صحة القرآن وحصة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

[الحق احق ان يتبع]

وأول إعجازاته:

فصاحته وبلاغته، لأنه أعجز العرب بل فصحائهم بأن يأتوا بمثل هذا القرآن، ونزل التحدي إلى عشر سور ولم يستطع أحد ذلك، ونزل التحدي إلى سورة واحدة فقط ولم يستطع أحد بأن يأتي بمثل هذا القرآن بل ولن يستطيع أحد أن يأتي بمثله ولو على مر الزمان، قال تعالى: " وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين . فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدد للكافرين "

وأيضا القرآن فيه آيات عن البحار وعن السحاب، فهل ياترى محمد صلى الله عليه وسلم كان بحارا، وهل كان يقلع بطائرة إلى أعالي السحاب؟!!!

وهناك حادثة أعظم، وهي حادثة الإفك، وهي تهمة في فراش النبي صلى الله عليه وسلم، وتهمة السيدة عائشة ام المؤمنين رضي الله عنها وارضاها.
لو نظرنا إلى هذه الحادثة ونظرنا إلى الوحي لرأيناه انقطع حوالي شهرا، ولم ينزل، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يغلي بل بيته يغلي من هذه التهمة الخبيثة، فأسألكم بالله لو كان القرآن كلام محمدا هل يصبر شهرا حتى ينزل عليه الوحي ليثبت براءة السيدة عائشة رضي الله عنها؟!!

ثانيها:

قصة أبي لهب والوليد بن المغيرة:
أما قصة أبي لهب هي عندما نادى محمدا صلى الله عليه وسلم قريشا، وجمعهم وقال: لو قلت لكم أن خيلا صبحت بكم من وراء هذا الجبل، اكنتم مصدقوني؟ قالوا: ما جربنا عليك كذبا! فأخبرهم عليه الصلاة والسلام بأنه نذير وأنه رسول الله، فقال أبي لهب: تبن لك سائر هذا اليوم! الهذا جمعتنا؟!

وأنزل الله في أبي لهب، قوله تعالى: ( تبت يدى أبي لهب وتب . ما أغنى عنه ماله وما كسب . سيصلى نارا ذات لهب . وامرأته حمالة الحطب . في جيدها حب من مسد ).

وأما قصة الوليد بن المغيرة:
أن نفر من قريش اجتمعوا عند الوليد، وكان ذا سن فيهم، وقد حضر الموسم، فقال لهم: يامعشر قريش، إنه قد حضر هذا الموسم، وإن وفود العرب ستقدم عليكم فيه، وقد سمعوا بأمر صاحبكم هذا، فاجمعوا فيه رأيا واحدا ولا تختلفوا فيكذب بعضكم بعضا، ويرد قولكم بعضه بعضا.
فقالوا: فأنت يا أبا عبد شمس فقل، وأقم لنا رأيا نقول به، قال: بل أنتم فقولوا أسمع، قالوا: نقول كاهن، قال: لا والله ما هو بكاهن لقد رأينا الكهان، فما هو بزمزمة الكاهن ولا سجعه.
قالوا: نقول: مجنون، قال: ما هو بمجنون، لقد رأينا الجنون وعرفناه، فما هو بخنقه ولا تخالجه ولا وسوسته.
قالوا: فنقول: شاعر، قال: ما هو بشاعر، لقد عرفنا الشعر كله رجزه وهزجه وقريضه ومقبوضه ومبسوطه، فما هو بالشعر.
قالوا: فنقول: ساحر، قال: ما هو بساحر، لقد رأينا السحار وسحرهم فما هو بنفثهم ولا عقدهم.
قالوا: فما تقول أنت يا أبا عبد شمس، فقال قولا عجيبا، قال: والله إن لقوله لحلاوة، وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه ليحطم ما تحته.
وبعد أن اعترف بانبهاره بالقرآن قال: وإن أقرب القول فيه أن تقولوا: ساحر، جاء بقول هو سحر يفرق بين المرء وأخيه، وبين المرء وزوجته، وبين المرء وعشيرته.


