أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > المكتبة

إضافة موضوع جديد  و الله هالموضوع مقفول ترى
 
أدوات الموضوع
قديم 03/10/2006   #73
صبيّة و ست الصبايا سرسورة
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ سرسورة
سرسورة is offline
 
نورنا ب:
Nov 2005
المطرح:
syria-homs-damascus
مشاركات:
2,252

افتراضي


في تلك السنة بالذات، وكان الفصل ربيعاً على ما أظن، أخذ أبي يحدثني عن غرناطة، وسوف يفعل ذلك في المستقبل ويستبقيني ساعات إلى جانبه من غير أن ينظر إليّ قط، أو يعرف ما إذا كنت أصغي إليه، أو إذا كنت أفهم، أو إذا كنت أعرف الأشخاص والأمكنة. وكان يتربع في جلسته ويشرق وجهه ويتموج صوته ويتلاشى تعبه وغضبه، وما هي إلا دقائق أو ساعات حتى يغدو قصاصاً. ولم يكن حينئذٍ في فاس، ولا على الأخص داخل هذه الجدران العابقة بالنتن والعفن. فلقد كان يسافر في ذاكرته ولا يعود إلا على مضض". يوغل الإنسان في الحنين... أو يلفه الحنين لا فرق... فالأمر سيّان... فكلاهما انتزاع... وكأنه انتزاع أول للروح من مهادها من موئلها... من وطنها... وغرناطة تلك المتربعة على جدران التاريخ... ينتزع أمين معلوف صورها المأساوية... يطوف بها في رحاب الحلم حيناً... وفي وهم الحقيقة أحياناً... صور غرناطة تلك يختطفها خياله... يثريها يزرعها بألف معنى ومعنى... ويسير مع الراحل من أرض غرناطة كتلك وكأنه الراحل عن الدنيا... يسير مع ذاك الراحل والهارب بدينه بعيداً عن أولئك الغازين الذين أبَوْا أن يتركوا لغرناطة روعتها... وأبَوْا أن يتركوا للغرناطيين حريتهم... ولكنهم وإن رحلوا "فإن هؤلاء الرجال لا يزالون يعلقون على جدران بيوتهم مفاتيح منازلهم في غرناطة... وفي كل يوم تعود إلى خواطرهم أفراح وعادات، ولا سيما زهو لن يعرفوه في المنفى...". وكأن أمين معلوف حمل معهم حلمهم... وحمل معهم ألمهم وحزنهم... وسافر معهم بعيداً في تطوافهم... وكأنه ليون الأفريقي... يقطف من الأمل حلماً... ومن التاريخ صوراً... ومن الخيال باقة... يودعها سطوراً تحمل بصمات قدر الإنسان... القاهر لهذا الإنسان.
الصور المرفقة
نوع الملف : gif 26753.gif‏ (7.4 كيلو بايت, 2 قراءة)

ان الحياة كلها وقفة عز فقط.......

شآم ما المجد....أنت المجد لم يغب...
jesus loves me...

آخر تعديل butterfly يوم 27/11/2006 في 12:10.
 
قديم 04/10/2006   #74
صبيّة و ست الصبايا سرسورة
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ سرسورة
سرسورة is offline
 
نورنا ب:
Nov 2005
المطرح:
syria-homs-damascus
مشاركات:
2,252

افتراضي


خلق الروائي العربي المميز الحدث الثقافي مرة أخرى بعد روايته الحروب الصليبية بنشره لرواية «ليون الأفريقي» التي نال عنها جوائز عدة وخصصها لسيرة الرحالة المغربي المتنصر الحسن بن محمد الوزان القرطبي (الملقب بليون الأفريقي), في تلك الرواية الممتعة لم يرسم خيال معلوف الوقائع بعضها أو كلها كما ظل عهدنا بالروايات التاريخية، بل كان اعتماده على كتاب الوزان الشهير (وصف أفريقيا) وعلى مؤلفات ومذكرات مؤرخين وشخصيات عاصرته خلال الربع الأول من القرن الميلادي السادس عشر, ويجعل الروائي من الحسن الوزان «ليون الأفريقي»، البطل والراوي في الآن نفسه الذي يحكي لولده ما مر به من صروف الدهر منذ غادر طفلا برفقة أهله آخر مدن الأندلس الى فاس وقد تركها تحرق بنيران الكاثوليك المنتقمين لثمانية قرون من الوجود العربي الاسلامي، وحتى مغادرته روما المحترقة في النهاية فرارا من بطش المرتزقة الألمان الحاقدين على البابوية.
وما بين اللحظتين نقرأ بأسلوب أدبي شيق اشراقات الحب واخفاقاته الى جانب صور الخيانات والمؤامرات التي تصنعها تقلبات الأهواء والمصالح الشخصية والسياسية وملامح الوجوه والأمكنة والأحداث التي كان الوزان بطلها أو شاهدا عليها، من فاس غربا الى تمبكتو (مالي) جنوبا وحتى مصر وتركيا شرقا ثم العودة من الشرق الى تونس حيث أسره على سواحلها قراصنة ايطاليون، فروما شمالا التي سيعمده البابا ليون العاشر باسمه ويحمل لقب الأفريقي,, سيرة مثيرة وغنية بالمعاني يقدمها معلوف لرجل استثنائي ناضل من أجل احلال السلم شرقا وغربا، جنوبا وشمالا فكان تسامحه في الموعد خلال أكثر من محطة تاريخية مفتاحا أنقذه من الأحقاد والسياسة، ودرسا يلح معلوف بلسان الراوي ــ الحسن الوزان على أن يوصي به ابنه,كل فصل من الرواية يلخص «عاما» والرواية كتبت بأسلوب سلس أقرب الى اليوميات....

آخر تعديل butterfly يوم 27/11/2006 في 12:13.
 
قديم 04/10/2006   #75
صبيّة و ست الصبايا سرسورة
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ سرسورة
سرسورة is offline
 
نورنا ب:
Nov 2005
المطرح:
syria-homs-damascus
مشاركات:
2,252

افتراضي


مقاطع اخرى من ليون الافريقي...
* مآذن قمارات البيضاء, أطلال قرطاجة الشامخة، إن النسيان يتربص بي في ظلالها ،و باتجاهها يتحول مجرى حياتي ، بعد تعرضي لعدد من الحوادث الغرق، خراب روما بعد نكبة القاهرة ، و حريق تومبكتو بعد سقوط غرناطة ، أتكون المصيبة هي التي تناديني ، أم أنني أنا من يستدعي المصيبة؟ مرة جديدة يا بني يحملني هذا البحر الشاهد على جميع أحوال التيه التي قاسيت منها ، و هو الذي يحملك اليوم الى منفاك الأول ، لقد كنت في روما "ابن الإفريقي" و في إفريقيا " ابن الرومي" و أينما كنت فسيرغب بعضهم في التنقيب في جلدك و صلواتك ، فأحذر أن تدغدغ غريزتهم يا بني و حاذر أن تخضع لوطأة الجمهور! فمسلماً كنت أو نصرانياً أو مهما تكن عليهم أن يرتضوك كما أنت ، أو أن يفقدوك ,و عندما يلوح لك ضيق عقول الناس فقل لنفسك أرض الله واسعة ، ورحبة هي يداه و قلبه ، و لا تتردد قط في الابتعاد الى ما وراء جميع التخوم و الأوطان و المعتقدات ....

