أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > سياسة

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 21/03/2005   #1
شب و شيخ الشباب حسون
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ حسون
حسون is offline
 
نورنا ب:
Feb 2005
المطرح:
اليونان تسالونيك
مشاركات:
1,766

إرسال خطاب MSN إلى حسون إرسال خطاب Yahoo إلى حسون
افتراضي المعارضة السورية وخطورة انتظار المنقذ


مشعل التمو

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


الحوار المتمدن - العدد: 1012 - 2004 / 11 / 9


المعارضة السورية الخارجة من عباءة الاستبداد , تبحث حتى الآن عن ذاتها , عن هيكلها , بدون أن تسعى جديا إلى إعادة النظر في هيكليتها , أو أن تمتلك القدرة على نفض غبار الزمن العرفي عن خطابها , أو آليات ممارساتها بما يتوافق مع الراهن السوري أو ينسجم مع المعطيات الخارجية التي تمر بها المنطقة , سواء تداعيات القطب الواحد , وما تلاها من حرب على الإرهاب , وما الحق بها من مشروع الشرق الأوسط الكبير , وما نتج عن الاحتلال الأمريكي للعراق , أو القرار 1559 وملحقاته , سواء تقرير الأمين العام للأمم المتحدة , وما نتج عنه من بيان رئاسي صدر بإجماع مجلس الأمن , أو ما رافق ذلك من تعقيبات سورية رسمية .
كل هذه , معطيات راهنية تحتاج إلى قراءة سياسية مستجدة تستجيب لها , سواء توافقا أو تعاكسا , وفي الحالتين , يعتبر أن من مهمات آية قوة سياسية , أن يكون لها برنامجها الخاص , أو قراءتها الخاصة لما يحدث في منطقتها وساحتها الخاصة على وجه التحديد , بمعنى أن المعارضة السورية لا زال برنامجها السياسي في أدنى مستوياته , ولا يخرج عن اخراجات محدودة , متوافقة مع مطالبات نظرية أكثر منها أسلوب أو آليات عمل تسعى لتطبيق ما تؤمن به , واعتقد بأنه هناك الكثير من الرؤى السياسية في خطاب المعارضة لا زال رهينة مجمل تصوراتها الماضية والتي تشكل ذخيرة حلمية , تستوطن العقل الباطن في المخيال الجمعي لها , ولا وعيها , الذي لا زال تخييلا , ينطلق من منظومة , كيفية استلامها السلطة – وهذا من حقها _ بدون أن يكون لها آلية سياسية ديمقراطية , فلا زالت حتى الآن تتغاضى عن كونها معارضة , بمعنى مفهوم المعارضة , المدني , الذي يمتلك برنامجه السياسي الديمقراطي , حتى أنها في الكثير من الدول المتقدمة , لها حكومات ظل , ( وهي حالة مثالية في واقعنا ) , لكن من الضرورة أن يكون تداول السلطة , هو الناظم لوجود آية معارضة , وهذا لا يشكل سوى تشارك في وطن واحد , يكون فيه الاتفاق على المصلحة الوطنية , والاختلاف على كيفية خدمة هذه المصلحة , وبالتالي فالمعارضة الديمقراطية يكون لها آليات سلمية وسليمة في العمل المجتمعي , وفي الحالة السورية , المشبعة بجذر إقصائي وانقلابي , يتطلب أن تمتلك فيه المعارضة عقلية قبول الاختلاف , مما يستوجب تغييرا في الجذر المعرفي لها , والآلية التي اعني , هي السلمية , التي تعالج فيها كل الأزمات والقضايا في المجتمع السوري بطرح مجتمعي , يؤطر الفعاليات الشعبية , ويساهم في تشكيل قوى ضاغطة , تؤمن بهذا البرنامج , وتسعى إلى تحقيقه عبر صناديق الاقتراع , والممارسة السياسية السلمية , بمعنى ما , يحتاج الأمر إلى ثقافة سياسية من نوع مختلف عن السائد , السائد بما هو نتاج استبداد طويل الأمد , والثقافة المطلوبة تحتاج إلى ركائز سلمية , برنامجية , وبالضرورة يجب أن تتخلى المعارضة السورية الخارجة من الركام , عن الجذر الانقلابي لاستلام السلطة من جهة , وعن ادعائها المفرط في اعلانيته عن عدم