وأنزل في الوليد: قوله تعالى: ( ذرني ومن خلقت وحيدا . وجعلت له مالا ممدودا . وبنين شهودا . ومهدت له تمهيدا . ثم يطمع أن أزيد . كلا إنه كان لآياتنا عنيدا . سأرهقه صعودا . إنه فكر وقدر . فقتل كيف قدر . ثم قتل كيف قدر . ثم نظر . ثم عبس وبسر . ثم أدبر واستكبر . فقال إن هذا إلا سحر يؤثر . إن هذا إلا قول البشر . سأصليه سقر . وما أدراك ما سقر . لا تبقي ولا تذر ).

وهنا لدينا وقفة:
لو كان هذا القرآن كلام بشر، وليس كلام الله، ولأسلم أبي لهب وأسلمت امرأته، وادعى ان القرآن كذب، ليتناقض قوله تعالى: ( سيصلى نارا ذات لهب )، وينتقض قوله تعالى: ( وامرأته حمالة الحطب . في جيدها حبل من مسد )، ويصبح بعد ذلك القرآن كذب، وليس كلام الله، ومع ذلك لم يسملوا.

وكذلك الوليد بن المغيرة، كان يكفيه أن يسلم ويقول لا إله إلا الله، ليكذب القرآن، لينتقض قوله تعالى: ( سأصليه سقر )، ومع ذلك لم يحدث من ذلك شيء، وعلم أن القرآن ليس كلام البشر وإنما أنز بعلم الله تعالى.

ثالثها:

أخبار الأمم التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم وأخبار الغيوب التي اخبر بها، من أين أتى بها محمد صلى الله عليه وسلم؟!!
إن قلتم بأنه سافر وأخذ الأخبار في أسفاره وتجارته، فهذا القول يبطل من وجهين:
1ـ أن محمد صلى الله عليه وسلم لم يسافر إلا مرة واحدة، ولا يعقل بأن يأخذ هذه الأخبار بسفرة واحدة فقط، بل وتبقى إلى يومنا هذا!!
2ـ لو كان محمد صلى الله عليه وسلم أخذ اخبار من الأمم السابقة في أسفاره، لم انفرد بها محمد صلى الله عليه وسلم ولم يذكرها التاريخ؟!!

وأما أخبار الغيوب:
فقد أخبر عليه الصلاة والسلام، بأن امته ستفترق على بضع وسبعون شعبة، وقد وقع ذلك، وأخبر أن احد انباء فاطمة رضي الله عنها أنه سيصلح الله به طائفتين من المسلمين، وقد وقع ذلك عندما تنازل للخلافة لمعاوية رضي الله عنه.
وهنا دلينا وقفة:
عندما كان محمد صلى الله عليه وسلم يريد الهجرة طالبته قريش ووضعت جائزة لمن يأتي به، فلما سار عليه الصلاة والسلام إلى المدينة رآه أحد المشركين اسمه " سراقة بن مالك " وتبعه، وكلما أراد أن يرميه سقط من فرسه، ولما عرف أنه لا طاقة له به، ناداه، واتى اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان معه أبو بكر رضي الله عنه، وقال عليه الصلاة والسلام: " كيف أنت ياسراقة وفي يديك سواري كسرى؟!! فتعجب سراقة، ورجع إلى مكة، وهو لا يصدق ما قيل له، لأن الذي أخبره رجل مطارد ومطالب، ثم يوعده بأن يلبس حلي كسرى أعظم دولة في ذلك الوقت، ولما أسلم سراقة في عام الفتح، وبدأت الفتوحات، وانهزم كسرى، ونادا عمر رضي الله عنه سراقة وقال: البس سواري كسرى، وامضي بين الناس، واخبرهم بما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلبسها ومضى بين الناس وهو يبكي رضي الله عنه.

رابعها:
أنتم تقولون بأن كلام الله يستحيل بأن يحرفه أحد، وأن من يقول ذلك ينتقم الله منه.
فما بالكم بالذي أتى بكلام يقول أنه كلام الله؟!! بل ويقول بأن الله قال عن الكتب السابقة أنها محرفة، قال تعالى: " يحرفون الكلم عن مواضعه "!!
أليس حقا بأن الله ينتقم منه لو كان كاذبا؟!! وهل انتشار دينه في مشارق الأرض ومغاربها يعتبر انتقام منه؟!!

