أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > علوم > فلسفة و علم نفس

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 12/02/2009   #37
صبيّة و ست الصبايا حنين.
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ حنين.
حنين. is offline
 
نورنا ب:
Oct 2008
المطرح:
L'Algérie mon amour
مشاركات:
1,516

افتراضي


نوبات الغضب لدى الأطفال

من المظاهر الانفعالية الشائعة عند الأطفال نوبات الغضب ، ويؤكد الأطباء النفسيون أن هذه النوبات شيء عام وطبيعى عند جميع الأطفال بغض النظر عن الثقافة التى يعيشون فيها ولا تعتبر هذه النوبات ذات صبغة مرضية إلا حينما تكون عنيفة جدا ومتكررة بشكل زائد وتأخذ فترة طويلة نسبيا .
ولا علاقة لنوبات الغضب عند الأطفال " بسوء السلوك "، وليس لها إلا القليل من العلاقة مع " اضطراب المزاج " بالمعنى المفهوم . إن نوبة الغضب الحقيقية هى عبارة عن انفجار عاطفي ينتج عن خيبة أمل عارمة للطفل ...وهى بهذه الصورة خارج نطاق تحكم الطفل فى نفسه . وإذا كانت هذه النوبات تغيظك ، وتسبب لك الضيق والإحراج فأنها كذلك مخيفة جداً بالنسبة للطفل .
الدوافع ونوبات الغضب :
كل طفل يولد وفى داخله حافز ذاتي ودائم يدفعه ليتعلم ، ويمارس وينجح فى آلاف المهام الصغيرة التى تساهم فى نموه . فعندما يصل الطفل إلى سن دخول المدرسة ، فستحاول الأسرة والمدرسة دفعه إلى تعلم لغة أجنبية مثلاً ... ولكن لا يحتاج الطفل إلى من يحفزه ليتعلم المشي... إنه يفعل ذلك من تلقاء نفسه حالما يصبح مهيأ لذلك جسمانياً ونفسياً . وعندما يبدأ الطفل فى محاولات المشي، فأنه يستمر فيها دون كلل أو ملل حتى يحقق النجاح .
وفى حين أن كل طفل يولد بهذا الحافز الذى يدفعه إلى التعلم ، فإن الأطفال يختلفون من حيث سرعة الغضب الذى يتملكهم حين يفشلون فى الاستجابة لهذا الحافز ، ومدى عنف رد الفعل الناتج عن ذلك الفشل . فمن الأطفال من يستمر فى صبر ودأب فى محاولة حل مشكلة ما ، ومنهم من يستسلم للفشل بسرعة ... ومن الأطفال من يعترف فيما بعد بفشله وينتقل بلباقة وهدوء إلى القيام بعمل آخر ، ومنهم من يتأثر كثيراً بالفشل الذى يدفعه لأن يعبر عن ذلك بصرخة أو نوبة غضب .
وبالطبع فإن خيبة أمل الطفل وقوة احتماله تختلفان من يوم إلى يوم، ومن مرحلة إلى أخرى . ومما يجدر بنا أن نتذكره هو أن الطفل الذى أصيب بالإحباط، وانطلق بالصراخ نتيجة لما أصابه ، إنما يفعل ذلك لأنه يحاول ، والمحاولة هى طريقه إلى التعلم .

أسباب نوبات الغضب :
يصاب الأطفال بخيبة الأمل حين يتطلعون للقيام بأعمال لا يستطيعون أداءها وتثير هذه الأشياء شعورهم بالإحباط لأنها لا تتم كما يودون . كما أن الآباء يثبطون عزم أبنائهم لأنهم يحاولون عادة ممارسة بسط نوع من التحكم الكامل عليهم ، وهو أمر يتعارض مع إحساس الطفل بضرورة نيله الاستقلال الذاتي . وهذه مرحلة تبدأ عادة بعد سن الثانية ، وتكتنفها نزعات كثيرة فى داخل الطفل لأنه يقع فى تناقص بين النزعة إلى الاستقلال ، وحاجته إلى المساعدة من أمه.
وأى محاولة تبذلها الأم فى هذه المرحلة للتحكم بشكل مباشر فى تصرفات الطفل ، تقود إلى نوبات الغضب... فمن المحتمل أن يقاوم الطفل فى هذه المرحلة محاولة أمه إلباسه ملابس معينة أو إجباره على تناول طعام معين ، أو حمله على الذهاب إلى فراش نومه إذا لم يكن يرغب فى ذلك ... وإذا شعر الطفل بأن أمه تستخدم قوتها ، أو ذكاءها لتهزمه ، فأنه سيثور وتنتابه نوبة من الغضب .

تفادى نوبات الغضب :
لا تستطيع الأم تفادي نوبات الغضب عند الأطفال ، وذلك لأن مدى خيبة أمل الطفل تكون خارج نطاق سيطرتها . أما إذا كان طفلك من النوع الهادئ ، ويملك القدرة على احتمال ما يسبب له الإحباط ...عندئذ فى وسعك أن تبقى نوبات الغضب لديه فى أدنى مستوى لها بتدريب نفسك على التعامل مع تلك الصعوبات التى ترافق نمو طفلك من رضيع إلى مرحلة الطفولة، وبتعلمك السلوك بلباقة ومهارة فى الأوقات التى تتحسسين فيها شيئا من الخطر الذى يهدد الطفل . ويجب على الأم أن تحاول إشعار الطفل بأنه يتحكم فى أموره ، كما أن من حقه أن يختار الطعام الذى يريد أن يأكله .
وعلى الأم أن لا تحاول إعطاء أوامر مطلقة لا مجال للتراجع عنها ، لأن مثل هذه الأوامر لا تنتج إلا المشاكل ...ويجب ترك منفذ للطفل لكى يهرب منه من تنفيذ الأمر ، دون أن يجرح كرامته . ويعنى ذلك ، غالباً ، إيجاد عذر يبرر موقف الطفل ، أو يصرف نظره إلى موضوع آخر .
ويجب على الأم أن تعامل الطفل باحترام تماماً كما تعامل الشخص الراشد ... فإذا لمس شيئا ليس من المفروض أن يلمسه لا ينتهر ولا يزجر ، ولكن يلفت انتباهه برفق إلى عدم الإضرار بما يلمس أو عدم تعريض نفسه للأذى
وإذا فشل الطفل فى القيام بعمل ما فلا يجب أن تندفع الأم فى غضب محاولة عمله بدلاً عنه ... ومن الممكن أن تريه برفق كيف يقوم به بنفسه .

شكل وتكرار نوبات الغضب :
تتخذ نوبات الغضب أشكالاً عدة ... فبعض الأطفال يندفعون بهياج ويجرون من مكان إلى آخر ، وهم يصرخون ويصطدمون بأثاث المنزل ...والبعض الآخر يلقون بأنفسهم على الأرض ، ويتقلبون ... ويستخدم آخرون أى أداة تقع فى أيديهم لضرب الأشياء الواقعة فى متناول أيديهم ، ويضربون رؤوسهم بالحوائط إذا لم يكن هناك من بديل يضربونه . ومهما يكن الشكل الذى تأخذه موجة الغضب ، فعلى الأم أن تدرك أنها ظاهرة طبيعية عادية. فقد أوضحت الدراسات العلمية أن 60% من الأولاد ، و40% من البنات يصابون بنوبات الغضب عندما تبلغ أعمارهم واحداً وعشرين شهراً . كما أوضحت تلك الدراسات أيضاً أن 14% من الأطفال يصابون بنوبات غضب كثيرة عندما يبلغون من العمر سنة واحدة ، فى حين أن 50% منهم يصابون بنوبة كبيرة كل أسبوعين على الأقل .

التغلب على نوبات الغضب :
أن الطفل الذى يصاب بنوبات غضب يفقد الصلة بينه وبين عالم الوعي . لذلك فأن محاولة زجره وأمره بالكف عما يفعل ، لا تسمع ولن يستجاب لها .
o الطفل الذى يصاب بنوبة الغضب يعتريه الفزع ، ولكنه يتعلم على مر السنين أن لا خطر عليه من نوبة الغضب التى تعتريه .
o واجب الأم أن تتأكد من أن الطفل لن يؤذي نفسه بسبب نوبة الغضب التى يتعرض لها .
o يجب أن لا يترك للطفل المجال لكى يؤذي نفسه أو غيره ، أو أن يحطم شيئا ... لأنه أن فعل واكتشف ذلك فيما بعد ، سيشعر بأنه فقد السيطرة على نفسه ، وأنت أيضا كذلك .
o إذا كان الطفل صغيراً فبإمكان أمه أن تستخدم قوتها لإمساكه ومنعه من الحركة فى أثناء هياجه . وسرعان ما تنتهي نوبة الغضب . ويتحول الصراخ إلى نشيج ، ثم يشعر الطفل أنه قريب من أمه لصيق بها فيشعر بالراحة بعد أن يكتشف أن ثورته لم تبدل شيئاً .
o إذا كان الطفل كبيراً ، ولا يسمح وزنه لأمه بالإمساك به فلتحاول بشتى الوسائل منعه من إلحاق الأذى بنفسه أو بغيره .
o على الأم أن تحاول عدم مقابلة الغضب بالغضب . وهذه مسألة صعبة يسهل الكلام عنها أكثر من تطبيقها ، لأن الشعور بالغضب شديد العدوى . إذ أن الكثيرين من الأمهات والأباء يفقدون أعصابهم ويصيحون فى وجه الأبناء فى أثناء نوبات الغضب . فقد أعترف عدد كبير من الأمهات أنهن عاملن الغضب عند أولادهن بالمثل ، وعاقبن الأطفال بشدة بسبب نوبات الغضب التى أصابتهم. لذلك يجب على الأم عدم معاقبة طفلها فى أثناء فترة الغضب ، لأنه لن يكون لمثل ذلك العقاب أى أثر . أنه فقط سيزيد من شعور الطفل بأن العالم مكان غاضب ، وخطير ، وأنه هو أحد أكثر سكان العالم غضباً وخطورة .
o الحقيقة الهامة أن العقاب البدنى كثيرا ما يؤدى إلى نتائج عكسية بل إن أى محاولة لإسكات الطفل أو حرمانه التعبير أثناء النوبة لا يفيد بل قد يضر على المدى البعيد وقد يطيل مدى النوبة
o الطفل أثناء النوبة لا يكون مستعدا للاقتناع ولا للاستماع ... وأن الصراخ فى وجه الطفل أو ضربه بغرض إسكاته إنما يعطيه نموذجا يحتذى به فى المواقف العصبية أو مواقف الإحباط وهو استخدام النموذج العدوانى .
o إذا شعرت الأم بأنها ستفقد أعصابها أمام نوبة غضب طفلها ، فلتنسحب ريثما تنتهى نوبة الغضب ... إن احتمال إيذاء الطفل لنفسه ربما يكون أقل من إيذاء الأم له إذا ما فقدت أعصابها تماما .
o لا يجب بحال من الأحوال أن تسمح الأم لنوبات غضب الطفل أن تؤثر على سلوكها نحوه . ولا يجب أن يشعر الطفل بأنه استطاع أن يستغل نوبة غضبه لتحقيق أغراضه .

