أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > سياسة

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 17/09/2009   #1
شب و شيخ الشباب Nasserm
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Nasserm
Nasserm is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
المطرح:
نقطة زرقاء باهتة
مشاركات:
998

افتراضي الشيوعي والرحباني يتذكران 16 أيلول: كي لا ننسى المقاومة


الشيوعي والرحباني يتذكران 16 أيلول: كي لا ننسى المقاومة



كانت النسبة الأكبر من حضور مهرجان الشيوعي أمس من الشباب (مروان طحطح)



لبّى عدد من أنصار المقاومة دعوة الحزب الشيوعي اللبناني لإحياء ذكرى انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية عام 1982. كانوا قلة، وغلب على الحضور في مكان العملية الأولى للمقاومة الوطنية فئة الشباب. كذلك، نظّم زياد الرحباني حفلاً فنياً ـــــ سياسياً في مسرح المدينة، شهد أصواتاً متنوعة قرأت التجربة من مواقع مختلفة، كما في الماضي كذلك في الحاضر


من روسيا التي هاجر إليها غابي في بداية تسعينيات القرن الماضي، أتى إلى لبنان للمشاركة في ذكرى انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية. ينتمي الرجل الأربعيني إلى الحزب الشيوعي اللبناني الذي أحيا مساء أمس الذكرى الـ27 لانطلاقة الجبهة، باحتفال في مكان العملية الأولى التي نفذها مقاوموه عام 1982 ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب صيدلية بسترس في منطقة الصنائع. أحضر غابي معه ابنه الذي بلغ التاسعة من عمره ليشهد المناسبة التي «تجسّد النقطة الأكثر بياضاً في تاريخ الوطن، وفي ذاكرتي أنا». يقول الرجل إنه أحيا الذكرى ذاتها عامي 1986 و1988 بطريقة مميزة. «كنت في دورية للمقاومة في عمق الشريط الحدودي». تلمع عيناه عند ذكر كلمة «دورية». يقول بفخر: «شاركت في 37 منها. كنا نحصيها».

لكن عدداً كبيراً من رفاق الرجل الشيوعي، الذين اجتمعوا في المكان ذاته أمس، كان لهم رأي آخر. فمعظمهم لم يأتِ للاستذكار وحسب، بل للقول إن اليسار أدى دوراً مركزياً في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وإنهم مستعدون للمشاركة في أي عمل مقاوم إذا سنحت لهم الفرصة. لم يكن الحشد الذي لفّ ساحة صيدلية بسترس باللون الأحمر أمس كبيراً. لم يتجاوز عدد الحاضرين 500 شخص. وقف بينهم نحو 10رجال ونساء يحملون علمين لفلسطين، ويهتفون باللغة الإيطالية. هم أعضاء في لجنة «كي لا ننسى صبرا وشاتيلا». لكن أكثر ما ميّز القلّة التي اجتمعت هو النسبة العالية من الشبان، الذين لم يكن معظمهم قد شهد عز جبهة المقاومة الوطنية والحزب الشيوعي اللبناني بالتحديد. لكنهم أتوا ليؤكدوا «دور اليسار في المقاومة، وهنا في مكان الطلقة الأولى»، بحسب ما قال حسن. وحضر إلى «بسترس» لإحياء الذكرى التي تمثل «كل ما هو جميل». يميّز حسن بين المقاومة التي انطلقت عام 1982، وتلك التي قاتلت عام 2006. «فالأولى، كانت دفاعاً عن الوطن، أما الثانية، فكانت لهيمنة حزب على الوطن». كلام حسن يثير حفيظة رفيقين له. يقول أحدهما، علي، إنه مع أي مقاومة ما دامت ضد العدو. هشام، أحد الشيوعيين الذين شاركوا في ثمانينيات القرن الماضي في مقاومة الاحتلال، يبرر العدد القليل للمحتفلين بالقول «إنّ من الجيّد أن يكون هذا العدد من الشبان مجتمعاً هنا، في ظل الهيمنة الطائفية».


كان التجمع فرصة لفتاة صغيرة يعمل والدها في محل مجاور، كي تتمكن ركوب دراجتها، بلا خوف من السيارات. عدد كبير من الناس الذين كانوا يتجولون في المنطقة القريبة من مكان الاحتفال لم يكونوا على علم بما يجري. يتوقف أحدهم بعدما لفتته الرايات الحمراء. وبعد الاستفسار عن سبب التجمع، يهز برأسه كمن يوافق على فكرة طُرِحَت عليه، ثم يرحل من دون أن ينطق سوى بكلمة واحدة: حلو.


بعد إذاعة تسجيل لبيان انطلاقة جبهة المقاومة، عُزِفَ نشيدا لبنان والحزب الشيوعي. ثم ألقى سمير صباغ كلمة حيّا فيها شهداء الحزب الشيوعي وجميع المقاومين. الرجل قال إن ألم ظهره الذي كان يفرض عليه مشياً مترنحاً غاب عندما وقف في مكان العملية الأولى. بعده، تحدّث الكاتب فواز طرابلسي عن بيروت التي استقبلت المقاتل بالقتال، وأخرجته بالقتال، وعن دور اليسار وحصته في انتصار عام 2000. طرابلسي شدد على البعد الآخر للمقاومة، المتمثل بمقاومة الطائفية والسعي إلى تحقيق العدالة. بعده، تحدّث عضو المكتب السياسي في «الشيوعي» رفيق سعد، ثم بسام صالح باسم «لجنة كي لا ننسى صبرا وشاتيلا».


