البعث يستنسخ نفسه (بيان الوطنين الأحرار السورين)

[أبو النسيم]

وزعت وكالة فرانس برس للأنباء خبرا مفاده أن تجمعا سياسيا تم الإعلان عن تأسيسه في مدينة حلب السورية و أطلق على هذا التجمع إسم (تحالف الوطنيين الأحرار) و هذا التحالف يضم في غالبية أعضائه أناس من أبناء الطبقة البرجوازية الوسطى و أن تأسيسه جاء بناء على أجواء التحرر التي تسود سوريا في هذا الوقت

و إننا إذ نؤكد في حزب الوطنيين الأحرار السوريين أننا لا نمانع في تأسيس أو تواجد أية أحزاب على الساحة السورية طالما أنها لا تقوم على أساس مصادرة آراء الآخرين و فرض رؤى سياسية عليهم , فإننا نرحب بوجود هذا التنظيم و نتمنى أن يكون تنظيما سياسيا حقيقيا و مستقلا عن إرادة النظام و إملاءات مخابراته .

و لكننا نستبعد بشكل كبير أن يكون ما نتمناه متحقق في هذا التنظيم , فتصريحات الناطق بإسمه و عبارات بيانه التأسيسي تحمل مصطلحات بعثية مائة بالمائة , فتصنيفات البعث البغيضة (برجوازية متوسطة) و غيرها من العبارات التي دأب الخطاب البعثي على إستعمالها و باتت تميز هذا الخطاب ظهرت جلية في بيان إشهار هذا التنظيم بما لا يدع مجالا للشك في أن لإدارة التوجيه المعنوي البعثية يدا طولى في صياغة هذا البيان .

ثم إن البيان يحتوي على مغالطات كبيرة و لا يخفى زيفها على كل أبناء شعبنا الذي ملت أسماع أبنائه ترديد أكاذيب النظام التي يتشدق بها كذبا و زورا عن التعددية و المناخ التحرري في سوريا , و هذا ما يعزز شكوكنا حول كون هذا التنظيم مجرد مستنسخ بعثي إنما أنشأه النظام لذر الرماد في العيون و لأغراض التطبيل حول أوهام الإصلاح و الإنفتاح السياسي التي يزعم النظام القيام بها .

مؤتمر البعث

و كما كنا قد نوهنا في بيان سابق عن أكذوبة الثورة البيضاء التي يقوم بشار الأسد في سورية فلقد جاء المؤتمر المهزلة ليؤكد ما بيناه من أن هذه الثورة البيضاء مجرد ظاهرة صوتية لا تنعكس على الواقع بأي شكل من الأشكال .

إننا و كما جميع السوريين نعلم أن حزب البعث في سورية ليس سوى كيان كرتوني مهلل يغطي الحكام الحقيقين لسورية و هم شيوخ الطائفة العلوية و الضباط العلويين و من وراءهم ملالي قم و طهران و هؤلاء هم الذين يمتلكون وحدهم حق إتخاذ القرارات في كافة مفاصل السلطة الجاثمة على صدر شعبنا الصابر.

القيادة القطرية الجديدة كما القديمة ليس لها نصيب في صناعة القرار السياسي و العسكري في سورية و لن يكون لها نصيب أبدا , و إن تعيين قيادة قطرية جديدة غالبيتها من أبناء الطائفة السنية لا يعني أبدا سوى محاولة جديدة من النظام لخداع شعبنا و العالم و للإيهام بأن الأكثرية السنية المنزوعة الحقوق في سورية تمارس دورها في السلطة عبر حزب البعث الأجوف المتهافت .

نؤكد أن سوريا قبل مسرحية مؤتمر البعث و بعدها هي سوريا الأسيرة المسحوقة المفقرة المنهوبة الرازحة تحت نير التسلط و الإجرام , لا بل إن أوضاع سوريا التي تزداد سوءا يوما بعد يوم ستكون أسوأ بعد هذه المسرحية و على كافة الصعد .

إن قتلة حماة و جسر الشغور و تدمر و حي الصناعة بحمص و جزاروا عنجر و تل الزعتر و الذين إغتالوا الحريري و الخزنوي و كمال جنبلاط و غيرهم من الأحرار هم أنفسهم من يصيحون ليل نهار بمحاربة الفساد و تحقيق القانون و الشرعية ، فليت شعري أيحارب المرء نفسه ؟؟

لا إصلاح على أيدي القتلة

لا حل إلا بمعاقبة القتلة

و النصر لشعبنا و لسوريا أم الحضارات
حمص 11-06-2005

الوطنيين الأحرار السوريين