*اينما كنت فسيرغب بعضهم في التنقيب في جلدك وصلواتك.فاحذر أن تدغدغ غريزتهم يا بني، وحاذر أن ترضخ لوطأة الجمهور! فمسلماً كنت أو يهودياً أو نصرانياً عليهم أن يرتضونك كما أنت أو أن يفقدوك. وعندما يلوح لك ضيق عقول الناس فقل لنفسك أرض الله واسعة ورحبة هي يداه وقلبه. ولا تتردد قط في الإبتعاد إلى ما وراء جميع البحار، إلى ما وراء جميع التخوم والأوطان والمعتقدات
 
قديم 05/10/2006   #76
صبيّة و ست الصبايا سرسورة
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ سرسورة
سرسورة is offline
 
نورنا ب:
Nov 2005
المطرح:
syria-homs-damascus
مشاركات:
2,252

افتراضي


رواية أمين معلوف، سمرقند،تسلط الضوء على فترات وأفكار لا يجب ألاّ نغفل عنها في قراءاتنا التاريخية والسياسية والفكرية.. القصة يرويها شخص يُدعى لوساج عمر بنيامين والاسم الوسط عمر لأن أهله كانوا من دائرة المعجبين بعمر الخيام التي كانت تتسع في الغرب منذ اكتشاف أول مخطوطة لرباعيات الخيام في القرن التاسع عشر.
ودور هذا الراوي أنه من أجل الحصول على نسخة مخطوطة لرباعيات الخيام يذهب إلى إيران في عز التجربة الديمقراطية التي خنقت في البرلمان أوائل القرن العشرين، والغريب أنه ذهب من أجل الحصول على هذه المخطوطة التي كان يقول عنها إنها ستقلب حياة البشر.. وبالفعل فقد قلبت حياته. وتدخل قصة المخطوطة في مرحلتين زمنيتين يفصلهما ألف عام. المرحلة الأولى تضم ثلاث شخصيات في ذروة الخلاف السني الشيعي الذي سخر له الوزير نظام المُلك كل قوته من أجل القضاء عليه، فكتب الكتب وأصدر الأحكام ولاحق المارقين وأسس المدارس العلمية واستقدم لهذا الأمر أشهر علماء المسلمين في عصره الإمام أبو حامد الغزالي. الشخصية الثانية: حسن الصباح الذى ربط الدين بشخصه ودكتاتوريته، فهو شخصية فذة وعبقرية، إلا أن عبقريته خضعت لهدف الوصول للقمة بشتى السبل، وقد عرفه عمر الخيام على السلطان حتى أصبح ذا حظوة واستلم حسابات السلطنة فقلبت الملك عليه حيث قيل إنه دبر له مكيدة فكاد يقتل، ولكن عمر الخيام تشفع له عند نظام الملك. وقد أقسم على الانتقام فذهب إلى مصر واعتنق المذهب الفاطمي وتعلم في الأزهر (ربما كان مساهماً فى تأسيسه). وعاد إلى المنطقة مندوباً عن الفاطميين وتطرف بدعوته حتى أسس فرقة الحشاشين، وهي فرقة اشتهرت بالاغتيالات. وتمكن من قتل نظام الملك واعتصم مع أتباعه الكثر في قلعة ألْموت في حياة متقشفة ، وقد أخذ معه المخطوطة ليغري صديقه عمر الخيام باللحاق به.
أما الشخصية الثالثة فهي عمر الخيام، التي أسرت لب الشرق والغرب برباعياته، فكان صديقاً للعدوين اللدودين رغم أنه ليس ذا سلطة أو جاه، ولكنه مفكر من الدرجة الأولى، قال عنه البعض أنه ملحد سكير فيلسوف، وقال الآخرون أنه عالم وصل إلى الله بفكره. بالإضافة إلى ذلك كان محباً للعلم فأكبر هبة أخذها من السلطان طلب منه افتتاح مرصد فلكي بها، وكان عالم رياضيات أضاف إلى نظريات الخوارزمي وصحح بعضها. فكان هدفاً في صراع الشخصيتين الأوليين، نظام الملك وحسن الصباح، لكونه حكماً لا يستهان برأيه، أنقذ الصباح من الموت وبكى نظام الملك حين قتل. والمرحلة الثانية فى نص سمرقند هي التي عاشها الراوي (بعد ألف عام). وتجذب القارئ شخصية لوساج عمر بنيامين الذي جرّه انجذابه وراء الرباعيات إلى أبعد الأماكن وأعمق الأزمات من أجل الوصول إلى هدفه. فوصل إلى الحضيض فى فترات طويلة حيث أمضى أشهراً يقطع المسافات ماشياً أو على ظهر بغل فيما بعد بحثاً عن المخطوطة، التي وجدها أخيراً وأرسلها إلى نيويورك مع محبوبته إحدى أميرات عرش الشاه في إيران.
الصور المرفقة
نوع الملف : gif 26753.gif‏ (7.4 كيلو بايت, 0 قراءة)

آخر تعديل butterfly يوم 27/11/2006 في 12:17.
 
قديم 05/10/2006   #77
صبيّة و ست الصبايا سرسورة
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ سرسورة
سرسورة is offline
 
نورنا ب:
Nov 2005
المطرح:
syria-homs-damascus
مشاركات:
2,252

افتراضي


النيل والفرات (سمرقند)........
"عندما ولدت في الأول من آذار مارس عام 1873م... وإن لم يكن والداي يريدان إرباكي بهذا الاسم الآتي من بعيد... "عمر" فقد أخّراه إلى المرتبة الثانية لأتمكن إذا رغبت من استبداله بـ (ع) [5 بالحرف اللاتيني]... لم تكن الوراثة التي آلت إليّ على هذا النوح إلا لتوقظ فضولي في ذك الإشبين المغرق في القدم، وفي الخامسة عشرة شرعت اقرأ كل ما يتعلق به... وتعلمت ألا أرى في حرف (ع)... سوى راسب لا يمحى لطيش أبويّ صبياني، إلى أن أعادني لقاء إلى شغفي ووجه حياتي بإصرار على خطى الخيام".
تبدأ تفاصيل هذه الرواية من هذه البدايات التي كان مع إصرار صاحبها على تقصي سيرة عمر الخيام باعثاً أتاح له الحصول على هذه المخطوطة التي من ثناياها نسج أمين معلوف نسجاً روائياً خلاباً من خيال حلق في أجواء المخطوطة التاريخية ليلقي على الأحداث في تلك الآونة الزمنية التي أرخ لها عمر الخيام، والتي تناقلها القيمون على المكتبة في (ألموت) أباً عن جد والتي من خلالها تسنى لنا معرفة أثر الخيام بعد موته فيما نال الحشاشين من تحول... وتسنى التعرف على "رباعيات الخيام" بعد أن غدا مستحيلاً في غياب المخطوط حيث اختلطت مئات الرباعيّات المنحولة و"رباعيات الخيام".

تلك سمرقند التي ارتحلت مع بنجامين ع.لوساج في مخطوط انتزعه من مسقط رأسه آسيا، وأبحرت في أمتعته على متن التيتانيك... في رحلته الأبدية... لتغرق في حضن الزمان... وتكون حاضرة بعد حين بسطورها بين يدي خيال مترع ألبسها حللاً فغدت سمرقند الخيام حاضرة في الأذهان... وبعد... رباعيات الخيام على الـ"تيتانيك" زهرة الشرق تحملها زهيرة الغرب... ليتك ترى يا خيام اللحظة الحلوة التي كتب لنا أن نحياها
 
قديم 05/10/2006   #78
صبيّة و ست الصبايا سرسورة
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ سرسورة
سرسورة is offline
 
