أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > المكتبة

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 09/05/2008   #163
صبيّة و ست الصبايا ooopss
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ ooopss
ooopss is offline
 
نورنا ب:
Nov 2007
المطرح:
بـــ هـالأرض المجنونـــــة ..
مشاركات:
1,398

افتراضي


نشرت في مجلة «شعر» بضع قصائد...
- أنا لم أنشر، المجلة أخذت القصائد من صحافة الداخل الفلسطيني. ولعلها المرة الوحيدة التي نشرت لي قصائد في «شعر



كيف تنظر الى مجلة «شعر»؟
- لا شك في أن مجلة «شعر» كان لها دورها وكانت لها أوهامها أيضاً. ومن أوهامها انها احتكرت مفهوم الحداثة الشعرية وحاولت ان تقصي التجارب الأخرى خارج «جنة» الحداثة، إذا جاز التعبير. وأعتقد بأن مجلة «شعر» مثلت تياراً من تيارات الشعر العربي الحديث وليس كل الشعر العربي الحديث. ومن عيوب التعامل مع هذه الظاهرة ان هناك دراسات جامعية تدرس الشعر الحديث من خلال مجلة «شعر» فقط. ويجب ألا ننسى أنّ كان هناك مجلة «الآداب» وكان هناك الشعر العراقي والشعر المصري... وهذه تيارات أساسية في الشعر العربي الجديد. ليس كل شعراء مجلة «شعر» استطاعوا أن يُكرِّسوا أو أن يحققوا مكانة شعرية كبيرة. هناك بضعة شعراء فقط.

> كانت مجلة شعراء أكثر مما كانت مجلة منفردة بذاتها أو مجلة تيار واحد!

- حاولت أن تكون مجلة تيار وانشغل بعض شعرائها بالتنظير الزائد عن اللزوم أحياناً. إنها مثل أي حركة شعرية، خرج منها في نهاية الأمر بضعة شعراء مهمّين.

> والمعركة الفكرية الحداثية التي خاضتها هذه المجلة هل عنت لك شيئاً؟

- إنني اطلعت على المجلة متأخراً أي بعدما خرجت من فلسطين وكانت قد توقفت عن الصدور. وكانت المعركة التي أعلنتها قد انتهت، خصوصاً بينها وبين مجلة «الآداب». إلا أن المعركة الشعرية الحداثية مستمرة حتى الآن ولكن عبر أدوات أخرى: هل الشعر يعرّف بما يقوله أي بموضوعه أم في كيفية ما يقول؟ هل للشعر دور ما؟ هل يجب أن يكون على علاقة بالقارئ أم لا؟ وما هي العلاقة بين المتلقي والشاعر؟ هل الذات الكاتبة هي وحدها في العملية الشعرية أم ان ثمة ما يشاركها، كاللغة مثلاً؟ مثل هذه الأسئلة ما زال مستمراً حتى الآن. هل عزلة الشعر هي مقياس من مقاييس جودة الشعر؟ ذيول المعركة ما زالت قائمة حتى يومنا. وأعتقد ان من الجميل أن يكون هناك تيارات، عوض أن يكون هناك تيار واحد متسلّط على الساحة الشعرية.

> لكن «شعر» لعبت الدور الرئيس في ترسيخ القصيدة الحديثة!

- لمَ لا؟ لكن «الآداب» لعبت مثل هذا الدور أيضاً.

> لكن «شعر» حصرت مشروعها في الشعر بينما «الآداب» كان مشروعها أدبياً ورفضت قصيدة النثر؟

- أنا لم أطلع على المشهد عندما كان قائماً. جئت متأخراً، ذلك انني خرجت في العام 1971. وكانت وقعت هزيمة 1967 التي غيّرت مفاهيم مجلة «شعر» نفسها.
مع الشاعر المصري أحمد عبدالمعطي حجازي

«مواقف»

> «مواقف» مجلة الشاعر أدونيس هل تابعتها حينذاك؟

- صدرت «مواقف» عندما كنت في بيروت وكنت في مرحلة من أسرة تحريرها.

> كيف ترى الى «مواقف» لا سيما في تلك الفترة؟

- مجلة «مواقف» أضافت بدورها. وحاولت أن تقيم علاقة بين الابداع والفكر والثورة والتغيير، بين الابداع والحرية. كانت «مواقف» تمثل حالاً من القطيعة مع مجلة «شعر»، لكنها قطيعة تطويرية. واتجهت نحو السؤال الفكري ولم تكن مجلة ابداعية فقط.

> لماذا انسحبت من أسرة تحريرها؟

- لم أنسحب لخلاف أو سواه، ولكن كان عندي مجلة «شؤون فلسطينية» ثم أصدرت «الكرمل» في العام 1981.

> الإشكال الذي أثاره تصريحك قبل فترة حول شعر الحداثة كيف توضحه، خصوصاً بعدما ترك التباساً أو سوء فهم؟

- أولاً لم أتعرّض للشعر الجديد وشعر الحداثة. سئلت في تونس في لقاء صحافي كبير جداً، عن أزمة العلاقة بين المتلقي والشعر الجديد. وقلت إن هناك أزمة فعلاً لأن بعض الشعراء يستمرئون عزلتهم ويضعونها هدفاً، من غير أن تكون نتيجة طبيعية لتطور ما في نص شعري جديد على الذائقة. هناك شعراء يقيسون جمالية شعرهم بمدى عزلتهم عن القارئ. وهناك سبب آخر وهو أن القارئ لا يريد أن يقترب من شعر يرفضه كمتلقٍ. وأنت تعرف أن الشاعر ليس وحيداً في الكتابة، إنه طرف في المعادلة الشعرية، هناك الشاعر، هناك اللغة التي تفرض نفسها على الشاعر، وهناك طرف ثالث لا يتم الفعل الابداعي من دونه وهو القارئ. هذا الثلاثي هو الذي يساهم في تطوير الفعل الشعري وفي تحقق القصيدة. وهذا التحقق لا يتم إلا من خلال تفاعل ما، بين القارئ والشاعر. لم أتعرّض لأحد ولا أحب أصلاً التعرض لأحد. كل شاعر حر. وأردد دوماً أن على السجال الشعري اللامجدي أن ينتهي. قصيدة النثر هي خيار شعري مكرّس وفيها أعمال ابداعية جميلة جداً. ويجب أن ننظر الى الشعر في كل خياراته، العمودي والتفعيلي والنثري، والى مدى تحقق الشعرية في القصيدة. هذه نظرتي العامة ولا يمكنني أن أكون تقليدياً أو رجعياً، الى حد أن أرفض أي اضافة أو أي اقتراح شعري جديد.



عندي ثقـــــــة فيـــــــك ...



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

الأمــــــل باقي
  رد مع اقتباس
قديم 09/05/2008   #164
صبيّة و ست الصبايا ooopss
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ ooopss
ooopss is offline
 
نورنا ب:
Nov 2007
المطرح:
بـــ هـالأرض المجنونـــــة ..
مشاركات:
1,398

افتراضي


السيرة الذاتية

> يبدو أن سيرتك الشعرية لا تظهر إلا في شعرك وخصوصاً في ديوان «لماذا تركت الحصان وحيداً» وفي «جدارية»، وكأن لا سيرة لك مع أنك تحب قراءة السيَر! ما سر غياب سيرة محمود درويش وطغيان الشعر عليها؟

- أولاً ما يعني القارئ في سيرتي مكتوب في القصائد. وهناك قول مفاده ان كل قصيدة غنائية هي قصيدة أوتو – بيوغرافية أو سير – ذاتية، علماً بأن هناك نظرية تقول ان القارئ لا يحتاج الى معرفة سيرة الشاعر كي يفهم شعره ويتواصل معه. ثانياً يجب أن أشعر بأن في سيرتي الذاتية ما يفيد، أو ما يقدم فائدة. ولا أخفيك ان سيرتي الذاتية عادية جداً.

> على العكس، أجد انها سيرة مثيرة جداً وصاخبة... فماذا عن طفولتك؟ ماذا عن أمك وأبيك؟ ماذا عن المنفى؟...

- لم أفكر حتى الآن في كتابة سيرتي.

> هل تخاف هذه السيرة؟

- لا. لا. لكنني لا أحب الإفراط في الشكوى من الحياة الشخصية ومشكلاتها. ولا أريد بالتالي أن أتبجّح بنفسي، فالسيرة الذاتية تدفع أحياناً الى التبجح بالنفس، فيصوّر الكاتب نفسه وكأنه شخص مختلف. وقد كتبت ملامح من سيرتي في كتب نثرية مثل «يوميات الحزن العادي» أو «ذاكرة للنسيان» ولا سيما الطفولة والنكبة... لا أريد أن أكرر هذا الموضوع وربما عندما أشعر بأن من الضروري أن أكتب سيرتي فسأكتبها. ربما عندما انقطع عن كتابة الشعر.

> والدتك التي غنيتها في قصيدة «أمي» ماذا تمثل لك الآن؟

- انها أمي. وهي ما زالت على قيد الحياة. أما الوالد فتوفي منذ عشر سنوات وقد أصيب بضربة شمس في الحج.

