أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > المكتبة > قرأت لك

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 29/04/2008   #271
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


حوار مع الشاعرة اباء اسماعيل

شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة
  رد مع اقتباس
قديم 29/04/2008   #272
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي






إباء اسماعيل في حوار مع ديوان العرب:أ

ولوياتنا إنعاش الحركة الأدبية والثقافية العربية في المهجر
١٠أيار (مايو) ٢٠٠٧ أجرى الحوار عادل سالم

أخت إباء ما هو شعورك بعد فوزك برئاسة رابطة القلم العربية الأمريكية في متشيغان؟؟

أن أتجرّد من جلد طفولتي الشاعرة قليلاً ، وأرتدي ربطة عنق حاسمةوحازمة ، أن أقود السفينة بجرأة القبطان وقدرة تحكمه على تسييس الماءلصالح الركاب. أن مسؤوليتي دفع السفينة إلى مدى أبعد مما هو كائن .. لمْتسكنني طيور الفرح في تلك اللحظات ، كانت شعلة إرادتي وإيقاع هواجسيتدفعني لأن أضع بصمتي الجديدة، وحلمي الحميم أن لاتُمحى على مرّ الأنامل والرؤى واللحظات اللامتناهية.

كيف يمكن أن نصف الكتاب العرب في المهجر؟

مجتمع أدبي ثقافي إبداعي متكامل وغني يحمل ذات مواصفات المجتمعات
الأدبية والابداعية والثقافية في العالم العربي . ولكنه مصغَّر ومتعددالجنسيات وأكثر جرأةً وانفتاحاً على الثقافات الغربية التي يقيم فيها ،ولكن ليس بالضرورة أكثر إبداعاً أو تميّزاً! تماماً كما في العالم العربي،التيارات الأدبية والشعرية تأخذ منحاها ، والصراعات الحداثية والتقليديةيمكن أيضاً رصدها بدقة.

هل هم جزء من أمتهم التي هاجروا منها أم أصبحوا جزءا من وطن جديد يحلمون به؟؟

الإثنان معاً . سأنطلق من تجربتي كشاعرة مغتربة في الولايات المتحدة الآنلأكثر من عشرين عاماً. وهذا ينطبق تقريباً على الجميع، بما فيهم الجيلالثاني من الأدباء الأمريكان من جذور عربية الذي يمكنك أن تقرأ شراراتقلمهم وهي تنبض بوطنين: الأول ذلك الذي سمع عنه من والديه ، وذلك الذي نشأفيه . إن أي انسان سواءً كان أديباً أو لم يكن، يحمل في وجوده الانسانيطاقتين: الإولى ماضيه وتاريخه البعيد وانتماءاته القديمه بحجم وطن ،والثانيه عالمه الحديث جداً الذي يستوعِب حاضره ومستقبله ، وكل ما تحملهروحه من أعباء وآمال. تنصهر تلك التجربة الانسانية في ذات المبدعين لتشكلحالة متميزة في أدبهم وفكرهم وإبداعهم ، ابتداءً من تعاطيهم مع لغتين ،إلى وطنين ، إلى شعبين ، إلى تناقضات مثيرة للجدل قد تودي بالبعض للعيش فيحالة شيزوفرينيا انسانية وابداعية في آن ، ولكنها حالة صحية وطبيعية علىماأرى ، لأنها تشكل حالة انسجام في النهاية مع ذاته كمبدع.

ما هو دوركم في الوسط الذي تعيشون فيه (الولايات المتحدة) هل استطعتم الوصول للقارئ الأمريكي؟

لدينا أولويات ، وأولوياتنا إنعاش الحركة الأدبية والثقافية العربية
في المهجر الأمريكي باللغتين العربية والانكليزية من خلال إقامة الأمسياتالأدبية و الندوات الثقافية الشهرية ونشر كتاب نصف سنوي ( صفحات مهجرية) يعكس تجربة الأدباء العرب الأمريكان في اللغتين العربية والانكليزية ،وكذلك لانستثني عطاءات الأدباء العرب في الداخل. ولكننا في ذات الوقت ،نأخذ بعين الاعتبار المتلقي باللغة الانكليزية سواءً كان أمريكياً أوناطقاً باللغة الانكليزية ، سواءً في إقامة الأمسيات الأدبية والندوات أوالمنشورات، جميعها تستوعب المتلقي العربي في الداخل والخارج ، والمتلقيالأمريكي ، لأن الكثير من المشاركين في الأمسيات تكون قرءاتهم باللغةالانكليزية.

ماذا تضم جمعيتكم؟ كتابا عربا أم أمريكيين أم خليطا من كليهما؟


كرابطة عربية أمريكية ، فإن جميع أعضائها هم من العرب الأمريكان. يشترطالنظام الداخلي- البند الأول من المادة السابعة في الفصل السابع يقول ضمنشروط الانتماء إلى الرابطة ، أن تتوفر في المتقدم للعضوية شروط الاقامة فيأمريكا الشمالية وهذه أيضاً تشمل كندا، أي أن تكون إقامتهم شرعية فيالولايات المتحدة . طبعاً هناك لائحة أعضاء شرف لاتنطبق عليهم هذهالمواصفات ، تتضمن أعضاءً يشترط فيهم التميز الابداعي في أية لغة ومن أيةدولة في العالم.


ما الذي استطاع كتاب المهجر أن يضيفوه إلى الحركة الثقافية العربية؟


هذا السؤال الموسوعي يصلح لأن يكون عنوان كتاب!! ولكن كمحاولة منيللإختصار أقول: كل كاتب أو مبدع مهجري بالتأكيد أضاف ليس فقط للحركةالثقافية العربية بل الأمريكية أيضاً . الحالات متفرِّدة ولا يمكن في هذاالسياق تعميمها على الجميع. من المفروض دراسة نتاج كل كاتب على حدى كي نصلإلى النتيجة المرجوة.. أرى بأنّ الحركة الثقافية العربية في الولاياتالمتحدة ليست أكثر تطوراً مما هي عليه في العالم العربي .وما أضافته إلىالحركة الثقافية العربية هو إنتاج إبداع مُغاير من تقصيه مناحٍ كثيرةكالترجمة من وإلى العربية والتطور المقصود به هنا الإبداع و الحداثة والجودة . هي في بعض الأحيان ربما أكثر جرأة من حيث المضمون.
هل تكتبون أو تصورون في إبداعاتكم مشاكل العربي المهاجر أم لا زلتم مربوطين بالماضي وبحارات الشام وعمان والقاهرة وبغداد؟


لا أسمح لنفسي أن أتحدث بلسان كتاب المهجر جميعاً. لكل كاتب خصوصيتهوتجربته وعطاءه الابداعي المختلف . هناك مَن الشعراء والكتاب ممن التزمواهذا الخط بشكلٍ عفوي دون أن يقفوا عنده ، وعلى النقيض ، هناك من الكتابوالشعراء ممن انغمست كتاباتهم في الأجواء الأمريكية وتفاعلوا معها بشكلٍكامل ودائماً هناك حكايات الأب والأم والجدة حول الوطن الأم الذي لميعيشوه بل كان تاريخاً وقصصاً من حكايات الأهل والأجداد . معظمهم وصلالخطين معاً ، فالمبدع هو في النهاية انسان، والانسان هو ابن ماضيه وحاضرهومستقبله عاش ويعيش ويتفاعَل ويصنع ويحلم ويبدع ، وعملية الانصهار في هذهالتجربة الابداعية أكبر من أن تتشكل من مساحة لونية بيضاء ونقيضها المساحةالسوداء!!

  رد مع اقتباس
قديم 29/04/2008   #273
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


هل مؤسستكم مسجلة رسميا ضمن المؤسسات الثقافية الأمريكية

رابطة القلم العربية الأمريكية هي مؤسسة مسجلة رسمياً لدى الدوائر الرسمية في الحكومة الأمريكية في ولاية ميتشغن.
هل لديكم علاقات مع اتحادات كتاب عربية؟العلاقات والتواصل حتى هذه اللحظة ليس على مستوى رسمي بل على مستوى ابداعي .

لنعد لك سيدة إباء، تكتبين الشعر منذ سنوات، فهل تشعرين برضى عن قراء الشعر أم تشعرين أن من يقرأون الشعر في انخفاض دائم؟

بعد دخولنا إلى عالم النت، كشاعرة أقول: إنّ الأرقام التي تخطف بصري
على الشاشة الألكترونية وعدد قرّاء الشعر هم في ازدياد مذهِل . أؤمن أنالقارئ العربي من خلال تواصلي الدائم معه هو قارئ مثقف ويميّزجيداً مايقرأمن شعر . هو في كثير من الأحيان ، ناقد جيد أيضاً . وفي أحايين أخرى، إمامادح أو هجّاء!!! أحياناً أشعر بأن القارئ العربي ينجرف بمشاعره أكثر منعقلانيته وهو يعبر عن موقفه من عمل أدبي ما وبشكل خاص مايتعلق بالشعر. لربما هذا ينطبق أكثر على القراء الذين هم في سن الشباب المبكر .

ما رأيك بما أفرزته الشبكة العنكبوتية من ثورة في المعلومات، هل أثر ذلك على الشعر إيجابا أم سلبا؟

شبكة الانترنت كما ذكرت في السؤال، أفرزت ثورة في المعلومات ، بل وأكثر منذلك. أدى هذا إلى انتشار كل شيء على الشبكة وتواصل كل واحد بالجميع،الشعراء بالشعراء ، الشعر بالشعر والشعر بالنثر ، شعراء المهجر بشعراءالعالم العربي ، الشعراء الشباب بالشعراء الأكبر سناً وخبرة ، شعراءالمغرب العربي والخليج العربي بشعراء بلاد الشام وشعراء المهجر .. يا لهذاالمزيج!! النتيجة هي حالة انصهار وتفاعل بين الأدباء والشعراء.. تفاعلخبرات ، حوار ثقافي أحياناً حاد بسبب اختلاف العوالم الشعرية التي تحملهاصياغة كل شاعر انطلق من بلد ما ، ويحمل ثقافة ما … وأحياناً حالة اكتشافمضيئة تُغني تجارب الشعراء ليبدعوا أكثر فأكثر .. الشعر انتشر كالماءوالهواء والنار .. وعملية البحث باتت خصبة ومدهشة .. مع كل هذا ، تبقى بعضالمشاكل العالقة ، شعرياً، موضوع حديثنا ، وهناك مشاكل أخرى كثيرة أخرىلامجال لذكرها هنا . الفرص متاحة لكل من يريد أن ينشر ما يريد في مواقعكثيرة ويسمي هذا شعراً ، أما عن اللغة ، فحدِّث ولاحرج !!!! الأقلامالشعرية الجديدة التي نقرأ ونتابع لها ونتحمل مسؤولية بعضها نحن بما نقومبه من تشجيع وإمساك يدهم و الأخذ بهم إلى مسارات حقيقية وصحية وصحيحة فيمجال الشعر، كثير منها ، وبشكل خاص تلك التي لاتريد أن تسمع الآراءالنقدية لتغير وتتطور وتصقل موهبتها ، تستعجل كلمات الثناء والمديح،فبدلاً من أن تتعلم وتطور نفسها ، تبتعد عمن يوجه إليها النقد البناء ،وتتجه إلى مواقع تكيل إليها المدائح لتصنع شيئاً شعرياً من أوهام شعريةوما أكثر تلك المواقع التي تأخذ الطابع التجاري الذي يخنق أنفاس الشعر بمايحمل من هواء نظيف – لكن ، بشكل عام ، مجتمع الشعراء ، شرقاً وغرباًشمالاً وجنوباً ، رغم تناقضاته ، بما يحمل من كلاسيكية وتقليدية وتفعيليةونثرية الخ ، أشعر بأنه بدأ يتواصل إلى أفق يتقارب ولو ببطء ليستوعب كلواحدٍ الأخر حتى ولو لم يتبنَّ وجهات نظره .

