية... الماغوط ظاهرة حقيقية متفردة وهي على جدتها اصيلة لم تقم على الانقاض ولم تبن على الركام فهو لم يزعزع اي بنيان بل بنى بنيانا جديدا."

وفي كلمة شعرية وجدانية عن الماغوط الذي اعتبره كثيرون ظاهرة شعرية فريدة قال الشاعر والصحافي الياس مسوح احد اصدقاء عمر الماغوط "ماذا اكتب ودم العراق يسيل وحبر محمد الماغوط يسيل بل احزانه... وترتفع اعمدة الطوفان فألمح الماغوط. على وجه القمر. كأنه ايوب السومري ما بين المتوسط والرافدين يخترق الحجب وصراخه.. الرياح الغريبة تطعن جلجامش.. يملا الاودية والبطاح... وانا احمل عالم الماغوط تحت ابطي واذا عدت من عالمه.. وانا لا ابرحه.. رأيتني معلقا بين غمامتين الاولى قصيدة والثانية بحر في الاهوار وهي تفيض من كل جانب دما ودموعا وحبرا."

في قسم من قصيدة "ارق الغيوم" يقول الشاعر
"كنت مزارعا ولا حقول لي
عاملا ولا مصانع لي
رياضيا ولا فريق لي
مطربا ولا جمهور لي
فعرفت بعد كثير من الدراسات والارقام والاحصائيات والاستشارات والانطباعات انني عبد وعلي تحطيم سلاسلي
وبعد خمسين سنة من الارقام والاحصائيات والشروح والمطولات والمناقشات والمراجعات والمداولات والتوصيات والهتافات
صرت اتباهى بها".

ويختم القصيدة بقوله
"تلك الغيوم كانت بلادي
وتلك الطيور في سمائي
وكل ذلك التصميم في ملامحي
وكل تلك الافاق امامي
وكل تلك البطولات في ذاكرتي
وكل ذلك الحداء في حنجرتي
وكل تلك الملاحم في دفاتري
كل ذلك رأيته
وانا ابيع ما تبقى من اصابعي
لاحد السياح
من تجار الاثار والعاديات".

في "مدرجات رومانية" يقول
"لم يبق من اجراس الثورة سوى الصدى
ولا من جواد الشعر سوى اللجام
ولا من طريق الحرية سوى الحواجز الطيارة والثابتة
نعم لقد دخلنا القرن الحادي والعشرين
ولكن كما تدخل الذبابة غرفة الملك."

في "تداعيات فرعونية" كشف مؤلم عن داخل نفس الشاعر ذلك العالم الحساس السريع العطب الذي لا يراه الاخرون
"والكل يرى في قلعة صامدة
وطودا شامخا في وجه الزمن
ولا يرى الكوخ المتداعي في اعماقي
والكل يسمع الصهيل وصيحات الوغى
يرى نقوش السرج وغبار الحوافر السابحة في الهواء
ولا يرى قدمي العالقة في الركاب."

وتبقى كلمة الماغوط دائما كلمة ذات شخصية مميزة لا تشبه غيرها. في "الهوية الالكترونية" مثلا التي تتناول حقوق الانسان العربي وعذابه وسجونه تتجلى السخرية الماغوطية في اقصى مرارتها وصدقها. وعلى رغم تناولها "يوميات" من الحياة العربية يمكن ان تنأى بها قليلا عن لهب "الوجداني" فانها لا تفقد شحنتها الشعورية ونفاذها وايحاءاتها فكأنها وليدة موهبة كتلك التي يقال فيها انها تخلق جمالا حتى من المصيبة. يقول

"الاسم.. محمد او عيسى او موسى حسب الظروف في المنطقة او العالم
الطول.. حسب الجهة التي أوقف امامها في تلك اللحظة
الهوية.. التثاؤب
التابعية.. جمهورية افلاطون الشعبية الديمقراطية العربية الافريقية العلمانية المحافظة المتحدة العظمى او جمهورية فرحات ليوسف ادريس
مكان الاقامة.. اي رصيف او حاوية عليه
السن.. محير
البلاد التي زرتها.. سجن المزة. القلعة. الشيخ حسن. تدمر.الرمل. المية ومية. نزمامارت. ابو زعبل. ابوغريب
عدد العيون والاذان والاسنان.. حسب مراكز التحقيق. وللدولة واحد وخمسون بالمئة من عددها كأسهم الشركات الرسمية
الطعام المفضل.. الاحلام
العنوان الالكتروني.. شرق عدن غرب الله"
  رد مع اقتباس
قديم 03/03/2009   #53
شب و شيخ الشباب ..AHMAD
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ ..AHMAD
..AHMAD is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
4,906

