أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > أدب > الشعر

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 25/12/2007   #19
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


السجن

لي ليلة فيهِ

وكلّ جيِلنا الشهيد

عاش لياليهِ

فالسجن باب، ليس عنه من محيد!

والسجن ليس دائما سورا، وبابا من حديد

فقد يكون واسعا بلا حدود

كالليل.. كالتيهِ

نظل نعدو في فيافيه

حتى يصيبَنا الهمود؟

وقد يكون السجن جَفنا، قاتم الأهداب نرخيه

وننطوي تحت الجلود

نجتر حلمَ العمرِ في صمتي، ونخفيهِ!

والساق سجن، حين لا تقوي علي غير القعود

يشدها مكانها.. والقلب ترميهِ مراميهِ

لعالم يعطي المني، ولا يزيد!

وأن نعيشَ دون حجبٌ، دونَ إنسانِ ودود

نغلِق أبوابَ البيوتِ خلفنا

لأن أرضا لا تضمّ أهلَنا ليست لنا

والوجه إن لم يحتفل بنا،

بدا مسطحا.. بلا خدود

ضاعت معانيِه

فلم يعد فيهِ

باب يقودنا لدفئه البعيد!

مِنْ أين آتيهِ

حبي الوحيد

من أين آتيهِ

والليل يغلق الحدود!
***

شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة
  رد مع اقتباس
قديم 25/12/2007   #20
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


فبراير الحزين

قلنا انتهى.. فلن يعود

اغتاله سبتمبر الماضي علي أبوابِنا

فما خرجنا نمنع المسكينَ من أيدي الجنود

لكنه عاد إلينا.. فالزمان

ليس إذن مثلي جبانا

أيها الأخ الجبان!

أين سنخفي حين نلقي وجْهَه وجوهنَا؟

ماذا نقول عندما يسألنا؟

وكلٌ عام حين يأتي.. كلَ عام

ماذا نقول عندما يسألنا؟

وكلٌ عامنا حرام

ومرٌ وجهه الحزين

يرنو إلي أطفالِنا فيجهشون بالبكاء

ويمسحون عن ثيابه مراحل الشتاء

ويتبعون بالعيون سيره إلي دمشق

من يرحم الشهرَ النبيلَ وهو رَاحِل وحيد

بغير جندِ، أو نشيد

بغير أنصاري، وكم غنٌي له الراديو وقال

يا أيها الشهر السعيد!

أين انتهت أصداء أغنيَاتنا

حين أتانا قبل أعوامي قصار

حين تحلقنا عليه مثلَ أطفال صغار

يستطلعون وجهَ مولود جديد!

هل تذكرون يومها ماذا فعلت؟

لقد رقصت

في شارعي لا رقص فيه

إلا لسِكيري تعيسي أو مهرج صفيق

لقد تحديت قوانينَ المرور

وكيف يا علامة حمراء في وجه الطريق

أن توقفي بحرَ السرور؟!

وفي الصباح حين سدت خيلهم بابَ المكان

وجاء يطلب الحصان

أنكرته أنا الجبان

وحين جاء في مساء اليوم يطلب الأمان

هل تذكرين يا دمشق ما فعلت؟

لقد بكيت

واغتاله سبتمبر الماضي أمام منزلي

أنا الجبان!

كيف تركتِهِ وحيدا يا دمشق؟

أنت التي حملته فوقَ السنين

وأين تهربين منه يا دمشق!

مِنْ جرحك الدامي الثخين

لن تتركي أنهاركَ السبعةَ خوفا يا دمشق

منه، من الوجهِ الحزين

فأين منه تهربين؟!

فبراير 1962
***
  رد مع اقتباس
قديم 25/12/2007   #21
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


الموت فجأة

حملت رقْمَ هاتفي

واسمي، وعنواني

حتى إذا سقطت فجأة تعرفتم عَلَيٌ

وجاء إخواني!

تصوٌروا لو أنكم لم تحضروا

ماذا يكون؟!

أظلّ في ثلاجة الموتى طِوالَ ليلتين

يهتز سلك الهاتفِ الباردِ في الليل، ويبدأ الرنين

بلا جوابي.. مرة ومرتَيْن!