وكيف استطاعت رابطتكم استغلال الشبكة في التواصل مع أعضائها؟

إذا وجد الماء بطُل التيمم !!! هذه الحكمة تنطبق على واقع الرابطة في
الوقت الحالي . الكل يتواصل مع الكل هاتفياً وعبر اللقاءات الشهرية سواءًفي اجتماعات الرابطة الرسمية أو في الندوة الثقافية الشهرية. أما أعضاءالرابطة ممن يقيمون في ولايات خارج ولاية ميتشغن – مقر الرابطة - نتواصلمعهم ألكترونياً و هاتفياً .

عندما تقيمون ندوات ثقافية عربية في الولاياتالمتحدة، هل يشارك الجيل المولود في أمريكا تلك الأمسيات أم أن روادكم منالجيل الذي هاجر إلى أمريكا في سن الرشد؟

بالفعل لقد شارك معنا في الأمسيات والندوات الثقافية بعض من المواهبالشابة المولودين في الولايات المتحدة. يجدر بالذكر أن رايطة القلمالعربية الأمريكية تُعنى بالأدب والثقافة لأدباء المهجر باللغتين العربيةوالانكليزية أيضاً . ليس هذا وحسب، بل إن المشاركات لاتقتصر على الأدبفقط، يشارك في أمسياتنا أيضاً فنانون تشكيليون أيضاً وأحياناً مبدعون منالوطن الأم . يشكل الطفل جزءاً مهماً من اهتمامنا ، وعني أنا كشاعرة ،كتابة شعر الأطفال هي واحدة من اهتماماتي الكثيرة بالطفل، وكرئيسة تحريرمجلة صفحات مهجرية ، يجد القارئ دائماً زوايا خاصة بالأطفال والشبابالصغار بأقلامهم ، وزاوية أخرى للأدب الموجه للأطفال . سواءً يكتبونباللغة العربية أو الانكليزية إنني أولي عناية خاصة بالأطفال ولي اهتمامورغبة في اكتشاف مواهبهم . إن لدي هاجس في اكتشاف المواهب الجديدة ومازالتالخطة هذه في عملية بحثي الدائمة عن المواهب الشابة من الجيل الجديد قائمةوأضعها من أولويات اهتمامي وبشكل الخاص في افساح المجال لهم بالمشاركة فيالفعاليات الثقافية للرابطة. ..

هل نستطيع القول أن الكتاب العرب المهاجرين قد تأثروا أو أثروا في الكتاب الأمريكيين؟

ضمن خبرتي وتواجدي في الولايات المتحدة تحديداً و لواحدٍ وعشرين سنه أقول: الكتاب العرب الأمريكان الذين ولدوا في الولايات المتحدة ويكتبون باللغةالانكليزية هم أكثر تأثراً وتأثيراً في الثقافة الأمريكية. لأنهم دخلوا فينسيج المجتمع الأمريكي من الداخل . خذ مثلاً الراحل د. ادوارد سعيد ،الصحفي ريموند حنانية الشاعرة نعومي شهاب ناي والشاعر د. خالد مطاوعوغيرهم… الفئة الأخرى هي التي استقرت في الولايات المتحدة في سن الرشد ،تكتب باللغة العربية ولكنها على تواصل مع الثقافتين العربية والأمريكيةوتنشط في مجال الترجمة ، تحقق معادلة ما من حيث التأثر والتأثير. الفئةالثالثة وقد أصبحت قليلة نسبياً ولكنها موجودة فعلاً. هي تلك الفئةالبعيدة كل البعد عن التأثير والتأثر بالكتاب الأمريكان ويالثقافةالأمريكية وتكتب باللغة العربية بروح عربية كما لو أنها نسيج أو خليةهاربة من بلد عربي ما ومازالت تحتفظ بخواصها العربية الأصيلة غير المؤثرةوغير المتأثرة بالثقافة الأمريكية.. في الواقع، تحضرني أسماء كثيرة جداًومعرفة شخصية بالفئات الثلاثة . وهذه جديرة فعلاً لأن يُكتب عنها في موضوعمنفصل.

ماذا لديكم من مشاريع مستقبلية؟؟

طموحاتنا كثيرة ولكن علينا بالمقابل أن نكون واقعيين كي تكون خطانا
قائمة على أرضية ثابتة لها مصداقيتها . نفكِّر جدياً بإقامة مهرجان سنويللمبدعين العرب الأمريكان يشمل معرضاً للكتاب ، معرضاً للفن التشكيلي، ومحاضرات وأمسيات أدبية، شعرية وندوات ثقافية . وهذا يرفد و يكمل ما نقومبه الآن من إقامة أمسيات وندوات شهرية نستضيف فيها أدباء وشعراء ومحاضرينوفنانين ونلقى تجاوباً من التغطية الصحفية ومن الحضور الذي رغم تواضعهيقتصر للأسف على النخبة- رغم أن الأمسيات مفتوحة والدعوة عامة ومجانية ،لكن من الواضح أن الجالية العربية الأمريكية تفضِّل أن تحضر أمسية لنانسيعجرم أو وعمرو دياب مثلاً على أن تحضر أمسية أدبية لرابطة القلم العربيةالأمريكية!

هل يقرأ أطفالك ما تكتبينه وكيف يتعاملون مع انشغال أمهم في الأمسيات الثقافية؟

إن الأدب المخصص للكبار يقرأه الكبار . ولا أرى من المناسب الآن أن
أطلعهم عليه. ولكن النصوص والقصائد التي أكتبها للأطفال، تلك التي أطلعالأولاد عليها في الوقت الحالي. عندما يكبرون، ستكون جميع أحرفي بينأيديهم ولهم.

هم في كثير من الأحيان يحضرون الأمسيات والمحاضرات الأدبية والثقافية وليسالمهم جداً أن يستوعبوا كل ما يُقال، بل الأهم أن يعيشوا تلك الأجواءالثقافية ويستوعبوا أهميتها. وأهمية ما نقوم به .
  رد مع اقتباس
قديم 06/06/2008   #274
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


حوار مع المترجم البريطاني أنتوني جوزيف كالدربانك
  رد مع اقتباس
قديم 06/06/2008   #275
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


القراء الإنجليز اصيبوا بخيبة أمل في الروايات المترجمة من العربية


انتوني جوزيف كالدربانك

طامي السميري:

السيد أنتوني جوزيف كالدربانك البريطاني الجنسية والذي يعمل مساعدا لمدير مكتب المجلس الثقافي البريطاني، قام بترجمة عدد من القصص القصيرة في أوائل التسعينات منها أربع قصص فلسطينية في مجموعة لنور وعبد الوهاب المسيري عنوانها أرض الزعتر والحجر ولا يزال يترجم القصص القصيرة والنبذ الأدبية الأخرى لمجلة بانيبال البريطانية، وكذلك قام بترجمة العديد من الروايات العربية الخباء، الباذنجة الزرقاء لميرال الطحاوي، ذات لصنع الله ابراهيم، رادوبيس لنجيب محفوط.والقارورة ليوسف المحيمد. وفي هذا الحوار نتعرف على ملامح تجربته في ترجمة الاعمال الروائية العربية الى اللغة الانجليزية.

في البداية نحب أن نتعرف على مسيرتك في الاطلاع على الأدب العربي وخصوصا في مجال الرواية.

بدأت قراءة الأدب العربي وأنا طالب في جامعة مانشستر حيث درست اللغة العربية هناك في قسم الدراسات الشرق أوسطية ولكن في هذه المرحلة المبكرة من اللغة كانت قراءة الأدب تجربة صعبة. مستوى اللغة لم يكن كفاية لاستيعاب الرواية بشكل مباشر وكانت عملية القراءة بطيئة وغير تلقائية. إلا أننا في هذه الفترة اطلعنا على بعض الأعمال العظيمة في التراث العربي مثل المتنبي والجاحظ وامرىء القيس مما استفدت منه كثيرا فيما بعد. انتقلت بعد الدراسة إلى القاهرة لكي أتعمق في اللغة وأعيش في بيئتها ووجدت بعد فترة قصيرة أن قدرتي على اللغة .ليس فقط الفصحى بل العامية أيضا قد تحسنت بحيث أنه كان بإمكاني أن أقرأ بسهولة اكبر بكثير وأستوعب النصوص التي بين يدي وأقدرها بفعالية ومن هنا بدأت أقرأ محفوظ وادريس وانيس منصور وكتاب مصريين آخرين ولكن كانت معرفتي بكتاب عرب من جنسيات أخرى ما زالت محدودة للغاية.

تجربتك الأولى في ترجمة الرواية العربية كانت مع روايات ميرال الطحاوي. كيف كانت هذه التجربة وبماذا تميزت روايات ميرال؟

أول رواية ترجمتها كانت الخباء لميرال الطحاوي. هي رواية قصيرة ذات طابع أسطوري سحري يخلط بين الأحداث الواقعية والحكايات الفلكلورية البدوية. احتاجت الترجمة إلى الكثير من التصرف مني كي انتج نصا يقبله القارئ الإنجليزي خصوصا مع أبيات الشعر والحكم البدوية وعلى سبيل المثال في بعض الأحيان الترجمة تعطي معلومات زيادة تشرح سياق البيت بدلا من ترجمة حرفية. فأنا اجتمعت مع الكاتبة لمناقشة بعض النقاط في النص لكي أتوصل إلى فهم عميق للنص والاختيارات التي قامت بها ميرال. أسلوب ميرال صعب ومعقد مليء بالإشارات إلى الأدب الكلاسيكي ليس كل قارئ مصري يفهمه بشكل كامل وأعتقد أن الترجمة الإنجليزية يكون أسهل فهما بالنسبة إلى القارئ من الأصل العربي. تعلمت من هذه التجربة ضرورة الاتصال بالكاتب من أجل الحصول على فهم مضبوط ليس فقط للنص بل أيضا للدوافع والأهداف التي وراءه .

كمترجم إلى أي حد تتدخل في تفاصيل العمل المترجم وهل يتم ذلك بالاتفاق مع الروائي صاحب العمل؟

أتدخل بالتأكيد ولكن حسب أسلوب النص الأصلي فعلى سبيل المثال التدخلات أكثر مع رواية لميرال منها مع عمل لنجيب محفوظ ويتم هذا أحيانا بالاتفاق مع الكاتب وأحيانا لا فأنا لم أقابل محفوظ ولم يكن هناك حاجة إلى ذلك و أيضا يعتمد على معرفة الكاتب للغة الإنجليزية فعندما ترجمت ذات لصنع الله إبراهيم قام صنع الله بقراءة النص المترجم كاملا لأنه كان يريد أن يطمئن بان الترجمة تعطي نفس الفكرة التي كان يقصدها بالأصل العربي وفي بعض الأحيان دارت بيننا نقاشات حيوية حول الاختيارات المختلفة للكلمة المضبوطة.

ما هي عوائق ترجمة الروايات العربية إلى الإنجليزية؟

إن كنت تقصد بالعوائق الحواجز فلا توجد عوائق بالنسبة إلى الترجمة نفسها فكل جملة في العربية قابلة للترجمة إلى الإنجليزية بطريقة أو بأخرى فأرى أن المشكلة تكمن أكثر في مدى تقبل القارئ الإنجليزي للرواية المترجمة فتقاليد الأدب العربي تختلف عن التقاليد الإنجليزية من حيث تطوير الأشخاص وسلسلة الأحداث وتركيبها و سمعت من قراء إنجليز قرءوا روايات مترجمة من العربية عن "خيبة أملهم" من ضعف الشخصيات وأيضا مما يسمونه إفراطاً في العاطفية وقد يعود ذلك إلى خبرة القارئ الإنجليزي مع الرواية منذ قرون وصغر سن الرواية العربية ولكن لا تنس عدم إقبال القارئ الإنجليزي على الأدب المترجم بصفة عامة وليس على اللغة العربية فقط.

حدثنا عن تجربتك في ترجمة فخاخ الرائحة ليوسف المحيميد

تعرفت على فخاخ الرائحة لأول مرة عندما أرسلت لي الزميلة مارجرت اوبانك محررة مجلة بانيبال في بريطانيا فصلين من الرواية طالبة مني ترجمتها للمجلة فقرأت الفصلين فأعجبتني قوة اللغة وبساطتها وصدقها مع حيوية الشخصيات وجراءة الرواية كان شيئا منعشا وجديدا بالنسبة إلي وكانت أول تجربة مع الرواية السعودية فقررت أن أترجمها على الفور واتصلت بيوسف وطلبت منه نسخة من الرواية فلما قرأتها زدت حماسا للعمل وقمت بترجمتها.

