أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > أدب > أدب ساخر

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 29/10/2009   #19
صبيّة و ست الصبايا ياسمين_الشآم
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ ياسمين_الشآم
ياسمين_الشآم is offline
 
نورنا ب:
Oct 2009
مشاركات:
179

افتراضي


على الحافة

يا إلهي واقفة سوف أموت
فالمرآة أكلت وجهي هذا الصباح
في زجاجها يظهر الحزن وبهلوساتك بكت العيون

لا لا إنه دخان الضباب يغزو أنفي

كون بخير


  رد مع اقتباس
قديم 30/10/2009   #20
شب و شيخ الشباب فايق ورايق ومدايق
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ فايق ورايق ومدايق
فايق ورايق ومدايق is offline
 
نورنا ب:
Sep 2009
المطرح:
في نعشٍ في مقبرة الزمان
مشاركات:
195

إرسال خطاب MSN إلى فايق ورايق ومدايق
افتراضي


أحياناً ياياسمينة نرى أمور في المرأة تجرنا على البكاء فقد نرى ألغاز ليس لها جواباً حتى وإن رأينا صورتنا في المرأة في هذه المرأة ربما نرى الحزن وربما نرى الفرح وأحياناً نرى عيب مسنا أشياء كثيرة ياصديقة ,,, لا أظنه دخان الضباب ولا أظن أن هلوساتي تبكي العيون.. فهالوساتي كالنار كلما أقترب منها أحد أبكاه دخانها...
صديقتي أكون بخير بمرورك في هذه الخربشات المتواضعة...
كوني كأنتِ...

أنا دائماً لوحدي ,,, بعزفي ,,, ونزفي ,,, وأحتراقي ,,, وجبروتي ,,, وسعادتي..
أشياء غير قابلة للتفاوض (قـــلــبـي ,, هــــي ,, و أنـــــا)
  رد مع اقتباس
قديم 30/10/2009   #21
شب و شيخ الشباب فايق ورايق ومدايق
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ فايق ورايق ومدايق
فايق ورايق ومدايق is offline
 
نورنا ب:
Sep 2009
المطرح:
في نعشٍ في مقبرة الزمان
مشاركات:
195

إرسال خطاب MSN إلى فايق ورايق ومدايق
افتراضي هلوسة تلقائية...


إن أكثر اللحظات صدقاً مع النفس هي التي تكون أثناء انتظار المصعد !
تفكر في شريط حياتك , وعندما تتذكر مقطع قبيح تضرب زر المصعد المفلطح بغضب
مسكين أنت تتمنى أن يخاف من غضبك ويأتي بسرعة ! ومسكين أنت لأنه لا يفعل
على العموم لا تفرح إن أتاك المصعد..
لأن أول ما ستراه فيه ستكون صورة قبيحة تحتل جزء في المرآة! _أتمنى أن لا تكون صورتك_
بعد سنين من الاعتكاف في معبد النفس المقدس قررت الرجوع للخطوط الأمامية ومعاودة الصراع , وكم كانت فرحتي كبيرة عندما رأيت طريقة حياة "العزبة" لم تتغير
كل ما يجمعهم رغبه واحده قويه "النوم تحت سقف".. نعم بعضهم ينام في العراء ويقنع نفسه أن السماء سقف, وإن لسعه البرد على قفاه أوهم نفسه أن السماء لحاف, وله أيضاً في خداع نفسه مآرب أخرى ! أعرفهم كما أعرف نفسي وأجهلهم كما أجهل نفسي ! هذا رابط يقف عنده المرء حائراً لا يدي أيفرح بغبائه أم يرفع من شأن عقله ويفكر بشيء آخر!
هذا يحييني برقصة حاجب ويكمل متابعة رمي الورق وذاك يكف عن الشجار بالجوال ويبتسم لي بخجل نعم لا ألومه فهو يثرثر من جوالي!
وثالث يصرخ وهو يبحث عن شيء في وجهه ! "أهلاً..أين أنت يا رجل؟"
لا أحد منهم يريد جواب...أهز رأسي و أتابع المسير للغرفة الأخرى ,
من هذه الغرفة خرجت ألف ليله وليله ولكن أبريقها لا يخرج إلا جني يأمر بالنهوض للعمل
_إن وجد!_ و شهرزادها مطعم تومض يافطته لتتحدى الأعين الناعسة !
هذا شخير يوسف وهذه كرش منصور وتلك كتب محمد تسقط على رأسي من جديد !
أعجز أن أنام.. وكأني أسمع ثرثرة القمل في رؤوسهم ! هذا رأس شيوعي وذاك رأس مالي !
هه!هذه قملة تهاجر إلى الرأس المقابل..أسمع هتاف الجمهور..القمل"الأحمر" يهدد بسحب سفيره
تلك قملة مفكره تنفى إلى رأسي ..ما أشد البرد في رأسي !
اضحك من سخافة الحاجة وبلادة الاختراع..وأنام...
وكأني أرى شخصاً يشبه فاكهة "الكيوي" هذا حلم بشع ! لم أرى من قبل وحش يضع نظارات !
يا إلهي لقد صحوت هذا يوسف يلبس ثيابه ! وهذا عمر مازال يثرثر من جوالي..!
لا يهم سأصحو من جديد...لابد أني سأفعل!
أمنية أخيرة..
أتمنى أن يكون عندي مصعد لأقف كل يوم مع نفسي..

