أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > المكتبة > قرأت لك

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 30/07/2006   #1
صبيّة و ست الصبايا maro18
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ maro18
maro18 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
فى عينيك عنوانى
مشاركات:
2,017

افتراضي من كتاب الشيطان يحكم


من كتاب الشيطان يحكم للدكتور مصطفى محمود





السلطان الحقيقي




قل لي فيم تفكر أقل لك من أنت

.




هل أنت مشغول بجمع المال و امتلاك العقارات و تكديس الأسهم و السندات؟ أم مشغول بالتسلق على المناصب و جمع السلطات و التحرك في موكب من الخدم و الحشم و السكرتيرات؟ أم أن كل همك الحريم و موائد المتع و لذات الحواس و كل غايتك أن تكون لك القوة و السطوة و الغنى و المسرات

..




إذا كان هذا همك فأنت مملوك و عبد

.



مملوك لأطماعك و شهواتك، و عبد لرغباتك التي لا شبع لها و لا نهاية

.



فالمعنى الوحيد للسيادة هو أن تكون سيدا على نفسك أولا قبل أن تحاول أن تسود غيرك

. أن تكون ملكا على مملكة نفسك. أن تتحرر من أغلال طمعك و تقبض على زمام شهوتك.




و القابض على زمام شهوته، المتحرر من طمعه و نزواته و أهوائه لا يكون خياله مستعمرة يحتلها الحريم و الكأس و الطاس، و الفدادين و الأطيان و العمارات، و المناصب و السكرتيرات

.




الإنسان الحقيقي لا يفكر في الدنيا التي يرتمي عليها طغمة الناس

.




و هو لا يمكن أن يصبح سيدا بأن يكون مملوكا، و لا يبلغ سيادة عن طريق عبودية

. و لا ينحني كما ينحني الدهماء و يسيل لعابه أمام لقمة أو ساق عريان أو منصب شاغر. فهذه سكة النازل لا سكة الطالع.




و هؤلاء سكان البدروم حتى و لو كانت أسماؤهم بشوات و بكوات، و حتى و لو كانت ألقابهم، أصحاب العزة و السعادة

.




فالعزة الحقيقية هي عزة النفس عن التدني و الطلب

.




و ممكن أن تكون رجلا بسيطا، لا بك، و لا باشا، و لا صاحب شأن، و لكن مع ذلك سيدا حقيقيا، فيك عزة الملوك و جلال السلاطين، لأنك استطعت أن تسود مملكة نفسك

.




و ساعتها سوف يعطيك الله السلطان على الناس

. و يمنحك صولجان المحبة على كل القلوب.




انظر إلى غاندي العريان

.. البسيط.. كم بلغ سلطانه؟




كان يهدد بالصوم فيجتمع مجلس العموم البريطاني من الخوف و كأن قنبلة زمنية ستقع على لندن

. و كان يجمع أربعمائة مليون هندي على كلمة يقولها. و كأنها السحر.




هذا هو السلطان الحقيقي

.



هذا هو الملك الحقيقي الذي لا يزول

.




الحريم و القصور و الكنوز و الثروات و العمارات مصيرها إلى زوال

.




لن تأخذها معك إلى تابوتك

. سوف تنتقل إلى الورثة.. ثم إلى ورثة آخرين، ثم تصبح خرائب مع الزمن.




أما محبة الملايين فسوف تصاحبك في تابوتك و تظل علما على اسمك مدى الدهر

. كما تفوح الذكرى عطرة تضوع بالشذا كلما جاء اسم غاندي على الألسن.




الغنى الحقيقي أن تستغني

.




و الملكية الحقيقية ألا يملكك أحد، و ألا تستولي عليك رغبة، و ألا تسوقك نزوة

.



و السلطنة الحقيقية أن تكسب قيراط محبة في دولة القلوب كل يوم

.




تذكر أن الذين يملكون الأرض تملكهم

. و الذين يملكون الملايين، تسخرهم الملايين، ثم تجعل منهم عبيدا لتكثيرها، ثم تقتلهم بالضغط و الذبحة و القلق. ثم لا يأخذون معهم مليما.





صدقني هؤلاء هم الفقراء حقا

.



ورؤوس الناس على جثث الحيوانات
ورؤوس الحيوانات على جثث الناس
فتحسس رأسك
فتحسس رأسك!
اذا كان احد قد اعترض طريقنا فمن المحتمل ان نكون نحن قد اعترضنا طريق شخص ما.
فأنا التى اخترت منذ البداية ان اخسر العالم كله على أمل ان اربح نفسى.
  رد مع اقتباس
قديم 30/07/2006   #2
صبيّة و ست الصبايا فيروزة
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ فيروزة
فيروزة is offline
 
نورنا ب:
Jul 2005
المطرح:
قلب العاصمة دمشق
مشاركات:
3,171

افتراضي


موضوع حلو شكرا

وما العمر إلا لحظات تمضي كالأحلام
  رد مع اقتباس
قديم 30/07/2006   #3
صبيّة و ست الصبايا maro18
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ maro18
maro18 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
فى عينيك عنوانى
مشاركات:
2,017

افتراضي


مشكورة يافيروزة
  رد مع اقتباس
قديم 30/07/2006   #4
صبيّة و ست الصبايا maro18
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ maro18
maro18 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
فى عينيك عنوانى
مشاركات:
2,017

افتراضي


مخير أم مسير




يسألني القراء دائما في استغراب.. كيف وصلت إلى قرارك الذي تردده في كل كتبك و مقالاتك بأن الإنسان مخير لا مسير.



كيف يكون الإنسان مخيرا و هو محكوم عليه بالميلاد و الموت و الاسم و الأسرة و البيئة، و لا حول له و لا قوة، و لا اختيار في هذه الأشياء التي تشكل له شخصيته و تصرفاته.



و القراء يقعون في خطأ أولي منذ البداية حينما يقيمون علاقة حتمية بين البيئة و السلوك.. و بين الأسرة و تقاليدها و بين الشخصية، و هو تفكير خاطئ، فلا توجد حتمية في الأمور الإنسانية.. و إنما يوجد - على الأكثر - ترجيح و احتمال و هذا هو الفرق بين الإنسان و الجماد و هذا هو الفرق بين الإنسان و برادة الحديد.



برادة الحديد تطاوع خطوط المجال المغناطيسي في حتمية و جبرية و تراص في خطوط المجال حتما حينما نرشها حول المغناطيس.



أما الإنسان فإن علاقته بظروفه لا تزيد على كونها احتمالا أو ترجيحا.



الابن الذي ينشأ في عائلة محافظة محتمل أن ينشأ محافظا هو الآخر مجرد احتمال.. و كثيرا ما يحدث العكس، فنرى هذا الابن و قد انقلب متمردا ثائرا على التقاليد، محطما لها..



و هذا هو الفرق بين المسائل الآلية الميكانيكية و المسائل الإنسانية.. و نفس الكلام يقال في البيئة..



البيئة تشكل الإنسان.. و لكن الإنسان أيضا يشكل البيئة.



و نظرة سريعة في المجتمع العصري حولنا سوف ترينا كيف أخضع الإنسان مشاكل الحر و البرد و المسافات بعقله و علمه و استطاع أن يسودها فهو يكيف الهواء بالمكيفات، و هو يهزم المسافات بالمواصلات السريعة و البرق و الهاتف.



الإنسان ليس كتلة هلامية سلبية تشكلها حتميات البيئة.. و لكنه إرادة صلبة في ذاتها لها حريتها في توجيه الأحداث.



و هذا هو الإنسان الذي ولد طفلا تحكمه أسرته و بيئته و مقتضيات اسمه و تقاليده.. ها هو ذا يهاجر و يغير اسمه و بيئته و أسرته و ينتقل إلى مجتمع جديد فيصنع انقلابا في هذا المجتمع الجديد و يغيره من أساسه.



و ها هو ذا يموت فيترك كتابا.. فإذا بالكتاب يغير التاريخ.