نورنا ب:
Nov 2005
المطرح:
syria-homs-damascus
مشاركات:
2,252

افتراضي


سلالم الشرق..موانىء الشرق

كعادة أمين معلوف في كل اعماله ...تتلاقى الحضارات والقوميات والأديان ...في شكل يعلو من قيمة الانسان ايا يكن جنسه او دينه او لغته ....
في سلالم الشرق ....هذه الرواية الممتعة ...يتناول معلوف سيرة رجل انحدر من أب تركي وأم ارمنية .....وكان هذا الالتقاء وهذا الزواج في عز النعرة العنصرية ضد الأرمن والتي نتج عنها كثير من المآسي....ولكن والد بطل الرواية يتزوج امه الارمنية ويهاجر الى بيروت ...
وفي بيروت حيث اختلاط الاعراق والأديان ينشأ ( عصيان ) وهو اسم بطل الرواية ....ثم يتوجه الى فرنسا ليدرس الطب ....في ذلك الوقت كانت الحرب العالمية مشتعلة ...وكان الإحتلال النازي لفرنسا حيث ينظم عصيان الى جماعة من المقاوميين للنازية ....ويتعرف لفترة بسيطة بكارلا وهي يهودية ذهب اهلها ضحية الابادة النازية لليهود...
تنتهي الحرب....وتنتصر ارادة المقاومة على الأحتلال...تنتصر افكار الحرية على الديكتاتورية ....يعود عصيان بطلا الى بيروت حيث تسبقه حكايات بطولاته في المقاومة ....
هناك يلتقي بكارلا مجددا التي اتت بخالها وهو الناجي الوحيد من المحرقة من اجل ان يعش بقية عمره في حيفا...
يلتقي المناضلان السابقان ضد العنصرية مجددا....يقرران الزواج....ويتزوجان ....وفي حيفا يكتشفان الحجم الهائل لسوء الفهم المتبادل بين اليهود والعرب......وضخامة الكره .......
يكتشفان ان مقاومة النازية قد تكون اسهل من محاولة ارساء تفاهم بين اليهود والعرب ...اليهود الذين يرون انهم تعرضوا لماساة من نوع خاص تؤهلهم لبناء وطن لهم ولو على حساب شعب آخر لا ذنب له في ماحصل ...
تكتشف كارلا اليهودية هذا ...وتحاول مع مجموعة من اليهود والعرب تأسيس جمعية لارساء بعض التفاهم ...لكن الوقت كان يمضي بسرعة ...
يعود عصيان الى بيروت لرؤية والده المحتضر ....تشتعل حرب الثمانية والاربعين ...يصاب عصيان بانهيار عصبي حاد.....ويتم ادخاله لاحدى المصحات ....
وهكذا ....تمضي السنوات الحاسمة وهو يعاني الجنون ...والفراق ...وتشتعل الحرب الأهلية اللبنانية ....وتتنامى النوازع العنصرية والقومية المتطرفة ....
كأن الرواية تقول بشكل غير مباشر أن الانسان الذي تخلص من النازية العنصرية فشل في إن يقيم نظاما بلا عنصريا ت اخرى ...
لايدين معلوف احد في روايته الجميلة .....
لايقدم خطابا سياسيا او فكريا ....
هو فقط يتناول الانسان ....الانسان الذي يشعر بالحب ...ويشعر بالحزن ...الانسان الذي يتألم ...ويفرح ......دون ان تختلف مشاعر الحب او مشاعر الحزن او مشاعر الألم او مشاعر الفرح ...بين قومية واخرى او بين حضارة وأخرى ..او بين اصحاب دين ودين آخر...
ورغم اليأس الذي يغلف كثيرا من الأحداث..... اليأس الذي انتقل في الرواية الى الجيل التالي... فإبنة عصيان من كارلا والتي ولدت في غيابة ...وسمتها امها ناديا ...والتي تعتبر نفسها مسلمة تبعا لوالدها .....ويهودية تبعا لامها.....ناديا تبذل جهدا في محاولة لاخراج والدها من المصحة ...تلتقي به ...تقبله ......لكنها تعود الى واقعها ....فتغادر المكان كله الى البرازيل ....
وهذا الإختصار المخل ليس كل الحكاية ....فالرواية مليئة بالاحداث والصراعات ....ومليئة بالمشاعر الانسانية الفياضة ....
ولاتنتهي الا بخروج عصيان اخيرا من المصح ....وهنا يبحث عن أصدقاء المقاومة ....ويطلب من كارلا في رسالة ان تقابله في نفس المكان القديم على نهر السين ....
وفي النهاية لايمكن اختصار الرواية في كلمات و لكن يمكن القول أن هذا الادب هو السلاح الأقوى ...لتنمية مشاعر الانسانية الحقة ....بعيدا عن أي تعصب أحمق ..

آخر تعديل butterfly يوم 28/11/2006 في 12:08.
 
قديم 05/10/2006   #79
شب و شيخ الشباب tiger
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ tiger
tiger is offline
 
نورنا ب:
Mar 2006
المطرح:
الجنة
مشاركات:
2,700

افتراضي


سرسورة شكرا إلك ......
موضوع مميز عن أديب أكثر من مميز ......
متعة قراءة كتبه لا تعادلها متعة .......

في البدء لم يكن اول افعال الله انتشارا نحو الخارج , , بل طي , انقباض .....

في البدء لا بد ان الله انسحب , انطوى , ميسرا بذلك ولادة العالم .....

في البدء كان الكلمة .....

مملكتي ليست من هذا العالم .....
 
قديم 05/10/2006   #80
صبيّة و ست الصبايا سرسورة
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ سرسورة
سرسورة is offline
 
نورنا ب:
Nov 2005
المطرح:
syria-homs-damascus
مشاركات:
2,252

افتراضي


مقدمة الكاتب لموانىء الشرق.....