آخر تعديل فايق ورايق ومدايق يوم 30/10/2009 في 01:24. السبب: بعض الأخطاء النحوية..
  رد مع اقتباس
قديم 31/10/2009   #22
شب و شيخ الشباب abosleman
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ abosleman
abosleman is offline
 
نورنا ب:
Aug 2006
المطرح:
السقيفة...
مشاركات:
2,726

افتراضي


اقتباس:
أمنية أخيرة..
أتمنى أن يكون عندي مصعد لأقف كل يوم مع نفسي..
اتمنى .. ان اجد نفسي لاقف معها ..

كان اسمه.. .
لا تذكروا اسمه!
خلوه في قلوبنا...
لا تدعوا الكلمة
تضيع في الهواء، كالرماد...

"We ask the Syrian government to stop banning Akhawia"
  رد مع اقتباس
قديم 04/11/2009   #23
شب و شيخ الشباب فايق ورايق ومدايق
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ فايق ورايق ومدايق
فايق ورايق ومدايق is offline
 
نورنا ب:
Sep 2009
المطرح:
في نعشٍ في مقبرة الزمان
مشاركات:
195

إرسال خطاب MSN إلى فايق ورايق ومدايق
افتراضي


أتمنى أن تجدها ياصديقي أبحث جيداً فقد تراها قريبة منك..
لك مودتي..
  رد مع اقتباس
قديم 08/11/2009   #24
شب و شيخ الشباب فايق ورايق ومدايق
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ فايق ورايق ومدايق
فايق ورايق ومدايق is offline
 
نورنا ب:
Sep 2009
المطرح:
في نعشٍ في مقبرة الزمان
مشاركات:
195

إرسال خطاب MSN إلى فايق ورايق ومدايق
افتراضي هلوسة في رقعة شطرنج...


هذاالهلوسة.. من أحداقِ الخصمِ الآتي وخصومٍ قد لايأتون...
هذي الرقعة دربي وحدي....الأسوَدُُ لي والأبيضُ ..أشقر وجنوبُ الملعب لي... والثلجُ شمالي اللون...الحائلُ منك
الموتُ القادمُ من قلعة موت.. والفرسُ النافر من ..نهدين والثكلُ بأعطافَ... البيدق...راياتٌ...سود
يامَلِكي القابعُ خلف الصفِّ...تقدّم.. فجيوبُ وزيرِك ... قد حُشيَت...ذهبا.. والثوبُ الأخضرُ..قد خاطتهُ الجاريةُ البيضاء
وثيابُ الجنديّ العاري... لاتحكي إلا عن...فقراء وثيابك ..تتضمّخ..عطرا...يامَلكي وروائح عود أعط الدينار السيف..الخشبي.. وصح يادينارُ .... النصر ,,, النصر... تقدّم ..لاتتقهقر قد حاصرنا الجندُي الأبيض...من غَسَقٍ..حتى..العصر قد حاصرنا الجندُ,,,الموتُ,,,الذِلََةُ.. أمس ,, وجوارٍ حول العرش الآفل ..يضحكنباجسادٍ,,كلماتٍ,, من هَمس يارعشة عينٍ ياأوتار الشوق المصلوب الى نحرٍ من حسناء ..
وَقَدْ لايغني في يومك هذا كلُ الرِفْد سيفٌ أبيضُ.. يامولاي...يشقُ الرقعةَ من جانب حصنٍ أيمن...
آخر صوتٍ.. في وجه..التصفيق الأبله يلعَنُها عفوا "يعلُنُها" في اسماع الأسوَدِ لونا الأسودِ فعلا :
قد أنهينا اللعبةََ..