نصائح عامة :
إليك بعض النصائح الهامة للتغلب على نوبات الغضب فى الطفولة:
o كن هادئا .. و لا تغضب .. وإذا كنت في مكان عام لا تخجل ..وتذكر أن كل الناس عندهم أطفال و قد تحدث لهم مثل هذه الأمور.
o ركز على الرسالة التى تحاول أن توصلها إلى طفلك . وهى أن صراخه لا يثير أي اهتمام أو غضب بالنسبة لك، وانه لن يحصل على طلبه بهذا الصراخ .
o تذكر .. لا تغضب و لا تدخل في حوار مع طفلك حول موضوع صراخه.
o تجاهل الصراخ بصورة تامة .. و حاول أن تريه انك متشاغل في شئ آخر، وانك لا تسمعه... لأنك لو قمت بالصراخ في وجهه فأنت بذلك تكون قد أعطيته اهتمام لتصرفه ذلك ، ولو أعطيته ما يريد فانك بذلك تكون قد علمته أن كل ما عليه فعله هو إعادة التصرف السابق عندما يرغب فى أى شئ ممنوع .
o إذا توقف الطفل عن الصراخ وهدأ.. اغتنم الفرصة وأعطه اهتمامك واظهر له انك سعيد جدا لأنه لا يصرخ.. واشرح له كيف يجب أن يتصرف ليحصل على ما يريد ...مثلا أن يأكل غذاءه أولا ثم الحلوى أو أن السبب الذي منعك من عدم تحقيق طلبه هو أن ما يطلبه خطير لا يصح للأطفال .
o إذا كنت ضعيفا أمام نوبة الغضب أمام الناس فتجنب اصطحابه إلى السوبر ماركت أو السوق أو المطعم حتى تنتهي فترة التدريب ويصبح اكثر هدوء .
o ومن المفيد عندما تشعر أن الطفل سيصاب بنوبة الغضب قبل أن يدخل في البكاء حاول لفت انتباه على شيء مثير في الطريق ...مثل إشارة مرور حمراء .. صورة مضحكة .. أو لعبة مفضلة

جـزائـر يـال حـكــايـة حـبي ..ويا من حـملـتي السلام لقـلـبي
ويامن سكبت الجمال بروحي ..ويا من أشعت الضياء بدربي

لحظة شروق الشمس.. لحظة غروب اليأس..
ننسى دموع الأمس.. بين الامل نطويها..
  رد مع اقتباس
قديم 13/02/2009   #38
صبيّة و ست الصبايا حنين.
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ حنين.
حنين. is offline
 
نورنا ب:
Oct 2008
المطرح:
L'Algérie mon amour
مشاركات:
1,516

افتراضي


الخجل

كثيراً ما نرى بعض الآباء يأمرون طفلهم الخجول بأن يكون مقداماً جريئاً .. كما لو أن الطفل بيدهم أداة طيعة لتنفيذ الأوامر ، غير مدركين أنهم بهذه الأسلوب يهدمون شخصية الطفل ويزيد ونه خجلاً .. بينما نرى في الوقت نفسه بعض الآباء يتعرفون الطريق الصحيح ويشجعون طفلهم الخجول و يوجهونه التوجيه السليم فينجحون في بناء شخصيته ..
تراهم ماذا يفعلون ؟
قبل أن نجيب على هذا السؤال سنحاول أن نعرف من هو الطفل الخجول؟
يحدث الخجل عند الطفل كانفعال معين بعد سن الثالثة من العمر تقريباً ومن فترة لأخرى بمناسبة أو موقف من المواقف . ويرافقه مظاهر تتجلى باحمرار الوجه والإحساس بالضيق والتوتر والقلق واضطراب الأعضاء و محاولة الهروب والاختفاء عن أنظار الموجودين ، كأن يخبئ الطفل عينيه و يغلق أذنيه حتى لا يسمع شيئاً ويدفن رأسه في حضن أمه ليتجنب ملاحظات الآخرين وانتقاداتهم أو تعليقاتهم ..

وغالباً ما نلاحظ الطفل الخجول طفل غير آمن ، تنقصه المهارات الاجتماعية ، ويفتقر إلى الثقة بالنفس والاعتماد على الذات ، متردد ، لا مبال ، منطو على ذاته غير مستقر ، يخاف بسهولة ، يتجنب الألفة والمبادرة والدخول في المغامرات الاجتماعية والاتصال مع الآخرين فلا يبدي اهتماماً بهم أوبالتحدث إليهم ، ويشعر بالاختلاف والنقص وعدم الارتياح الداخلي ويحاول دائماً الابتعاد عن الاندماج أو الاشتراك مع أقرانه في نشاطاتهم ومشاريعهم في المدرسة لخوفه من تقييمهم السلبي له واعتقاده بأن الآخرين سينقدونه ويفكرون به على نحو سيء . وغالباً ما يكون خوفه مصحوباً بسلوك اجتماعي غير مناسب يتصف بالارتباك وقلة الكلام مما يحول دون استمتاعه بالخبرات الجديدة أو الحصول على الثناء الاجتماعي من قبل معلميه وأصدقائه والذين بدورهم يتجنبونه على الأغلب ..

ويعود خجل الطفل الشديد إلى فقدان الإحساس بالأمن و الطمأنينة الكافية وإلىاتباع الوالدين أساليب عشوائية في تربيته والتي تظهر في نماذج مختلفة .. كاستخدام أساليب القسوة و اللوم المتكرر والشدة الزائدة على الطفل في أن يكون مهذباً، والإفراط في توجيه و إرشاده ، أو نبذه بالقول أو بالفعل أو إهماله وعدم الاكتراث به ، أو عدم الثبات في معاملته والتأرجح (تارة بين الحزم غير العنيف وتارة التعاطف و التساهل جداً أو العقاب بعنف ) ، أو توجيه النقد الزائد له و البحث عن أخطائه والسخرية من عيوبه و الإكثار من توبيخه و تأنيبه لأتفه الأسباب و تصحيح أخطائه بأسلوب قاس وعلى نحو متكرر و خصوصاً أمام الآخرين ، مما يزيد من شعوره بأنه لا يستطيع أن يفعل شيئاً صحيحاً و يتوقع دائماً الاستجابات السلبية .. ويؤدي ذلك بالطفل إلى مزيد من مشاعر القلق و الخوف .
و أيضاً من الأسباب التي تجعل الطفل يفقد الشعور بالأمن : العناية الزائدة به أو إفراط الأهل بحمايته ، ويأخذ ذلك أشكالاً متعددة .. كرغبة الأم باعتماد طفلها عليها في المأكل والمشرب و قضاء الحاجة و تنظيف الجسد ، أوعدم إتاحة الفرصة له بالخروج مع أصدقائه في نزهة و اللعب معهم خوفاً من وقوع الأذى عليه أو حتى لا يكتسب السلوكيات السيئة من قبل الآخرين وغيرها من مخاوف قد تجعل الطفل اتكالياً ، سلبياً غير فاعل و فرصته في المغامرة محدودة .
أيضاً هناك ممارسات والدية خاطئة أخرى تعزز الشعور بالخجل عند الطفل والتي تظهر في معاملة الطفل( الذكر) أو الوحيد و وكأنه بنت (كإطالة الشعر مثلاً أو مخاطبته وكأنه أنثى ) وذلك لاعتقاد الأهل بالحسد والخوف منه ، مما يجعل الطفل ينزوي و يشعر بالنقص لإحساسه بالتفاوت بين معاملة البيت وخارجه .
إضافة إلى أمور تتعلق بوجود إعاقة جسمية لدى الطفل و التي تجعل الأطفال الآخرين يتجنبوه أو وجود تلعثم عنده وضعف قدرته على التعبير أو وجود أهل خجولين وتحدثهم بصورة سلبية عن الآخرين مما يزرع الخوف عند طفلهم .وغيره ذلك...
وكل ما سبق من أساليب يمكن أن تؤدي إلى شعور الطفل بالدونية وعدم الأمان وتجعله يعيش بتوتر و صراع وانطواء و رغبة في تقليص الصلة بينه و بين الناس و البعد عن النشاطات و الحركة والاندماج الاجتماعي .. مما ينعكس سلباً على صحته النفسية والصحية وعلى تحصيله الدراسي .