افتراضي


مجلة “شعر” والثورة التي غيَّرت المفاهيم

يسردُ محمد الماغوط في أحد حواراته مجموعةً من الذكريات، تلك المتعلقة بقدوم بدر شاكر السياب إلى بيروت سنة 1960. في ذلك السرد يظهرُ السياب بوجهين: الأول يتعلق بأنه ذو روح هشة إذا ما تعلق الأمر بخبرات الحياة، والثاني يظهر فيه السياب كوحش ضار عندما يدير زمام القصيدة.
في ذلك الوقت يتذكَّر صاحب "سأخون وطني" أنه كان ضيفاً على مجلة "شعر"، وأنَّ أسرة تحرير المجلة كلها كانت ضيفة على يوسف الخال (صاحب المجلة)، وهذا الأخير كان ضيفاً على شارع السادات في رأس بيروت.

في ذلك الوقت، كلَّف يوسف الخال الماغوط بأن يعرّف السياب على مدينة بيروت والحياة الثقافية فيها؛ يقول صاحب "حزن في ضوء القمر": "فأخذته من ذراعه وقلت له: ...في هذا المطعم يجلس أركان الناصريين ليهاجموا القوميين، وفي هذا المطعم يجلس أركان القوميين ليهاجموا الشيوعيين والناصريين، وفي هذا المقهى يجلس أركان مجلة شعر ليهاجموا الجميع".

تهكّم الماغوط على الحالة الثقافية والسياسية في بيروت جعلته يعدّ أركان مجلة شعر حزباً بأكمله، على الرغم من أنهم قد يعدون على أصابع الأيدي. وقادته تلك التهكمية أيضاً إلى جعل أولئك الأركان الشعريين في مواجهة كلّ التيارات السياسية العربية. وسيمضي وقتٌ طويلٌ قبل أن يتَّضح أنَّ هذا التهكم ليس مجانياً، وأنه تعبيرٌ واسعٌ عن وقوف ائتلاف الرافضين الشعريين في مواجهة كلّ شيء، وأنَّ هؤلاء الذين يواجهون العقلية الثقافية العربية السائدة آنذاك بالشعر وحده سينجحون في خربطة الكثير من معالم الخريطة الشعرية العربية، وأنهم سيتمكنون من قلب الطاولة فوق رؤوس الجميع بعناد لم يسبق له مثيل. هذا العناد، كان أحد تمظهرات النقد الواسع للغيبيات والمسلمات الثقافية والسياسية العربية.

قبل قدوم السياب إلى بيروت -هذا المجيء المظفر الذي أشار إليه الماغوط- كان يوسف الخال قد أسَّس مجلة شعر.. حدث هذا في كانون الثاني 1957، حيث شكَّل العددُ الأول من المجلة بياناً يحمل بين سطوره تمرّداً خارجاً عن مألوف اهتمامات المثقفين والشعراء العرب، الذين عملوا على مناوءة العالم باللغة، والذين أقاموا مسافات شاسعة بين الفكرين العربي والغربي مازالت موجودة حتى هذه اللحظة، رغم كلّ المحاولات التي ظهرت لردم الهوة بين ضفتين إنسانيتين تجهل كلّ منهما الأخرى، بفعل استشراق واستعمار غربي بشع، وتوقف العرب عن التطور والتصالح مع إخفاقاتهم التاريخية.. وكان الطرح الابتدائي بوجوب التماثل مع الغرب.

إذاً انطلقت مجلة شعر كأوَّل منبر عربي يكرّس نفسه للشعر، واستطاع يوسف الخال -وبغض النظر عن مستوى نجاحه- أن يعمّم الرغبة في إنتاج قصيدة غير منبثقة من داخل الشعرية العربية المعروفة؛ فهو كان يرى أنَّ القصيدة الحديثة التي ينشدها والتي تعبر عن الحداثة هي تلك التي "تشبه اللوحة التجريدية، أو القطعة الموسيقية؛ يفهمها كلّ شخص على هواه"، مضافاً إلى ذلك أنَّ القصيدة الحديثة، التي طالب بها يوسف الخال، "لا تحكمها شروط مسبقاً على الإطلاق"؛ في الوقت الذي كانت فيه الحساسية الشعرية العربية رازحةً تحت عبء الوزن والعروض والقوافي.