بين المتجمعين أمام صيدلية بسترس، كان بعض الشبان يتهامسون: سنخربها. كانوا يقصدون الحفل الذي نظّمه زياد الرحباني في مسرح المدينة في الحمرا، للمناسبة ذاتها. أما دافع «التخريب»، فمشاركة الزميل جان عزيز. في مسرح المدينة، وما إن اعتلى عزيز المسرح ليلقي كلمته، حتى بدأ نحو 10 شبان الصراخ في وجهه اعتراضاً على مشاركة «اليميني في هذه المناسبة»، ورفعوا أصواتهم مانعين الحاضرين من سماع الكلمة (نصها في الإطار أدناه). وبعد انتهاء الكلمة، خرجوا من المسرح، فيما لقي عزيز تصفيقاً حاراً من الحاضرين. بدأت بعدها فرقة موسيقية عزف مقطوعة للرحباني، قبل أن يؤدي الفنان غسان الرحباني أغنية من تأليفه مهداة إلى الشعب الأرمني.


وشهد المسرح عرضاً فنياً تواصل حتى منتصف الليل، تخللته كلمة لعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي سعد الله مزرعاني الذي توقف عند ما جرى أثناء كلمة عزيز بالقول إن اليسار يجب أن يتقبل الأفكار كلها، ولا سيما المتعلقة بالتحولات الجديدة المرحّب بها، التي تمثّل دليلاً على صوابية ما قام به الحزب الشيوعي منذ 1982. وتحدّث النائب السابق نجاح واكيم، ثم الزميل أنور ياسين الذي روى تجربة العملية التي أُسر خلالها. وتخلل الحفل إلقاء الشاعر عصام العبدالله عدداً من قصائده، و«اسكتشات» للرحباني الذي اختتم الحفل بنشيد كان قد ألّفه قبل أكثر من 20 عاماً، مشيراً إلى أنه كان «من المفترض أن يكون للحزب الشيوعي اللبناني، لكنه اليوم للشعب اللبناني كله».




حسن عليق - جريدة الأخبار

عدد الخميس ١٧ أيلول ٢٠٠٩

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


ربما كان عدم الاتفاق أقصر مسافة بين فكرين. (جبران النبي)
  رد مع اقتباس
قديم 17/09/2009   #2
شب و شيخ الشباب DARKNESS
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ DARKNESS
DARKNESS is offline
 
نورنا ب:
Jul 2006
المطرح:
In ThE DaRk
مشاركات:
1,755

افتراضي


بالفعل اللي بيشوف وثائقي حرب لبنان اللي نعرض عا الجزيرة بيعرف انو الحزب الشيوعي ناضل ببسالة

بس في سؤال بيستحضرنا هون يترا حدا استفاد من حرب لبنان الأهلية

ما حدا استفاد بشي لأنو كلو خسر و لبنان كان الخاسر الأكبر

و اللي بيشوف الوثائقي و براجع الأحداث بيطلع معو بنتيجة انو أسرائيل مو هي أكبر شر أجا عا لبنان
ربما اكبر شر كان هوي العنصرية و الأفكار الجاهلة

لازم نتعلم انو ما نملص انفسنا من أخطاء تاريخية و ننسبها لغيرنا

بهيك ذكرى أليمة

نحن ننتظر الضياء و لكننا نرى الظلام

---------------------------------------------------------------

ذو العينين البراقتين ......... الذي يقرر المصائر .............


DaRkNeSs LoRd

Lord Of DarkneSs

Lord Of The Sweet Sadness
  رد مع اقتباس
قديم 18/09/2009   #3
شب و شيخ الشباب Nasserm
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Nasserm
Nasserm is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
المطرح:
نقطة زرقاء باهتة
مشاركات:
998

افتراضي


حفل زياد الرحباني في ذكرى انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية

جمهــور يقـــول «لا»



لم يحضَ الحفل بكثير من الترويج الدعائي، لكن خبراً كهذا يجد دوماً طريقه إلى العشرات ولو همساً في المقاهي أو تواتراً بين الأصدقاء: زياد الرحباني يحيي حفلاً في مسرح المدينة بمناسبة ذكرى انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية. الثامنة والنصف مساء. يغص المسرح بجمهور يتمسك بتواريخ وقصص عن عمليات جعلت شوارع بيروت زواريب مفخخة في وجه الاحتلال الإسرائيلي، تحديداًَ بعد احتلال العاصمة اللبنانية العام 1982.

بعض هؤلاء أضاء شموعاً منذ لحظات بالقرب من صيدلية «بسترس» حيث اللوحة التي توثق للعملية الأولى لـ«جمّول». أكملوا السير باتجاه شارع «الحمراء» الرئيسي. منهم من يحملون أعلام الحزب الشيوعي اللبناني، يحتفلون على طريقتهم بـ«عيد» جمّول لا ذكراها، تكوّن جزء من وعيهم السياسي والثقافي مع تراكم بطولات عشرات العمليات التي أفسحت مجالاً أمام الذكرى لتصبح عيداً. امتلأ المسرح سريعاً بانتظار حفل قيل انه سيكون لزياد الرحباني وخالد الهبر معاً، لكن الهبر لم يحضر.

تطل مايا دياب، تعلن أن الكلمة الأولى كان من المفترض ان تكون للزميل إبراهيم الأمين «لكنه لم يستطع الحضور لأسباب طارئة»، وتعطي الكلام للزميل جان عزيز. لا تكاد تنهي دياب لفظها الاسم حتى تتصاعد صيحات الاحتجاج في المسرح. عشرات الشبان يقاطعونها مستهجنين بلفظة «وووو..» تعبيراً عن رفضهم، يصرخون بانفعال رافضين صعوده على المسرح. احتجاج غير عابر ومدته لن تقتصر على ثوان قليلة. تتصاعد الأصوات المعترضة مع صعود الزميل عزيز على الخشبة وتطغى على نفوذ المايكروفون أمامه في هذه اللحظة. قال أحدهم «ما بنرضى لصاحب تاريخ أسود أن يتكلم في يوم كهذا». هو يحتفظ برباطة جأشه، ولو أن ضوء المسرح المسلط عليه وحده وسط المحيط الأسود بدا أنه حليف الشباب في وضعه في موقع المحاسبة، ولو على تاريخ ومواقف أعاد هو قراءتها ونقدها والتراجع عن الكثير من مسلماتها.
يخرج صوت محتد من المدرجات «ما منسمح للمجرمين يكونوا هون اليوم لو شو ما كانوا بدن يقولوا»، ينتظر عزيز قليلاً ولا يهدأ الشباب. يعلو التوتر والصراخ داخل القاعة. يتدخل شبان لحل النزاع، من دون فائدة. لا شباك في الأيدي لكن التلاسن جار بين المنظمين والمعترضين: «ما بنسمح لهيك ناس يحكوا عن الذكرى.. نسيتوا التاريخ؟»...

