أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > المكتبة > قرأت لك

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 16/05/2008   #55
صبيّة و ست الصبايا وشم الجمال
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ وشم الجمال
وشم الجمال is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
المطرح:
جبين الشمس
مشاركات:
4,561

افتراضي


* *
كأنّها، الشّمس، غابت ولا رجوع.
وما هَمّ! مُجبرة على انتظارها أنا؟ مَن قال!
أنا أَنتظركَ أنت.
كأن اللّيل جمَّع ليالي الزّمن كلّها، وصار بِطُول العمر.
وما هَمّ! مُجبرة أنا على انتظاره؟ مَن قال!
أنا أَنتظركَ أنت.
بعيداً عنك، لا شروق في الصباح يعنيني. لا نوم في اللّيل يغريني.
شمسُكَ أنتَ فلتشرقْ عليّ في كلّ ساعات النّوم.
لا ليلَ أعرفه بعد اليوم، إلاّ ليلُ غيابك.



رائع جدا هالمقطع...طبعا كلها رائعة كالعادة ببراءة الطفولة بالحزن بالانتظار بالرقة بالبساطة بكل مفرداتها...
بس عالمقطع أجبرني على أن أتحسس مكان قلبي وأبحث عنه إن ما زال في مكانه ام غادرني في لجة انتظاري...

دوت رائع

تباً إننا جيل كامل من الانتظار .. متى نفرغ من الصبر .. و من مضغ الهواء ..


اتعرى من الجميع كي أجدني,,,,
فأضيع !!!!

حاولتُ أن أغرق أحزاني في الكحول، لكنها، تلك اللعينة، تعلَّمَت كيف تسبح!
  رد مع اقتباس
قديم 16/05/2008   #56
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي حين تنقصف البراعم


حيــن تنقصف البراعـم


حطّتِ العصفورة في حقل ورد، وجدَتْهُ غارقاً بالدّمع حتّى الطوفان. استغربَتْ: الورود جميعُها نضرة، وليس ما يُعَكِّرُ صفوها. فماذا جرى؟
وردة واحدة منْزويةٌ، غارقةٌ بدمع الأُخريات لأن عينيها جفّتا من كثرة الدمع. تقدّمت منها العصفورة:
-ما الحكاية؟
-ماتت وردتي قبل طلوع الفجر.
-كيف؟
-الهرَب من آلام الغد حملها إلى ألم اليوم، فمَسَحَتْ عينيَّ بدموع القهر حتّى انقضاء الدّهر.
لم تفهم العصفورة. لم تشأ أن تفهم: كيف الوردةُ تموت وردتُها وهي وردة؟
دارت في الحقل تسأل الورود الذّاوية عمّا جرى. لم تلقَ غير اللّوعة جواباً.
استيقظ فيها قلب الأم. نَظَرتْ إلى قلب الوردة. وجدَتْهُ فارغاً من برعمها الوحيد. عندها فهمَت.
لا جواب على الـ"كيف" والـ"لماذا " حين تموت البراعم.
* *
أيّتها الغائبة حتّى انقضاء العمر،
أيتّها الحاضرة حتى الإغماضة الأخيرة،
يا طفلةً جرَحَتِ العمر بطفولتها الهاربة،
يا وردةً تشتاق عينا أمّها للمحةٍ منها واحدةٍ،
يا انكسار العمر قبل بدايته،
ارحمي أمّكِ،
أعيديها ثانيةً واحدةً من الزّمن الماضي فتعيدك إلى رحمها جنيناً لا تَلِدَه.
يا قلبَ أمّكِ أنتِ، أعيدي إليها قلبها.
لمن بدونكِ تعيش؟
قبلكِ كان العمر انتظارَكِ. بعدكِ ليتَ الولادة لم تكن.
* *
كانت الحكاية فصلاً من حكاية حلم. صار الحلم فصولَ حزنٍ وشقاء.
كانت الطريق مرسومةً على حدود الفرح حتى آخر العمر. انتهى العمر ولم تبدأ الطريق بعد.
ليس ما يكسر القلوب أكثر من رحيل الأطفال.
* *
رأيتُ يداً تحملُ لعبة صغيرة لِتُفْرِحَ بها قلب طفلة بالكاد تعلَّمَتِ الكلام.
اختارَت اليد اللّعبة بشوق وحنان. حملتْها إلى المكان الآخر. امتدّت لتهديها. عادت باللّعبة مغمورة بالدّمع.
ماتت الطفلة. بقيَت اليدان ممدودتين صوب الفراغ.
وفي الزاوية المنسيّة قبعت اللّعبة منسيّةً، وحدها، بعدما غابت الطفلة وراء رموشٍ لن تتفتّح على ابتسامة بعد اليوم.
* *
أعيدوا اللّعبة إلى الواجهة الزجاجيّة. لا أنامل تفرح بلمسها ولا عينان تبتسمان لرؤيتها.
أعيدوا اللّعبة إلى مكانها.
غداً حين يأتي العيد مُحَمَّلاً بالألعاب، لا تَدَعُوه يدخل.
فالصغيرة غابت ذات صباح، والأوراق الملوّنة ستبقى تبكي غياب يد لن تمتدّ إليها في هذا العيد ولا في أيّ عيد.
حتى الألعاب تحزن حين لا تشهق لها عيون الأطفال.