رغبتها استلام السلطة من جهة ثانية , وبالتالي يبقى الخطاب السياسي معبرا بدلالاته عن رؤية المعارضة , وهي الرؤية التي اعتقد بعدم نضجها , سواء لجهة ميراث القمع الماضي وتراكماته وضرورة تجاوز تداعياته , أو لجهة أنتاج خطاب عقلاني , نابع من الأرضية السورية ويهتم بالشأن السوري , وبهموم ومشاكل المواطن المغلوب على أمره , بنتيجة تغييبه عن ساحة الفعل السياسي , وإقصاءه عن المساهمة أو المشاركة في قضايا الشأن العام , أي أن يمتلك برنامج المعارضة السورية بتعدد أطيافها , عموده الفقري المتجسد في حاجة المجتمع السوري للتغير , والإفلات من شرنقة الانتكاس الماورائي , التي تكبله بها , العقلية الخارجة من زمن آخر , وفي هذا الشأن يتجلى الأمر , في ضبابية الطرح السياسي , فيما يخص الكثير من الأحداث المستجدة , التي تحتاج إلى قراءات معاصرة , تختلف إلى حد كبير عن نواظم القراءات الأصولية السابقة , هذه القراءة المعاصرة , حتى اللحظة غير متوفرة في مجمل خطاب المعارضة السورية بتياراتها المتعددة , فالمواقف لا زالت تعتمد ركائزها الأصولية , القوموية والإيديولوجية , المشبعة بأصولية سلفية , تراثية , وتراجعية أيضا , ولعل الهروب من مواجهة قضايا الداخل إلى تضخيم الخارج – وهذا لا يعني التقليل من أهميته – يشكل الناظم للقراءة الماضوية إياها , بمعنى الهروب من مواجهة الداخل وما يعانيه من موبقات , التي هي مدخل وأرضية التغلغل الخارجي , تعبير عن ثبات وسكون سياسي , والسكون السياسي لا زمن له , وبالتالي لا فاعلية مجتمعية تنتج عنه , قدر ما يؤدي إلى ارتكاسات أخرى , أكثر تعقيدا ومأساوية , على مجمل القضايا الوطنية , إذا الهروب من مواجهة الأزمة الداخلية , في الخطاب السياسي لبعض المعارضة السورية , يحمل دلالة , ليس فقط ضبابية الطرح السياسي , وإنما حتى التسامق مع السياسة الرسمية , وخطابها المُصدر لازمات الداخل , وبالتالي تهويل الخارج والعزف على خطورته , للتعمية على الداخل ومنغصاته , وهي ذات الاسطوانة التي أوصلت مجتمعاتنا إلى حالة النفاق- الخروج من التاريخ - الراهنة .
أن تثبيت مواطنية الإنسان السوري , تعتبر من المهام الراهنية والمستعجلة , إذا كانت – وفق ما اعتقد – الغاية هي أصلاح المجتمع السوري , والنهوض به , وجعله متينا داخليا , لكن الملاحظ أن الخطاب السياسي لمجمل المعارضات الموجودة , ينبع أو يرتكز في بناءه على الجذر القومي والقضية القومية , حتى انه آية رؤية للقضية الوطنية الداخلية , تمر من خلال القضية القومية , وليس العكس , فالناظم هو الموقف القومي , والخطاب القومي العروبي وبالتوافق معه , أي من العام المحدد للكثير من القراءات , التي تنفي في اغلبها , أو تغيب في مضمونها الخاص , حتى أن تخوين الآخر وأدانته , هي وليدة شرعية لهذه الرؤية ذات الشعارات الكبيرة , والفعل السياسي المعدوم وطنيا , وبقناعتي أن التصحيح الأولي لهذه الرؤية الانتكاسية , هو ما يكرس مصداقية أي خطاب سياسي تغييري , إذ أن معيار المصداقية الشعبية يكمن في جدية وشفافية أي خطاب , يَكون ينبوعه المعرفي وفعله السياسي ناتج عن المصلحة السورية , التي بالضرورة يرتكز إليها , وينطلق من صدقيتها وعافيتها في تجسيد أي موقف قومي , وهي معيار نضج وشفافية الخطاب السياسي التغييري , لان إعادة أنتاج صيرورة القومي , وطمس الوطني , هي ذات الحالة التي أوجدت الأحزاب الشمولية , وهي ذات المناهج التي استنـزفت خيرات البلاد , عبر المزاودة على الآخر وعلى القومية , في سبيل خنق الوطن وإلغاء المواطنة وتغييب المجتمع بمن فيه وبما فيه .
