أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > سياسة

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 02/08/2006   #1
شب و شيخ الشباب فاوست
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ فاوست
فاوست is offline
 
نورنا ب:
Jul 2006
المطرح:
في وطني السليب
مشاركات:
655

افتراضي zoom in/خواطر/جمانة حداد


1
فتاةٌ مرمية بين الأنقاض. اسم الفتاة نور. أو اسمها ربى. ما الفرق؟ ألا يتشابه الأطفال الميتون في صمت أجسادهم الصاعق؟ كانت تحب أقواس القزح وتحلم بأن تصير رائدة فضاء عندما تكبر. ها هي صعدت أخيراً الى تلك السماء التي طويلاً تأملتها من تحت. نور: خيّالة الغيم؛ نور: رائدة فضاء الأبد.

2
رجل يبكي أمام منزله المهدّم. لا يقول شيئا. يبكي فقط. ينظر ويبكي. جالسٌ على كتلة اسمنت مشوّهة كانت في ما مضى غرفة نوم ابنه البكر. راحت غرفة النوم وراح الإبن البكر. يده المتكئة على دموعه ترتجف رغماً عنه. يده المهزومة تتعلّم الاستسلام لقدرها الأسود. يبكي ويفكّر: هل القدر ذريعة يتحجّج بها الله عندما يخطىء؟ المفترَسة المروَّضة، يد الرجل، لن تشفى بعد الآن من ذكرياتها.

3
عجوز مغمضة العينين في سرير طارىء في مدرسة. جثث في رأسها، جثث في قلبها، جثث فوق صدرها، جثث على كتفها اليمنى، جثث تحت جفنيها المجعّدين. مغمضة العينين، العجوز، كي ترحل أسرع في العتمة. مغمضة العينين كي لا ترى روحها على حبل الغسيل تجفّ على مهل قرب ثياب أحفادها الذين غافلوها، اولئك العفاريت، ورحلوا قبلها.

4
أمّ تُرضع طفلها في ملجأ. أمّ تُرضع طفلها الحزنَ في ملجأ. أمّ تُرضع طفلها اللوعة والغضب واليأس. أمّ تغنّي لطفلها في ملجأ، تهدهده ببؤس يديها، وتصلّيه كآياتٍ بجروح حنجرتها. تودّ لو تطير مع طفلها، الأم، لكن كآبة الليل الثقيلة كأكياس رمل عند الكاحلين تحول دون تحليقها. هي لا تستطيع أن تتخلص من الليل الذي لا يراه أحد. "ألم يشرق فجرٌ بعد؟"، تقول همساً. أمّ تعصر طفلها في ملجأ لتصير هي الملجأ. أمّ تريد أن تكون أرضاً، وتريد من الأرض أن تجعل طفلها نبعاً يأخذه النهر بعيداً عن الحريق. أمّ تريد أن تكون صلاة، قصيدة، أغنية،وطفلها كلماتها.

5
أولاد يلعبون بمسدسات ورقية. لا يعرفون الـ"بلاي ستايشن" ولا الـ"نينتندو" ولا أفلام والت ديزني السكّرية المشبعة باللونين الزهري والأزرق. يمزّقون صفحات بيضاء مسطّرة من دفاترهم المدرسية، يطوونها مرّة، مرتين، ثلاثاً فتصير سلاحاً. أولاد يمثّلون الحرب التي تفحّ في آذانهم، والحرب تنتظرهم لتبتلعهم كالغول عندما يكبرون. يحفرون الخنادق ويكمنون ويصوّبون ويطلقون النار ويقعون. أولاد يغتالون طفولتهم ومستقبلهم بمسدسات من ورق، والعالم يبتسم ببلاهة.

6
سبعون صندوقاً خشبياً. سبعون صندوقاً خشبياً على الدرب. سبعون صندوقاً خشبياً ترقص على الدرب الواسعة الى المقبرة. سبعون صندوقاً خشبياً ترقص خفيفة تحت شمس تموز المجرمة. هل حقاً "يفقد اسمه الذي يموت ميتة مشتركة"؟ (أنسي الحاج). لا. سأسمّيهم: علي، فاطمة، هناء، هشام، محمد... سأسمّيهم: عصفور، فراشة، وردة، نبع، نجمة... سبعون صندوقاً خشبياً في صور. سبعون صندوقاً خشبياً في قانا. سبعون صندوقاً خشبياً لم يفقد نزلاؤها أسماءهم ولا وجوههم. فقدوا ظلالهم فحسب. ظلالهم التي كانت تركض وراءهم ضلّت الطريق وانطفأت كشموع متعبة على الجدار المقابل.

7
أيضاً: هل القدر ذريعة يتحجّج بها الله عندما يخطىء؟

الحرية لسوريا من الإحتلال الأسدي

آخر تعديل black_iris يوم 03/08/2008 في 22:13.
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 09:42 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.04567 seconds with 12 queries