بيني وبينكِ رقعة ..ورِهان...
النصر لكِ..
"إن الملوك إذا دخلوا قرية ........!!"
هذا ماهلوس قلمي في رقعة الشطرنج
  رد مع اقتباس
قديم 11/11/2009   #25
شب و شيخ الشباب فايق ورايق ومدايق
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ فايق ورايق ومدايق
فايق ورايق ومدايق is offline
 
نورنا ب:
Sep 2009
المطرح:
في نعشٍ في مقبرة الزمان
مشاركات:
195

إرسال خطاب MSN إلى فايق ورايق ومدايق
افتراضي هلوسة لأصدقائي الأريعة


قبل الهلوسة
ذاهب إلى هناك ..
..




هذا ما أفعله - أحيانا - أكتب أسماء أصدقائي الأربعة
على ورقة أمامي وأتحدث إليهم ..
أحدثهم عن حياة أعبرها حينا وتعبرني أحيانا أخرى ,,
أحدثهم عن الوجد والجنون ، وتخيل ما لايعقل ..
أحدثهم عن الآخر وآخر غير الآخر ..
أصارحهم بما فعلته في يومي كله ,,
وإن كان الوقت صباحا .. أخبرتهم بما أرتكبته في أحلامي من آثام ..
أصدقائي يعرفونني جيدا ..
يثـقون فيّ وأنا أقابلهم بالمثل .. فما بيننا جدير بهذه العلاقة القوية ..

الأول من اصدقائي
( المرآة)
هي صديقتي المقربة جدا (My close friend )
وأعتبرها أفضل أصدقائي على الاطلاق .. لم تكذب عليّ يوما ،
ولم تحاول ذلك أبدا .. اعترافاتي أمامها لا تنتهي ..
تواطأنا أنا وهي على أن نتحدث بكل الحب ، وبكل صراحة وجرأة ..
مرآتي لم يسبق لها أن توانت يوما في الحديث إليّ عن أخطائي ،
وكلما هممت بتصرف ما ، استـشرتها ،
هي الأقرب إلي في كل حين ،
وهي الوحيدة التي حدثـتها عن كل نجاحاتي ، وشاركتـني كل خيباتي ..
مرآتي تظن أنني الأقدر على فهم نفسي ،
أو لنقل
أنها مررت لي هذا الفهم ، فاعتـقدته في داخلي ، ولم أتـنازل عنه .
كثيرا ما قلت لها ( شكرا لوجودك في حياتي ) ..

أما الثاني من أصدقائي فهو
( الخوف ) ..
كم أحب هذا المدعو ( الخوف) ..
لقد علمني هذا الصديق كيف أحافظ على الذين أحبهم بكل ما أملك ..
كيف أغفر لهم ..
كيف أعبر عن حبي لهم كل وقت ..
لقد علمني أنه ربما يأتي وقت لا يمكننا فيه التعبـير عن ذلك !!
هذا الصديق .. لم يـتآمر عليّ يوما ، ولم يغب عني يوما ..
من شدة قربه مني أظنه أصبح يدا ثالثة ..
أربت بها على قلبي كل حين ليكون في يقظة لا تـنـتهي .
كثيرا ما أقول له ( شكرا لوجودك في حياتي ).

ثالث أصدقائي
( كمبيوتري المحمول )
فهو رفيقي اليومي .. نـتـشارك أنا وإياه السيارة والسرير ،
والمكتب ،والأرض ، والشاطئ ، ومقاعد الأرصفة ..الحل والترحال ،
ياله من صديق .. كم يحمل من أسراري .. !!
لم أبصر أصدق منه في التعامل ، خفيف على قلبي ويدي ،
لم أحتج إليه ، في ليل أو نهار وتخلى عني ..
لطالما عانى من تعجلي ، ولطالما تحمل قسوتي ،
إلا أنني أحسبه في عداد الصابرين ،
ولا أحسبني إلا في عداد الشاكرين فـ ( شكرا لوجوده في حياتي ) .

