أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > أدب > الشعر

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 08/09/2008   #19
صبيّة و ست الصبايا وشم الجمال
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ وشم الجمال
وشم الجمال is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
المطرح:
جبين الشمس
مشاركات:
4,561

افتراضي سعدات نخل في أريحا


من رأى منكم أريحا
يزرع الورد المجفف في يديه
يرتوي من عشقها المحبوس في جرس الرجاء
يستحمّ بطينها المبتل من شهدٍ قتيل
يستعيد نخيلـَها للمفردات
سعداتُ .. نخلٌ في أريحا كلما انطلق الرصاص
سعداتُ:
موطننا المكبّل في الخرائط
ملحـُنا المحشوّ في جرح اللقاء
وانبعاث العشب في لغة البكاء
سعدات .. ماءٌ للصهيل
وبرتقالٌ للأصيل
سعدات .. مفتتح الرحيل .


سعدات .. نخلٌ في أريحا
سعدات .. صخرٌ قدّ من مدنٍ جريحة
سعدات .. نجمٌ حطّ في صوتِ الصبايا ذات نبض
سعدات .. جبهتنا العتيقة
خندقٌ حول الأرامل والعيون
كرمةٌ في بيت شِعر
سعدات .. نهرٌ في حكاية روحنا
ضفةٌ أخرى لأردنٍّ جريح
صفحةٌ أولى بديوان الرياح
سعدات .. منفى الحالمين
جُزر الكناري والنوارس والفوارس
محبس الروح الشهيدة حين تبحث عن جسد
طبقاتُ تاريخٍ من الألم المُحلـّى بالدماء
سعداتُ نخلٌ في أريحا
لا تقلعوا النخل الأخير من اكتمالي
لا تهدموا جدران نبضي فوق نبضي
آهِ يا نبضي تعبتُ من الأنين
آهِ يا منفى
آمنتُ بالمنفى .. فلا وطنٌ لأجنحتي الطريدة
آمنتُ بالمنفى .. إذا جسدي تمزق من سياطِ الريح
آمنتُ بالروح الضليعة في الزجاج
سعداتُ روحـُـك في زجاج
والزجاج عليه سجنٌ
ثم خلف السجن سجنٌ خلف سجن
كيف تسحبنا أريحا للجنون
ونحن عشّاقٌ لها
كيف تسرقنا من الأجراس
تحبسنا بلا أنفاس
نحنُ عشّاقٌ ولا وردٌ لنا
من بنى منكم أريحا ذات وجد
من رأى منكم أريحا ذات وأد
من يُقبّلها وقد سجنت عشيقيْها عليها
من يعاتبها وصوت القصف شوكٌ في البكاء
من يراسلها وكل حمائمي
تعبتْ من الجدران في كتبِ البخار
من يغازلها وقد خُطِفَ العشيقُ من الكلام ؟.

هبطت ملائكة ٌ عليكَ لتستعيدك
هبطت زرافات من الشهداءِ تحمى قامتك
مسح الشهيد رفيقه بيدين من ماء البنفسج
مرّ الشهيدُ كنسمةٍ في هاتفٍ خلويّ
يبتكر المشاهدَ للفضائيات والمُهج الأسيرةِ مثل طيرٍ عالقٍ بين السحاب
سبحَ الشهيدُ على مكالمةٍ أخيرة
زرع التوقّعَ والترقّبَ في أَصِيص ِ سحابةٍ بُنِيتْ على حجرٍ عتيق
رفعَ الشهيدُ سلالماً يشتاقُ أحمدُ دَرْجَها
مسكَ الشهيدُ قذيفةً كادت تمرّ من الجدارِ إلى الجسد
سأل الشهيدُ رفيقه:
هل في أريحا شارع ٌ لزراعةِ الأمل الذي أحضرت
هل في أريحا قُبلةٌ كالزادِ نحملها هناك؟
هل في أريحا بيتُ شِعرٍ باحثٌ عن أحمدٍ حتى تـُعسّله البلاغةُ والبيان؟
هل في أريحا .............

سأل الشهيدُ رفيقه ... ها قد أُصِيبَ سؤاله برصاصةٍ
فتساقطت كلّ الحروفِ على التراب
وبكى شهيدٌ في شهيدٍ آخرٍ
قال الشهيدُ لصاحبه :
الضوءُ يتلو ما تيسّر من نهارك
اخرج إليهم نصف بحر
ارفع إليهم قامتك
هبطت عليك دموعنا من كلّ فجّ ٍ مشتعل
الله معك .... اللهُ معك.