إذاً هو تمرّد على اللغة، وتمرّد على اللسان العربي.. هذا التمرّد الذي أسَّس له يوسف الخال مجلة شعر، وجد من يناصره ويلتف حوله: أدونيس، أنسي الحاج، بدر شاكر السياب، خليل حاوي، شوقي أبي شقرا، فؤاد رفقة، جبرا إبراهيم جبرا. لن يكونوا مجرد أسماء عابرة، بل سيشكلون مرحلة لامعة لها الفضلُ في إقامة حالة من التوازن في ثقافة النماذج والقوالب الجاهزة.

هل كان هناك شطح في تمرّد شعراء مجلة شعر على اللغة العربية؟.. البعض فعل ذلك، والبعض الآخر لم يفعل أبداً ونأى بنفسه عن هكذا صراع ونظر للقضية بطريقة مختلفة قطعياً. هذا ما بدا واضحاً في إعلان توقّف صدور المجلة، الذي وقّعه يوسف الخال، حين اعتبر أنَّ اللغة العربية، التي وصفها باللغة القديمة، تشكّل عائقاً أمام الحداثة الشعرية.. حينها دعا يوسف الخال إلى الاستعاضة عن العربية الفصحى بالعربية المحكية،

لم يستجب أقطاب مجلة شعر كلهم لهكذا دعوة؛ فمنهم من لا يتقن العامية، ومنهم من يتقنها دون أن يكون له موهبة فيها، أضف إلى ذلك خطورة المساس بلغة تستمدّ قداستها من اللاهوت، مع أنَّ الكثير من النفوس كانت توَّاقة للعبث، في وقت شاع فيه قتلُ الآباء والتمرد على امتثالات اللاوعي لمسلمات تمتدّ في عمرها آلاف السنين.

لقد عملت مجلة شعر على محاولة إجراء عملية مراجعة لمفهوم التراث العربي، الذي وجدت فيه المجلة مجموعة عناصر تعيقُ عملية الحداثة؛ إنها دعوة حقيقية لإجراء قطع مع الماضي، لإلغاء تأثيراته على اللحظة الراهنة.. ففي الثابت والمتحول يدعو أدونيس إلى بناء الحداثة العربية في أفق الغرب وموارده. إلا أنَّ عملية التقويض، التي كانت مجلة شعر تسعى لها- وبغض النظر عن الموقف منها، استطاعت أن تزحزح الكثير من تخشبات وجمود اللحظة الشعرية العربية آنذاك. أما أهمّ إنجازات مجلة شعر أنّها غيرت مفهوم التلقي عند القارئ العربي، من خلال قدرة الأركان الشعريين على تقديم نصّ مغاير، بالإضافة إلى ترجماتهم ومراجعاتهم النقدية التي نسفت بشكل واسع كلّ ما يعترض المقترحات الجديدة من معارضات واهنة لا ترتكز إلا على عناد ليس له مبرّر.

وضع أدونيس مسألة التلقي أمام قطبين عاشا الكثير من التناقضات، هما الشعر والجمهور. وتناقضات هذه الثنائية ترتكز على ثنائيات أخرى، كثنائية الفرد والمجتمع التي ترتبط كلها بمسألة الحرية.
أهم إنجازات مجلة شعر أنها استطاعت أن تموضع قصيدة النثر العربية في مكانها وسياقها التاريخي، حيث أمَّنت لهذه القصيدة حماية من كلّ من التكتلات الثقافية العربية التي اعتقدت أنها أنجزت شعريتها.
فكان حضور مجلة شعر في هذا السياق تجسيداً واعياً لفعل التغيير الذي أمن مفاهيم قرائية جديدة؛ إنه التغيير الذي لا يمكن تحقيقه إلا بامتلاك خلفيات ثقافية تمنح الوعي لكلّ المكونات والمفاهيم والأدوات الإجرائية التي تخلف دينامية إبداعية جديدة. ومن هذا المنطلق، كان سؤال الحداثة حاضراً بقوة في مجلة شعر؛ هي حداثة الغرب التي ترتكز على الحرية والعقلانية والتقدم التقني، وليست حداثة الغرب الاستعماري.

