أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > المكتبة > قرأت لك

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 10/11/2006   #19
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي



اشــتري دمعـــاً .. فـمـــن يـبـيـع؟


أحسد سيوران القائل: "لم أبكِ قط، فدموعي استحالت أفكاراً".
فهل تعود قلّة إنتاجي الأدبي إلى كون أفكاري استحالت دموعاً، وأني بدل أن ألقي القبض على لحظات الحزن الجحيمية، فأُحوّلها إلى عمل إبداعي، رحت أطفئ وهج الحرائق بالبكاء الغبي؟ عزائي أمام خسائري الأدبية، ما قرأته في دراسة طبية تؤكد أن المرأة تعيش أكثر من الرجل.. لأنها تبكي بسهولة أكبر، ذلك أن القدرة الرهيبة على البكاء، التي تمتلكها المرأة، تمنحها إمكانية تفجير ما تحقنه في نفسها من غضب وحزن وأسى، بينما لافتقادهم هذه القدرة، يموت الرجال تحت وطأة أحزانهم، بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
الخيار إذن هو بين أن أُعمّر طويلاً وأترك أعمالاً قليلة.. بعد أن أكون قضيت نصف العمر، الذي كسبته بالبكاء.. في البكاء، أو "أقصف عمري" بقمع حاجتي إلى ذرف الدموع مقابل أن أترك بعد رحيلي أعمالاً إبداعية كبرى تُبكي الآخرين.
وفي مسألة البكاء، اختلف الفقهاء من مبدعين وشعراء، بين الذين يفاخرون بدمعهم، ويذرفونها أنهاراً عند أول سبب، وأحياناً من دون سبب منطقي، عدا حالة الكآبة الوجودية التي لا تفارق المبدعين، خاصة الرومنطقيين منهم، أمثال بول فرلين ولامارتين ورامبو وروسو، وبين حزب آخر قد يكون ناطقه الرسمي أبو فراس الحمداني، الذي كأي عربي قح، أعلن أنه سيصون كرامة دمعه، حتى وإن كان في جفاف مآقيه هلاكه.
أشعر بالندم لأنني ما كنت من أتباعه، ولا كنت يوماً عصيّة الدمع، ولا شيمتي الصبر. تشفع لي أعذار ثلاثة: فأنا أولاً امرأة.. وثانياً: مبدعة.. وثالثاً: من برج الحمل. وهي أسباب كافية عند اجتماعها لصنع كيمياء الدموع. وعلى الذي يشك في مصيبتي، أن "يسأل دموع عينيَّ.. ويسأل مخدتي" وكل المواويل وأغاني العويل التي تربيت عليها في مراهقتي العاطفية والسياسية الأُولى. إذ بسبب كمّ الدموع التي ذرفتها آنذاك أمام الأفلام المصرية والنشرات الإخبارية العربية، منذ السبعينات وحتى "حرب الحواسم" المباركة، وجدتني اليوم مهددة بجفاف أدمعي وتصحّر بساتين أوهامي.
والأمر ليس نكتة. فطبيب العيون الذي زرته لأول مرة منذ بضعة أشهر، لينجدني بنظّارات طبية للقراءة،، فاجأني بأن وصف لي "دمعاً صناعياً لعلاج مرض نشاف الدمع".
منذ أيام عثرت على تلك الوصفة الطبية، التي مازلت أحتفظ بها في مفكرة العام الماضي، بنيّة غير معلنة لنسيانها. وكدت منذ أيام آخذها لأشتري أخيراً تلك القطرات التي عليّ أن أضع عشراً منها يومياً في كل عين، لولا أنني رفضت أن ينتهي بي الأمر إلى شراء دموع صناعية في عز شهر التسوّق، حتى لا أريد في عجز الاقتصاد اللبناني بـ"شوبينغ للدموع" التي هي على أيامنا السلعة الأكثر ندرة، نظراً إلى كوننا استهلكنا في المصائب القوميّة كل الآبار الجوفية لدموعنا العربية، ولم يبق أمامنا بعد الآن إلاّ أن نذرف نفطاً، إن سمحت لنا بذلك شركات البترول العالمية، التي تتولى كل شؤوننا، بما في ذلك تقنين دموعنا، ووضع لائحة بالأسباب المسموح بها للعربي بالبكاء.
لهذه الأسباب، فرحت عندما رأيت منذ أشهر الرئيس الجزائري يجهش باكياً مرتين في حضرة الكاميرات، أمام قادة أغنى دول العالم، وهو يتحدث إليهم في قمّة "إيفيان" عن كارثة الزلزال التي أصابتنا، ثمّ عن كل المآسي الدموية، التي شهدتها الجزائر في الأعوام الماضية. استبشرت خيراً بارتفاع منسوب دمعنا الوطني. فيوم غادرت الجزائر في السبعينات، كان مخزون بترولنا يرفع سقف ثمن برميل الدمع إلى حدّ يصعب معه رؤية جزائري يبكي علناً. يومها، تمنيت لولا جفاف مآقيّ أن أُساند رئيسنا بالبكاء. ولكن، كجزائرية تشتري "الدمع الصناعي" بالعملة الصعبة، وجدت في الأمر إهانة لمن أبكيهم..
هل بينكم من مازال في مآقيه دموع.. فيدركني بها؟

انك " فقير إلى الآخر " كما هو فقير إليك " وأنك محتاج إلى الآخر ، كما هو محتاج إليك
الأب جورج

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
قديم 10/11/2006   #20
صبيّة و ست الصبايا ري مي
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ ري مي
ري مي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
مشاركات:
1,210

افتراضي


شكرا ........
أنو انا كيف لهلق لحتى شفت الموضوع

أمام المواقف غير المتوقعة التي تضعنا فيها الحياة.
أحب أن يتبع المرء مزاجه السري,ويستسلم لأول فكرة تخطر بذهنه دون مفاضلتها أو مقارنتها بأخرى.
فالفكرة الأولى دائما على حق مهما كانت شاذة وغريبة لأنها وحدها تشبهنا.
.......
خلي حبنا يمشي ع المي وما يغرق
  رد مع اقتباس
قديم 11/11/2006   #21
شب و شيخ الشباب abosleman
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ abosleman
abosleman is offline
 
نورنا ب:
Aug 2006
المطرح:
السقيفة...
مشاركات:
2,726

افتراضي


تحياتي إلك butterfly
وشكرا كتير على مجودك الرائع
تقبلي مني كل الاحترام والتقدير

كان اسمه.. .
لا تذكروا اسمه!
خلوه في قلوبنا...
لا تدعوا الكلمة
تضيع في الهواء، كالرماد...

"We ask the Syrian government to stop banning Akhawia"
  رد مع اقتباس
قديم 11/11/2006   #22
صبيّة و ست الصبايا ري مي
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ ري مي
ري مي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
مشاركات:
1,210