في الجهة اليمنى للمسرح تختلط العبارات المعترضة مع الـ«ووو...» التي لم تتوقف. يتصاعد التوتر بين شبان تكفّلوا بالتهدئة وآخرين رافضين «لوضعنا أمام الأمر الواقع». يستمر الصراخ ولم تبدأ الكلمة بعد. وسط المدرج، يرفض شابان حتى ان يشهدا حفلا كهذا. «هَي إهانة إلنا. ما منرضى» لا تجدي محاولات إقناعهما بالبقاء. يغادران. عبارة «ووو..» لا تزال هي الطاغية.

تتدخل دياب لتهدئة الجمهور «زياد الرحباني هو من دعا جان عزيز. والليلة مش رح يصير مشكل». لا يجدي التمني نفعاً. بقيت الصيحات على حالها. بدا واضحاً في هذه اللحظة ان الاعتراض لم يكن على شخص الزميل جان عزيز، هو رفض لمنطق منظمي الحفلة. للمرة الأولى بعض من «شعب» زياد الرحباني يعترض. يقول له «لا». لا يقع اسمه هنا كعصا سحرية تسكت الجميع. لا مجال إذا لـ«مَونة» ما يملكها اسم زياد على جمهوره، الجمهور يرفض الانصياع لرغبة حبيبه عندما يتعلق الأمر بحساسية ذكرى كهذه. ولا حتى كلمة الزميل عزيز استطاعت ان تهدئ من ثاروا ولو أنها استهلت بمراجعة نقدية شبه اعتذاريه عمن كان قد «شارف على الثامنة عشرة يوم انطلاقة جمّّول»، في كلمته أكد الرجل الذي كان منخرطاً ضمن الكتائب اللبنانية، انه توصل إلى قناعات أهمها انه لا يمكن للبناني أن ينتصر على الآخر وان إسرائيلي عدو.. «عن جد عدو». سرعان ما تختلط صيحات الاستهجان بتصفيق قسم من الجمهور تشجيعاً لموقف عزيز. هكذا ستكون الحال خلال تلاوة الكلمة. تصفيق الإعجاب بشجاعة الاعتراف مقابل الاستهجان لدعوة شخص يقول انه كان في الماضي في «مقلب آخر» بل «المقلب الآخر».

تنزعج صبية من عدم توقف الشبان عن «التشويش على الكلمة». تصرخ بانفعال: «شو نحنا بمزرعة.. اسمعوه عالقليلة اسمعوا شو عم يقول». تلتقي الصبية مع وجهة نظر تقول ان زياد متقدم في هذه اللحظة عن جمهوره وان الحكمة تقتضي باحتضان «التائب» لا «رجمه». لكن معظم الجمهور لا يعنيه تفسير من هذا النوع. تبدو «المحاسبة» علنية لتاريخ يمثله في هذه اللحظة عزيز ولمنظمي الحفل على حد سواء. تنتهي الكلمة المكتوبة ويتوجه عزيز إلى الشبان قائلاً «إن ما تفعلونه يؤسس لحرب أخطر من تلك التي كانت قائمة».

بأية حال أتت كلمة سعد الله مزرعاني لاحقاً لتذهب باتجاه دعوة الشباب إلى الاستماع إلى كل جديد وتحديداً إذا كان صادراً عمن كان في المقلب الآخر أي أقصى اليمين: «هل تعلمون حجم الجهد الذي بذله كي يصل إلى هنا؟». لكن الجمهور كان قد قال كلمته.

بعد كل هذا التوتر والأخذ والرد. يعود المسرح خاوياً. ينتظر الجمهور ويصفق بانتظار زياد. تطل الفرقة ويبداً الحفل. لاحقاً سيغني غسان رحباني للأرمن اللبنانيين وستقدم كاثي زخّور أغنيتها «إذا ما في» وسنتعرف إلى الشابة إليسا البستاني وهي تقدم «أوراق الخريف» بالفرنسية والانكليزية بعد تدريب قصير مع زياد قبل فترة وجيزة من الحفلة.
سيلقي عصام العبد الله شعره على موسيقى زياد الذي سيحصد، كما العادة، الكم الأكبر من التصفيق، وسيشارك كل من الفنانين مجدي مشموشي وطارق تميم ورضوان حمزة وبطرس فرح ومايا دياب وغيرهم في قراءة مقتطفات كتبها زياد، سيسير برنامج الحفلة الطويل برشاقة بانتظار أن يطل الأسير السابق أنور ياسين متحدثاً عن تجربة الأسر والنضال داخل المعتقل الإسرائيلي، وتنتهي الكلمة بتصفيق وعناق بينه وبين الرحباني الذي يذكره بأنه لم يهنئه بعد تحريره من المعتقل عمدا «بتعرف لَيً؟» سيجيب الأسير المحرر بما معناه «لأنك بتحبني».
سيطل أيضاً النائب السابق نجاح واكيم ليؤكد ان الذكرى لم تجد من يتذكرها سوى جريدتي «السفير» و»الأخبار» و»صوت الشعب» كالعادة وقناة «الجديد»، في حين كان معظم أقطاب الدولة في ذكرى اغتيال الرئيس بشير الجميل.
وعندما يأتي موعد الختام سيستمع الجمهور إلى أغنية مسجلة هي عبارة عن «بروفا» تجريبية لنشيد كان يفترض ان يكون للحزب الشيوعي غناه يومها أحمد قعبور وزياد الرحباني وجوزف صقر وغيرهم، ممن أصبحوا في مواقع مختلفة، لا بل متناقضة اليوم.