* * *


13-05-2007

مدونتــي :

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
قديم 16/05/2008   #57
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي وحدَكَ لون حياتي


وحــدَكَ لـون حياتـي

ها هي صغيرتك الهاربة من حقولها تدمي قلبها بأشواك غاباتك وتصمت.
ها هي طفلتك تنزع عن جبينها إكليل غار عتيق وتغرز في عينيها دموع غيابك.
إفتح ذراعيك واقتبلها تلك الصغيرة المولودة منك سوسنة لا حياة لها خارج حقولك.

* *
تعدني بالسّفر إليك. أرسم طرقات مختلفة توصلني إلينا.

أحلم بالقطار والمحطة وساعة الوصول.
تنطلق رحلة الأحلام، تغادر القطارات كلّ المحطات ولسنا وجهتها.
تعلن المحطة الأخيرة عن موعد الوصول، نصل، لا نجد محطة ولا قطار.
نبقى معاً على أرض جرداء مساحات الشوق فيها لا تحملنا إلاّ... إلينا.

* *
تكبر مساحات الغياب بيننا، يندمل الجرح على جرح آخر، تتبدّل الألوان باستمرار و...

تبقى وحدك لون حياتي.

* *
وأنت تنحدر إلى أحضان الصمت، رسمتك نقطة ماء أفاضت المحيطات.

حين تحتجز نبضك لينبض صوتك حبّاً تسقط الكواكب ونبقى بمفردنا كوكباً في فضاء لا نهاية له.

* *

أنا ما عدت أذرف الدّمع، رسمتُ فرحتي بك خلف حدود العينين، احتجزت الحزن نهائياً وامتهنت الفرح.
لا فرحة تضاهي فرحة وجودك، وما أغزره.

* *
تعالَ نقتسم نسمة هواء لتدرك معنى اقتسام ما لا يُقسم.
هكذا أنت، نسمة هواء فكيف أقبل بنصفك؟؟

* * *

  رد مع اقتباس
قديم 16/05/2008   #58
صبيّة و ست الصبايا وشم الجمال
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ وشم الجمال
وشم الجمال is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
المطرح:
جبين الشمس
مشاركات:
4,561

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : dot عرض المشاركة
وأنت تنحدر إلى أحضان الصمت، رسمتك نقطة ماء أفاضت المحيطات.
حين تحتجز نبضك لينبض صوتك حبّاً تسقط الكواكب ونبقى بمفردنا كوكباً في فضاء لا نهاية له.
تعالَ نقتسم نسمة هواء لتدرك معنى اقتسام ما لا يُقسم.
هكذا أنت، نسمة هواء فكيف أقبل بنصفك؟؟

* * *



قاتلة جد قاتلة

  رد مع اقتباس
قديم 16/05/2008   #59
صبيّة و ست الصبايا وشم الجمال
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ وشم الجمال
وشم الجمال is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
المطرح:
جبين الشمس
مشاركات:
4,561

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : dot عرض المشاركة
حيــن تنقصف البراعـم


