أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > أدب > الخواطر و الخربشات

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 13/08/2008   #19
صبيّة و ست الصبايا ربيع الأحزان
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ ربيع الأحزان
ربيع الأحزان is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
أم الدنيا
مشاركات:
621

افتراضي


تأخذنا بين الحروف

في صباحك ومسائك نشرد معك وننام ونستيقظ معك

نحتار ونبكى معك ونتسآءل كثيرا مثلك

لك رواية رائعه تجيد فيها عن حق أخذنا معك

شكرا لك

عش ألقا وأبتكر قصيدة وأمض



زد سعة الأرض

(أدونيس)
  رد مع اقتباس
قديم 13/08/2008   #20
شب و شيخ الشباب قرصان الأدرياتيك
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ قرصان الأدرياتيك
قرصان الأدرياتيك is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
1,446

افتراضي


هذا ما توارد لذهني من شعر ابن الأحنف لدى قراءتي لكلماتك،
غاية في الجمال أيّها القرصان .
تقبل مروري...

شعرٌ جميل فيه من الشّجن ما فيه من الحنين، وكانَ البيتُ الأخير يُصوّر فعلاً تلك الكلمات في ذاك المساء.
فأمّا عن الجمال فأنتِ الأجمل...
اليومَ صباحاً ذكرتُك في مشاركةٍ بسيطة رقمُها 24 في هذا الرابط

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

فيك وفي عقدِ السّلامِ معك .

Mors ultima ratio
.
www.tuesillevir.blogspot.com
  رد مع اقتباس
قديم 13/08/2008   #21
شب و شيخ الشباب قرصان الأدرياتيك
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ قرصان الأدرياتيك
قرصان الأدرياتيك is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
1,446

افتراضي


تأخذنا بين الحروف
في صباحك ومسائك نشرد معك وننام ونستيقظ معك
نحتار ونبكى معك ونتسآءل كثيرا مثلك
لك رواية رائعه تجيد فيها عن حق أخذنا معك
شكرا لك

الحرفُ والصّباحُ والمساءُ والتشرّدُ...
أنتِ فيها بكلِّ ما فيها!
لطفُِكِ يسبقني فيلقي باقةً من زهرِه قدّامَ نافذتي.
الشّكرُ لكِ أنتِ يا ربيع الحزنِ والأحزان.

آخر تعديل black_iris يوم 21/10/2008 في 22:00.
  رد مع اقتباس
قديم 13/08/2008   #22
شب و شيخ الشباب قرصان الأدرياتيك
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ قرصان الأدرياتيك
قرصان الأدرياتيك is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
1,446

افتراضي


الأربعاء 28 أيّار 2003
جونيه- لبنان

ها قدْ بلغَ هذا الشّهرُ أيضاً قبرَه، تنقصُه ثلاث ساعات! ما زلتُ في مكاني وفي تلك الغرفةِ الصّغيرة في رحبِ منزلٍ أقتربُ بخوفٍ وترقّب من الامتحانات الجامعيّة الأخيرة... ستكون الأخيرة أليسَ كذلك؟ تساءَلَ. قَدْ لا تكون، أجابَ! وبين هذا وذاكَ قمتُ نافضاً نفسي وراكلاً حالي، خطوتُ نحوَ البابِ... غبتُ قليلاً وعُدتُ بعد أن أعددتُ كأساً من الشّاي الثّقيل على الطّريقة العراقيّة الرّيفيّة. فتحتُ دفاترَ ذاكرتي وتذكّرتُ حلمَ البارحة...
كانت روحي تهيمُ بين الأوجاعِ، وكآبةٌ لا نبعَ لها تحلّقُ فوقها وتحاولُ عبثاً أن تبتني لها عشّاً فوق ذراها، بينما هجعَ الصّمتُ في خلوته وراح يجلدُها بسكينته. طالتْ وامتدّت فعانقت الأوجَ وما كنتُ أعلمُ في الحقيقة إن كانت روحي تلكَ ترغبُ في تسلّقِ السَّماءَ سعياً نحو إكليلِ النّهاية!
أحداثٌ أخرى وقعتْ هناكَ حيث لا رغبة ولا إرادة، هناك في الحلم... نزلتُ فيه إلى مثوى الأمواتِ حيث البكاء وصريف الأسنانِ، لأرى وجوه الموتى وأجسادهم البالية، وأيّ رؤية! كانَ الدّرجُ حجرياً ملتفّاً معلّقاً في الظّلامِ يغرقُ في أغوارِه، وأنا أواصلُ السّيرَ منحدراً وأخيراً تحسّستُ الدرجة الأخيرة، حاولتُ أن أميّزَ بعدَها شيئاً، فكان ذلك عبثاً! تجرّأتُ على النّظرِ إلى الأسفل لتقع عيناي على عتمةٍ لم ألقَ لها مثيلاً سوداءَ تبلعُ الليلَ المهجور. اصطكّت الأسنانُ وارتعدت الفرائصُ حتّى أنَّ الدّودَ فيّ اهتزَّ طرباً فقد شارفَ مبغاه. كنتُ مُلزَماً عليه، عليّ أن أقفزَ في حضنِه، وفعلتُ مُغمَضَاً. كانَ كلُّ شيءٍ يتحوّلُ ويختلطُ، ينفعلُ ويصرخُ متألّماً، أين أنا؟ كنتُ في قلبِ الموت!!! ما عدتُ أقدرُ على التمييز فامتزجَ الضّحكُ بالبكاءِ وقهقهات المائتين تركضُ دامعةً، الأصواتُ والكلامُ والأجسادُ التي نزعت عنها بشرتها... كلّه وسط ظلامٍ لا يُدرَك... وقعتُ في مكاني والعرقُ يغمرني وأنفاسي تتقطّع، وجدتُ غرفتي كما كانت وفراشي يمتدُّ كفرسٍ حانية.
أقفلتُ ذاكرتي وختمتُها بالشّمعِ الأحمر وعُدتُ إلى نفسي أرتشفُ الشّايَ مستمعاً إلى أمَّ كلثومٍ تنشدُ:
أمل حيـاتي يا حبّ غـالي مـا ينتـهيـش
يا أحلى غنـوة سـمعها قلبي ولا تتنسـيش
خـدْ عمري كلّه بس النّهار ده خلّيني أعيش
خلّيني جنبك في حضنِ قلبك...
وسيبني أحلم يا ريت زماني مـا يصحنيـش.
  رد مع اقتباس
قديم 13/08/2008   #23
صبيّة و ست الصبايا إبريل
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ إبريل
إبريل is offline
 