> وكيف علاقتك الآن بوالدتك؟

- أنا ابنها المفضل، والسبب بسيط لأنني الابن الغائب. غبت عنها سنوات طويلة ولكن كنا نلتقي قبل «الاغلاقات» من حين الى آخر
  رد مع اقتباس
قديم 09/05/2008   #165
صبيّة و ست الصبايا ooopss
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ ooopss
ooopss is offline
 
نورنا ب:
Nov 2007
المطرح:
بـــ هـالأرض المجنونـــــة ..
مشاركات:
1,398

افتراضي


تصر على ما تسميه المعنى في الشعر وهو يختلف عن الجدلية؟ هل اللحظة الشعرية لديك هي لحظة فكرية أم حدسية؟
- أولاً أود أن أقول ان مفهوم المعنى لا متناه. الكلمات بحد ذاتها لا تحمل معنى. علاقة الكلمات بعضها ببعض هي التي تمنح المعنى الشعري. وبما أن هذه العلاقات غير متناهية، فإن المعنى بالتالي غير متناهٍ. أما في شأن المعرفة الشعرية، فإنني أعتقد ان هناك ثلاثة أنواع من هذه المعرفة. هناك المعرفة الحدسية والمعرفة الرؤيوية والمعرفة التحليلية. الشعر ميال الى المعرفة الحدسية والمعرفة الرؤيوية، وقد يستفيد من المعرفة التحليلية، لكن أساس العملية الشعرية أو المنطقة التي يعمل الشعر فيها هي المعرفة الحدسية والرؤيوية. لكن هاتين المعرفتين لا تتحرران كلياً من المعرفة التحليلية. القصيدة تبدأ وفق طرق مختلفة ترتبط بالشعراء أنفسهم. تبدأ القصيدة عندي من الحدس، الحدس يأخذ شكل الصورة أي يصير الغامض والحلمي مجموعة صور. لكن هذا حتى الآن لا يفتتح مجرى القصيدة، يجب ان تتحول الصور الى ايقاعات. وعندما تحمل الصور ايقاعاتها أحس ان القصيدة بدأت تحفر مجرى لها داخل أجناس أدبية غير محددة. هنا تكمن صعوبة الكتابة الشعرية. القصيدة تحفر مجراها في كتابات لا تنتهي. وصعوبة تحقق القصيدة هي كيف تكشف عن نفسها وتنجز هويتها الشعرية داخل كل هذه الأجناس والنصوص. إذاً، الايقاع هو الذي يقودني الى الكتابة. وإذا لم يكن هناك من ايقاع، ومهما كانت عندي أفكار أو حدوس وصور، فهي ما لم تتحول ذبذبات موسيقية لا أستطيع أن أكتب. إنني أبدأ من اللحظة الموسيقية إذاً. ولكن في كل كتابة هناك فكر ما. فالشاعر ليس آتياً من اللغة فقط، بل من التاريخ والمعرفة والواقع. والذات الكاتبة لدى الشاعر ليست ذاتاً واحدة، انها مجموعة ذوات. إذاً هناك فكر ما يقود عمل القصيدة. أحياناً تتمرد الكتابة على الفكرة التي تقودها وتصبح الكتابة هي التي تقود الفكرة. وهنا يجوز لنا أن نقول ان الغد يأتي الى الماضي، وليس العكس. كل تخطيط لقصيدة هو عمل فكري واعٍ، وإذا ظهرت ملامحه تتحول القصيدة مجموعة مقولات وتتحول أيضاً فلسفة وتصبح العلاقة بين الفلسفة والشعر علاقة إطراد متبادل. على الفكر والفلسفة والمعارف كلها أن تعبّر عن نفسها في الشعر عبر الحواس، عليها ان تنصهر في الحواس وإلا تحولت مقولات كما أشرت.
> ولكن من الملاحظ ان معظم قصائدك، ولا سيما القصائد ذات النفس الملحمي، تحمل بنية قائمة على الايقاع وعلى اللوازم الايقاعية والغنائية. كيف تتم مرحلة بناء القصيدة لديك؟

- تكلّمنا قبل قليل عن اللحظة التي تدفع الشاعر الى كتابة القصيدة. إن مفتاحي كما قلت هو الايقاع. هذا بالنسبة الى الحافز الشعري. ولكن لدي إصرار على أن أبني القصيدة بناء هندسياً، وهذا ينطبق على القصائد الطويلة والقصيرة في آن واحد. وأعتقد ان قصيدة بلا بنية قد تهددها النزعة الهلامية. أحب أن يكون للقصيدة قوام. وهذا ليس قانوناً أحذوه بل هو خياري الشعري. لماذا أتحدث عن القوام؟ لأعرف العلاقة بين السطوح والأعماق، العلاقة بين الايقاع والصورة والمجاز والاستعارة. يجب أن تكون هناك علاقات دقيقة جداً بين كمية الملح وكمية الورد والدم والطين... يجب أن يكون هناك تصور لهندسة معمارية تقوم القصيدة على أساسها. قد تقود القصيدة الى مبنى آخر، حينذاك على المهندس أن يغيّر خرائطه. ولكن في المحصّلة لا أنشر قصيدة إلا إذا كان لها شكل أو بنية أو ما سمّيته قواماً.
> يقول الشاعر الفرنسي بول فاليري ان الالهام يأتي الشاعر بأول بيت ثم عليه أن يواصل كتابة القصيدة. أنت تكتب القصيدة في مراحل عدة ثم تصوغها مرة تلو مرة، كيف تولد القصيدة لديك وكيف تنتهي؟

- تولد عبر الايقاع. أكتب سطراً أولاً ثم تتدفق القصيدة. هكذا أكتبها ولكن عندما أجري عليها تعديلات أو تجري هي تعديلات على نفسها، تصبح قصيدة أخرى. كثيرون من أصدقائي النقاد يحاولون الحصول على مسوّداتي الشعرية. وأقول لهم انني أتلفها فوراً لأن هناك فضائح وأسراراً، فما من علاقة بتاتاً بين النص الأول والنص الأخير في أحيان. ولعل تغيير سطر شعري قد يغير كل بناء القصيدة فيخضع بناؤها لمحاولة ترميم وبناء جديدين. إنني معجب جداً ببول فاليري ناقداً وقارئاً وكاتباً ذا إرهاف عالٍ وذكاء ولا أستطيع أن أقول انني معجب به كشاعر. تماماً كما انني معجب بأوكتافيو باث كناقد ومنظر للشعر أكثر مما أنا معجب به كشاعر.
> وماذا عن الإلهام إذاً؟

- أعتقد ان هناك إلهاماً ما! ولكن ما هو هذا الإلهام؟ مرة حاولت أن أعرّف به فقلت انه عثور اللاوعي على كلامه. ولكن هذا تعريف غير دقيق وغير ملموس. الإلهام هو أحياناً توافق عناصر خارجية مع عناصر داخلية، انفتاح الذهن على الصفاء وعلى طريقة يحوّل بها المرئي الى لا مرئي واللامرئي الى مرئي من خلال عملية كيميائية لا يمكن تحديد عناصرها. أعتقد ان هناك سراً ما للحافز الشعري. لماذا ينهض الشاعر ويكتب؟ لماذا يأتي بالورق الأبيض ويعذب نفسه ولا يعرف الى أين هو ذاهب؟ خطورة العمل الشعري تكمن في أن لا ضمانات أكيدة للنجاح. الكتابة مغامرة دائمة وخطرة ولا تأمين لها، بل ليس هناك «شركة» تأمين توافق على المغامرة الشعرية بتاتاً و«حوادث المرور» في الشعر كثيرة جداً (يضحك). أحياناً تشعر بأن لديك رغبة طافحة في الكتابة. تجلس الى الطاولة فلا تكتب شيئاً. أحياناً تذهب متكاسلاً الى الطاولة فتفاجأ بأن الإلهام موجود فيك فتنكب على الكتابة. بعض الكتاب كانوا يترددون حيال الإلهام، إن كان موجوداً أم لا. ولكن إذا كان هناك إلهام فعلينا أن نعرف كيف ننتظره فهو لا يأتي وحده. علينا أن نتعاون معه مثلما نتعاون مع الغامض والمجهول ليتضح شيء ما.