حطّتِ العصفورة في حقل ورد، وجدَتْهُ غارقاً بالدّمع حتّى الطوفان. استغربَتْ: الورود جميعُها نضرة، وليس ما يُعَكِّرُ صفوها. فماذا جرى؟
وردة واحدة منْزويةٌ، غارقةٌ بدمع الأُخريات لأن عينيها جفّتا من كثرة الدمع. تقدّمت منها العصفورة:
-ما الحكاية؟
-ماتت وردتي قبل طلوع الفجر.
-كيف؟
-الهرَب من آلام الغد حملها إلى ألم اليوم، فمَسَحَتْ عينيَّ بدموع القهر حتّى انقضاء الدّهر.
لم تفهم العصفورة. لم تشأ أن تفهم: كيف الوردةُ تموت وردتُها وهي وردة؟
دارت في الحقل تسأل الورود الذّاوية عمّا جرى. لم تلقَ غير اللّوعة جواباً.
استيقظ فيها قلب الأم. نَظَرتْ إلى قلب الوردة. وجدَتْهُ فارغاً من برعمها الوحيد. عندها فهمَت.
لا جواب على الـ"كيف" والـ"لماذا " حين تموت البراعم.
* *
أيّتها الغائبة حتّى انقضاء العمر،
أيتّها الحاضرة حتى الإغماضة الأخيرة،
يا طفلةً جرَحَتِ العمر بطفولتها الهاربة،
يا وردةً تشتاق عينا أمّها للمحةٍ منها واحدةٍ،
يا انكسار العمر قبل بدايته،
ارحمي أمّكِ،
أعيديها ثانيةً واحدةً من الزّمن الماضي فتعيدك إلى رحمها جنيناً لا تَلِدَه.
يا قلبَ أمّكِ أنتِ، أعيدي إليها قلبها.
لمن بدونكِ تعيش؟
قبلكِ كان العمر انتظارَكِ. بعدكِ ليتَ الولادة لم تكن.
* *
كانت الحكاية فصلاً من حكاية حلم. صار الحلم فصولَ حزنٍ وشقاء.
كانت الطريق مرسومةً على حدود الفرح حتى آخر العمر. انتهى العمر ولم تبدأ الطريق بعد.
ليس ما يكسر القلوب أكثر من رحيل الأطفال.
* *
رأيتُ يداً تحملُ لعبة صغيرة لِتُفْرِحَ بها قلب طفلة بالكاد تعلَّمَتِ الكلام.
اختارَت اليد اللّعبة بشوق وحنان. حملتْها إلى المكان الآخر. امتدّت لتهديها. عادت باللّعبة مغمورة بالدّمع.
ماتت الطفلة. بقيَت اليدان ممدودتين صوب الفراغ.
وفي الزاوية المنسيّة قبعت اللّعبة منسيّةً، وحدها، بعدما غابت الطفلة وراء رموشٍ لن تتفتّح على ابتسامة بعد اليوم.
* *
أعيدوا اللّعبة إلى الواجهة الزجاجيّة. لا أنامل تفرح بلمسها ولا عينان تبتسمان لرؤيتها.
أعيدوا اللّعبة إلى مكانها.
غداً حين يأتي العيد مُحَمَّلاً بالألعاب، لا تَدَعُوه يدخل.
فالصغيرة غابت ذات صباح، والأوراق الملوّنة ستبقى تبكي غياب يد لن تمتدّ إليها في هذا العيد ولا في أيّ عيد.
حتى الألعاب تحزن حين لا تشهق لها عيون الأطفال.* * *


أهي شريعة الوجع والفقدان؟؟؟؟؟

موجعة حد الثمالة
  رد مع اقتباس
قديم 29/05/2008   #60
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي هو.. ولكن ليس


هو.. ولكن ليس

في روحي ما يشبه الموت، وليس موتاً.
في حياتي ما يشبه الحياة، وليس حياةً.
تغيّرتْ معالم عمري في لمحة، بأحرف كلمة، فاستحال العمر الى ما يشبه العمر وليس عمراً.


***

في صباحي ما يشبه إشراقة الشمس، وليست شمساً.
في ليلي ما يشبه ظهور القمر، وليس قمراً.
تغيّرتْ معالم الأيام: صار وجهُكَ إشراقة شمسها، وصوتُكَ قمر لياليها.
استحالت أيامي بعدك إلى ما يشبه الأيام، وليست أياماً.