أحيانا تتم ترجمة بعض الأعمال إلى الإنجليزية ليس بسبب الجودة الفنية في الرواية ولكن لأنها تلامس بعض الأمور المتعلقة ببيئة المكان. هل يشكل هذا الأمر هاجسا لك في الترجمة؟
بلا شك هناك بعض الأفكار النمطية
stereotypes الرائجة حول الآخر في كل المجتمعات ونجد إن أحيانا الناشر يميل إلى نشر القصص أو الروايات التي تخدم هذه الأفكار وعلى سبيل المثال قد يكون الإقبال على أعمال نسائية توحي بأن المرأة العربية مضطهدة دون التركيز على أوجه أخرى من حياتها. أو مثال آخر رواية بنات الرياض فالعنوان مغر والموضوع ممتع ومثير حتى إذا كان الجودة الأدبية ناقصة كما يقول البعض ولكن مع ذلك فيمكنك أن تتأكد أن ترجمتها ستلاقي اهتماما واسعا. ولكن هذا الأمر لا يسبب مشكلة بالنسبة إلي كمترجم لأني قبلت بعض الأعمال التي عرضت علي للترجمة ورفضت البعض الآخر. أعتقد أن كلما كثر عدد الأعمال المترجمة إلى اللغة الإنجليزية فإن الصورة العامة التي تقدمها هذه الأعمال إلى القارئ الأجنبي عن العالم العربي وثقافته ستتسع والاهتمام بالأشياء المعينة الضيقة ستختفي.

إلى أي حد انفتاح القارئ الإنجليزي لقراءة الروايات العربية المترجمة؟

هي مشكلة لأن انفتاح القارئ الإنجليزي لقراءة الروايات المترجمة من أي لغة محدود للغاية ونسبة الأعمال المترجمة التي تنشر سنويا ضئيلة جدا بينما تكون النسبة في دول أخرى مثل فرنسا أو ألمانيا أعلى بكثير. فقد يرجع ذلك إلى أسباب كثيرة منها ثروة الأدب الإنجليزي ) أو بالأدق الأدب الذي يكتب بالإنجليزي فيشمل هذا الأدب الأمريكي والأفريقي والهندوباكستاني والأسترالي الخ) مقارنة بالآداب الأوروبية الأخرى. فأنا أعرف شخصيا قراء إنجليز قالوا إنهم لا يقرأون الأشياء المترجمة.

هناك روايات عربية تتكئ على مسألة اللغة الشعرية. هذه الروايات هل هي صالحة للترجمة؟

نعم قد تكون مشكلة كبيرة. هناك شعرية في كل لغة ولكنها تعتمد على الأصوات والإيقاعات وبنية الكلمة نفسها أكثر مما تعتمد على الأفكار والدلالات أي الأشياء الخاصة جدا باللغة والملامح العميقة فيها فهو كذلك مثل الفرق بين السوداني والكوري فهذا إنسان وذاك إنسان ولكن شكليهما مختلفان تماما. ترجمة الشعرية مثل أكل الكبسة بالعصايا الصينية أو عزف سوناتا لبيتهوفن على آلات موسيقية يابانية. ترجمة النصوص الأدبية غير ترجمة النشرة الجوية تحتاج إلى تصرف وكم كبير من الخيال والتخيلات فكثيرا عندما أترجم نصا أجد نفسي أمام الكلمة العربية ولكن الكلمة الإنجليزية التي تقابلها من حيث المعنى لا تنفع إطلاقا في السياق الشعري لأنها قصيرة أو طويلة أو لا تبدأ بحرف معين الخ واختياري في الآخر يقع على كلمة بعيدة من الأصل من حيث المعنى ولكن قريبة من حيث القيمة الصوتية.

  رد مع اقتباس
قديم 06/06/2008   #276
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
قديم 06/06/2008   #277
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

13 فبراير 2008
هدير البقالي
فنانة تشكيلية وكاتبة من مملكة البحرين
  • تعتبر الرواية الفن الأكثر تأثيراً وتعبيراً عن تجليات الكتابة، ويكاد ذلك ينطبق على تاريخ البحث عن هوية شخصية داخل الفن الروائي، وهوية تتآلف مع الروائي وشخصياته، وبين هذا وذاك، بروز الرواية كجنس أدبي مستقل عن ذاتها لكونها فن متعدد الأصوات، ألا يعني ذلك بلوغ الرواية مرحلة متقدمة من الوعي المعرفي خلافاً لبقية الأجناس الأدبية الأخرى؟
من المعروف أن عصرنا هذا هو عصر السرد بامتياز، ولم يعد للشعر تلك المكانة التي كان يتباهى بها في العصور الماضية وبداية القرن العشرين مع المدرسة الإحيائية والرومانسية بتياراتها ومدارسها الإبداعية ( الديوان، وأپولو، والرابطة القلمية، والعصبة الأندلسية)، وشعر التفعيلة في مرحلته الأولى، بل أصابه الكساد إلى حد كبير مع ظهور الشعر المنثور وشعر الانكسار بسبب التجريد المجاني والإيغال في الغموض والانسياق وراء الإبهام. لذا، حلت الرواية محل الشعر، فأصبحت أكثر الأجناس الأدبية قدرة على تشخيص الذات والواقع والكتابة الروائية خلقا وإبداعا ونقدا. وغدت هذه الرواية تقارب التاريخ وتفلسف المجتمع وتنقد الذات العربية من خلال منظورات خاصة ذاتية وموضوعية ، وصارت تطرح الأفكار الإيديولوجية على محك النقاش من خلال استعمال الپوليفونية وتعدد الأصوات كما في روايات نجيب محفوظ ومحمد برادة وعبد الله العروي.

كما صارت الرواية ملتقى المعارف والفنون وخزان الأفكار، فتنامى وعي الروائي بالمقارنة مع وعي الشاعر وخاصة في روايات الأطروحة كما عند عبد الكريم غلاب في روايتيه ” دفنا الماضي ، والمعلم علي”، ومبارك ربيع في روايته:” الريح الشتوية”، ومحمد عزيز الحبابي في روايته” جيل الظمإ”، والطاهر وطار في رواياته التي يمجد فيها الثورة الاشتراكية الجزائرية كما في ” الزلزال” ، و” اللاز”، و” عرس بغل”،و” العشق والموت في الزمن الحراشي”.
وكل من يتصفح الرواية التراثية أيضا فإنه سيجد نفسه أمام خطاب جمالي زاخر بالحمولات الثقافية والمعرفية والتاريخية كما عند جمال الغيطاني في” الزيني بركات” و” التجليات ” ، ورضوى عاشور في ” ثلاثية الأندلس” ، وأحمد توفيق في روايته” جارات أبي موسى”، وبنسالم حميش في روايتيه:” مجنون الحكم”، و”العلامة”

ومن هنا، لم تكتف الرواية بتشخيص الذات كما في الكثير من الروايات الرومانسية كروايات أحمد حسين هيكل و المنفلوطي وإحسان عبد القدوس ويوسف السباعي وعبد الحليم عبد الله …. أو تصوير الواقع ونقده كما في روايات نجيب محفوظ وعبد الرحمن الشرقاوي وتوفيق الحكيم وعبد الكريم غلاب ومبارك ربيع….، بل تعدت ذلك إلى مساءلة آليات الكتابة الروائية كما عند محمد برادة في رواية ” لعبة النسيان” ، وعبد الله العروي في روايته”أوراق”. ومن ثم، يمكن القول بأن الرواية مسلك من مسالك التثقيف ونشر المعرفة والعلم وتشكيل الوعي لدى القارئ المفترض.
  • إن النزعة الشكلية للرواية أخذت تتناغم مع المعطيات الحديثة للنص، في التصورات والبناءات من جهة، ومن جهة أخرى تعرية الدلالات المبهمة للروائي، في استنطاق النص وتفكيك مفاهيمه، من خلال الغوص في أدوات الروائي والإمساك بتقنيته الفنية، فكيف تنظر للروائي حينما يسقط في التنظير والتحليل النقدي؟ وهل تراهن على قدرة الناقد الثقافي في تفكيك آليات الرواية؟
إذا كانت الرواية العربية قد سخرت جميع طاقتها الإبداعية والسردية لتصوير الذات ونقل الواقع وتسجيله ونقده، فإن الرواية العربية بعد نكسة حزيران 1967 م من القرن العشرين، وبعد انتشار المناهج النقدية المعاصرة كالبنيوية والتفكيكية والسيميائية، واكتساح فكر مابعد الحداثة للساحة الثقافية العربية، انساق الروائي العربي بلهفة كبيرة وراء مستجدات الرواية الغربية مستعملا تقنية تداخل الأزمنة كما في روايتي” الوشم” و” الوكر ” لعبد الرحمن مجيد الربيعي، وتوظيف فلاش باك وخلخلة الأزمنة في رواية “موسم الهجرة إلى الشمال” للصالح الطيب، وتشغيل نظرية القراءة كما عند المنظرين الألمانين: يوس Yauss وإيزرIzer لدى المغربي عمرو والقاضي في روايته” طائر في العنق” ، وحميد لحميداني في روايته:” رحلة خارج الطريق السيار”، واستعمال تقنية البوليفونية والحوارية في رواية ” أوراق” لعبد الله العروي، ونقد الكتابة الروائية كما في:” لعبة النسيان” لمحمد برادة، ورواية” رحيل البحر” لمحمد عز الدين التازي علاوة على توظيف فضاء العتبة عند جيل السبعينيات كصنع الله إبراهيم وجمال الغيطاني وبنسالم حميش وعبد الله العروي…
ولكن هذا التجريب الروائي تحول عند البعض إلى تمارين وتطبيقات سردية وتطبيق ما تبثه السرديات النقدية بشكل مفتعل ومصطنع دون عفوية إبداعية وخلفية نظرية عربية تؤطر هذا التجريب، لأن القارئ العربي ما زال لم يشبع نهمه من الروايات الكلاسيكية والرومانسية.
وظهرت كرد فعل على هذا التجريب الرواية التراثية التي تنهل آلياتها السردية من التراث كما هو الحال عند بنسالم حميش وجمال الغيطاني ورضوى عاشور وأحمد توفيق ومحمود المسعدي في روايته” حدث أبو هريرة قال…”، كما ظهرت مجموعة من الروايات الإسلامية مع الروائي المصري نجيب الكيلاني كرد فعل على الرواية الغربية ذات التصورات الإيديولوجية الشكاكة.
أضف إلى ذلك ، أنه لابد اليوم من ناقد جديد موسوعي الثقافة، قادر على تفكيك الرواية وتركيبها، ومتمكن من آليات الفهم والتفسير قصد الإحاطة بجميع قضايا النص وخباياه الشعورية واللاشعورية، له دراية كبيرة بمفاتيح القراءة والتقويم والتوجيه. أي تستوجب الرواية الحديثة اليوم قارئا ثقافيا له باع كبير في مجموعة من المعارف والعلوم والفنون لكي يعطي للرواية نكهتها الخاصة ولذتها الإبداعية الحقيقية من خلال تبني مناهج نقدية حداثية معاصرة .
  • تتبنى بعض الروايات منحنى الخرافات والتعاويذ وعوالم شاذة بعض الشيء، فترتحل باتجاه الميثولوجيا والميتافيزيقيا، وبالطقوس الغرائبية على المجتمع، قد تكون ساحرة ومفتنة للراوي، وقد تكون مثيرة لمتعة القارئ وحده، ألا تجد بذلك متعة تقترن بالروائي خاصة لإثارة خاصية السرد؟
من المعروف أن الرواية العربية لم تكتف بتصوير الذات والواقع والكتابة ، بل تناولت مواضيع مثيرة كالمواضيع البورنوغرافية مع الروائي محمد شكري في” الخبز الحافي” ، والطيب صالح في روايته” موسم الهجرة إلى الشمال “، أو مواضيع إيروسية كرواية المغربي عبد الحكيم أمعيوة ” بعيدا عن بوقانا”، كما تناولت موضوع السجن السياسي ومصادرة حقوق الإنسان كما في روايات صنع الله إبراهيم وجمال الغيطاني وعبد الرحمن منيف وعبد الرحمن مجيد الربيعي….
كما عالجت الرواية العربية مواضيع إنسانية واقعية عبر أجواء أسطورية وميثولوجية وميتافيزيقية كما في رواية:” بدر زمانه” لمبارك ربيع ، و” طوق السراب ” ليحي بزغود، ورواية:” أوديسا الصعود والهبوط والحب” لمحمد الصاوي، وانتقلت الرواية أيضا من العوالم الخرافية إلى العوالم الفانطاستيكية الغرائبية للتأشير على انتقال الإنسان من العقل والوعي إلى اللاعقل واللاوعي قصد التنديد بمواصفات الواقع الدنيئة ومواضعاته المهترئة واحتقار السلطة التي تنشر الإجرام والظلم ، ونقد الإنسان الذي علبته حضارة الأرقام وحنطته الماديات، وهذا واضح في رواية “سماسرة السراب ” لبنسالم حميش، ورواية ” أحلام بقرة ” لمحمد الهرادي، ورواية” الجرذان” ليحي بزغود، ورواية “نوار اللوز” للجزائري واسيني الأعرج