التقيته، كما يبدو في الدفتر الذي أدوّن فيه ملاحظاتي، يوم أربعاء. وفي صباح اليوم التالي كنا ومنذ التاسعة صباحا في غرفته في الفندق، غرفة ضيقة لكنها عالية السقف، وعلى الجدران قماش بلون العشب رسمت عليه أزهار ربيعية مسطحة. رجل غريب قائم، دعاني للجلوس على الكنبة الوحيدة الموجودة لديه، مفضلاً السيد في الغرفة. عمّاذا تريدنا أن نتحدث في البداية؟ سألني. أعتقد انه من السهل أن نبدأ من البداية ولادتك... تجول بصمت لدقيقتين، ثم أجاب بسؤال آخر: هل أنت واثق بأن حياة الإنسان تبدأ بولادته؟ لم ينتظر إجابتي بل كان سؤاله أسلوباً خاصاً لبدء روايته تركت له الكلام واعداً نفسي بالتدخل أقل ما يمكن". هكذا، وفي لحظة، راودت أمين معلوف فكرة سرده لقصة حياة هذا الإنسان من البداية إلى النهاية. فمنذ أحاديثها الأولى كان الكاتب مفتوناً بتلك الطريقة التي كان يسرد فيها أوسيان هذه القصة، بعض الوقائع المثيرة بالنسبة له. كان لقاءهما بمحض الصدفة في باريس، في إحدى حافلات المترو في حزيران من عام 1976، لم يكن قد التقاه سابقاً، ولا سمع باسمه، بل هو رأى صورة له في أحد الكتب من سنين طويلة موجودة في أحد كتب التاريخ المدرسية، لكنها لم تكن صورة لشخصية مشهورة كتب الاسم تحتها، بل صورة لجمهرة من الناس تصطف على رصيف ميناء، وفي العمق باخرة تملأ الأفق، تاركة قطعة من السماء، وتحتها تعليق يقول بأن عدداً من رجال البلد القديم ذهبوا خلال الحرب العالمية الثانية لكي يقاتلوا في أوربا ضمن صفوف المقاومة، وبأنهم استقبلوا لدى عودتهم كالأبطال. وسط ذلك الحشد من الناس المصطفين على الرصيف، ظهر رأس شاب مندهش ذو شعر فاتح اللون، تقاسيم وجهه ناعمة وطفولية بعض الشيء يمد عنقه جانباً، كما لو أنه تلقى للتو ذلك الإكليل الذي يزينه ولكم من الساعات أمضى الكاتب في تأمل تلك الصورة. وحفظ كل تفاصيلها. ما الذي جذبه إليها؟ انه ذاك السحر في المغامرة واليها... السفر بحراً والتفاني اللامحدود والنهر. أما الآن فالصورة أمام الكاتب تنطق حية في باريس، يقف في المترو متمسكاً بعمود معدني، مجهول الهوية ومحاطاً بحشد من المجهولين. لكن كانت لديه تلك النظرة المندهشة، وتلك القسمات الناعمة لطفل كبير، وذلك الرأس ذو الشعر الفاتح الذي صار اليوم أبيض، وربما كان سابقاً أشقر. وما زال عنقه يشرئب جانباً فكيف لا يعرضه... وتم اللقاء، كان محدثه، صاحب الصورة، تبحث بتمهل عذب، كما لو كان عليه أن ينفض الغبار عن كلمة قبل نطقها لكن جملة كانت دائماً صحيحة ومعمقة، ومن إسقاطات أو تناقضات أو استخدام تعابير عامية. وفي بعض الأحيان كانت بالية وقديمة، كما لو انه كان يتحدث غالباً إلى الكتب أكثر مما يتحدث إلى نظرائه. وهكذا قفزت إلى ذهن الكاتب فكرة سرد قصة حياة هذا الإنسان المسكون بالخوف في أن يجد نفسه وجهاً لوجه مع نفسه، ولكن الكاتب أخرجه من محنته من خلال لقائه معه، فكان ذلك تحول بالنسبة له مما جعله أكثر فعالية فقد احتكره طيلة أيام، يهزّه بأسئلته، يزعزعه بمواجهة، ويستفزه باتهاماته... ليجبره بذلك كله على استعادة حياته السابقة ساعة بعد ساعة، بدلاً من أن يفكر بالمستقبل... ومضى يشق السنين رجوعاً ليحضر في ذاك الزمن الماضي، فيستعيد بتلك العودة نشوة بطولة أصابت السنين لمعانها وتوهجها فخبت على استحياء. أكان يكذب هذا الإنسان في قصته؟ الكاتب يجهل ذلك، إلا أنه على يقين بأنه لم يكذب فيما رواه عن المرأة التي أحب، لم يكذب فيما رواه عن لقاءاتهما وجنونهما ومعتقداتهما وخيباتهما، وعنده الدليل على ذلك. وأما فيما يخص دوافعه الخاصة بكل مرحلة من مراحل حياته، وما رواه عن أسرته الغريبة، وذلك المد والجزر الغربيين في عقله، أي ذاك النوسان المستمر من الجنون إلى الحكمة، ومن الحكمة إلى الجنون، فربما لم يقل أوسيان للكاتب كل شيء، ومع ذلك فالكاتب يعتقد ان أوسيان كان صافي السريرة، كان بلا شك، مضطرب الذاكرة والمحاكمة العقلية لكنه كان دائماً حسن النية. الناشر: "سلالم الشرق" اسم أطلق على عدد من المدن التجارية التي كان يصل عبرها مسافرو أوروبا إلى الشرق.97732 من القسطنطينية إلى الإسكندرية مروراً بإزمير وأضنة أو بيروت. كانت تلك المدن ولفترة طويلة من الزمن أماكن امتزاج حيث كانت تختلط اللغات والعادات والتقاليد، أكوان عابرة صنعها التاريخ بهدوء ثم هدمها، مدمراً أثناء ذلك العديد من الحيوات. بطل هذه الرواية، أوسيان، هو أحد أولئك الرجال ذوي الأقدار المتعرجة. من احتضار الإمبراطورية العثمانية إلى الحربين العالميتين، وصولاً إلى المأساة التي ما تزال حتى اليوم تمزق الشرق الأدنى. لا تزن حياته أكثر من القليل من القش ضمن زوبعة. يستذكر وبصبر راوياً قصة طفولته الأميرية، وجدته المختلة عقلياً، ووالده الثوري، وأخيه الساقط، وإقامته في فرنسا تحت الاحتلال، ثم لقائه مع حبيبته اليهودية كلارا، متحدثاً عن لحظاتهم الحميمية والبطولية والعالمة، ثم سقوطه في الجحيم. لقد أُبعد عن مستقبله وحُرم من حقوقه وأفراحه الأكثر بساطة، فماذا تبقى له؟ حب الانتظار، حب هادئ لكنه قوي، ولعله كان في النهاية أكثر قوة من الرواية ذاتها
الصور المرفقة
نوع الملف : jpg 50755.jpg‏ (29.4 كيلو بايت, 0 قراءة)

آخر تعديل butterfly يوم 28/11/2006 في 12:21.
 
قديم 05/10/2006   #81
شب و شيخ الشباب TheLight
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ TheLight
TheLight is offline
 
نورنا ب:
May 2006
المطرح:
عند ساركوزي اللعين..
مشاركات:
3,091

افتراضي


رائعة سرسورة وشغل كتير حلو لهلق
بشكرك كتير وناطر التتمة
ميرسي كتير

I am quitting...
 
قديم 05/10/2006   #82
شب و شيخ الشباب كهربجي
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ كهربجي
كهربجي is offline
 
نورنا ب:
Feb 2006
المطرح:
in the dark room
مشاركات:
1,873

افتراضي


يسلم إيديكون كلكون

I am you and what I see is me

اللي عم يشتغل مو فاضي يحكي كتير
 
قديم 06/10/2006   #83
صبيّة و ست الصبايا سرسورة
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ سرسورة
سرسورة is offline
 
نورنا ب:
Nov 2005
المطرح:
syria-homs-damascus
مشاركات:
2,252

افتراضي


هلأ انا المفروض انو اليوم خلص اسبوع امين معلوف...بس انا في يوم قصرت فيه...مشان هيك من بعد اذنكون....بدي اخد بكرة لحتى خلصو لانو في كام شغلة ضروري حطون و ما بيلحقوا معي اليوم.....
معناتا انا بكرة بخلص و السبت بيستلم chefadi انشالله
 
قديم 06/10/2006   #84
صبيّة و ست الصبايا سرسورة
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ سرسورة
سرسورة is offline
 
نورنا ب:
Nov 2005
المطرح:
syria-homs-damascus
مشاركات:
2,252

افتراضي


صخرة طانيوس


"ومع ذلك، فعندما يصدف أن أبصر في الحلم طبيعة طفولتي، تتراءى أمام ناظري صخرة أخرى تلوح كمقعد جليل، متقعّر، كأنه اهترأ في موقع المؤخرة، بمسنده الشاهق والمستقيم المنسدل على الجانبين كالمرفق-وهي الصخرة الوحيدة التي تحمل، على ما أظن، اسم رجل، صخرة طانيوس، لطالما تأملت ذلك العرش الحجري ولم أجرؤ على ملامسته. ليس خوفاً من الخطر؛ ففي الضيعة، كانت الصخور مرتع لَهوِنا المفضل، بل كان تطيراً وعهداً انتزعه مني جدي، قبل أشهر على وفاته. "كل الصخور إلا تلك الصخرة"... كنت أعلم أن طانيوس أحد الأسماء العامية الكثيرة لأنطوان... أدين لجبرايل بكون إيماني ترسخ في مرحلة مبكرة للغاية بأن طانيوس كان كائناً من لحم ودم، بغض النظر عن كونه أسطورة، ثم حصلت على الدلائل لاحقاً... إذ أسعفني الحظ فتسنى لي أخيراً الحصول على مخطوطات أصلية... مخطوطتان لشخصين عرفا طانيوس عن كثب، وثالثة... صاحبها رجل دين... حين وقع بين يدي ذلك المؤلف الأخضر الغلاف... رحت أتصفح ذلك الوحش بطرف أصابعي، بطرف عيني، فإذا بتلك السطور تبرز أمام ناظري.. "حوال الرابع من تشرين الثاني 1840، تاريخ الاختفاء الغامض لطانيوس الكشك... بالرغم من أنه كان يملك كل ما يتمناه المرء في الحياة. فقد فكيت عقدة ماضيه وذللت الصعاب التي تعترض دروب الغد... لا يعقل أن يكون قد غادر الضيعة بملء إرادته. والجميع على يقين بأن لعنة ما ترتبط بالصخرة التي تحمل اسمه" وعلى الفور لم تعد الصفحات الأولى مستغلقة عليّ، ورحت أنظر إلى المخطوط نظرة مغايرة كأنه دليل، أو رفيق، أو ربما مطية. وصار بوسع رحلتي أن تبدأ".
حين ألهب اللغز خيال أمين معلوف، تحّمس يراعه، وأفلت من عقاله، منطلقاً في رحلة روائية مشوّقة يعبر من خلالها مدائن الزمن والتاريخ، يقتنص منها ساردة ويغتنم منها حدثاً لينقله خياله مترعاً بإبداعات تطال الأسلوب وتطال اللغة والمعاني والحروف التي تحلّق في سماء الإبداع الروائي لتشي بأنه ما زال دائماً في الأفق متسع لعطاءات إنسانية، متجددة وخلاقة دائماً وأبداً.
الصور المرفقة
نوع الملف : gif 20174.gif‏ (7.6 كيلو بايت, 1 قراءة)

آخر تعديل butterfly يوم 28/11/2006 في 12:28.
 