***
في عيني ما يشبه الدمع، وليس دمعاً.
في قلبي ما يشبه الأمل، وليس أملاً.
في يدي ما يشبه اللّمس، وليس لمساً.
في غيابك استحالت عيناي وقلبي ويداي إلى ما يشبهها، وليست هي.


***
أعيش في عالمين تتخطّى المسافة بينهما حدود الكون.
عالمان لا رابط بينهما، لا علاقة، لا علامة فارقة.
عالمان مختلفان أعيش بينهما في توازن سيقضي على آخر أفراحي.


***
أوصلني غيابك إلى مشارف الموت، حملني إلى غرفة بيضاء. وأنت؟؟؟
حملتَ أفراحك تنتقل بها إلى مكان آخر. أُترك يدي، حرِّرْني منّي.


***
صمتكَ يستنْزفُ فرحتي بك، وانتظاركَ ينْزف ألم غيابك.
أحبّك أنت. أُحِبُّني فيكَ. لا ترحل.


***
لم أعُدْ أملك من حضورك إلاّ الذكرى. أتُراك لم تتجاوز حدود الحلم؟


***
ما الذي يحدث؟ حقيقة أم حلم؟
إنّها حقيقة... انكسار الحلم!
  رد مع اقتباس
قديم 29/05/2008   #61
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي بعيداً عنكَ أستقيلُ منّي...


بعيداً عنكَ أستقيلُ منّي ...

يا أيّها الـ"أنتَ":
ها وجهكَ بين يدَيَّ رغيف خبز في يد جائع.
أنهلُ كسرةً منه أسكِتُ بها جوعي.
أخطأتُ التقدير: صراخ أحشائي لن يُسكِتَه إلاّ تناولُكَ قرباناً يملأُ فراغها، يملأُني.
متى تتيحُ لي التقدُّم من مذبحكَ فأسجُدُ لك، وأعلنُ - بقلبي لا بفمي - انتمائي التامَّ إليكَ حتّى آخر العمر؟

***
إليكَ انتقلتُ للمرّة الأولى مسافرة الى... حلمي.
حملتُ فضائي الواسع مكلَّلاً بشَوقيَ الكثير، وانتقلتُ إليك حلماً ألتمس عيشه لا تحقيقه.
في لمستي كلّ الحنان، في يدك كلّ الشّوق الى لمسة حب.
دقائق هاربةٌ قليلة، رسَّخَت قناعتي بأن لا دفْءَ بعيداً عنك، لا حبّ خارج الـ"نحن"، ولا لقاء يمكن أن ينهي مسيرة عطشي الدّائم الى الارتواء من ينابيعك.

***
حقول الخوف جميعُها لا تتّسع لشوقي.
أبحث عن فضاءِ خارجيٍّ خارج المدار، أخترع فيه حقلاً يتّسع لشوقي ولا تحجبه دمعة خوف.
لا مكان يتّسع لنا، لا فضاء يحمينا.
خارج "حديقتنا" تتربّص بنا سيوف قد تقطعنا وترمينا على دروب الفراق.
- والبديل؟ ما البديل؟
* البديل، يا حبيبي، هو المثنّى: مثنّى المكان أو الشخص أو الحالة.
لا بديل عندي لأيٍّ منها، واحدة أنا، موحَّدة خياراتي في واحد، وواحد حبّي لكَ.
لا بديل عندي: بعيداً عنكَ أَستَقيلُ منّي.


****

  رد مع اقتباس
قديم 29/05/2008   #62
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي صَمْتي يَنْزِفُ مُسْتَقْبَلَنا


صَمْتي يَنْزِفُ مُسْتَقْبَلَنا

"قليلاً وأعود"... يا مسافراً على حدّ الوقت، لا القليل يعيدك ولا الكثير.
"إنتظريني... قليلاً وأعود."
لن أبدأَ انتظاراً جديداً، سأتابع تناول انتظاري خبزاً يومياً ولن أشبع. أنتَ تسكن خارج حدود الوقت.
يا من تناولته قرباناً طهّرني لما تبقى من العمر، ها مساحات الانتظار تتّسع من حولي فتعال واسكنها.