أما صديقي الرابع فهو
( التأمل ) ..
فلكم ساعدني هذا الصديق
على تجاوز الكثير من المصاعب ، ولطالما كان وفيا فلم يفكر في أن يخذلني ..
ولم أسأله يوما فردني خائبا .. ولم استـنصحه يوما فغـشني ..
ولطالما لازمته فلم يمل مني ,, في السيارة ، وفي البيت ، وأمام البحر ،
لكم ساعدني وانا أقف بصمت أمام برعم نما للتو ،
أو كلمة جميلة استعيدها من ذاكرتي قالها لي أحدهم ..
هو صبور معي في كل الأماكن .. وفي كل الأوقات ..
في الأفراح والأحزان ..
ناقـشت معه الأفعال والسلوك والتصرفات .. أخطائي وآثامي ..
كان - ولازال - قريبا مني في كل حين بهدوئه وحميميته ..
وحقا لا أملك إلا أن أقول له .. ( شكرا لوجودك في حياتي .. )

هناك الكثير من الأصدقاء في حياتـنا أقرب من البشر .. هم بحاجة لنقدر وجودهم !!
ياترى كم لدينا في حياتـنا أشياء عزيزة وغالية ، ولم نفكر يوما في شكرها .. ؟؟
لن أتردد يوما في تـقدير كل شيء جميل ..
وقول ( شكرا لوجودك في حياتي ) .






على الحافة
لا تسألوني أين .. ؟؟
  رد مع اقتباس
قديم 28/11/2009   #26
شب و شيخ الشباب فايق ورايق ومدايق
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ فايق ورايق ومدايق
فايق ورايق ومدايق is offline
 
نورنا ب:
Sep 2009
المطرح:
في نعشٍ في مقبرة الزمان
مشاركات:
195

إرسال خطاب MSN إلى فايق ورايق ومدايق
افتراضي هلوسة المساء..


قبل الهلوسة :
حديث العابرين ..
كسرة خبز يابسة ..
يلهو بها طفل لم يجرب الجوع بعد !!


حين همّت شمس ذلك اليوم بالرحيل لا أعلم مالذي دفعني لتأمل وجهها الشاحب على غير عاتي !!
لا استمتع كثيراً بمنظر الغروب ، فلدي من الاحباط ما يكفي ..
أعاني من خمول وكسل وعدم رغبة في القيام بأي شيء ، أحن إلى نفسي كثيراً في ساعات الغروب .. شعور ليس له ما يبرره سوى " أني لا أحب الآفلين " !!
حين تأملت وجه الشمس ـ الذي بدا عليه الإرهاق الذي يسببه النظر إلى الأشياء التي لا نحب ـ أشفقت عليها ..
مسكينه هي الشمس .. كانت مجبرة على مشاهدة كل تفاصل ذلك اليوم الممل !
رأيت الإرهاق وربما رايت ابتسامة ساخرة !!
ربما لم تكن هذه الصفرة والشحوب سوى ابتسامة ساخرة مني ومما ينتظرني على رصيف ذلك المساء القادم بعد غيابها ..!

كأعمى ..
تقودني ساعات ذلك المساء نحو الهاوية ..
أحس برغبة جامحة في افتعال شجار مع أحدهم ..
لم يكن هنالك سواه .. هو من سيحقق رغبتي في تمرير سخطي من شيء قادم لا أعرفه !!
حاولت الاتصال به دون جدوى ..
رايت في عدم إجابته سببا مقنعاً لشجار مقبل سأفتعله !!
لم يمهلني طويلاً واتصل هو .. ودون مقدمات أعتدت عليها فاجأني :
- ممكن طلب ؟
وكمن وجد مدخلاً لتحقيق أمنية أجبته :
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته !
حين سألني بدا واضحاً أنه لن ينتظر موافقتي .. نحن في الغالب نمرر رغباتنا عبر الأسئلة التي لا ننتظر إجابتها !!
حين نريد أن نبين شرعية ما نطلبه من الآخر فإننا نمرر له هذا الطلب على شكل سؤال أحمق !!