و صحيح أن الإنسان قليل الحيلة في الطريقة التي يولد بها و في الطريقة التي يموت بها.. و لكنه بين ميلاده و موته يصنع حضارة.. أعطاه الله القدرة على أن يبني و يهدم و يحرر و يتحرر و يفكر و يبتكر و يخترع و يفجر و يعمر و يدمر.. و سلمه مقاليد الخير و الشر و حرية الاختيار.



و حواجز البيئة و ضغوط الظروف لا تقوم دليلا على عدم الحرية بل هي على العكس دليل على وجود هذه الحرية.. فلا معنى للحرية في عالم بلا عقبات.. و في مثل هذا العالم الذي بلا عقبات لا يسمى الإنسان حرا، إذ لا توجد لرغباته مقاومات يشعر بحريته من خلال التغلب عليها.



و الحرية لا تعبر عن نفسها إلا من خلال العقبات التي تتغلب عليها.. فهي تكشف عن نفسها بصورة جدلية من خلال الفعل و مقاومة الفعل.



و لهذا كانت الضغوط و العوائق و العقبات من أدلة الحرية و ليس العكس.



و الفيلسوف الغزالي يحل المشكلة بأن يقول إن الله حر مخير مطلق التخيير و المادة الجامدة مسيرة منتهى التسيير.. و الإنسان في منزلة بين المنزلتين.. أي أنه مخير مسير في ذات الوقت.. مخير بمقدار مسير بمقدار.



و توضيحا لكلامه أقول إن الإنسان حر مطلق الحرية في منطقة ضميره.. في منطقة السريرة و النية.. فأنت تستطيع أن تجبر خادمك على أن يهتف باسمك أو يقبل يدك، و لكنك لا تستطيع أن تجبره على أن يحبك.. فمنطقة الحب و الكراهية و هي منطقة السريرة منطقة حرة حررها الله من كل القيود و رفع عنها الحصار و وضع جنده خارجها..



لا يدخل الشيطان قلبك إلا إذا دعوته أنت و فتحت له الباب.



و قد أراد الله هذه النية حرة لأنها مناط المسئولية و المحاسبة.



أما منطقة الفعل فهي المنطقة التي يتم فيها التدخل الإلهي عن طريق الظروف و الأسباب و الملابسات ليجعل الله أمرا ما ميسرا أو معسرا حسب نية صاحبه.



((
فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى ( وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) )) (الليل)



يمهد الله أسباب الشر للأشرار.. و يمهد أسباب الخير للأخيار.. ليخرج كل منا ما يكتمه و يفصح عن سريرته و نيته و يتلبس بفعله.



و بهذا لا يكون التسيير الإلهي منافيا أو مناقضا للتخيير، فالله يستدرج الإنسان بالأسباب حتى يخرج ما يكتمه و يفصح عن نيته و دخيلته و يتلبس باختياره.



الله بإرادته يفضح إرادتنا و اختيارنا و يكشفنا أمام أنفسنا.



و من ثم يكون الإنسان في كتاب الله مخيرا مسيرا في ذات الوقت.. دون تناقض.. فالله يريد لنا و يقدر لنا حتى نكتب على أنفسنا ما نريده لأنفسنا و ما نخفيه في قلوبنا و ما نختاره في أعمق الأعماق دون جبر أو إكراه، و إنما استدراجا من خلال الأسباب و الظروف و الملابسات.



و في إمكان الواحد منا أن يبلغ ذروة الحرية بأن تكون إرادته هي إرادة الله و اختياره هو اختيار الله و عمله هو أمر الله و شريعته.. بأن يكون العبد الرباني الذي حياته هي الناموس الإلهي، فيعبد الله حبا و اختيارا لا تكليفا.. إنه الحب الذي قال عنه المسيح:



((
لو كان في قلبك ذرة ايمان و قلت للجبل انتقل من مكانك لانتقل من مكانه)).



كما يحدث أن نعطي من ذات نفوسنا لمن نحب كذلك يعطي الله من ذاته لأحبابه، فيحقق لهم ما يشاءون فيكونون الأحرار حقا.




  رد مع اقتباس
قديم 04/08/2006   #5
صبيّة و ست الصبايا maro18
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ maro18
maro18 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
فى عينيك عنوانى
مشاركات:
2,017

افتراضي


من أين تنبع السعادة







منذ ألف سنة كان السفر إلى اليمن على الأقدام يحتاج إلى أعوام

. يحمل المسافر خيمته و زاده و زواده و زكائب التمر و البلح و الخبز المكسر و يتوكل على الله.




و بين الفيافي و الجبال و الوهاد و الأحراش يطل عليه الموت من أنياب ذئب جوعان، أو قاطع طريق متربص، أو حر لافح يقصم الظهر، أو برد قارص يثلج العظام

.. فإذا وصل سالما فهو قد ولد من جديد، و هي الفرحة التي لا تدانيها فرحة.




و المليونير على أيامها لم يكن يمتاز على الصعلوك إلا في الخيول المطهمة

.



كان الفرس هو السيارة التي تختصر الأعوام في شهور، و كانت هذه هي سرعة البرق زمان

.




و عرفنا السفن الشراعية لننتقل من أهوال البر إلى أهوال البحر

.



يقلع المسافر فيمسك بأنفاسه و قد أدرك أنه أسلم نفسه إلى غول لا يعرف الرحمة

. فإذا وصل إلى بر الأمان دقت له الطبول و المزامير، و استقبلته الأحضان، و سجد لله شكرا من فرحة الوصول.




أما اليوم فنحن نقطع المسافة بين القاهرة و أسوان في ساعات بالقطار، و نشعر طول الوقت بالملل و الضجر و البطء، و ننظر إلى ساعاتنا، حتى إذا وصلنا سالمين بدأنا نسب و نلعن لأننا تأخرنا نصف ساعة

.




و نركب الطائرة النفاثة لنصل إلى بيروت في دقائق، و نشكو مر الشكوى لأن الضباب و العواصف أخرت وصولنا عشر دقائق

.




و حينما نسافر غدا بالصواريخ إلى المريخ سوف نكون أكثر مللا و تعجلا و سنقول

: ما هذه الصواريخ اللكع؟ ألا يعرفون في مصلحة الصواريخ قيمة الوقت؟




و سوف تتضاعف قيمة الوقت بالفعل

.



ستكون الساعة كافية للدوران حول العالم، و سيكون الشهر مهلة عظيمة لجولة في المجموعة الشمسية

.



و سوف تزداد الإمكانيات، و لكن سوف تتضاءل السعادة

.



و كلما ازدادت الإمكانيات ازداد الطمع

.



و كلما ازدادت السرعة ازدادت العجلة

.




و كلما ازداد الترف ازدادت الشكوى

.



تماما مثل حكاية الغني الذي يزداد طمعا كلما ازداد ثراء

.



و هذا شأن المكاسب المادية، كلما ازدادت ازداد الافتقار إليها و إلى المزيد منها، و بالتالي ازدادت التعاسة

.




لأن السعادة موطنها القلب و ليس الجيب، و لا عبرة فيها بازدياد الإمكانيات المادية

.




السعادة تنبع من الضمير

. و من علاقة الإنسان بنفسه و علاقته بالله و هي في أصلها شعور ديني و ليست شعورا ماديا.




و هي تنبع من إحساس الإنسان بأنه ليس وحده و أن الله معه، و أن العناية تحوطه و الإلهام الخير يسعفه، و أنه يقوم بكل واجباته

.




و لهذا يمكن أن ينتحر مليونير يملك باخرة و طائرة و عدة ملايين من الدولارات في حين تجد الراهب الذي يعيش على الكفاف يضيء وجهه بسكينة داخلية لا حد لها، و يسارع إلى نجدة الآخرين في محبة و سعادة، لأنه يؤمن بأن للحياة معنى و حكمة، و أنها لم تخلق عبثا، و إنما خلقها العادل الرحيم

.

