الاناجيل

[fr.samir]

الأناجيل رسالة المسيح إلى الأجيال المسيحيّة الأولى وإلينا:
جاء في الفقرة 19 من وثيقة المجمع الفاتيكانيّ الثاني في الوحي الإلهيّ أنّ مؤلّفي الأناجيل الأربعة القديسين قد راعوا "الحالة التي كانت عليها الكنائس، وحافظوا على أسلوب الكرازة".
راح إذاً الرسل ومَن معهم يبلّغون البشارة انطلاقاً من كنيسة أورشليم الأمّ، بحسب حاجة الكنيسة عامة، والكنائس والبيئات والأوساط المختلفة، غير مهتمّين بسرد صِرْف للأحداث، بل ساعين بطريقة حيّة إلى بعث الإيمان بالمسيح الحيّ، وإلى الحياة معه، وبحسب تعليمه وقُدوته، بغية الخلاص. وهذا ما نلمس آثاره في الأناجيل الأربعة.
فقد كتب الإنجيليون الأربعة أناجيلهم وسط جماعات معروفة، وكتبوها لجماعات معروفة، ومن خلال هذه كتبوها لنا بطرق تلائم مختلف البيئات وحاجاتها.
فإنجيل مرقس هو بشارة يسوع المسيح ابن الله (1: 1) من ورائها رعايا رومة، هو مسيرة إيمان، تدفع المرء عن إساءةِ فهم شخص يسوع المسيح ورسالته، وتكشف شيئاً فشيئاً عن صورة ذاك الذي في تواضعه وطاعته وسلوكه درب الآلام لقَّبَ نفسه "بابن الإنسان"
ولوقا هو "كاتب وداعة المسيح"، على حدّ قول دانتي، يبيّن للمؤمنين الوثنيي الأصل المسيح مخلّصاً، ينحني على المساكين والفقراء والمستضعفين والغرباء والعشّارين والسامريّين والخاطئين، ويعنّف الأغنياء، ويخصّ النساء بمقامٍ سامٍ، من مريم أمّ يسوع إلى المجدليّة.. وإن إنجيل لوقا هو إنجيل الصلاة والروح القدس، يُستنشق منه ابتهاج روحيّ يجذب القلب.
ومتّى يكشف لليهود المتنصّرين عن وجه المسيح الحقّ: إنه موسى الجديد، الجالس على الجبل، كأنه على سيناء جديدة، يجيءُ بشريعة جديدة. إنه ابن داود، الذي تتمّ فيه وعود العهد القديم. لذا إنجيل متّى هو إنجيل الكنيسة الفاتحة أبوابها للوثنيين منذ الساعة الأولى، وقد قطعت ربطها بالمجمع.