أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > علوم > تاريخ > ميثولوجيا

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 30/09/2009   #1
صبيّة و ست الصبايا الؤلؤة
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ الؤلؤة
الؤلؤة is offline
 
نورنا ب:
Apr 2009
مشاركات:
14

Thumbs up فصول السنة و ما يقابلها في الميثولوجيات


فصل الربيع وما يقابله في الميثولوجيات

نجد انَّ فصل الربيع، الذي يمثل بدايات النوع البشري على الارض، تقابله قصة الخليقة وأساطير الأبطال المعروفة بالملاحم.

تعالج أساطير الخلق أصول العالم، وتفترض انّه كان منذ البدء ولم يخلق من العدم. فهو، في تلك المرحلة، شيء شبيه (باللجّة)، أي الشواش والخواء الوسيعين والمظلمين، أو كالنون المصري، ذلك المحيط الأولي الذي يحوي بذور كل شيء وكل كائن قبل الخلق.
جميع الأساطير تصف الخالق بالالوهية. لكن التقاليد الاغريقية والمصرية تلحّ في اظهار الناحية البيولوجية لدى الآلهة. ولهذا نتيجتان: أولاهما تعدد الروايات حول أنساب الآلهة، كتعدد طرق التناسل في المملكة الحيوانية; وثانيهما سريان حكم المنافسة والموت على الآلهة أيضاً.
يوصف عادة الإله المصري اتون، الذي عرف في ما بعد بأسم (رع)، كذكر بشري. لكنه يظهر احياناً ثنائي الجنس في صورة (الهو - هي العظيم). مع ذلك شعر هذا الحاكم بالوحدة واشتهى شريكاً له فخلق، بدون انثى، المخلوقات الأولى: (شو) الذي كان ذكراً ويمثل الهواء; (وتفنوت) التي كانت انثى وتمثل الرطوبة.
في رواية اخرى انَّ (اتون) بصق (شو) (وتفنوت) من فمه، واعطى كلا منهما جوهراً حيوياً هو (كع) الذي يمكن اعتباره كالنفس.. في ذلك ما يشبه الرواية اليهودية، اذ نفخ الله روحه الالهية في آدم... وفي اسطورة مصرية قديمة، يبدو اتون حيّة تعيش في مياه اللجّة وتشكل لوالبها الخارجية حدود العالم.
تنم اسطورة الخليقة المصرية عن مبدأين عامين: اولهما انَّ الميثولوجيا تتألف من طبقات عدة تشتمل روايات سابقة وروايات لاحقة تتواجد معاً وتشكّل مزيجاً; والثاني انَّ اساطير المناطق المختلفة تحتوي على عناصر مشتركة، كنفخ النفس أو الروح في الجسم، وتكوين الانسان من الارض.

بعد تفسيرات بدايات العالم والكون، كان على الإنسان أن يفسر ذاته ويفسر حضارته، أي أن يشرح لنفسه كيف تعلم إشعال النار وكيف اتقن الصيد وصيد الأسماك وتدجين الحيونات وحراثة الأرض وإكتشاف العقاقير، وكيف توصل آخر الأمر إلى خلق حضارة معقّدة.
إنَّ اختراعات على هذا القدر من الأهمية لبقاء الإنسان كان لا بد ان تنسب إلى ابطال يستحقون العبادة لما كانوا يتحلّون به، ولاشك، من مواهب غير عادية..
إنَّ مرحلة الولادة، أي بزوغ اولى مراحل حياة البطل، التي تمثلها اسطورة هرقل اروع تمثيل، تعكس مسبقاً غايات وجوده واهدافها. فغاية وجود هرقل هي حفظ الحياة، بانقاذ ارض من حاكم جائر، فتأسيس حضارة، ومن ثم تجديد قدرة الانسان الروحية ودعمها للارتفاع به فوق مستوى حياة الغرائز البهيمية.