ولم يوظف هذا الخطاب الفني والجمالي والمرجعي الأسطوري والفانطاستيكي إلا لهدفين أساسين: الهدف الأول يراد به إمتاع القارئ المفترض ودغدغته ذهنيا ووجدانيا وفنيا، والهدف الثاني هو أن الروائي يستمتع بعمله الذي حقق فيه لذة النص عن طريق تحريك القطب الفني والقطب الجمالي لإثارة المتلقي المحتمل الذي سيدخل في علاقة تفاعلية مع النص انسجاما مع توقعاته، أو تخييبا لأفق انتظاره، أوتأسيسا لذوق جديد
.
  • يعتمد الروائي إلى حد كبير على ذائقته الأدبية، في البحث عن أصول الأشياء وكشف خفايا النص، فتراه أحياناً يراهن على مستويات اللغة في الإيقاع والتشكيل، والتأويل والتفسير، فيا ترى، أتراهن في محيط لغتك على القارئ الافتراضي أم على لغوية الكتابة، وهل تكتفي بمستويات معينة من اللغة؟
لايمكن لأي روائي عربي أن يحقق شهرة أدبية إلا إذا تمكن من اللغة السردية تمكنا كبيرا، وبالتالي، كان قادرا على تطويعها وتسخيرها في التعبير والتجسيد والتجريد مستعملا الطاقة البلاغية بكل آلياتها الفنية وأدواتها المجازية والرمزية والإحالية، مع إتقان كيفية توظيف لغة التشبيه والاستعارة والمجاز المرسل أو العقلي واستخدام الكنايات والرموز والأساطير من أجل خلق نص أدبي ممتع ومتنوع. وينبغي أن تكون لغة الروائي سليمة من الأخطاء والهفوات، تنساب عذوبة وصفاء وسلاسة.
لذا، فقد رأينا مجموعة من اللغات تستعمل طوال مسيرة الرواية العربية وهي : اللغة الرومانسية، واللغة الواقعية، واللغة الطبيعية، ولغة التجريد والشاعرية الرمزية، واللغة التراثية. كما يلتجئ الروائي إلى المزج أيضا بين العربية الفصحى والعامية المحلية، أو الانفتاح على اللغات الأجنبية الأخرى للتعبير عن ظاهرة المثاقفة أو التعبير عن خاصية الاحتكاك الحضاري والانفتاح على الآخر.
ومن الروايات التي تشتغل على اللغة التراثية نذكر:” الزيني بركات” لجمال الغيطاني، ورواية:” مجنون الحكم “، ورواية:”العلامة” لبنسالم حميش، ورواية ” جارات أبي موسى”لأحمد توفيق . وتتقابل هذه اللغة مع اللغة الشاعرية الرمزية أو ما يسمى عند إيڤ تادييه Yve Tadiéبالمحكي الشاعري كما نجد ذلك في روايات أحمد المديني ولاسيما روايته ” زمن بين الولادة والحلم”، ورواية ” سوانح الصمت والسراب” للروائي المغربي جلول قاسمي.

وعليه، فهناك من الروائيين من يستعمل لغة عادية واقعية في أبعادها التعبيرية والتأثيرية ، وهناك من يستعمل لغة شاعرية لخلخلة الجنس الروائي ونسفه داخليا وتحويله إلى خطاب شاعري رمزي مغلف بالتجريد ، وهناك من ستعمل لغة متعددة الأصوات كالتهجين والباروديا والتناص والحوارية وتشغيل صورة اللغة والطاقة البلاغية وتنويع الأساليب كما في العديد من الروايات التراثية عند جمال الغيطاني وبنسالم حميش ومحمد برادة وإميل حبيبي ورضوى عاشور ومحمود المسعدي.
ومن ثم، فكثير من الروائيين العرب مهووسون بلغة الكتابة لتخييب أفق انتظار القارئ كما هو حال رواية إميل حبيبي” الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل” التي تقوم على المستنسخات النصية والإكثار من الإحالات التناصية والمزاوجة بين لغة معاصرة ولغة تراثية، وكل هذا من أجل خلق قارئ افتراضي واع بالعمل الأدبي
.
وينتج عن هذا الطرح، أن لكل رواية قارئها، ويتنوع هذا القارئ حسب طبيعة الرواية ، فننتقل من قارئ عاد يحب قراءة الروايات الكلاسيكية إلى قارئ مثقف واع يستطيع قراءة الروايات التجريبية والنصوص الحداثية. لذا، تبقى اللغة مؤشرا حقيقيا على طبيعة جودة الرواية ومصداقيتها الفنية. كما أن هناك من الروائيين من يستحضر القارئ في الكتابة أثناء انكتابها، وهناك من يتكئ على اللغة وآليات الكتابة والإبداع لكسب الحداثة والسبق الفني
  رد مع اقتباس
قديم 06/06/2008   #278
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


  • تعالج الرواية السياسية القضايا الكبرى التي تندرج تحت موضوعات الأنظمة العربية، وقيم المجتمع المدني، والدولة الحديثة، وما يستتبعها من انهيار للسلطة، والفساد السياسي، والسجون السرية، وضحايا التهميش، وسوط الجلاد، في رأيك، أيسعى الروائي إلى التعايش النقدي والواقعي مع الخطاب السياسي؟وما أثر الخصائص الأدبية في تمثيل وتفعيل الخطاب السياسي والأدبي في آن واحد
  • ؟
تركز الرواية السياسية غالبا على القضايا السياسية المحلية والوطنية والقطرية والقومية لمعالجتها ضمن توجهات مختلفة ومحاور متعددة مستوعبة المراحل المتنوعة التي مرت بها القضية مع وقفات عند أحداث معينة لها خصوصيتها المتميزة. كما تنبني هذه الرواية على تبئيرالسلطة والحكم مصورة الاستبداد ومصادرة حقوق الإنسان والزج بالمعتقلين السياسيين في سجون الظلم والقهر. وبذلك يتم التأشير على الخطاب السياسي والعقيدة الإيديولوجية والرؤية السياسية إلى العالم وعلاقة الإنسان بالسلطة ومنظوره إلى واقعه الضيق أو الواسع.
ولقد أصبحت السياسة محورا فكريا في الرواية المعاصرة ، مهما تنوعت مواضيعها، وتعددت أبعادها الاجتماعية والواقعية، وجنحت إلى الحداثة الشكلية والتنويع الفني. فإن الرواية تعبر عن الأطروحة السياسية إما بطريقة مباشرة وإما بطريقة غير مباشرة. لذلك نقول: إن السياسة حاضرة في كل الخطابات والفنون والأجناس الأدبية. وتتمظهر بجلاء ووضوح في فن الرواية التي تعكس نثرية الواقع وصراع الذات مع الموضوع والصراع الطبقي والسياسي والتفاوت الاجتماعي وتناحر العقائد والإيديولوجيات والتركيز على الرهان السياسي من خلال نقد الواقع السائد واستشراف الممكن السياسي.



وتستند الرواية السياسية أيضا إلى بلاغة الإقناع والدعاية والتحريض والالتزام وتبليغ الأطروحة المقصودة بشتى الوسائل لأن الغاية تبررها وتعضدها . كما تنبني على بلاغة التكرار لتحريك الشعور السياسي والإيهام الثقافي. وتلتجئ هذه الرواية إلى السرد التفصيلي والحوار التسجيلي والمنحى الواقعي لتسجيل المعطى وتهويله وتصويره سلبا أو إيجابا. وتشحن الرواية ذات الأطروحة السياسية بتعاليم تنزع إلى توضيح حقيقة عقائدية وسياسية، وتصبح هذه التعاليم العقائدية السياسية بؤرة تعكس مفهوم الأطروحة في الرواية

.
ويضطر الروائي في هذا النوع من الروايات إلى اختلاق شخصيات متصارعة وتهيئ برامج سردية ذات مواقف متطاحنة خدمة منه للأفكار والولاءات السياسية آو الإيديولوجية للقارئ. وتتأرجح الرواية السياسية بين الجانب الروائي والجانب الأطروحي

.
وإذا كانت الرواية السياسية سواء الكلاسيكية منها أم المعاصرة تنصب على الحاضر و تعالج الراهن بطريقة سياسية مباشرة أو رمزية لتصوير غياب الديمقراطية و انعدام حقوق الإنسان و نقل عذاب الإنسان في السجون والمعتقلات السياسية و مارستانات التعذيب و “التجنين” و “التحميق”، و ما يتعرض له السجين من نفي و إقصاء و تصفية و تنكيل وقهر من قبل السلطات الحاكمة أو السلطات المستعمرة، فان أغلب هذه الروايات سقطت في أدب الدعاية و أحادية الإيديولوجية و رفع شعارات التحريض و الثورة و محاكاة الواقع بطريق سطحية مما أوقعها في الابتذال و التجاوز الفني لها، ناهيك عن سقوطها في التقريرية وأدب الوثائق والبرامج السياسية مما جعلها بعيدة عن الخلود الفني و المتعة الجمالية وإثارة المتلقي إقناعا و إمتاعا و تأثيرا.



أما رواية التخييل السياسي، كما عند بنسالم حميش في رواية “بروطابوراس ياناس”، ورواية: ” محن الفتى زين شامة”، ورواية” العلامة”، و جمال الغيطاني في رواية” الزيني بركات”، فقد حققت نجاحا كبيرا في التأثير على القراء و تمتيعهم، إذ اعتمد كتابها على استلهام التراث التاريخي و الفلسفي و الصوفي والسياسي للتعبير عن الحاضر بطريقة فنية جميلة قائمة على التهجين، والباروديا (المحاكاة الساخرة)، و الأسلبة، و المفارقة، والتناص، و المعارضة، و محاكاة المصادر و استعمال المستنسخات. فنقل أصحاب هذه الرواية القرار إلى استغوار اللاشعور السياسي و اكتشاف مكبوتات التسييس و تجلياته في “الطابوات”، كما رحلوا به إلى أجواء التراث الوسيط بالخصوص و الزمن الماضي لمعايشة الأجواء السياسية وتناقضات المجتمع و صراع الإنسان مع السلطة القاهرة ليقارنوا ذلك بعصرهم المكهرب الذي يعيشون فيه، كما تخيلوا حاضرهم سياسيا و ذلك من خلال الموروث الرسمي أو الشعبي.