بقيت انطلاقة السهرة هي الأبرز عبر ردة فعل ستكون بلا شك محور الكثير من التحليل لاحقاً. ولو ان الرحباني تطرق إليها على اعتبار انها «مَشكل» وقد عرف مفتعلوها.

ليس بأمر عادي أن تنتهي حفلة لزياد الرحباني ويكون نجمها الأبرز تصميم شبان مسيّسين، هدفهم تسجيل موقف ولو في لحظة انفعال من دون تخريب حفلة أكملت بنجاح برغم توتر بدايتها.

هناك ما يطمئن في حفل أمس الأول: هناك جمهور في لبنان لم يتخل بعد عن حقه بالتعبير عن رأيه. جمهور يقول علانية انه لن يرضى بأي شيء لمجرد انه جاء «من فوق». و»من فوق» لا يعني بالضرورة من سلطة سياسة، بل للفن سطوته أيضاً على الجماهير، وفي الأمر طمأنة إضافية.



مايسة عواد - جريدة السفير



  رد مع اقتباس
قديم 18/09/2009   #4
صبيّة و ست الصبايا marochka
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ marochka
marochka is offline
 
نورنا ب:
Apr 2009
المطرح:
بلبنان، مجبرٌ أخاك لا بطل
مشاركات:
915

إرسال خطاب MSN إلى marochka
افتراضي


كلمة جان عزيز فعلاً حلوة، وبتعطي صورة عن كيف كتير ناس كانو بمواقع مختلفة بالحرب اللبنانية لأنو كان في حواجز كتير بين البشر بتمنعون يفهمو بعض، وهلأ عم تنلعب نفس اللعبة مع الأجيال الجديدة مع تغير المجموعات المتواجهة، بس بلبنان دايماً التاريخ يعيد نفسه بكل غباء.

إبحث أنت عن المعرفة فالمعرفة لا تبحث عن أحد

Whether humanity will consciously follow the law of love, I do not know. But
that need not disturb me. The law will work just as the law of gravitation
works, whether we accept it or not

Ghandi
  رد مع اقتباس
قديم 18/09/2009   #5
شب و شيخ الشباب Nasserm
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Nasserm
Nasserm is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
المطرح:
نقطة زرقاء باهتة
مشاركات:
998

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : marochka عرض المشاركة
كلمة جان عزيز فعلاً حلوة، وبتعطي صورة عن كيف كتير ناس كانو بمواقع مختلفة بالحرب اللبنانية لأنو كان في حواجز كتير بين البشر بتمنعون يفهمو بعض، وهلأ عم تنلعب نفس اللعبة مع الأجيال الجديدة مع تغير المجموعات المتواجهة، بس بلبنان دايماً التاريخ يعيد نفسه بكل غباء.
هلق مع تفهّمي لموقف بعض "الرفاق" اللي شوّشو على جان عزيز بالحفل..

بس هو اليوم -ع قولة أبو الزيز- شخص "بينحكى معو"..


عني.. بقرالو.. وبسمعلو كلما شفتو.. وبيعجبني ببعض "تحليلاتو"
  رد مع اقتباس
قديم 18/09/2009   #6
صبيّة و ست الصبايا safafita
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ safafita
safafita is offline
 
نورنا ب:
May 2009
المطرح:
خارج الطقس أو داخل الغابة الواسعة وطني
مشاركات:
182

إرسال خطاب MSN إلى safafita بعات رسالي عبر Skype™ ل  safafita
افتراضي


yaslamou mawdo3 ktir mohim w lazem kil libneni yaftakhir
  رد مع اقتباس
قديم 18/09/2009   #7
صبيّة و ست الصبايا marochka
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ marochka
marochka is offline
 
نورنا ب:
Apr 2009
المطرح:
بلبنان، مجبرٌ أخاك لا بطل
مشاركات:
915

إرسال خطاب MSN إلى marochka
افتراضي


يعني بيكفي أنو الزلمة عم يعمل مراجعة لماضيه، وعم يشوف ويسمع غيرو ويتعلم من اللي عم يصير، هلأ أكيد مو معناتا أنو كل اللي بيقولو مظبوط بس أنو بتحسو حدا صادق مع حالو.
  رد مع اقتباس
قديم 18/09/2009   #8
شب و شيخ الشباب Nasserm
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Nasserm
Nasserm is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
المطرح:
نقطة زرقاء باهتة
مشاركات:
998

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : safafita عرض المشاركة
lazem kil libneni yaftakhir
واللي نسي جمّول يمّي..

يعدم حياتو
  رد مع اقتباس
قديم 19/09/2009   #9
شب و شيخ الشباب Nasserm
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Nasserm
Nasserm is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
المطرح:
نقطة زرقاء باهتة
مشاركات:
998

افتراضي عام 1982: الحدّ الفاصل


عام 1982: الحدّ الفاصل


يحدثُ أن يختصرَ عامٌ أعواماً قبله وبعده، ويحدث أن تلخّصَ أحداثُ عام واحد أحداثَ عقد من الزمن، أو أكثر بقليل أو كثير. ويعتصر عام 1982 أحداثاً جساماً سبقت هذا العام وأنبأت بما هو آت. سيظلّ التاريخ اللبناني يتوقّف عند هذا العام: عندما تلاقت المؤامرة الإسرائيليّة في الداخل مع المؤامرة الإسرائيليّة في الخارج، وبانَ زعماء البلد الصغير على حقيقتهم: مجرّد أدوات وبيادق صغيرة تتحرّك بأمر، ومن دون مشورة. تنفّذ ولا تعترض. كان زعماء إسرائيل يُقرّعون بشير الجميّل إذا أبطأ في تنفيذ الأوامر مثلما يقرّع الأهل القساة أطفالَهم. تناقضات الوضع اللبناني والمؤامرات الخارجيّة تفجّرت عام 1982