قديم 06/10/2006   #85
شب و شيخ الشباب كهربجي
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ كهربجي
كهربجي is offline
 
نورنا ب:
Feb 2006
المطرح:
in the dark room
مشاركات:
1,873

افتراضي


أخ من ه الرواية.. أخدت شهرين من عمري ما عم أعمل شي غير عيدها... هه
 
قديم 06/10/2006   #86
صبيّة و ست الصبايا سرسورة
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ سرسورة
سرسورة is offline
 
نورنا ب:
Nov 2005
المطرح:
syria-homs-damascus
مشاركات:
2,252

افتراضي


جزء من مقابلة مع أمين معلوف لدار الحياة

رواية مثل «صخرة طانيوس» ألم تحسّ أنّ من الأسهل عليك لو كتبتها بالعربية؟

- لم أفكر في هذا الأمر عندما باشرت في كتابتها. ولكن اذا أعدت قراءتها الآن أقول انني كان في امكاني أن أكتبها بالعربية. ولكن وقتذاك لم أفكر في هذا الأمر. وأتصوّر أنني اذا قرّرت أن أكتب عملاً بالعربية، رواية أو غير رواية، أعتقد أنني سأكتب شيئاً مختلفاً عمّا أكتبه بالفرنسية.

النزعة «الاكزوتيكية»



> ألاحظ لدى بعض الكتّاب العرب بالفرنسية بروز النزعة «الاكزوتيكية» التي تغري القارئ الأجنبيّ! وقد ظهرت لديك في «صخرة طانيوس». ما الذي يدفع مثل هؤلاء الكتّاب الى هذه النزعة؟


- من الأكيد أنني لست أفضل شخص يمكنه أن يدلي برأيه في هذا الموضوع. فأنا لا أفكر كثيراً في ما أكتبه عندما أكتب. ولا أبتعد عن الشخص الذي يكتب وأنظر اليه كيف يكتب. صحيح أنني عفوياً لا أحب الأكزوتيكية. وكلّ ما يحوي هذه النزعة أنفر منه. أحبّ مثلاً فلوبير كثيراً ولكنني لا أحب روايته «سالامبو». أحسّ أن في كتابته هذه الرواية خطأ ما أو تصنعاً ما. وربّما لأنني لا أتعامل مع الوقائع وكأنني آتٍ من الخارج. ولا أتعامل مع أهل الضيعة الذين أكتب عنهم في «صخرة طانيوس» ليس كشخص آتٍ من الخارج ويتفرّج عليهم. في النهاية هؤلاء هم جدّي وستي وأعمامي. والبيئة هي البيئة التي عرفتها في طفولتي وفي الحكايات اللبنانية. في كلّ دول العالم توجد بيئات. وهذا طبيعي، والكاتب لا يجد هذه البيئات أكزوتيكية الا حين يتصرّف هو خطأ حيالها، ويرى أنّ تصرّف الناس فيه شيء من الأكزوتيكية. وعندما يقترب الكاتب من الناس اقتراباً حقيقياً يجد أنّ لديهم تصرّفات خاصة بهم.
> عندما تقرأ رواياتك مترجمة الى العربية كيف يكون شعورك؟ هل تشعر بأنك عدت الى لغتك الأم؟ أم أن الترجمة العربية تظل مجرّد ترجمة مثل الترجمات الأخرى؟


- لا أقرأ رواياتي بالعربية من أولها الى آخرها. أقرأ فقرات معيّنة. ربما كان حظي كبيراً جداً في أن ترجمتي العربية جيدة جداً. وأذكر الكاتب عفيف دمشقية الذي قرأ الكثيرون ترجماته ووجدوها كأنّها غير مترجمة بل مكتوبة بالعربية. وهذا مهمّ جداً بالنسبة الى اللغة العربية أو اللغة الأم. ولست من النوع الذي يأخذ النص المترجم ويقارنه بالأصل ويصححه. فأنا عندما أثق بالمترجم أترك له حرية الترجمة والتصرّف. أكون موجوداً مع المترجم اذا احتاج الى أي إيضاح أو إلى تفسير بعض المصطلحات أو التعابير. وأذكر أنني اجتمعت مع مترجمتي نهلة بيضون عندما كانت تعمل على رواية «بدايات» الأخيرة، لساعات طويلة، وعملنا على التفاصيل والمراجع التي اعتمدتها ولا سيّما الوثائق والرسائل، ووفرت لها ما تريد من أجل أن تكتمل الترجمة عبر المراجع الأصلية. لكنني عندما أثق بالمترجم أعهد اليه المهمة وأدعه يترجم كما يريد.

> والترجمات الأخرى، هل تقرأها؟


- الأمر هو نفسه. إنني أجيد الانكليزية، وفي هذه الترجمات الانكليزية أقرأ مقاطع أيضاً. وكنت دوماً أردّ على أسئلة المترجمين. أما اللغات الأخرى التي لا أجيدها فعليّ أن أثق بالمترجمين. أي شخص يعمل على الترجمة في أوروبا انما يعمل بجدّية، وأنا لا أستطيع أن أراقب الترجمات في لغات لا أجيدها. وهذه مهمة الناشر.

> انطلاقاً من ترجماتك الى العربية هل تصنّف نفسك روائياً ضمن الحركة الروائية اللبنانية أم الفرنسية؟


- اذا أخذنا الموضوعات أو الهواجس الموجودة في رواياتي سأكون في هذا المعنى منتمياً الى الأدب اللبناني. أما من خلال اللغة فانتمائي هو الى الأدب الفرنسي. لكنني لا أطرح هذا السؤال على نفسي. في عالم اليوم الاهم هو المضمون، أي ما يريد الكاتب أن يقوله. وأتصوّر أن الهواجس لديّ تصبح أكثر فأكثر هواجس شاملة. تقرأ روايات صادرة في أميركا اللاتينية أو في أوروبا الشرقية مثلاً واذا حدت قليلاً عن اللون المحلّي تجدها أعمالاً قابلة لأن تقرأ في كلّ مكان. الهواجس هي نفسها والناس أقرب بعضهم الى بعض أكثر مما يتصوّرون، والاهتمامات والهواجس تتقارب بدورها على رغم الفروق.

> ألا تشعر بأنك في حاجة الى موقع ما أو الى سياق تُدرج ضمنه أو الى حركة تنتمي اليها؟


- ربما لأنني خرجت من البلد الذي ولدت فيه ونشأت، أتصوّر أنني قبلت في أن أكون خارج أي اطار. عندما تركت المجتمع الذي نشأت فيه، لم تبق لدي المرتكزات نفسها في هذا المجتمع. ولم أتبنَّ أي مرتكزات في أي مجتمع آخر. وبالتالي فأن نزعة الانزواء التي كانت موجودة فيّ منذ صغري، وقد عرفت بها كثيراً، ما زالت موجودة فيّ حتى الآن. كنت في مرحلتي الأولى أدخل غرفتي ولا أخرج منها، أتمدّد على السرير وبين يدي كتاب، واذا انتهيت منه آخذ غيره. وكنت قليل الكلام، أفضل الاصغاء على الحكي. يسألني بعض الأصدقاء كيف تتحمل حال الاعتزال طوال أشهر، فأقول لهم: انها الكتابة تحملني على العزلة التي أحبها أصلاً. ويمكنني أن أبقى مدّة طويلة في مثل هذه العزلة خصوصاً عندما استسلم لها وأنسى كلّ شيء. لا تزعجني العزلة البتة. ربما لذلك لا أسعى الى أن أنتمي الى تيار معين أو مدرسة. هذه الأمور هي تصنيفات آنية تساعد الكاتب والقارئ بدوره على ادراك موقع هذا الكاتب في المشهد الأدبي. وأرى أن على الكاتب أن يكتب من دون أن يبحث عن موقعه، وما دام قادراً على الكتابة، فليكتب، وهذا هو المهم. والمهم أن يتقدم ويتطور من كتاب الى آخر.