***
ينشقّ العمر عن حكاية رحيل جديدة، فتعود الثقة إلى الإعلان عن أن الحزن هو ساكن القلب الوحيد.
يسافر ألم الحقيقة في الشرايين، يحمل طعم المرارة إلى فم اختصر الكلمات بفعل عبادة.
تستعدّ خصلات الشَّعر لوداع لمسة الحنان الأخيرة.
أسقط بكلِّيَّتي في قوقعتي الصامدة، وحدها وثِقَت بعودتي وبقيت بانتظاري.


***
من زمن غطّاه غبار النّسيان عادت محمّلةً بثواني عمرٍ شارَكَتْ في اغتياله.
لم تفاجئني عودتها ولم تبعدني. أنا قرّرت حمل حلمي المكسور ومغادرة حقلهما المزروع شوكاً.
وحدي أعود إلى حديقتنا، لا مكان فيها إلاّ للزهور.
سامح رحيلي، أتعبني بقائي المرهون دائماً بـ "أحد" آخر.


***
يهاجر الخوف، يجتاح مناطق الأمان ويصيبها بالوهن.
تتساقط الكلمات كأنّها أوراق أشجار جفّ نسغها فتخلّت عن عناق الأغصان.
أين نحن اليوم من ربيعنا السابق؟


***
أسافر إليكَ، في كلّ ثانية غياب، ألف لحظة حضور.
أسكن العمر الآخر، أتنقّل فيه كفراشة ربيعيّة، وحين يصل الخريف، أسقط مضرّجة بدموع رحيلك.


***
انفتحَ الجرحُ الماضي على الشوق إليه.
مخيفة وموحشة رحلات الهروب من التفكير بأنّ الغد لن يكون لنا.
أتخلّى عن مشواري إليك، أبحث عن صمت آخر أقول لكَ فيه الكلام كلّه.
يتراءى لي الغد ترداداً لموعد فراق رسمناه بعيداً، أبعد من العمر، فإذا به يقيم في كلّ ثانية نحياها معاً.
تراه العمر انتهى يوم ابتدأنا؟؟


***
كان الصّمت آخر العناوين . كأنّه صار الخيار الأخير.
كلماتكَ تنزف جرح الماضي وصمتي ينزف مستقبلنا.
رأفة بنا، لنرحل بصمت.


***
  رد مع اقتباس
قديم 30/05/2008   #63
صبيّة و ست الصبايا وشم الجمال
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ وشم الجمال
وشم الجمال is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
المطرح:
جبين الشمس
مشاركات:
4,561

افتراضي


اليوم شعرت ان ما اخترت لايريس هو نزيفكـ أنت.......

دوت أرجوكـ....أنت تعرف ما سأطلب
  رد مع اقتباس
قديم 21/06/2008   #64
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي خذلتني...


خذلتني . .

.أين أنتِ؟
- أمارس انتحاري بعيداً عنك.
·لم أشأ الرحيل. قدري مرسوم على حدود الغياب.
- وقدري مرسوم للحلم ببقائكَ.
زاويتي التي لجأت إليها لأكتب اشتياقي في لحظات البعد عنك، صارت مهجورة.
طاولتي التي طبعتْ على وجنتيّ أحرفاً كتبتها وأنا هاربة من ساحةالنوم مخافة السقوط، غطّاها غبار الغياب.
أصرخ إليك بأعلى حزني، أناديك بفرح وجودك الماضي، أرجوك صمتاً أن تعود ولو لثانية.
تستمر في سفرك وأتابع انحداري إلى أعماق الوحدة.

خذلتني...

صغيرتك أنا، من صباح صوتكَ ولدت، ومع مسائه انتهيت.
صغيرتك أنا، أغلقتُ أذنيّ عن أيّة كلمة لستَ من يقولها،وأخفيتُ يديّ عن أيّة لمسة لستَ من يحملها.
أنا، صغيرتك التي أشرقت في خريف العمر لتحمل الرّبيع فِعْلَ تَعَبُّّدٍ لكَ.
ربّما لأنني صغيرة ولن أكبر، أهديتني الشتاء.