إرشادات حول التعامل مع الطفل الخجول :
يمكننا تخفيف حدة مشاعر الخجل الشديد و الحساسية العالية عند الطفل وإعادة ثقته بنفسه وتصحيح فكرته عن ذاته وتنمية مهارات اجتماعية إيجابية لديه من خلال مايلي :
- توفير مناخ عائلي للطفل يسوده الشعور بالأمن و الثقة و المحبة والوفاق الأسري.
- إشعاره بالتقبل والحب و التقدير والصداقة و الإنصات له ليفصح عما في نفسه من مشاعر غضب و قلق و مخاوف وهواجس و محاولة إيجاد الحل لها .
- الإصغاء إلى أفكار الطفل ومشاعره وأرائه ومتطلباته وقصصه ومحاولة فهمها لدى التعبير عنها ومناقشته بابتسام و لطف.
- البعد عن استخدام الأساليب السلطوية وعبارات الغضب والتأنيب والتهديد والمهانة من مثل (إياك أن تحدث أباك عن...) أو ( لا أريد سماع صوتك) ( أنت مزعج ، متعب ، بليد ...) وغيرها من كلمات قد تثير القلق وتزيد من خجله .
- عدم مقارنته بأخوة أو أصدقاء أفضل منه من حيث القدرات والاستعدادات.
- تشجيع حب الاستقلالية والاعتماد على النفس بشكل تدريجي عند الطفل الخجول و التقليل من حمايته الزائدة أو الاستمرار في تدليله وذلك لكي يستعيد ثقته بنفسه .
- تعليمه التصرف بالطريقة المناسبة لعمره .
- إتاحة الفرصة للطفل ليقول لا في المواقف التي يستطيع الاختيار فيها .
- تعليمه التعامل والتكيف مع مزاح الآخرين وإغاظتهم بدرجة بعيدة عن الحساسية المفرطة.
- تشجيعه على زيارة ومشاركة أصدقائه في النزهات و الرحلات واللعب معهم وعلى تطوير مهاراته من خلال إتاحة الفرصة له للانتساب إلى إحدى النوادي لتنمية هواياته ومواهبه في (الرسم و الموسيقى و...) وذلك بهدف التقرب والاختلاط وتدعيم تفاعله مع الآخرين أثناء قيامهم بنشاطات متنوعة ..
- تدعيم خطواته و تشجيع مبادراته و مكافأته على أعمال أو مهمات تحداها وأنجزها بمفرده أوعلى قيامه بسلوكيات اجتماعية حسنة.
- محاولة إفهام الطفل (مفهوم العلاقات الاجتماعية) إن أمكن، كيف يفكر ويشعر ويسلك الآخرون وكيف أن الصديق الجديد قد لا يتقبله الناس ببساطة وأنه من الطبيعي عدم التوافق مع كل الأشخاص .
- المساواة بين الأطفال الذكور والإناث في المعاملة و تشجيع (البنات) على أخذ المبادرة وإبداء الرأي .
- استخدام أساليب العقاب الموجهة والبعيدة عن الضرب بقصد تعقيل سلوك معين عند الطفل أو تصويبه .
- التعاون مع الأخصائي النفسي أو المرشد المدرسي في التعرف على حاجات الطفل ودوافعه ومصادر خجله و دراسة حالته و ظروفه من جميع النواحي الصحية و الاجتماعية و مساعدته على مواجهة أسباب الخجل مواجهة واقعية .
- التعاون مع معلم الطفل ومرشده النفسي أيضاً على تنمية نواحي الضعف وتعزيز الجوانب القوية والمميزة عنده بدلاً من انتقاد نقاط ضعفه و إبرازها وخاصة أمام الآخرين .
- تشجيع الطفل الخجول على الاندماج في العلاقات الاجتماعية رغم توقعات الأهل المنخفضة عنه بهذا الشأن وتشجيعه على التعبير عن خيبته أو فشله في بعض المواقف كي لا تتراكم المشاعر المحبطة في داخله وتسبب له مزيداً من القلق .
- توفير الظروف الملائمة للتلاقي مع أصدقائه ، وتدريبه من خلال اللعب و قراءة القصص على تنمية مهارات اجتماعية إيجابية تساعده على بناء علاقات خارج إطار أسرته .
-عدم تكليف الطفل بأعباء تفوق قدراته العقلية و اللفظية و الجسمية بل يجب تكليفه بالأعمال التي يشعر بأنه قادر على القيام بها و تشجيعه عليها ليكسبه شعوراً بالأهمية و التقدير .
- تدريب الطفل على التفكير الإيجابي وتعديل معتقداته حول أن يكون كاملاً وجعله يتحدث عن نفسه بطريقة إيجابية .. مثل أنا جريء ، أنا اجتماعي ..
- التعاطف مع الصعوبات التي يواجهها ومساعدته بتقديم الاقتراحات البديلة له في كيفية التعامل مع المواقف الصعبة بالنسبة له .
- تكييف توقعات الوالدين لدى ملاحظتهم سلوك طفلهم الاجتماعي الخجول في مناسبات معينة وذلك حسب إمكانياته وقدراته الاستيعابية و السلوكية وشخصيته ويفضل التريث وعدم توجيه النقد له ومضايقته .
- تنبيه الطفل إلى أخطائه على انفراد دون تعريضه لمواقف الخجل أمام أخوته وأصدقائه وعدم إبداء الحساسية الزائدة لتعليقات الآخرين عليه .
- تعليمه الفرق بين الحياء والخجل الشديد وعدم التحدث عن سلوك الخجل الزائد على أنه سلوك محبب ومهذب .
- التعاون مع المرشد المدرسي أو الأخصائي النفسي على إعطاء صورة للطفل الخجول عن كيفية تصرفاته وأدائه الاجتماعي والطريقة التي يجب أن يتعامل فيها مع الآخرين مما يساعده على معرفة مستوى مهاراته الاجتماعية و تشجيعه على تطويرها بطرق مختلفة.
- مساعدة الطفل بالتعاون مع المختص على الاسترخاء للعمل على خفض الحساسية التدريجي من الاستجابات للمثيرات المسببة للقلق.
- هذا ويمكن للأهل استخدام ألعاب من مثل الورق و الرسومات ولعبة الشطرنج فهي مثيرة ومشجعة للطفل في التعبير عن نفسه و تطوير مهارات الاتصال لديه . أو اللعب بالتمثيل مع طفلهم الخجول أدواراً ليجرب بشكل مباشر طرق جديدة للتفاعل مع من حوله ( كأن نجعل الطفل الخجول يمثل الدور الأكثر شعبية ويقوم بدور المضيف ، والأم أو الأب مثلاً بدور الضيف الصامت ويطلب منه استقبالهم و التحدث معهم بهوايات أو أشياء يحبها وتثير اهتمامه ) وبذلك يجرب بعض السلوكيات والمهارات الاجتماعية ، ويمكن إعطاءه بعض الاقتراحات المشجعة على تطوير مهاراته.
وانطلاقاً من هذا لا يفوتنا القول بأن الدور الذي يقوم به الوالدان على جانب كبير من الأهمية في تنمية شخصية الأبناء و حمايتهم أو معالجتهم من الخجل لكن يتوقف نجاح هذا الدور على مدى التوافق بين الأم والأب حول أسلوب واحد للتربية في البيت فالتوجيه السليم و الثقافة المتزنة لدى الوالدين تتيح الفرصة للطفل ليعبر عن قلقه و مخاوفه وإحباطا ته في جو عائلي دافئ مليء بالمحبة وبالتالي تشجّعه على إقامة علاقات طيبة و طبيعية مع الآخرين و التحدث معهم و طلب الجواب منهم و مداعبتهم والتسامح معهم .
  رد مع اقتباس
قديم 13/02/2009   #39
صبيّة و ست الصبايا حنين.
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ حنين.
حنين. is offline
 
نورنا ب:
Oct 2008
المطرح:
L'Algérie mon amour
مشاركات:
1,516

افتراضي


المقالات منفصلة عن بعضها البعض لذا من الوارد جدا ان تتكرر بعض النصائح
  رد مع اقتباس
قديم 13/02/2009   #40
صبيّة و ست الصبايا حنين.
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ حنين.
حنين. is offline
 
نورنا ب:
Oct 2008
المطرح:
L'Algérie mon amour
مشاركات:
1,516

افتراضي


الخوف

هناك الكثير من شكوى الأمهات من خوف أطفالهم من أشياء بسيطة، أو الخوف من أشياء غير موجودة، ويطرحون العديد من الأسئلة منها:
· طفلي عمره سنتين، يخاف من الحيوانات؟
· طفلي عمره أربع سنوات، يخاف من إغلاق باب دورة المياه عليه ؟
· طفلي عمره أربع سنوات، يخاف من النوم في غرفته وحيداً ؟
· طفلي عمره ست سنوات، يخاف من النوم وحيداً، يتخيل وجود وحوش في الغرفة؟
· طفلي عمره أربع سنوات، لا يستطيع مفارقتي – يتبعني لكل مكان ؟
· طفلي عمره ست سنوات، بدأ الذهاب للمدرسة هذه السنة، يخاف من كل شيء ؟
· طفلي عمره خمس سنوات --- يخاف من الموت ؟

ما هو الخوف ؟
الخوف سمة غريزية القصد منها حماية الفرد من المخاطر في كل مراحل حياته، فتتغير تصرفاته بشكل سريع لدرء الخطر، متمثلة في العدو من المكان وتغيير سرعة دقات القلب والتعرق وغيرها، ولكن الطفل لا يستطيع القيام بمثل تلك التصرفات، فيبحث عن الأمان في حضن والديه، ويعبر عن الخوف من خلال القول أو العمل، وقد لا يكون هناك أساس لهذا الخوف، وانه في مخيلته الصغيرة فقط.

كيفية تطور الخوف لدى الطفل ؟
تبدأ التعبيرات عن الخوف لدى الطفل في نهاية الشهر الرابع من العمر، حيث نلاحظ خوفه من الأغراب عنه وزيادة ارتباطه بالوالدين، يحب اللعب وحيداً وان قلت نسبة الخوف لديه حتى نهاية السنة الأولى من العمر، قادر على أظهار الرضي والخوف، وفي عمر السنة والنصف يبدأ في اللعب مع الآخرين مع قلة الخوف من الأغراب، وتظهر عليه علامات السلبية في التصرفات وتأكيد الذات وتستمر لعدة سنوات، وإذا تمت تربية الطفل بالطريقة السليمة فإنه يتعلم كيفية التعامل مع المواقف الصعبة ويقل ارتباطه بوالديه، ومع تغيير أسلوبنا في التربية فقد نزرع في نفس الطفل وإحساسه الخوف والرعب.