آخر تعديل butterfly يوم 28/11/2006 في 12:32.
 
قديم 06/10/2006   #87
صبيّة و ست الصبايا سرسورة
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ سرسورة
سرسورة is offline
 
نورنا ب:
Nov 2005
المطرح:
syria-homs-damascus
مشاركات:
2,252

افتراضي


> اذا سألتك عن أسلافك كروائي فمن تراهم يكونون؟ بمن تأثرت عربياً وأجنبياً؟


- هناك كتّاب أشعر بقرابة معيّنة معهم، وفي الوقت نفسه، أعلم أن ما أكتبه له علاقة بما كتبوا هم. هناك كتّاب أثروا فيّ بل شجعوني على الكتابة أو خلقوا فيّ الرغبة في الكتابة. ولكن لا أعتقد أن هناك رواية من الروايات التي كتبتها لها علاقة مباشرة بأدبهم. مثلاً، عندما كنت صغيراً، أعتقد ان الكتاب الذي فتح لي آفاقاً هو «رحلات غيليفر» وقرأته بالعربية في سلسلة كان يصدرها كامل كيلاني بعنوان «أولادنا». في هذا الكتاب اكتشفت امكانيات الكتابة الروائية. لكنني أعرف أن ما من رواية كتبتها مستوحاة من هذه «الرحلات»، لكنها ولّدت لديّ رغبة كبيرة في الكتابة الروائية. وهذه الكتابة ليست من تقاليد عائلتنا. فالعائلة كانت تضمّ شعراء وصحافيين وأدباء وليس روائيين. والدي كان يسرد علينا الكثير من الأخبار والمرويّات، لكنّه عندما يكتب لم يكن يكتب قصّة، كان يكتب الشعر والمقالات والنقد، أما الرواية فلا. ما من مرّة خطر له أن يكتب قصّة قصيرة أو رواية. قراءاتي جعلتني أرغب في الكتابة وفي الكتابة المتخيلة. ومن الذين قرأتهم: شارل ديكنز، مارك توين... في فترة لاحقة قرأت: ستيفان زيفيغ، توماس مان، تولستوي وهو بالنسبة إليّ أعظم العظماء...

> ودوستويفسكي؟


- أكيد، وأكن له احتراماً كبيراً، لكنه يأتي بعد تولستوي. تولستوي يهفّ له قلبي أكثر. واذا سألني أحد أن أذكر له كتاباً في شكل تلقائي، أقول «موت ايفان» لتولستوي. في هذا الكتاب نوع من الكمال.

> هل قرأت جرجي زيدان مثلاً في الفترة الأولى وهو أبو الرواية التاريخية عربياً؟


- من زمان. وما زلت أذكر بضع روايات مثل «فتاة غسان» و «المملوك الشارد»... ولكن لا أستطيع أن أقول إنه أثر فيّ مباشرة. ربما أثّر، لا أستطيع أن أجزم. حتى عندما أقول «رحلات غيليفر» لا أستطيع أن أجزم أنّه أثر فيّ ذلك الحين. الآن اكتشف أثر «غيليفر» ولكن في الفترة الأولى لم أكن أعرف ذلك. ولكن أتذكّر اللذة التي تركها فيّ ذلك الكتاب عندما قرأته.

> هل أفهم من كلامك أنك لم تقرأ كثيراً أدباً تاريخياً؟


- لا، ليس كثيراً. الحقيقة، لم أكن يوماً هاوياً للروايات التاريخية. انني هاوٍ للرواية وهاوٍ للتاريخ. وبالتالي أمزج التاريخ في الرواية. لم تكن هذه فكرتي في الأساس ولا كان هذا مشروعي. ولكن لديّ شغف بالتاريخ يقابله شغف بالرواية، والتقى هذا الشغفان بعضهما ببعض.

> ما دمنا نتحدّث عن الرواية والتاريخ، كيف ترى الى ظاهرة مثل الكاتب الألباني اسماعيل كاداريه؟


- أحبه كثيراً وأصبحنا صديقين. وهو من كبار الكتّاب فعلاً. وعندما بدأت أكتب الرواية، صدف أن التقينا وباتت تربطني به علاقة متينة. لكنني كنت قرأته قبل أن ألتقي به. أحببت رواية «نيسان مقصوف» و «جنرال الجيش الميت» وسواهما. كنت قرأت القسم الأكبر من أعماله قبل أن أتعرّف اليه. أحبّ رواياته كثيراً وأحس أن هناك علاقة تجمعنا. وقال لي مرة: أنت وأنا من العالم العثماني. وفعلاً، هناك قرابة بيننا وبينه، العلاقات الانسانية، المجموعات البشرية وعلاقاتها بالدين والتقاليد والتاريخ... ولكن طبعاً كلّ واحد يكتب بحسب طريقته.

> وباولو كوهيلو؟


- لا علاقة لي به. هذا عالم مختلف (يضحك).

تحريف التاريخ



> قلت مرّة: «ليس من الجيّد تحريف التاريخ حتى وان اعتقدت بأنك تحرّفه في طريقة جيدة». هل يستطيع الروائي في رأيك ألا يتحايل على التاريخ وألاّ يحرّفه لمصلحة الرواية؟


- الحقيقة، ما أقصد قوله بالتحديد هو: اذا قلت أنك تتعاطى مع التاريخ، حينذاك يجب أن تتعاطى مع التاريخ بدقّة وصدق. سواء كنت مؤرخاً أم غير مؤرّخ. لديّ مثل في هذا الخصوص: هناك فيلم أخرجه أوليفر ستون عن اغتيال كندي، عندما شاهدته تضايقت، لماذا؟ لأنّه في لقطات معيّنة يبرز شخص (ربما هو جونسون) ويقول كلاماً خطراً يعطي انطباعاً أنّ له علاقة بالاغتيال. تسأل المشاهدين عن الأمر، فيقولون: هذا سرد أو هذا خيال. لا أدري كيف يمكنك أن تعتمد السرد وتأتي بشخص تاريخي يقول: أنا قتلت فلاناً. السرد الروائي هو سرد، تستطيع أن تبني قصّة تكون قصّة في اطار تاريخي. ولكنك لا تستطيع أن تمزج بين التاريخ والرواية فلا يعود القارئ، أو المشاهد، قادراً على أن يميّز بين الحقيقة والخيال. هذا ما قصدت اليه في كلامي عن تحريف التاريخ. عندما تقول انك تتعاطى مع التاريخ، يجب أن تتعاطى مع التاريخ. تستطيع أن تحوّر في مسار التاريخ أو معطياته ولكن يجب أن تقول إن هذا سرد روائي. وحينذاك لا تأخذ شخصاً ما زال حياً أو مات قبل فترة وتنسب اليه أفعالاً لم يقم بها. تستطيع أن تفعل هذا، اذا كنت تملك وثائق تدلّ على الأحداث. حينذاك تستطيع أن تعمل انطلاقاً من الوثيقة. هذا ما أقصده تماماً. عندما يبتعد، كاتب الرواية، أربعمئة سنة أو خمسمئة يستطيع أن يبتدع ويخترع. ولكن حتى هذا الأمر يظل موضع نقاش. أتذكر فيلماً أميركياً نسيت اسمه، من شخصياته الرئيسة لويس الرابع عشر في شبابه. صوّر الفيلم في قصر فرنسي يعود الى تلك الفترة. كان على الجدار لوحة تمثل لويس الرابع عشر عجوزاً، ولم ينتبه المخرج لهذه اللوحة فصوّر لويس الرابع عشر شاباً أمامها. اذا كانت اللقطة مقصودة فهي جميلة حقاً. ولكن اذا لم تكن مقصودة فهذا خطأ فادح، وهذا ما أقصده. اذا أردنا التعامل مع التاريخ يجب أن نتعامل معه بدقة. والهدف من تناول التاريخ هو أن تنقل شيئاً صحيحاً، أن تنقل معلومات صحيحة.