افتراضي


...... أحلام مستغانمي- تلك التفاحة



منذ سنة أو أكثر، بدأ الوزراء اللبنانيون جلستهم الوزارية بقضم تفاحة، دعماً لتفاح لبنان، الذي كان معرّضاً آنذاك للكساد بسبب مقاطعة إحدى الدول المغاربية له بعد أن كانت سوقه الأُولى.
قرأت أنّ التفاح يقي أمراضاً كثيرة، وأنّ تفاحة واحدة في اليوم كافية لدعم صحتك، وإذا بالتفاح نفسه يحتاج إلى إنقاذ، ولا تتوقف الحملات لدعم صحته الاقتصادية. آخرها، حملة قامت بها إحدى المؤسسات اللبنانية، رافعة شعار "بديّاتنا (أي بأيدينا) نقطف تفاحاتنا"، قصد تشجيع الشباب اللبناني على المشاركة في عملية قطافه.
وإن كان لا أجمل من يد فتيّة تقطف ثمرة من شجرة، فلا أخطر على الثورة من لحظة دخول الدودة إلى قلب الثمرة.
لذا أُشفق على الفلسطينيين، الذين بعد أن سَرَقَت منهم إسرائيل برتقال يافا وعنب الخليل، اكتشفوا أنّ دودة دخلت تفاحتهم، التي تمَّ قضمها سرّاً من قِبَل الذين كانوا يوزّعون بالتساوي الشعارات الواعدة على الجائعين، والتفاح على المسؤولين.
حمــداً للّــه أنّ العراقيين وفَّرُوا على أنفسهم هموم التفاح، مـذ جاءهم بستاني، يتولّى في البيت الأبيض زراعة وقطاف كل ما تحبل به أرض العراق.
وبينما كان مطربنا رابح درياسة يغني "يا التفاحة.. يا التفاحة قولي لي وعلاش الناس والعة بيك"، كان ناظم الغزالي يستبق المصاب ويستعدُّ لزمن لن يجد فيه عراقي تفاحة يهديها إلى حبيبته: "وتريد مني التفاح وأنا ما عندي تفاح". وعندما اكتشف العراقيون أن "لا تفاح لمن تنادي"، انخرطوا في حزب البرتقالة، وسلَّطوا علينا مخلوقاً يُردِّد على مدار النهار "يا برتقالا ااة" "يا برتقالا ااة".
بربكم، لولا عقم نخيل العراق حزناً، أكان لأغنية كهذه أن تتصدَّر الأغاني العراقية رَوَاجَاً؟
مناسبة الحديث عن التفاح، أنني قبل أسبوع قمت بدعم التفاح اللبناني وأنا في المطار، قاصدة الجزائر، فارتأيت أن أشتري لأمي منه صندوقاً صغيراً، لعلمي بانحيازها إليه.
البائع الشاب في محل "غوديز" في المطار، الذي سبق في إحدى الرحلات أن تعرّف إليَّ، فأهديته كتاباً لي كان في حوزتي، أسرع إلى خدمتي، وتفانَى في عرض أكثر من فاكهة عليَّ. لكنني بقيت على وفائي للتفاح. قلت له وهو يرافقني إلى الصندوق، إنّ لي قَرَابَة بالتفاح، مستشهدة بمقولة أمين نخلة: "ولد الفن يوم قالت حواء لآدم ما أجمل هذه التفاحة، بدل أن تقول له: كُل هذه التفاحة".
ولأننا كنّا في رمضان، احتفظت لنفسي بخاطرة جارتي الجميلة شهرزاد، التي حوّلت التفاح من فاكهة للخطيئة إلى ثمرة للتقوَى، حين قالت: "كلّما رأيت أمامي تفاحة، ردّدتُ في داخلي: سأتقاسمها معك في الجنّة بإذنه تعالى".
ولأنّ التفاح ثمرة التأمُّل، ارتأيت أن أكتب لكم هذه الخواطر استناداً إلى قول جميل احتفظت به بين أوراقي، للرائعة غادة السمّان: "لو شاهدتَ التفاحة وهي تسقط من الشجرة، وفكرت في قانون الجاذبية، فأنت عالم، لو أخذت التفاحة وبعتها فأنت تاجر، لو التهمت التفاحة فأنت واقعيّ، لو أحزنك موت التفاحة فأنتَ شاعر، لو انحزت إلى الأفعى ضدّ آدم فأنتَ سياسي، أما لو فكرت في كل ذلك، ولم تملك إلاّ أن تكتبه فأنت كاتب وروائي".
اعذرونــي إذن، إن كنت أحتاج إلى كلِّ هذه الروايات لأُحدِّثكم عن تفاحة.
  رد مع اقتباس
قديم 11/11/2006   #23
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


مأتم الأحلام!


استوقفني قول للكاتبة كارولين أهيم: "الحصول على دماغ يستطيع الكتابة، معناه الحصول على دماغ يعذبك", ولو أنها خبرت لعنة الحصول على دماغ عربي، لأدركت نعمة عذابها، ولقاست بمقياس ريختر للألم، فاجعة أن تكون كاتبة عربية في زمن كهذا.

ذلك أن الكاتب العربي يشهد اليوم تأبين أحلامه شيء ما يموت فيه، ويُشعره بخـواء النهايات ثمَّة عالم جميل ينتهي، وهو يستشعر ذلك، وينتظر مذهولاً حلول الكارثة زمـن انتهى بأحلامه ومثالياته ونضالاته.. وقضاياه المفلسة نشعر بخفّة الألم، لا خفّة من أزاح عن كاهله مشكلات حملها عمراً بكامله، بعدما عثر لها أخيراً عن حلول، وإنما خفة مَن تخلّص أخيراً من أوهامه.

سعادتنا تكمُن في فاجعة اكتشافنا، أنه لم يعد في إمكان أحد أن يبيعنا بعد الآن قضية جديدة، مقابل أن يسرق من عمر أبنائنا جيلاً أو جيلين آخرين فالشعارات الْمُعلَّبة، الجاهزة للاستهلاك التي عشنا عليها، انتهت مدّة صلاحيتها، وأصبحنا نعرف من أي "سوبرماركت" استوردها أولياء أمورنا، وكم تقاضى بعضهم، ومازال، مقابل تسميمنا ومنع نموّنا الطبيعي، واختراع حروب وكوارث لإبقائنا أذلاّء، فقراء، ومرعوبين.

لقد اختصر محمد الماغوط، نيابة عن كل المبدعين العرب، سيرته الحياتية في جملة واحدة: "ولدتُ مذعوراً.. وسأموت مذعوراً" فالمبدع العربي، مازال لا يشعر بالأمان في بلد عربي وإذا كان بعض الأنظمة يتردّد اليوم قبل سجن كاتب أو اغتياله، فليس هذا كرماً أو نُبلاً منه، وإنما لأن العالم تغيّر وأصبحت الجرائم في حق المبدعين لا تمرُّ بسرِّية، بل قد يُحاسبه عليها العالم المتحضّر، كلما جاءه مقدماً قرابين الولاء له، طالباً الانتساب إليه.

كيف في إمكان الكاتب العربي أن يكون ضمير الأمة ولسان حقّها، وهو منذور لمزاجية الحاكم وأُمية الرقيب وأهواء القارئ، الذي أصبح بدوره رقيباً يعمل لحسابه الشخصي، وقد يتكفل بإصدار فتوى تكفّرك أو تُخوّنك، محرّضاً الشارع عليك، فتخرج مظاهرات تطالب بسفك دمك وكسر قلمك، وتُدخلك القرن الواحد والعشرين من بوّابة المحاكم وغرف التحقيق والسجون؟

يقول برناردشو: "الوطن ليس هو فقط المكان الذي يعيش فيه الإنسان، بل هو المكان الذي تُكفل فيه كرامته وتُصان حقوقه" وهي مقُولة تجعلنا نكتشف ما نُعانيه مِن يُتم أوطان لسنا مواطنين فيها فكيف نكون فيها كُتّاباً، ونحن نقيم في ضواحي الأدب وضواحي الحرية، خارجين لتوّنا مذعورين من زمن ثقافة الشارب العريض، والقصائد التي تُلمِّع حــذاء الحاكم، وتُبيِّض جرائم قُطّاع طُرق التاريخ، لنقع في فخّ العولمة.. فريسة للثقافات الْمُهيمنة ولطُغاة من نوع جديد، لا يأتونك على ظهر دبّابة، إنما يهدونك مع رغيف البنك الدولي.. مسدساً ذهبياً تطلق به النار على ماضيك؟

وقد قال أبو الطالب الدمستاني "إنْ أطلقت نيران مسدسك على الماضي، أطلق المستقبل نيران مدافعه عليك" ولا أدري كيف في إمكاننا إنقاذ المستقبل، دون أن نعي الواجب التأمُّلي للمبدع ودوره في حماية الهوية العربية، ذلك أن معركة الألفية الثالثة ستكون ثقافية في الدرجة الأُولى، وعلينا ألاَّ نكون مُغفلين ولا مُستغفَلين أمام هيمنة ثقافية، لا يمكن أن تكون بريئة.

إنَّ المبدع والمثقف العربي، هو آخــر صرح بقي واقفاً في وجه بعض حكّام، لا ينتظرون إلاَّ غفوة أو غفلة منه ليسلّمونا شعوباً وقبائل إلى الغرب، على طبق العولمة أو التطبيع وهذا المبدع العربي، الذي حدّد نفسه منذ أجيال "مبدع الضدّ"، قد يأتي يوم لا يجد فيه قضية عربية تستحق منه مشقّة النضال، ويومها سنبلغ عُمق الكارثة!