ما هي الأسباب المؤدية للخوف؟
· الحماية الزائدة من قبل الوالدين: كل الأمهات والآباء يحبون أطفالهم ويرغبون في تدليلهم، ولكن الحب الزائد هو أسلوب لحماية الطفل من كل شيء، التعامل مع الحياة وصعوباتها، السقوط على الأرض ومن ثم الوقوف، الفرصة للتعايش مع الخوف والتغلب عليه، البكاء ثم السكوت، ومن أمثلة ذلك عدم أعطاء الأم الفرصة للطفل للعب والتخويف ( مع القيام بإجراءات السلامة) فيشك الطفل بقدراته ولا يجابه الموقف.
· مرض الطفل: مرض الطفل قد يزرع لديه الخوف من المرض أو من الدواء، او الدخول للمستشفى وأخذ عينة الدم، وتعامل الوالدين معه يزيد من هذا الخوف أو يمنعه، كما قد تغير من أسلوب الطفل في التعامل مع الآخرين وخروج سلوكيات غير سوية
· مشاهدة الأفلام المرعبة: قد لا ينتبه الوالدين لما يعرض في التلفاز من مشاهد، قد يكون بعضها مرعباً ومخيفاً، ولا يظهر الطفل هذا الخوف في حال اليقظة اعتزازاً بنفسه، ولكن ينعكس الخوف من خلال سلوكياته كالخوف من النوم وحيداً، أو حدوث رعب النوم أو الكابوس.
· القصص المرعبة قد تزرع في نفس الطفل الخوف
· الخوف من الحيوانات: في البداية نلاحظ أن الطفل يلعب بالحيوانات ولا يخاف منها( كما تقول الجدات: لم يظهر له قلب حتى الآن )، ثم يبدأ في الخوف منها لبروز غريزة الخوف لديه، ثم يبدأ في التعود عليها بالتدريج معتمداً على أسلوب الوالدين في التعامل.
· الأذى الجسمي واللفظي من الوالدين: عقاب الطفل من خلال الأذى الجسمي بالضرب، والنفسي من خلال التوبيخ والشتم أو الهزوء، تفقد الطفل الثقة بالنفس، وتبدأ عنده مرحلة الخوف.
· معاملة من يهتم بالطفل من الخدم والسائقين، سواء الإيذاء الجسمي والنفسي، وقد لا ينتبه الوالدين لما يجري من خلفهم من أذية للطفل.
· الخلافات الأسرية أمام الطفل تؤثر عليه، وليس كما يعتقد البعض بأنه صغير لا يفهم، فتنعكس على سلوكياته ومنها الخوف.
· ولادة طفل للعائلة: من أخطر المشاكل التي لا يعيرها الكثيرين اهتمامهم الانعكاسات النفسية على الطفل عند ولادة طفل آخر للعائلة، فالطفل إنسان حساس، فيعتقد إن القادم الجديد سوف يسلبه كل حقوقه واهتمام والديه به، فنلاحظ عليه الخوف الشديد والرغبة الزائدة في الارتباط بالوالدين، وقد تنعكس بأشكال سلوكية أخرى كالتبول الليلي وغيره.
· مرض أحد الوالدين قد ينعكس على الطفل من خلال الخوف من المرض أو الموت

كيفية التعامل مع خوف الطفل ؟
الخوف يمكن أن يظهر بأشكال مختلفة، وقد يكون الخوف مستتراً، ولكل مرحلة عمرية أسلوب للتعبير عن هذا الخوف، لذى فعلى الوالدين التقصي لمعرفة الأسباب وإزالتها، وزرع الثقة في الطفل من خلال القول والعمل، وهناك بعض النقاط الأساسية التي لابد من الأنتباه لها:
· لا تستهزئ بخوف طفلك
· استمع إليه، وساعده في التعبير عن خوفه
· حاول مساعدته في تحديد سبب الخوف
· ساعد الطفل على إيجاد الحلول
· لا تتفاعل مع خوف الطفل، أو أن تحاول حمايته، فذلك يزيد من خوفه
· أعطاء الطفل الحب والحنان، من خلال القول والعمل
· أظهار الأحاسيس الخاصة نحو الطفل، وأنه شيء كبير ومهم
· الكلام معه كشخص يستطيع الفهم، وان لم يكن كذلك، فالأحاسيس ستصل له كاملة
· الابتعاد عن التوبيخ والنهر والضرب فهي أساليب عقيمة وغير مجدية
· إذا كان الخوف متكرر وبدون سبب واضح كالخوف من النوم وحيداً، فيمكنك مساعدته من خلال النقاش معه.
· أبعد الأطفال عن الأفلام العنيفة والمرعبة
· تأكد من عدم أذية الطفل في داخل المنزل أو خارجة ( الخادمة – السائق – الجيران)
· إذا ظهرت الأعراض مع الدخول للمدرسة فحاولي تشجيعة على الذهاب للمدرسة
· مرض الطفل قد يولد لديه الخوف فيجب مناقشته وتطمينه
  رد مع اقتباس
قديم 13/02/2009   #41
صبيّة و ست الصبايا حنين.
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ حنين.
حنين. is offline
 
نورنا ب:
Oct 2008
المطرح:
L'Algérie mon amour
مشاركات:
1,516

افتراضي



الكذب

الكذب من ابرز العادات الشائعة لدى الأبناء ، والتي قد تستمر معهم في الكبر إذا ما تأصلت فيهم ، وهذه العادة ناشئة في اغلب الأحيان من الخوف ، وخاصة في مرحلة الطفولة ،من عقاب يمكن أن ينالهم بسبب قيامهم بأعمال منافية أو ذنوب ، أو بسبب محاولتهم تحقيق أهداف وغايات غير مشروعة ،ويكون الغرض منه بالطبع حماية النفس ، وللكذب صلة بعادتين سيئتين أخريين هما السرقة والغش، ويمكن إجمال هذه الصفات الثلاثة السيئة ب [عدم الأمانة ]، حيث يلجأ الفرد للكذب لتغطية الجرائم التي يرتكبها للتخلص من العقاب ، وقد وجد الباحثون في جرائم الأحداث بنوع خاص أن من اتصف بالكذب يتصف عادة بصفتي الغش والسرقة ،فهناك صلة وثيقة تجمع بين هذه الصفات ،فالكذب والغش والسرقة صفات تعني كلها[ عدم الأمانة ].
يلجأ الكثير من المربين إلى الأساليب القسرية لمنع الناشئة من تكرار هذه العادة ، غير أن النتائج التي حصلوا عليها هي أن هؤلاء استمروا على هذا السلوك ولم يقلعوا عنه ، وعلى هذا الأساس فإن معالجة الكذب لدى أبنائنا يحتاج إلى أسلوب آخر ، إيجابي وفعّال ، وهذا لا يتم إلا إذا درسنا هذه الصفة وأنواعها ومسبباتها ، فإذا ما وقفنا على هذه الأمور استطعنا معالجة هذه الآفة الخطيرة .

أنواع الكذب :
1 ـ الكذب الخيالي :
كأن يصور أحد الأبناء قصة خيالية ليس لها صلة بالواقع ، وكثيراً ما نجد قصصاً تتحدث عن بطولات خيالية لأناس لا يمكن أن تكون حقيقية . وعلينا كمربين أن نعمل على تنمية خيال أطفالنا لكونه يمُثل جانباً إيجابياً في سلوكهم ،و أهمية تربوية كبيرة ، وحثهم لكي يربطوا خيالهم الواسع بالواقع من أجل أن تكون اقرب للتصديق والقبول غير أن الجانب السلبي في الموضوع هو إن هذا النوع يمكن أن يقود صاحبه إلى نوع آخر من الكذب أشد وطأة ، وأكثر خطورة إذا لم أن نعطيه الاهتمام اللازم لتشذيبه وتهذيبه .

2 ـ الكذب الإلتباسي :
وهذا النوع من الكذب ناشئ عن عدم التعرف أو التأكد من أمر ما ، ثم يتبين أن الحقيقة على عكس ما روى لنا الشخص ، فهو كذب غير متعمد ، وإنما حدث عن طريق الالتباس وهذا النوع ليس من الخطورة بمكان .وهنا يكون دورنا بتنبيه أبنائنا إلى الاهتمام بالدقة وشدة الملاحظة تجنباً للوقوع في الأخطاء .

3 ـ الكذب الادعائي :
وهذا النوع من الكذب يهدف إلى تعظيم الذات ، وإظهارها بمظهر القوة والتسامي لكي ينال الفرد الإعجاب ، وجلب انتباه الآخرين ، ومحاولة تعظيم الذات ، ولتغطية الشعور بالنقص ، وهذه الصفة نجدها لدى الصغار والكبار على حد سواء ، فكثيراً ما نجد أحداً يدعي بشيء لا يملكه ، فقد نجد رجلاً يدعي بامتلاك أموال طائلة ، أو مركز وظيفي كبير ، أو يدعي ببطولات ومغامرات لا أساس لها من الصحة ، وعلينا في مثل هذه الحالة أن نشعر أبنائنا أنهم إن كانوا اقل من غيرهم في ناحية ما فإنهم احسن من غيرهم في ناحية أخرى ، وعلينا أن نكشف عن كل النواحي الطيبة لدى أطفالنا وننميها ونوجهها الوجهة الصحيحة لكي نمكنهم من العيش في عالم الواقع بدلاً من العيش في عالم الخيال الذي ينسجونه لأنفسهم وبذلك نعيد لهم ثقتهم بأنفسهم ، ونزيل عنهم الإحساس بالنقص.

4 ـ الكذب الانتقامي :
وهذا النوع من الكذب ناشئ بسبب الخصومات التي تقع بين الأبناء وخاصة التلاميذ ، حيث يلجأ التلميذ إلى إلصاق تهم كاذبة بتلميذ آخر بغية الانتقام منه ، ولذلك ينبغي علينا التأكد من كون التهم صحيحة قبل اتخاذ القرار المناسب إزاءها ، وكشف التهم الكاذبة ، وعدم فسح المجال أمام أبنائنا للنجاح في عملهم هذا كي يقلعوا عن هذه العادة السيئة .