لم أجب .. ولم ينتظر هو إجابتي حين قال :
- أرجو ألا تتصل بي هذا المساء !!
كنت ساقول وماذا عن مساء سيأتي بعده ؟
ولكنني أختبأت خلف صمتي ..
فقدت رغبتي في الشجار !!
وكحصان جامح قفز فوق حاجز الصمت الذي أختبيء خلفه ليقول :
-" أنا أبحث عن قليل من الخلوة ..
أريد أن أتوقف في حضرة الصمت ..
لا أريد شيئا أكثر من ذلك .. "

كان يجب أن أنسحب من هذا الحوار الذي يشبه " وجه المسا الشاحب " !!
لم أكن أعني له أكثر من الصمت !!
هل تغيرت أنا ؟ أم أنه بدأ يعتقد أن لدي ما هو أكثر من الصمت فأراد أن يبحث عن "مكان" أكثر وحشة وصمتاً مني ؟!!
دفعت بهذا التساؤل في وجهه ..

وكعادتنا حين " نكذب ".. أندفع يبرر طلبة ..
سبب رغبته في أن يلوذ بالصمت ..
سبب رغبته في أن " يخنق " هذا المساء حتى تخرج آخر قطرة ظلام في جوفه !!
كانت كلماته تأتي من كل اتجاه ..
تذكرت ابتسامة الشمس الساخرة وهو يقول :
- "أريد أن أكف عن امتطاء سلاحف بحرية بنية غزو الروم ..
سألون الكون هذه المرة بفرشاة أسناني ،
وأجعل من عود ثقاب ، تذكارا بعد أن أحرق به عالمي ،
أريد أن أعلق ( عظمة ساق كلب ) مكان إشارة مرور
.. سأعاقب أطفالا يلعبون دون أحذية ..
بأن أزدرد أعمارهم وأحياها ..
سأختفي عن أهاليهم مائة سنة ضوئية ،
واعتذر لأهلي عن غيابي ،
بذهابي لشراء وعاء للدمع ، والذنوب المكسوة بالفستق .. "

لم أكن أريد أن يسكت ..
أردت أن يكمل حديثه وهو يعبث بكل شيء ..
ليحول كل هذا المساء إلى لوحة سريالية ..
شعرت برغبة في إستمرارة ..
أردت أن يثقل كاهل هذا المساء بكل التناقضات ..
أردت أن يموت هذا المساء علي يديه " حيرةً " !!

وكعادته في قفز حواجز الصمت أكمل على نفس الوتيرة :
-"سأفاوض فيلا الآن لامتطائه وعبور ثقب إبرة ،
سندفع ثمن تذكرة العبور ،
وسأسرق ما دفعته بعد أن نعبر ..
أو على الأقل سأخرب مزرعة خياط يقص ثيابا لموتى آثمون مثلي .. "

بدا لي أني أنا من سيموت حيرة !!
وأن المساء سينجو بفعلته .. وسأدفع أنا ـ كالعادة ـ ثمن حماقات لم أرتكبها !!

لم يتضح لي ماذا يختبيء خلف هذا الهجوم " السيريالي " ..
أو لم يكن على لدي القدرة على الاستنتاج ..
سألت بسذاجة لا تتفق مع سيرياليته المفرطه :
- والسبب ؟
- السبب أننا نأتي دائماً متأخرين ..
- عن ماذا ؟
- عن كل شيء .. نأتي متأخرين عن الحب " بعض " عمر .. ثم سكت كمن تذكر فجأة أن هذه الكلمة قد ألغيت من القاموس ذات حقيقة !!
- هل هذا كل ما تأخرت عنه ؟
- يا صديقي .. أنا متأخر عن الحياة مسافة عمر كامل !!
- ولماذا هذا المساء بالذات ؟
- ليس وحده .. لكني لم أعد أحتمل .. لم أعد أحتمل السجن داخل قفص " مثاليات " صنعته بيدي ..
- هل أنت واثق أنك من صنعه ؟!
- وهل يهم ؟ .. كل الأشياء تتشابه ..
واندفع هذه المرة باسئلة ربما كانت أكبر من أن يحتملها ..
مالذي يجبرني أن أكون صادقاً ؟ ، وكل من حولي يمارسون الكذب ؟!
لم اقف كثيرا عند عبارة " من حولي " !!
رغبت فقط في استمرارة ..
وأكمل :
مالذي يجبرني أن أكون متواضعاً حتى مع عامل النظافة الذي بجوار منزلي .. مالذي يدفعني لأن أسلم عليه كل يوم وأحاول إشعاره أنه أكثر أهمية مني ..
هل أفعل كل هذا ليمتهنني الآخرون .. ويحتقروني ويعاملوني كـ" حشرة " ؟؟!
لماذا اتسامح ؟
هل أفعل هذا لكي أكون ممراً لكل حماقات اللآخرين .. أم لكي أكون حاوية للألم !!
لماذا أحب ؟
هل أفعل هذا لكي أكون مشرداً على رصيف الحرمان لا أجد مكاناً في قلب كي أسكنه ؟!!
لماذا أكون مخلصاً لآخر حتى أكثر من نفسه ؟؟
هل أفعل هذا لأكون مجرد لوح يكتب عليه تفاهاته واتهاماته وحماقاته ؟
سأجمع كل تلك الأوهام .. واحشوها في فم هذا المساء البغيض !!