**************************
  رد مع اقتباس
قديم 13/11/2006   #24
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


قل لي.. ماذا تشرب؟


أزعجني أن تتسبب المشروبات الأميركية في انشقاق سياسي بين أفراد
عائلتنا الصغيرة، بعد أن أشهر أخي في الجزائر ولاءه لحزب "الكوكاكولا"، وغدا من دُعاتها، والمفكرين في بركاتها على المغرب العربي، بينما انحاز أخي ياسين، المقيم في باريس، إلى مشروب "مكَّة كولا"، وملأ به برَّاده، مجبراً صغاره على أن لا يشربوا إلاَّ منه. "ومكَّة كولا" صنف جديد من المرطِّبات، رصد صاحبه الفرنسي توفيق مثلوثي، تونسي الأصل، %10 من أرباحه لمصلحة أطفال فلسطين.
واختار مثلوثي أوَّل يوم في شهر رمضان، ليُنزل مشروبه إلى الأسواق الفرنسية. وقد وُلِدت لديه الفكرة من مشروب "زمزم كولا" إيراني الصنع، وهي مياه غازية بلغت صادراتها 10 ملايين زجاجة في الأشهر الأربعة الأُولى. وبرغم الأجواء المعادية للعرب والمسلمين، فقد نجح المثلوثي، في أن يضع على القنينة العملاقة (1.5 لتر)، والمشابهة تماماً لقنينة "كوكاكولا" الأصلية، عبارة "اشرب ملتزمــــاً"، بل وذهب حتى إعلان تخصيص نسبة من ريـــع المبيعات، لدعم القضية الفلسطينية، مُعلناً ذلك على كل قنينة، من خلال ملصق أخضر تحت شعار: "لا تكن أحمق واشرب ملتزماً"، الذي استوحاه من شعار مشهور، دأبــت على رفعه دُور النشر الفرنسية، كل صيف، لتحث الناس على أن لا يسمِّروا جلودهم بغباء، وأن يستفيدوا من وجودهم على الشواطئ.. للمطالعـــة.
ولقد شغلت ظاهرة "مكَّة كولا"، الصحافة الفرنسية، والقنوات التلفزيونية، ومعها خبراء قضايا الاستهلاك، الذين فاجأتهم المنافسة الحقيقيَّة، التي شكَّلها لدى الجالية العربية والإسلامية، هذا لمشروب "المعارض"، في سابقة جديدة لا عهد لهم بها، خاصة أنَّ المبادرة لم تأتِ من رجل أعمال، قصد تحقيق صفقة تجارية، تستثمر مرارة المغتربين العرب، ورغبتهم في إشهار انتمائهم إلى الإسلام، ووقوفهم ضــدّ المذابح، التي يتعرض لها الفلسطينيون، بل جاءت من صحافي، قرَّر أن لا يكتفي بمساندة الفلسطينيين بالمقالات، ولا أن يدعــــو إلى مُقاطعة اقتصادية، لا تقوم على منطق احتياجات السوق. فقد صرَّح لجريدة "الفيغارو"، شارحاً إطلاقه شراب "مكّة كولا" قائلاً: "لا يمكن
المضي قُدمــاً في مقاطعة المنتجات الأميركية والصهيونية، دون العثور على بدائل لها". فهذا الرجل الواقعي والعملي، سبق له أن استفاد من عمله، كمدير لإذاعة المتوسط، التي تتوجه إلى المغتربين،
ليجمع 300 ألف يورو، من خلال "راديو تون"، دام 16 ساعة، في حملة لمساندة الفلسطينيين.
وقد ذكَّرني الأمر بإعلان في الصحافة الجزائرية، استوقفني أثناء زيارتي سنة 1998م إلى الجزائر، وكان يشغَل صفحة كاملة، جـــاء فيها، بمناسبة كأس العالم: "ستكون الليالي طويلــة.. اطمئنـــوا..
كوكاكولا تُفكّر فيكم"، وعلى يساره صورة كبيرة لزجاجة كولا، كُتب عليها: "عِشْ كرة القدم.. احلــم كرة القدم.. اشرب كوكاكولا". أخـي الذي لاحظ تذمُّري من الإعلان، قال يومها ما أقنعني بالانخراط
في حزب "الكوكاكولا"، بعد أن شرح لي، وهو الْمُسيَّس أكثر مني، أننا نحتاج إلى هذا المشروب لتحقيق أحلامنا المغاربية، بعد أن أصبحت الوحدة المغاربية مطلباً من مطالب الشركات الكبرى، التي أفقدتها خلافاتنا الغبيَّة صبرهــا، وأضرَّت بمكاسبها.. هي تُريدنــا سوقاً مغاربيَّة موحَّدة من مئة وثلاثين مليون مستهلك، تتقاسم في ما بينها أفواههم وبطونهم، وأقدامهم وملبسهم وعيونهم وآذانهم..
ولابأس أن تتوافق مع مصالحها. فقد تفتح حينئذ في وجوهنا الحدود المغاربية، ويكون لنا حقّ التنقُّل دون تأشيرة، على غِــرار البضائع الأميركية. حضرنـي يومها قول جبـــران "ويلٌ لأُمَّــة تلبس ممّا لا تُنتج، وتأكل ممّا لا تزرع، وتشرب ممّا لا تعصر". غيــر أنَّ ويــلات جبــران، لم تقض مضجعي، في زمن الطهارة الأميركية، والنوايــــا الحسنة لكبرى الشركات العالمية، كيف لا ننام مطمنين وكوكاكولا، بطيبة الأُم تريـــزا، تُفكّر فينــا، والقدِّيس "ماكدونالد" يدعــو لنا مع كلِّ همبورغر بالخير، وجمعيهم ساهرون على تحقيق وحدة، فشلنا في تحقيقها حتى الآن، ما دعــا
المناضل التونسي، حسني النوري، أحد القوميين المخضرمين، إلى تقديم أربع شكاوى ضد أربعة من زعماء المغرب العربي، اتَّهمهم فيها بالعجــز عن تحقيق حلــم الجماهير المغاربية ببناء اتِّحـاد مغاربي فعّال وقوي، وعدم تطبيق ما جاء في ميثاق اتحاد المغرب العربي، خاصة ما يتعلق بحرِّية التنقُّـل بين الأوطان الخمسة؟ أما كان أنفع لهذا المناضل المغفّل، لو اكتفى يومياً بشرب كميَّات كبيرة
من الكوكاكولا، واصطحاب أولاده، وهم ينتعلون أحذية "نايك"، إلى أقرب "ماكدونالد".. عساه يعجِّـل بذلك في مشروع الوحدة المغاربية؟ أما أنا، فمازلت في حيــرة من أمــري: أأشــــرب "الكوكاكولا"، كي تتحقق الوحـــدة المغاربيــة، أم أشرب "مكّـة كولا"، لدعـم الانتفاضة الفلسطينية؟
أجيبونــي.
الحائــرة: أُختكــم فـي عُروبــة سابقـــة".

  رد مع اقتباس
قديم 21/11/2006   #25
صبيّة و ست الصبايا ري مي
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ ري مي
ري مي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
مشاركات:
1,210