ثمة رواية اخرى للمرحلة الاولى من حياة البطل تتمّ فيها المأثرة البطولية بالتسلّل (ولا سيما الخداع أو السرقة). في مثل هذه الحالة تغتاظ السلطات الحاكمة من جرّاء العمل المقترف وتنزل العقاب بصاحبه كالمعتاد. لكن، بالرغم من ذلك، يكون العمل قد انجز، فتتمّ المأثرة التي بفضلها يتقدم الجنس البشري خطوة جديدة نحو التساوي مع الآلهة.
من اشهر الابطال اللصوص في الحضارة الغربية بروميثيوس الذي سرق النار التي اختص باستعمالها سكان الاولمب. لم يكن معنى النار مقتصراً على انّها مكّنت الانسان من طهي الأطعمة التي كانت لا تؤكل قبل ذلك. وأمّنت له الدفء، بل كان أيضاً انّها اعطته النور الذي يمثل ازدياد الوعي الإنساني.. عاقب زفس بروميثيوس بشدّه إلى صخرة، فيأتي عقاب في النهار ويفترس كبده الذي كان يعود إلى النمو ليلاً إعداداً للوليمة التالية.. لم يكتفِ زفس بذلك العقاب الرهيب، بل توخّى أيضاً إبطال الفائدة التي جناها بروميثيوس للبشر وذلك بتدبيره مكيدة تنم عن الضغينة والمكر.
  رد مع اقتباس
قديم 30/09/2009   #2
صبيّة و ست الصبايا الؤلؤة
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ الؤلؤة
الؤلؤة is offline
 
نورنا ب:
Apr 2009
مشاركات:
14

افتراضي


(( تنغاروا ))



يظهر (( تنغاروا )) كخالق وأحد آلهة البحار، في كثير من الاساطير البولينيزية.
في اساطير تونغا وساموا، كان يعيش وحيداً فوق مساحة واسعة من الماء، فألقى يوماً بحجر في المياه، فغدا ارضاً; ثم بعث برسوله الطائر ليزرع فيها كرمة، لكنها فسدت، وفي المادة المتحللة تحوّل سرب من اليرقانات الى رجال ونساء.
اما في جزر سوسايتي، فانّه يصوّر قابعاً داخل صدفة بيضوية الشكل. في هذه الصورة الرمزية اشارة الى الرحم وتنويه بفكرة ميثولوجية شائعة.
  رد مع اقتباس
قديم 30/09/2009   #3
صبيّة و ست الصبايا الؤلؤة
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ الؤلؤة
الؤلؤة is offline
 
نورنا ب:
Apr 2009
مشاركات:
14

افتراضي


(( هرقل ))



انقذ هرقل الاغريق من مخاطر جمة. كانت الهدرة اللرنية تعيث في المنطقة فساداً، وكانت كلما قُطع رأس من رؤوسها نبت مكانه رأسان. وضع هرقل حداً لهذا الأمر، بأن احرق رؤوسها بجذوة ملتهبة. ثم استفاد من دمها فغمس فيه نبالاً لجعلها مسمومة.










كان العملاق ( ايمير ) في الميثولوجيا السكندنافية أول كائن حي.
ولد من جليد ذائب ورضع من حليب البقرة ( اودومولا ).
بعد موته، اصبح جسده ارضاً، وكّون دمه البحار، وجمجمته السماء، وعظامه الجبال، وشعره الاشجار.
  رد مع اقتباس
قديم 30/09/2009   #4
صبيّة و ست الصبايا الؤلؤة
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ الؤلؤة
الؤلؤة is offline
 
نورنا ب:
Apr 2009
مشاركات:
14

افتراضي






القضيب أو (لنغام) موضوع مقدس في الهند. يسمى العضو المقابل له عند الانثى (يوني). انّهما يرمزان إلى الطاقة الخلاقة في الكون: قوّتي الجنس المتضادتين والمتعاونتين في آن واحد، السماء الأب والأرض الأم.












القديس جاورجيوس، الذي يرى هنا في لوحة اثيوبية من القرن السابع عشر، قد يعود أصله إلى شخصية تاريخية عاشت في فلسطين في القرن الثالث.
كانت مهمته تقوم على إستئصال الشر المتلبّس شكل التنين وإنقاذ العذارى من بطشه.
هكذا فعل ايضاً البطل الإغريقي فرساوس عندما انقذ اندروميدا من تنين بقتله الغرغونة المرعبة.