أسعد أبو خليل*

ماذا بقي من العام 1982؟ تأتي وفود من الخارج لتذكّرنا بمجزرة صبرا وشاتيلا، فيما تتجمّع فرقة كتائبيّة قوّاتيّة في الأشرفيّة لتحتفل مثلما تحتفل أحزاب النازيّة حول العالم بعيد ميلاد هتلر في ذكرى اغتيال زعيمهم. لن يعود هتلرهم إليهم، وإن حضر احتفالَهم شبحُ عثمان الدنا (كان البيروتيّون في الستينيات يهتفون: («عثمان الدنا. (ص...) لنا»). ولّى هتلرهم إلى غير رجعة. حقّاً، حقّاً لن يعود. تتحدّث صولانج الجميّل عن تلك المرحلة بحنين: تريد أن يعود التاريخ القهقرى ليحلّ شارون ضيفاً عليها، لكن الأخير في غيبوبة ولن يستفيق منها، وقد حاولت إسرائيل أن تعيد الكرّة في حرب تموز وفشلت فشلاً ذريعاً. لن يتسنّى لآل الحريري استقبال زعماء إسرائيل في قريطم، كما استقبل آل الجميّل زعماء إسرائيل في بكفيّا.


وليد جنبلاط قال أخيراً إن أجمل أيام حياته كانت عام 1982. أبشع عام كان 1982، بالنسبة لي. من كان في جيل سبقني، يتحدّث عن هزيمة 1967 إذ أنها شكّلت علامة فارقة في تنشئتهم. يروي لي من عاشها طالباً عربيّاً في أميركا أن المرارة كانت مضاعفة: عانوا من هزيمة الجيوش العربيّة ومن شماتة الصهيونيّة الأميركيّة. أنا كنت ابن السابعة عندما حلّت هزيمة 1967 وأذكر بعضاً من تفاصيلها، وأذكر أن جماهير بيروت التي تهتف اليوم «لعيون الشيخ سعد»، خرجت بأثواب النوم ليلة استقالة عبد الناصر مطالبةً بتحرير فلسطين: «أبو خالد، يا حبيب، بدنا نحرّر تل أبيب». كان ذلك قبل أن يتولّى السنيورة تلزيم مشروع بوش الإسرائيلي في لبنان.


لا أدري (أو، لا، أدري) لماذا أذكر ذلك العام بتفاصيله وبأيامه وأسابيعه وثوانيه وهي تتمطّى (وفق تعبير خليل حاوي). بدأ العام مشبوهاً ومتفجِّراً. عصابات تجول في المناطق الغربيّة من بيروت والجنوب. عصابات مُموّلة من ياسر عرفات ومن أنظمة عربيّة متنوِّعة، ومن إسرائيل طبعاً. بعض أوغاد تلك الحقبة، مثل أبو عريضة في صيدا، ظهر إسرائيليّاً في المرحلة الإسرائيليّة بعدما برز «ثائراً» فتحويّاً من قبل. سيّارات مفخَّخة في بيروت الغربيّة (جوني عبده يقول وهو يضحك اليوم إنه لم يكن يجيب إلياس سركيس
إذا كان هو مشاركاً بإرسال سيّارات مفخّخة إلى بيروت، لكنه يجيب عن سؤال استضافته لأرييل شارون في منزله، ولعلّ هذه الاستضافة هي التي قرّبته من عقل رفيق الحريري وقلبه) واشتباكات بين الميليشيات وحركة أمل وبين فصائل الثورة الفلسطينيّة، وحركة فتح تردّ بقصف بعض القرى الجنوبيّة بوحشيّة، وعرفات كعادته يعيِّن نماذج الفساد وعدم الكفاءة في مواقع قياديّة في جنوب لبنان. وكل من قاتل الفلسطينيّين في لبنان ومن قصف مخيّمات اللاجئين ومن كلّ الجهات كان ضالعاً بصورة مباشرة أو غير مباشرة في مخطّط إسرائيلي (كشفت الـ«فيغارو» هذا الأسبوع في تحقيق عن عملاء إسرائيل في لبنان أن واحداً من هؤلاء العملاء كان «بطلاً» من أبطال الجيش اللبناني في الهجوم الوحشي على مخيّم نهر البارد).

و«الحركة الوطنيّة» كانت تحتضر في ذلك العام. مكاتب فوق مكاتب. أذكر عندما ذهبت أول مرّة إلى مبنى «الحركة الوطنيّة» في بيروت، أنني كنت أسأل من ألتقي: ولماذا تحتاج «الحركة الوطنيّة» إلى كل تلك المكاتب؟ وماذا يفعلون في داخلها؟ اجتماعات فوق اجتماعات مع أن التغيير كان معدوماً. أصبحت بيروقراطيّة الثورة مدمنة للبيروقراطيّة، وهي تحتاج إلى الدفق المالي من الأنظمة العربيّة. حتى تنظيمات اليسار أدمنت الدعم المالي ونسيت وعودها الثوريّة. كنت واحداً من هؤلاء الذين تقاعدوا من الثورة في سني الجامعة بعد تكشّف الثقل البيروقراطي وسيادة أنظمة لا علاقة لها بالثورة لكن قصة الخيبة الثوريّة قصة أخرى. كان الرفيق فهد مبكِّراً في تحذيرنا من أوهام التغيير في ظل حركات ستالينيّة بيروقراطيّة. ولكن بيننا مَن ندم على التقاعد الثوري المُبكر عندما حلّ عام 1982.


تحوّلت التنظيمات اليساريّة إلى نماذج تقليد للأنظمة العربيّة وللجيوش العربيّة. الجبهة الشعبيّة أنشأت كليّة ضبّاط (وضمّت خيرة من المقاتلين والمناضلين). لكننا تساءلنا يومها عن سبب الحاجة إلى كليّة ضبّاط مع وعود حرب التحرير الشعبيّة. ووقف النار مع العدو في جنوب لبنان لم يكن يخلّ به أحد: حاولت الجبهة الشعبيّة ــ القيادة العامة أكثر من مرّة أن تخرق وقف النار لكن عرفات كان حازماً وحاسماً. لن يفعل ما يمكن أن يفقده «الساحة اللبنانيّة» التي كانت تدرّ عليه أرباحاً سياسيّة وماليّة (ولكن ثبتَ بعد 1982 أن وجود منظمة التحرير في لبنان عاد على الاقتصاد اللبناني بفوائد جمّة تحسّر عليها تجّار بيروت الكبار والصغار).