افتراضي


أحلام مستغانمي - أكاذيب.. بالجملة

النَّصب أخــو الكذب. لذا دوماً كانت حقول الأكاذيب الغربية تُزهر كلَّما رأت رؤوس أموال عربية قد أينَعَت.. وحان قطافها. أميركا، حيث يُخترَع الدواء ثمّ يُختَرَع له مرض، ويُخترع سلاح ثم تخترع له حروب، اختراع العدوّ علم في حدِّ ذاته، واستثمار جيد على أكثر من صعيد. أمّا تحويل الذّريعة الافتراضيّة إلى ذريعة فعليّة تُجيز وتُبرِّر الفتك به، فلها اسم كذبة جميلة، ذات غلاف أخلاقي يليق بمهمّتها” الضربة الوقائية". وهو اختراع لغويٌّ مُسجلٌّ باسم إسرائيــل، مُــذْ قامت بتدمير "المفاعل النووي العراقي"، من دون استئذان من أحد، ومن دون مفاوضات ولا مساوَمَات، واثقة بأن لا أحد سيُحاسبها على تدمير مشروع سلاح تملك أضعاف أضعافه، ويوجد منه في العالم 27 ألف رأس نووي "حسب البرادعي". ثمّ جاءتنا "الحرب الاستباقيّة" على الإرهاب، نكتة أميركية أطلقها راعـي الإرهاب بذريعة محاربة نظام ديكتاتوري دموي يُصدِّر الإرهاب إلى العالم، حتى غَدَت حسب بوش "سلامة أميركا تعتمد على نتيجة المعركة في شوارع بغداد"، و"غَدَا العالم أكثر أمَانَاً لأنّ صدّام حسين لم يعد في السلطة". ليست مهمّتي أن أدحض حُجج الرئيس، ولكن ككاتبة، أردُّ بما قاله كاتب آخر، هو الكاتب الإنجليزي هارولد بينتز، بمناسبة نَيْلِــهِ قبل سنة، جائزة "نوبل" للآداب. فقد شنّ في خطابه هجوماً شرساً على السياسة الخارجية الأميركية، في مُراجعَة تاريخية شاملة لجرائمها في العالم. قال..من جملة ما قال مُسجِّلاً الكذب الذي سبق الحرب على العراق "الولايات المتحدة أَيَّـدَت أو أنشأت كلَّ ديكتاتوريّة عسكرية يَمِينِيَّة في العالم، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وأنا أُشير هنا إلى إندونيسيا واليونان وأورغواي والبرازيل وبارغواي وهاييتي وتركيا والفلبين وغواتيمالا والسلفادور، وطبعاً تشيلي. إنّ الرعب الذي مارسته الولايات المتحدة في تشيلي، لن يُمحَى أو يُنسَى. مئات ألــوف الوفيات وقعت في هذه البلدان، إلاّ أنّكم لن تعرفوا بوجودها." إنّ جرائمها مُنظَّمة، ووحشية ومستمرة، غير أنَّ قلَّة من الناس تتحدّث عنها". هارولد بينتز قال باختصار، إنّ الْمُبرِّر الحقيقي لكلِّ هذه الحروب، هو نَهْب شعوبها. أمّا الصَّمت عن هذه الجرائــم فسببه التضليل الإعلامي، وترويج الأكاذيب التي تُعتَبَـر أميركا أبْـرَع بائع لها. مؤخـراً، شهد شاهد من أهلها، ووفَّـر علينا تهمة التحامُل عليها. ففي جريدة "لوموند ديبلوماتيك"، لشهر سبتمبر "أيلول" الماضي، جاء تحت عنوان كبير، إنّ لجنة برلمانية أميركية أحصَت "237 كذبــة” ارتكبتها إدارة بوش، من أجل الإعداد لغزو العراق والاستمرار في احتلاله. والأكاذيب حصلت في 40 خطاباً، و26 محاضرة صحافيّة، و53 مُداولَـة عامَّـة، و4 تصريحات مكتوبة. ذلك أنّ الأكاذيب السياسية تتناسَل، وتتكاثر كالبكتيريا. ومن "كذبـــة" في إمكانك صناعة سلالة من "الأكاذيب"، وفي إمكانك أن تكذب ما شاءت لك الوقَاحَــة، مادام عدوّك لا لسان له، ومادام لك ألسنٌ وأبواقٌ حتى في عقر داره، نهبت ميزانيتها من قُـوتِـهِ، كما مع مجموعة "لينكولن"، التي اشتهرت بفضيحة دفع الـرِّشَى للصحف العراقية، بهدف نشر أخبار إيجابية عن الاحتلال، وفازت مؤخراً بعقدٍ قيمته ستة ملايين دولار سنوياً، لمراقبة التغطية الإخبارية لعدد من الوسائل الإعلاميّة. وزارة الدفاع الأميركية، تملك موازنة ببليوني دولار أميركي، لخداع العالم وشراء الضَّمائِـر، لكن هذا المبلغ لا يكفي لإعماء البصائر، فبضع عشرة قناة تلفزيونية نَمَت كالفطر بعد المطر في العراق، كل منها يُمثّـل طائفة ويُحرِّض على الطوائف الأُخرى، وَتَشِي بأكبر كذبة تُسجَّـل على بوش حين صرَّح "أُريد أن تعرفوا أننا عندما نتحدَّث عن الحرب ففي الواقع نتحدَّث عن السَّـلام". إنها تُذكِّرني بقول ديغــول "لـمَّـا كان السياسي لا يعتقد بما يقول، فإنّـه يُدهَشُ كثيراً عندما يُصدِّقه الآخـرون". أَمَــا لاحظتم بوش وهو يخطُب، كم يبدو في حالَـة اندهاش دائم من وَقْع كلماته على الحضور. لقد جعل هذا الرجل من "اليوم العالمي للكذب السياسي"، الْمُصَادِف ليــوم 20 مارس "آذار".. عيداً يوميا.
  رد مع اقتباس
قديم 24/11/2006   #26
صبيّة و ست الصبايا ري مي
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ ري مي
ري مي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
مشاركات:
1,210

افتراضي


ساعات.. ساعات".. يحلوّ الزواج!




كنا قد زهدنا في التلفزيون، هرباً من طبول حرب تتربّص بإخواننا، ومشاهد كوارث تحيط بنا، وبرامج ترفيهيّة تبيعنا مع كلّ مسابقة إفلاسنا الهاتفي.

بعضنا، لإحباطه، خَالَ نفسه قد بلغ سن الفاجعة، وهو يرى أُمّــة بأكملها تدخل سن اليأس، وراح يتأكّد أمام المرآة، من أنّ الشيب لم يتسلّل إلى شعره بعد، بقدر ما تسرّب همُّ وغمُّ العُروبــــــة إلى قلبه، مُدقّقاً بين الحين والآخر، في كونه مازال في كلّ قواه العقليّة في عالم فقد اتِّزانه وتوازنه.

وما كنا لنصدّق أنّ الدنيا مازالت بخير، وأنّ ثـمَّـة أُناســـاً أسويــــاء في هذا الزمن المجنون، قبل أن تتسابق الفضائيات إلى إهدائنا سهرات رمضان، واحتفاءً بالأعياد، لقاءات مع الصبُّـوحــة وخطيبها عـمــر محيـو، ملك جمال لبنان.

ولكوننا أُمّــة تنتظر منذ نصف قرن معجزة تنقذها ممّا هي فيه من مُصاب، دبَّ فينا الأمل ونحنُ نقرأ على غــــلاف إحدى المجلاَّت "هي نجمة منذ 60 سنة، وهو يبلغ من العمر 23 سنة.. لكن الحبّ يصنع المعجزات".

ولأن 60 سنة هو "العمر الفني"، وليس العمر الكامل للصبُّـوحـة، فقد بهرتنا المعجزة، وشخصيّاً، حسب أُغنية نــور دكّاش "آمنـت باللَّـه"، وأنا أرى الحُبّ يجمع بين قلبي امرأة وشاب، في عمر حفيدها.

"معجزات الحبّ"، خُرافــة يومية تُردِّد قصصها على مسامعنا مريـم نــور، وهي مُتربعة أرضاً وسط الشموع والبخور، تُذكّرنا بين وصفتين بمزايا الحبّ.. وحالاته الخارقــة, لكن شَعرها الرمادي، ونظّارتها الطبيّة، ما كانا ليُقنعانا كان يلزمنا في زمــن الفضائيات، والـ"مَن أنـا" القاطع للشكّ، معجزة عشقية نراها بأُمّ أعيننا، نهاتف بعضنا بعضاً، حتى لا نفوّت لحظة ظهورها.. معجزة ملموسة، مرئيّة، صارخة في إعجازها الأُسطوريّ، بين امرأة سبعينيّة شقراء، بمقاييس جمال دمية "باربـي"، وأزيــاء شـــاون ستـون، وغنــج مارليـن مونــرو، يوم غنت لعيد ميلاد حبيبها، الرئيس جــون كيندي، تغني بصوت متقطّع الأنفاس، نشرت على حباله غسيل عمر، من الآهات والحسرات: "ساعات.. ساعات.. بحبّ عمري وأعشق الحياة"، لشاب عشريني يتربّع على عرش الجمال "الطمــوح"، يُبادلها النظرات اللَّهفى العابرة للكاميرات، شاهراً خاتـم خطبته امرأة "أُسطــورة"، حفلت حياتها بما لا يُحصى من الأفلام والأغاني والزيجات آخـــر أزواجها الذين يزدادون صغراً، كلّما تقدّم بها العمر، كان "فدائي لبنان".. أقصد "فادي لبنان"، الذي أبلى بلاءً حسناً في معركة، حافظ فيها ما استطاع على مــاء وجه الحبّ وعلى خبز وملح عِشرة دامـت سنوات، وحافظ فيها على أُصول الفروسيّة، ولن ندري أخسِرها، لأنه كان "فارساً بلا جواد"، أم.. جواداً بلا فارس.

كيف كان له أن يكسب معركة ضد امرأة، ما استطاع الزمان نفسه أن ينال منها؟ حتى إنّ قول لورانس سترين، يكاد لا ينطبق سوى على مخلوقات عداهــا: "الوقت يذوي بسرعة، الوقت يهرب منا، الوقت لا يعفي أحداً، ولا يصفح عن شيء بينما تُسرِّحين شعرك الأشقر المتموّج.. انتبهي جيداً، فربما يصبح رمادياً بين أصابعك".

ذلك أن الصبُّـوحـة ليست مريـم نــور، وشعرها يزداد شقاراً بقدر ازديادها مع العمر رشاقة ونُحــــولاً، حتى إنه في إمكانها انتعال "بوتين" مشدود بخيوط كثيرة، يصل إلى نصف فخذيها، قد يأخذ ربط خيوطه وفكّها ساعة من وقتها لكن لا يهمّ، فالعمر أمامها.. وعُـمَـر بجوارها، ونحـنُ الأغبيــــاء الذين لا نجـرؤ على التخطيط لأبعــد من يومنــا، تحسباً للآخـــرة، نستمع لها تتحدّث عن خطبتها لـ"عُـمَـرْ" متمنية أن تطـــول، "لأنو ما في أحلى من الرجال قبل الجواز", وإذا قالـت حذامِ فصدّقوها، فثماني زيجات تؤهلها لتكون أدرى بشعاب الزواج منا، خاصة أنها في زمــن الانهيارات القيميّة، تستميت في الدفاع عن الأُصول والتقاليد، بإعلانها أنها فقط "مخطوبة".