يذهب إنسان إلي أمي

.. و
ينعاني

أمي تلك المرأة الريفية الحزينة

كيف تسير وحدها في هذه المدينة

تحمل عنواني!

كيف ستقضي ليلَها بجانبي

في الردهِة الشاملة السكينة

تقهرها وحدتها

يريحها انفراجها بحزنها

حيث تظل تستعيد وحدَها

أحزانَها الدفينة

تنسج من دموعها السوداء أكفاني!

يا ليت أمي وشَمتني في اخضرار ساعدي

كيلا أتوه

كيلا أخونَ والدي

كيلا يضيع وجهيَ الأول تحت وجهيَ الثاني!

حين أرى أن الرجالَ والنساءَ يخرجون صامتين

من بعد ما ظلوا أمامي ساعتين، ما تبادلنا النظر

ولا تغيرت أمامنا الصورة

حين أرى أن الحياةَ قد خَلَتْ من الجنون

ورفٌ فوقٌ الكل طائر السكون

أحس أني مِتّ فعلا، واضطجعت صامتا

أرقب هذا العالم الفاني!

1964
***
  رد مع اقتباس
قديم 25/12/2007   #22
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


من نشيد الإنشاد

خرجت أطلب في الليل من أحبته نفسي

وضعت وشمي على جبهتي، وضَمَّخت رأسي

قابلني العسس الساري في هواء المدينة

فشق صدري وأبقي قلبي لديه رهينة

بالله يا من ستَلقي

في ذات يوم حبيبي

أخبره أني انتظرت

إلي الصباحِ.. ومِتّ!

1970
  رد مع اقتباس
قديم 25/12/2007   #23
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


مرثية لاعب سيرك

في العالم المملوءِ أخطاءَ

مطالب وحدكَ ألا تخطئا

لأن جسمكَ النحيلْ

لو مَرة أسرعَ أو أبطأَ

هوي، وغطي الأرضَ أشلاءَ!

في أيٌِ ليلة تجري يقبع ذلك الخطأ

في هذه الليلة! أو في غيرها من الليال

حين يغيض في مصابيح المكان نورجها وتنطفئ

ويسحب الناسج صياحَهم،

علي مقدمِك المفروش أضواءَ!

حين تلوح مثلَ فارسي يجيل الطرْفَ في مدينته

مودعا. يطلب وجد الناسِ، في صمتي نبيل

ثم تسير نحو أوٌلِ الحبال،

مستقيما مومِئا

وهم يدقون علي إيقاع خطوِك الطبول

ويملأون الملعبَ الواسعَ ضوضاءَ

ثم يقولون: ابتدئ!

في أي ليلة تجري يقبع ذلك الخطأ!

حين يصير الجسم نهبَ الخوفِ والمغامرة

وتصبح الأقدام والأذرع أحياءَ

تمتد وحدها

وتستعيد من قاع المنون نفسَهَا

كأنَّ حيات تلوتْ،

قططا توحَّشت، سوداءَ بيضاءَ

تعاركتْ وافترقتْ علي محيطِ الدائرة

وأنت تبدي فنَّك المرعبَ الاءَ وألاءَ

تستوقف الناس َ أمامَ اللحظة المدمرة

وأنت في منازل الموت تَلجّج عابثا مجترئا

وأنت تفلت الحبالَ للحيال

تركتَ ملجأ، وما أدركتَ بعد ملجأَ

فيجمد الرعب على الوجوه لذة، وإشفاقا وإصغاءَ

حتى تعود مستقرا هادئا

ترفع كفيك على رأ' الملأ

في أي ليلة تجري يقبع ذلك الخطأ!

ممددا تحتك في الظلمةِ،

يجترٌ انتظارَه الثقيل

كأنه الوحش الخرافي الذي ما روضت كفّج بشر

فهو جميل!

كأنَه الطاووس

جذاب كأفعى،

ورشيق كالنِمر!

وهو جليل!

كالأسد الهادئ ساعةَ ال

خطر

وهو مخاتل

تل، فيبدو نائما

بينا يجعد نفسه لوثبة المستعرة

وهو خفي لا يري

لكنه تحتك يعلك الحجر

منتظرا سقطتكَ المنتظرة

في لحظتي تغفل فيها عن حساب الخطوِ

أو تفقد فيها حكمةَ المبادرة

إذ تعرض الذكري!