ومن هنا، فقد عايش الروائيون العرب المحدثون الواقع السياسي وصفا ونقدا من خلال تجسيده على الورق بطريقة مباشرة وغير مباشرة ، مستعملين في ذلك الترميز وتوظيف الأقنعة التراثية وآليات التعبير الحداثية والكلاسيكية على حد سوا
ء.
  • يمثل الأدب المقارن ميادين بحثية معاصرة كصورة الآخر، ودراسات الترجمة والمثاقفة، والعولمة، ويعد من أحد المناهج التي تجادل حقول الأنظمة المعرفية وسوسيولوجية الأخرى، بالإضافة إلى علاقة الأدب مع مختلف العلوم الإنسانية، في تصورك، هل يمكن أن يكون للأدب المقارن بعداً ثقافياً ،وإنسانياً؟، وكيف تقرأ عملية الربط ما بين دراسات النقد الثقافي وأدوات الأدب المقارن
  • ؟
من المعلوم أن الأدب المقارن حقل معرفي جديد يحاول معرفة التأثيرات الموجودة بين الآداب الإنسانية العالمية، وتحديد الأصول والمصادر الأولى التي تحكمت في إنتاج الإبداعات الأخرى، كما يسعى هذا الحقل المعرفي إلى معرفة القواسم المشتركة بين الإبداعات العالمية والسمات التي تختلف فيها، كما تساعدنا الدراسات المقارنة من بناء خطاب استعلاماتي لمعرفة كيف تفكر الشعوب الأخرى ، وكيف يمكن معرفة نقط ضعفها والمشاكل التي تعاني منها، والدليل على ذلك أن الخبراء الإسرائليين كانوا يدرسون جيدا أدب نجيب محفوظ لمعرفة أجواء مصر بصفة عامة والقاهرة بصفة خاصة لتحويل مضامينها إلى خطاب استعلاماتي مخابراتي.
هذا، وإن مقاربات الأدب المقارن عديدة ومتنوعة، فهناك من يركز على المضمون، وهناك من يركز على الشكل، وهناك من يختار الداخل النصي، وهناك من يفضل الخارج التناصي والمرجعي.



وعليه، فللأدب المقارن عدة وظائف هامة منها : الوظيفة الثقافية التي تتمثل في معرفة إنتاجات الشعوب الأخرى، ومعرفة ما لديهم من أفكار وتصورات ومشاريع ونظريات، والتعرف على مشاكل المجتمعات المضادة أو المجاورة أو المتقابلة لمدارستها وتحليلها وتوجيهها الوجهة السليمة ، وتحديد قضاياها الإنسانية والمجتمعية والتعرف على أدبائها مع ترجمة إبداعاتنا وتقديمها إلى هذه الشعوب لخلق مثاقفة حقيقية بناءة قصد بناء علاقات إنسانية متكافئة مبنية على التواصل الحميمي والتعايش والتعارف والتعاطف والتكامل الإدراكي بدلا من التنافر والصراع الجدلي والعدوان.



وهناك الوظيفة الثانية للأدب المقارن وهي الوظيفة الإنسانية التي تهدف إلى بناء علاقات إنسانية قائمة على التسامح والتضامن والتعايش المشترك بعيدا عن الإرهاب والتطرف والتهميش والإقصا

ء.
فمن خلال توظيف الأدب المقارن توظيفا جيدأ ، يمكن إثراء الأدب العالمي وبلورته في خطابي ثقافي إنساني منصهر داخل بوتقة التعاطف والتعاون والتآزر إنسانيا. وهنا لابد من تحريك الترجمة والتعريب ومدارسة اللغات الأجنبية وتشجيع الدراسات المقارنة في مؤسساتنا ومعاهدنا التعليمية من خلال التمكن من أدوات الأدب المقارن الذي يستند إلى المقابلة وقراءة الأفكار والتيارات وعقد مقارنات وموازنات مضمونية وشكلية لمعرفة المصادر والأصول أو اللجوء إلى النقد الثقافي لتفكيك أركيولوجيا خطاب الآخر تفكيكا وبناء لمعرفة الثوابت والمتغيرات في الفكر الإنساني، وتحديد وظائفه وانتقاد التصورات الإيديولوجية وممارسة سلاح الاستغراب في وجه سلاح الاستشرقا
ق.
  • لماذا يعد النص الروائي تيمة أساسية للروائي وكيف تنظر إلى السرد المابعد حداثي حينما يتألق داخل حدود النص؟
يسعى الروائي المعاصر إلى سبق حداثي وتميز روائي وطني أو عربي أو دولي عن طريق التجريب وخلخلة النسق الروائي دلالة وصياغة وتشكيلا. ونظرا للتأثر والانبهار بفلسفة ما بعد الحداثة ، والاستفادة من التيارات البنيوية والسيميائية والتفكيكية وجمالية القراءة، بدأ الروائي العربي يهتم بالجوانب الشكلية والفنية، ويسائل النص الروائي بشكل جزئي وكلي في أبعاده الدلالية والفنية، ويخضعه للسبر والتشريح والتنقيب قصد تفكيكه وإعادة تركيبه من خلال تشغيل البوليفونية وتوظيف جمالية القراءة ، والاهتمام بماهو جمالي على حساب ماهو مضموني، حتى أضحى الحديث اليوم يدور عن نص جديد هو النص اللاروائي.
ومن الروائيين الذين شكلنوا رواياتهم نذكر : محمد برادة في” لعبة النسيان”، وأحمد المديني في روايته” زمن بين الولادة والحلم”، وحميد لحمداني في :” رحلة خارج الطريق السيار “، وعبد الله العروي في:” أوراق”، وعمر والقاضي في روايته ” الطائر في العنق”…


  • ظل مفهوم أدب المنفى، أزمة الذات العربية في التحرر من براثيين التشرد، والهجرة القسرية، والنفي المحرض من قبل الأنظمة الدكتاتورية، وشيئاً فشيئاً، أصبح أدب المنفى، ظاهرة تاريخية في رصد موضوعات يتفرد بها الروائي بجماليات خاصة في الكتابة، والتأمل، ترى، كيف يمكن التعامل مع ظاهرة المنفى وأزمة الذات؟
عزفت كثير من الروايات العربية على أوتار الغربة والمنفى كروايات عبد الرحمن منيف وروايات عبد الله العروي وصنع الله إبراهيم وعبد الرحمن مجيد الربيعي. بيد أن الطريقة التي نراها أفضل للتعبير عن هذه المواضيع التي تؤرق الإنسان العربي أن نلتجئ إلى القالب التراثي لتأصيل المحكي الروائي العربي بدلا من السقوط في التقليد والتجريب المجاني ومحاكاة الغرب في تقنياتهم السردية. نريد خطابا نحاور فيه التراث من خلال تشغيل المستنسخات التناصية وتوظيف طرائق الكتابة العربية الأصيلة وخلق أجواء تراثية عبقة لإمتاع القارئ وتثقيفه .
فعندما نريد التعبير مثلا عن الغربة، فلماذا لانختار شخصية أبي حيان التوحيدي للتعبير من خلالها عن اغتراب الذات المثقفة المعاصرة وتبيان شجونها وهلوساتها وصراعاتها النفسية الداخلية والموضوعية؟! وحينما نريد التعبير عن أدب المنفى فثمة شخصيات عدة تعرضت للسحن والتعذيب القسري ، فمن خلالها نستطيع أن نبني خطابا روائيا إنسانيا ممتعا ومثيرا كما فعل بنسالم حميش في ” مجنون الحكم ” ، وجمال الغيطاني في:” الزيني بركات” .
  • كلمة أخيرة، توجهها إلى الروائي العربي؟
أطلب من الروائي العربي المعاصر أن ينوع كتاباته السردية صياغة ودلالة ومقصدية ، وأن يتفادى الاجترار والتكرار ومعالجة نفس المواضيع والتيمات التي عالجها إخوانه العرب أو الكتاب الغربيون، وأن يقرأ تراثه جيدا بشكل عميق وواع ، وأن يستوعب تقنياته الجمالية وطروحاته الفسلفية والإنسانية، وأن يكتب رواية غير غربية، أي عليه أن يبحث عن قالب متميز حداثي لايبعده عن أصالته، ولا ينسيه حاضره وخاصيته المعاصرة . ويعني هذا أنه من الأفضل أن يوفق بين الماضي والحاضر، وأن يزاوج بين الإمتاع والإفادة، وأن يشتغل روائيا وسرديا وفلسفيا ضمن رؤية أصيلة لكسب الحداثة العالمية والدخول في العولمة ولكن دون التخلي عن خصوصياته الحضارية وقوالبها الجمالية والفنية .



لذا، أرى أن الرواية التراثية أو الرواية الأصيلة هي الطريقة الفضلى في التعبير والكتابة والإبداع والتميز بدلا من الانسياق وراء الوصفات الجاهزة للنقد السردي الغربي المعاصر الذي يسقط روائيينا في التقليد والاجترار والتمرينية القاتلة.
  رد مع اقتباس
قديم 12/06/2008   #279
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


حوارٌ مع الكاتب والمفكر الفلسطيني ..إدوارد سعيد
  رد مع اقتباس
قديم 12/06/2008   #280
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي




قبل فترة قصيرة من رحيله وبعد صراع مع مرض اللوكيميا اللمفاوية المزمنة دام عقداً ونيفاً من الزمن، وافق المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد أن يجري حواراً استثنائياً مع الباحثين اللبنانيين- الفرنسيين كريم إميل بيطار وروبير فاضل، مخلاً بالوعد الذي كان قطعه على نفسه بعدم إجراء أي حوار تبعاً لظروفه الصحية. والحوار الذي لم ينشر في أي صحيفة أو مجلة نشره الباحثان في كتابهما المشترك الصادر حديثاً في باريس بعنوان «نظرات الى فرنسا» (دار سوي).

في هذا الكتاب يشارك ثلاثون مفكراً وباحثاً من العالم متحدثين من وجهة نظرهم عن فرنسا، سياسياً واقتصادياً وثقافياً، ومحللين «الأزمة الوجودية» التي تعيشها فرنسا راهناً. ومن الذيـــن شاركـــوا في الكتاب عبر حوارات أو دراسات: محمــد أركون، بطرس بطرس غالي، جورج قرم، كارلوس فوينتس، فاتسلاف هافل، ستانلي هوفمان، تيودور زيلدن وسواهم.


يكتسب هذا الحوار الأخير مع إدوارد سعيد طابعاً خاصاً نظراً الى أنه يأتي بمثابة «وصية الى فرنسا»، ويحمل بعداً رمزياً مهماً، فالمفكر الراحل وجّه كلماته الأخيرة الى فرنسا ومفكريها، هو الذي خبر الثقافة والأدب الفرنسيين بعمق، على رغم إقامته في الولايات المتحدة وكان من المثقفين النادرين، الملتزمين نهجاً فكرياً عالمياً. وتكمن فرادة هذا الحوار في كونه يكشف وجهاً شبه مجهول من صاحب «الاستشراق».