ثــمّ إنّ للخِطبة فوائــد في هذا العمـر، إحداها كشف أكاذيب الرجـال فلقد اكتشفت مثلاً الممثلة جــوان كولينــز (64 سنة)، أثناء خطبتها مؤخراً لشاب، أنه كذب عليها، وأنّ عمره ما كان (33 سنة)، بل (35 سنة)، وقد أعلنت تخلِّيها عنه لأنها لا تغفر كذبة كهذه! ولا أظــنّ أنّ عُـمَـر الذي يستعدّ لأداء مناسك العمرة، تحسباً لاختبارات "الخطبة"، يتجرّأ على إخفاء عام أو عامين على صباح.. فيُجازف بمجده متشاطراً عليها.


صدق بــو مارشيه إذ قال: "من بين كلّ الأُمور الجدِّية، يبقى الزواج أكثرها دعابة!".




احلام مستغانمي
  رد مع اقتباس
قديم 29/11/2006   #27
صبيّة و ست الصبايا ري مي
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ ري مي
ري مي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
مشاركات:
1,210

افتراضي


أيها المواطن التلفزيوني.. أنقذ نفسك
أحلام مستغانمي
شكراً للّه. فمن نعمه عليَّ في رمضان الكريم، أنه منحني القدرة طوال شهر، على مقاومة غواية الفضائيات العربيّة، ومقاطعة كلّ ما يُبثُّ عليها من مسلسلات، وبرامج ترفيهيّة، ومسابقات رمضانيّة، ومقابلات تهريجيّة.
تجرّأت وخنتُ وطني، حسب تعبير محمد الماغوط، رحمه اللّه. ذلك أنك في العالم العربيّ تنتمي إلى التلفزيون. هو وطنك وحزبك وأهلك وعشيرتك. تشي قناتك المفضّلة بقناعتك وهواياتك وسنّك العقلية والثقافية ومزاجك العاطفي، ونواياك الانتحارية.
إذا كنّا جميعنا مواطنين في جمهورية التلفزيون، فأنا أُعلن نفسي مواطنة منشقة، بعد أن قضيت صيفاً كاملاً وأنا في حالة تخدير مشهدي، أركض مع المراسلين الحربيين من ضيعة إلى أُخرى، ومن قناة إلى أُخرى. حتى في نومي، كنت أفتح التلفزيون مذعورة، عسى كارثة حلّت أثناء نومي ولم أدرِ بها. هلع واحد يسكنني: ماذا لو سقط أحد المراسلين شهيداً على مرأى منّا وورّطنا في دمه؟ كتيبة المراسلات الجميلات الشجاعات اللائي كنّ يتحدثن إلينا، واصلات الليل بالنهار، غير آبهات بالصواريخ التي تمطر حولهن وفوقهن من كل صوب.. أين هنّ؟
كيف لصبايا فضائيات التبرُّج، اللائي يسهرن ليلهنَّ ويُحيين نهارهنّ ببيعنا المباهج الكاذبة، وأزياءهنّ الباذخة، المقدَّمة كإعلانات للمصممين، أن يُنسيننا صبايا الخوذة والسترة الواقية، صبايا الشجاعة والغضب المهذّب والحزن الراقي؟ يا للعجب! ما دعاهنّ أحد إلى برنامج تلفزيوني لنتعرّف إليهنّ أكثر، لنطمئن عليهنّ، وقد كنّ أهلنا وبناتنا؟
قرّرت ألاّ أكون من نُسّاك التلفزيون، أيّاً كان مذهب القناة.
الذين باعوا العالم العربي البهجة الكروية المشفّرة، أَمَا كان في إمكانهم إنقاذنا من قهر متابعة مباراة موتنا، بتشفير أعراس الدم العربيِّ أيضاً؟
العرض المجاني لايزال مستمراً، مادام الأمر يتعلّق بهلاكنا. ليواصل مَن شاء الفرجة. سواء أتابعت الفضائيات الإخبارية، أم تلك الترفيهية الخلاعية، ثمّة اتفاق على الإجهاز عليك.
أيها المواطن التلفزيوني.. أنقذ نفسك!

عندما ينتحر الممثل.. نيابة عن المشاهد

توقّعتُ هذا الصيف، وأنا أُتابع مسلسل الدمار العربي، أن يُقدم أحد المشاهدين العرب على الانتحار قهراً. ثم جاء رمضان، وخفت أن يتمرّد أحد عبيد المسلسلات الرمضانية، وينتحر احتجاجاً على تكبيله شهراً كلّ سنة أمام التلفزيون. وإذا بالممثلين هُم المنتحرون. فقد فاجأتنا الصحف بخبر محاولة انتحار الفنانة الشابة إيمان أيوب بقطع شرايين يدها، لعدم عرض المسلسل الرمضاني الذي تشارك فيه مع نخبة من ألمع النجوم.
ولن أُعلِّق على الخبر بما يزيد من قهر هذه الصبيّة، ذات الملامح البريئة والجَمَال الهادئ، كما تبدو على الصورة. فأنا أعذر يأسها من عالم الأدغال التلفزيونية، ومافيا المسلسلات الرمضانية، التي أصبح لها ذئابها وثعالبها ووحوشها البشرية، التي تعرف من أين تُؤكَل "كتف المشاهد"، ومن أين تُؤتى جيوب القنوات، ومتى تنقضُّ على العقود والصفقات، فتسلقها لنا كيفما اتفق شوربة رمضانية من ثلاثين وجبة يومية.
إنها حقاً "سوق للخضار" حسب تسمية المسلسل الذي رُصد له أكثر من 9 ملايين جنيه كميزانية مبدئية، وكُتبت قصته على قياس نجومية فيفي عبده، المشغولة على مدار السنة بنشاطها الخاص في الملاهي وحفلات الأعراس، ولا تحلُّ ضيفة على طاولة إفطارنا إلاّ في رمضان• ولنكن واقعيين. إنّ تسعة ملايين جنيه ليست اليوم بمبلغ يُذكَر، حتى وإن كان البعض يستكثره على أعمال أدبية حفرت وجدان القارئ العربي، مادام ردفا روبي يساويان مليوناً ونصف المليون دولار، أو بالأحرى حق تصويرها في إعلانات عن ماركة مايوهات. موجهة إلى أسواق عربية!
وتريدون بعد هذا ألاّ تُقدم ممثلة شابة وجادة على الانتحار، بعد أن أصابها الإرهاق من العمل ليلاً ونهاراً على مسلسل لن يرى النور، تدور أحداثه في فترة ما قبل ظهور الدعوة الإسلامية، وتم تعديل اسمه من "نصر اللّه" إلى "نصر السماء" قبل أن يصبح الاسمان، حسب القاموس السياسي اللبناني الجديد.. سيَّــان!

آخر تعديل ري مي يوم 29/11/2006 في 00:55. السبب: ...
  رد مع اقتباس
قديم 29/11/2006   #28
صبيّة و ست الصبايا ري مي
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ ري مي
ري مي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
مشاركات:
1,210