تغطي عريَها المفاجئا

وحيدة معتذرة

أو يقف الزهو على رأسكَ طيرا،

شاربا ممتلئا!

منتشيا بالصمتِ، مذهولا عن الأرجوحةِ المنحدرة

حين تدور الدائرة!

تنبض تحتك الحبال مثلما أنبض َ رامي وترَه

تنغرس الصرخة في الليل،

كما طوح لصّ خنجره

حين تدور الدائرة!

يرتبك الضوء علي الجسمِ المهيضِ المرتطم

علي الذراع المتهدل الكسيرِ والقدم

وتبتسم!

كأنَّما عرفتَ أشياء

وصدقتَ النبأْ!

1966
***
  رد مع اقتباس
قديم 25/12/2007   #24
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


تعليق علي منظر طبيعي


شمس تسقط في أفقي شتويْ

شمس حمراءْ

والغيم رصاصيٌْ

تنفذ منه حزم الأضواء

وأنا طفل ريفيَ

يدهمني الليل!

كانت سيارتنا تلتهم الخيطَ الإسفلت

الصاعدَ من قريتنا لمدينتنا

حين تمنيتْ

لو أني أقذف نفسي

فوق العشب المبتل!!

شمس تسقط في أفْقي شتويٌ

قصر مسحورْ

بوابة نورْ

تفضي لزماني أسطوريَ

كَفَّ خضبت بالحناء

طاووس يصعد في الجوزاء

بالذيل القزَحٌي المنشورْ!
في الماضي كان الله

يظهر لي حين تغيب الشمسْ

في هيئةِ بتسانَي

يتجول في الأفق الورديَ

ويرش الماءَ علي الدنيا الخضراء

الصورة ماثلة

لكن الطفلَ الرسامْ

طحنته الأيامْ!
1967
  رد مع اقتباس
قديم 25/12/2007   #25
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
Question


مرثية للعمر الجميل

في ذكري عبدالناصر
ر
هذه آخر الأرض!

لم يبقَ إلا الفراق

سأسوي هنالك قبرا،

وأجعل شاهده مِزقةَ من لوائكَ،

ثم أقول سلاما!

زمن الغزوات مضي، والرفاق

ذهبوا، ورجعنا يتامى

هل سوي زهرتين أضمهما فوق قبرك،

ثم أمزق عن قدمي الوثاق

إنني قد تبعتك من أولِ الحلمِ،

من أول اليأس حتى نهايتهِ،

ووفيت الذماما

ورحلت وراءك من مستحيل إلي مستحيل

لم أكنْ اشتهي أن أري لونَ عينيك،

أو أن أميط اللثاما

كنت أمشي وراء دمي

فأري مدنا تتلألأ مثل البراعم،

حيث يغيم المدى ويضيع الصهيل

والحصونَ تساقط حولي،

أصرخ في الناس! يوم بيومِ،

وقرطبة الملتقي والعناق

آه! هل يخدع الدمج صاحبه

هل تكون الدماء التي عَشقَتْك حراما!

تلك غرناطة سقطت!

ورأيتكَ تسقط دون جراحِ،

كما يسقط النجم دون احتراق!

فحملتك كالطفل بين يدي وهرولت،

أكرم أيامَنا أن تدوس َ عليها الخيول

وتسللت عبر المدينةِ حتى وصلت إلي البحر،

كهلا يسير بجثةِ صاحبهِ،

في ختام السباق!


مَن تجري يحمل الآن عبءَ الهزيمةِ فينا

المغني الذي طاف يبحث للحلم عن جسدِ يرتديه

أم هو الملك المدعي أن حلمَ المغني تجسَّد فيه

هل خدعت بملكك حتى حسبتكَ صاحب المنتظرْ

أم خدعت بأغنيتي،

وانتظرت الذي وعدتْكَ به ثم لم تنتصر

أم خدعنا معا بسرابِ الزمان الجميل؟!


كان بيتي بقرطبة،

والسماء بساط،

وقلبي إبريق خمري،

وبين يدي النجوم

صاح بي صائح: لا تصدٌِق!