  رد مع اقتباس
قديم 08/08/2006   #6
صبيّة و ست الصبايا maro18
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ maro18
maro18 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
فى عينيك عنوانى
مشاركات:
2,017

افتراضي


لغز الرقم سبعة








اليهود يقدسون اليوم السابع من الأسبوع




( السبت) و يجعلون منه يوم راحة.. و السنة السابعة و يسمونها سنة السبت.. و كذلك 7 * 7 أي العام التاسع و الأربعون و يسمونه عام العيد.





و تقول لنا التوراة إن الله خلق العالم في ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع






و في الإنجيل يقول لنا يوحنا اللاهوتي في سفر الرؤيا إن الله يوم القيامة يفتح كتاب الأقدار، و يفض الأختام السبعة، فينفخ سبعة من الملائكة في سبعة أبواق و تحدث سبع كوارث تنتهي بها الدنيا




.



و يحدثنا القرآن عن سبع سماوات، و سبع أبواب للجحيم، و سبع ليال عجاف مرت بها مصر أيام نبوة يوسف، و سبع ليال سخرت فيها الرياح المهلكة على قوم عاد، و سبعين رجلا جمعهم موسى لميقاته مع الله




. و سلسلة في جهنم طولها سبعون ذراعا، و يقول للنبي الكريم: ( و لقد أتيناك سبعا من المثاني و القرآن العظيم).



و يقول إن الله خلق العالم في ستة أيام ثم استوى على العرش في اليوم السابع




.



فإذا وضعنا الكتب المقدسة جانبا و جئنا إلى العلم فإنا نجده يقول لنا ما هو أعجب




. فالنور يتزلف من سبعة ألوان هي ألوان الطيف، من الأحمر إلى البنفسجي. ثم يأتي بعد ذلك سبعة ألوان غير منظورة من تحت الأحمر إلى فوق البنفسجي، و هكذا في متتاليات سباعية.




و الموسيقى يتزلف سلمها من سبع نغمات




: صول، لا، سي، دو، ري، مي، فا.. ثم تأتي النغمة الثامنة فتكون جوابا للأولى، و يعود فيرتفع بنا السلم سبع نغمات أخرى، و هكذا سبعات سبعات.




و في ذرة الأيدروجين داخل قلب الشمس يقفز الإلكترون خارجا من الذرة في سبع قفزات لتكون له سبع مدارات تقابل سبعة مستويات للطاقة، في كل مستوى يبث حزمة من الطاقة، هي طيف من أطياف الضوء السبعة



و الجنين في بطن أمه لا يكتمل نموه إلا في الشهر السابع، و إذا ولد قبل ذلك لا يعيش




.



و قد توارثنا الاحتفال




(( بسبوع)) المولود.





ثم نحن قسمنا أيامنا إلى أسابيع، نجد ذلك في جميع الأمم دون أن يكون بينها اتفاق




.



و نحن نجد رقم سبعة رقما فريدا لا يقبل القسمة، و ليس له جذر تربيعي، و لا يقبل التحليل الحسابي




. فهو في ذاته وحدة حسابية.





و نجده مستعملا في جميع طلاسم السحر و الأحجبة و التمائم، و في التسابيح، و في قراءة الأوراد




.



و نجد للإنسان سبع حواس




. حاسة السمع، و البصر، و الشم، و اللمس، و الذوق، و حاسة إدراك الزمن، و حاسة إدراك الوضع في المكان.





و نجد فقرات الرقبة سبعا




. هي كذلك في القنفذ و هي كذلك في الزرافة، و هي كذلك في الإنسان و الحوت و الخفاش، و بالرغم من تفاوت طول الرقبة بين أقصى الطول في الزرافة و أدنى القصر في القنفذ.





هل كل هذه مصادفات




.



و إذا صحت مصادفة واحدة فكيف يجوز أن تجتمع كل هذه المصادفات على نفس الرقم




.



يجب أن نعترف أنه رقم له دلالة




. و أنه رقم مهم و جوهري في بناء هيكل الكون و في تكوين الإنسان.





و أنه لغز يثير التفكير و التأمل
  رد مع اقتباس
قديم 13/08/2006   #7
صبيّة و ست الصبايا maro18
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ maro18
maro18 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
فى عينيك عنوانى
مشاركات:
2,017

افتراضي





الذي شنق نفسه بسلك الكهرباء




روسيا و أمريكا التقتا و تصافحتا في الفضاء و لم تستطيعا أن تلتقيا على الأرض.
الإنسان قطع ربع مليون ميل إلى القمر و لم يستطع أن يقطع بضع خطوات لينقذ جارا له يموت في فيتنام و كمبوديا و القدس.
المسافات بين قلوب الناس أصبحت أكبر من المسافات بين الكواكب، و كل يوم يزداد الأخ عن أخيه تجافيا و بعدا.

إنسان اليوم بدل أن يشغل نفسه بقتل الميكروبات أصبح يزرعها و يسمنها و يربيها ثم يصنع منها قنبلة ميكروبية ليلقيها على جاره.
و يجاوب عليه جاره بنفس أسلوبه ضاحكا في جنون.
- قنبلة ميكروبية.. و ما جدواها؟ لقد سبقتك لقد اكتشفت غازا للشلل أرميه عليك فترقد مشلولا مثل صرصور قلبوه على ظهره، فيصفق الآخر و يهلل كالمعتوه.
- قديمة.. أنا عندي صواريخ مدارية تدور الآن في فلك حولك و أستطيع بضغطة واحدة على زر أن أنزل عليك الموت كالمطر.

فيخرج الآخر لسانه ساخرا.

- هذه لعبة فات أوانها، فقد اخترعت صواريخ مضادة تصطاد صواريخك و تفجرها في الهواء.



فيهتف الآخر:


- لن تستطيع، فقد بنيت شبكة مضادة ضد الصواريخ المضادة.





فيقهقه صاحبنا:


- نسيت يا أبله أنني بنيت شبكة ضد الشبكة.





فيصرخ الأول:


- هاها.. أنت حمار تذكر أن عندي مخزونا من القنابل الذرية يكفي لتمزيق القارة التي تسكنها.





فيصرخ الثاني:


فلتذكر أنت أيضا أن عندي مخزونا من القنابل الأيدروجينية يكفي لشطر الكرة الأرضية كلها نصفين.

و أعجب ما في هذا الحوار الهستيري أنه يجرى بالعلم و العقل، و المخترعات و المبتكرات، و الأفخاخ الإلكترونية و أنه حوار ينزف ذهبا و دولارات و ماركات و روبلات و فرنكات بلا نهاية.

و رجل الشارع البسيط يمشي وسط هذه المظاهرة جائعا و عريانا قليل الحيلة لا يعرف بماذا يطلع عليه الغد.

هل هذا عصر العلم؟
أو عصر الجهل؟
أو أنه جهل العلم.

الله يعطينا الكهرباء.. فماذا نفعل بهذه الكهرباء؟!





إننا لا نفكر كيف نحولها إلى نور.


و لكننا مشغولون طول الوقت في المعامل و المختبرات نفكر كيف نحول هذه الطاقة الكهربائية إلى ظلام.
العالم يفكر في أذكى طريقة يلف بها سلك الكهرباء على عنقه لينتحر.

إنه علم الجهل!
إنه العلم الأسود.
و مثله مثل السحر الأسود الذي كان يحول به سحرة فرعون العصي إلى ثعابين.
لأنه علم بلا دين!
و عقل بلا قلب.

لقد طالت مخالبنا فأصبحت مخالب نووية.
و نمت أنيابنا فأصبحت أنيابا ذرية.
و ظل قلبنا على حاله. قلب حيوان الغاب.





تطور الإنسان إلى تنين.


و النهاية الآن مرهونة بمن يبدأ الحماقة. من يضغط على الزناد قبل الآخر!



أو من يفطن إلى الكارثة فيقود التطور إلى الاتجاه المضاد إلى تجاه التسامي بقلب الإنسان و روحه. بدون اعتبار لقوة يديه و متانة عضلاته.