خذلتني...
  رد مع اقتباس
قديم 29/08/2008   #65
صبيّة و ست الصبايا وشم الجمال
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ وشم الجمال
وشم الجمال is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
المطرح:
جبين الشمس
مشاركات:
4,561

افتراضي


خذلتني....

نعم يا ايريس انا صغيرته التي اشرقت في ربيع العمر وحملت الربيع فعل تعبد له فأهداني الشتاء...ورحل....

رائعة رائعة رائعة
  رد مع اقتباس
قديم 30/09/2008   #66
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


كلّ عام وأنتَ دنياي


إقرأ... ما عُدْتُ أكتبُ لكَ.

إقرأني، أنا أكتُبُكَ.

***

صباح الخير.

صباح الخير يا عمراً استحقّ انتظاره كلّ العمر.

صباح صوتكَ يَهِبُ سمْعيَ معنى السّمع، وأذناي تلهفان بانتظاره.

صباح عمركَ الـ"كان" لا أدري و"صار" عمري.

صباح السّنة المشرقة علينا من ألم كثير وفرح أكثر.

صباحكَ يا "أنا" وها صار عمر عمري.. سنة.

***

سنة وأنت ما تزال صغيري، أضمّك إلى صدري وأخاف عليك من ألم العناق.

سنة ونحن نحلّق كلّ يوم في فضاء أبعد وأرحب.

سنة؟؟؟

شكراً لأنّكَ كنت وستبقى حتى انتهاء كلّ السنين.

***

في مثل هذا اليوم، منذ سنة، خلعت عني ثياب الحياة الفارغة، ارتديت نذري الأبدي ودخلت معبدك عارية.

أمام عظمتك انحنيت وأعلنت انتمائي إليك حتى انتهاء الدنيا.

منك تناسلت العناوين: مثل اليوم كان "العرس في اليوم الثامن" و"في اليوم التاسع كانت ولادتنا" ثمّ اجتمعت "الأقانيم الثلاثة" وراحت تكتب "إليكَ وحدك" وتطلب منك "السماح عند فتحة قلبك".

أغضبتُكَ!!! قدّمت "لكَ الطاعة ومنكَ الغفران" و...

"إليكَ من جديد"، سلّمتكَ قلبي وسألتكَ "خاتمة تكتبها أنت".

جاء القرار واضحاً: لا كتابة إلاّ للبدايات، ولا نهاية تأتي.

***

طلبوا منّي تمزيق أوراقي وإعلان انتمائي إلى كلّ الأمكنة. أضحكني الأمر.

لم يفهموا أنني ولدت بلا هويّة ولا انتماء لي إلاّ إليه.

أوضحت الحالة بالكلمات فاستغربوا وسألوا :و"هو من يكون؟"

ابتسم قلبي وأجاب:

"هو" شريك العمر الآتي من كلّ الأعمار.

"هو" الحبيب الخارج من قمقم الأحزان محمّلاً بالأفراح.

"هو" الزّارع في التربة الجرداء وها قد أنبتت بذوره قمحاً لكلّ المواسم.

"هو" هوّيتي ووطني وانتمائي.

"هو" السّاكن في برج الغياب حتى انتهاء الدنيا.

"هو" دنياي.

صمتوا خجلاً. أكملت حلمي بصمت خجول.

***

يداكَ، يا الممتلئتان دفئاً، أبقهما معي.

يداكَ، يا مشوار حنان يبدأ بلمسة ولا ينتهي.

يداكَ، يا شوقي الدّائم لمزيد من التوحّد فيك.

يداكَ، يا الكلّ ذرّة فيهما تحمل نسمة حياة.

يداكَ، أبقهما حولي ولو صار عمري سنة، دونهما لن أمشي أبداً.

***

أقولُ "أحبّكَ حتى آخر العمر"؟!لا...

أحبّك حتى انتهاء عمر الدنيا، والدنيا أبقى من العمر.

عمر عمري سنة.

فكلّ عام وأنت دنياي.

-------------------------------------------------------

يا" أنـا":

اعتدتك تُصحِّح أخطائي فاعذر بعضها إن جاء هنا.

شئتها كلمات يقرأها قلبك قبل عيناك، واعتدت سماحك.