أن الخلط بين مهمات الخاص الوطني , والعام القومي المفكك والمستفحل في تشرذمه وعطالته , ولكنه لا زال يمتلك شعاراته عبر الحدود , هذا الخلط , والأصح طغيان الشعار على الواقع , وتغذية المواطن بأحلام وردية , ودفعه إلى الخروج من مجتمعه , فوق ما هو أصلا مستبعد ومهان , تشكل صيرورة فشل جديد يضاف إلى سلسلة الانكسارات السياسية والمجتمعية , التي حولتها مجمل الأحزاب المؤدلجة والقوموية , إلى انتصارات إعلامية , ورقية , بكفي نسمة خارجية لتتفرق في جحور متنوعة الأحجام والمقاسات .
أن إعادة التركيز على القضايا العابرة للحدود على حساب القضية الداخلية , هو خيار لا مجتمعي , يزيد من معاناة المواطن السوري , ويشبك تبعيته للخارج أكثر , حتى وان كان الادعاء عكس ذلك , وأخمن بان هناك نية لدى البعض للوصول في الطرح الشعاراتي إلى سوية الطرح السلطوي , وهو ما أراه في جانبين :
الأول : بهدف الحصول على جزء من كعكة السلطة التي إضاعتها بعض المؤثرات الماضية , وقد أن الأوان لنيلها في نفخ ذات القرب المثقوبة .
الثاني : له جذر اعتقادي ومعتقد , تحول إلى جدار إيماني صلد , تخلى عن فهم الراهن , واختار العيش في زمن سحيق , محدداته , تخيلات وأمنيات , تنتظر المنقذ القادم على صهوة جواده الأبلق .
وفي الحالتين يجب أن لا ننسى أن الموروث الأصولي في تحديد هذه الخيارات , لا زال ثقافة تعيد أنتاج نفسها , على الرغم من كتلة المتغيرات الدولية والإقليمية , وحتى المُكرسات القطرية على صعيد كل بلد عربي على حدة , وليس في الأمر إساءة لأحد عندما أقول , بان الفشل في المشروع السياسي القوموي , يعيد ارتكاساته في تحميل الآخر سبب الفشل , والآخر هنا , قد يكون الخارج , وقد يكون الداخل , والمعطى باعتقادي , هو عدم امتلاك القدرة على نقد الذات , أو تقييم المسار الذي أوصل العباد والأوطان إلى هذه الدرجة من اللاشيئية , وما أقول ليس انتقاصا من وطنية أو لا وطنية أي فصيل , وإنما رؤية , أو قراءة لما هو موجود , قد تختلف أو تتفق , هنا وهناك , ولكنها تعبير عن رؤية ترى الواقع السوري , جهة حركيته , سوادها , افقها المسدود , في ظل ضبابية الطرح السياسي وغموض الفعل المجتمعي , الذي بات هم الكثير من فعالياته , امتهان تصدير الطاقات نحو الخارج , بمعنى صرف الأنظار عن معاناة الداخل .