فتح بيت المقدس وطاعون عمواس:
فقد جاء في حديث عوف بن مالك رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اعدد ستا بين يدي الساعة... ( فذكر منها ) فتح بيت المقدس، ( وذكر ) ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم "، وقد وقعت.

ظهور الفتن:
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعض من الدنيا ".

ظهور الفتن من المشرق:
عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مستقبل المشرق يقول: " الا إن الفتنة ها هنا، ألا إن الفتنة ها هنا، من حيث يطلع قرن الشيطان ".
قال ابن حجر رحمه الله: " وأول الفتن كان منبعها من قبل المشرق، فكان ذلك سببا للفرقة بين المسلمين، وذلك مما يحبه الشيطان ويفرح به وكذلك البدع نشأت من تلك الجهة ".
فمن العراق ظهر الخوارج، والشيعة، والروافض، والباطنية، والقدرية والجهمية والمعتزلة، وأكثر مقالات الكفر كان منشؤها من المشرق، من جهة الفرس المجوس، كالزردشتية، والمانوية، والمزدكية، والهندوسية، والبوذية وأخيرا وليس آخرا: القاديانية، والبهائية، وأيضا فإن ظهور التتار في القرن السابع الهجري كان من المشرق، وقد حدث على أيديهم من الدمار القتل والشر العظيم ما هو مدون في كتب التاريخ، وإلى اليوم لا يزال المشرق منبعا للفتن والشرور والبدع والخرافات والإلحاد، فالشيوعية الملحدة مركزها روسيا والصين الشيوعية، وسيكون ظهور الدجال ويأجوج ومأجوج من جهة المشرق، نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

اتباع سنن الأمم الماضية:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبرا بشبر، وذراعا بذراع "، فقيل: يارسول الله! كفارس والروم؟ فقال: " ومن الناس غلا أولائك "، وفي رواية عن ابي سعيد: قلنا: يارسول الله! اليهود والنصارى؟ قال: " فمن ؟! " اي من غيرهم.

انتشار الزنا:
عن انس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن من أشراط الساعة... ( فذكر منها ) ويظهر الزنا "، وما أعظم انتشار الزنا اليوم ولا حول ولا قوة إلا بالله.

انتشار الربا:
عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال، أمن حلال أم من حرام " وقد انتشر انتشارا عظيما اليوم، فيارب رحماك.

ظهور المعازف واستحلالها:
عن ابي مالك الاشعري رضي الله عنه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف "، وما أعظم انتشار المعازف في هذا الزمان، لا تكاد تجد بيتا إلا ويسمع المعازف، إلا من رحم ربي.

كثر شرب الخمر واستحلالها:
عن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لتستحلن طائفة من أمتي الخمر باسم يسمونها إياه "
وقد أطلق على الخمر أسماء كثيرة، حتى سميت ( المشروبات الروحية ).

التطاول في البنيان:
عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقوم الساعة... حتى يتطاول الناس في البنيان "، والآن نرى العمران وكيف الناس يتطاولون فيه.

كثرة القتل:
عن ابي هريرة رضي الله عن ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج " قالوا: وما الهرج يارسول الله؟ قال: " القتل ". وأصبحنا اليوم نرى الكثير والكثير من البشر الذين يقتلون ولا يعلم القاتل فيما قتل ولا يعلم المقتول لما قتل!!!

تقارب الأسواق:
عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن، ويكثر الكذب، وتتقارب الأسواق "، والأمر اصبح اليوم مشاهد لا غبار عليه.

وهناك الكثير والكثير من العلامات والحوادث التي اخبر بها صلى الله عليه وسلم، ولكن خشينا التطويل وسنفردها في موضوع مستقل ـ انشاء الله تعالى ـ.

[أبومريم]

جزاك الله خيرا يا عزيزي

[-النحوي]

كلام لايخالفهُ لاالعقل ولا النقل