5 ـ الكذب الدفاعي :
وهذا النوع من الكذب ينشأ غالباً بسبب عدم الثقة بالأباء والأمهات بسبب كثرة العقوبات التي يفرضونها على أبنائهم ، أو بسبب أساليب القسوة والعنف التي يستعملونها ضدهم في البيت مما يضطرهم إلى الكذب لتفادي العقاب ، وهذا النوع من الكذب شائع بشكل عام في البت والمدرسة ، فعندما يعطي المعلم لطلابه واجباً بيتيا فوق طاقتهم ويعجز البعض عن إنجازه نراهم يلجئون إلى اختلاق مختلف الحجج والذرائع والأكاذيب لتبرير عدم إنجازهم للواجب ، وكثيراً ما نرى قسماً من التلاميذ يقومون بتحوير درجاتهم من الرسوب إلى النجاح في الشهادات المدرسية خوفاً من ذويهم .
وفي بعض الأحيان يكون لهذا النوع من الكذب ما يبرره حتى لدى الكبار، فعندما يتعرض شخصاً ما للاستجواب من قبل السلطات القمعية بسبب نشاطه الوطني ، يضطر لنفي التهمة لكي يخلص نفسه من بطش السلطات وفي مثل هذه الأحوال يكون كذبه على السلطات مبرراً .
إن معالجة هذا النوع من الكذب يتطلب منا آباء ومعلمين أن ننبذ الأساليب القسرية في تعاملنا مع أبنائنا بصورة خاصة ، ومع الآخرين بصورة عامة ،كي لا نضطرهم إلى سلوك هذا السبيل .

6 ـ الكذب [ الدفاعي ] :
وهذا النوع من الكذب نجده لدى بعض الأبناء الذين يتعرض أصدقاءهم لاتهامات معينة فيلجئون إلى الكذب دفاعاً عنهم . فلو فرضنا أن تلميذاً ما قام بكسر زجاجة إحدى نوافذ الصف ، فإننا نجد بعض التلاميذ الذين تربطهم علاقة صداقه وثيقة معه ينبرون للدفاع عنه ، نافين التهمة رغم علمهم بحقيقة كونه هو الفاعل .
وعلى المربي في هذه الحالة أن يحرم هؤلاء من الشهادة في الحوادث التي تقع مستقبلاً لكي يشعروا أن عملهم هذا يقلل من ثقة المعلم بهم ،وعليه عدم اللجوء إلى الأساليب القسرية لمعالجة هذه الحالات ،وتشجيع التلاميذ على الاعتراف بالأخطاء والأعمال التي تنسب لهم ،وان نُشعر الأبناء إلى أن الاعتراف بالخطأ سيقابل بالعفو عنهم ،وبذلك نربي أبناءنا على الصدق والابتعاد عن الكذب .

7 ـ الكذب الغرضي [ الأناني ]
ويدعا هذا النوع من الكذب كذلك [الأناني ]، وهو يهدف بالطبع إلى تحقيق هدف يسعى له بعض الأبناء للحصول على ما يبتغونه ، فقد نجد أحدهم ممن يقتر عليه ذويه يدعي انه بحاجة إلى دفتر أو قلم أو أي شيء آخر بغية الحصول على النقود لإشباع بعض حاجاته المادية . أن على الأهل أن لا يقتروا على أبنائهم فيضطرونهم إلى سلوك هذا السبيل

8 ـ الكذب العنادي :
ويلجأ الطفل إلى هذا النوع من الكذب لتحدي السلطة ، سواء في البيت أو المدرسة ، عندما يشعر أن هذه السلطة شديدة الرقابة وقاسية ، قليلة الحنو في تعاملها معه ،فيلجأ إلى العناد ، وهو عندما يمارس هذا النوع من الكذب فإنه يشعر بنوع من السرور ، ويصف الدكتور القوصي حالة تبول لا إرادي لطفل تتصف أمه بالجفاف الشديد ، فقد كانت تطلب منه أن لا يشرب الماء قبل النوم ، لكنه رغبة منه في العناد كان يذهب إلى الحمام بدعوى غسل يديه ووجهه ، لكنه كان يشرب كمية من الماء دون أن تتمكن أمه من ملاحظة ذلك مما يسبب له التبول اللاإرادي في المنام ليلاً

9 ـ الكذب التقليدي :
ويحدث هذا النوع من الكذب لدى الأطفال حيث يقلدون الآباء والأمهات الذين يكذب بعضهم على البعض الآخر على مرأى ومسمع منهم ،أو يمارس الوالدان الكذب على الأبناء ، كأن يَعِدون أطفالهم بشراء هدية ما ، أو لعبة ، فلا يوفون بوعودهم فيشعرون بأن ذويهم يمارسون الكذب عليهم ، فيتعلمون منهم صفة الكذب ، وتترسخ لديهم هذه العادة بمرور الوقت .
إن على الوالدين أن يكونا قدوة صالحة لأبنائهم ، وأن يكونا صادقين وصريحين في التعامل معهم ، فهم يتخذونهم مثالاً يحتذون بهم كيفما كانوا .فإن صلح الوالدين صلح الأبناء ، وإن فسدوا فسد أبناؤهم .

10 ـ الكذب المرضي المزمن :
وهذا النوع من الكذب نجده لدى العديد من الأشخاص الذين اعتادوا على الكذب ، ولم يعالجوا بأسلوب إيجابي وسريع ،فتأصلت لديهم هذه العادة بحيث يصبح الدافع للكذب لاشعورياً وخارجاً عن إرادتهم ، وأصبحت جزءاً من حياتهم ونجدها دوما في تصرفاتهم وأقوالهم ، وهم يدعون أموراً لا أساس لها من الصحة ، ويمارسون الكذب في كل تصرفاتهم وأعمالهم ، وهذه هي اخطر درجات الكذب ، واشدها ضرراً ، وعلاجها ليس بالأمر السهل ويتطلب منا جهوداً متواصلة ومتابعة مستمرة .

كيف نعالج مشكلة الكذب ؟
لمعالجة هذه الآفة الاجتماعية لدى أبنائنا ينبغي لنا نلاحظ ما يلي :
1 ـ التأكد ما إذا كان الكذب لدى أبنائنا نادراً أم متكرراً .
2 ـ إذا كان الكذب متكرراً فما هو نوعه ؟ وما هي دوافعه ؟
3 ـ عدم معالجة الكذب بالعنف أو السخرية والإهانة ، بل ينبغي دراسة الدوافع المسببة للكذب .
4 ـ ينبغي عدم فسح المجال للكاذب للنجاح في كذبه ، لأن النجاح يشجعه على الاستمرار عليه .
5 ـ ينبغي عدم فسح المجال للكاذب لأداء الشهادات.
6 ـ ينبغي عدم إلصاق تهمة الكذب جزافاً قبل التأكد من صحة الواقعة .
7 ـ ينبغي أن يكون اعتراف الكاذب بذنبه مدعاة للتخفيف أو العفو عنه ، وبهذه الوسيلة نحمله على قول الصدق .
8 ـ استعمال العطف بدل الشدة ، وحتى في حالة العقاب فينبغي أن لا يكون العقاب اكبر من الذنب بأية حال من الأحوال .
9 ـ عدم إرهاق التلاميذ بالواجبات البيتية .
10 ـ عدم نسبة أي عمل يقوم به المعلمون أو الأهل إلى التلاميذ على أساس انه هو الذي قام به ، كعمل النشرات المدرسية ، أو لوحات الرسم وغيرها من الأمور الأخرى .
  رد مع اقتباس
قديم 13/02/2009   #42
شب و شيخ الشباب i m sam
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ i m sam
i m sam is offline
 
نورنا ب:
Jul 2008
مشاركات:
1,245

افتراضي


ما رح اقدر عبرك عن يلي حاسسو انا
يعني ما تخيلت انو في انسان بكرمك
مشان سؤال سئلتو مرة انت من اكتر من اسبوع عم تتعبي وتبحثي وتكتبي
كلمات الشكر ما بتليق ولا بتعلى لمقام جهدك وكرمك
لكن في الوقت الحاضر لا أملك غيرها عسى أقدر رد يوما ما قسم من هالتعب وهالجميل يلي عملتيه معي.
اقتباس:
مُثبت لمدة أسبوع


بانتظار تتمة المشاكل السلوكية
بالنيابة عن هدى او مو بالنيابة ... مرة تانية انا بدي قلك شكرا لتشجيعك
بس انو اذا دخلت واسطة ما بيتثبتلو شي شهر؟؟

اذا لم نعش جميعا متآخين كشعب واحد ....
فان كل واحد منا سيموت وحيدا

بجيب الريح تتلعب معك

www.3tbatt.blogspot.com
  رد مع اقتباس
قديم 13/02/2009   #43
صبيّة و ست الصبايا حنين.
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ حنين.
حنين. is offline
 
نورنا ب:
Oct 2008
المطرح:
L'Algérie mon amour
مشاركات:
1,516

افتراضي


العناد
مفهوم العناد
العناد عند الطفل ظاهرة طبيعية في حدودها المعقولة، وعدم وجودها أو برودها كثيراً يعتبر مؤشراً خطراً لنمو الجوانب العقلية والنفسية في حياة الطفل، كما أن ارتفاعها قد يؤدي بالطفل إلى اضطرابات انفعالية ونفسية، بل وعدم تأقلم الطفل مع مجتمعه، وخاصة إذا تعدت السن المحدد لها علمياً.

فما هي ظاهرة العناد؟
يمكننا أن نعرف العناد بأنه: السلبية التي يبديها الطفل تجاه الأوامر والنواهي والإرشادات الموجهة إليه من قبل الكبار من حوله.
ولا نعني بالسلبية -قطعاً- الجمود وعدم الفعل، وإنما نعني به الإصرار على الفعل الذي يخالف الأوامر، فمثلاً عندما يطلب من الطفل أن يذهب إلى مخدعه يعاند ويعكس الأمر، وعند دعوته إلى الغداء يتشاغلب باللعب، وعندما يؤمر بالذهاب إلى التبول في دورة المياه يرفض ذلك، وربما يتبول في ملابسه وفراشه، وإذا خلعت ملابه رفض لبس غيرها وهكذا...
وقد يعني العناد لزوم الحالة التي اعتاد عليها وإن كانت سيئة، فالطفل الذي اعتاد دخول المطبخ والعبث بمحتوياته الحادة والخطيرة، نجده عن نهره عن دخول المطبخ يعاكس الأمر بشدة، وقد يتعود الصريخ والصياح كلما قامت أمه إلى عملها وهكذا...
وقد تظهر هذه الحالة العنادية بصورة متسارعة، وكأنها تأتي فجأة نوعاً ما، وربما تختفي كذلك، وقد تظهر بطيئة وتلازم الطفل إلى مرحلة متأخرة، وهذا عائد إلى أسباب عديدة نفسية وجسمية واجتماعية.