أما بيروت الشرقيّة التي كنتُ بعيداً عنها، نفسيّاً وجغرافيّاً، فقد أنشأ فيها النازي اللبناني الصغير أسوأ لبناني على الإطلاق، بشير الجميّل، محميّة إسرائيليّة فاشيّة. هذا الذي ظنّ تابعوه أنه قائد، كان يترك كل شيء ليقود سيارة أرييل شارون عندما يجول في لبنان، كما روى الأخير في مذكّراته، فيما كانت صولانج تعدّ بيديها أطباق شارون المفضّلة. وكان الجميّل في أوائل 1982 يطلق التهديد والوعيد ويقول إنه لن يقبل بتعيين «بابراك كارمال» رئيساً لجمهوريّة لبنان. لم ير المفارقة، أو لم يتسنّ له رؤية المفارقة. نصّبته إسرائيل رئيساً، ثم عادت ونصّبت أخاه من بعده. كان بشير الجميّل يهدّد بـ«القرار»، فيما كان القرار إسرائيليّاً. لم يكن القرار له قط، وهو الذي كان مرتهناً في سن مبكرة للخارج. داعي السيادة هذا، الذي كان يتغنّى بكانتونه الطائفي، صار يطمح إلى الاستفادة من سيطرة إسرائيل على كلّ لبنان. هذا هو المعنى الحقيقي لشعار مساحة مسخ الوطن. أقامت إسرائيل قواعد عسكريّة لها في داخل لبنان قبل الاجتياح، فيما كان فاشيّو القوات اللبنانيّة يتغنّون بالسيادة، مثلما يتغنّى فريق «الأمير مقرن أولاً» اليوم بالسيادة فيما يأخذ سعد الحريري توجيهاته من أمراء آل سعود، أو من ينتدبون عنهم.


تسارعت الأحداث بعد صعود ريغان في أميركا والتقارب بين الولايات المتحدّة والنظام العراقي. عصر الملك فهد بلغ أوجه وكان يسعى مع الإدارة الأميركيّة لوراثة أنور السادات. «الحركة الوطنيّة» غرقت في الفساد والطائفيّة والشلليّة وتسرّب أجهزة الاستخبارات على أنواعها إلى صفوفها وقياداتها، بالإضافة إلى ضربها على يد احتكار ياسر عرفات للسلطة، هذا دون الانتقاص من بعض منجزات «الحركة الوطنيّة» التي تفوق مجمل الحركات السياسيّة في الحرب اللبنانيّة. كان ياسر عرفات يحذّر من عدوان إسرائيلي ويصف الخطة العسكريّة للاجتياح بـ«الأكورديون» دون أن يستعدّ لها. تقصير مُضاف إلى غرور مُضاف إلى ارتهان للمال النفطي. وحركة فتح وصفة لإفشال الثورة والمقاومة في أي بلد من البلدان.


واجتاحت إسرائيل في أيام لتصل إلى مداخل بيروت. هناك صورٌ لا تُنسى. ميليشيا القوات اللبنانيّة الإسرائيليّة، أي ميليشيا النازي اللبناني الصغير، تدوس بالأرجُل أكياس الخبز الآتية إلى بيروت الغربيّة المُحاصرة، إلا أنها كانت تسمح لبعضها الكثير بالمرور مقابل رشى سخيّة. أذكر الشوارع في الحمراء أثناء الحصار، بعدما انتقلت عائلتي من حي المزرعة بعد قصف مبنى مجاور لمسكننا: قنبلة فراغيّة هدمت المبنى بطبقاته على رؤوس سكّانه. كنتُ في المنزل (المُجاور). أروي الحادثة في كل مناسبة هنا في أميركا للحديث عن إرهاب إسرائيل. أذكر لمرّة واحدة في حياتي كيف أنني لثوان بعد سقوط القنبلة (التي تنفجر مرتيْن) وبعد تكسّر الزجاج في المنزل ومشاهدة سحابة دخان ونار في داخل المنزل، وبعدما سقطت والدتي مغشيّاً عليها تساءلتُ: أأنا حيّ أم ميت؟ أذكر كيف جلستُ أنتظر الجواب قبل أن أفيق من الوهلة. أذكر أن محطة «صوت لبنان» التي عملت بإشراف إسرائيلي ذكرت أن إسرائيل قصفت «مواقع مخرّبين» في حيّ المزرعة. لم يكن يجاورنا أي مكتب للمقاومة الفلسطينيّة. أسأل الجمهور الأميركي دائماً: الدولة التي قصفت ذلك المبنى في موقع الوعظ والإرشاد في شؤون الإرهاب؟


أذكر في يوم من أيّام الحصار في شارع الحمراء وأنا أرى مقاتلاً في حركة فتح يمشي بخفر. غابت عنه العنجهيّة والنزق اللذان كانا معروفين عن مقاتلي فتح والكفاح المسلّح، هؤلاء الذين قال مظفّر النوّاب عنهم «أنا أبكي بالقلب لأن الثورة يُزنى فيها». أذكر أنني حدّقتُ إليه في محاولة لفهم الدرك. أردته أن يعرف أن حركة فتح وقيادة منظمّة التحرير كانتا مسؤولتين عن الهوة بين الثورة (المُجهضة) والناس: أو بين السمكة والماء، على قول ماو تسي تونغ. أذكر أنني كنت أجدُ (متفهِّماً ومستنكراً في آن واحد) في جريدة «السفير» جهداً لإنكار تلك الهوة. كانت عائلات بحالها تزور منزل صائب سلام (أول عربي جاهر بتأييده لزيارة السادات المشؤومة للكيان الغاصب) مطالبة برحيل مقاتلي الثورة عن بيروت (مثلما عاد أهل بيروت واستجدوا حافظ الأسد لإرسال جيشه إلى لبنان عام 1987). أهل بيروت استخدموا المقاومة ثم رموها للوحوش بعدما استنفدت أغراضهم الطائفيّة وهذا ينطبق على الطائفيّة السنيّة والشيعيّة.