  رد مع اقتباس
قديم 30/09/2008   #67
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


لا وداع بعد إقفال الباب



إسمح لي أن أتطّهر، بالصّمت، من أخطائي.

إسمح لي أن أسامح نفسي، بغيابكَ، على حضورك.


كيف أوصل صوتي إليك، وكلماتي قرّرت اعتزالك؟

كيف أنبض بكَ، وقلبي معك؟


أَطلقْني من عينيك.

أعِدْني إلى سجن قلبي.

فضاؤُكَ ليس لِجناحَيّ.


بألم نازفٍ دمعاً أحتمل غيابك.

معك، اعتدتُ نزيف العمر.


كصخرةٍ تتدحرج من أعلى قمّة الكون، هكذا وَقْعُ سَحْقُكَ عشبِيَ الأخضر كلّما لامستني.


لا عودة إلى الوراء، وأنت أقفلتَ الباب ورحلْتَ.

بعد إقفال الأبواب، لا تعودُ ضرورةٌ للوداع.



  رد مع اقتباس
قديم 30/09/2008   #68
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


انتصـرت الأميــرة



أعْلَنَتْ محكمة الأيّام انتهاء الجلسة، صدر القرار بالإجماع: انتهى الحلم.

وقفت الأميرة تدافع عن حقّها بالحياة غير عابئة بالوجوه الفارغة المحيطة بها.



* انتهى الأمر، انتهى الحبّ، صدر القرار بسَجْنِكِ المؤبّد خارج حدود الآخرين.

- لم ينتهِ الأمر بعد، لا نهاية للحب، قراركم لا يعنيني.

* هو غادر حقولكِ، عاد إلى غاباته، اعتاد الشوك ينمو حوله كالفطريّات.

- أنا لم أغادر، ما زلت أقيم في حديقة تزيّنها الورود، لن أعرف الشوك أبداً.

* كلّ الحب الذي أخبرك عنه كان كلمات، كان وهماً.

- لا. الحب حقيقة، هو كان الوهم الأكبر. الكلمات تحمل كلّ المعاني، هو لم يكن صادقاً.

* مشكلتكِ أنّك ترفضين رؤية الحقيقة، عليكِ الاعتراف بخداع الحب.

- لم يخدعني الحب، حملني إلى فرحه، هو خدع عقله وقلبه ودفع الثمن باهظاً.

* يملك الكثير، لن يهتم.

- أملِكُ أكثر، وأهتم.

* دعكِ من الانتظار هو لا يستحقّه.

- لن أغادر المحطة، أعرف بأنّ وصوله يستحق طول انتظاري.

* كفاكِ انتظاراً لن يثمر إلاّ وحدة.

- لا وحدة في حياتي بعد أن سكنها بوجوده.

* ليس له وجود إلاّ في حياته، هو ليس أكثر من كذبة اخترعَتْها براعتُه وصدّقتْها براءتُكِ.

- بل له كلّ الوجود وهو كلّ الحقيقة، براعتُه علّمتْني وبراءتي أعلنت انتمائي الأبديّ إليه.

* أيّ انتماء إلى اللاّمكان واللاأحد هو هذا؟

- إنّه الانتماء إلى المكان الواحد المسكون بالكل. هو انتمائي إليه.


"انكسرتْ كلّ القوانين أمام صدق الدّفاع. خسر الإدّعاءُ المحاكمة.أُعلن انتهاء الجلسة. انتصرت الأميرة على الحياة".



  رد مع اقتباس
قديم 30/09/2008   #69
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


حين يتحوّل الأبيض . .



كثيراً تعبتُ. قليلاً غفوتُ.

ثوانٍ معدودةٌ كانت كافيةً لتُنهي صراعاً طويلاً.

إغفاءةٌ قصيرةٌ كانت المطلوبَ لإعلان الحرب، البدء بالهجوم و... خسارة المعركة.

غريبٌ!!! لم تُسفَك نقطةُ دم واحدةٌ. ماتت المشاعر كلُّها. كانت حرباً باردة.

* * *

على مشارف النّوم انكسر الفرح.

سقط الأبيض في سواد اللّيل، اغتيلت براءة الطفولة، ذُبِح الحلم و...كانت الحقيقة.

