أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > منبــر أخويـــة الحــــــر

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 08/05/2005   #1
شب و شيخ الشباب حسون
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ حسون
حسون is offline
 
نورنا ب:
Feb 2005
المطرح:
اليونان تسالونيك
مشاركات:
1,766

إرسال خطاب MSN إلى حسون إرسال خطاب Yahoo إلى حسون
افتراضي لبنان الأول


موفق نيربية

الأرض تدور بالفعل، وتدور الدوائر أيضاً. الأولى على محورها، والثانية على الباغي.

حملت تظاهرة اللبنانيين في الرابع عشر من آذار في ساحة الشهداء، ساحة الحرية، وقبلها تظاهرة ساحة رياض الصلح، هذا اليقين من جديد. منذ ذلك اليوم، أصبح التفاؤل لا يبعث على الخجل.

ومنا، نحن في سوريا، من يكره التظاهرات، التي كان اسمها مسيرات شعبية، وكان يتمنى لو أنه لا يرى تظاهرة أخرى في حياته. هو نفسه، امتلأ قلبه فرحاً أمام منظر الأعلام اللبنانية تملأ الساحتين، في اليومين، وخصوصاً في التظاهرة الأولى التي تدعم الثبات والثوابت، من حيث بعض عناوينها، في حين كانت بوحدة أعلامها خضوعاً وتسليماً بتلازم مبدأي الوطنية والمواطنة، وهما خير وأبقى.

قبل الحديث في تفاصيل واجتهادات، لا بدّ من توجيه التحية إلى اللبنانيين ومشاطرتهم الحماسة والبهجة، ولأسباب عدة. منها أنهم كانوا البلد "الأول الذي لم تكن الولايات المتحدة من يبلور بشكل رئيسي خطى الأحداث فيه" مثل غيره، كما اعترف روبرت ساتلوف في تقريره الذي أصبح شهيراً، رغم تناقض ترجماته واختزالاته العربية. هذا يعني اعترافاً بأن اللبنانيين قد فاجأوا الجميع، بهمتهم على استعادة أقدارهم وصنعها بأيديهم من جديد. ومن الأسباب أيضاً، أن ما حدث ويحدث وسوف يحدث في لبنان، سوف يكون عاملاً أساسياً في "نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط " بالفعل، غير ملتبس، كما حدث في العراق، وليس غير ذي صلة كما في غيره.

نعم، كان التفاؤل يبعث على السخرية. كذلك كان الحديث عن حتمية التغيير، وعن إمكان حركة المجتمع. وأثبتت الأحداث اللبنانية أن شعوبنا قادرة على مفاجأة الجميع، وأن القهر والكمون والصمت الطويل، قد تكون خميرة للعمل والتنظيم وجلاء الرؤية. الانتفاضة اللبنانية لم تأت من فراغ، بل من ضعف الخصم، وتغيّر العالم، وهمّة الشعب ونخبه المختلفة. والأخيرة هي الدرس اللبناني الأكبر، الذي نحترمه ونقوم بهضمه نحن في سوريا.

الدرس الثاني لم تكتمل حصته بعد، لكن عناصره تتضح أكثر فأكثر. هو درس الأعلام الوطنية المشار إليها، نقيضة الانتماءات الأخرى حين تكون غالبة. سوف يحاول بعض المنهزمين في الضرورة أن يوقظوا الفتن النائمة والغرائز القديمة، ولن يقدروا. فالموجة كبيرة ومنظمة وعارمة، وسوف يسارع الآخرون خفافاً للانضواء تحتها، قبل أن تجرفهم جانباً، أو بعيداً. "حزب الله"، حزب المقاومة والتحرير من جهة، والطائفة من جهة أخرى، له دور هنا لن يستطيع التملّص من مسؤولياته، وسوف يواجهها بالتأكيد بالعقلية والانتماء والخبرة التي انتهى إليها، الأنضج بالتأكيد من تلك التي ابتدأ بها.

الدرس الثالث أيضاً لم يكتمل، وهو القدرة على التعامل مع سوريا والعروبة بشكل صحيح ومفيد. ونحن واثقون من أن هذا الدرس الخاص سوف يكون ذا قيمة كبرى في زحمة الدروس الأرخص. سوريا هي الأصعب والأقرب والأكثر إلحاحاً وراهنية، وتلبية أجراس مشكلة العمال السوريين معيارها الأول، عملياً وليس بالأقوال وحدها. سوريا هنا هي الدولة والمجتمع، لا السلطة وأجهزة الأمن والمافيات العديدة الاختصاص.