حملتكَ أدعيةُ القلوبِ على جناحٍ من ضياء
وضعتكَ فوق بساطها
رفعتكَ فوق قذيفةٍ أخرى
كلُّ القلوب تماسكت في لحظةٍ كادتْ تخرّ لها السماء
كلُّ القلوب تآزرت في لحظةٍ رَخُصَ البكاء
كلّ القلوبِ على أريحا
آهٍ أريحا
هذا عشيقك في جوار بكائنا
خطفوا شذاهُ ليصلبوه
خطفوا الأهلّة من سماءٍ واقفة
خطفوا البذور من السلالاتِ التليدة للتقدم
خطفوا تحيتنا الأنيقة
خطفوا البروق من السطور
خطفوا النسور من التضاريس العميقة
خطفوا البخور من التمني
والرحيق من الزجاج
خطفوا السراج من الندى
خطفوا صهيلكَ يا فتى .

آهٍ أريحا
كلُّ عشاقك ماتوا دونكِ
كلّ الدروب إلى أريحا من جفونٍ لا تنام
كلُّ السماءِ على أريحا سربُ موسيقى المقام
كلُّ الرياح إلى أريحا بات يتعبها الهيام .

سعدات .. سربٌ من نوارس
قبةٌ ظهرت على ماءٍ بعيد
نشرةٌ للزهر في بيتِ القصيد
قُبلةٌ مثل الفراشةِ فوق خدِّ أميرة من زنبق ٍ
لهفةٌ مثل الحريرِ
على وسادةِ موجةٍ نامت طويلاً فوق شُبّاكِ الغصون
سعدات .. كمثرى تـُجفّف شهدها في الشمس
سعدات .. أوردة الرخام لوردتين على الكلام
سعداتُ .. أشرعة الفنيقيين في لغو الحمام
سعدات .. مخترع ُ الأمام
قديسُ ديْرٍ من غمام
باني القصائد في أريحا
مكتشفٌ لأوردة الصخور
صانعٌ منها الأسنةِ والعطور
متعاقدٌ أبديُّ مع ضوء القيام .

آهٍ أريحا
لي نقوشٌ فوق صخرك من سنين
لي أنينٌ فوق جدرانك يحيا
كم من الأرواح يلزم كي يعود الريشُ للرمزِ المجمّدِ
كم من التحليق يلزم كي نعود
سعدات عاد إليكِ يوماً
خانتهُ جدرانُ البيوت
ضغطت عليه
تحوّطته
غلَّقتْ أبوابها العشرين حوله
نادتهُ:
أقبل هيتَ لك
ردّ الرفيقُ برفقه :
حاشا لربي ؛ العشق في لغتي انطلاق
شقّت حنينه
فتدفق النهرُ المقاتلُ بين جدرانٍ تعانده
مرّت طيورُ كثيرةٌ من حوله
وهوت به في العشقِ
فاشتعلت لواتسُ فوق ماء الروح نبضاً تلو نبض
كلُّ سحابةٍ دخلت إليه ليطمئن
سعداتُ أكمل دورةَ الزيتون داخل سجنه
يا صاحبيّ السجن
لو تخرجانِ إلى أريحا .... تذكراني عندها

نسيا المتيّمَ في الصخورِ كعشبةٍ برّيةٍ
نسياهُ دهراً بين قاذفتيْن
مرّت نهاراً في الجوار قذيفة ٌ
كشفت حقيقة عاشقٍ في سجنه
نادت قذائفَ في المدائن أن تعالوا
هاهو المغموس في الجدران ، نُخرجه ونفضح أمرَهُ
سقطتْ عليه
نقرتْ حجارته طويلاً
هدمتْ نقوشه
غرست مخالبها بلحمه
طارتْ بهِ
يا صاحبيّ السجنِ هل تبكي أريحا ؟
النساء
قطّعْنَ أيدِيهن حين رأينه
وانهار الدعاءُ على مآذنه التي تمضي
مطرٌ كثيرٌ حول قامتهِ
قمرٌ يرافقه
ويحرسهُ
يفتِّش عن حصانِ راكضٍ في ساعديه .

سعدات يا سرباً يقلـّمه الجنود
اترك براعمَنا علينا
سوف تعشقنا أريحا وقتَ يخضرّ الكلام
سعداتُ يا عشقاً يجدد وجدَه
تهديكَ عاشقةٌ سلام
فاصطبر واروِ نخيلكَ
فالقصائد لا تنام

تباً إننا جيل كامل من الانتظار .. متى نفرغ من الصبر .. و من مضغ الهواء ..


اتعرى من الجميع كي أجدني,,,,
فأضيع !!!!

حاولتُ أن أغرق أحزاني في الكحول، لكنها، تلك اللعينة، تعلَّمَت كيف تسبح!
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 15:38 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.05099 seconds with 14 queries