  رد مع اقتباس
قديم 15/08/2006   #8
صبيّة و ست الصبايا maro18
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ maro18
maro18 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
فى عينيك عنوانى
مشاركات:
2,017

افتراضي


أفيون هذا الزمان






تتبارى أجهزة التليفزيون و الإذاعة و السينما و صفحات المجلات و الجرائد على شيء واحد خطير هو سرقة الإنسان من نفسه


. شد عينيه و أذنيه و أعصابه و أحشائه ليجلس متسمرا كالمشدوه أمام التليفزيون أو الراديو أو السينما، و قد تخدرت أعصابه تماما، كأنه أخذ بنجا كليا و راح يسبح بعينيه مع المسلسلة، و يكد ذهنه متسائلا: من القاتل، و من الهارب. و بين قاهر الجواسيس، و ريتشارد كامبل، و الأفيشات العارية في المجلات، و العناوين الصارخة في الجرائد ينتهي اليوم و الليلة، و يعود الواحد إلى فراشه و هو في حالة خواء و فراغ و توتر داخلي مجهول السبب، و حزن دفين كأنه لم يعش ذلك اليوم قط.




و الحقيقة أنه لم يعش بالفعل، و أن حق الحياة سلب منه، و أنه سلب من نفسه، و أخرج عنوة و ألقي به في مغامرات عجيبة مضحكة، و تساؤلات لا تهمه على الإطلاق


. من الذي قتل شهيرة هانم! و لماذا تخون كلوديا كاردينالي زوجها في رواية (( الذئب في فراشي )) ؟ و أين الكنز في مسلسلة عبيد الذهب؟ و أين الحقيقة في رواية ارحمني يا حبيبي؟





و يمر اليوم تلو اليوم


. و تظل هذه الأجهزة تقوم بما يشبه العادة السرية للمتفرجين، و تغرقهم في نشوات مفتعلة إلى درجة التعب، ثم تلقي بهم إلى الفراش آخر الليل منهوكي الأحاسيس، لا يدري الواحد منهم ماذا به بالضبط. لماذا يشعر بأنه مجوف تماما. و أنه لا يعيش أبدا، و أنه لا يقول ما يريد أن يقوله، و لا يسمع ما يريد ان يسمعه، و إنما هو يربط في أرجوحة تظل تدور به دورانا محموما حتى يغمى عليه تماما و ينسى ما كان يفكر فيه، و ما كان يريد أن يقوله، و ما كان يريد أن يسمعه، و ما كان يملأ منه القلب و العقل. و يتحول إلى حيوان أعجم مربوط العقل و الإحساس إلى هذه الأجهزة الغريبة التي تفتعل له حياة كلها كذب في كذب.





و هذه الظاهرة ظاهرة عالمية، بل هي من سمات هذا العصر المادي الميكانيكي الذي تحولت فيه أجهزة الإعلام إلى أدوات للقتل الجماعي


.




و هو نوع من القتل الجميل الرائع


. تخنق فيه العقول بحبال من حرير، و تخنق الخيالات بالعطور الفواحة. و تخاط فيه الشفاه بجدائل من شعر بريجيت باردو، و أرسولا انرس.




و كلما زادت مقاومة المتفرج لهذا الأفيون زاد المخرجون من المساحة العارية المسموح بها من صدر الممثلة و من ساقيها، و سكبوا كمية من الدم أكثر في رواياتهم، و كمية من البترول المشتعل أكثر على أعصاب الناس


.





و حينما تنفجر الأعصاب في ظواهر متشابهة مثل ظاهرة الخنافس و الهيبز، و رقصات الجرك المجنونة، و أدب الساخطين و الغاضبين و اللاعنين، فهي دائما نتائج ذلك البخار المضغوط في جماهير الشباب التي قضي عليها بأن تعيش أسيرة عنكبوت الإعلام، و الأخطبوط ذي الألف اسم


. الإذاعة و السينما و الجرائد. ذلك السجن ذي القضبان الجميلة من الأذرع العارية في المجلات و الروايات لتعيش معزولة عن معركة المصير و عن الإدلاء برأي في مأساة الحياة و الموت التي تجري على مساحة العالم كل يوم.





و حينما يدور الكلام عن عقار الهلوسة و الماريجوانا، و الحشيش، و الهيروين، و الكوكايين، و العصابات التي تروجه، فإنهم ينسون دائما مخدرات أكثر انتشارا و أخطر أثرا


.





مخدرات تدخل كل بيت من تحت عقب الباب، و تقتحم على كل واحد غرفة نومه، و تزاحم إفطار الصباح إلى معدته و فنجان الشاي إلى شفتيه


. تلك هي وسائل الإعلام التي تكاتفت فيما بينها - بتعاقد غير مكتوب - على أن تقتل الناس بقتل وقتهم، و تميتهم بالضحك و الإثارة و النكتة البذيئة، و تلك الكلمة الغامضة اللذيذة التي اسمها التسلية.





و تحت شعار قتل الوقت يقتل الإنسان، و يراق دم اللحظات، و يسفك العمر، فما العمر في النهاية إلا وقت محدود


. و ما الإنسان إلا فسحة زمنية عابرة إذا قتلت لم يبقى من الإنسان أي شيء.





و مسئولية كل مفكر و كاتب أن يخرج على الخط، و يتمرد على هذا الإتفاق غير المكتوب بقتل الوقت في محاولة شريفة لإحياء وقت الناس بتثقيفهم و تعليمهم و البحث عن الحق، لا عن التسلية و إشراك الناس في مأساة مصيرهم، و إعادة كل واحد إلى نفسه و قد ازداد ثراء و وعيا لا سلبه من نفسه و سرقته من حياته، و رفع شعارات الحرية لتفسح الروح الإنسانية عن مكنونها


.





على وسائل الإعلام أن تتحول من أفيون إلى منبه يفتح العيون و الأحاسيس على الحقيقة، و يدعو كل قارئ إلى وليمة الرأي و يدعو كل عقل معطل إلى مائدة الفكر، فتكون كرحلة تحشد الحماس عند كل محطة تقف عندها لا كخيمة للغاز المسيل الدموع مضروبة على الناس أو قنابل دخان تطلق للتعمية


.





إن حضارة الإنسان و تاريخه و مستقبله رهن كلمة صدق و صحيفة صدق و شعار صدق


. فبالحق نعيش، و ليس بالخبز وحده أبدا.





و إذا كان السؤال المطروح الآن


:




ما هي صحافة اليوم؟



فهأنذا أقول لكم الجواب

:




أن نقول الحق

.





و أن نقول الجد


.





و أن نقول المفيد و النافع و الصحيح


.





و أن نحيي وقت القارئ لا أن نقتل وقته


.





آخر تعديل maro18 يوم 15/08/2006 في 06:18.
  رد مع اقتباس
قديم 17/08/2006   #9
صبيّة و ست الصبايا maro18
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ maro18
maro18 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
فى عينيك عنوانى
مشاركات:
2,017

افتراضي


بعض التواضع







نحن في عصر العلم ما في ذلك شك. صواريخ.. طائرات.. أقمار صناعية.. أدمغة إليكترونية..




و نحن في عصر الجهل ما في ذلك شك. فكل هذه الوسائل و الاختراعات العلمية نستخدمها في قتل أنفسنا و في التجسس على أنفسنا.




و الذي لا يقتل يقول في غرور. أنا الذي سوف أسبق إلى القمر.. أنا شعب الله المختار.. أنا على حق و الآخر على باطل.. أنا أبيض.. أنا جنس آري.. أنا جنس سامي..



و بين الغرور و الاستعلاء و الكبرياء و العدوان يضيع العلم، و يفتضح العلم، فإذا هو تفاخر الجهلاء بما يصنعون من لعب أطفال.




و أجهل الجهل أن نجهل أمرا جوهريا واضحا كالنهار.