  رد مع اقتباس
قديم 30/09/2009   #5
صبيّة و ست الصبايا الؤلؤة
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ الؤلؤة
الؤلؤة is offline
 
نورنا ب:
Apr 2009
مشاركات:
14

افتراضي


فصل الصيف وما يقابله في الميثولوجيات

تقترن طبيعيّاً بفكرة الصيف، وشمسُه في ذروة قوتها، صورة إكتمال البطل، واستعداد الانثى لتقبل الذكر.
فلا غرو إذن ان تجسّد أساطير هذا الفصل فكرة إتحاد السماء بالأرض وثمرتها وليس على الصعيد الجنسي والتناسلي فحسب، بل على الصعيد الروحي أيضاً.
لكن، بما أنَّ الميثولوجيا قد سُردت رواياتها ودونت من وجهة نظر الرجل، أصبح للمرأة فيها وضع غريب يعكس تصورات الرجل المتناقضة عن هذا الكائن البشري المقرّب حتى العبادة والممقوت حتى الموت في آن واحد.
بما أنَّ الاساطير تعكس، على احد الاصعدة، إنفعالات الانسان وصفاته المميزة، فثمة تفسيرات ممكنة عدة لهذا الوضع الملتبس. احدها انَّ المرأة تُرى مختلفة من حيث الجنس، والمعروف أنَّ التعصب ضد ما هو مختلف صفة راسخة في الجنس البشري. لكن، لما كان هذا (الآخر) مرغوباً أيضاً، غدا من شأنه أن يثير الإشمئزاز والخوف، وفي آن واحد، ان يحبّ ويعبد. ثمة تفسير آخر ينبثق من تجربة الطفل مع امه.
فهذه العلاقة، وهي أولى العلاقات وأشدها تأثيراً في نمو الطفل, تتأرجح (بصورة مضرة به) بين الحب الدافئ الواقي، وبين سورة الغضب وحدة العقاب. من هنا ذلك الموقف المزدوج المتناقض تجاه النساء، الذي يفسر كيف انّهن يصبحن، والإلهات ممثلاتهن، رمزا للخوف الناجم عن المخاطر غير المرتقبة التي تتعرض لها حياة الإنسان.
ينظر إلى الإلهات الامهات، في مختلف انحاء العالم، نظرة يكتنفها الالتباس أو التناقض: فهن معاً واهبات للحياة وسالبات لها، وتجسيدات للأرض، وخالقات للحيونات والنباتات، وإلهات الحب والزواج والامومة. وهن يظهرن مع بعض هذه الصفات، أو كلها، تحت اسماء عدة: كالي (الهند)، اينانا (سومر)، عشتار (بابل)، عشتروت واناة (كنعان)، افروديت وديميتر وارتميس (اليونان)، سيبيلا وفينوس (روما)، ايزيس (مصر)، ما (الاناضول)، فريا (اسكندينافيا).. تتراوح طقوسهن بين المحتشمة وبين العربيدية المتهتكّة.

تكشف اللقاءات بين البطل والنساء عن موقف الرجل من المرأة، كما تحتوي على دروس حول كيفية توفيق الإنسان بين النزعات المتصارعة في كيانه. أول ما يجابهنا من هذا القبيل واجب تجنب تلك العلاقة الخطرة مع الام، المعروفة بعلاقة السفاح المحرّم. من أجل ذلك تسبغ على المرأة صورة عذراء جميلة أو إبنة ملك، لتصبح مكافأة صعبة المنال، أو ضالّة البطل المنشودة، أو حافزاً يدفعه إلى انجاز مهمته، كما فعلت أريانا عندما وقعت في حب ثيزيوس.
كان هذا قد جاء من اثينا إلى بلاط مينوس، ملك كريت، ليدفع الجزية السنوية، وهي سبعة شبان وسبع فتيات تقدم طعاماً لثور مخيف، هو المينوتور العائش في متاهة. لولا الخيط الذي كانت قد اعطته اياه أريانا، لما وجد ثيزيوس سبيله للخروج من المتاهة التي هلك فيها غيره. لكن إنتصاره جاء، نظراً لعدم نضجه النفسي، سابقاً لأوانه. فمع أنّه حمل معه أريانا، لم يبادل حبها بالتقدير اللائق، بل رمى بها على جزيرة صغيرة وانصرف. كانت إنتصاراته السهلة قد افسدته، فلا عجب إذن ان نراه يتعرض في ما بعد إلى مشكلات مع النساء.. من الممكن ان يكون لهذه الرواية طابع التحذير. فالرجولة لا تكتسب بسهولة، وبدونها تبقى المرأة كائناً خطراً أو مفترساً، سواء في شكلها الانساني، كما تظهر غالباً في صورها التقليدية، أو كمسخ شرير يجب قتله كالمدوسة.