> حتى في القصائد التي تنطلق من موضوع معين أو واقعة معينة؟ مثلاً قصيدتك في ذكرى السياب أو قصيدتك عن محمد الدرّة أو عن ادوارد سعيد! كان هناك موضوع هو حافزك على الكتابة؟ هل هي الطريقة نفسها في الكتابة؟ أي ان الموضوع سابق للقصيدة؟

- هناك شعر يخلق موضوعه. ولكن عندما تكتب تذهب وفي ذهنك شيء غير محدد تماماً ولكنه مسمّى. هناك اسم لما تريد ان تكتبه، فأنت ستكتب شعراً في النهاية. وما تكتبه من مواقف وأفكار لا يعرّف بموضوعك بل بطريقة تعبيرك عن هذا الموضوع. هناك قصائد لا موضوع لها، أو ان موضوعها قائم في ذاتها وهي حافلة بالتوتر اللغوي، باللعب اللغوي أو بتمرّد اللغة عليك، أو محاولة سيطرتك على اللغة. المشكلة أن الشاعر يظن انه يقود اللغة. ليس هذا صحيحاً. اللغة أشدّ سيطرة على الشاعر لأن لها ذاكرتها ومنظومتها ونسقها وتاريخها وتراثها. ما يقدر أن يفعله الشاعر هو أن يعيد الحياة الى لغة أصبحت مألوفة وعادية. وكما يقول هيدغر الشاعر هو وسيلة اللغة وليست اللغة هي وسيلة الشاعر.
> هل تعاني من مأزق الورقة البيضاء، هذا المأزق الذي يتحدث عنه كثيرون من الشعراء؟

- عندما تكتب تذهب الى مصيرك وحدك، من دون معاونة أحد. وإذا وجدت من يعاونك فهو يلغيك من شدة حضوره. في كل شاعر آلاف من الشعراء. ليس هناك من شاعر يبدأ من الفراغ أو البياض، قد ينتهي الشاعر في البياض. فالبياض لون غير موجود في الكتابة. في كل شاعر تاريخ الشعر منذ الرعويات الشفهية الى الشعر المكتوب، من الشعر الكلاسيكي الى الشعر الحديث. ثم ان الشاعر يخاف من قراءاته، أن يقفز منها شيء الى نصه في طريقة لا واعية، شيء ملتبس يكون في ذهنه. وأعتقد ان ليس من نص خاص لشاعر معين. الشاعر يحمل خصائص أو ملامح جميع الشعراء الذين قرأهم ولكن من دون أن يخفي ملامحه، أي مثل الحفيد الذي يحمل ملامح جدّه من دون أن تختفي ملامحه الخاصة. السؤال الصعب المطروح على كل شاعر هو: في أي جهة من الورقة البيضاء تستطيع أن تضيف جديداً؟ هذه هي الصعوبة. ولذلك الشعر الحقيقي قليل ونادر.
> عندما أقرأ قصائدك لا أشعر بأن لديك أزمة في الكتابة أو في التعبير! فمعجمك الشعري واسع جداً مما يدل على انك تتخطى أزمة «الورقة البيضاء». شعرك سيّال ومتدفق! من أين يأتي هذا الاتساع الشعري أو الرحابة وهذا السطوع؟ هل من المراس الشعري أم من التجربة الداخلية؟

- أولاً أشكرك على هذا الرأي وهو رأي نقدي أعتز به كثيراً. لماذا؟ لأن أزمتي لا تظهر في قصيدتي، بل في ما قبل القصيدة. أزمتي هي مع ماضي القصيدة. في القصيدة يجب ألا تظهر معاناتك كشاعر، ولا عذابك الذي يسبقها. القارئ يرى المولود ولا يعرف ما هو المخاض. يرى الشيء في هيئته الناضجة. أما ما وراء ذلك فلا. ولو كان الشعر في هذه السهولة لما كان الورق الأبيض يتسع للقصائد. لا. على الشاعر أن يخفي معاناته وأن يبدو وكأن قصيدته كتبت نفسها. يجب ألا يظهر الجهد. أتذكّر ما يقول الشاعر الألماني ريلكه في هذا الصدد: إذا أردت أن تكتب سطراً شعرياً واحداً يجب أن تكون قد زرت مدناً كثيرة ورأيت أشياء كثيرة وقطفت زهوراً كثيرة. فالقصيدة هي خلاصة كل هذه المعاناة والتجربة
ملاحظة : رح نكتفي بهالقدر من الأسئلة من جريدة الحياة
كانوا كتار بس تعرفنا على محمود درويش اكتر من خلالهم
  رد مع اقتباس
قديم 09/05/2008   #166
صبيّة و ست الصبايا ooopss
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ ooopss
ooopss is offline
 
نورنا ب:
Nov 2007
المطرح:
بـــ هـالأرض المجنونـــــة ..
مشاركات:
1,398

افتراضي


عن الأمنيات


لا تقل لي:
ليتني بائع خبز في الجزائر
لأغني مع ثائر!

لا تقل لي:
ليتني راعي مواش في اليمن
لأغني لانتفاضات الزمن!

لا تقل لي:
ليتني عامل مقهى في هفانا
لأغني لانتصارات الحزانى!

لا تقل لي:
ليتني أعمل في أسوان حمالا صغير
لأغني للصخور

يا صديقي!
لن يصين النيل في الفولغا
ولا الكونغو، ولا الأردن، في نهر الفرات!
كل نهر، وله نبع.. ومجرى.. وحياة!
يا صديقي!.. أرضنا ليست بعاقر
كل أرض، و لها ميالدها
كل فجر، و له موعد


  رد مع اقتباس
قديم 09/05/2008   #167
صبيّة و ست الصبايا ooopss
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ ooopss
ooopss is offline
 
نورنا ب:
Nov 2007
المطرح:
بـــ هـالأرض المجنونـــــة ..
مشاركات:
1,398

افتراضي


في دمشق:
تسير السماء
على الطرقات القديمة
حافية حافية
فما حاجة الشعراء
الى الوحي
والوزن
والقافية؟





بيروت شكل الظلّ
أجمل من قصيدتها و أسهل من كلام الناس

تغرينا بداية مفتوحة و بأبجديات جديدة
:
بيروت خيمتنا الوحيدة

بيروت نجمتنا الوحيدة



نكتبُ القدس :

عاصمة الأمل الكاذب... الثائر الهارب... الكوكب

الغائب. اختلطتْ في أزقَّتها الكلماتُالغريبةُ،

وانفصلتْ عن شفاه المغنّين والباعةِالقُبَلُ

السابقةْ




أتذكَّرُ السيَّابَ... إن الشعَر يُولدُ في العراق،
فكُنْ عراقياً لتصبح شاعراً يا صاحبي!





أنا عربي منذ أن هجرتنا نساؤنا وأصبحن عشيقات للأرض

وشق أطفالنا عصى الطاعة بحجر صغير...

ولكننا لم نصمت....

ويشهد لنا العالم بأننا دائماً نتكلم...

حتى علا الصدأ أسماعنا...

ولم نعد نسمع حتى بعضنا البعض...

وآه... كم أنا عربي حتى النخاع!




لو نجح المؤلف في كتابة مقطع

في وصف زهر اللوز

لانحسر الضباب عن التلال

وقال شعب كامل ..

هذا هو ..

هذا كلام نشيدنا الوطني





  رد مع اقتباس
قديم 10/05/2008   #168
صبيّة و ست الصبايا ooopss
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ ooopss
ooopss is offline
 
نورنا ب:
Nov 2007
المطرح:
بـــ هـالأرض المجنونـــــة ..
مشاركات:
1,398

افتراضي




وهلأ بنختم مع محمود درويش
بحب بهالشاعر الثورة يلي بكتاباته.. حبو للوطن
حتى بعدين لما صارت كتاباته أخف حدة حبيت السلام يلي فيها
بحب كيف حكى بعاطفة عن دمشق وبيروت والقدس والعراق
كيف كانت عاطفتو للوطن ككل.........
كيف صنف الفلسطيني كانسان قبل مايكون فلسطيني ودافع عن هالشغلة
بحب التواضع يلي بيحكي عن حالو فيه ..
باختصار بحب كل كلمة بيقولها
بحب أدبه لدرجة اني صرت حبو لشخصو

اهداء الى محمود درويش


تَكَبَّرْ…تَكَبَّر!

فمهما يكن من جفاك

ستبقى، بعيني ولحمي، ملاك

وتبقى، كما شاء لي حبنا أن أراك

نسيمك عنبر

وأرضك سكَّر

وإني أحبك… أكثر

يداك خمائلْ

ولكنني لا أغني

ككل البلابلْ

فإن السلاسلْ

تعلمني أن أقاتلْ

أقاتل… أقاتل

لأني أحبك أكثر!






  رد مع اقتباس
قديم 10/05/2008   #169
صبيّة و ست الصبايا ooopss
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ ooopss
ooopss is offline
 
نورنا ب:
Nov 2007
المطرح:
بـــ هـالأرض المجنونـــــة ..
مشاركات:
1,398

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : ارسلان عرض المشاركة
رائــع
شكرا كتير عالمتابعة والتشجيع
  رد مع اقتباس
قديم 10/05/2008   #170
شب و شيخ الشباب BL@CK
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ BL@CK
BL@CK is offline
 
نورنا ب:
Apr 2007
المطرح:
Aleppo-Syria
مشاركات:
4,345

افتراضي


ما بقدر أنكر القيمة الأدبية الكبيرة جدا ً ل محمود درويش .. بس ما فيني أهضم شخصيتو . بحس ما بيملك جنس التواضع اللي حكيتي عنوه ..

اقتباس:
كاتب النص الأصلي : ooopss عرض المشاركة
بحب التواضع يلي بيحكي عن حالو فيه ..
و نهاية ً عرضك للأسبوع كتير رائع , و هالسمايلات و الألوان و حركات الكهربا مخلايين اللي ما بحبو يصير يحبو ..