أدونيس، الذي كان بمثابة حجر زاوية في مجلة شعر، يرى أنَّ لمجلة شعر دورها في التمهيد لقراءة جديدة للشعر العربي، في ضوء التجارب الشعرية في العالم، بالإضافة إلى دور المجلة في ترسيخ وشرعنة وجود قصيدة النثر، لذلك يعتبر مجلة شعر علامة فارقة في الثقافة الشعرية في القرن العشرين.
إعادةُ القراءة التي أنتجتها مجلة شعر كانت تتمحور حول إثبات أنَّ للشعر دوره في الكشف عن اللامرئي الذي ينتصب وراء المرئي والمحسوس. وهكذا ستتوقف المجلة التي استطاعت أن تنفتح وتستقطب الكثير من الشعراء الذين يمثلون الشعرية العربية هذا اليوم، فيما ستظل بمثابة حلم لأجيال مازالت تشتهي مرحلة شبيهة بتلك المرحلة.
  رد مع اقتباس
قديم 07/03/2009   #54
شب و شيخ الشباب ..AHMAD
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ ..AHMAD
..AHMAD is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
4,906

افتراضي


الماغوط بـ أقلام الصحافة




بعد قلق وكبرياءٍ وسعالٍ محمد الماغوط يحيا إبداعاً

الوحدة
ثقافة
الأربعاء 5 / 4 / 2006
مالك كامل الرفاعي





تفرّد في الشعر والمسرح والمقالة والحياة
اعتصر خلاياه المبدعة فكانت صفحةً لا تتكرر‏

- 1 -‏

نفضَ عن روحهِ جسده الحامل لأعوامه السبعين القلقة.. صعدت الروح.. ونزل الجسدُ الترابي ليعود كلُّ شيءٍ إلى أصله ويبقى الشعر والحرية والوطن خالداً مؤبداً..‏
إبنُ السلميةِ مولداً.. تراءت به بلداً كبيراً كِبرَ همومه وطموحه والتصاقهِ بالتراب والوطن والناس البسطاء الطيبين.‏
محمد الماغوط يستسلم أخيراً للموت بعدَ صراع ومجاهدةٍ وكبرياءٍ وسعالٍ وحبِّ‏

- 2 -‏
هذا الرائيُّ الكبير والشاعر المتفرد في نسيجهِ المتمايز, والمسرحيُّ المترف, والصحافيُّ المشاكس الذي تنقّل بين السلمية ودمشق وبيروت والعديد من العواصم ليصبح جثّةً هامدةً لا حراك بها.. لتضجَّ روحه بالشعر والحبِّ وبكلِّ ألقٍ وعبقٍ مما أبدعَ وأعطى.‏

- 3 -‏
اعتصر محمد الماغوط خلاياه المبدعة فكانت شعراً ونثراً ومسرحاً ليتفرّدَ في كلِّ ما كتبه ويظل نسيج وحده متمايزاً متفرداً وصفحة من صفحات الإبداع غير المتكررة في تاريخ الأدب..‏
فهو رائد قصيدة النثر في الوطن العربي.. وهو صحافيٌّ من ابرز رجالات الثقافة الصحفيّة المبدعة..‏
وهو أحد روّاد مجلّة « الشعر» في الخمسينيات وما بعدها.‏
سجّل مرّة ادونيس عدّة قصائد للشاعر الماغوط وترك الشعراء يتخبطون من هو قائل هذا الشعر?!.. هل هو رامبو.. أم بودلير.. أم... ?!‏

- 4 -‏
انتزع الماغوط جوائز أدبية وابداعية عديدة أهمها وسام الرئيس بشار الأسد من الدرجة الممتازة في العام الماضي.. كما حصل هذا العام على جائزة العويس الشعرية..‏
رحل الماغوط جسداً وتعباً ليبقى فينا شعراً وقلقاً وحضوراً وذكرى لا تنسى ... وإلى ومضات من فيض ابداعاته ورحلته الثقافية.‏

- 5 -‏
الماغوط وعدوان‏
كتب عند مواراة الشاعر ممدوح عدوان الثرى:‏
ممدوح أنت تحبَّ مصياف‏
وأنا أحبّ سلمية‏
وكلانا ديك الجنِّ في مجنونه‏
وعطيل في غيرته‏
فلنصطحبهما إلى أولِّ حانة أو مقصف ونبثهما أشواقنا وكلامنا وهمومنا ..‏
أتذكّر تلك اللفائف?‏
وذلك السعال المديد والمتقطع كالتدريبات الأولية في المستعمرات على نشيدها الوطني ومع ذلك لا أقل عنك جهلاً في هذه الأمور فللآن لا أعرف سعال الشاعر من القارئ من الناقد من المترجم من الراوي.. لا أعرف إلاّ سعالي.‏