ولكنني كنت أضرب أوتارَ قيثارتي،

باحثا عن قراره صوت قديم

لم أكن بالمصدق، أو بالمكذٌِبِ،

كنت أغني، وكان الندامى

يملأون السماء رضا وابتساما!

والسماء صحاري،

وظهر مدينتنا صهوة

والطريق

من القدس للقادسية جد طويِل

قلت لي:

كيف نمضي بغير دليل

قلت:

هاكَ المدينةَ تحتكَ،

فانظر وجوهَ سلاطينها الغابرينَ،

معلقة فوق أبوابها، واتقِ الله فينا!

كنت أحلم حينئذي

كنت في قلعة من قلاع المدينةِ ملقي سجينا

كنت أكتب مظلمة،

وأراقب موكبكَ الذهبيْ

فتأخذني نشوة ، وأمزق مظلمتي،

ثم أكتب فيك قصيدة



آه يا سيدي،

كم عشنا إلي زمن يأخذ القلبَ،

قلنا لك أصنْع كما تشتهي،

وأعدْ للمدينة لؤلؤة العدلِ،

لؤلؤةَ المستحيلِ الفريدة

صاح بي صائح لا تبايعْ!

ولكنني كنت أضرب أوتارَ قيثارتي،

باحثا عن قرارة صوت قديم!

لم أكن أتحدث عن ملِكي،

كنت أبحث عن رجل،

أخبرَ القلب أن بأمته أوشكت،

كيف أعرف أن لدي بايعته المدينة،

ليس الذي وَعَدَتنا السماء؟!

والسماء خلاء


وأهاج المدينةِ غرقي يموتون تحتَ المجاعة

ويصيحون فَوْق المآذن

أن الحوانيتَ مغلقةْ

وصلاة الجماعة

باطلة، والفرنجة قادمة

فالنجاءَ النجاءْ!

ووقفت على شرفات المدينةِ أشهدها،

وهي تشحب بين يديْ كطفل،

ويختلط الرهَج المتصاعد حول مساجِدها

بالبكاء

وأنا العاشق المستحث قوافيَّ من يوم أن وجلِدْتْ،

واستدارت علي جيدِها وسوسات القلادة

تهت فيها، وضاع دليلي

يا تجري هل هو الموت؟

هل هو ميلادها الحق؟

من يستطيع الشهادة

أنا لا!

لم أكن شاهدا أبدا

إنني قاتل أو قتيل!

محتج عشرين موتا،

وأهلكت عشرين عمرا،

وآخيت روح الفصول

تتوارى عصوركم وأظل أغني لمن سوف يأتي،

فترجعك قرطبة وتجوز الشفاعة

صاح بي صائح: أنج أنتَ!

ولكنني كنت في دمِ قرطبة أتمزقْ

عبرَ المخاض الأليم

كنت أضرب أوتار قيثارتي،

باحثا عن قِرارة صوتي قديم

صِحْتَ بي أنتَ..

هل كنتَ أنت؟!

آه! لا تسألوني جوابا،

أنا لم أكن شاهدا أبدا

إنني قاتل أو قتيل

وأنا طالب الدمِ،

طالب لؤلؤةِ المستحيل

كان بيتي بقرطبة

بِعت قيثارتي، ثم جزت المضيق

قاصدا مكة، والطريق

رائِع.. كنت وحدي وكانت بلاد دليلي

وكان محمد فوق المآذن يمسك طرف الهلال

وينير سبيلي

ويوقف خيل الفرنجِة

يمسخها شجرا أخضرا في التلال!

إنني أحلم الآنَ.

بيتي، كان بغرناطة

بعت قيثارتي، واشتريت طعاما

ورحلت إلي بلدي لست أدري اسمها،

جعت فيها

وانضممت لطائفة الفقراء بها،

واتخذت إماما

هل هو الوحي؟

أم أنه الرأي يا سيدي والمكيدة.

هل أمرنا بأن نرفَع السيفَ؟

أم نعطَي الخدْ؟

هل نغصب الملكَ؟ أم نتفرق في الصحراء؟!

ولقيتك، أنتَ الذي قلت لي:

عد لغرناطة، وادع أهل الجزيرةِ أن يتبعوني،

وأحيِ العقيدة!

إنني أحلم الآنَ.

لم تأتِ

بل جاء جيش الفرنجةِ

فاحتملونا إلي البحر نبكي علي الملك.