تشكراتي أوبس ..

ويحَ زمَنٍ أصبَحَ فيهِ عاشِقُ الوطَنِ يُهان ..

ويُشطَبُ مِن ذاكرةِ عشقِهِ ..

ومِن قائِمَةِ بني الإنسان !!



.
  رد مع اقتباس
قديم 10/05/2008   #171
صبيّة و ست الصبايا ooopss
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ ooopss
ooopss is offline
 
نورنا ب:
Nov 2007
المطرح:
بـــ هـالأرض المجنونـــــة ..
مشاركات:
1,398

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : BL@CK عرض المشاركة
ما بقدر أنكر القيمة الأدبية الكبيرة جدا ً ل محمود درويش .. بس ما فيني أهضم شخصيتو . بحس ما بيملك جنس التواضع اللي حكيتي عنوه ..


و نهاية ً عرضك للأسبوع كتير رائع , و هالسمايلات و الألوان و حركات الكهربا مخلايين اللي ما بحبو يصير يحبو ..

تشكراتي أوبس ..
شكرا كتير
بيهمني رأيك
بس انا برأيي انو بكل مقابلاتو هو دايما بيصر انو شخص عادي جدا ولمست هالتواضع انا من هالشي
ولو كان مغرور حقو
شكرا مرة تانية
  رد مع اقتباس
قديم 10/05/2008   #172
شب و شيخ الشباب yass
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ yass
yass is offline
 
نورنا ب:
Jul 2004
المطرح:
الآن... هنا
مشاركات:
9,461

افتراضي


عرض رائع أوبس... شي جميل جدا و مجهود واضح لك جزيل الشكر عليه

الحقيقة محمود درويش التواضع نسيانو بشي مطرح.. قابلتو من سنتين لما اجا يستلم جائزة هون, و عملت معو مقابلة صغيرة مع مجموعة صور و مقاطع فيديو من المقابلة و المحاضرة اللي عملها.. و حطيناه بموضوع هون و طار الموضوع مع التهكيرة أو قبل .. ما واضح عندي بس لسبب تقني طار الموضوع و ما قدرنا نسترجعو

كنت بفضّل ما بشوفو و ما اعرفو.. عن جد.. ما كتير مهتم بالشعر لكن محمود درويش رمز عدا عن كونو شاعر.. و ما بعرف... عنجهيتو رهيبة و ناشف جدا.. بتصور تعوّد الناس تقدسو أو تعوّد يكون مشهور

أبو مـــــــــ1984ـــــــارال
خبز,, سلم,, حرّية

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
قديم 10/05/2008   #173
صبيّة و ست الصبايا ooopss
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ ooopss
ooopss is offline
 
نورنا ب:
Nov 2007
المطرح:
بـــ هـالأرض المجنونـــــة ..
مشاركات:
1,398

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : yass عرض المشاركة
عرض رائع أوبس... شي جميل جدا و مجهود واضح لك جزيل الشكر عليه

الحقيقة محمود درويش التواضع نسيانو بشي مطرح.. قابلتو من سنتين لما اجا يستلم جائزة هون, و عملت معو مقابلة صغيرة مع مجموعة صور و مقاطع فيديو من المقابلة و المحاضرة اللي عملها.. و حطيناه بموضوع هون و طار الموضوع مع التهكيرة أو قبل .. ما واضح عندي بس لسبب تقني طار الموضوع و ما قدرنا نسترجعو

كنت بفضّل ما بشوفو و ما اعرفو.. عن جد.. ما كتير مهتم بالشعر لكن محمود درويش رمز عدا عن كونو شاعر.. و ما بعرف... عنجهيتو رهيبة و ناشف جدا.. بتصور تعوّد الناس تقدسو أو تعوّد يكون مشهور
كتير شكرا عرأيك
بس انو زعلت كنت حابة شوفو كتير وهي الصورة يلي عم تقولها عنو ماكنت متصورة لهالدرجة
انو لان في غرور مقبول فينا نتحملو لشخص بيستاهل
بس هلأ رح ابقى عالصورة يلي راسمتها ببالي.. لأن مابدي غير رأيي فيه
بس يمكن موقصة انو تعود الناس تقدسو يمكن المشاغل او الهموم او اي شي بيكون معكر الواحد مننا
ويمكن غرور بجد.. مابعرف
اذا فيك لاقيلنا المقابلة يلي حكيت عنها
  رد مع اقتباس
قديم 20/06/2008   #174
شب و شيخ الشباب achelious
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ achelious
achelious is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
المطرح:
الغدّ
مشاركات:
2,008

افتراضي ليو تولستوي



الكونت ليف نيكولايافيتش تولستوي
(9سبتمبر 1828 -20 نوفمبر 1910)

حياته..

حين بلغ الثمانين من عمره، شيخاً وقوراً، تضرب شهرته آفاق الدنيا كأعظم روائي أنجبته الأرض الروسية الخصبة بالعبقريات، الولاّدة للكفاءات في كل مناحي النشاط البشري. كان رغم سنه المتقدّمة ممثلاً لكل طموحات الشباب، بل والمراهقين، فعندما سأله أحد تلاميذه من الشباب عن سرّ تعايشه مع قضاياهم وهو في الثمانين، قال له: «ليس في الأمر سرّ يا بني. فمنذ صباي الباكر أكره العنف وأدعو إلى السلام. العنف يسرع بكل شيء إلى التعفن والفساد! مع العنف يصبح الشباب في حالة من الشيخوخة المروعة! ولكن مع السلام تزدهر ورود الخريف في قلوب كبار السن بنفوس نضرة! وتغدو كالربيع في القلوب! ولذلك أدعوكم أيها الشباب إلى نبذ العنف وكراهيته! حاربوا دعاة الحرب حتى يغدو العالم كله شباباً ولو بلغ أهله الثمانين مثلي هكذا!». وبمناسبة بلوغ تولستوي الثمانين جاءته إلى قريته بعثة سينمائية لتنتج فيلماً قصيراً عن حياته. فقال لابنته: «أحسنوا ضيافتهم في (إيزيانا/ بوليانا)- وهذا هو اسم مزرعته وفيها قصره- ثم أوصاها: «بحق السماء اذكروا لهم بوضوح أنني لا أريد أن أدخل في حوار حول حياتي الماضية وتفاصيل ظروف كتابة رواياتي!». فتقول له ابنته: لماذا يا أبتِ؟!. إن روسيا كلها تنتظر كلماتك في أكثر من موضوع يشغل بال الناس! عن رأيك في الدين؟! في التقاليد القديمة؟! في حال الفلاحين والحرفيين والعمال؟! في مشروعك الذي وضعت بعض بنوده موضع التنفيذ! وتنازلت لفلاحي أرضك عن حقوقك؟! فيجيبها بمرح: إنك تماماً كأمك العزيزة! تسمّين تنازلي عن أرضي لمن يزرعونها، تنازلاً عن حقوقي! ليست لي على الأرض حقوق يا ساشا! لا على الأرض! ولا على الفلاحين الذين يزرعونها! وليس هذا اعتناقاً لآراء من يسمونهم سراً البلشفيك! كلا. فهؤلاء يؤمنون بالعنف، وأنا أكره العنف! إنهم يشكّكون في وجود الله! وأنا أومن به إيماناً لا يتزعزع..! فتفاجئه ابنته بالقول: إن أسقف منطقة (تولا) جاء مع بعثة السينما ليكذّب من يقولون إنك تحارب الأرثوذكسية! فيعلّق ساخراً: «هذا الأسقف، لديه رغبة كريمة في حماية الكنيسة الأرثوذكسية، ولكنه يحرّف عن غير قصد بعض كلماتي وأقوالي!». فتقول له ساشا بحماسة: إذاً فقُلها لرجال السينما! ستكون كلماتك هي التصحيح النهائي لأفكارك الدينية! فيضع يده على كتف ابنته ويسيران معاً لبضع خطوات في حديقة القصر، مواصلاً معها الحوار: «لماذا تسمينها أفكاراً يا ابنتي؟! إنها عقيدة ثابتة، هداني الله إليها منذ مرضت وأنا في الخامسة والأربعين، فصرت قريباً جداً من خالقي، إن الله الذي أحبه، وأعبده، وأتقيه يا ساشا هو ليس الله الذي تصوّره الأفكار الجامدة، والثوابت القديمة! وحين أسبغ الله عليّ ثوب الصحة، أبيت أن أحيد عن طريقه بالاستماع إلى تعاليم الأساقفة وما يصوّرونه عن الله في مخيلتهم، والذي جعلوا منه محقّقاً لمصالحهم! لقد عرفت ربي، ولا أريد أن أناقش أحداً في كيف عرفته؟! أعتقد أنه سبحانه لا يريد أن يناقش الناس وجوده بالأساطير، والخرافات.. إنه هو الدليل على وجوده..». ورفض أن يقابل رجال بعثة السينما، لكنهم صوّروه خلسةً وهو في الحديقة، ومن المحزن أن يضيع ذلك الفيلم مع ما ضاع حين اقتحم البلشفيك في ثورتهم دار المحفوظات القيصرية، إلا أن ابنته تاتيانا في كتابها الرائع عن أبيها، زيّنته ببعض مناظر ذلك الفيلم التي صُوِّرَت خلسةً أثناء حديثه مع أختها ساشا خلال زيارة البعثة. ومن أجمل فصول كتاب تاتيانا عن أبيها، هو تصوير ذلك الحب العنيف والصادق الذي دخل حياته واستقر في قلبه ووجدانه لوالدتها صوفيا، وهو لا يزال من أروع وأمتع قصص الحب الصادق، رغم فراره منها وهو في الثانية والثمانين من عمره! تُرى لماذا فعل تولستوي ما فعل؟! لماذا خرج من قصره الأنيق في مزرعة إيزيانا/ بوليانا في صقيع الشتاء.. هارباً من ذلك الحب؟!