افتراضي


أحلام مستغانمي- الشهرة بأي ثمن


فــوّتُّ على نفسي هذا الصيف، فرصة كسو أولادي مجاناً، وتوفير ثمن ثيابهم الشبابيّة، التي يذهب فيها نصف ميزانيتهم. فعندما يكون لك ثلاثة فتيان هذه الأيام، حتماً مصروف كسوتهم يحرز. وعليك ألاّ تتردّد في إرسالهم عُراة إلى محل شهير للثياب الرياضية، أعلن في حملة دعائية، أنه سيكسو كلّ مَن يحضر إليه عارياً، رافعاً شعار "اخلعوا ثيابكم سنهديكم غيرها"!
يا للفرحـــة.. يسألك ابنك إن كنت غسلت بنطلونه المفضّل وقمت بكيّه جيداً، فتردِّين: ليش يا ماما بدّك تعذبني، روح يا حبيبي عريان للمحل راح يعطوك غيره".
المشكلة، أن المحل موجود في ألمانيا، وسفر الأولاد من "كان" إلى ألمانيا كان سيكلّفني أغلى ممّا قد يُقدَّم لهم من ثياب. ولنفترض أنهم بمنطق جيلهم في الحرص على عدم تفويت أيّ مكسب، أصرّ الأولاد على الذهاب ثلاثتهم عراة إلى ألمانيا. فربما كانوا قد عادوا منها كما قصدوها "ربّنا كما خلقتنا". وفي أحسن الحالات بـ"تي شيرت" وسروال قصير. هدية ترضية من المحل، تمكّنهم من العودة لبيوتهم مستورين، كما حدث مع الثلاثمئة عــارٍ، الذين وصلوا متأخرين عن العرض، ليجدوا أنّ أربعمئة عـــارٍ سبقوهم إلى تعرية المحلّ عن بكرة أبيه، وحصل كلٌّ منهم على ثياب، يصل ثمنها حتى 260 دولاراً، بعد أن احتاط البعض بالحضور منذ الليل، وقضاء الليلة عُـراة مرتجفين عند باب المتجر، في انتظار الصباح الفتّاح.
ولو كان أولئك العُراة قد قَدِمُـوا من الهند أو من أدغال أفريقيا، لوجدنا في الحاجة سبباً لهذا العذاب والبهدلة، ولكنهم ينتمون إلى أُمَّــة شَبِعت حتى التّخمة، إلى حدّ إنفاقها في العام الماضي وحده، أربعة وعشرين مليار دولار (أي واللّه!)، على واحد وعشرين مليون حيوان أليف يقوم الألمان بتربيتها!
تصوّروا، لفرط ثرائهم، أصبح العري عند الغربيين تَرَفَــاً، وهَدَفَــاً في حدِّ ذاته. وبعد أن اكتسبوا كلَّ الحريّات التي تمّ "تشليحنا" منها، وجدوا في العريّ أقصر طريق للاحتجاج، ووسيلة أُخرى تُضاف إلى فائض وسائلهم في التعبير. وعندما أدركوا أنّ عالمهم مبني على الإشهار، عثروا فـي التعرِّي على الفضيحة التي تقذف بهم إلى الشهرة في لحظات.
أحدهم سرق الأضواء من اللاعبين، لحظة انتهاء مباراة كرة قدم دولية، عندما دخل الملعب عارياً، وراح يطوفه راكضاً مُحيِّيَـاً الجمهور، بينما رجال الأمن يُطاردونه، وكذلك "كاميرات" العالَم. وآخر نزل من سيارته في مدينة "ستراسبورغ" في فرنسا، وراح يتفقَّد محرِّكها وهو في كامل عريه. بينما لحق به صديق ليصوِّر المشهد كي يعرضه عبر محطات تلفزيونية. غير أنَّ الشرطة قبضت عليه وقضى ليلته في السجن مرتجفاً بعد أن بَــرَّر فعلته ببحثه عن الشُّـهـرة. وهو تبريــر غـبــــيّ، فقد كان في إمكانه بلوغ الشهرة عارياً، ولكن بذريعة أسمَى، مدافعاً مثلاً عن إحدى "القضايا الكبرى"، التي تشغل الغربيين. كأن يُدافع عن طيور تهدِّدها بنادق الصيّادين وأشجار تواجه عَزْلاء مناشير الحطّابين. أو دببة على وشك الانقراض في القطب الشمالي، أو قطط يلتهمها البيروفيّون.
فأقصى درجات التَّرف في الغرب اليوم، أن تستغني عن ثيابك الفاخرة الموقّعة وتعيش عارياً في نادٍ للعُراة، الذين يملكون منتجعاتهم وشطآنهم الخاصة في كلِّ مصيف، أي العودة للعيش كما مازالت تعيش قبائل قليلة مهدَّدة بالانقراض في أفريقيا وأدغال الأمازون.
وأقصى درجات النضال، أن تثبت إنسانيتك بتساويك مع الحيوان، فتتعرَّى لتُدافع بجلدك العاري عن فروه وجلده، وهي ظاهرة شاعت لدى النجوم والمشاهير، الذين نذروا حياتهم لأخيهم الحيوان. آخرهم النجمة بريتني سبيرز، التي قامت بتأدية بعض المشاهد العارية، لمصلحة مؤسسة أميركية تدافع عن الحيوان، ظهرت في بدايتها بملابس جلدية تعود للنمور وغيرها من الحيوانات. ثم ما لبثت أن خلعتها تماماً، مُعلنة أنّ وحدها هذه الحيوانات يحقُّ لها ارتداء هذه الملابس.
أما دونا نيتو، الفنانة الاستعراضية، فقد قامت بحملة ضد قطع أشجار كاليفورنيا الحمراء، وذلك بتعرية صدرها وقراءة الشعر أمام الحطّابين مشدوهين، مبررة ذلك بقولها "إنها وسيلة قوية، أُثير انتباههم بالكشف عن صدري، الناس لا يحبّون الصيَّاح فيهم، ولكن يحبُّون النساء الفاتنات. إنه مزيج من الإغراء والروحانية والطبيعة".
أما وقد صار لـ"غرين بيس" وأنصار الطبيعة، حضور في لبنــان. وشاهدناهم يدافعون عن بحره الذي لوّثه الحقد الإسرائيلي. أخشى، ولبنان أُم البِدَع والصَّرعَات، أن يأتي مَن يستنجد بالصَّبَايَا الفاتنات ليدافعن بصدورهنّ العارية عن غابات لبنان الجميلة التي يلتهمها كلَّ يوم "البيطُون" والمقاولون.. فتقوم ساعتها حرب أهلية أُخرى عابرة للمناطق تهزّ البيوت التي لم يُسعف الحظ صاحباتها نفخ صدورهنّ بـ"السيليكون".
  رد مع اقتباس
قديم 29/11/2006   #29
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


يسلمو ري مي ...
( مع أني ما كتير بتفق معا مع أخر مقالة )
  رد مع اقتباس
قديم 29/11/2006   #30
صبيّة و ست الصبايا ري مي
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ ري مي
ري مي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
مشاركات:
1,210

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : butterfly عرض المشاركة
يسلمو ري مي ...
( مع أني ما كتير بتفق معا مع أخر مقالة )
يا هلا يا هلا
شو الشي اللي ما عجبك عالمظبوط.,...
بسيطة هوي نحنا لازم نحط كل شي مشان مراعاة اختلاف الاذواق
  رد مع اقتباس
قديم 29/11/2006   #31
صبيّة و ست الصبايا ري مي
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ ري مي
ري مي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
مشاركات:
1,210

افتراضي


يا عُلماء العراق.. سامحونا

في عروبة سابقة، خفت على نفسي من مصير صديقتي زينب، التي أوصلتها حماستها القومية المتطرفة، على الطريقة الجزائرية، إلى قسم علاج الأورام السرطانية في مستشفى باريسي، حتى إن الطبيب الذي شخّص مرضها، قال لها بكل جدية: "أنتِ يا سيدتي، مصابة بسرطان صدّام حسين". وذلك بعد أن رآها لا تفارق جهاز الراديو حتى في غرفة العمليات، وما تكاد تستيقظ حتى تطلبني لتسألني.. عمّا حدث أثناء غيبوبتها.. وهل قصف العراق إسرائيل بصواريخ "سكود".. أم أميركا هي التي ستقصف العراق؟




الأكثر إيلامــــاً أن أميركا، التي تُباهي بعلمائها، وتنكّس الأعلام حداداً عليهم عند انفجار المكوك "كولومبيا"، لا تريدنا شركاء لها، حتى في الحزن، ليس فقط لأنها أعظم من أن يشاركها البشر فاجعتها، بل لأننا أكثر شرّاً ووحشية وتخلّفاً من أن نُقدِّر قيمة العلم، أو نُجلّ العلماء. إننا قوم لا يأتمن المرء علماءهم، حتى على فنجان قهوة يحتسيه في ضيافتهم، حتى إن كبير المفتشين الدوليين السابق في العراق، قال في تصريح له عن العالمة البيولوجية العراقية رحـــاب طــــه، المرأة المسؤولة عن البرنامج الجرثومي في مشروعات التسلّح العراقية المفترضة: "ليس من مصلحة المرء أن يُغضب مثل هذه المرأة، ولو كانت زوجتك لوجب عليك الحذر من قهوة الصبــــاح"!

ولا أدري، أيجــــب أن نفرح أم نحزن، لأن ريتشارد سيرتزل، الخبير السابق، طمأن البشرية مؤخراً بأن رحـــاب طـــه، هي الآن مجرّد ربّــة بيت بدوام كامل.. "وكأن لسان حالها، قول شكسبير على لسان ماكبث: اطرح العلم للكلاب، لم أعد أريده"!

صديقتـي التي تعمل باحثة في الأمم المتحدة، أخبرتني وهي تحتبس دمعة في عينيها، أن مليون عالم عربي يعيشون في المنافي الاختيارية أو القسرية، واضعين خبرتهم وأدمغتهم في خدمة الغرب، الذي أوصل أحدهم حتى جائزة نوبــــل للفيزيــاء.