وللدروس شروط نجاحها، التي ترتبط بالثقة والتفاعل وتبادل التأثير. فهل يستطيع اللبنانيون _ ومعارضتهم بالذات _ أن يزيلوا القلق الناشئ لدى بعض السوريين والفلسطينيين والعرب، ببرامجهم الواضحة من أجل لبنان ديمقراطي مستقل موحد، ورؤيتهم للمسائل السورية والعربية بزواياها الحادة المعروفة؟

لا يتعارض هذا القلق مع كون ما حدث في لبنان، في حجمه حتى الآن، ينحت في سوريا، نظاماً ونخباً وشعباً، وسوف يفعل أكثر. لبنان متكأً للسلطة في عجزها الداخلي ومهرب جانبي سوف يتلاشى. كان يستخدم كورقة أولى، بل "أم الأوراق". ولن تجد بعد ذلك أمامها إلا الجدار، والداخل. فقد حوصرت بين المثال العراقي وذلك اللبناني، وسوف تعمل على صوغ مثالها الخاص، الذي سيكون نسخة مختلفة أو متفقة مع الدرس الليبي، وتنقلب على نفسها، أو بعضها على بعض. أو، ربما لن تفعل شيئاً، وتنتظر، بقدراتها الضعيفة وكفاءاتها المتدهورة وصراعاتها على صغائر الأمور. هنا يعود التشاؤم، إن كان هذا الحديث تشاؤماً بالفعل.

الولايات المتحدة لن تضرب سوريا عسكرياً كما حدث في العراق، أو أن هذا ما يبدو حتى الآن. ولن يكون النظام في حاجة إلى ذلك مع نسبة حجمه إلى حجم الضغوط، الحالية أو المقبلة بعد. وهو لم يقم بخطوة جدية واحدة لملاقاة الناس في منطقة مكشوفة طوال خمس سنين عجفاء مرت حتى الآن، تعادل خمسين عدداً من سنوات الركود والاستقرار والاستبداد القديم الطويلة. لذا، لم تعد مسائل المصالحة الوطنية والمؤتمر الوطني والحوار مطروحة على الطريقة القديمة التي كانت تتأبّط خيراً واستكانة ونيات طيبةً. فماذا إذاً؟ لننتظر مؤتمر حزب البعث المقبل نر إن كان قادراً على نفي ذاته، فيعيد هيكلته وصوغ مبادئه، ويخرج من درعه في الدستور، بمادته الثامنة وأخواتها، ويطلق سراح الدولة والمجتمع والقانون والمواطن.

في الوقت نفسه، لا يمكن إلاّ التوقف عند ضعف المعارضة السورية، ونحن أمام الانتفاضة اللبنانية. فقد آن لهذه المعارضة أن تراجع وضعها من الجذور، فتعيد النظر في مناهجها وبرامجها وعملها، وتعيد تأسيس وحدة جديدة واسعة شاملة، فلا تبقى أطرافها تنظر في اتّجاه السلطة وحدها، تنتظر وتطلب وتأمل. غير ذلك، لا بدّ للنخب السورية أن تنطلق إلى آفاق جديدة متحركة، تدفع للتجمع حول المعارضة وتصليبها وتوسيعها إن كانت ستستفيق، وتتجاوزها إلى أمام إن كانت ستبقى على حالها. والبلاد ولاّدة، لا ريب في ذلك.

لم تكن هذه اللغة واردة من دون الحدث اللبناني الفريد بالفعل: "لا يمكن" و"لا بدّ" و"ينبغي"، ذهب أوانها إلى غير رجعة، إلاّ في مواجهة الموت والخراب ونذر العاصفة. ذلك لأنهم يفتحون أبواب البلاد، ويسجنون شعبهم "الخائن".

استطاعت كارثة احتلال العراق، أن تُنهي استناد الاستبداد إلى دعم مطلق خارجي، في حين كان الشعب على الحياد. واستطاعت كارثة أخرى، تتمثّل في اغتيال الشهيد الحريري، أن تُطلق الشعب اللبناني من إساره، ليفاجئ "الخارج" بحيويته وفاعليته. الفرق بيّن، وهو لمصلحتنا نحن في الإقليم الذي عاد اسمه إلى سوق التداول في السياسة الدولية: سوريا ولبنان، وهذه مفارقة تسجّل للحال التي يبدو أن موضوعها الرئيسي هو انسحاب القوات والمخابرات السورية من لبنان!

فشكراً للبنانيين، ولرفيق الحريري، شهيدنا الذي لا يزال ينتفض حياً صباح كل يوم. لقد فتح بموته طريقاً إلى الديمقراطية والاستقلال، الهدفين الغاليين في البلدين، اللذين ينبغي للوحدة الوطنية أن تتعزّز وتتشكل حولهما. وهنا وحدة مسارين جديدة، تبحث عن اسم ليس مكروهاً ولا مشكوكاً فيه. لم نعد قادرين على التشاؤم أكثر، لذا نتفاءل بما نراه أمامنا، وبما نحلم أننا مقبلون عليه. لقد صرنا مثل تلك البروليتاريا الأسطورية، التي لن تخسر إلاّ قيودها. هل كان مثل هذا الشعور أحد منابع النهوض اللبناني؟

نؤمن أن لا حرية للبنان، مضمونة حتى النهاية، إلاّ بحرية سورية، والعكس صحيح. فلماذا لا نعمل على هذا الأساس معاً، على الأرض وعلى الطاولة؟ قد نستغني بذلك عن الحاجة إلى كوارث أخرى.

ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

من مواد جريدة الرأي العدد 41

ΕΛΕΥΘΕΡΙΑ ΣΤΟΝ ΣΑΒΒΑ ΞΙΡΟ
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 18:30 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.06066 seconds with 14 queries