وبعدما انتقلت العائلة إلى بيروت الشرقيّة، لم أستطع أنا وشقيقتي أن نعيش في جمهوريّة بشير الجميّل. كنت مقاطعاً لبيروت الشرقيّة منذ اندلاع الحرب باستثناء زيارة واحدة وأنا لم أبلغ العشرين، زيارة لم تكن سياحيّة. ورحلنا إلى منزل عمّتي في القليلة، قرب صور. هالَني ما رأيت. الأعلام البيضاء تغطّي كل السطوح والشرفات في القرى ومدن الجنوب. التعامل مع إسرائيل قائم على قدم وساق ومن دون ندم أو تردّد. أذكر أن بعض رجال القرى كانوا يزورون إسرائيل للسياحة والتنزّه. أذكر مزارعاً وهو عائد من زيارة يقول مُعجَباً: «مثل أوروبا، يم». أذكر أن واحداً نهره: «ولكنك لا تعرف أوروبا لتقارن، يا عم». وكان عملاء جيش لحد وجزّاروه يعيثون فساداً وقتلاً: كان واحد من هؤلاء في بلدة القليلة يهدّد في ساحة القرية: سأجلب لكم جيش الدفاع الإسرائيلي (هذا الرجل وُجد بعد سنة من الاحتلال أو أكثر مقتولاً برصاصة في الرأس). عندها فقط، هرب العملاء ولجأ بعضهم


إلى تنظيمات التوبة. أذكر أنه عندما كان أحدٌ يدعو الناس لمقاطعة إسرائيل، كيف كنت تسمع نغمة سمجة عن سوء «العنصر الفلسطيني». لا أنسى أن بعضاً من حركة أمل، مثل داوود داوود، قاد حملات عنصريّة ضد شعب فلسطين وهتف في مدينة صور أن «الفلسطيني عدو الله». سألت داوود هذا عن سبب عدائه للشعب الفلسطيني، فأعطاني جواباً مجترّاً من أقوال بيار الجميّل عن «الفلسطيني الشريف» و«المخرّب». إذاعة إسرائيل بين ظهرانينا. وحرب المخيّمات المشؤومة لم تأتِ من فراغ. وأذكر كل من هادن الاحتلال وحاول أن يستفيد منه.

أذكر عندما جال جيب إسرائيلي في القليلة يدعو كل الرجال إلى ساحة البلدة. هرعت عمّتي تدعوني للنزول. قلت لها إنني غير معني بالدعوة لأني زائر، واستسلمت للنوم. أفقت على ألم في قدمي: أفقت ورأيت جنديّين إسرائيليّين يلكزان قدمي بفوهة بندقيّة «إم سكستين». وبعد أخذٍ وردّ لم يزدهما إلا غضباً، نزلت مرغماً. أتوا بمقنّع (أتمنّى أن يكون قد لقي جزاءه) يشير من خلال نافذة جيب لـ«المخرّبين» بين الرجال المُتجمّعين. أخذوا مجموعة من الصبية والرجال إلى داخل فلسطين المُحتلّة. بدأوا بضربهم قبل أن يلقوا بهم في الحافلة. سكت الرجال وصاحت النسوة وشتمن ورمتهم بالحجارة. طلبوا من الرجال الذهاب إلى الحسينيّة. مشينا برؤوس تكاد تلتصق بالأرض في ذاك اليوم.


جلسنا في الحسينيّة. الذعر كان سيّد الموقف. أتوا بمسؤول استخبارات ـــــ كما عرّف عن نفسه ـــــ اسمه «أبو تمارا». قال إنه يكمل أطروحة في الأدب العربي في واحدة من جامعات إسرائيل. ألقى كلمة بلغة عربيّة ركيكة (مستوى الاستشراق الإسرائيلي متدنٍّ جدّاً ولا يمكن مقارنة الاستشراق الإسرائيلي بإسهامات الاستشراق الأوروبي على علاّته المنهجيّة والسياسيّة). أذكر أنه «شرح» لنا أهداف العدوان. تنصيب بشير الجميّل رئيساً كان واحداً منها، ثم استفاض في نقد العرب، كعرق، وفي نقد كذبهم وثقافتهم. ما هالني هي صيحات الموافقة (من نوع «أحسنتْ») من الجمهور في حسينيّة القليلة. هالني كيف صفّقوا للمحتلّ. هل يذكر الأهل في القليلة ذلك المشهد؟ وعندما امتنع واحدهم بالطبع عن التصفيق ـــــ كأقل وأضعف أنواع المُقاومة ـــــ ابتعد عنه من كان يجاوره في المجلس ـــــ وهم من الأقرباء في بلدة كلّها من الأقرباء. لم يريدوا أن يجاوروا من لم يُصفِّق لـ«أبي تمارا». أذكر عندما عدتُ حانقاً إلى منزل عمّتي (الذي تعرّض للتدمير في حرب تمّوز، كما تعرّض لقصف من قبل، مما يعطي القليلة الحق بقصف إسرائيل يوميّاً بالصواريخ ولقرن من الزمن على أقلّ تقدير انتقاماً من حروب إسرائيل على جنوب لبنان منذ إنشاء الكيان الغاصب)، جو الإرهاب الذي فرضه المُحتل. حاولت عمّتي أن تقنعني بوجوب الامتناع عن الحديث في «السياسة»، وأنا كنت طالباً في العلوم السياسيّة كما سارعتُ إلى تذكيرها. حاولتْ أن تجعل من ذلك شرطاً للضيافة. خالفتُ ذلك الشرط، وخالفت شرطاً آخر في إصراري على الاستحمام اليومي.