لا أحتاجُ لتوقيعٍ .. فالصفحةُ بيضا
وتاريخُ اليوم ليس يعاد ..

اللحظةُ عندي توقيعٌ ..
إن جسمكِ كانَ ليَّ الصفحات

آخر تعديل achelious يوم 20/06/2008 في 13:13.
  رد مع اقتباس
قديم 20/06/2008   #175
شب و شيخ الشباب achelious
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ achelious
achelious is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
المطرح:
الغدّ
مشاركات:
2,008

افتراضي في الثانية والثمانين يهرب من زوجته..


تجسس الزوجة:

ليلة الثامن والعشرين من أكتوبر عام (1910)، وفي الساعة الثالثة قبل بزوغ الفجر، استيقظ تولستوي من نومه، على حركة غامضة في غرفة مكتبه الملحقة بالمخدع. ومن وراء بابها، كانت تأتيه أصوات أشبه بتقليب أوراق، وفتح أدراج وإغلاقها بحرص! كتب في صباح ذلك اليوم في دفتر مذكّراته: «كانت تفتش في أوراقي! لماذا يا صوفيا؟! لماذا؟ أيلزم أن تعرفي كل خلجات قلبي؟! وكل خطرات فكري؟! إننا كثيراً ما كنا نتناقش، نختلف في أشياء، ونتفق في أشياء أخرى، ولكن حبك في قلبي لا يزال مزدهراً، كما رأيتك لأول مرة، وأنت في السابعة عشرة! أعرف أنك تحبينني، وأنني أغلى وأثمن شيء في حياتك! لماذا إذن تصرين على التجسس، وتقرئين كل ورقة في مكتبي؟! ويضيف: أغرب ما في حبيبتي صوفيا أنها بعد أن انتهت من تفتيش أدراج مكتبي، كانت تتسلّل على أطراف أصابعها، خشية أن توقظني! ثم تفتح برفقٍ الباب المؤدي إلى مخدعي، وأنا أصطنع النوم، لتقول لي بهمسٍ: «هل أنت مستيقظ يا ليو؟! أتريد شيئاً يا عزيزي؟!» ولم أرد عليها حتى لا أحرجها بعلمي بفعلتها. وبعد خروجها اتجهتُ إلى مكتبي لأفحص دفتر مذكراتي اليومية الذي وضعته في درج خاص لا تملك صوفيا مفاتيحه، رغم أنها لا تنتقل إلى أي مكان إلا وفي حزام وسطها سلسلة مفاتيح كل الدار، بل حتى مفاتيح المخازن، أبت أن تسلمها لرئيس الخدم، وحين لُمتها على ذلك•• قالت: «كانوا يسرقونك.. والباب المفتوح يغري بسرقة ما فيه! ومنذ أربعين سنة والمفاتيح لا تفارق حزامها أبداً..». ثم أخذ تولستوي يقلّب كراسة يومياته التي لم يطلع عليها أحد إلا بعد وفاته، وتوقّف عند تاريخ الثامن من يناير (1869) يوم أخبره الناشر أن رائعته (الحرب والسلام) قد تُرجمت إلى الإيطالية، وأنه يستعد للطبعة رقم (35) باللغة الروسية، ويومها كتب في دفتر تلك اليوميات: «شيئان هما إكسير حياتي! حبي التعبير عن أفكاري بالكتابة الروائية، وحبي زوجتي الحبيبة صوفيا أندريفنا! ماذا يريد المرء من حياته أكثر من ذلك؟! لقد سعدت بحبي لصوفيا! وسعدت بأبنائي، وسعدت بهذه المزرعة الكبيرة، والشهرة، والثراء، والصحة، والسلامة البدنية والعقلية، ولكنني أحس بأن حياتي قد توقّفت فجأة! لم تعد لدي رغبة في شيء. والحقيقة أن الرجل العاقل، يجب ألا يرغب في شيء! إن الحياة نفسها وهم! وقد بلغت الحافة التي لا أجد بعدها إلا الموت! أجل. هذا صحيح. الحياة وهمٌ كبير! وهأنذا المحسود على الثراء، وعلى السعادة والشهرة. وعلى حبي لزوجتي! بتُّ أشعر بأنه لم يعد من حقي أن أعيش أكثر مما عشت!». منذ ذلك اليوم، يوم الثامن من يناير عام (1869) لم يفارقه هذا الهاجس قط! هاجس أنه عاش أكثر مما يجب أن يعيش! وها هو في هذه الليلة، وبعد 41 عاماً مضت على ذلك الهاجس، يكتب في دفتر مذكراته: «النهاية باتت قريبة جداً! أشعر بأنني ذاهب للقاء ربي بعد أيام قليلة! ربما بعد ساعات! لقد عشت طويلاً جداً! أطول مما يجب! اثنان وثمانون عاماً، ومن المحزن أن أضطر إلى الفرار من حبي الوحيد! من صوفيا أندريفنا. أمّ أولادي وحبيبة قلبي. لم أعد أحتمل محاولاتها الدائبة للتجسس على كل خطرات فكري، وبات إحساسي بضرورة الفرار إلى المجهول، يتزايد إلى الحد الذي يدفعني إلى التنفيذ السريع لهذا القرار. في الغد سوف أرحل! أجل يجب أن أرحل. أعرف أن صوفيا ستتألم كثيراً! ولكنني أنا أتألم كذلك، وربما أكثر مما تتألم هي! ويجب ألا يعلم بمشروعي هذا إلا ابنتي ساشا، إنها لا تعارضني، لأنها الوحيدة التي تدرك ما وصل إليه حنقي من هذا القفص الذهبي الذي سجنتني فيه أمها المحبوبة إلى قلبي!». وعاد إلى فراشه محاولاً النوم، وفي الصباح كان يشارك صوفيا على مائدة الإفطار الفاكهة وشراباً من عصير بعض الأعشاب المهدئة لتقلّصات المعدة، فصاحت به بلهجة الآمرة الناهية: «إنك لم تشرب كل ما في القدح يا ليو؟! فأنت تشكو من المعدة منذ أيام، فلماذا لا تطيع أطباءك وتستمع إلى كلامي؟!». يتوقّف عن الطعام والشراب ناظراً إليها: «ياصوفي! يا عزيزتي! يا حبيبتي! أنا أدرى بحالتي من الأطباء، إنهم يقولون إن الداء في معدتي! وهذا كذب! الداءُ في هذا الضعف الذي أحالني حطاماً مهدماً، حتى بتُّ لا أقوى على إصلاح بابٍ قديم! لأن العلم الطبي في روسيا مازال متخلفاً، وكم دعوتُ إلى الانفتاح السريع على العلوم الطبية في كلٍ من ألمانيا وإنجلترا وفرنسا!». فتجيبه صوفيا وكأنها لم تسمع ملاحظته: «ما يستطيعه أي طبيب أجنبي يستطيعه الطبيب الروسي!». فيبتسم تولستوي ويقول لها: «كيف تكوني يا صوفيا بعد هذه السنوات بهذا المستوى من التفكير، مع أنك اعتنقت بعض آرائي التي يسميها من يكتبون عني آراء وطنية؟!». تردّ عليه: «أعتنق بعض آرائك، وليست كلها! وأنت تعلم يا ليو، أنني من أشد المؤمنين بتعاليمك! إلا ما يتعلّق بالتنازل عن أملاكنا للفلاحين!». فاستثارت ملاحظتها هذه حفيظته، طالباً منها عدم مناقشته في هذا الأمر، فترفض الصمت وتستمر قائلةً: «يجب أن نناقشه يا ليو تولستوي! لماذا تريد أن تدع أولادك للفقر؟!». فيخفف من لهجته وينظر إليها وعلى وجهه ابتسامة طافحة بالحب: «يا صوفي! يا حبيبتي! لقد ناقشنا هذا الأمر مع أولادنا، وما اتخذته من قرار لا رجوع فيه! وقال مواصلاً كأنه يخاطب نفسه: ولست أدري ماذا ستفعلون بعد أن أموت؟! فارتفع صوت صوفيا محتجةً: «لماذا تتكلّم عن الموت هذه الأيام يا ليو؟! أنت في صحة جيدة! ليس بك إلا هذه الاضطرابات المعدية!». فيقول لها: «كلا ياصوفيا! العلّة ليست في المعدة. إنها هنا! في القلب. لم يعد هذا العضو العجيب يدبّر أمور جسدي ببراعته القديمة!». فتواصل صياحها: «ما هذا الهراء يا ليو؟! قلبك سليم مائة في المائة! ولا تكثر الكلام عن الموت!».