يمكن مقارنة التفكير الميثولوجي، كالطبيعة الانسانية ذاتها، برقّاص يتأرجح بين ما هو ارضي أو بيولوجي وما هو أكثر منه تجردا أو روحانية.
تعكس هذا المجال الواسع بين الطرفين بوضوح الاساطير التي تتناول موضوعي الاخصاب والولادة.
فزفس يضاجع ليدا وهي بصورة بجعة. وعندما يخصب دانايه (التي ولدت فرساوس، قاتل المدوسة)، فهو يفعل ذلك بشكل وابل من الذهب يتسرب من خلال سقف سجنها.
لكن عندما يرتد الرقاص إلى الإتجاه المقابل، يكون تفكير الانسان الميثولوجي قد نضج فيقبل بصورة المضاجعة بشكلها الطبيعي، وان يكن قد يحدث ذلك في ظروف غير مألوفة، كالجماع الرمزي بين صفات متقابلة بوجه عام.
  رد مع اقتباس
قديم 30/09/2009   #6
صبيّة و ست الصبايا الؤلؤة
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ الؤلؤة
الؤلؤة is offline
 
نورنا ب:
Apr 2009
مشاركات:
14

افتراضي



فصل الخريف وما يقابله في الميثولوجيات



للخريف - عندما يولّي الصيف بخصبه وتدفّق حيويته، وينساب الموت إلى الغلال، وتنخفض قوة الشمس - علاقة وثيقة في الميثولوجيا بموت الإله أو البطل، وبالقوة الهدامة للالهة الأمّ، وبموت الارض أو تعرّضها للخطر مع الكائنات التي تحملها.

تظهر قصة ديميتر اليونانية وابنتها برسفونة كيف تحاول الاسطورة ان تجيب عن الاسئلة الاساسية التي تطرحها الحياة، والتي منها، في هذه المناسبة، السؤال التالي: لماذا تفقد الارض خصبها كل سنة وتبدو الطبيعة كأنها تموت؟
الاله زفس والد برسفونة وخالها في آن واحد، عقد خطبتها، بدون علم والدتها ديميتر، على اخيه هاديس (ملك الجحيم). وبينما كانت الفتاة تجمع الزهور في حقول نيسّا، انشقت الارض فجأة تحتها واختطفها هاديس.. عندما علمت ديميتر بما حدث، غضبت على زفس وغادرت الاولمب. ولما كانت هي آلهة الخصب، قحلت الارض وتوقف كل شيء عن النمو، وكادت المجاعة تقضي على جميع المخلوقات، لو لم يرسل زفس هرمس للعودة ببرسفونة.. وافق هاديس على عودتها، لكن، بما انّها كانت قد اكلت في الجحيم رمانة اعطاها لها هاديس، كان عليها ان تقضي ثلث السنة تحت الارض. اما ما تبقى من السنة، فكانت تقضيه بسعادة مع امها، التي ما لبثت ان سمحت للارض ان تحمل ثمارها من جديد.
في هذه الاسطورة - اسطورة الخصب والموت - تمثل برسفونة، وهي في الجحيم، بذرة الحب في الارض، وتمثل عودتها إلى امها نموّ النبات الذي يغذي البشر والحيوانات.. للتعبير عن الدورة السنوية ولتأمين استمرارها ولاسترضاء الإلهة، كان يحتفل في اثينا بعيد يدعى عيد ألوزيس، كما تقام اعياد الحصاد في انحاء العالم الاخر.