الوطنية هنا باتت منظمة بلا حدود , وبين اللاحدود هذه تضيع المسالة الوطنية , وتغيب القضية الديمقراطية , وتسحق المواطنية السورية , ومن جهة أخرى لا زالت هذه الأطر لا تجد السبيل للتوسع الأفقي في المجتمع , حتى وان كان القمع والاستبداد سببا أساسيا في الانحسار , لكن الراهن وحجم المهمات المنتظر إنجازها , حرصا على الوطن السوري , يجب أن يدفع بهذه الأطر إلى انتهاج أساليب جديدة في التقرب والانخراط بين أفراد الشعب , ولعل هذا الاغتراب الملاحظ , هو ما أعيده إلى ضبابية الخطاب السياسي لهذه الأطر , فالخطاب الذي يبيع شعارات فوق حدودية , انتهت فترة صلاحيتها المجتمعية , لم تعد مصدرا لاستقطاب الناس , إذ لا يجد أكثرهم تعبيرا عن معاناته , ولا حلا لقضاياه , ولا سبيلا لكسر حاجز الخوف , وثقافة الخوف التي تعيد تعبيد طريق استمراريتها العقلية الأمنية المنظمة , فعدم إيجاد السبيل أو القدرة على جذب المواطن السوري الذي يعيش أسوا أيامه , إلى ممارسة دوره والدفاع عن مواطنيته , يثير الكثير من المتناقضات في خطاب هذه الأطر أو في شخوصها المؤبدة أو في جدوى وجودها أصلا .
أن المواطن السوري الآن , يعيش في خضم ثنائيات متعددة , منها ثقافة الخوف , ومنها ثقافة الاستكانة وملحقاتها المتجسدة في اللامبالاة والانصراف عن الشأن العام , ومنها ثقافة التبرير والتسويغ , والمتجلية في جلد الذات والآخر , عندما يطالب بحق مشروع , على نمط ما يجسده القول التالي " يستاهل ما تفعل به السلطة " وهذه الـ " يستاهل " تطلق على معتقلي الرأي ونشطاء المجتمع السوري , بمعنى إعطاء الحق للجلاد في ذبح ضحيته , على خلفية لماذا يعارض السلطة , بما أنها سلطة فلا يجب الاختلاف عنها أو معارضتها , ولعل أسوا نموذج لهذه الثقافة هو تسويغ ذبح الرهائن في العراق , وهناك نوع آخر من الثقافة المنتشرة بين ضحايا الاستبداد , هي ثقافة انتظار المعجزة , المنقذ العام , القدرية والتسليم بما هو موجود , وبين مجمل هذه الثنائيات والثقافات التي يعاني منها المواطن السوري , لا زال المجتمع السوري يفتقر إلى معارضة تجد لها آلية أو طريقة تعيد إحياء وعي المواطن , بما هو إنسان له الحق في الحرية , وعي مواطني يدرك حقوقه وواجباته في وطنه , وعي يرفض مبدأ الوصاية , المبدأ الذي يحتضن مبدأ الانتداب نفسه , مع فرق الداخل والخارج , لكن في الحالتين هناك إقصاء واستبعاد للمواطن والمجتمع .
ما نحتاجه اطر ذات برنامج وطني يعيد ترتيب الاولويات , ويدفع المواطن إلى التفكير بذاته وبمصلحته , وبالتالي الايمان بقدرته على أنجاز التغيير السلمي والديمقراطي المنشود , والمعبر عن المصلحة الجمعية للشعب السوري ككل , بمعنى أننا في سورية نفتقد وعي جمعيا , سياسيا , له فعله الممارس , مع اقل قدر ممكن من الشعارات العابرة للقارات , فالأطر الراهنة والخارجة من رحم مسار المعتقدات الأحادية , والمعانية بذات الوقت , لديمومة إقصائها وقمعها , وان اختلفت الوتيرة بين مرحلة وأخرى , ولكنها تعاني على أكثر من صعيد , وعندما تعجز عن أن تكون قوة مجتمعية جاذبة , فهذا دليل على خلل بنيوي في تركيبتها , بحكم عدم إمكانية تجديد نفسها خطابا وممارسة وشخوصا , ومن الملاحظ أنها تعيش حالة من اللاتوازن في صيرورتها العملية , حتى يخيل إلي في الكثير من الأحيان بأنها تنتظر هي نفسها منقذها , أو بطلها القومي , القابع في مخيالها الخصب , يقيها من ما ينتظرها , أو يرفع عنها ما تعانيه , ويعيد إليها رونقها الذي غيبته مخاضات الداخل والخارج , وبالتالي يفتح لها أفقا سياسيا جديدا , ويعطيها دورا مجتمعيا عجزت بالياتها وقدراتها الذاتية على الوصول إليه وممارسته .