أن يجهل العالم العظيم و المخترع العبقري أنه مخلوق.. و أنه يعيش على سلفة.. على قرض.. السنوات القليلة التي يعيشها هي قرض و سلفة بأجل محدود.. و أنه لا يملك هذا القرض و لا يستطيع أن يمد في أجله.






كل (( نبضة قلب))، و كل خفقة أنفاس، و كل خاطر، و كل فكرة، و كل خطوة، هي قرض.. سلفة.. هي قرش ينفق من الرصيد.






و هو رصيد لا نملكه و لم نبذل فيه جهدا.. و إنما هو عطاء مطلق أعطي لنا منذ لحظة الميلاد.




المخترع لا يخترع و إنما يجيئه الخاطر كما ينزل ندى الفجر على الزهر.






و الشاعر لا يؤلف من عدم، و إنما يهبط عليه إلهام الشعر فيورق عقله كما يورق الشجر في الربيع.



فهل يمتلك الشجر أزهاره أو أنها هبة الربيع؟





و العلم ذاته هبة.






الكهرباء موجودة منذ الأزل من قبل أن تكتشف بملايين السنين، و هي التي كانت تضيء السماء بالبروق و الصواعق.



نحن لم نخترع الكهرباء و لم نأت بها، فهي موجودة. و كذلك إشعاع الراديو و طاقة الذرة و مغناطيسية الحديد.




كل هذه كنوز موجودة تحت أيدينا..






و هي بعض الهبات التي وهبناها دون أن نطلبها.






نحن العلماء لا ندرك هذا و إنما نقول: اخترعنا. ابتكرنا، صنعنا، ألفنا، صنفنا.



ثم لا ندرك ما هو أخطر و أكثر وضوحا و بداهة.. إن العمر الذي نعيشه هو أيضا هبة لم نطلبها و لم نجتهد فيها.



الجميلة لم تجتهد لتولد جميلة.



و القوي لم يجتهد ليولد قويا.



و الحاد البصر لم يجتهد ليولد حاد البصر.



و نحن لا نقوم بصيانة هذا الشيء المعقد الملغز المعجز الذي اسمه الجسد الحي.. و إنما هو الذي يقوم بصيانة نفسه بنفسه بأساليب محيرة.



نحن ننفق من شيك لا نملكه.. و مع ذلك نتبجح طول الوقت.. و نقول.. نحن اخترعنا نحن صنعنا.. نحن عباقرة.. نحن عظماء.. نحن على حق و الآخرون على خطأ.. نحن بيض و هم حيوانات.. نحن جنس سامي و هم جنس منحط، ثم نقتتل على ثروات لا نملكها و لا فضل لنا فيها جميعا.






و لا فضل لنا حتى في تكويننا الجسماني.






نحن مجرد مخلوقات تولد و تموت و تعيش على هبة محدودة من الخالق الذي أوجدها، و لو كنا نملك أنفسنا حقيقة لما كان هناك موت.






و لكن الموت هو الذي يفضح القصة.






هو الذي يكشف لنا أن ما كنا نملكه لم نكن نملكه.






الشيخوخة هي التي تفضح جمال الجميلة فإذا بجمالها هبة زائرة لا حقيقة باقية.



و لكننا نحن العلماء نجهل هذه الحقيقة الأولية الشاخصة ملء العين كشمس النهار.






و لو أدركنا هذه الحقيقة البسيطة لانتهت الحروب و حل السلام و ملأت المحبة القلوب و أشرق التواضع ليجمع العالم في أسرة واحدة.






لو أدركنا هذه الحقيقة لالتففتنا إلتفاتة شكر إلى الوهاب الذي وهب.




هل أخطئ إذا اعتبرت هذا العصر أظلم عصور الجاهلية؟
  رد مع اقتباس
قديم 20/08/2006   #10
صبيّة و ست الصبايا maro18
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ maro18
maro18 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
فى عينيك عنوانى
مشاركات:
2,017

افتراضي


عالم الغيب







أنت تصادف اليوم نوعا من الناس تجد الواحد منهم يتأبط كتابا ضخما بالإنجليزية أو الفرنسية، و يبرز من فمه سيجارا ضخما ينفث الدخان كمدخنة مصنع في لانكشير، فإذا رفعت يدك بالتحية رد عليك باللاتينية و بلسان معووج يتكلم برطانة أوروبية


.. و مع الدخان المتصاعد و الفتات المتناثر من عدة لغات يقول لك في نبرة كلها انبعاج و خيلاء:


- هل قرأت ما يقوله جوستاف لوفافر في الدجوماطيقية و الفكر الاستطايقي و التدهور الرومانطيقي و الانحرافات السيكوباتية في المجتمعات الثيوقراطية.. في ملحق مجلة "الميتافيزيقا".. إنه مقال رائع ( و يقلب شفتيه).



مالنا نقف هكذا وسط الطريق


.. دعني أدعوك على كأس في الهورس شو.. تعال.. سيكون حديثا ممتعا على أكواب البيرة.






فإذا اعتذرت له بأنك صائم حملق في دهشة كأنه يستمع إلى كلام ديناصور منقرض


.. و فغر فاه تماما ثم قهقه، بل انفجر ضاحكا و كأنما ظفر بمعتوه هارب لتوه من مستشفى المجاذيب:



- تقول إنك صائم؟


و عاد يقهقه هذه المرة في إشفاق

:


- و هل هناك من يصوم هذه الأيام.. هل تعتقد حقا في هذه ال.. ثم أشاح بيده استخفافا، فالمسألة لا تستحق عنده أن يبحث لها عن اسم.



و هو يقصد طبعا هذه الأديان


.. و الخرافات.. و الأساطير.


- هل تصدق حقا أنك سوف تموت ثم تبعث و تصحو من قبرك و تحاسب.. و أن هناك إلها؟







ثم راح يتلفت حوله متسائلا


:


- أين هو؟




يقصد أين الله

. و كأنه يبحث عن سائق تاكسي.



- أتصدق هذه الغيبيات؟ أما زال هناك من يصدق هذه الغيبيات في عصر النور و العلم؟ أفق يا رجل من هذه الدروشة.. تعال.. لتكن الدعوة على كأس ويسكي لا بيرة، ولتكن معها شريحة لحم خنزير رائعة.


و يحمل عليك حملة شعواء بجميع اللغات لدرجة تفقدك التوازن و ربما الثقة بالنفس، فتعود لتتعلل في خجل بأنك ممنوع من الأكل و الشرب بسبب التهابات في المعدة


. و يسوق هو في فلسفته:




- يا أخي نحن في عصر العلم، و لا يصح أن نستسلم لهذه الغيبيات، و لا يصح أن نؤمن بشيء إلا إذا أمسكناه بحواسنا الخمس، و رأيناه بالميكروسكوب، و شاهدناه بالتلسكوب، و رصدناه بالرادار، و التقطناه بالراديو. لا يصح الإيمان بغيب هذا أمر انتهى.


الغيب أمره انتهى، و هو الآن شغلة السذج


.. هي كلمات نسمعها الآن عادة من هؤلاء المثقفين.






و لمثل هؤلاء المثقفين من أصحاب السيجار و الياقات العالية و الرطانة الأوروبية أقول في هدوء


:




- بل هذا العصر هو عصر الغيب.. و العلم ذاته هو اعتراف بليغ بالغيب. و إلا فليقل لي واحد من هؤلاء العلماء.. ما هي الكهرباء؟ إننا نتكلم عن الكهرباء و لا نعرف عنها إلا آثارها من حرارة و ضوء و مغناطيسية و حركة.. أما الكهرباء ذاتها فهي غيب. نتكلم عن الإلكترون و نقيم صناعات إلكترونية و لا نعرف ما هو الإلكترون.. فهو غيب و نطلق الموجة اللاسلكية و نستقبلها و لا نعلم عن كنهها شيئا. و هي بالنسبة لنا غيب. بل إن الجاذبية التي تمسك بالأرض و الشمس و الكواكب في أفلاكها و هي أولى البداهات هي ذروة الغيب.