بالاضافة إلى الاساطير التي تفسر تعاقب الفصول، كانت هناك اساطير مخصصة لتفسير دورات قصيرة، كشروق الشمس وغروبها وأوجه القمر وخسوفاتها..
ففي الاساطير الهندية الاوروبية، يعبر عن مدارات الشمس بفرس ومركبة، ويسير الإله الشمس الهندي، سوريا، عبر السماء على مركبة مشتعلة، كما كان يفعل هيليوس الاغريقي ودازبوغ السلافوني. كذلك تفسر رواية شمالية حركة الشمس والقمر بأنَّ ذئاباً مفترسة تلاحقهما.
في الهند، كان القمر يمثل الكأس التي تشرب منها الآلهة شراب الأمريتا، وهو اكسير الخلود. اما خسوفه فكان يعزى إلى الغول راهو. ذلك انّه عندما استخرجت الآلهة الأمريتا للمرة الاولى بتحريك حليب البحار، سرق راهو الرشفة الاولى، فقطع فيشنو على الفور رأسه الذي راح يطارد القمر بنهم.. يحدث الخسوف عندما يفلح راهو في ابتلاع القمر. لكن لما لم تكن له معدة، يعود القمر إلى الظهور، وهكذا تستأنف المطاردة عبر السماء.

ليس عجيباً ان يكون الموت، وهو سر الحياة النهائي، موضوعاً تعالجه جميع الاساطير. فهي كلها تنظر اليه دائماً كدخيل لم يكن موجوداً في البدء، عندما كان الناس يجددون حياتهم مرة بعد مرة، كما تتجدد جلود الافاعي وأوجه القمر.. كذلك يقع الموت عادة فيها إما خطأ، أو اقتصاصاً، أو نتيجة لاتفاق بين فريقين.
كثيراً ما تتركز فكرة وقوع الموت خطأ على رسالة ضلت سبيلها. ففي افريقيا مثلاً يرسل الإله حرباء لتخبر البشر الاولين بأنّهم سيكونون خالدين، لكنها تباطأت فسبقتها اليهم العظاءة، رسولة الموت.
فكرة الموت كقصاص (غالباً بسبب خطيئة المرأة، كما في رواية آدم وحواء) موضوع شائع. كان هنود الالغونكوين في امريكا الشمالية مثلاً يعتقدون انَّ الأرنب الوحشية العظمى اعطت الانسان الخلود في رزمة حُرمَ عليه فتحها. غير انَّ المرأة، وقد استولى عليها الفضول، فتحتها، فإذا بالخلود يفلت منها.
اما فكرة الموت، كنتيجة لاتفاق، فانّها تظهر في بعض انحاء العالم. فقد ورد في اسطورة من اساطير اسكيمو غرينلند انّه لم يكن في البدء لا موت ولا شمس. فاصرّت امرأة عجوز على أنّه، إن لم يكن بالامكان الحصول على احدهما دون الآخر، فمن الافضل الحصول على الاثنين معاً، لانّه لا قيمة للحياة بدون نور.
  رد مع اقتباس
قديم 30/09/2009   #7
صبيّة و ست الصبايا الؤلؤة
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ الؤلؤة
الؤلؤة is offline
 
نورنا ب:
Apr 2009
مشاركات:
14

افتراضي



فصل الشتاء وما يقابله في الميثولوجيات




يرفض معظم البشر أن يكون الموت نهايتهم الاخيرة. من هنا كانت مهمة الاسطورة أن تفسر لهم، من جهة، كيف انّه محتم على الحياة أن تنتهي، كما هو محتم قدوم الشتاء، أو أن تؤملهم، من جهة اخرى، بمستقبل لا تدركه حواسنا.. ففي هذا الفراغ تلعب الاساطير أهم أدوارها.

في محاولة لتجنب المقدر الذي لا مفر منه، ابتكر الإنسان كثيراً من الاساطير حول علاجات لحفظ الحياة، كالادوية السحرية واكاسير الخلود أو تجديد الشباب..
ففي ملحمة جلجامش، مثلاً، يغوص البطل في البحر الكوني، وقد علقت حجارة في رجليه، فيعثر في الاعماق على عشبة الخلود الشائكة، فيقتلعها ويتخلص من الحجارة ويصعد إلى سطح الماء.. لكن إنتصاره لم يكن طويل الأمد إذ انّه بينما كان يستحم في احد الاحواض، اكل العشبة ثعبان.. ومنذ ذلك الحين، اصبح الثعبان،- الذي يطرح جلده دورياً - رمز الشباب المتجدد والخلود، بينما بقي الإنسان يعاني آجله ويموت.