رسالة الوداع:

وقضى بقية يومه على كرسيه في الحديقة، وكان يدّعي أنه بصدد كتابة روايةٍ جديدة، ولكنه في واقع الأمر كان يكتب مسودّة الرسالة التي سيتركها لزوجته الحبيبة قبل أن ينفذ قراره بمغادرة إيزيانا/ بوليانا. وحين عاد إلى مكتبه في المساء، جلس يخط الرسالة التي زعم أنها رواية جديدة. وكتب: «حبيبتي صوفيا. أعلم أنك ستتألمين كثيراً لرحيلي، وأنه ليحزنني ذلك أشد الحزن، ولكنني آمل من كل قلبي أن تدركي الأسباب التي تدفعني إلى ذلك الرحيل، ولم تكن أمامي وسيلة سواه لتلافي مأساةٍ قد تكون مفجعة! لقد غدا وضعي في هذا البيت غير محتمل يا صوفي! لم أعد قادراً على ممارسة الحياة اليومية في هذه الرفاهية التي تحيط بي، وبات الثراء يخنقني! وقد طال صبري على هذا! حتى انقطع رجائي في مزيد من الصبر. يقيني شر اليأس من عالمٍ تشهيّته كثيراً، كما يتشهاه كل عجوزٍ بلغ السن التي بلغت! وما أنشده هو عالمٌ من السكون والوحدة، لا يفسده ضجيج المال، وأنانية الثراء، ووحشية الرغبة في التملّك! أريد أن أقضي الأيام المتبقية لي من العمر في سلام»• كان يرمي من وراء رسالته أن يقول لزوجته صوفي: كيف بلغ من ولعها بإدارة شؤون المزرعة، لدرجة أنها صارت تقضي يومها كله وجزءاً من ليلها، في تفقد شؤونها، ومناقشة الفلاحين، ومحاسبة تجار الغلال، والإشراف على مخازن المحصولات، ومراقبة الخدم، حتى صار منظرها وهي تسير متنقّلة بين أرجاء المزرعة والقصر، وسلسلة مفاتيح كل الأبواب معلّقة وسط حزامها، كأنها أشبه بمنظر سجانات العصور الوسطى! ولكن رغم كل هذا، فقد كان يحبها حباً صادقاً وحقيقياً، ومما كتبه أيضاً: «أرجوك يا صوفيا، لا تحاولي البحث عن مكاني الذي سأذهب إليه، من أجل إعادتي إلى إيزيانا/ بوليانا، فإن هذا لن يفيد أحداً شيئاً، بل سيزيد تعاستنا جميعاً، كما أنه لن يغيّر من عزمي على الرحيل، وإني لأشكرك كل الشكر على الثمانية والأربعين عاماً من الحياة الأمينة الكريمة التي أسعدِتني بها! وأتوسل إليك أن تغفري لي كل ما ارتكبت من أخطاء في حقك! مثلما أغفر لك عن طيب خاطر غضبك ومعارضاتك الشديدة المتعلّقة بقراري في التنازل عن أملاكي الشخصية للفلاحين! وأنصحك يا حبيبتي بإخلاص بأن تحاولي التعايش في سماحة مع الموقف الجديد الذي سينشأ برحيلي! وألا تحملي لي بسببه في قلبك أية ضغينة، أو كراهية، وإذا أردت أن تعرفي شيئاً عن أنبائي بعد أن أستقرّ في المكان الذي سأرحل إليه، والذي لا أعرفه إلا بعد أن أصل إليه، فستجدين بغيتك عند ابنتنا العزيزة ساشا، فهي وحدها التي سأخصها بذكر مكان حياتي الجديدة، وقد وعدتني بألا تذكر لك أو لسواك مكاني». ووضع الرسالة مطويةً فوق مكتبه ليعطيها لساشا قبل رحيله، ثم ذهب إلى مخدعه، ونام نوماً متقطعاً، إلى أن حانت ساعة الرحيل لتبدأ محنة الكاتب العظيم ليو تولستوي! قال لطبيبه: «دكتور ماكوفتسكي لن نحمل معنا أشياء لا ضرورة لها». لكن طبيبه وصديقه يقول له: هل فكرت يا ليو جيداً في العواقب المترتبة على هذه الرحلة؟! أعني صحتك! أنت لم تعد ذلك الرجل الذي كان يقضي الساعات في قطع الأخشاب في الغابة؟! وإنك معرّض لنوبات قلبية قد تصل إلى حد الخطورة؟! بعد أن استمع تولستوي لصديقه وطبيبه قال وكأنه لم يسمع جديداً: حسناً، لنستعد في غضون نصف ساعة! ساشا أعدت كل شيء، وسوف أرتدي ثيابي ونرحل• في هدوء. اقترب من غرفة ابنته، التي كانت في انتظاره وكان واضحاً، أنها لم تنم ليلتها تلك حيث بدت إمارات الإرهاق على ملامحها• وما أن اقترب منها حتى بادرته بالقول: «أبتي.. ألا زلت مصراً على ضرورة ما أنت مقدمٌ عليه؟!». ساشا. لن نناقش هذا من جديد، يجب أن نسرع قبل أن تشعر أمك بما يحدث، تعالي ساعديني في حزم الأمتعة.

يتبع..
  رد مع اقتباس
قديم 21/06/2008   #176
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : achelious عرض المشاركة
«حبيبتي صوفيا. أعلم أنك ستتألمين كثيراً لرحيلي، وأنه ليحزنني ذلك أشد الحزن، ولكنني آمل من كل قلبي أن تدركي الأسباب التي تدفعني إلى ذلك الرحيل، ولم تكن أمامي وسيلة سواه لتلافي مأساةٍ قد تكون مفجعة! لقد غدا وضعي في هذا البيت غير محتمل يا صوفي! لم أعد قادراً على ممارسة الحياة اليومية في هذه الرفاهية التي تحيط بي، وبات الثراء يخنقني! وقد طال صبري على هذا! حتى انقطع رجائي في مزيد من الصبر. يقيني شر اليأس من عالمٍ تشهيّته كثيراً، كما يتشهاه كل عجوزٍ بلغ السن التي بلغت! وما أنشده هو عالمٌ من السكون والوحدة، لا يفسده ضجيج المال، وأنانية الثراء، ووحشية الرغبة في التملّك! أريد أن أقضي الأيام المتبقية لي من العمر في سلام»• «أرجوك يا صوفيا، لا تحاولي البحث عن مكاني الذي سأذهب إليه، من أجل إعادتي إلى إيزيانا/ بوليانا، فإن هذا لن يفيد أحداً شيئاً، بل سيزيد تعاستنا جميعاً، كما أنه لن يغيّر من عزمي على الرحيل، وإني لأشكرك كل الشكر على الثمانية والأربعين عاماً من الحياة الأمينة الكريمة التي أسعدِتني بها! وأتوسل إليك أن تغفري لي كل ما ارتكبت من أخطاء في حقك! مثلما أغفر لك عن طيب خاطر غضبك ومعارضاتك الشديدة المتعلّقة بقراري في التنازل عن أملاكي الشخصية للفلاحين! وأنصحك يا حبيبتي بإخلاص بأن تحاولي التعايش في سماحة مع الموقف الجديد الذي سينشأ برحيلي! وألا تحملي لي بسببه في قلبك أية ضغينة، أو كراهية، وإذا أردت أن تعرفي شيئاً عن أنبائي بعد أن أستقرّ في المكان الذي سأرحل إليه، والذي لا أعرفه إلا بعد أن أصل إليه، فستجدين بغيتك عند ابنتنا العزيزة ساشا، فهي وحدها التي سأخصها بذكر مكان حياتي الجديدة، وقد وعدتني بألا تذكر لك أو لسواك مكاني»

يتبع..

متابعة بشغف ..
شكرا ً ...
مؤلمة رسالة الوداع ..