هنا مقتطفات من الحوار غير المنشور:

يتحدث إدوارد سعيد عن علاقته الشخصية بفرنسا وبدايات تعرفه الى ثقافة هذا البلد، وكان والده شارك خلال الحرب العالمية الأولى، في الحملة العسكرية الأميركية التي أتت لمساندة فرنسا قائلاً:

«بالنسبة الى شخص مثلي، ترعرع في فترة الانتداب البريطاني في فلسطين ومصر، طالما شكلت فرنسا الخيار البديل. وكان لي كثير من الأصدقاء الناطقين باللغة الفرنسية، لا سيما في فيكتوريا كوليج في القاهرة وفي نوادي القاهرة حيث كنت أتمرن على لعب التنس.
وبالتالي من الطبيعي أن تصبح اللغة الفرنسية اللغة البديلة والثقافة الفرنسية الثقافة البديلة بالنسبة إلي. إلا أنّ معرفتي بفرنسا كانت سطحية فلم يسبق لي أن زرت ذلك البلد. وكانت تقتصر على ما جلبه أبي من ذكريات: فرنسا، حب الحياة وبلد الجنس والنبيذ وكل هذه الكليشيهات. والغريب انني انتظرت مجيئي الى الولايات المتحدة في مطلع الخمسينات من القرن الفائت لمتابعة دراستي الثانوية، وأبدأ بالغوص في الأدب الفرنسي. وأذكر أن اتصالي الأول بالأدب الفرنسي حصل في سن المراهقة، عبر نص «الجدار» لسارتر. وقد تأثرت كثيراً بآفاق هذا الكتاب الفلسفية والفكرية، وأدهشتني التعددية التي ينطوي عليها، لا سيما بالمقارنة مع الأدب الأميركي. ففي الفترة عينها، كنا نقرأ جون شتينباك إلا أن أسلوب سارتر ونظرته الى العالم مختلفان تماماً. وقد سحرني هذا الاختلاف. وما أن بلغت السابعة عشرة من عمري ودخلت جامعة برنستون، حتى التحقت بعدد من الدروس التي تتمحور حول الأدب الفرنسي، وكان يقدمها أستاذان رائعان. وكانت تدور حول الرمزية والرواية الفرنسية الحديثة، إضافة الى ما بعد الرمزية والسوريالية. وكانت المحاضرات خالية من أية نقاشات أو حوارات، كانت مجرد دروس نظرية غنية بالاقتباسات وعدد من المراجع التي كان يوصى الطلاب بقراءتها في نهاية كل حصة. لقد جُذبت كثيراً الى مفهوم التاريخ الثقافي في ذلك الوقت وتأثرت به. وسمحت لي قراءاتي باكتشاف فرنسا، هذا البلد الذي لم أذهب لزيارته زيارة مطولة إلا في العقد الثالث من عمري».
  رد مع اقتباس
قديم 12/06/2008   #281
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


ويضبف: «خلال السنوات الأولى التي عملت فيها أستاذاً في جامعة كولومبيا، وقد عُيِّنت في منصبي هذا منذ 40 سنة، أي عام 1963، عاودت الاهتمام بالأدب الفرنسي. ووجدت فيه بديلاً للنظام الذي نشأت عليه ودرست فيه، أي التقليد الإنكليزي - الأميركي الوضعي، الذي يتسم بضيق الآفاق التاريخية. وبالنسبة إليّ، كان التقليد «الروماني» هو البديل، وعلى رأسه فرنسا وإيطاليا. ومن خلال مؤلفات تعود الى أشخاص من قبيل الجامعي إيريك أورباك وهاري لفين، استاذي السابق في هارفرد ومؤلف كتاب هو من أهم الكتب عن الرواية الفرنسية في القرن التاسع عشر، تمكنت من توسيع دائرة اهتمامي بالأدب الفرنسي من القرن الثامن عشر الى القرن العشرين، كما بالنقد الأدبي. وكنت الرجل الأميركي الأول الذي تناول مدرسة النقاد الفرنسيين الجديدة في كتبه، وذلك ضمن مقال مطوّل حول لوسيان غولدمان. وقد اهتممت بفكرة أن غولدمان كان تلميذ جورج لوكاش في الثلاثينات، وانه كان ينتمي في تلك الفترة الى أنصار «النقد الجديد»، وهي مجموعة تختلف عن النقد الأميركي بكل ما للكلمة من معنى. كانت مخالفة تماماً للفلسفة وتشدد على الجمالية على حساب البقية. وفي موازاة ذلك، لم أتوقف عن قراءة سارتر وميرلو بونتي والتقليد الفينومنولوجي، الناتج في معظم الوقت عن هوسرل وأحياناً أخرى عن هايدغر. ولعبت فرنسا دور الأرض الخصبة لهذا النمط من التفكير، ذلك أن الفرنسيين كانوا يلعبون دور الوسطاء بين الفلسفة الألمانية والتقليد الإنكليزي - الأميركي. وأخيراً، أتى العام 1966 وجلب معه حدثاً هائلاً يعيشه المرء مرة واحدة في العمر، إذ عُقد حينذاك المؤتمر المنتظر وعنوانه «لغات الانتقاد وعلوم الإنسان» في جامعة جون هوبكنس واستطاع للمرة الأولى استقطاب كبار المؤلفين الذين قرأت أعمال بعضهم أو سمعت عن البعض الآخر منهم، ولا سيما جان هيبوليت ورولان بارت وجاك دريدا وجاك لاكان وجورج بوليه وجان بيار فرنان وتزفيتان تودوروف وجيرار جينيت... ويعود الفضل في دعوتي الى المشاركة في هذا المؤتمر الى مقالاتي التي سمحت لي بالتواجد مع كل هؤلاء الكبار على مدى أسبوع. وفي الواقع، أدهشني أمران متناقضان. الأول هو بعد نظرهم ولا محدودية فكرهم، فقد كان في إمكانهم أن يتحدثوا في طريقة متكلفة عن الفلسفة اليونانية أو الألمانية أو عن أي موضوع آخر. والثاني قدرتهم على التحول أشخاصاً متعصبين لفرنسيتهم. حتى أن بقية المفكرين كانوا يشعرون باحتكار المفكرين الفرنسيين للموضوعات المطروحة للنقاش، علماً أنهم كانوا يطرحون جدليات تعني العالم بأسره، ويتحدثون عن نيتشه وفرويد وهايدغر. وخُيّل للمشاركين الآخرين في المؤتمر – أي الأجانب (بعض الإيطاليين والأميركيين) – أن المفكرين الفرنسيين يوجهون الكلام بعضهم الى بعض لنيل الإعجاب المتبادل بينهم، غير آبهين لبقية الموجودين! كان ذلك مذهلاً حقاً!
  رد مع اقتباس
قديم 12/06/2008   #282
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


أستطيع أيضاً أن أعزز كلامي بقصة حدثت مع رولان بارت. نظراً الى بعد حرم جامعة جون هوبكنس عن بالتيمور، كنا ننزل جميعاً في الفندق نفسه، ونلتقي يومياً. وفي كل صبح تنقلنا المركبة نفسها الى الجامعة. وعلى الطريق، اعتدت الجلوس بالقرب من رولان بارت، لذلك كان من الطبيعي أن نتبادل الحديث. اهتممت كثيراً بالمحاضرة التي ألقاها خلال ذلك المؤتمر والتي دارت حول فعل «كتب»، الذي وصفه بالفعل غير المتعدي. وخلال أحد نقاشاتنا الصباحية، أخبرته أن أعماله تشبه، في كثير من نواحيها، أعمال أحد النقاد الأميركيين المشهورين والفريدين من نوعهم، كينيث بورك. بدا بارت مهتماً جداً بالموضوع، حتى انه دوّن اسم بورك وطلب مني أن أزوّده بلائحة تضم أهم كتبه. فاستجبت لطلبه قبل أن نعود الى حديثنا. وبعد سنتين، التقيت مجدداً برولان بارت، في مؤتمر كان يُعقد في شيكاغو. ألقينا التحية واحدنا على الآخر بحرارة وتكلّمنا عن أمور مختلفة، قبل أن أسأله إذا تسنّت له فرصة المقارنة بين أفكاره وأفكار بورك. وإذا به يجيب: «أفكار من؟».
لقد فاته كلياً الأمر واضطررت الى الإصرار على مطلبي أكثر من مرة، على رغم أهمية بورك ونقاط التشابه بينهما. وأظن انني كنت في صدد تناقض شكلي الى أقصى درجة. فمن ناحية، هناك التعصب الى الانتماء الفرنسي، الذي أصفه بالمتطرف والذي كان يمنع المفكرين الفرنسيين من النظر الى خارج حدود عالمهم الفكري أو الاهتمام بالكبار دون سواهم، ومن ناحية أخرى، هناك انفتاح فعلي على بقية العالم في بعض الأحيان. فعندما كان كلود ليفي شتراوس يتكلم عن الفكر مثلاً، كنت أشعر انني أستمع الى مفكر عالمي بكل ما للكلمة من معنى. وبالطبع، ذلك هو الاستثناء الذي يثبت القاعدة السائدة وهي العصبية الفرنسية. وليفي شتراوس كان يدحض هذه الفكرة. فهو تأثر كثيراً بالإثنولوجيا الإنكليزية - الأميركية. وبيار بورديو كان أيضاً استثناء في هذا المجال، نظراً الى تتبعه لكل ما يجري خارج الفلك الفرنسي. لكن سواهما من المفكرين كانوا منغلقين على ذاتهم، ولا يهتمون إلا بشخصهم. ولا أدري كيف أفسّر هذه الشوائب، قد يكون السبب عقليتهم أو النظام التربوي والبرامج التي تتخطى حدود المقبول في صرامتها».

ورداً على السؤال: نظراً الى المكانة الخاصة التي يحتلها المفكرون في المجتمع الفرنسي، هل ترى أنهم يستغلون مكانتهم تلك ويستثمرونها في المكان المناسب بغية الدفاع عن قضايا مهمة، أم أن المسألة تختصر في المظاهر؟ هل نشهد اليوم تراجعاً للنفوذ الفكري الذي تتمتع به فرنسا، لا سيما بالمقارنة مع الفترة التي تلت الحرب مباشرة؟ يجيب: «لم يستطع المفكرون الفرنسيون المعاصرون لي من لعب دور جوهري، واللغة هي أحد الأسباب التي أعاقتهم. فقلة قليلة منهم فقط متمكنة من لغة أخرى غير الفرنسية، كالإنكليزية على سبيل المثل. والمفكرون العرب يعانون أيضاً من عائق اللغة. فهم يعجزون عن التعبير بغير اللغة العربية ويكتفون بذلك، متسائلين، مثلهم مثل المفكرين الفرنسيين، «لمَ عسانا نعقّد حياتنا بتعلّم لغات أخرى؟» إن هذا النمط من التفكير مؤسف للغاية. ولكن هنا أيضاً، يمكنني أن أذكر أمثلة مضادة وأسماء لامعة مثل تودوروف. فأصول هذا الكاتب البلغارية لم تمنعه من أن يصبح مفكراً فرنسياً وهو من النادرين الذين يقرأون ويتكلمون ويفهمون اللغة الإنكليزية. إتيان باليبار يُعتبر أيضاً من الناطقين باللغة الإنكليزية. وهو يعطي دروساً، بين الحين والآخر، في الولايات المتحدة حيث تُرجمت كتبه وباتت موضع قراءة ودراسة. لكن أفكار الآخرين، حتى المفكرين اليمينيين الأكثر شهرة في فرنسا مثل فينكلكروت أو برنار هنري ليفي لا تتعدى حدود العالم الناطق باللغة الفرنسية ولا تلقى صدى واسعاً في العالم»
  رد مع اقتباس
قديم 12/06/2008   #283
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


لكن هؤلاء يحشدون جمهوراً واسعاً من خلال الشاشة الفرنسية الصغيرة. يقول سعيد في هذا الصدد: «نعم، هذا صحيح. فجمهورهم التلفزيوني – إذا جاز التعبير – أكبر من جمهورهم الأكاديمي والجامعي. في المقابل، خُيّل إليّ لوهلة أن رجلاً مثل ريجيس دوبري قد يلعب دوراً مهماً خارج فرنسا. فقد منحه عمله في أميركا اللاتينية ومؤلفاته حول دور المفكر، خلفية دولية. إلا أن كتبه لم تلق الصدى الذي يليق بها في الولايات المتحدة، وقد تكون اللغة السبب وراء ذلك. وأتذكر الآن قصة تتعلق بدوبري وباللغة. منذ سنوات، عندما صدر كتابي «عن المثقفين والسلطة» في باريس (دار سوي 1996)، التقينا في برنامج تلفزيوني أنا ودوبري وفينكلكورت. وفي المناسبة، شعرت ان الرجلين لا يستلطف واحدهما الآخر! وبالعودة الى صلب الموضوع، غمر الغضب دوبري عندما علم أنني وصفته في أحد مقالاتي بالكلمات الآتية: بـ «المفكر اللامع والمتعدد الآفاق». واستخدمت كلمة «المتعدد» بمعناها في اللغة الإنكليزية، أي الرجل المنفتح والقادر على تناول مواضيع مختلفة في كتاباته. لكنه اعتقد انني استخدمت الكلمة بمعناها الفرنسي، أي الشخص المزاجي والمتقلب في أفكاره...».