و العلم لا يعرف إلا كميات و مقادير و علاقات و لكنه لا يعرف كنه و لا ماهية أي شيء


.




أنت تعرف طولك و عرضك و وزنك و مواصفاتك


.. لكن ذاتك.. نفسك.. روحك.. لا تعرف عنها شيئا. إنها غيب.. و مع ذلك هي أكثر واقعية من أي واقع.




و إذا كان الواحد منا لا يعرف ذاته فكيف يدعي المعرفة بذات الله؟ و من باب أولى كيف ينفيها؟






و حينما يقول المفكر المادي


. في البدء كانت المادة.. في البدء الأول قبل الإنسان و الحيوان و النبات.. ألا يكون كلامه هو الجرأة بعينها على منطقة زمنية هي الغيب المطلق.




و حينما يقول


: نضحي بالجيل الموجود في سبيل جيل لم يولد بعد.. ألا يكون معنى كلامه التضحية بالواقع في سبيل الغيب؟





صدقوني نحن في عصر الغيب بل للأسف نحن في عصر الزنى بالغيب، و الدعارة بالعلم على يد أصحاب السيجار و الياقات العالية، و الرطانة الأوروبية


.



  رد مع اقتباس
قديم 20/08/2006   #11
صبيّة و ست الصبايا maro18
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ maro18
maro18 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
فى عينيك عنوانى
مشاركات:
2,017

افتراضي


قطار اللذة


منذ ألف سنة كان أقصى ما يطمح فيه إنسان قطعة أرض و بضعة رؤوس من الماشية.. كان هذا هو الثري الأمثل في ذلك العصر.. و كان أقصى ما يحلم به ذلك الثري هي عربة مطهمة يجرها حصان ليدخل بها مجتمع الوجهاء و أهل الشياكة.

و اليوم نقول عن من يملك العربة و الحصان إنه (( عربجي)) و هو في اعتبارنا من الناس الدون.

أما أهل الشياكة و الوجاهة فقد استبدلوا بالأرض العمارات.. ثم استبدلوا بالعمارات الشركات.. ثم استبدلوا بالشركات مجرد دفتر سندات أو دفتر شيكات بحجم الجيب.. مجرد رأس مال يتوالد من تلقاء ذاته بالإسهام في أي مشروع.

و انتهى إسطبل المواشي ليحل محله كراج عربات مرسيدس.. ثم انتهى أمر الكراج و تركه الأغنياء للسوقة و الناس الدون.. و صار الواحد منهم يمتلك طائرة خاصة أو مرسى لليخوت أو باخرة.

و غدا تصبح الطائرات من أملاك الفقراء و يظهر الأغنياء الوجهاء الذين يملكون الصواريخ و السفن الفضائية و الأقمار الصناعية، و تصبح رحلة (( الويك إند)) عشاء ساهرا في المريخ.

الزمن استدار و انتقل الناس من حال إلى حال بسرعة غريبة، و أحلام زمان أصبحت الآن متاحة للكل.

و الفلفل و الحبهان الذي كانت تحمله السفن من الهند عبر رأس الرجاء الصالح في رحلات مهلكة محفوفة بالأخطار ليوزن بالذهب و يوضع في الخزائن مع المجوهرات و لا يظهر إلا على موائد أصحاب الملايين.. و مثله مناديل الحرير الهندي التي كنا نقرأ عنها في بيوت اللوردات في روايات زولا و بلزاك.. كل هذا نزل ليصبح في متناول السوقة.

و الفلفل و الحبان الآن عطارة الفقراء.

و الحرير طرده النيلون و الداكرون و التريلين من السوق فهبط إلى نصف ليرة للمنديل، و أصبح زينة متاحة للخدم و عاملات (( المحلات)). أي إنسان من مستويات الدخل البسيطة يستطيع الآن أن يحصل على كثير من وسائل الترف التي كانت تحلم بها جدتي و جدي و يسيل لها اللعاب.

و مع ذلك فالبؤس موجود و التعاسة مازالت هي القاعدة و الشكوى مستمرة على جميع المستويات.. تشهد بذلك أعمدة الصحف و الأغاني و الكتب و أخبار الإذاعات و وجوه الناس المربدة المتجهمة في الشارع و مشاكساتهم الدائمة و صدورهم الضيقة بكل شيء.

لا شيء مما تصور الإنسان أنه سوف يسعده قد أسعده و هو ما كاد يمتلك ما كان يحلم به حتى زهد فيه و طلب غيره.. و هو دائما متطلع إلى ما في أيدي الآخرين غافل تماما عما في يده.. ينسى زوجته و يرغب في زوجة جاره مع أن زوجته أحلى و أجمل.. و لكنها الرغبة التي لا تشبع، و التي يتجدد نهمها دائما و تتفتح شهيتها على كل ممنوع و مجهول.

و لهذا أقام بوذا ديانته على قتل الرغبة و الخلاص منها باعتبارها سبب الشقاء، و لا خلاص من الشقاء إلا بالخلاص من الرغبة و قتلها و الوصول إلى حالة من السكينة الداخلية الزاهدة في كل شيء و العازفة عن جميع الرغبات.

و الله يكشف لنا الحقيقة بشكل أعمق في القرآن فيقول إنه خلق الدنيا و لها هذه الطبيعة و الخاصية فهي (( متاع)).
(( إنما هذه الحياة الدنيا متاع)).
و (( المتاع)) هو اللذة المستهلكة التي تنفذ.. من خصائص الدنيا كما أرادها خالقها أن جميع لذاتها مستهلكة تنفذ و تموت لحظة ميلادها.

في كل لذة جرثومة فنائها..

الملل و الضجر و العادة ما تلبث أن تقتلها..

هي الطبيعة التي أرادها الله للدنيا، لأنه أرادها دار انتقال لا دار قرار.. و لهذا جعل كل لذة بلا قرار و لا استقرار.. لأنه لم يرد لهذه اللذات أن تكون لذات حقيقية و إنما أرادها مجرد امتحان لمعادن النفوس.. مجرد إثارة تختبر بها الشهامة و النبل و العفة و صدق الصادقين و إخلاص المخلصين.

و الذي يدرك هذا سوف يستريح تماما و يكف عن هذه الهستيريا التي تخرجه من شهوة لتلقي به في شهوة، و تقوده من رغبة لتلقي به في أتون رغبة، و تجره من جنون لترمي به في جنون.

سوف يريح و يستريح و يحاول أن يروض نفسه و يستصفي روحه و يطهر قلبه و يعمل للعالم الآخر الذي وعد به الله جميع أنبيائه بأنه سيكون العالم الذي تكون فيه اللذة حقيقة.. و الألم حقيقيا.

و هو لن يندم على ما سوف يفوته من لذات هذه الدنيا، لأنه علم تماما و بالتجربة و الممارسة أنها لذات خادعة تتفلت من الأصابع كالسراب.. و هو قد قرأ التاريخ و عرف أن مال قارون لا يزيد الآن بالحساب الحالي عن عدة مئات من الجنيهات بالعملة النحاسية.. و هكذا قدرت جميع خزائنه بالاسترليني.. و ما أكثر من يملك مئات الجنيهات الآن و يشكو الفقر، و يلعن اليوم الذي ولد فيه.. مع أنه بحساب التاريخ أغنى من قارون.

إنها الخدعة الأزلية..

تحلم بامتلاك الأرض فإذا بالأرض هي التي تمتلكك و هي التي تكرسك لخدمتها..

تتصور أن المال سوف يحررك من الحاجة فإذا بالمال يفتح لك أبواب مطالب أكثر و بالتالي يلقى إلى احتياج أكثر.. و كلما احرزت مليونا.. احتجت إلى ثلاثة ملايين لحراسة هذا المليون و ضمانه..

و تدور الحلقة المفرغة و لا نهاية.