غيــر أنَّ الذي أبكاني، هو مقــال مطوَّل لأحد علماء العراق، المقيم حالياً في كندا، بعد أن كان مسؤولاً خلال عشر سنوات، عن البرنامج النووي العراقي. وما كان حزنه على ما آلــــت إليه القُدرات النووية العراقية، التي أنفق عليها العراق مليارات الدولارات، وتلك الأبحاث التي أخذت أعواماً من عمر خيرة العلماء وأكثرهم نبوغاً، بل ما آلـــت إليه ألــوف الكوادر العلمية، التي بين الأسلحة المحظورة والكرامة المهدورة، وجدت نفسها مهددة، لا في لقمة عيشها فحسب، بل وفي حياتها وكرامة مكانتها، مرغمة على تسليم أبحاثها حتى يتمكّن سادة الحرب بعد ذلك من رفعها في آلاف الصفحات إلى أميركا، لتلمّع بها حذاءها في مجلس الأمن.


العلماء العراقيون مخيَّرون اليوم بين أن يكونوا عملاء، أو شهداء. فالذي نجا منهم من مكائد "الموســـاد"، ولم يتم اغتياله، ليس أمامه سوى أن ينتحر. وهو ما قد تطالب به أميركا العراق قريباً، كشرط تعجيزي آخر، إذ لم تعد التهمة وجود أسلحة نووية، بل علماء عراقيين قادرين على إنجازها.

قبل أن تطلق أميركا وابــــل قنابلها علينا، لقد أطلقت النـــار على رأس هذه الأمــة، في محاصرتها بيوت علمائنا، وانتهاكها حُـرمــة حياتهم، والتحقيق معهم كمجرمين، دون مراعاة لمكانتهم العلمية.

سقطــت آخــر قلاع كبريائنا، يوم أُهين علماؤنـا مرتين: مـرَّة بمذلّــة العــوز والحاجـــة، ومــرَّة بمذلَّــة عالِـم أُجبر على الاعتذار لعـدوِّه عن عُمــر قضــاه في البحث العلمي، خدمة لِمَا ظنَّـهُ مصلحة وطنيَّة.

وبالمناســة، في إمكـان جـــورج قـرداحـــي، أن يضيـف سؤالاً جديداً إلى برنامجه "مَــن سيربـح المليون"، هو: "كــم في اعتقادكم يُعــادل المبلغ التقاعدي، الذي يتقاضاه شهرياً عالــم عراقي اليوم؟: 2000 دولار/ 200 دولار/ 20 دولاراً/ أو.. دولاران؟".

لا حاجـــة إليكــم للاستعانـة بصديــق.. بــل بمنديـل للبكاء، لأنَّ الجــواب الصحيح هو دولاران.

أتحدَّاكــم ألاَّ تجهشــوا أمام هــذا الرقــم باكيــن!




احلام مستغانمي
  رد مع اقتباس
قديم 29/11/2006   #32
صبيّة و ست الصبايا ري مي
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ ري مي
ري مي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
مشاركات:
1,210

افتراضي


الأرض بتتكلّم.. فرنسي

بعد شهرٍ قضيتُه في باريس لضرورة إعلامية، بمناسبة صدور روايتي "ذاكرة الجسد" باللغة الفرنسية، وجدتني أعود إلى بيروت على متن طائرة الفرنكوفونية، وفي توقيت انعقاد قمتها فقد أعلنت المضيفة، والطائرة تحطّ بنا في مطار بيروت، أنّ على ضيوف القمَّة الفرنكوفونيَّة أن يتفضّلوا بمغادرة الطائرة قبل بقيّة الركّاب لم يغظني أن تُهين المضيفة عروبتي، وأن تنحاز إلى اللّغة الفرنسية، فكرم الضيافة يقتضي ذلك، ولا أحزنني تذكُّـر التصريح الشهير لمالك حدَّاد "إنّ اللغة الفرنسية سجني ومنفاي"، وقد أصبح شعار معظم كتَّابنا الجزائريين اليوم "إنَّ اللغة الفرنسية ملاذي"، ولا فوجئت بأن يكون رئيسي عبدالعزيز بوتفليقة، مشاركاً في القمَّة الفرنكوفونية، برغم أن الجزائر غير عضو في هذه المنظمة.. فلقد تعامل الجزائريون دوماً مع الفرنسية كـ"غنيمة حرب"، حتى إن بوتفليقة ألقى، بشهادة الصحافة، الخطاب الأكثر فصاحة بلغة موليير، التي ما كان أحد من الرسميين يتجرأ على الحديث بها أيام بومديــن، بل لفصاحته في هذه اللغة حدث أن خطب بها في الشعب الجزائري مُحطِّماً "تابــــو" العدائية اللغوية، وذهب إلى حــدّ التوجّــه بها منذ سنة إلى العالم في مجلس الأُمم المتحدة، برغم اعتماد اللغة العربية لغة رسميـة.

ولا استفزّني مطار بيروت الْمُزدان بلافتات الترحاب المكتوبة باللغة الفرنسية، والْمُرفقة بأعلام عشرات الدول الفرنكوفونية.. فلا بأس أنّ الأرض "اللي كانت بتتكلّم عربي"، تتكلّم فرنسي، نكاية في اللغة الإنجليزية، بعد أن أصبحت حروب الكبار تُــــدار على ساحة اللغات.

فبينما تقوم فرنسا بتبييض وجهها بالسود والسُّمر من أتباع الفرنكوفونيَّة، غاسلــة بذلك ماضيها الاستعماري في هذه الدول بالذات، رافعــة شعار حـــوار الحضارات وأنسنة العالم، تترك الولايات المتحدة لترسانتها الحربية مهمّة التحاور مع البشرية، وتبدو في دور الإمبراطورية الاستعمارية القديمة فلا عجب أن ترتفع أسهم كل حاكم أو زعيم عبر العالم، يُشهر كراهيته لأميركا، حتى إن الرئيس جـــاك شيراك، الذي ما كانت هذه القمة لتلقى ترحابـــاً في الأوساط العربية، لولا تقدير العرب سياسته الديغوليَّـة ومواقفه الشجاعة والثابتة، في ما يخصُّ القضايا العربية، بلــغ أعلى نسبة في استفتاء لشعبيته في فرنسا، منذ أن أشهر استقلالية قراراته عن الولايات المتحدة، ومعارضته أيَّ حرب أميركية وقبله، ودون أن يُحطّم المستشار الألماني شريدر "الرقم الخُرافي"، الذي حطَّمه صدام حسين في انتخاباته الرئاسية الأخيرة، استطاع أن يضمن إعادة انتخابه من طرف الشعب الألماني، مــذ فضّل على "نعم" الاستكانة "لا" الكرامة، في رفض الانسياق لغطرسة السياسة الأميركية.

ولقد انعكست هذه الأجواء في فرنسا على البرامج التلفزيونية والإصدارات الجديدة، التي يعود رواجها إلى طرحها سؤالاً في شكل عنوان "لماذا يكره العالم أميركا؟".


غير أن انحيازنا العاطفي إلى هذه اللغة أو تلك، عليه ألاَّ يُنسينا نوايا الهيمنة التي تُخفيها المعارك اللغوية، التي تتناحـــر فيها ديناصورات العالم، مبتلعة خمساً وعشرين لغة سنوياً، وهو عدد اللغات التي تختفي كل عام من العالم، من جراء "التطهير اللغوي"، الذي تتعرّض له اللغات العاجزة عن الدفاع عن نفسها.

فهــل بعد القدس مُقابل السلام، سنقدّم اللغة العربية قُربانــاً للعولمــة؟




احلام مستغانمي
  رد مع اقتباس
قديم 29/11/2006   #33
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : ري مي عرض المشاركة
يا هلا يا هلا
شو الشي اللي ما عجبك عالمظبوط.,...
بسيطة هوي نحنا لازم نحط كل شي مشان مراعاة اختلاف الاذواق
لأ حبيت الأسلوب .. بس اللي أنا ما كتير بحبو هوي تسفيه قضايا الأخرين ... أنو عندن قضية الحيوان .. عندن قضية البيئة ... المفروض هي كأديبة تحترم هالشي شوي أكتر
  رد مع اقتباس
قديم 29/11/2006   #34
صبيّة و ست الصبايا ري مي
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ ري مي
ري مي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
مشاركات:
1,210

افتراضي


اي هلق معك انو لازم تحترم قضايا واراء غيرها
بس يعني أنا بظن انو رايها بيقول انو ماعاد فيه غير العري للتعبير عن الموضوع
  رد مع اقتباس
قديم 02/12/2006   #35
صبيّة و ست الصبايا ري مي
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ ري مي
ري مي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
مشاركات:
1,210

افتراضي


اللاهثون خلف الترجمة



أُشفق على كتّاب عرب، عاشوا لاهثين خلف وهـــــم الترجمة، معتقدين أن صدور أعمالهم بأية لغة أجنبية كافٍ لبلوغهم العالمية تماماً، كاعتقاد مطربينا هذه الأيام، أنه يكفي أن يضيفوا إلى "طراطيقهم" الغنائية جملة أو جملتين بلغة أجنبية، حتى وإن كانت هندية أو سريلانكية، ليصبحوا من النجوم العالميين للأغنية.