ويتحدث عن إميل زولا، الرواي والمفكر الملتزم قائلاً: «لم أعاود قراءة كتابات إميل زولا منذ فترة طويلة، لكنني قرأته من خلال أحد زملائي الذي يعمل أستاذاً في قسم الأدب الفرنسي في جامعة كولومبيا. إن سيرة زولا الذاتية التي وضعها هنري ميتران، ذلك الرجل المتضلّع في كل شاردة وواردة تتعلق بزولا، هائلة، وقد سمحت لي أعماله أن أتعرّف أكثر الى زولا. بالطبع، سبق أن قرأت رواياته مثل «جيرمينال» و «نانا» وسواهما خلال فترة دراستي، وأعرف أن زولا كاتب موهوب لكنه لا ينتمي الى الكتّاب الذين أعاود قراءتهم مراراً وتكراراً، على غرار مارسيل بروست وغوستاف فلوبير الذي يُعتبر نقيض زولا على مستويات عدة. وهنا تأتي المقارنة في غير محلها. دعني أعترف إذاً أن إعجابي بزولا، المفكر الملتزم، يفوق إعجابي بزولا الروائي. فالسياق الذي تجري فيه أحداث روايات زولا مغاير تماماً للسياق الذي نعيش فيه اليوم ما أحببته في زولا هو مداخلاته العامة، والدور الذي لعبه كأحد الوجوه التي تركت بصمات واضحة في الثقافة الفرنسية. والمثير للاهتمام في ذلك الرجل هو ناحيته الفرنسية البحتة، وقدرة قضية ما على التأثير فيه ومسّه من الداخل وذلك بشهادة من المجتمع برمته. إضافة الى قدرته على دفع الأمور نحو مزيد من العدالة، كما حصل مع نصه «أتهم». وستبقى كلمة «مفكر» مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بزولا.
  رد مع اقتباس
قديم 13/06/2008   #284
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


وعن ألبير كامو وعن رأيه بمقولته الشهيرة: «إذا خُيّرت بين العدالة وأمي، أختار أمي» التي تجسّد العلة التي يعاني منها العالم المعاصر، حيث يندرج الجميع تحت راية ذويه وجماعته ويغلّب النسب على الانتساب، ويفضل الولاءات القبلية والمجتمعية والشخصية على القيم والعدالة، يقول سعيد: «أنا أعارض هذا الانقسام وأعتقد أن التصنيف خاطئ أساساً. وأظن أن ذلك يُعزى أولاً الى غياب أي معارضة طبيعية بين العدالة والأم. لم يُفترض بنا أن نختار؟ ولم لا يمكننا اختيار العدالة والأم معاً؟ من جهة أخرى، نحن نرتكب خطأ باعتقادنا بأن الدفاع عن العدالة قد يدفعنا الى التخلي عن أمنا، فالعدالة بذاتها أمر طبيعي للغاية. وفي نهاية المطاف، وحدها العدالة تستطيع تخليص الأمهات من كل شٍر يتربّص بهن. إن الدفاع عن العدالة لا يعني بالضرورة مخالفة الولاءات والانتماءات الفطرية والأساسية. ومن خلال هذا السؤال تبرز بعض النقاط التي تقف عائقاً بيني وبين كامو».
في كتابه «الثقافة والامبريالية»، يقارب سعيد ألبير كاموا بطريقة مستحدثة، من خلال تحليل اللاوعي الاستيطاني. ويبيّن أن كامو خضع، إما بكل وعيه أو من دون وعي، لسيطرة العقلية الاستيطانية. ويشير أيضاً الى أن الرجل العربي الذي قتله مرسو في رواية «الغريب» كان شخصية مجردة، نجهل عنها الكثير... يقول سعيد عن كامو: «أعتقد أن كامو كان رجلاً موهوباً، إلا أنه بالغ – الى حد التصنع – في إظهار أخلاقياته. كامو كان واعياً أخلاقياً، لكنني حاولت إظهار كيف أن انعدام النزاهة وحال الهروب والنظرة المخالفة للتاريخ التي ألقاها على المكان الذي عاش فيه، كيف أن كل تلك الأمور شوّهت هذا الوعي الأخلاقي. وأعني بذلك أن كامو لم ينقل العلاقة الفعلية بين المستوطن والمستوطَن كما هي في الجزائر. وبالنسبة إليه، شكّل الاستيطان سياسة سيئة مارسها نظام سيئ وحكومة فرنسية سيئة، لكنه لم يكن يرى أن ذلك يندرج في عملية تاريخية طويلة، تستند الى التجريد المنظم والى بناء عقلية استيطانية. وأعتقد أن ذلك أشبه بالوضع الذي نشهده في إسرائيل، وفي سلوك بعض المفكرين تجاه هذه المسألة بالتحديد. وما لا أستطيع فهمه هو أن الكثيرين من الفرنسيين ما زالوا يرون في كامو مثالاً للكاتب الأخلاقي والمفكر التقدمي. وقد أدركت الأمر عندما درس إبني كامو في المدرسة. كان يقرأ رواية «الغريب» حينها. وسألته إذا ما كان الكتاب مدروساً بحسب سياقه، وإذا ما كانوا يتعرفون خلال الحصص المخصصة لدراسته الى الخلفية والكاتب والحياة في الجزائر... لكن الدروس لم تكن تجري على هذا النحو. ففي معظم الأحيان، يتم تجاهل كل هذه الأمور ويظهر كامو بالتالي كالكاتب الأخلاقي الفرنسي الكبير في القرن العشرين. لا شك في أن في وضع كامو قد يستغوينا التركيز على الأسلوب فقط. فنحن في وجه كتاب نثري رائع، في وجه «كتابة بيضاء» أو كما سمّاها بارت. ومن المؤكد أن كامو كان يعيش في بيئة صعبة جداً، في بيئة منغلقة على فرنسيي الجزائر. لكننا لا نجد في شخص كامو وعياً لجهة استغلال شمال القارة السمراء. فيما أن الكاتب الفرنسي أندريه جيد كان يعي تماماً وجود هذا الاستغلال. وأنا لست أستغيب كامو، لطالما قلت، ولا أزال، إنه كان كاتباً موهوباً جداً، لكنه يخفي أمراً ما وذلك لا يريحني. فمن الطبيعي أن نرى فيه، كما نرى في أندريه جيد، مثالاً يُحتذى به لجهة الثقافة الفرنسية. إلا أنني أعتقد أن وضع جيد يختلف تماماً. كامو كان يعتبر نفسه مؤلفاً أخلاقياً وكاتب مقالات. أما جيد فكان قبل كل شيء من أنصار المتعية، وكانت أعماله منفتحة جداً ومتأثرة بهذه المتعية على طريقة أوسكار وايلد».
  رد مع اقتباس
قديم 13/06/2008   #285
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


وعن سارتر الذي عاد فجأة الى الطليعة، بعدما كاد العالم أن ينساه وعن الإرث الذي تركه يقول سعيد: «مهما كثرت الإشاعات عنه، وعلى رغم كل سيئاته، يبقى سارتر بالنسبة إليّ أحد أهم الوجوه الفكرية التي عرفها العالم في القرن العشرين. وقبل الحديث عن سارتر الروائي، تجدر الإشارة الى أنه كان ناقداً أدبياً وفلسفياً فريداً. وفي هذا الإطار، تطاردني أعماله من كل ميل وطرف، أذكر منها كتابه الرائع عن فلوبير، «أبله العائلة»، وكتابه عن بودلير والمقالات الأخرى التي تناولت باقة متنوعة من المؤلفين. وأظن أن أعماله تأتي في صدارة التحقيقات النقدية. وعرفنا سارتر أيضاً كروائي وكاتب مسرحي رائع، فكيف ننسى رواية «الغثيان» وسواها من روائع المسرح التي تحمل توقيعه. ميزة سارتر انه كرّس معظم حياته ليطرح على نفسه كما على غيره أسئلة حيوية. وقد أثبت شجاعة كبيرة في تعاطيه مع الأمور، فتطرّق الى موضوعات شبه محرمة في المجتمع مثل فيتنام والجزائر. غير أن ذلك لا ينفي وجود بعض الشوائب والإبهام حول مسيرته الفكرية على بعض المستويات، ونذكر في هذا الإطار موقفه حيال القضية الفلسطينية».
تميل مواقف سارتر حيال الصراع العربي – الإسرائيلي الى بعض من الغموض والتناقض خصوصاً في التزامه المطلق تجاه القضيتين الفيتنامية والجزائرية، أو المديح الذي قام به في المقدمة اللاهبة لكتاب فرانتز فانون «محكومو الأرض». ويقول سعيد: «أو عندما نتذكر إعجابه الكبير بجان جينيه وبالعمل الرائع الذي أهداه إياه».
وعن امتناع سارتر عن إظهار المزيد من الدعم للقضية الفلسطينية يقول: «أعتقد أن سارتر تأثر بالحرب العالمية الثانية، وذلك طبيعي جداً. لقد أدرك فظاعة المحرقة التي أتت بمثابة ضربة أعادته الى الواقع وعززت وعيه السياسي والفكري. والأمر سيان بالنسبة إلى ميشال فوكو، على رغم صغر سنّه. فكلاهما شعر بعد الحرب أن إنشاء دولة إسرائيل خطوة طبيعية ومحقة، تأتي بمثابة تعويض لمعاداة أوروبا للسامية وقد تسمح بالتخفيف من وطأة شعور الذنب الذي يعذبهما ويعذب غيرهما بسبب الفظائع التي ارتُكبت بحق اليهود الذين تعرضوا للإبادة الجماعية خلال الحرب، على اختلاف جنسياتهم، فرنسيين كانوا أم ألماناً أم بولنديين. ومن هنا، عجز سارتر عن استيعاب وجهة النظر العربية. ونادراً ما اهتم بالعالم العربي، وكان ذلك غريباً بعض الشيء. فكان يرى في عبدالناصر رجلاً اشتراكياً من جهة، وفاشياً يشبه الألمان من جهة أخرى. لم تنشأ يوماً علاقة فعلية بين سارتر والثقافة العربية ولطالما غلب الانزعاج عليها وهذا ما لا أفهمه، وهو أحد الأسباب التي دفعتني الى مقابلته عام 1979. أردت أن أفهم الحقيقة، فصلة سارتر بالفكر العربي كانت ضعيفة في الوقت الذي كان على علاقة متينة ببعض الإسرائيليين، على غرار إيلي بن غال وبيار فيكتور اللذين أخذاه في رحلة الى إسرائيل وأعطياه صورة إيجابية عنها... أما العالم العربي والثقافة العربية فلم يعرفهما البتة. كل ذلك كان غريباً بعض الشيء. لكننا بشر ولكلٍّ سيئاته. هناك أمور تمسّنا وتؤثر فينا أكثر من غيرها. لقد أخطأ سارتر في قضايا كثيرة ولم تؤثر فيه معاناة الشعب الفلسطيني. صحيح أن موقفاً كهذا مخيّب للآمال، ولكن لا يكفي لنفي موهبته ومواقفه الشجاعة إزاء قضايا أخرى».