> كيف تتحوّل المادّة التاريخية مادّة روائية أو كيف تتداخل هاتان المادتان الواحدة بعد الأخرى؟


- لأقل شيئاً: إنني في رواياتي في شكل عام، عندما آخذ شخصية تاريخية معيّنة، تكون الأمور المعروفة عنها تاريخياً محدودة. هذا ما فعلته مع ليون الأفريقي ومع عمر الخيام أو ماني. آخذ الأشياء الثابتة تاريخياً وهي غالباً يمكن ايجازها في عشرين صفحة. لكنني أجرّب أن أقرأ كل ما أستطيع أن أجده عن تلك المرحلة، تاريخياً واجتماعياً وسياسياً... وعندما أحكي عن هذه الشخصية أحاول قدر الامكان أن أحترم الأمور المعروفة عنها. وعندما أتكلم عن المرحلة أحترم أيضاً الأمور التي حصلت فعلاً في تلك المرحلة. مثلاً لا آتي ببطل من الهند وأجعله يحتل طهران. هناك أسطورة قديمة تقول ان عمر الخيام وحسن الصباح ونظام المُلك درسوا على المعلّم نفسه. هذه اسطورة قديمة، وواضح انها غير صحيحة لأن نظام الملك كان أكبر منهما بعشرين أو ثلاثين سنة. وعلى رغم هذا، انتشرت هذه الأسطورة وصار لها أساس ولو في ذاكرة الناس. حاولت أن أتحقق إن وجد هؤلاء الأشخاص الثلاثة في مرحلة معيّنة في المكان نفسه، ووجدت أن هناك مرحلة واحدة، جمعتهم ثلاثتهم في أصفهان. في هذا الاطار بنيت الرواية. وأكيد ان ما سردته في «سمرقند» هو رواية. لكنني ضمن اطار الرواية هذه حاولت الى أقصى حد، ألا أرتكب أي خطأ من الناحية التاريخية
 
قديم 06/10/2006   #88
صبيّة و ست الصبايا سرسورة
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ سرسورة
سرسورة is offline
 
نورنا ب:
Nov 2005
المطرح:
syria-homs-damascus
مشاركات:
2,252

افتراضي


الرباعيات والتيتانيك



> وماذا عن باخرة «التيتانيك»؟


- التيتانيك! مَن كان موجوداً على متنها؟ كانت هناك طبعة «رباعيات» الخيام، ولكن ليست الأصلية، فالأصلية غير موجودة. لكن أحد الأثرياء الأميركيين كان يحمل معه على الباخرة نسخة من ترجمة المستشرق فيتزجرالد لـ «الرباعيات»، وهي مرصّعة بالذهب واللالئ. غرقت السفينة ولم توجد هذه النسخة حتى الآن، وكان يقال ان هذه النسخة ثمينة جداً. وانطلاقاً من هذا الحدث التاريخي بنيت حكاية أخرى، هي حكاية الكتاب الأسطوري.
ختاماً أحب أن أقول انني هكذا أتعامل مع التاريخ ومع الرواية. وهكذا أشعر بأنني مرتاح في هذا التعامل معهما. لكنني لا أقول إن كلّ شخص يريد أن يتعامل مع التاريخ والرواية يجب أن يراعي الأصول. أنا هاوٍ للتاريخ ولديّ شغف به ولدي شغف بالرواية، وأحاول أن أزاوج بينهما على طريقتي، ولكن لا أقول ان هذه هي الطريقة الوحيدة.

> يقول الناقد جورج لوكاش ان الرواية التاريخية تجد ذريعتها في الواقع أو الحاضر المأزوم الذي يدفع الروائي الى استعادة الماضي ليلقي في ضوئه نظرة على الحاضر! ما رأيك في هذا القول؟ وهل يعنيك؟


- صحيح كلّياً. لكنني أقول ان هذا القول لا ينطبق فقط على الرواية التاريخية. كتابتنا للتاريخ هي مقاربة لفهمنا للتاريخ اليوم وكما نحتاج اليه اليوم. التاريخ بحدّ ذاته غير موجود. هناك كمية لا نهاية لها من الأحداث. اننا ننتقي من كلّ مرحلة تاريخية ما نعتبر أنه يملك معنى. وهو معنى يختلف عن المعنى الذي كان يقال به قبل مئة سنة أو مئتين. ثم نعطيه تفسيراً وسياقاً يعنيان لنا شيئاً ما. فنحن في الحاضر، اليوم واهتماماتنا مختلفة. وكلما نظرنا الى التاريخ ننظر اليه في طريقة تجعله يصل الينا نحن المعاصرين. لذلك حين نتحدث عن الرومان اليوم يختلف كلامنا عن كلام الذين تحدثوا عن الرومان في القرن السادس عشر وما قبل. الأحداث نفسها يصبح لها على مرّ الزمن، معنى آخر. وهذا صحيح للرواية التاريخية مثلما هو صحيح للتاريخ أيضاً.

> ألا تعتقد أن المسافة تتسع اليوم بين الرواية والتاريخ ولكن من دون أن تنقطع الأواصر بينهما، خصوصاً بعد تطوّر الرواية نفسها وكذلك الكتابة التاريخية نفسها؟


- أرى ان العلاقة بين الخيال والتاريخ قديمة جداً. منذ بدايات الأدب كانت هناك علاقة بين التاريخ والأسطورة والخيال. اذا أخذنا «الإلياذة» مثلاً نجدها مزيجاً من العناصر الثلاثة. وكذلك اذا أخذنا شكسبير. أتصوّر أنّ هذه العلاقة موجودة منذ بداية الأدب في العالم. عندما يكتب المرء رواية أتصوّر أن واجبه الأول ليس تجاه التاريخ، بل تجاه المقاييس الفنية والجمالية. ليس هناك واجب علمي بل هناك واجب فني أو جمالي. التساؤل لا يكون حول الطريقة التي أُدخل فيها التاريخ الى الرواية بل كيف عليّ أن أدخله ووفق أي فن. واذا للتاريخ محلّ في سياق الرواية أو حيّز معيّن فأهلاً به، واذا لم يكن له محلّ أو حيّز فليس من الضروري أن يدخل. شخصياً أحبّ التاريخ كثيراً، وأحبه كهاوٍ، ولهذا تجده حاضراً في رواياتي، ولكنني في الوقت نفسه أجعله في بعض الروايات كخلفية بعيدة.

> كتابك الأول «الحروب الصليبية...» يغلب عليه الطابع التاريخي الصـرف علماً أنه لا يخلو من السرد!


- في هذا الكتاب نوع من الالتباس، فهو ليس رواية، مع أن المقدمة تقول انه رواية حقيقية. ثمة سرد في هذا الكتاب، ولكن ليس فيه أي عنصر روائي أو خيالي ولا شخصيات روائية أيضاً. بعضهم يقولون لي انه رواية، هكذا يظنونه ربما لأنني أصدرت بعده روايات عدّة. وبات الكثيرون يظنّونه رواية، لكنه ليس رواية أبداً. جاء في المقدّمة أن هذا الكتاب ينطلق من فكرة بسيطة هي سرد قصة الحروب الصليبية كما نظر اليها وعاشها وروى تفاصيلها الجانب العربي. لعل هذا الكلام هو الذي جعل الالتباس يقوم في شأن هذا الكتاب.