لا، لست أبكي علي الملك،

لكنْ علي عمر ضائعي لم يكن غيرَ وهمي جميل!

فوداعا هنا يا أميري!

آن لي أن أعودَ لقيثارتي،

وأواصل ملحمتي وعبوري

تلك غرناطة تختفي

ويلف الضباب مآذنَها

وتغطي المياه سفائِنَها

وتعود إلي قبرِكَ الملكي بها،

وأعود إلي قدري ومصيري

من تجري يعلم الآن في أي أرضي أموت؟

وفي أي أرض يكون نشوري؟

إنني ضائع في البلاد

ضائع بين تاريخي المستحيلِ،

وتاريخَي المستعاد

حامل في دمي نكبتي

حامل خطئي وسقوطي

هل تجري أتذكر صوتي القديمَ،

فيبعثني الله من تحت هذا الرماد

أم أغيب كما غبتَ أنتَ،

وتسقط غرناطة في المحيط!

سبتمبر 1971
***
  رد مع اقتباس
قديم 25/12/2007   #26
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


غربة

يا مَن يعيدنا إلي بلادنا

بلادنا العميقة الخضرة

نبكي، ولو مرة

من قلبنا!

آيات من سورة اللون

1 إلي الرسام سيف وانلي

يرقد العالم في بلورة يغسلها ماء المطر

ها هي اللحظة تأتي.

أهو اللون، أم الإيقاع ما تصطاده،

أو ربما تسلمه نفسكَ

حتى يغمرَ الموج التجاعيدَ،

ويلهو بصَيْلاتِ الشَّعَرْ!

يهبط اللون

من الياقوتِ

للفضةِ،

لعشبِ،

ويعلو

سلم الصوتِ

فقاقيعَ من الأضواءِ

لا تلبث حتى تنفجر





أهو اللون، أم الإيقاع ما يحملك الآنَ

علي هذا البكاء الفذ؟

أم بعد الصور؟!
يرقد العالم في الزاويةِ الأخرى من المرسمِ

وَعْلا نادرا

ينعم بالألفةِ والدفءِ

ويجترّ الفِكَرْ

تدخل العاشقة الفندقَ في حَزْمِ

وتعطي نهدَها للرجلِ المملوءِ صمتا

قبل أن يدهَمه وقت السفَرْ
ينفر الديك نجيماتِ السَّحَرْ

يرقص البحارة الأغراب في الملهي

ويبكون فرادى

ويعودون زمَرْ
أهوَ اللون الذي كنتَ تراه؟

أهوَ ذات الصوتِ؟

لكنكَ لا تملك أن توقف ركضَ الغيمِ في وجه القمَرْ

فانتظر أن يَرجعَ الصيف

وحاول مرة أخري مع الضوءِ

الذي لا ينتظر
18/1/1974
***
  رد مع اقتباس
قديم 25/12/2007   #27
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


إلي الرسام عدلي رزق الله


قطرتانِ من الصحوِ

في قطرتينِ من الظلْ

في قطرة من ندي


قل هو اللون!

في البدء كانَ

وسوف يكون غدا

فاجرح السطحَ

إن غدا مفعَم

ولسوف يسيل الدم!

سنغني لكم أيها السادة الغرباء

غناء رتيبا

على وتري مفردي يتردد بين مداريْهِ

كالقمر العربيٌ

هو الأبيض الأسود، اللؤلؤ المعتم

سنغني أغانيَنا الخضر

لكننا سنفاجئكم بقنابَل موقوتة

كان أسلافنا خبَأوها مع الخبزِ والخمرِ

في خشب المومياتْ

لكي تتفجرَ في غرف الدفْنِ

حين تحين مواعيد عودتهم للحياةْ

وردة أم فمج



هذه الورقات التي تسمح الآنَ صدري

وقبرة تتنفس تحت الأصابعِ

أم برعم

نَهدها؟

قطرتان من الصحوِ

في قطرتين من الظلْ

في قطرة من ندي

هكذا يزرعون البيوتَ

فتكبر مثلَ الكرنبِ

أليس سوي الأخضرِ الطّحلبي

أو الأصفر المعدنيٌ؟

تعالوا نلونْ كما نشتهي هذه الأرضَ

أو نشعلِ النارَ فيها

كما يشعلون الصواريخَ في ليلةِ المولدِ النبوي

فتحملنا وتطير

وتسقطنا مَطرا قزحيا

وتزرعنا شجرا موقدا



ها هو الهرم

رَحِم

فتعالوا نولده ولَدَا!