أن السلطة السورية تمتلك قراءتها للراهن القادم , سواء عبر جبهتها الشكلية وزيادة امتياز هذا وذاك , أو عبر تغييرات شكلية في هذا الجانب الاقتصادي أو الإداري , وفي المحصلة هي تسعى وتحاول أنتاج ذاتها , ولديها الكثير من الأوراق , منها المجتمع المغيب السهل توجيه دفته في أي مسار يخدم قراءة السلطة ومصلحتها , ومنها أيضا البراغماتية السياسية , ومنها أيضا دورها المنتظر في المستقبل القادم , فيما يخص الكثير من القضايا الإقليمية العالقة , بينما الأطر المعارضة وبأغلبها , لا زالت استطاعتها في الفكاك من بعض نواظم السلطة ومحدداتها , ضئيلة ومحددة , خجولة في الكثير من مستحقاتها , حتى أن حديثها عن الإصلاح لا يمتلك رؤية سياسية خاصة بها , وإنما يأتي في سياق محاولات السلطة نفسها , وبطلبات بياناتية خجولة , لا أرضية جماهيرية لها , وعلى ما يبدوا أن لكل من الطرفين مصالحه , فالسلطة تريد ديمومة سيطرتها الأحادية على المجتمع والدولة , والمعارضة بقراءتها القاصرة والنابعة أصلا من عدم امتلاكها دبناميكيات داخلية لها قدرة تجديد نفسها , مما يدفعها إلى الخطاب التصديري المتسامق إلى حد ما مع خطاب السلطة في هذا الشأن , بحكم أن السلطة تمتلك فعلها الموازي لخطابها , أو الناظم لما تريده وتبتغيه , بينما المعارضة السورية تفتقر إلى فعلها المجتمعي والسياسي , فيما عدا بعض الاعتصامات الهزيلة , لبعض القضايا العابرة للحدود , على الرغم بأنه كان هناك محاولات جيدة لتفعيل الحراك السوري في قضايا وطنية , تخص المواطن , حريته وكرامته , لكن تلك المحاولات توقفت بمسوغات شتى , وانحصر في الفترة الماضية الحراك المعارضي في التضامن والتأييد عبر الحدود .
أن ما نلمسه في الواقع السوري هو مخاضات كبيرة , قد تجد تعبيراتها مستقبلا , وجل ما نتمناه أن تجد تلك المخاضات من يؤطرها , وبالاحرى يعقلنها , بحكم أن أي تعبير خارج عن العقلانية , يكون مدمرا , للمجتمع والوطن والمواطن , أي إذا لم توجد قوى سياسية قادرة على ضبطه ووضعه في المسار السلمي والديمقراطي الصحيح , بمعنى تساهم على إخراجه , الإخراج المنشود وطنيا , فهو سيأخذ حكما الاتجاه الآخر , التدميري في الكثير من ممارساته , وهذا ما نراه ونلمسه في العراق كمثال , من حيث أن تغييب القوى السياسية والحجز على نشاطها وفكرها , وإخراجها من الواقع والمجتمع , جعل منها قوى غير فاعلة , غير قادرة على عقلنة الواقع , عندما اتيحت لها الفرصة .
في الحالة السورية , ورغم الطوارىء والعقلية الأمنية المتحكمة في العباد والمجتمع , لكن هذا لا يبرىء ساحة مجمل القوى المنضوية تحت لافتة المعارضة , من ضرورة قراءتها للواقع السوري , وتحديد اولوياتها على أرضية الداخل وسبل إنقاذه , وبالتالي إيقاف مسيرة الهروب إلى الأمام , وكارثية القصف الشعاراتي خارج الحدود .
القامشلي 5/11/2004
كاتب كوردي , ناشط في لجان إحياء المجتمع المدني في سوريا

ΕΛΕΥΘΕΡΙΑ ΣΤΟΝ ΣΑΒΒΑ ΞΙΡΟ
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 01:44 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.07285 seconds with 14 queries