العناد ظاهرة صحية
حتى نعرف أن العناد ظاهرة صحية وليس مرضاً لابد لنا من تعليل حالة العناد.
فما تعليل ذلك؟
حسبما يرى علماء النفس أن الطفل يشعر في هذه المرحلة بتفتح قدراته الجسمية والعقلية، فقد أصبح قادراً على المشي والتنقل وقادراً على الاختبار والاستقصاء، وبدأ يحسن التكلم والتعبير، وأصبح يفهم الشيء الكثير عن محيطه وبيئته، ويعقد صلات الصداقة مع أقرانه وهو يريد أن يثبت وجوده، وأن يثبت إقدامه، بل وأكثر من ذلك يريد أن يكون محط أنظار الجميع، وباختصار يريد أن يتصرف كأي شخص آخر لـه اعتبار، واحترامه وشخصيته المستقلة.
وهذا يعني أن سلبية الطفل وعناده دليل نمو شخصيته وازديادها قوة ومنعة، لا دليل شذوذه وانحرافه، فإذن هي دليل صحة لا دليل مرض، ولكن بشرط أن تكون في إطارها المعقول كما سنوضح ذلك في أنواع العناد.
سن العناد
تحدد الدراسات العلمية سن ظهور العناد بالسنة الثانية والنصف وينتهي مع السن الخامسة وتكون الذروة بين السن الثالثة والرابعة، ويعتبر العناد في هذه الحالة طبيعياً ويزول كذلك بصورة طبيعية، بشرط أن يحسن الوالدان كيفية التعامل مع طفلهم، وعند التصرف السيء في علاج هذه الظاهرة تظهر مشاكل عديدة في حياة الطفل تؤثر في الحال وفي المستقبل، كما أنه يحول هذا العناد الطبيعي إلى عناد سيء مفرط، وقد تطور فترة بقائه إلى سنوات عديدة تظهر كمشاكل دراسية يعاني منها المدرسون في المدرسة والآباء في المنزل.

أنواع العناد وعلاجه
يتضح من خلال ما بيناه أن هناك أنواعاً للعناد، ويمكننا أن نقسمه تقسيماً نسبياً إلى نوعين: العناد الطبيعي والعناد المشكل:
1- العناد الطبيعي:
وهذا النوع لا يعد خطراً بل يعتبر ضرورياً للطفل، وعلى الأبوين أن يجيدا طريقة التعامل مع الطفل في هذه الحالة، فالصراخ في وجه الطفل وضربه وزجره ليس هو الحل الأمثل للتعامل مع هذه الحالة، بل إيجاد الحل البديل الصحيح مع التعزيز لذلك الحل.
ونقصد بالتعزيز أن نشجع الطفل بطريقة أو أخرى على التزام الحالة الصحيحة التي نريدها لـه، فمثلاً عليك كأب -والأم أيضاً- أن تعلم طفلك بعض كلمات التعزيز التي تدخل الفرحة والسرور في قلبه لقاء عمله الجيد، وفي أحيان كثيرة قد لا يفهم مصطلح هذه العبارات، ولكن إدخاله في مجموعة سنية أكبر منه قد تؤدي به إلى اكتساب هذه المصطلحات.
وأريد هنا أن أضرب مثالاً واقعياً على ذلك، فأنا لدي ابن عمره ثلاث سنوات استطعت -بأكثر من طريقة- أن أرسم في ذهنه بعض الكلمات الحسنة التي يحس بجمالها النفسي لتعززه للفعل المرغوب، وكذلك بعض الكلمات لتنفره من الفعل غير المرغوب.
والجدول التالي يوضح بعض تلك الكلمات:
الكلمات المحببة :
o شاطـــــر
o أســـــــــد
o يحب أبوه وأمه
o يريد يتعلم
o نظيف
الكلمات المنفرة
o ما شاطـــــر
o دلـــــــــــوع
o ما يحب أبوه وأمه
o ما أيسير المدرسة
o ما نظيف
فعندما يأتي ولدي بعمل جيد أقول لـه: أسد - شاطر، فيتفاعل مع ذلك العمل، وعندما يأتي بعمل غير جيد أقول لـه: ما شاطر - دلوع، فيترك ذلك العمل، ولكنني أوجد لـه البديل مباشرة وأعززه لعمله البديل قائلاً لـه: من يحب أبوه وأمه يفعل كذا، ومباشرة يفعل، وهكذا...
وهناك طرق كثيرة يمكن أن يبتكرها الوالدان أو يتعلمانها أو يسألان عنها للتعامل مع ظاهرة العناد لدى الطفل.

2- العناد المشكل:
ينشأ هذا النوع مع عدم وجود البيئة الصحيحة للتعامل مع العناد الطبيعي، حيث يتطور العناد الطبيعي إلى عناد مشكل فتطول فترته ويترك آثاراً سيئة يعاني منها الأهل والمدرسون، وقد تطبع حياته بطابع العناد المستمر وعدم المبالاة والاستهتار والانصراف عن العلم، والأخطر من هذا قد يصاب بعدم التواؤم النفسي مع حياته الاجتماعية فيضطرب، وقد تسلمه حالته هذه إلى أنواع من الأمراض النفسية والعقلية والاجتماعية وقد تورثه آفة العنف.
وفي حالة العناد المشكل ينبغي للوالدين أن يستعينا بأولي الخبرة للتغلب على مشكلة ولدهم وننصحهم بأن لا يلجأوا إلى الضرب إلا في حالات محدودة جداً.

خصائص هذه المرحلة
يقسم العلماء حياة الإنسان إلى مراحل نذكر منها مراحل طفولته:
o مرحلة الرضاع: منذ الولادة إلى نهاية السنة الثانية.
o مرحلة الطفولة المبكرة: من السنة الثانية إلى السنة السادسة.
o مرحلة الطفولة المتوسطة: من السنة السادسة إلى السنة التاسعة.
o مرحلة الطفولة المتأخرة: من السنة التاسعة إلى السنة الثانية عشرة أو إلى البلوغ.
وعند ملاحظة هذه المراحل نجد أن سن العناد الطبيعي يقع ضمن مرحلة الطفولة المبكرة، وحتى نوفي موضوع العناد بعض حقه لابد أن نعطي للقارئ ملخصاً لخصائص هذه المرحلة، ولا ريب أن هذه الخصائص تؤثر على حركة ظاهرة العناد، فعند معرفة هذه الخصائص يكون الوالدان على بصيرة في تربية طفلهم فينبغي لهما أن ينظرا نظرة شاملة لحياة طفلهم، فالإنسان كما قلنا كل متكامل.
من خصائص هذه المرحلة:
1- النمو الجسمي:
تحدث في هذه المرحلة تغيرات سريعة في الجسم، لأجل ذلك ينبغي أن يعتنى بتغذية الطفل تغذية صحية سليمة، فالطفل من جهة محتاج إلى الغذاء، ومن جهة أخرى لا يقدر أن يعتمد على نفسه في توفيره، فيقع على عاتق الوالدين تهيئة الغذاء المناسب، ففي هذه المرحلة يستمر ظهور الأسنان اللبنية واكتمالها، وقد تبدأ في التساقط لتحل محلها الأسنان الدائمة، وتنمو الأطراف بصورة سريعة، والجذع بدرجة متوسطة، والرأس بدرجة بطيئة، ويزداد الوزن مؤدياً إلى النمو العضلي وتتحول الغضاريف إلى عظام غير ناضجة.
2- النمو العقلي:
في هذه المرحلة يلاحظ على الطفل كثرة السؤال، وعلينا في الإجابة عليها أن لا نسلك مسلك الكذب، بل نقرب لـه الإجابة بطريقة صادقة يدركها عقلياً، ويطغى على هذه المرحلة الإدراك الحسي فهو لا يستطيع أن يتصور المجردات، بل يتصور المفاهيم والعدد والأشكال الهندسية -طبعاً بالتدرج مع السن- عندما نعرضها لـه كأشيا محسوسة لا كأشياء مجردة.

3- النمو الانفعالي:
ونقصد بالانفعال المشاعر الداخلية المرتبطة بالحركة الخارجية، ولذلك يسمى بالنفسحركي.
ففي هذه الفترة يحل اللفظ محل الحركة الجسمية.
والانفعالات في هذه المرحلة شديدة ومتنوعة وسريعة الانتقال من حالة إلى أخرى.
ويتركز الحب حول الوالدين، وتتركز الانفعالات حول الذات كالخجل والإحساس بالذنب والخوف والغيرة من المولود الجديد، وحب التملك، وهكذا...
وتؤثر وسائل الإعلام في هذه المرحلة في النمو الانفعالي تأثيراً كبيراً كما سنرى لاحقاً في أثر التلفزيون في إثارة ظاهرة العناد.
4- النمو الاجتماعي:
في هذه المرحلة تنمو الصداقة وتظهر الزعامة الوقتية وحب البروز بجذب انتباه الآخرين، ويميل الطفل إلى المنافسة الفردية وينمو لديه الاستقلال وتتسع دائرة العلاقات والتفاعل الاجتماعي في الأسرة
نخلص من هذا العرض أن على الوالدين والأهل أن يراعوا خصائص هذه المرحلة، فإن عدم الاتزان في التنشئة ستؤثر قطعاً على حالة العناد.

المؤثرات على ظاهرة العناد
نقصد بهذه المؤثرات كل ما يثير عناد الطفل فيجعل من مشكلته حالة مرضية، فيتحول العناد نتيجة هذه المؤثرات إلى حالة عصبية لدى الطفل تجعله غير مستقر، ولذلك على الوالدين والأهل أن يحذروا من استثارة ولدهم لأتفه الأسباب، أو يتخذوا من ذلك تسلية كلما أرادوا الضحك من تصرفات ولدهم، بل عليهم أن يتابعوا حالة ولدهم أولاً بأول، فيجعل لكل حالة علاجاً مناسباً، ويحاولوا أيضاً أن يقضوا على كل مؤثر سلبي، مما يتواءم مع طبيعة الطفل وفترته العمرية.