قطرتان من الصحوِ

في قطرتين من الظل

في قطرة من ندي


تركب الريشة الريحَ في أثَر اللونِ

تلقطه شذرةَ شذرةَ

من مسامير أحذيةِ الجندِ

من رهَجِ الذكرياتِ السحيقة

تدخل في إثره بطنَ أرزْةِ لبنانَ

تشتفّ نطفته المستكنَّةَ نَسْغا فَنَسْغا

وتجمع أشلاءَه حزمة حزمة

ثم تدعوه أن يتنفسَ

لكن سدى!

إن لونا هنا ينقص اللونَ

كي يتنفسَ

لون كَحب اللقاحِ الذي لا يجري

كالأوز الذي غاب في زَبَدِ الأفقِ

قل إنه الطين

فلينظر الطين مِم خلقناه!

قل هو ماء

وما هو ماء، ولكن دمج

نخلة أنتِ

أم سلم

وأنا خنجر طالع

أم هلال تحدرَ بين الترائبِ

حتى اختفي في الذوائبِ

ثم بدا

جسدا

وارتدي جسدا!

قل هو اللون


اي البدءِ كانَ

وسوف يكون غدا

فاجرح السطحَ

إن غدا مفعم

ولسوفَ يسيل الدم




5 يناير 1977

***
  رد مع اقتباس
قديم 25/12/2007   #28
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


بطالة

أنا، والثورة العربية

نبحث عن عملي في شوارع باريسَ

نبحث عنْ غرْفة

نتسكع في شمس ابريلَ

إن زمانا مضي

وزمانا يجيء!

قلت للثورةِ العربيةِ:

لابد أن ترجعي أنتِ

أما أنا

فأنا هالك

تحت هذا الرذاذِ الدفيءْ!


ابريل 1974
  رد مع اقتباس
قديم 25/12/2007   #29
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي



غرفة المرأة الوحيدة

ها هي الآنَ تطرد عنها المدينةَ

تغلق من خلفِها بابَها

وتضم الستارْ

ثم تشعل مصباحَها في النهارْ

حيوانات وحَدْتِها

تشرئِب لها في الزوايا

وفوق الجدارْ

ثَمٌ موقد غازي

ومَغسلة

ورفوف لوضع المؤونِة.

منفي صغير

وفي العمق ثَم سرير

ومنضدة

وشموع صغارْ


وحضور

له من خطى الوقتِ خبز وماء

ومن ظلها المتأرجح إعفاءة ودثارْ.

له نكهة الجسدِ المتعودِ وحدتَه

المتأملِ في ذاتِه.

كلّ شيءِ مرايا

لها وجهها

ولها ما لأعضائِها مِنْ حميمية وانكسارْ

ربما عَبَرَتْ في طفولتها بمكاني كهذا

بضوء

وآنية يسقط الظلّ منها على مفرشِ ناصعِ

ربما استحضرَت بالعقودِ المدلاةِ، والشمعداناتِ روحا

تعود بها لبساتينَ هاربةِ

لينابيعَ تجري علي أوجهِ

تترجرج تحت المياه النقيةِ

باسمة في القرارْ!

لم أكن أنا

كانت تكلم غيري

وتنظر في وجهه المستعار


24 إبريل 1978
***
  رد مع اقتباس
قديم 25/12/2007   #30
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي



طليطلة

كان الحنين مَدى عَذْبا، وكان لنا

من وجهها كوكب في الليل سيار

هذا دخان القرى، مازال يتبعنا

وملء أحلامنا زرع، وأجنحة

وصبْية

وطريق في الحقولِ إلي الموتى

وصبار

فملتقي الأرضِ بالأفقِ الذي اشتعلت

ألوانه شفقا

فالقاطرات التي غابت مولولةَ

في بؤرة الضوءِ،

فالحزن الذي هَطَلَتْ

علي أمطاره يوما

فصِرت إلى طيري،

وسافرت من حزنِ الصبيٌِ إلي

حجزنِ الرجالِ، فكجلّ العمرِ أسفار


يا صاحبِيٌ قِفا!