لم يكن لدي أيه إجابة على كل تلك التساؤلات ..
في الحقيقة لم يكن لدي من الصمت ما يكفي لأجيب !!

لم يكن هناك مخرج سوى العودة لأسئلتي الغبية ...
وبسذاجه سألته :
- وما المطلوب مني ؟
- فقط .. ساعدني كي أجتاز هذا المساء بسلام !!

قد يكون من المناسب أن أتقمص دور " الواعظ الديني " أمام إنسان لا يعرفني ..!!
لكن قيامي بهذا الدور أمامه هو بالذات سيكون جريمة لا تقل في نظره عن كل جرائم هذا المساء وكل المساءات التي تشبهه !!
هو يعرفني .. ويعرف أني تلك الكتلة من الخطايا والذنوب ..
قدره أن يعرفني .. وقدري أني كذلك !!
كان أسواء ما في معرفتي به أني اسير أمامه عارياً من كل تلك المساحيق والقشور التي نرتديها أمام الآخرين ليعتقدوا أننا أفضل !!

قلت له كمن يريد أن يخرج من مأزق :
- أمر الله من سعه !!
أردد هذه العبارة كثيراً .. لا أعلم ماذا تعني بالتحديد ولكني أحس أني أحتاج لقولها حين أريد لحديث ما أن ينتهي !!
هي "النقطة" التي أستخدمها لإنهاء كل الحوارات التي أجبن عن الاستمرار فيها !!

ولكنها لم تكن بالنسبة له نقطه نهاية ..
ربما كانت النقطة انطلاق لما لم أتوقعه .. وما جبنت عن قوله له !!
قال في هدوء مخيف :
- "هل لي أن أرفع رأسي قليلا يا الله ..
أريد أن أتحدث معك قليلا فقط ..
أعلم أنك تسمعني يا الله ..
سأناديك بنداء أمي " يا ربي يا حـبـيـبي "
.. هذه المرة سأقوله أنا ..
يا ربي ياحبـيـبي .. ساعدني لأتجاوز هذا المساء ..
ساعدني لأبرم صفـقة النسيان هذه المرة ..
أرجوك يا الله .. أرجوك "

ثم سكت ..
لم تجد نفعاً كل محاولاتي في العثور عليه ..
هل أبرم صفقة النسيان فعلا؟!

شعرت أن المساء ينتحر ..
يموت غيضاً ..
يتململ .. لم يعد يريد أن يستمر !!
هل أنتصر أخيراً على هذا المساء ؟!!
أيقنت أنه فعل ذلك حين رايت المساء يتوارى خجلاً خلف خيوط الشمس !!
كانت الشمس مختلفة ..
لم يكن يعلو وجهها شحوب .. ولا ابتسامة سخرية
كانت مندهشة فقط ..
لم تكن تتوقع أن أحداً يستطيع أن يهزم المساء .. ويبرم صفقة نسيان مع نفسه !!
كانت واثقة أنها لن تغيب .. ولن يكون هناك مساء !!
ربما كانت ثقتها بسبب أنها ايضاً أبرمت صفقة نسيان خاصة بها !!!

بعد الهلوسة :
لم يكن سوى الصمت ..
يملاء المكان ضجيجاً ..
وحزناً جافاً ..



ملاحظة تافهة ـ كيوم سابق ـ وغير مهمة ... كيوم سيأتي !! :
"الكاتب" أيها الأشياء الفاضلة ليس سوى "كاذب" استبدل حرف الـ(ذ) بحرف (ت) مسروق من " تيه " أحدهم !!

وأقبح ما في الأمر أن يضطر أحدهم لكتابة ملاحظة كهذه !!
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد


أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 00:40 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.14871 seconds with 14 queries