أتذكّر اليوم كل من ركب موجة الاحتلال. أتذكّر الكثيرين من شيعة الجنوب وهم يرحبّون بجيش الاحتلال (لا تصدّقوا أن هناك طائفة أكثر استعداداً للمقاومة من طائفة أخرى). أذكر واحداً كان يزهو بورعه ومواظبته على الصلاة كيف أطلق اسم «سلام» على مولود جديد تيمّناً بما سُمّي «عمليّة سلامة الجليل». أتذكّر لبيب أبو ظهر: وعندما مات الأخير قبل نحو عام أسبغت صحف لبنان المديح عليه. وعائلة كاظم الخليل في صور، بالإضافة إلى عائلة كامل الأسعد، ظنتا أنهما ستستعيدان مجداً غابراً بدعم من الاحتلال. لا يزال البعض في القليلة يذكر من كان يتنبّأ لهم ـــــ دون الاستعانة بالأبراج ـــــ بأن عداءهم لإسرائيل سيتجدّد، وفي موسم البرتقال المُقبل بالتحديد. هذه هي جدليّة الاحتلال، وخصوصاً الاحتلال الإسرائيلي القائم على الوحشيّة الفائقة والعنصريّة الصفيقة.

المقاومة بدأت خافتة ونمت بسرعة. ولكن حتى في الأسابيع والأشهر الأولى، كان جنود الاحتلال يقطعون أشجار البساتين المشرفة على الطريق العامة لكثرة ما أُطلق عليهم من رصاص وقذائف. وكانوا من ذعرهم يلمّون الناس عشوائيّاً إلى المعتقلات كما يقطف المزارع الثمار. أذكر صبية عادوا ودلائل وحشيّة الاحتلال الإسرائيلي مرسومة على أجسادهم الطريّة. أنا لا أحتاج لقراءة تقارير منظمات حقوق الإنسان الغربيّة لأتيقّن من ارتكاب الدولة العدو ـــــ جارة فريد مكاري ـــــ جرائم حرب.

تمرّ ذكرى ذلك الصيف الثقيل. أرى ابن النازي اللبناني الصغير يجول على ما يُسمّى «أركان الدولة» في مسخ الوطن ليدعوهم لاحتفال في ذكرى والده. مات مشروع جعل كل لبنان محميّة إسرائيليّة. أما ضحايا صبرا وشاتيلا: الأطفال والنساء الذين واللواتي ماتوا في أثواب النوم، فلا أحد يذكرهم إلا هؤلاء القلّة من اللبنانيّين واللبنانيّات الذين ما تنكّروا يوماً لشعب فلسطين وقضيّة تحرير كل فلسطين. ولماذا لا نتذكّر أيضاً الجهود الجبّارة لـ«الرجل الخطير» الذي ـــــ بساعد أو بساعديْن ـــــ قضى على مشروع إسرائيل في لبنان. كانت بداية النهاية. متى يُشيَّد تمثال مرمريّ لـ«الرجل الخطير»؟ أتعهّد بمسح الغبار عنه كلّ يوم. ولماذا لا نتذكّر الصبية في عين الحلوة: قاوموا المُحتل وأصابوه بالذعر من دون أن يترك لهم الكبار خطة للدفاع ووسائل للصمود.


أتذكر أيضاً كيف حاول أمين الجميّل أن يعيد الكرّة، محاولاً أن يعطي إسرائيل أكثر مما أعطاها أخوه، على ما قال لهم في بكفيّا عندما زار قادة إسرائيل منزل العائلة. لم يكن له ما أراد هو الآخر. ساهم في إنهاء دور حزب الكتائب اللبنانيّة في التاريخ اللبناني. يستجدي ما بقي من ذلك الحزب عائلة الحريري للحصول على مقعد نيابي هنا، ومقعد وزاري هناك، أو ما يجود به الأمير مقرن عليهم، فيما شكا الأمير سعود فيصل لصديق في أميركا من «سوء استخدام» الكتائب لأموال سعوديّة في حملة انتخابيّة فاشلة. لكن خطر العقيدة الكتائبيّة لم يزل قائماً. فقد اعتنق رفيق الحريري وورثته العقيدة الكتائبيّة ونشروها في أوساط السنّة ومن يؤيّدهم من سائر الطوائف. يمكن اعتبار رفيق الحريري كالوارث الشرعي لبشير الجميّل.


يمرّ عام 1982 كلّ عام: ولأهلنا في صبرا وشاتيلا، يمرّ كل يوم وكلّ ساعة. فصلَ عام 1982 بين ما قبله وما بعده من حيث النوايا الإسرائيليّة للسيطرة الكليّة على لبنان. خُيِّل لإسرائيل من خلال وعود قواتها «اللبنانيّة» الرديفة أنه سيستقيم لها حكم لبنان وإحاطة حدودها بجمهوريّة أنطوان لحد. تبخّرت أحلام إسرائيل في ذلك العام، وسُحق المشروع الكتائبي إلى الأبد. قتلت إسرائيل 20,000 لبناني وفلسطيني عام 1982. لاءات الخرطوم تحفظ ذكراهم. وهناك جانب قاتم بالنسبة لكثيرين في لبنان: نحن الذين نشأوا في حضن الثورة الفلسطينيّة وترعرعوا بين مقاتليها، فقدنا الأب والأم في الرحيل عام 1982. بعضنا دخل في غربة لم يخرج منها قط. هي «الغربة في الوطن» على حدّ تعبير علي بن أبي طالب. ولكن، منّا من لم يجد وطناً في الغربة... في انتظار فلسطين، فقط.



* أستاذ العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا


(موقعه على الإنترنت:

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

)


جريدة الأخبار - عدد السبت ١٩ أيلول ٢٠٠٩

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 11:22 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.14455 seconds with 12 queries