فما هذه المؤثرات؟
1- مؤثرات داخلية:
وهي المؤثرات التي تؤثر على ظاهرة العناد عند الطفل من داخل نفسيته كالمؤثرات الوراثية والذكاء وضعفه وغيرها، فمثلاً قد يؤثر المزاج العصبي الموجود عند أحد الوالدين في بروز حدة العناد عند طفلهم.
وأيضاً من المؤثرات الداخلية تحول المؤثرات الخارجية نتيجة بقاء أثرها عند الطفل إلى عقدة نفسية، فتتفاعل هذه المؤثرات كلما كان هناك مثير خارجي.
مثال ذلك: لدينا شاب تحولت لديه مشكلة عنادية مثارة في صغرة إلى عقدة مستمرة، فعندما كان هذا الشاب صغيراً، ألبسه أهله "كمة" على رأسه فرفض لبسها لسبب أو لآخر فحاول المحيطون أن يرغموه على لبسها وهو يرفض، فتحول لبس "الكمة" لديه إلى مشكلة لا يحتملها، فهو يشعر بأثر نفسي سيء كلما أراد لبسها.
في هذا المثال عناد الطفل للمرات الأولى يعتبر مؤثراً خارجياً طبيعياً، ولكن نتيجة استمرار هذه المشكلة تحول هذا المؤثر الخارجي إلى مؤثر داخلي.
2- مؤثرات خارجية:
وهي المؤثرات التي تؤثر على العناد من المحيط الخارجي نتيجة تصرف الوالدين والأهل، وكما قلنا سابقاً ربما تتحول المؤثرات الخارجية إلى مؤثرات داخلية تتفاعل عند المواقف المشابهة.
وبدون ريب أن المؤثرات الداخلية هي أصعب المؤثرات، وقد لا يظهر نشاز كبير لو كان هذا المؤثر وراثياً أو من طبيعة الطفل، وربما يتفهم المحيطون بالطفل هذا الأمر، ولكن الخطر من المؤثرات الخارجية التي تبقى مستمرة في حياة الطفل مما قد تثير لديه اضطرابات نفسية ومشاكل اجتماعية.
وهذه المؤثرات تتمايز في حدتها وخطورتها، فالمؤثرات التي تحدث نتيجة مؤثر مؤقت تزول بسرعة ولا تصنع من حالة العناد مشكلة تستدعي العلاج المرضي، أما المؤثرات المستمرة فهي التي تترك أثراً سيئاً ينطبع الطفل بطابعها، وهناك مؤثرات خطيرة جداً وهي المؤثرات ذات الهدف المرسوم المخطط.
لكن هل هناك أهداف مخططة مرسومة لإثارة العناد؟!
نعم، هناك مؤثرات من هذا النوع وهي المؤثرات التلفزيونية.

أثر التلفزيون في إثارة العناد
لا أتحدث عن التلفزيون من ناحية خطورته المطلقة، ولا الجوانب السلبية أو الإيجابية المؤثرة على الطفل، ولا كيفية توجيهه لحل مشكلة العناد، لأننا في الحقيقة لا نملك هذا الحل، فهذا الحل يجب أن تتظافر الجهود الحكومية والمؤسسية لإيجاده وهذا ما لا نملكه بصفة فردية.
وإنما سيكون الحديث عن أثر التلفزيون في تهييج العناد.
عندما نشاهد برامج التلفزيون الموجهة للأطفال وخاصة الرسوم المتحركة سنجدها منصبة على إبراز المواقف العنادية، فهناك الشخصية الشريرة التي تعاند الشخصية الخيرة كما في مسلسل "باباي رجل البحار" والشخصية الشديدة التي تشاكس الشخصية اللطيفة كما في مسلسل "توم وجيري" والشخصية التي تسخر بجميع من حولها وتعاندهم مثل شخصية "الأرنب" والشخصية التي تثير الرعب في المخلوقات الصغيرة "الفئران" وهي شخصية "القط"، وهكذا...


وقد أحصى المركز الدولي للطفولة أربع مراحل لتمثل الحركات المنقولة في التلفزيون:
1- التقليد: يتقمص الطفل الشخصية التي يقلد تصرفاتها أو التي يتبنى آراءها بطريقة إرادية.
2- التشبع: تصبح عملية التمثيل أو التقليد غير واعية ولا يختار الطفل بطله.
3- تبدد التثبيط: تشج عروض تلفزيونية معينة انتقال الطفل إلى مرحلة الفعل.
4- تبدد التحسس: بعد أن يتكفي الطفل مع الأحداث نتيجة تكرارها لا يعود يتأثر بهها بل ينظر إليها على أنها طبيعية وعادية

ونريد هنا أن ننبه إلى أن العناد إذا غذي بمشاهد العنف التي تعرض في التلفزيون سيكون حالة تنذر بالخطر يجب أن يقف الجميع أفراداً ومؤسسات لعلاجها.
والذي يعنينا هنا أن نشير إلى العلاج بيد الوالدين والأهل، فعليهم أن يعودوا أبناءهم على مشاهدة ما يتم اختياره لهم وفي الوقت المختار أيضاً، أما دعوى أنني لا أستطيع ذلك، فهذا عذر أقبح من ذنب، فقد رأينا العديد من الآباء الذين نجحوا في بناء أبناءهم مع وجود التلفزيون في بيوتهم.


نصائح لتجاوز مشكلات العناد
أحب هنا أن أنقل نصائح الدكتور "نبيه الغبرة" لتساعد الآباء في التخفيف من سلبية الطفل وشدة عناده:
1- أن يربى الطفل منذ البدء تربية نظامية، فيها تلبية لحاجاته الجسمية والنفسية، ولكن دون إيجاد عادات سيئة، فالطفل ما أسرع ما يتعود وما أصعب أن يترك ما يتعود.
2- عند إطعام الطفل يترك لـه حرية اختيار ما يحب أكله دون إجباره على نوع معين أو على المزيد من الغذاء.
3- توفير الألعاب المناسبة لدرجة تطوره العمري، وأن يترك لـه حرية الاختيار لهذه اللعب.
4- عند تعليمه النظافة يجب أن يعامل بلطف وخاصة عند التبول وقضاء الحاجة، فإن الشدة تثير عناده وتغرس فيه روح المشاكسة.
5- أن نخفف ما أمكن من الأوامر والنواهي والتدخل، وأن نعلم الطفل السلوك الاجتماعي واحترام حقوق الآخرين باللطف واللين والتدرج بروح مفعمة بالحب([15]).
هذا، ولابد من الحزم في بعض المواقف، وإلا أصبح الطفل مائعاً قلقاً غير قادر على تحمل مسؤوليته في المستقبل، وأيضاً لابد من توفر القدوة الحسنة في الوالدين والأهل لكي يحتذيها الطفل.
  رد مع اقتباس
قديم 13/02/2009   #44
صبيّة و ست الصبايا حنين.
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ حنين.
حنين. is offline
 
نورنا ب:
Oct 2008
المطرح:
L'Algérie mon amour
مشاركات:
1,516

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : i m sam عرض المشاركة
ما رح اقدر عبرك عن يلي حاسسو انا
يعني ما تخيلت انو في انسان بكرمك
مشان سؤال سئلتو مرة انت من اكتر من اسبوع عم تتعبي وتبحثي وتكتبي
كلمات الشكر ما بتليق ولا بتعلى لمقام جهدك وكرمك
لكن في الوقت الحاضر لا أملك غيرها عسى أقدر رد يوما ما قسم من هالتعب وهالجميل يلي عملتيه معي.

بالنيابة عن هدى او مو بالنيابة ... مرة تانية انا بدي قلك شكرا لتشجيعك
بس انو اذا دخلت واسطة ما بيتثبتلو شي شهر؟؟
مرسي سام على كلامك الحلو
دائما بقلك لاتبالغ
شو اتبرع بعين او بكلية يعني
والله انت اللي حظك حلو او يمكن لانهم اطفال يستاهلو لهيك بصادف كل مرة مقالات حلوة ومفيدة
المهم تستفيدو منها ويمكن بعد كم سنة احتاجها ارجع لاخوية وتنحل مشكلة من مشاكل اطفالي
  رد مع اقتباس
قديم 14/02/2009   #45
صبيّة و ست الصبايا حنين.
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ حنين.
حنين. is offline
 