و هذه طبيعة عالمنا الكذاب الذي نمتحن فيه.

كلنا نعلم هذا.. و مع ذلك لا نتعلم أبدا.
  رد مع اقتباس
قديم 22/08/2006   #12
صبيّة و ست الصبايا maro18
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ maro18
maro18 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
فى عينيك عنوانى
مشاركات:
2,017

افتراضي


يوجا


سعيت وراء علماء التشريح لأعرف ما هو الإنسان..
سرت وراء المشرط و هو ينقب في الأحشاء و المصارين و اللحم و العظم.. و هو يفتح القلب و يتتبع الأعصاب حتى نهايتها.. و هو يقطع المخ نصفين، ثم يقطع كل نصف إلى نصفين.
و بعد ثلاثة آلاف صفحة من كتب التشريح لم أصل إلى شيء و كأنما فتحت حقيبة فوجدت داخلها حقيبة ثم حقيبة، و في نهاية المطاف اكتشفت أني مازلت واقفا في مكاني أدق على الباب نفسه من الخارج، لم ألج إلى الداخل قط.
كنت طول الوقت أتحسس كسوة ذلك الإنسان لاكتشف أن القناع الذي يحجبه ليس ثيابه وحدها.. و إنما جلده ثوب آخر.. و لحمه و شحمه و عظامه كلها ثياب.. أما هو نفسه فبعيد.. بعيد.. تحت هذه الأقمشة السميكة من اللحم و الدم.
قالت لي كتب التشريح إن الإنسان مجموعة من الأحشاء في قرطاس من الجلد.
و لكنها لم تصف لي الإنسان على الإطلاق، و إنما وصفت ثيابه.. أما قلبه، أما عواطفه، فإنها ليست في تلك الكتب.. إنها فينا نحن الأحياء.
إنها الزامر الذي ينفخ من الداخل في ذلك البوق الجسدي الذي يتألف من الفم و اللسان و الشفتين و اليدين و الرجلين فتنطق و تتحرك كأنما هي دمى خشبية تحركها خيوط خفية من وراء خباء.
إنها العاطفة.. الإرادة.. الروح.. النفس.. ال أنا.. سمها كما تشاء.. و لكنها دائما غاية في الوحدة و البساطة.
وراء هذا العديد المتعدد من الأعضاء هناك وحدة..
هناك دائما واحد فقط يتكلم من داخل المعمار الجسدي المعقد التركيب المتعدد النوافذ و الشرفات.. واحد فقط بالرغم من هذه الألوف المؤلفة من الأنسجة و الملايين بلا عدد من الخلايا.
فإذا نظرت إلى الطبيعة حولك بما يتعدد فيها من إنسان و حيوان و نبات لمست مرة أخرى نوعا ثانيا من الوحدة.. فهذا الشتيت المختلف من أشكال الحياة يخفى وراء وحدة.
ليست مصادفة أن تركيب جسمي و تركيب جسمك واحد.. و لا هي مصادفة أننا، لنا رئتان مثلما للحصان و الحوت و العصفور.. و أن رقبة الزرافة على طولها بها سبع فقرات مثل رقبتك القصيرة تماما.. و أن ذيل القرد لك ذيل مثله ضامر متدامج ملتحم في مؤخرتك.. و بالمثل أجنحة الخفافيش هي أذرع مثل أذرعك لها العدد نفسه من الأصابع و العظام و المفاصل، كل ما تمتاز به أن جلدها مشدود عليها كالستارة.
و أنت و الشجرة تتألفان من المواد ذاتها.. كربون و ماء و أملاح معدنية.. و كلاكما تتحولان بالاحتراق إلى فحم.
و كل أنواع الحياة تنهدم بالموت فتستحيل إلى تراب.
أكثر من هذا، يقول لك الفلكي: إن هذا التراب يحتوي على المواد نفسها التي تتركب منها الشمس و النجوم و الكواكب.. و إنك مهما أوغلت في السماء بين النجوم تجد دائما الشيء نفسه، و المواد ذاتها..
كل العالم من مادة واحدة أولية.
لا يمكن أن تكون كل هذه مصادفات.
و إنما هي إصبع تشير إلى أن هناك وحدة نسيج في هذا الكون المتسع العظيم، و أنه بالرغم من الكثرة الظاهرة و التعدد و الاختلاف في الأشياء فإنها في الواقع ليست مختلفة.. و إنما هي مجرد عمائر و تراكيب مختلفة لشيء واحد.
كما تظهر الطاقة مرة على شكل كهرباء، و مرة على شكل حرارة، و مرة على شكل ضوء، و مرة على شكل مغناطيسية، و هي دائما الشيء الواحد ذاته.

الوحدة..
هذا هو موضوع اليوجا..
و المعنى الحرفي لكلمة يوجا بالهندية هو (( الاتحاد و إدراك الوحدة في الأشياء)).. ألا تنظر إلى الدنياعلى أنها أنت و هو و هي و هم.. ثم تتقاتلون جميعا.. فهذه خدعة.. و أنتم جميعا واحد، و ما يقع للآخر يقع عليك من حيث لا تدري.. و الألم الذي توقعه بالآخرين يجرحك حيث لا تحس في أعمق الأعماق.
هذا الصراع بينك و بين الآخرين هو تخريب أساسي لفطر واحدة.
إذا أردت أن تعيش بكل وجودك فعليك أن تفتح ذراعيك لتحتضن كل شي.
و حيثما توجهت لن تكون في غربة، فالطبيعة حولك هي أنت.. و الناس هم أنت.. و الوردة هي أنت.. و النجوم أنت.
أنت و أنا و هم شيء واحد.
هل تستطيع أن تدرك هذه الوحدة؟
علوم اليوجا تقول إنك لا تستطيع أن تدركها إلا إذا تحررت من تقاليدك.. و أخضعت جسدك و عواطفك و غرائزك و عقلك تماما.
إذا أردت أن تسمع صوت الواحد في داخلك فلا بد من إسكات صوت المتعدد أولا.. لابد من إسكات صوت الجسد و النفس و الغريزة و الرغبة و العقل.
و إخضاع الجسد تختص به علوم (( الهاتايوجا )) و هي التمرينات الياضية المعروفة.
و إخضاع العقل تختص به علوم (( الراجايوجا )).. و هي تمرينات على التأمل و الركيز.
و إذا استطعت إسكات كل شيء فسوف تسمع من أعماق الصمت في داخلك صوت الواحد..
سوف تشعر بالقرابة الحميمة بينك و بين الاشياء.. سوف يعزف في داخلك لحن الانسجام بينك و بين العالم، إذ تدرك التوافق العميق بين عناصرك و عناصره.. و تسودك طمأنينة قدسية فلم يعد هناك داع للتعجل.. ما يفوتك باليمين سوف تحصل عليه باليسار و في الهند يسموا هذا الواحد (( اتمان)).. و في صلاة هندية قديمة لهذا الواحد يقول الشعر السنسكريتي:
إذا ظن القاتل أنه قاتل
و المقتول أنه قتيل
فليسا يدريان ما خفى من أساليبي..
حيث أكون الصدر لمن يموت
و السلاح لمن يقتل
و الجناح لمن يطير
و حيث أكون لمن يشك في وجودي
كل شيء حتى الشك نفسه..
و حيث أكون أنا الواحد
و أنا الأشياء.
و كأنما شعر جميع المفكرين بهذا الواحد الخفي، و حاول كل منهم أن يعبر عنه بطريقته.. في فلسفة شوبنهور كان اسمه (( الإرادة))، و في فلسفة نيتشه كان اسمه (( القوة))، و في فلسفة هيجل (( المطلق))، و في فلسفة ماركس ((المادة))، و في فلسفة برجسون (( الطاقة الحية))، و في جميع الأديان السماوية اسمه الله.
اتفقت جميع الأصابع التي تشير على أن هناك شيئا داخل خباء ذلك الكون يحرك خيوطه.. و كل الخلاف هو خلاف أسماء.
و لهذا تقول علوم اليوجا.. لا تحاول أن تسمي ما لا يمكن تسميته.. تأمل.. لا تنطق بحرف.. عليك بالإصغاء إلى صوت الصمت.
ثم جاء الإسلام بأجمل و أصدق تعريف بذلك الذي من وراء الصمت.. لم يخلط الخالق بالمخلوق كما خلطت اليوجا الهندية كل شيء في وحدة الوجود فجعلت من القاتل و القتيل و السكين شيئا واحد تضيع معه المسئولية و يضيع الجزاء في ضباب الشعر.. و إنما قدم القرآن أنقى صور التوحيد و أرقى صورة لوحدة الخالق و وحدة المخلوقات.. فتوحدها لأنها منه.. أم هو فمتعال عليها.. سبحانه.. ليس كمثله شيء..
  رد مع اقتباس
قديم 22/08/2006   #13
شب و شيخ الشباب Fady007
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Fady007
Fady007 is offline
 