انك " فقير إلى الآخر " كما هو فقير إليك " وأنك محتاج إلى الآخر ، كما هو محتاج إليك
الأب جورج

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
قديم 21/06/2008   #177
شب و شيخ الشباب achelious
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ achelious
achelious is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
المطرح:
الغدّ
مشاركات:
2,008

افتراضي


وتمّ كل شيء، لرحيل الكاتب الكبير.. ابن الثانية والثمانين، الفنان، الإنسان، الذي يفرّ وهو في أيامه الأخيرة! يفرُّ من الثراء، والرفاهية، والرقابة المفرطة من الزوجة المحبة.. يفرّ إلى المجهول..! إنها أعجب مغامرةٍ (طائشة) في تاريخ الأدب العالمي. قبل أن تتحرّك العربة قال تولستوي بانفعالٍ شديد لابنته: «ساشا، لا تنسي، احتفظي بكل أوراقي، مسودات رواياتي، يومياتي، أوراق روايتي التي بدأتها منذ أسبوعين ولم أتمّ منها إلا الفصل الأول، إذ سأكتبها فيما بعد». فتجيبه باكيةً: «اطمئن يا أبت..أرجوك.. لا تترك نفسك لهذا الانفعال المثير.. إنه ضار بصحتك..». فيحتضنها معانقاً إياها ويقول: «اطمئني يا ساشا، سنلتقي في أقـرب ممـا تتصورين!». انطلقت العربة.. نحو المجهول.. كانت ساشا تظن أن أباها يعرف وجهته، ولكن الكاتب الكبير شُغل عن هذا برغبته الجامحة في الانطلاق بعيداً قدر الاستطاعة عن إيزيانا/ بوليانا.. وعن صوفيا. وبزغ أول نور للفجر وهم يسيرون في الطريق الوحيد الخارج من المزرعة إلى الجنوب، وبينما كانت العربة تسير بهم، توجّه الدكتور بسؤال تولستوي:
- إلى أين نتجه؟!
- إلى أبعد مكان عن إيزيانا/ بوليانا! وعن صوفيا.
- هل تعني أنك لم تحدّد وجهتك؟! أهذا معقول؟! أي خطة هرب هذه يا ليو؟
- لنتجه إلى محطة قطار شيتشكينو.

بعد أن فكّر في عدم الاتجاه ناحية الجنوب، ابتعاداً عن منطقة (شاماردينو) حيث تقيم أخته ماريا، فيسهل على صوفي اللحاق به هناك، لكن مدير المحطة أخبره بأن عليه أن ينتظر لأكثر من ساعتين إذا كان سيأخذ القطار المتجه إلى الشمال، فانتابه الرعب وقال: ساعتين؟! هذا يزيد فرص صوفي في العثور علينا! وعندما اقترح عليه الدكتور أن يقضي الوقت في مكتب مدير المحطة.. قال تولستوي: كلا.. كلا.. سيعرف من أنا على الفور، وقد يداخله الشك، فيتصل بصوفيا، فنفاجأ بها أمامنا قبل وصول القطار، يستحسن أن نبقى هنا.! لكن الدكتورينصحه بعدم الوقوف في الريح المثلجة، لأن صحته لن تحتمل هذا الجو القارس. فيجيبه: سأحتمل كل شيء.. كل شيء.


وفي القطار جلس الكاتب الكبير مع صديقه الدكتور ماكوفيتسكي في مقعدين في الدرجة الثانية، ورغم محاولته إخفاء وجهه بالياقة العريضة لمعطف الفراء السميك، فقد أخذ بعض الركاب يتفرسون فيه كأنما يريدون أن يعرفوا حقيقة هذا الشيخ الهرم الذي يشبه كاتبهم الكبير المحبوب ليو تولستوي. ودرءاً لمخاوفه من اكتشاف شخصيته يطلب من صديقه الدكتور أن ينتقل إلى عربات الدرجة الثالثة، لكن ماكوفتسكي يبدي عدم موافقته على الفكرة، فالجو قارس، ونوافذ الزجاج في الدرجة الثالثة محطّمة، وإنه يخشى عليه من تتسلل الريح إلى جسده عبر النوافذ المفتوحة!

إلا أن تولستوي العنيد يصرّ على رأيه.. فذلك أفضل من أن يعرفه أحد من ركاب الدرجة الثانية ويفتضح أمره.. فتعرف صوفيا وجهته..! وما هو إلا وقت قليل، حتى وقع ما كان يخشاه! فكل ركاب عربة الدرجة الثالثة تعرفوا على كاتب روسيا الأشهر، الرجل الذي عبّر عن أحلام الفقراء وآمالهم في معظم أعماله الروائية، فمَن لم يقرأها منهم سمعوا بها أو استمعوا إلى فصول منها من الرواة والأدباء الشعبيين في المقاهي أو في عربات القطارات، التي تسري في كل أنحاء روسيا الشاسعة كما تسري الشرايين والأوردة في الجسم البشري، فالقطار كان بطلاً في الكثير من الأعمال الأدبية الروسية. تحلّقوا حول كاتبهم المحبوب، وهتفوا له، وأخذوا يتسابقون في إهدائه ما حملوه من أطعمة، وحاول الدكتور ماكوفيتسكي إقناعهم بإعطاء الأديب فرصةً للراحة، لكنهم لم يستجيبوا لرجائه، فابتعدوا مسافة نصف متر عن مقعد محبوبهم الكبير، ثم شرعوا يمطرونه بأسئلتهم عن أفكاره، وآرائه، وأخذت الأسئلة تتلاحق.

كيف يمكن تطبيق مذهب اللاعنف وحكومة القيصر تصرّ على الحرب في الشرق الأقصى؟!
أهناك أمل أن يساهم كبار الملاك في إنشاء بعض المدارس الابتدائية لأولادنا في مزارعهم وقراهم؟! لقد قبضوا على زوجي، وألقوا به في السجن بعد أن جلدوه لأنه لم يستطع تقديم إيصال دفع ضريبة العام الماضي؟!
أتوسل إليك أن تكتب طالباً الإفراج عنه.. أيها الأب الكبير الرحيم إننا نحبك، ونقدّرك، ولكننا على ثقة بأنه لا فائدة من كل ما تقول وتكتب، مع وجود النظام القيصري القهري، ولأننا نحبك ولا نريد أن نفسد حياتك بمشكلاتنا، لا نرى لك إلا أن تعتزل هذه الحياة الفاسدة في أحد الأديرة.. أليس هذا هو السلام الذي تنشده؟! كانت ابتسامته الوديعة هي الإجابة عن كل تساؤلاتهم، إلا أن ملامحه بدت مرهقة! ست ساعات من الصخب وهو يستمع إلى هذه الآراء الثائرة المتناقضة، والحوارات الجانبية الغاضبة والساخطة أحياناً، حتى أوشك أن يغمى عليه من رائحة الدخان، فهمس الدكتور ماكوفيتسكي في أذنه: في المحطة المقبلة سننتقل إلى الدرجة الثانية مرة أخرى..! فالتفت إليه باسماً: المهم أن نبتعد عن صوفيا! أجل هذا هو المهم! ليس هناك يا سيرجي ماكوفيتسكي ما هو أغلى من الحرية..! وبلغ القطار قرية (كوزيلسك)، فقال له الدكتور: هذه آخر محطة للقطار يا ليـو.. سنضطر إلى البقاء فيها إحدى عشرة ساعة في انتظار القطار السريع.. فيصيح تولستوي: كلا.. كلا.. كلا.. لن أقيم في كوزيلسك كل هذه الساعات، ففيها مزرعة كبيرة لصديقي تورجنيف، وستعرف صوفيا على الفور مكاني! ثم يسأل عن المحطة التالية، فيعلم أنها أوبتيينا، وفيها دير ونزل صغير يستقبل الزوار، فيقترح الدكتور أن يستريحا فيه ليومين أو ثلاثة! وبينما كان تولستوي مع صديقه الدكتور في غرفتهما الصغيرة في النزل الريفي الملحق بالدير، كتب في دفتر يومياته: ما أجمل الشعور بالأمان والاطمئنان! ماذا يريد المرء من دنياه أجمل من هذا؟! القوت الضروري، والأمان.. ما أسعدني! وتمدّد على الفراش لينام،
وكان يدرك أن صوفيا أندريفنا ستفعل المستحيل كي تلحق به لتعيده إلى إيزيانا/ بوليانا.. وظل الهاجس يراوده بأن يفاجأ في أية لحظة يُطرق فيها باب الغرفة الصغيرة عليه ليجد نفسه وجهاً لوجه أمام صوفيا!
  رد مع اقتباس
قديم 21/06/2008   #178
شب و شيخ الشباب achelious
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ achelious
achelious is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
المطرح:
الغدّ
مشاركات:
2,008

افتراضي


أبو الشعب:

لا نكاد نرى في تاريخ الأدب العالمي فعلة غير محسوبة العواقب كتلك التي فعلها ليو تولستوي عبقري الرواية الطويلة، والذي عاش اثنين وثمانين سنة في الرفاهية والثراء، وفي ظل شهرة عريضة لم يحظ بها أحدٌ في تاريخ الأدب العالمي، غير قلة قليلة من الكتّاب والشعراء والأدباء..

لم تحرمه الحياة من شيء، وكانت كل مقومات الحياة السعيدة عند أطراف أصابعه، فإلى جانب الثراء كانت هناك الزوجة المحبة والأبناء العطوفون، والشهرة المدوية المصحوبة بحب كل من عاصره على أرض روسيا، حتى الذين هاجمهم في رواياته وانتقد سلوكهم، أحبوه وعبّروا عن احترامهم لـه، وحصل عن جدارة، على لقب (أبو الشعب)،

وأبو الشعب ـ في ذلك الزمن على أرض روسيا ـ لم يكن غير القيصر نيقولا الثاني، الذي كتب إلى تولستوي تحت ضغط أدبي من زوجته الإمبراطورة ومن أبنائه، خاصة من ولي عهده المريض الأمير أليكسيس، كتب قائلاً:
«يسعدني أن أهنئكم بعيد ميلادكم الثمانين، وآمل أن يساعدني الله على تحقيق الكثير من مشروعاتكم البنّاءة لخير الشعب الروسي الذي يعتبركم أباً (ثانياً) له..».