  رد مع اقتباس
قديم 13/06/2008   #286
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


سارتر والعداء لاميركا:وعن عدائية سارتر وسيمون دو بوفوار المتطرفة للولايات المتحدة، وهو شعور ذا طبيعة جوهرية لا يستند الى انتقادات شرعية لسياسات أميركية معينة، يقول سعيد: «أزعجني ذلك، خصوصاً أن هذه العدائية لا تستند الى انتقادات شرعية، حتى انها لا تستند الى معرفة حقيقية للولايات المتحدة. ومن الواضح أن سارتر ودو بوفوار كانا يجهلان هذا البلد. والأمر سيان بالنسبة الى غيرهما من المفكرين الفرنسيين. فغالباً ما تنبع عداوتهم للولايات المتحدة من جهل فعلي لهذا البلد. وهذا ما دفعني في مرحلة ما الى كتابة مقالة تحت عنوان «أميركا الأخرى»، التي صدرت في صحف عالمية عدة ومنها صحيفة «لوموند ديبلوماتيك» الفرنسية، في آذار (مارس) 2003. أعتقد ان من الضروري أن نتذكر دائماً أن بوش وإدارته لا يمثلان سوى أحد أوجه الولايات المتحدة الكثيرة والمختلفة. كنت أود لو أن سارتر ودو بوفوار أوليا أهمية أكبر للوجه الآخر من أميركا. جان جينيه مثلاً، الذي التقيته للمرة الأولى في جامعة كولومبيا اهتم كثيراً بهذا الوجه الآخر. فقد نظر عن كثب الى الحركة المضادة للحرب التي نشأت في نهاية الستينات، والى النشاطات التي قام بها طلاب اليسار والجذريون وحتى البلاك بانثرز. جان جينيه كان متميزاً من هذه الناحية، على خلاف الكثير من المفكرين الفرنسيين التقليديين والتافهين في عدائهم لأميركا، لأن شعورهم ذلك ما كان يستند الى معرفة كافية بهذا البلد أو الى انتقادات شرعية ومفصلة».
وعن تأثير مفكري ما بعد الحداثة في فرنسا على طلاب الجامعات الأميركية التي أبدت اهتماماً كبيراً بمفكرين مثل فوكو ودريدا وبودريار الذين يحظون بمحبة أكبر في الولايات المتحدة منها في فرنسا، يقول: «إنه لسؤال صعب. إذا أخذناهم كل واحد على حدة، سأقول إن فوكو لا يحظى بالتقدير الذي يليق به كباحث وجامعي. فالكثيرون من الأميركيين يعتقدون أن فوكو هو فقط هذا الرجل الذي أطلق العنان لموضوعات أثارت ضجة كبيرة كالرغبة المثلية والجنس والجنون. وهي موضوعات منحت فوكو مكانة كبيرة، وجعلت الناس ينسون أنه جامعي كبير وفيلسوف رائع في الدرجة الأولى، «فيلسوف جذري»، بحسب تصنيف نيتشه. هذا هو الوجه الذي أثار إعجاب جيل دولوز في فوكو والذي بقي مهمشاً بعض الشيء في أميركا، حيث يطغى الفكر المنظم والأنظمة الصغرى على البقية. عندما يتعلق الموضوع بمفكرين مثل دريدا وفوكو. فدريردا ومفهوم اللابناء يقعان اليوم في قلب نوع من البدعة الموجودة في الجامعات الأميركية. وقد ركّز الكثير على ذلك المفهوم من دون أن يفهموا أعمال دريدا الأولى. وأعتقد أن أعمال دريدا اللاحقة عكست، بطريقة أو بأخرى، التأثير الأميركي. فتحوّل كاتباً يتّسم بغموض أكبر ومنذ ذلك الحين فقدت أعماله رونقها لأنها كانت تفتقر الى الصراحة. إن مشكلة هؤلاء المفكرين لا تكمن بالمبالغة في تقديرهم، بقدر ما تكمن في أن بعض النواحي من أعمالهم، واشدد على «بعض النواحي»، تحوّلت مجرد آليات متحركة. وبالتالي، بات من السهل الحصول على كميات هائلة من نسخ دريدا وفوكو، بدلاً من إنشاء أشخاص يحاولون فهم دريدا وفوكو، وانتقاد أعمالهما بالأسلوب نفسه الذي نقلاه في تعاليمهما. على صعيد آخر، أُصبت بخيبة كبيرة عندما علمت أن جاك دريدا قبل دكتوراه فخرية من الجامعة العبرية في إسرائيل... ولعل توقيعه على بيان يدين بقسوة السياسات الإسرائيلية هو بالضبط ما خيّب أملي. وقّع على البيان وقبل بلقب فخري منحته إياه جامعة تابعة لبلد وصفه بنفسه أنه يقمع الفلسطينيين وينتهك حقوق الإنسان ويضرب القانون الدولي بعرض الحائط! بالنسبة الى دريدا وبودريار، لا وجود لحجم التاريخ وأهميته. عندما يعلن بودريار أن عهد الخطابات الكبرى وزمن التحرر وعصر الأنوار ولت، أنا لا أوافقه الرأي بتاتاً. فالكثير من الناس في العالم، وفي الولايات المتحدة، يتأثرون حتى اليوم بكل ما له صلة بالعدالة والحرية والأمل والقيم الأخرى. ونظراً الى ذلك، أعتقد أن ما يروّج له بعض مفكري ما بعد الحداثة لا يخلو من الازدراء والاستخفاف بكل من يؤمن بهذه القيم. وهذا هو السبب عينه الذي يمنعنــي مـــن الموافقة على مفهوم «نهايـــة التاريخ» لفوكوياما الذي يبسّط كـــل الأمــور الى حد التفاهة. أين الاعتراف بجهود الإنسان إذاً؟ أنا ألمس نوعاً من الكسل عندما أسمع أشخاصاً يأتون ليقولوا إنهم فقدوا كل اهتمام بتلك الأمور وبقضايا العالم الفعلية وبمعاناة البشر، وإنهم باتوا يهتمون بأفكار أخرى كالمسرح والمظاهر والروايات القصيرة والكفاءات التقنية...».
ويتطرق إدوارد سعيد الى موقف بعض المفكرين من الصراع العربي – الإسرائيلي الذي يعيد الى مسألة «العدالة وأمي» بحسب مقولة كامو، خصوصاً أن في عالم اليوم يتقدم النسب على الانتساب، ويقول: «أعتقد بأن العلاقة التي يحاول البعض إيجادها بين قضية ما والسبب الذي يدفعهم الى الدفاع عنها هي في معظم الأحيان علاقة طبيعية تنبع من انتمائهم ونسبهم. كنت أتمنى أن ينبع خيارهم من قناعة شخصية. فالاختيار يفرض ألا يهرع المرء الى مساندة «مخيمه» في شكل تلقائي. عندما انتقدت القيادة الفلسطينية بشدة، أثنى ريجيس دوبري على موقفي النادر، ذلك أن معظم المفكرين يميلون الى الدفاع اللامشروط عن مخيمهم وهذا ليس مفهومي لدور المفكرين. فمهمتهم الأولى تبقى الاعتراف بالحقيقة مهما كانت صعبة، وإن دفعت شعبهم الى التشكيك بهم. وفي نهاية المطاف، يعجز المفكر عن إتمام مهمته على الوجه الصحيح عندما يكتفي بإخبار جمهوره أو جماعته ما ترغب في سماعه وما يطمئنها ويثبّت قناعاتها السابقة والمكتسبة. وأظن أن هذا الفرق يستحق أن نتوقف عنده. إنه مسعى وراء النقاوة وتحقيق إنجاز ما. ثانياً، كنا نجد عند بعض المفكرين، حتى الكبار منهم، ما عدا البعض طبعاً، حاجة ماسة الى الإيمان بشيء ما. حتى عندما كانوا يتكلمون عن العلمانية، استطعنا أن نستشف فيهم صورة خيالية غير علمانية. وغالباً ما رأينا دفعاً شبه ديني يحثهم على المضي قدماً. لربما كان هذا الدفع بديلاً عن الإيمان الكاثوليكي. ولكن أعتقد أن المشكلة تكمن على هذا المستوى، هناك حاجة الى الإيمان بنظام سماوي ودفع شبه ديني وسعي وراء تحقيق إنجاز تام، مهما كان الثمن. ثم ان صورة المفكر الذي يلعب دور المحقق ويهتم بمشكلات الدنيا وبتفاصيل خاصة ويكرّس نفسه للنظر في الظروف التي يعيش فيها الأقل حظوة، ويقوم بدراسة القضايا الاجتماعية على مر التاريخ، ويزور الأماكن المهملة عادة والأحياء الفقيرة حيث يعيش المهاجرون والطبقة العاملة، أي المفكر الذي يتسلح بالشجاعة لمواجهة البؤس الاجتماعي، إن هذه الصورة إذاً باتت عملة نادرة في فرنسا، على الأقل قبل وصول بورديو، لأن بورديو غيّر مجرى الأمور، ولربما كان الوحيد الذي عالج مسائل ترتبط بالثقافة الشعبية والحياة اليومية بكل ارتياح، على الأقل أنا لا أعرف سواه. فبورديو كان يتوجه الى الشعب ويسعى الى استقطاب جمهور واسع. وفي الوقت نفسه، كان يأخذ احتياطاته من وسائل الإعلام. إلا أن حذره هذا لم يمنعه من الذهاب للبحث عن جمهوره والتواصل مع الشعب».

  رد مع اقتباس
قديم 13/06/2008   #287
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


معاداة السامية والعنصرية:وعن بعض المظاهر المخلة في فرنسا مثل بروز الشعور بمعاداة السامية والرهبة المرضية أحياناً من الإسلام والعنصرية ضد العرب يقول هو الذي كتب في «الاستشراق» أن معاداة السامية والعنصرية ضد العرب ناجمتان عن الخلفية الفكرية نفسها والعقلية عينها: «لا يمكن الفصل بين معاداة السامية والعنصرية ضد العرب. هذا مؤكد. فجذور الاستشراق هي نفسها جذور معاداة السامية، أي النظريات العرقية والأفكار الخاطئة حول اللغات السامية ومفهوم العرق السامي والفكرة السائدة التي تقول إن اليهود شرقيون فقط. بقي اليهود في فرنسا وبريطانيا شرقيين لمدة طويلة من الزمن، وكان يُنظر اليهم كفئة غير قابلة للدمج تماماً كما يُنظر الى بقية الشرقيين اليوم: فئة غير قابلة للدمج في المجتمع. إن أشهر الشخصيات اليهودية في الأدب الإنكليزي وردت في كتاب «تاجر البندقية» وفي رواية «دانيال ديروندا» لجورج إليوت. وفي العملين، نحن أمام شرقيين لا يهود من السكان الأصليين، بل غرباء. ولطالما بقي الوضع على هذا الحال في فرنسا».
ويضيف: «إن مكافحة العنصرية تحت كل أشكالها بدأت لتوها، ولكن أعتقد أن من الممكن تخطي تلك الأفكار المسبقة ولا سيما في فرنسا. ففي الولايات المتحدة، عندما نحاول الاهتمام بتاريخ الانشقاق وتاريخ معارضة العقائد المشددة وتاريخ العنصرية المضادة ومكافحة الأفكار المسبقة، والصراع من أجل الشمولية والانفتاح على العالم، تبقى فرنسا الأنوار المرجع الأول الذي يخطر في بالنا. هذا لا يعني أن المشهد كان خالياً من أي تناقضات، بل على العكس. فهذه التناقضات تتبلور مثلاً من خلال فولتير، أحد رموز عصر الأنوار، على رغم معاداته للسامية، هو الذي كان يروّج للعلمانية ويقوم باتفاقات جانبية مع البابا في الوقت نفسه.
ولكن، على رغم كل ذلك نقل لنا فولتير مبادئ الصراع من أجل الشمولية والعدالة وأعتقد أن هذا الصراع سيبقى خالداً مهما تغيّر الزمان. إنما، المذهل والغريب في فرنسا هو أنكم ستجدون دائماً، في وجه العنصرية والعصبية المحلية والعقول المحدودة، تياراً يتسم بالتسامح والعظمة وخطباً تدعو الى إرساء العدالة والحرية، ما يساعد على خلق إنسان مثل توسان لوفرتور. إن توسان لوفرتور كان في طريقة أو أخرى ثمرة الثقافة الفرنسية. فهذا الرجل الأسود قرأ إعلان حقوق الإنسان والمواطن على رغم ثقل العبودية ويديه المكبلتين، وقرأ أعمال ميرابو وتأثر بعصر الأنوار... فتحركت أحاسيسه وانكسرت الأصفاد لينتفض الإنسان الموجود في داخله من أجل محاربة العبودية في هايتي. هكذا كُتبت الأسطر الأولى من قصة تروي ثورة شعب أراد الحياة فاستجاب له القدر».



  رد مع اقتباس
قديم 18/06/2008   #288
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


حوار صوتى مع الشاعر صلاح عبد الصبور
الملفات المرفقة

- لا تقم بإستخدام برامج تنزيل او تسريع تنزيل المرفقات .
- لا تقم بتنزيل اكثر من مرفق بنفس الوقت.
مخالفة هذا او ذلك يؤدي للحجب الأوتوماتيكي لعضويتك عن المرفقات كاملة و عدم قدرتك على تصفح وتنزيل اي مرفقات بشكل دائم.


نوع الملف : rar حوار مع صلاح عبد الصبور.rar‏ (989.9 كيلو بايت, 0 قراءة)
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 01:11 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.46625 seconds with 15 queries