نورنا ب:
Jul 2006
المطرح:
EGYPT
مشاركات:
1,360

افتراضي


ميرسي مارو علي كل الكلام ده
بس تعرفي انا كنت عامل من يومين موضوع في حوار الروح
عن هل الانسان مخير ام مسير ؟ ووجدت في ردودك هنا نفس العنوان
وانا صدقيني ما كنت شفت موضوعك بس عايز اعرف منك:
هل الانسان مخير ام مسير ؟
وكمان رأيك في مصطفي محمود العبقري من وجهة نظري
لانه كان عالم وعامل برنامج انا ماشفتش زيه بحياتي
قصدي طبعا العلم والايمان صدقيني كنت بستناه بالدقيقه كل يوم اثنين
وهو فعلا برنامج خرافه بس مش عارف مابقاش ييجي ليه؟ حتي ولا بينعاد
واسف طولت عليكي

Jesus Christ i love you and i need you
Come into my heart,Today
.For without you i can do nothing

כִּי הָאָדָם יִרְאֶה לַעֵינַיִם, וַיהוָה יִרְאֶה לַלֵּבָב

عايز أعمل زى التلفزيون ما كان بيعمل زمان بعد الإرسال :
و ش ش ش ش ش ش ش ش ش ش ش ش...ه
  رد مع اقتباس
قديم 22/08/2006   #14
صبيّة و ست الصبايا maro18
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ maro18
maro18 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
فى عينيك عنوانى
مشاركات:
2,017

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : Fady007
ميرسي مارو علي كل الكلام ده
بس تعرفي انا كنت عامل من يومين موضوع في حوار الروح
عن هل الانسان مخير ام مسير ؟ ووجدت في ردودك هنا نفس العنوان
وانا صدقيني ما كنت شفت موضوعك بس عايز اعرف منك:
هل الانسان مخير ام مسير ؟
وكمان رأيك في مصطفي محمود العبقري من وجهة نظري
لانه كان عالم وعامل برنامج انا ماشفتش زيه بحياتي
قصدي طبعا العلم والايمان صدقيني كنت بستناه بالدقيقه كل يوم اثنين
وهو فعلا برنامج خرافه بس مش عارف مابقاش ييجي ليه؟ حتي ولا بينعاد
واسف طولت عليكي
اولا بشكرك يا فادى على مرورك والبرنامج يمكن انا مش كنت متابعاه اوى بس انا متابعة كتب مصطفى محمود العبقرى زى ما قولت انت
اما بانسبة للسؤال ان الانسان مخير ام مسير هى يمكن مساله فلسفية كبيرة بس انا بشوفها سهله والسبب
ان الله عادل لا يظلم احد فلو كان الانسان مسير ما عاقبة على افعالة فى الدنيا لانه قدرها عليه
ولكن الله عنده علم مسبق بالامور قبل حدوثها فا الانسان حر فى ان يفعل ما يشاء فامامة الخير والشر ولة الحرية فى الاختيار
ربنا مش هايحاسبنا على شكلنا ولا طولنا ولا على اهلنا او اى شىء قدر علينا انما الحساب فيما اتيح لك فية حرية وقمت انت بالاختيار
  رد مع اقتباس
قديم 22/08/2006   #15
شب و شيخ الشباب Fady007
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Fady007
Fady007 is offline
 
نورنا ب:
Jul 2006
المطرح:
EGYPT
مشاركات:
1,360

افتراضي


ميرسي طبعا علي ردك الثري
وتأكيد لكلامك سوف احطلك بعض الاقتباسات من الموضوع

وياربي نسيت انا كنت حاطه باللاهوت المسيحي مش بحوار الروح
الموضوع بتاع هل الانسان مخير ام مسير؟ اوكي

اقتباس:
(منقول)
ما رأيكم أن نتكلم في هذا الموضوع هل الإنسان مخير أم مسير؟
أرجو معرفة آرائكم و الدليل علي ذلك.

وهل يوجد بالمسيحيه القضاء والقدر ؟؟؟
من وجهة نظري لا أؤمن بالقدر لكني اؤمن بالقضاء لانه هو حكم الله وكلمة قضاء مذكوره في الكتاب المقدس لكن القدر لأ


الانسان من الممكن ان يكون مسير في مثلا الميلاد و الجنس و اللون و كل ما خلقة الله عليه من ناحية الجسد.

و هل إرادة الله أو علمة السابق تلغي إرادة الإنسان؟ و ما الفرق بين إرادة الله و علمه السابق؟
اقتباس:
لا طبعا ما اخترتش ان اكون مسيحي او مسلم
طبعا ممكن تغير الواقع اللي انت فيه لو انت مش راضي عن حالك ومش راضي بوضعك الحالي لكن باستخدام الحريه والعقل

لانه ببساطه الله اعطي الانسان حريه وعقل
يجب استخدام الحريه والعقل في آن واحد لكي يصل الانسان الي النتيجه السليمه
واذا لاغينا العقل يصبح الانسان بحريه فقط وبدون عقل
فأكيد سيستخدم الحريه اللا نمطيه من غير معرفه
واذا لاغينا الحريه يصير الانسان مسير لانه بدون حريه وليس امامه خيارات
  رد مع اقتباس
قديم 22/08/2006   #16
صبيّة و ست الصبايا maro18
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ maro18
maro18 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
فى عينيك عنوانى
مشاركات:
2,017

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : Fady007
ميرسي طبعا علي ردك الثري
وتأكيد لكلامك سوف احطلك بعض الاقتباسات من الموضوع

وياربي نسيت انا كنت حاطه باللاهوت المسيحي مش بحوار الروح
الموضوع بتاع هل الانسان مخير ام مسير؟ اوكي
ميرسى يا فادى ودة اعتقد انه راى كثيرين وبروح اشوف موضوعك لانه اعتقد انه اشمل لان هنا كان فقرة فى الكتاب
  رد مع اقتباس
قديم 22/08/2006   #17
صبيّة و ست الصبايا lilitty
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ lilitty
lilitty is offline
 
نورنا ب:
Jul 2006
المطرح:
حليـــــــبوووو
مشاركات:
427

افتراضي


جاري القراءة..

يعطيك العافية والله يجزيكي الخير اختي

قولوا لي...
كيف يُهان رجل ..سمّى نفسه"نصر الله"
أم كيف يُهزم حزبٌ...يُقال له..."حزب الله"!!
بحبك يار سولي.يا إسلامي.الله ينصرك متل ما عزّيت أتباعك!
منذ ولدت وانت تفخر في الإسلام..
فقل لي رجاءً متى يفخر الإسلام بك؟
  رد مع اقتباس
قديم 22/08/2006   #18
صبيّة و ست الصبايا maro18
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ maro18
maro18 is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
فى عينيك عنوانى
مشاركات:
2,017

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : lilitty
جاري القراءة..

يعطيك العافية والله يجزيكي الخير اختي
ميرسى حبيبتى انا كتير بحب مواضيعك
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 15:47 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.45771 seconds with 12 queries