- 6 -‏
الماغوط .. عالمي‏
هو مبدع بحق كتبت عنه عشرات الكتب - وحبّرت مئات الزوايا والخواطر- وأمطرت مساحاته القفراء بوابل من الصفحات هنا وهناك.. على امتداد العالم العربي وتخطى حدود وطنه إلى العالم أجمع.. وتناولته الأقلام بالترجمة لأعمالهِ الأدبية.. بجميع اللغات العالمية..‏
قال ذات مرة: أن أي فلاح عجوز يروي لك «ببيتين من العتابا» كلّ تاريخ الشرق..وهو يدرج لفافته أمام خيمته وقال:‏
سلمية الدمعة التي ذرفها الرومان.. يحدّها من الشمال الرعب ومن الجنوب الحزن, ومن الشرق الغبار, ومن الغرب الأطلال والغربان.‏

- 7 -‏
الماغوط الصحافي‏
يعتبر أحد أهم رواد قصيدة النثر في الوطن العربي هو.. واحدٌ من الصحفيين الكبار الذين ساهموا في تحديد هوية وطبيعة وتوجه جريدة «تشرين» في نشأتها وصدورها وتطورها حين تناوب مع الأديب زكريا تامر على كتابة زاوية يومية.. تعادل في مواقفها صحيفة كاملة في عام 1975 وما بعد..‏
وكذلك الحال حين انتقل ليكتب «أليس في بلاد العجائب» في مجلة «المستقبل» الاسبوعية وكانت بشهادة المرحوم نبيل خور «رئيس التحرير» جواز مرور.. ممهوراً بكلِّ البيانات الصادقة والأختام إلى القارئ العربي ولا سيما السوري لما كان لها من دور كبير في انتشار «المستقبل» على نحو بارز في سورية.‏

- 8 -‏
الماغوط المنشغل‏
محمد الماغوط انشغل في قضايا وطنه الصغيرة والكبيرة والهموم حتى الفناء.. ذنبه كان أنه يكتب ما يشعر به بصدق.. بلا رتوش أو مساحيق ترضي هذا وتزعج ذاك.‏
وانهمرت كزخِّ المطر الاستوائي الكتابة عنه وله وعليه وكان حصاد أكثر هذه الكتابات يتلخص بعنوان شاحب بعض الشيء هو«الماغوط» شاعر السخرية ومسرحي واقعي واخز العبارة, رائد القصة النثرية, ومن أهم الأسماء الأدبية كافة التي كتبت قصيدة التجاوز والتخطّي ,متشائم حتى الاختناق, متفائل حتى النبض الأخير, يتبرم من الذين شوهتهم الأوسمة المزيفة.. ووسامه الذي يفخر به منذ الولادة الأولى الحياة حتى الولادة الثانية الموت.. أن يحبّ وطنه.. ووطنه يحبه, فارداً روحه لناس مجتمعه البسطاء , وأن يعبئ رئتيه بهواء ريفه النقي الجميل, البعيد عن التدخين وأرصفة اللفِّ والدوران وأن الحياة عنده كلها هي موقف للعزّ.‏

- 9 -‏
من كتاباته‏
أكتب لأعيش فالكتابة تتنفس أحوالنا ولا تؤجلها الحيطان الهاربة في غربالٍ هالك يتسوّل العناء.. أن وقت الكتابة هي الفرصة الأزلية للحياة.. الدخول في منطقة منزوعة الظلِّ أعني استعادة الذات على نحو صاحبٍ .. فالمغامرة ها هنا مباحة ألغت مقصّ الرقيب كما أضافت رياحاً ومواعيد وغيوم وصحراء ذائبة..‏
ويقول:‏
آه يا حبيبتي الآن يكتمل جنوني كالبدر.. كلّ اسلحتي عفا عليها الزمن.. كلّ صحبتي تفرّقت.. وحججي فنّدت وطرقي استنفذت, ومقاهيَّ تهدمت.. وأحلامي تحطمت.. ولم يبق لي إلا هذه اللغة فماذا أفعل بها? لا أدري.‏

أعماله الشعرية :‏

- المسرحية:العصفور الأحدب 976 - المهرج 974 - المسار سيليز العربي 1975 - غربة - كاسك يا وطن - خارج السرب - ضيعة تشرين - شقائق النعمان .‏
وله رواية بعنوان الأرجوحة طبعت في لندن 1992‏
وله مسلسلات تلفزيونية: حكايا الليل - وين الغلط - وادي المسك .‏
وأفلام : الحدود - التقرير .‏
شاعراً كبيراً .. ومسرحيّاً متمايزاً وصحافيّاً عملاقاً .. وكاتباً ثرّاِ كان. 10-‏ 1- حزن في ضوء القمر 1959 - غرفة بملايين الجدران 1964 - الفرح , ليس مهنتي 1970 - الأعمال الكاملة 1973 - سياف الزهور .‏
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد


أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 18:53 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.42539 seconds with 12 queries