أيُّ كلامٍ يُمكنه وصف مرارة سافرت في الحلق صعوداً حتّى العينين؟

لا شيء يبرّر الخسارة إلاّ الاستسلام.

لكنني لم أستسلم.

سلّمتُ أسلحتي، غادرت بقلبي الى حديقة بيضاء لا مكان للحروب فيها.

وفيها أعلنتُ استسلامي.


* * *

كأنَّك المطرُ... وأنا العطشُ الأبدي.

تقرَّر الغياب... وأنا عليّ الانتظار.

تختصر العمر بموسمٍ واحد تصبح فيه لعطشي الارتواء.

أتُراكَ غداً معي حين تُقرع أجراسُ الرّحيل؟

أم عليّ انتظارُ الموسم المقبل؟


* * *

تلك المرأةُ لم تَعُدْ تسْكُنني.

انْطفأتْ لحظةَ رسمْتُها امرأةً لكلِّ آتٍ يوقِظُها.

عادت "امرأتُكَ" إلى سباتها الأول، الطّويل، وبقيتَ أنتَ، بكلمةٍ منكَ، تراقبُ انكسارها أمام عينَيْك.

كيف استطعْتَ اخْتراقَ حدود الصِّدق، لترسمَ حكاياتِ صحْوٍ في كلِّ ليل، مع كلِّ صباح، مع أيِّ آتٍ؟؟

كبفَ وأنتَ إلى الكلمة، تُسقِطُكَ الأبجديّة فنخطىْ باختيار كلمة واحدة كانت آخرَ ما انتظرَتْ سماعَهُ أذناي ؟ ؟

  رد مع اقتباس
قديم 30/09/2008   #70
صبيّة و ست الصبايا *Marwa*
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ *Marwa*
*Marwa* is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
المطرح:
البــلاد المـقـدســـة
مشاركات:
2,869

افتراضي


موضوع بجنن..مزعوجة اني ما انتبهتلو وتابعتو من الاول

بس لازم اقراه كلو..لازم اتمعن فيه..ولو بقرا كل يوم شوي..بس لازم!

شـكرا لمجهودك

لا تَقُل : يا رب عندي هَـمّ كبير
ولكن قُل : يا هـمّ عندي ربّ كبير :]







؛

يا ريـحة البـلاد يا عطر الفّواح ..غـالي علينا يا تراب بلادنا
  رد مع اقتباس
قديم 01/10/2008   #71
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


يا هلا . .


  رد مع اقتباس
قديم 03/02/2009   #72
post[field7] dot
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ dot
dot is offline
 
نورنا ب:
May 2006
مشاركات:
3,276

افتراضي


كيف كانت قبلك الأيام؟


أعيشُ حَدَّكَ فرحَ الإحساس بكَ طَوال الوقت. علِّمْني كيف أُباعِدُكَ من إحساسي.
***
وجودكَ فرحُ العمر الحاضر. قبلكَ، لا ذاكرة لي.
***
تُحيطُني بيديكَ، أهرب الى أمان صدركَ. لولاكَ تَحوّلَ العالم غابة.
***
معكَ تغيّرَ لون الشمس. صار الصباح أغلى. كم من شروق قبلَكَ أضعتُ!
***
كم أخجل من شحيح ما أُعطيكَ، أمام بيادر ما به تلقاني.
***
أرجع صغيرةً حين أسمع صوتكَ. أعود الى شيطنات الولدنة وأركض حافيةً إليكَ.
***
كلماتكَ تُخبرني عنكَ. دعني أستمتع بلذّة قراءتها معكَ.
***
لا أخاف منكَ. أخاف عليكَ مِن كل مِن.
***
من أين تأتي بكل هذا الأمل تزرعه حولي حين تضيق المساحات؟
***
صالِحْني مع النوم. أَفسحْ لي شهقةَ نجمة تضيء لياليكَ.
***
لماذا أحلمُ بكَ من دون أن أنام؟ ألا تكفيني أحلامُ اليقظة؟
***
تَجتاح ثواني أيامي بعشوائيةٍ غريبة.
يا "أنا"، ما عدتُ أذكر كيف كانت قبلَك الأيام.
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد


أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 23:07 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.24864 seconds with 14 queries