فالشمس قد رجعت،

ولم تَعِد بغَدِي

كجلّ المقاهي انتظار. ساءَ ما فَعلَتْ

بِنَا السنون التي تمضي،

ونحن علي موائدي في الزوايا،

ضارعين إلي شمسي تخلَّلتِ البللٌورَ واهنة

ولامَستْ جلدَنا المعتل، وانحسرت

عَنٌَا إلي جارنا،

فما نَعِمْنا، ولم يْنَعم بها الجار


يا صاحبيّ!

أخمرْ في كئوسِكما

أَمْ في كئوسكما هَمَّ وتَذكار!


في القلب جرحا، علمْنا لا دواء له

حتى نعودَ،

وما يبدو أن اقتربتْ

أَيَّام عودِتنا، والجرح نَغَّار

ها نحن نفرِط فوق النهرِ وردتَنا

وتلك أوراقها تنأى، ويأخذها

ورادَ أحلامِنا موج وتيار

يا صاحبيَّ!

أحقا أنَها وسِعَتْ

أعداءَها!

وجفَت أبناءَها الدار؟!

لو أنَها حوصرت حتى النهايِة،

حتى الموتِ، لو سحَبَتْ

علي مفاتِنِها غلالة من مياهِ النيلِ،

واضطَجعتْ في قاعِهِ!

لو سفَتْها الريح فانْطمَرَتْ

في الرمِل وانْدلعَتْ

من كل وردةِ جرحي وردة

فالمدى عشب ونوَّار



هذا دخان قراها يقتفي دَمَنا

ومِلء أحلامِنا زرع، وأجنحة

ومِلء أحلامِنا ذئب نَهَشّ له

نسقيه من كأسنا الذاوي،

ونسأله عنها،

وننهار!

باريس 1979
***
  رد مع اقتباس
قديم 25/12/2007   #31
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


العودة من المنفي

لَمَّا تحررتِ المدينة عدت من

منفايَ،

أبحث في وجوه الناسِ عن

صحبي،

فلم أَعْثر على أحَدى،

وأدركني الكلالْ


فسألت عن أهلي، وعن دارِ لنا

فاستغرب الناسج السؤالْ

وسألت عن شَجري قديمي،

كان يكتنف الطريقَ إلي التلالْ

فاستغربَ الناسج السؤالْ

وبحثت عن نهرِ المدينةِ دون جدوى،

وانتبهت إلي رمادِ نازِلي

من جمرِة الشَّمس التي كانت تميل إلي الزوالْ

وفَزِعت حين رأيت أهلَ مدينتي

يتحدثون بلكنةِ عجماء متجهين نحوي،

فابتعدت،

وهم أمامي يتبعون تراجعي بخطي ثِقالْ

حتى خرجت من المدينة مثقلا بحقائبي

وانهرت مثل عمودِ ملحي

في الرمالْ

باريس نوفمبر 1979
***
  رد مع اقتباس
قديم 25/12/2007   #32
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


أشجار الأسمنت

يقبل الوقت ويمضي

دون أن ينتقل الظلّ

وهذا شجر الأسمنت ينمو

كنبات الفِطْرِ،

يكسو قشرة الأرضِ،

فلا موضعَ للعشبِ،

ولا معنى لهذا المطر الدافقِ،

فوق الحجرِ المصمَتِ،

لا ينبت إلا صدأ

أو طحلبا دون جذورْ


تقبل الريح وتمضي

دون أن تَعْبرَ هذا الصمتَ،

أو تقوي علي حمل استغاثات القرى

والسفن الغرقَى،

وهذا شجر الأسمنت في كل مكانِ

يتمطَى ، ويخورْ

كالشياطينِ،

ويصطاد العصافيرَ التي تسقط كالأحجار،

في أجهزِة الرادارِ،

أو تشنق من أعناقها الزّغب،

علي أَسلاكِ آلات استراقِ السَمعِ،

في تلك السموات التي نعرف من شرفاتنا

أن العصافير تموت الآن فيها

حينما يرتطم السرب،

فتهتز قرون المعِدنِ الوهَاجِ في الضوءِ الأخيرْ

يقبل الليل ويمضي

دون أن نشبع من نومي،

وهذا شجر الأسمنت يلتفّ علينا.