تهنئة القيصر هذه تتضمن معاني كثيرة.. اعترافاً بمشروعات تولستوي التي اتخذها بشأن الأراضي الزراعية، وحق من يعمل فيها في شيء من خيراتها، وامتناناً لما ذكره تولستوي في روايته (الحرب والسلام) عن دور القيصر الكسندر الأول، جدّ القيصر نيقولا الثاني في تحقيق النصر على جيوش نابليون بونابرت، وتتضمن رسالة القيصر قبل كل هذا وذاك، على غيرة قاتلة من اللقب الذي منحه الشعب لكاتبه المفكر الجريء ليو تولستوي، فكلمة: (إنك الأب الثاني).. تحمل معنى ضمنياً، بأنني أنا الأب الأول للشعب الروسي. ويمرّ عامان على هذا التكريم العالمي للكاتب العظيم، ويبلغ العام الثاني والثمانين من عمره، وإذا به يسأم كل شيء، ويضيق ذرعاً بكل شيء، فقد سئم الشيخوخة وأمراضها، سئم الثراء العريض وتكاليفه، وسئم خرافات وثوابت الكنيسة التي يلح بها الأساقفة على الناس، وسئم التجسس اللصيق، وهذه الرقابة الخانقة على ساعات حياته، على أوراقه، وعلى أحاديثه مع أصدقائه وأنصاره.. تجسسٌ مشين.. وممن؟! من المرأة الوحيدة التي أحبته وأحبها منذ خطبها، من صوفيا أندريفنا زوجته التي لم يشرك سواها في قلبه على مدى أربعة وأربعين عاماً.
  رد مع اقتباس
قديم 21/06/2008   #179
شب و شيخ الشباب achelious
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ achelious
achelious is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
المطرح:
الغدّ
مشاركات:
2,008

افتراضي


لقاء تولستوي بصوفيا:

ولعل من المناسب قبل أن نواصل الرحلة مع تولستوي الذي فرّ من عالمه وهو في الثانية والثمانين من عمره، أن نعود نصف قرن إلى الوراء لنقف على الأحداث التي جمعته بصوفيا أندريفنا، تلك الشابة الجميلة العاطفية، وكيف وقعت في غرام ذلك الضابط الثري والكاتب المرموق (ليون تولستوي).

الفرق بينهما 16 عاماً، هي في السابعة عشرة، لم تغادر قط منزل الأسرة ومزرعتها إلا لزيارة جدّها لأمها في مزرعته البعيدة، ولا تعرف شيئاً عن عالم الرجال.
أما هو فصاحب تجارب ومغامرات! إذا نزل موسكو تهافتت عليه راقصات الباليه! فهو فوق قوته الهرقلية، وشبابه المتوثب، وشهرته كروائي، تعترف أوروبا كلها بتفوقه، نجده شديد السخاء مع من يهفو إليها قلبه! لأسبوع أو لأسبوعين، ثم يدخلها غابة النسيان في فكره ويتفرّغ لقلمه.
كانت تانيا شقيقة صوفيا، تخشى عليها من هذا الحب العارم الذي لا تؤمَن عواقبه مع رجل مثل تولستوي، فهو لم يبح لها قط بما في قلبه! فتانيا ترى أن أختها غرّة وساذجة، وتولستوي هذا إلى جانب علاقاته الواسعة بالنساء، فإنه يكبر صوفيا بـ 16 عاماً، حتى أنه ليشاع أن أسرة القيصرة تتحبب إليه، وتدعوه إلى مزارعها الكثيرة، أملاً في أن يطلب يد إحدى الأميرات! وقد عبّرت تانيا عن رعبها من نظرات تولستوي لشقيقتها الكبرى المخطوبة لأحد ضباط الجيش، وتتساءل: «أهو يسعى إلى صوفيا الرقيقة التي قد لا تتردّد في قتل نفسها إذا ما فاتها الزواج به.. أم أنه يريد إقامة علاقة مع ليزا المتكبرة والمغرورة؟!». وتولستوي، لا يفصح عما يريد! أو لعله يقدّم رجلاً ويؤخر أخرى! أكان يفاضل بين ليزا و صوفيا.. أم بينهما وبين الأميرة أولجا بنت أخت القيصرة؟! ذات يوم ذهب تولستوي إلى دار أسرة صوفيا، واستُقبل بما اعتاده من أفراد الأسرة كلها بحفاوة وإشراق ـ باستثناء ليزا ـ التي تعمدّت تحيته ببرود، كأنما هي تختبر حقيقة مشاعره نحوها، ففاجأهم بما لم يتوقعوه بالقول: يسعدني لو تقبلوا دعوتي لزيارة مزرعتي إيزيانا/ بوليانا. فعبّرت صوفيا عن فرحها باندفاع: أحقاً يا كونت؟! لقد سمعت عن مزرعتك الكثير، وطالما تمنيت أن أراها! وقالت الأم: إنها أشهر المزارع القريبة من موسكو يا كونت تولستوي، ويقال إن الدار الكبيرة فيها أكثر من أربعين غرفة، ونشكرك على هذه الدعوة الكريمة، وسيكون من دواعي سعادتنا أن نقضي معك ومع السيدة الكريمة والدتك الكونتيسة (ليوبوفا) وقتاً ممتعاً. وفي الموعد المحدّد كان تولستوي في انتظارهم بالعربات التي ستقلّهم من محطة القطار إلى مزرعة إيزيانا/ بوليانا•

وتكتب تانيا شقيقة صوفيا في دفتر مذكراتها:
«كنا نحن البنات في مقدمة الركب! بينما كانت أمي في عربتها بين أبي وبين الكونت تولستوي! وبعد ساعات من المسيرة التي طوينا خلالها أكثر من 4600 هكتار من الأراضي الزراعية! أمضينا أياماً بين المزارع والحقول التي شهدت صبا تولستوي الباكر وشبابه، وأقمنا في داره الكبيرة التي كانت دائماً تمثّـل قيمة رائعة في فن العمارة، وقد سألت والدتي تولستوي عما إذا كان هناك من يشاركه هذه الأملاك الواسعة، فأجابها بأنه الوريث الوحيد، لكن أمه هي المتصرفة في كل شيء، وفي كل مناسبة كانت تطالبه بأن يرفع عنها هذا العبء لأنها تعبت في إدارتها، خاصةً بعد أن قام تولستوي بتمليك الفلاحين للأراضي فأصبحوا أحراراً، ومن أجمل ما قاله في إجابته على والدتي: «إن والدته كانت سعيدة بسعادة 350 أسرة تحرّرت من أبشع قيد على روح الإنسان.. قيد العبودية..».

أما صوفيا فقد كان هيامها وغرامها بتولستوي قد سربلها حتى باتت لا ترى منه فكاكاً! السعادة الغامرة التي عاشتها في تلك الأيام! أيام زيارتها لمزارع تولستوي. ليو تولستوي! هذا الاسم الجميل! كانت تسرع الدموع إلى عينيها الجميلتين لمجرّد ذكر اسم الحبيب الذي أشرف بنفسه على راحة ضيوفه، وقد كتبت صوفيا هي الأخرى في يومياتها: «كانت الضيافة في قصر المزرعة في غاية الروعة.. وتيسر لنا القيام بزيارات لبساتينها اليانعة، فأكلنا من فواكهها التي جمعها لنا الكونت تولستوي بيديه في سلة كبيرة، كنت أرقب الكونت في كل حركاته، كان مثال القوة والنشاط والحيوية.. تحدوه رغبةٌ صادقة في إسعادنا بلا تكلّف.. في أثناء العودة.. سرتُ معه قليلاً، ولولا أن والدتي وليزا كانتا ترقبانني، لأمسكت بيده! لم يكن هناك من هو أسعد مني وأنا أرمقه وهو يساعد في إعداد فراش أختي تانيا بوضع مزيدٍ من المخدّات، وكم فكرت فيه قبل النوم، وحلمت به أثناء النوم، وفتحت عينيّ عليه بعد أن تيقظت..».


يتبع ..
  رد مع اقتباس
قديم 21/06/2008   #180
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


قريت مرة دراسة موجود فيها رسائل من تولستوى الى الشيخ محمد عبده والعكس
اعتقد كان فى فترة الصراع الروحى لتولستوى ...كان يأمل التعرف على الاسلام مثلما تعرف على ديانات اخرى كثيرة
لكنه فى النهاية اثر ان تكون علاقته بالله صوفية كاملة مع عدم الانتساب الصريح لدين معين

شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 01:35 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.29466 seconds with 15 queries