لقد حاولت كائينات نصف إلهية أن تخدع الموت ورسله، حتى انَّ المحتال البولينيزي ماوي حاول مرة قتل إلهة الموت ذاتها، فبينما كانت نائمة، زحف مع أصدقائه الطيور بقصد تنفيذ خطة تقوم على الدخول خلسة إلى جسمها من بين فخذيها تمهيداً لقتلها والهرب من فمها. وقد بدا في أول الأمر انّه أفلح في خطته، إذ دخل فعلاً في جسمها حتى ساقيه. لكن هذا المنظر أضحك أحد الطيور، فاستيقظت الإلهة على ضحكته، وضمت على الفور فخذيها، فغدا رحمها ضريحاً لماوي.

ثمة موضوع مؤثر بوجه خاص، يظهر في أساطير أقطار مختلفة، قوامه محاولة إنقاذ شخص حبيب من قبضة العالم السفلي.. مثال ذلك اسطورة اورفايوس الاغريقي، نصادفه بعد ان ماتت زوجته اوريديس من لسعة افعى، ينطلق وراءها إلى الجحيم (هاديس).. هناك بلغت عذوبة موسيقاه مبلغاً اراح المعذبين من آلامهم، فسمح لزوجته أن تتبعه إلى العالم العلوي، شرط أن لا ينظر وراءه إليها.. غير ان القلق استولى عليه فجأه، فالتفت إلى الوراء، فكانت في ذلك هلاكها. (تردد صدى كارثة الإلتفات إلى الوراء المؤدي إلى الهلاك قصة امرأة لوط، في العهد القديم، التي إلتفتت إلى الوراء بعد خروجها من سدوم، فتحولت إلى عمود من ملح).

يبدو انَّ الحكمة من الاساطير هي انَّ على الإنسان أن يقنع نفسه بتقبل حتمية الفراقات في الحياة، وخاصة آخرها وأشدها حتمية: الموت.

تنعكس صعوبة تقبل الإنسان للموت كأمر نهائي في الاعتقاد الشائع بين البشر بأنَّ ثمة عالما محسوسا وشبيها بالحياة الدنيا بعد الموت.. في كثير من الاساطير يقع هذا العالم في مكان ما على الأرض.
بعض هذه العوالم يستقبل جميع الاموات، بقطع النظر عن إستحقاقهم، بينما يحصر بعضها الدخول إليها بمستحقيها.. فهاديس الاغريق مثلاً يستقبل انفس جميع الذين ينقلهم كارون عبر نهر الستيكس، شرط أن يكون لديهم اجرة السفر الضرورية. اما في الديانه المصرية القديمة، فأن انوبيس يزن قلوب الموتى لكي يحاسبهم على ما يستحقون.
لكن الإستحقاق لا يقاس دائماً بالأخلاق، بل كثيراً ما تنسب الاسطورة إلى السماء عدم المساواة المألوفة على الأرض.

ثمة موضوع ميثولوجي أخر، هو موضوع نهاية العالم وعودة الكلّ إلى الهيولى أو الشواش.. فقد وضعت الآلهة نظاماً للعالم، وباستطاعتها العودة عن رعايتها له.
ولهذا السبب يحتفل بالاعياد وتقام الطقوس وتضحّى الضحايا.. لكن كل الميثولوجيات تقريباً تتوقع حلول زمان نهائي للدمار، تسبقه وتؤذن به حروب ومجاعات وطوفانات وأعاصير وزلازل..
الواقع انَّ ثمة تقاليد، بعيدة بعضها عن بعض بُعد تقاليد الازتيك المكسيكية عن تقاليد الهندوسيين والبوذيين، تتخيل أطواراً عدة لانهيار العالم، يتميز كل طور منها بتدني مستويات الاخلاق والتقوى.. فالازتيك كانوا يعتقدون انّه، عند نهاية الطور الاخير، يحترق العالم بالنار ويفنى كل شيء.
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد


أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 12:19 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.09283 seconds with 12 queries