والمواليد الذين اعتاد آباؤهم الصمتَ


يجيئون قصارا

ناقصي الخلقةِ،

لا خرج من أفواههم صوت

ولا تنمو خِصاهم.

والنفايات التي تلفظها الشهوة في كل صباحِ

سأَما، لا شَبَعَا

توضع أكداساَ علي الأبوابِ،

والآلات تلقي غيرها زبدا، وخَمْرا

في النهيرات التي تفضي إلي الباعِة،

والأرض تدورْ!


باريس 20/3/1979
***
  رد مع اقتباس
قديم 25/12/2007   #33
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


خمرية


الأصدقاء الحميمون أقبلوا

في ثيابي جديدة

من بلادي بعيدة

وقبورِ

ساقوا سماءَ إلي البهو من دخانِ

وشدوا

نجومَها بخيوطي

ورفرفوا كالطيورِ



بعيدة كأسنا الأولي،

والوجوه عليها من النهارِ انطفاءات

والمدينة ضمَت أسواقَها

وتهاوت

تحت الزجاجِ المطيرِ


بعيدة هذه الكأس، والنهار بعيد

وعن يميني بساتيننا التي لا نراها

لما ركِبنا عليهم أسوارَها، ودخلنا

كانت هناك تلال

من خالص التٌبرِ،

كانت من النساء عذارى

كلؤلؤي منثورِ
ورجب ظبيي غريرِ


دعوته لسريرِي!


وكان ثم رفات

يسيل بين محطاتِ أدبَرتْ

ومحطات أقبلتْ

وجسورِ

ولات حين نشورِ!


مَن ينزل الغَيْمَ؟

لي فيه وردة

أزهرت وحدها هناكَ، وأبقت

جذورَها راعياتِ

في جسمي المهجورِ



بعيدة هذه الكأس، مثَل شمسي شتائية

تدور، وتفتر عن سني مقرورِ

ونحن بين المرايا

نعشو لها بمهيضِ،

من الجناحِ، كسيرِ

محاصرين بأشباحنا،

نبادلها الكرٌ والفرِارَ،

إلى أن مضي الزمان فقمنا

وانسلْ كجل لمثواه في الظلامِ الأخير


الأصدقاء الحميمون اقبلوا

في ثيابي جديدةِ

من بلاد بعيدة

وقبورِ
ساقوا سماءَ إلي البهو من دخانِ


وشدوا

نجومها بخيوط

ورفرفوا كالطيورِ


باريس 1984
  رد مع اقتباس
قديم 25/12/2007   #34
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي



سفر

بيْننا، يَتَغَير لون الشجرْ

يتوغل طير المسافات في بحرِ هدأتِهِ

عالقا بالخيوطِ التي تتقاطع في خضرة السهلِ

أو تتوازي

ويتصل البحر بالليل، ينقص وجه القمرْ!

زمن من مطرْ

من رذاذي رتيبي

يسح بغير انقطاعي

أفي الليل، أم في النهارِ

تجري، كان هذا السفرْ؟!

مدن للعبورِ فحسب

وأرصفة للصدى المعدني

وفي المدنِ الهامشيةِ ما يوقظ الذكرياتِ

وبين القرى ومدافنها شبَهَ

ثَمٌ في العشبِ درب

ومتسع لمرور الرياحِ

وبين القرى ومدافنها ينفذ الضوء في ورق الشجراتِ

ولا يتجسد!

بينهما شهوة غير مرئية

لفحة من بياض الطلاءِ الذي يتردد بين البيوتِ

وبين المقابرِ

مرتجفا في مياه النهَرْ!

التفاصيل تفقد أسماءَها الآنَ

واللحظات التي سرقتني انتهت

والذي كان يفصل ما بيننا يختفي

مثلَ نافورة سكتَتْ

ثم نبقي علي الطرفْينِ يواجه كل أخاه ولا يتقدم


يا أيهذا الجمال ج الذي ظل محتفظا بالصبا

أيهذا الجمال الذي ظل محتميا بالحجرْ!


29/5/1977
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 21:53 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.20553 seconds with 14 queries