نورنا ب:
Oct 2008
المطرح:
L'Algérie mon amour
مشاركات:
1,516

افتراضي


الصمت الاختياري

الصمت الاختياري.. قلق وصراع داخلي يعاني منه الطفل
هناك بعض التداخلات التي قد يتعرض لها الأطفال في مراحل نموهم المتقدمة والتي تخلق جواً من الربكة والتوتر الأمر الذي يؤثر بشكل سلبي في كثير من الأحيان على جانب أو أكثر في نمو الطفل.وتتمثل هذه التداخلات في ظهور أحد الأعراض أو الظواهر النفسية والتي تحتاج إلى التدخل النفسي بشكل أو بآخر، أحد أهم تلك العوارض والظواهر هو ما يعرف في مجال العيادات النفسية "بالصمت الاختياري"، أو كما يسميه البعض البكم المتعمد وهو أحد أشكال اضطرابات الكلام وفيه يمتنع الطفل عن الكلام وعدم التجاوب مع أي حوار في أماكن معينة كالمدرسة مثلاً ومع أشخاص معينين كالمدرس والغرباء أو أحياناً مع الأب وحسب ما أشارت إليه الدراسات أنه ينتشر بنسبة أقل من 1% من المحولين للعيادات النفسية،
وبالرغم من عدم وجود إحصائيات عربية وفعلية لهذا الشكل من الاضطراب إلاّ أنه يمثل عدداً غير قليل من المترددين على العيادات النفسية.وبالرغم ان الطفل يمتنع عن الكلام في هذه المواقف ومع بعض الأشخاص إلاّ أنه في مواقف أخرى يتحدث أحياناً وبطلاقة وبشكل عادي ولعل هذا ما يميز الصمت الاختياري عما يعرف "بالبكم الهستيري".
ويصل الصمت الاختياري ذروته عندما يمتنع الطفل أيضاً عن الابتسام والنظر إلى الشخص الذي يحاوره ولكن هذا يحدث بنسبة نادرة، وهو يكثر حسب ما أشارت إليه الدراسات في الفئة العمرية من 3- 10سنوات.
ويعبر هذا الصمت الاختياري عن قلق شديد وصراع داخلي يعاني منه الطفل في بعض الأحيان غير معروفة أسبابه وقد يرجع في بعض الأحيان إلى توتر في العلاقات الأسرية أو فراق الطفل لوالديه فترة زمينة طويلة نسبياً أو وجود الأم المتسلطة أو تزامن ذلك مع موقف مؤلم تسبب فيه الشخص المعني مع الطفل فعمم الطفل بقصوره المعرفي الألم على مواقف مشابهة.
وقد يستمر الصمت الاختياري ساعات قليلة وقد يستمر أياماً أو أسابيع أو شهوراً ونادراً ما يصل لسنوات.ويتركز علاج الصمت الاختياري في نقاط محددة ترتكز في أساسها على ان العلاج يفترض ان يكون من جنس سبب الاضطراب ويقوم الاختصاصي النفسي بدراسة شاملة للصراعات الأسرية أو الاتصال بالروضة أو المدرسة لتحديد السبب تقوم الدقيق، كما يقوم في بعض الحالات بإعداد تقرير نفسي محول للجهة التربوية أو التدريبية يحوي توضيح لنوع هذا الاضطراب والخطوط العريضة التي تساعد في علاج هذا الاضطراب.كما يحدد الأخصائي النفسي الخطة العلاجية المناسبة لكل طفل حسب حالته واحتياجاه ومن بعض العلاجات المقترحة: العلاج باللعب، أو العلاج بالرسم وبعض أنواع العلاج السلوكي: "التدعيم، الاسترخاء، المبسط المناسب حسب عمر الطفل".إضافة إلى إعطاء التوجيهات الأسرية المناسبة والتي تهدف بشكل أساسي على المكافأة والحرمان وعلى مراعاة عدم التحدث عن مشكلة الطفل أمامه مع الآخرين وكذلك على عدم دفع الطفل على الكلام بصفة تحمل الجبر والقوة.وبالرغم ان البعض يرددون حتى من الوسط العلاجي النفسي ان مآل هذا الاضطراب غير مشجع إلاّ ان بعض الدراسات النفسية تشير إلى عكس ذلك كما تشير إلى عكس ذلك أيضا الملاحظات العيادية تؤكد أنه في حالة وجود التعاون بين الأهل والمدرسة أو الروضة والأخصائي النفسي فإن النتائج تكون جيدة ومطمئنة بالرغم ان بعضها يستغرق وقتاً غير قصير، لكن يظل الصبر وإعطاء الطفل فرصاً متعددة تتيح له أخذ وقته المناسب للوصول إلى النتائج المرجوة.
  رد مع اقتباس
قديم 14/02/2009   #46
صبيّة و ست الصبايا حنين.
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ حنين.
حنين. is offline
 
نورنا ب:
Oct 2008
المطرح:
L'Algérie mon amour
مشاركات:
1,516

افتراضي



الاطفال والسرقة

عندما يسرق طفل أو بالغ فان ذلك يصيب الوالدين بالقلق. وينصب قلقهم على السبب الذي جعل ابنهم يسرق ويتساءلون هل ابنهم أو ابنتهم "إنسان غير سوي" ، ومن الطبيعي لأي طفل صغير أن يأخذ الشيء الذي يشد انتباهه... وينبغي ألا يؤخذ هذا السلوك على أنه سرقة حتى يكبر الطفل الصغير، ويصل ما بين الثالثة حتى الخامسة من عمره حتى يفهموا أن أخذ شيء ما مملوك للغير أمر خطأ. وينبغي على الوالدين أن يعلموا أطفالهم حقوق الملكية لأنفسهم وللآخرين . والأباء في هذه الحالة يجب أن يكونوا قدوة أمام ابنائهم... فإذا أتيت إلى البيت بأدوات مكتبية أو أقلام المكتب أو أى شىء يخص العمل أو استفدت من خطأ الآلة الحاسبة في السوق، فدروسك في الأمانة لأطفالك ستكون من الصعب عليهم أن يدركوها.

الدوافع والأسباب :
السرقة عند الأطفال لها دوافع كثيرة ومختلفة ويجب لذلك أن نفهم الدوافع فى كل حالة، وان نفهم الغاية التى تحققها السرقة فى حياة كل طفل حتى نستطيع أن نجد الحل لتلك المشكلة. ويلجأ بعض الأطفال الكبار أو المراهقين إلى السرقة لعدة أسباب على الرغم من علمهم بأن السرقة خطأ:
o قد يسرق الصغير بسبب الإحساس بالحرمان كأن يسرق الطعام لأنه يشتهى نوعا من الأكل لأنه جائع
o قد يسرق لعب غيره لأنه محروم منها أو قد يسرق النقود لشراء هذه الأشياء
o قد يسرق الطفل تقليدا لبعض الزملاء فى المدرسة بدون أن يفهم عاقبة ما يفعل... أو لأنه نشأ فى بيئة إجرامية عودته على السرقة والاعتداء على ملكية الغير وتشعره السرقة بنوع من القوة والانتصار وتقدير الذات... وهذا السلوك ينطوى على سلوك إجرامى فى الكبر لان البيئة أصلا بيئة غير سوية
o قد يسرق الصغير لكي يتساوى مع أخيه أو أخته الأكبر منه سنا إذا أحس أن نصيبه من الحياة أقل منهما.
o في بعض الأحيان، يسرق الطفل ليظهر شجاعته للأصدقاء أو ليقدم هدية إلى أسرته أو لأصدقائه أو لكي يكون أكثر قبولا لدى أصدقائه.
o قد يبدأ الأطفال في السرقة بدافع الخوف من عدم القدرة على الاستقلال، فهم لا يريدون الاعتماد على أي شخص، لذا يلجئون إلى أخذ ما يريدونه عن طريق السرقة.
o قد يسرق الطفل بسبب وجود مرض نفسى أو عقلى أو بسبب كونه يعانى من الضعف العقلى وانخفاض الذكاء مما يجعله سهل الوقوع تحت سيطرة أولاد اكبر منه قد يوجهونه نحو السرقة

كيف نتعامل مع السرقة ؟
ينبغي على الآباء أن يدركوا سبب سرقة الطفل... هل الطفل سرق بدافع الحاجة لمزيد من الاهتمام والرعاية ؟. وفي هذه الحالة، قد يعبر الطفل على غضبه أو يحاول أن يتساوى مع والديه... وقد يصبح المسروق بديلا للحب والعاطفة. وهنا ينبغي على الوالدين أن يبذلوا جهدهم لإعطاء مزيد من الاهتمام للطفل على اعتبار أنه عضو مهم في الأسرة. فإذا أخذ الوالدان الإجراءات التربوية السليمة، فان السرقة سوف تتوقف في أغلب الحالات عندما يكبر الطفل. وينصح أطباء الأطفال بأن يقوم الوالدان بما يلي عند اكتشافهم لجوء ابنهم إلى السرقة:
o إخبار الطفل بأن السرقة سلوك خاطئ.
o مساعدة الصغير على دفع أو رد المسروقات.
o التأكد من أن الطفل لا يستفيد من السرقة بأي طريقة من الطرق.
o تجنب إعطائه دروسا تظهر له المستقبل الأسود الذي سينتظره إذا استمر على حاله، أو قولهم له أنك الآن شخص سيئ أو لص.
o توضيح أن هذا السلوك غير مقبول بالمرة داخل أعراف وتقاليد الأسرة والمجتمع والدين.

كيف نتعامل مع الطفل ؟
o عند قيام الطفل بدفع أو إرجاع المسروقات، فلا ينبغ على الوالدين إثارة الموضوع مرة أخرى، وذلك من أجل مساعدة الطفل على بدء صفحة جديدة. فإذا كانت السرقة متواصلة وصاحبها مشاكل في السلوك أو أعراض انحراف فان السرقة في هذه الحالة علامة على وجود مشاكل أكبر خطورة في النمو العاطفى للطفل أو دليل على وجود مشاكل أسرية
o الأطفال الذين يعتادون السرقة يكون لديهم صعوبة فى الثقة بالآخرين وعمل علاقات وثيقة معهم. وبدلا من إظهار الندم على هذا السلوك المنحرف فانهم يلقون باللوم فى سلوكهم هذا على الآخرين ويجادلون بالقول "لأنهم لم يعطونى ما أريد واحتاج...فاننى سوف آخذه بنفسى " .لذلك يجب عرض هؤلاء الأطفال على الأخصائيين والأطباء النفسيين المتخصصين فى مشاكل الطفولة .
o عند عرض هؤلاء الأطفال على الطبيب النفسى يجب عمل تقييم لفهم الأسباب التى تؤدى لهذا السلوك المنحرف من أجل عمل خطة علاجية متكاملة . ومن العوامل الهامة فى العلاج هو تعليم هذا الطفل كيف ينشأ علاقة صداقة مع الآخرين . كذلك يجب مساعدة الأسرة فى تدعيم الطفل فى التغيير للوصول إلى السلوك السوى فى مراحل نموه المختلفة .

العلاج :
ولعلاج السرقة عند الأطفال ينبغى عمل الآتى:
o يجب أولا أن نوفر الضروريات اللازمة للطفل من مأكل وملبس مناسب لسنه
o مساعدة الطفل على الشعور بالاندماج فى جماعات سوية بعيدة عن الانحراف في المدرسة والنادي وفي المنزل والمجتمع بوجه عام
o أن يعيش الأبناء فى وسط عائلى يتمتع بالدفء العاطفي بين الآباء والأبناء
o يجب أن نحترم ملكية الطفل و نعوده على احترام ملكية الآخرين وأن ندربه على ذلك منذ الصغر مع مداومة التوجيه والإشراف.
o يجب عدم الإلحاح على الطفل للاعتراف بأنه سرق لأن ذلك يدفعه إلى الكذب فيتمادى فى سلوك السرقة والكذب.
o ضرورة توافر القدوة الحسنة فى سلوك الكبار واتجاهاتهم الموجهة نحو الأمانة .
o توضيح مساوئ السرقة ، وأضرارها على الفرد والمجتمع ، فهى جرم دينى وذنب اجتماعى ، وتبصير الطفل بقواعد الأخلاق والتقاليد الاجتماعية .
o تعويد الطفل على عدم الغش فى الامتحانات والعمل ... الخ
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 21:29 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.23349 seconds with 12 queries