> التاريخ لديك واسع ومتعدّد، وكل رواية تتناول تاريخاً معيناً. لماذا لم تركّز مثلاً على تاريخ واحد مثلما فعل بعض الروائيين؟ لماذا هذا التعدّد؟


- ربما لو كنت مؤرخاً لكنت اهتممت بمرحلة معينة، ولحصرت اختصاصي بها وتعمقت فيها. أنا هاوي تاريخ، وعندما أركز على مرحلة أدرسها جيداً وأقرأ عنها. مثلاً عندما بدأت العمل على الحروب الصليبية لم أكن أعرفها تمام المعرفة، فرحت أقرأ وأبحث وتفرّغت سنتين لجمع المادّة. وشيئاً فشيئاً تكوّن الكتاب. عندما أدخل مرحلة من هذا النوع أقضي فيها ثلاث سنوات، ثم تلحّ عليّ رغبة في الخروج منها الى مرحلة أخرى والى قرن آخر. ومن أصعب الأمور لديّ أن أكتب مجدّداً عن حدث حصل في المرحلة نفسها والمكان نفسه. لذلك أنتقل من تاريخ الى آخر.
وأجمل المراحل في الكتابة هي المرحلة التي يكتشف الكاتب فيها حضارة معينة أو قرناً معيناً. وليس لديّ أيّ ادعاء في أنني سأصبح اختصاصياً بهذا القرن أو ذاك. بل على العكس أحب أن أظلّ هاوياً في مادّة التاريخ، أهتم بشخصية معيّنة أو حقبة معيّنة وأحاول أن أعرف عنهما قدر ما أمكنني وأكتب رواية في هذا الجوّ الرحب: ايران وآسيا الوسطى ولبنان. عندما أكون منكباً على كتابة رواية تكون هذه الرواية كاملة في ذهني تقريباً، وأعرف حتى أدقّ التفاصيل فيها. ولكن عندما تصدر الرواية في شكل كتاب، تسعون في المئة من المادة أنساها. وأبدأ الاهتمام بالأشياء التي لها علاقة بالكتاب المقبل.

آخر تعديل butterfly يوم 28/11/2006 في 12:36.
 
قديم 06/10/2006   #89
صبيّة و ست الصبايا سرسورة
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ سرسورة
سرسورة is offline
 
نورنا ب:
Nov 2005
المطرح:
syria-homs-damascus
مشاركات:
2,252

افتراضي


وعلى حين غرة، تسارعت الأمور من حولي.. ذلك الكتاب الغريب الذي يظهر، ثم يختفي بسببي.. موت إدريس العجوز الذي لا يتهمني أحد به، والحق يقال.. سواي. وتلك الرحلة التي يجب أن أقوم بها بدءاً من يوم الاثنين، بالرغم من ممانعتي. رحلة يبدو لي اليوم أنني لن أعود منها. ولذا أخطّ هذه السطور الأولى على هذا الكراسي البكر وقلبي لا يخلو من الوجل. لا أدري بعد بأي أسلوب سوف أدوّن الأحداث التي جرت، وتلك التي تتهيأ أصلاً: مجرد سرد للوقائع؟ أم يوميات؟ مفكرة رحالة؟ أم وصية؟ قد يجدر بي التحدث عن ذاك الذي كان أول من أيقظ هواجسي بشأن سنة الوحش. كان يدعى أفدوكيم، وكان حاجاً من مسكوفيا قرع بابي منذ سبعة عشر عاماً، أو نحو ذلك، لم التخمين؟ فقد دوّنت التاريخ في سجل متجري. كان العشرين في شهر كانون الأول عام 1648. لطالما دوّنت كل شيء، ولا سيما التفاصيل الدقيقة، تلك التي سوف يغيبها النسيان في نهاية المطاف". أمين معلوف المسكون بالحكايا والأساطير يوغل في عمق التاريخ تستوقفه شخصيات، وتداعب خياله أحداها فيحملها منطلقاً بعيداً خارج حدود الزمان والمكان في رحلة يمضي فيها القارئ مع بالداسار الشخصية المحورية للرواية عبر العالم مقتفياً أثر كتاب "الاسم المئة"، بحراً وبراً، من جبيل إلى جنوى عبر دروب متعرجة. ويمكن وفي قراءة أخرى للمشهد الروائي تأويل رحلة أمين معلوف من خلال شخصيته المحورية بالداسار على أنها رحلة الإنسان في محاولة لاكتشاف معنىً لحياته. رواية ورحلة يطل القارئ من خلال مناخاتها على عالم يضج بالحياة ويكشف عن مكامن النفس الإنسانية المرتحلة دائماً عبر دروب الشقاء والعناء وراء سؤال ما أو شيء ما، في محاولة لمتابعة مسيرة الحياة. الناشر: "هذه المرأة لم تشبع في قرارة نفسي شهوة الجسد التي تعتري الرحالة بل لطَّفت محنتي الأولى. فقد ولدت غريباً، وعشت غريباً، وسوف أموت وقد تعاظمت غربتي. وغروري يمنعني من ذكر العداء، والإهانات، والضغينة، والمعاناة. ولكن النظرات والحركات لا تخفي عليَّ. فعناق بعض النساء يلوح كالمنفى، وعناق بعضهن الآخر يذكر بالأرض الأم". عام 1665، يرحل بطل هذه الرواية، بالداسار إمبرياكو، الجنوبي المشرقي، وتاجر التحف، سعياً وراء كتاب قد يحمل الخلاص لعالم ضائع. ولا شك إنه يسعى كذلك خلال ترحاله إلى اكتشاف معنى لحياته. سوف يجتاز بالداسار خلال رحلته في المتوسط، وفي بحار أخرى، بلداناً مشتتة، ومدناً محترقة، ويصادف شعوباً مترقبة، يواجه الخوف والخداع والخيبة، وكذلك الحب في لحظة اليأس
الصور المرفقة
نوع الملف : gif 92776.gif‏ (8.3 كيلو بايت, 0 قراءة)

آخر تعديل butterfly يوم 28/11/2006 في 12:38.
 
قديم 07/10/2006   #90
صبيّة و ست الصبايا سرسورة
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ سرسورة
سرسورة is offline
 
نورنا ب:
Nov 2005
المطرح:
syria-homs-damascus
مشاركات:
2,252

افتراضي


منذ أن غادرت لبنان للاستقرار في فرنسا، كم من مرة سألني البعض عن طيب نية إن كنت أشعر بنفسي "فرنسياً" أم "لبنانياً". وكنت أجيب سائلي على الدوام: "هذا وذاك!"، لا حرصاً مني على التوازن والعدل بل لأنني سأكون كاذباً لو قلت غير ذلك. فما يحدد كياني وليس كيان شخص آخر هو أنني أقف على مفترق بين بلدين، ولغتين أو ثلاث لغات، ومجموعة من التقاليد الثقافية. وهذا بالضبط ما يحدد هويتي...".

يتساءل أمين معلوف، انطلاقاً من سؤال عادي غالباً ما طرحه عليه البعض، عن الهوية، والأهواء التي تثيرها، وانحرافاتها القاتلة. لماذا يبدو من الصعب جداً على المرء الاضطلاع بجميع انتماءاته وبحرية تامة؟ لماذا يجب أن يترافق تأكيد الذات، في أواخر هذا القرن، مع إلغاء الآخرين في أغلب الأحيان، هل تكون مجتمعاتنا عرضة إلى الأبد للتوتر وتصاعد العنف، فقط لأن البشر الذين يعيشون فيها لا يعتنقون الديانة نفسها، ولا يملكون لون البشرة عينه، ولا ينتمون إلى الثقافة الأصلية ذاتها، هل هو قانون الطبيعة أم قانون التاريخ الذي يحكم على البشر بالتناحر باسم هويتهم؟

لقد قرّر المؤلف كتابة "الهويات القاتلة" لأنه يرفض هذا القدر المحتوم، وهذا الكتاب يزخر بالحكمة والتبصر والقلق، وكذلك بالأمل.
الصور المرفقة
نوع الملف : gif 134408.gif‏ (4.5 كيلو بايت, 0 قراءة)

آخر تعديل butterfly يوم 28/11/2006 في 12:42.
 
إضافة موضوع جديد  و الله هالموضوع مقفول ترى



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 08:58 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.22657 seconds with 13 queries