حين فاز نجيب محفوظ منذ إحدى عشرة سنة بجائزة نوبل للآداب، أربك النقّاد والقرّاء الغربيين، الذين ما عثروا له في المكتبات على كتب مترجمة، تمكّنهم من التعرّف إلى أدبه أما بعض ما توافر منها، فما كانت ترجمتها تضاهي قلمه أو تليق به فما كان همُّ نجيب محفوظ مطاردة المترجمين أو الانشغال عن هموم قارئه العربي، بالكتابة لقارئ عالمي مفترض كان كاتباً لم يحضر يوماً مؤتمراً "عالمياً" للأدب، ولا غادر يوماً القاهرة حتى إلى استوكهولم، لتسلُّم جائزة نوبل للآداب، ولذا أصبح نجيب محفوظ الروائي العربي الأول.

شخصياً، ما كان يوماً من هواجسي صدور أعمالي مترجمة إلى لغات أجنبية، لعلمي أن "بضاعتي" لا سوق لها خارج الأُمة العربية فبحكم إقامتي 15 سنة في فرنسا، أعرف تماماً الوصفة السحرية التي تجعل كاتباً عربياً ينجح ولكن ذلك النجاح لا يعنيني، ولن يعوّض ما بَلَغْته من نجاح، بسبب كتب صنع نجاحها الوفاء للمشاعر القومية، والاحتفاء بشاعرية اللغة العربية ولأن الشعر هو أوّل ما يضيع في الترجمة، فقد اعتقدت دوماً، أن أيَّـة ترجمة لأيَّـة لغة كانت، ستطفئ وهج أعمالي وتحوّلها إلى عمل إنشائي، حال تجريدها من سحر لغتها العربية، وهو بالمناسبة، أمر يعاني منه كل الشعراء، الذين تقوم قصيدتهم على الشاعرية اللغوية، أكثر من استنادها إلى فكر تأمُّلي فبينما تبدو قصائد أدونيس أجمل مما هي، عندما تُترجم إلى لغات أجنبية، تصبح أشعار نـــزار بعد الترجمة نصوصاً ساذجة، فاقدة اشتعالها وإعجازها اللغوي ونــزار، الذي كان يدرك هذا، لإتقانه أكثر من لغة، قال لي مرّة إنه يكره الاطِّلاع على أعماله المترجمة، ويكاد ينتف شعره عندما يستمع لمترجم أجنبي يُلقي أشعاره مترجمة في حضرته والطريف أن الصديق، الدكتور غازي القصيبي، علّق بالطريقة نفسها عندما، منذ سنة، أرسلت له إلى لندن مسوَّدة ترجمة "فوضى الحواس" إلى الإنجليزية، بعدما طلبت مني الجامعة الأميركية في القاهرة، مراجعتها قبل صدورها وقد قال لي بعد الاطِّلاع عليها، وتكليف زوجته مشكورة بقراءتها، وتسجيل ملاحظاتها حولها (وهي سيدة ألمانية تتقن العربية والإنجليزية بامتياز، واطَّلعت على الكتاب باللغتين)، قال لي مازحاً، أو بالأحرى، مواسياً: "من حُسن حظك أنك لا تتقنين الإنجليزية.. فأنا لا أطّلع على أي عمل يُترجم لي.. حتى لا أنتف شعري!".

لكل هذه الأسباب، لم أعجب ألاَّ تُلاقي "ذاكرة الجسد" في ترجمتها الإنجليزية أو الإيطالية أي نجاح خارق، ولم أُفاخـر أو أُراهن إلاَّ على ترجمتها إلى اللغة الكردية، التي ستصدر بها قريباً، لإدراكي أن القارئ الكرديّ، بعظمة نضاله وما عرف من مآسٍ عبر التاريخ، هو أقرب لي ولأعمالي من أي قارئ أوروبي أو أميركي.


غير أن مفاجأتي كانت، النجاح الذي حظيت به هذه الرواية عند صدورها مؤخراً باللغة الفرنسية وهو نجاح لا يعود إلى شهرة دار النشر التي صدرت عنها، وإنما للقارئ الفرنسي، الذي قرّر أن يحمي نفسه كمستهلك للكتب، بابتكار نادٍ للقرّاء يضمّ ثلاثمئة قارئ، يتطوعون خلال الصيف بقراءة الروايات قبل صدورها، وتقديم تقرير مكتوب عـمّـا يفضلونه من بينها، قبل الموسم الأدبي الفرنسي الذي يبدأ في شهر أيلول.

فنظراً لغزارة الإنتاج الأدبي، وتدفُّق عشرات الروايات التي لا تجد جميعها مكاناً في المكتبات، استلزم الأمر استحداث حكم لا علاقة له بمصالح دُور النشر الكبرى، ولعبة الجوائز الأدبية، مهمَّته توجيه القارئ نحــو الكتاب الأفضل وجاءت سلطة هذه اللجنة من انخراط أعضائها في نوادي القراءة لسلسلة مكتبات "FNAC"، وهي إمبراطورية تسيطر على توزيع الكتب في أكثر من دولة فرنكوفونية، ما يجعل الكتب المختارة تحظى بتوزيع جيّد مدعوم بالإعلان.


وما كنت لأسمع بهذه اللجنة، لولا أنها اختارت روايتي من بين سبعمئة رواية، لتكون من بين الثلاثين رواية الأفضل في الموسم الأدبي الفرنسي.

غير أنّ تلك الفرحة ذكّرتني بمحنة الكتاب العربي، الذي لن ينجح طالما لم يتولَّ القارئ مهمّة الترويج للجيد منه.

لماذا لا نمنح الكاتب العربي فرصة أن ينال "جائزة القرّاء"، عن نادٍ يمثل قرّاء من مجمل الدول العربية، بدل الاكتفاء بجوائز إشهاريّة يموّلها الأثرياء، قد تملأ جيب الكاتب.. لكنها لا تملأه زهواً.






احلام مستغانمي
  رد مع اقتباس
قديم 04/12/2006   #36
صبيّة و ست الصبايا ري مي
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ ري مي
ري مي is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
مشاركات:
1,210

افتراضي


أحلام مستغانمي-أحتاجُ أن أُحبَّك.. ككاتبة
أحيانــــاً..
أحتاج أن أخسرك
كي أكسب أدبي
أن تغادر قليلاً مفكِّرتي
كي تقيم في كُتبي
أن أتخلَّى عن وسامتكْ
وسامتكَ الخرافيّة تلكْ
من أجلِ خرافةٍ أكتُبُها عنكْ
***
أن أُهدي ابتسامتك
بحَّة صوتكَ الصَّبَاحيّ
أسئلة غيرتكَ التي
تَغَارُ منها النساء
لِمَن شِئتَ من إناث الأرض
ريثما أنجبُ منكَ كتاباً
لن تحبلَ بِه أُنثَى سِوَايْ
أحياناً..
أحتاجُ أن أكتُبَكْ
أكثر من حاجتي لحبّكْ
أن أَصِفَكْ
أكثر من حاجتي لرؤيتكْ
أن أبكيكَ.. أن أَفتقدَكْ
أن أَشتَهِيكَ.. أنْ أَستَحضِرَكْ
***
أن أسألَ عنكَ الأمكِنَةْ
أكثر من حاجتي إلى زيارتِها معكْ
أن أحزنَ
وأنا أتصوَّر حياتي من دونكْ
أكثر من حاجتي
لفرح الاستعدَادِ لكْ
***
أحيانــاً..
أُحبّ ألاَّ تشغَل هاتفي
كي يزدَادَ انشغالي بكْ
أن يهزمني جَبَروتُ الحنين إليك
فأُهاتفكَ
غير واثقةٍ بأنّكَ سَتَرُدّ
أن تردّ..
فأخفي عنكَ شهقَةَ قلبي
حين صوتك يشهق بي
***
استغرَقَني حُبّكْ
أنساني أن أكتُبَكْ
وأَنَا أُريدُكَ مُلهمي ومُلتهِمي
رجُلي حيناً..
وحيناً قَلَمي
فارقْني قليلاً
أحتاج أن أحبّك.. ككاتبة.
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 10:18 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.25763 seconds with 13 queries