نورنا ب:
Aug 2008
المطرح:
Behind The Scenes
مشاركات:
437

سوريا


أيْ قُرصان، سَلامٌ مُحمّلٌ بالامتنانٍ، تَنقله كلماتي المتواضعةُ لجانبكم.

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

فيك وفي عقدِ السّلامِ معك
أما والله قَد قبلنا الكلمتينِ في بدايةِ الجُملة، ولكن –وحسبَ معلوماتي- فإنَّ السّلامَ نقيضُ الحربِ و أنتَ تريدُ عقدَ السّلامِ، ألا يجبُ أنْ تقومَ الحربُ أولاً لتنتفي بعقدِ سلامٍ! فاعلمْ إذن يا كبيرنا أنَّ السّلامَ هو ما كانَ وما سيكونُ بإذن الله .
ليست تحضرني اللحظةُ إلا جملةُ الألمانيّ كانت : " السماءُ المضاءةُ بالنجومِ فوقُ رَأسي، والقانونُ الأخلاقيُّ في داخلي " وَليست شيمي تُملي عَليّ أنْ أبدأَ حَربا – لا ناقةَ لي فيها ولا جمل- لاعتباراتٍ أهمُّها أننا اجتمعنا إلى مائدة العربية نتلذذ ونشتهي، فنأكلُ حيناً و نُؤكَلُ أحياناً.
ما كانَ ذلك – من رّائي أو رّاني – إلا بسببِ تذكّري لأبياتٍ - تعرفها بالطبع- خَطّها حافظ إبراهيم عندما تَكّلمَ بلسانِ العربيةِ فقالَ :
وسعت كتاب الله لفظاً وغايةً وما ضقت عن آيِ به وعظاتِ
فكيفَ أضيقُ اليومَ عن وصفِ آلةٍ وتنسيق أسماءٍ لمخترعاتِ
وإذا كان شنقهُ سيشرفني بقراءةِ ردودكَ، ويرشدني إلى تصحيحِ أخطائي فليكن شنقاً أو رمياً بالرصاصِ ذلك مع انتفاءِ القولِ : الغايةُ تبررُ الوسيلةَ .
بصراحةٍ مُطْلَقةٍ فقد كتبتُ لكَ بعدَ أنْ أفحمتني بالردِّ وما عتبتُ – والله - على شيء إلا على نعتكَ لي بفارسة العربية إذ استشففت فيها تهكّماً قد بلغَ من القلبِ مبلغاً، وغيرُ ذلك ما أزعجني – واللهُ على ما أقولُ شهيدٌ- ولكن ولعَبَث الأقدارِ استسلم المتصفّحُ اللعينُ، وترّدت " الصاروخة " من علٍ وهكذا ضاعتِ الرسالةُ.
كلّي رجاءٌ أنْ ينزلَ كلامي منزلاً مُباركاً، وإلا تجدَ فيه ما يستوجبُ الجلوسَ إلى عقدِ سلامٍ، فالصفحُ من شيمِ الكرامِ.
طالَ ردّي و أنا آسفة لهذا، ولكن بعضٌ من كلٍّ، وللحديثِ بقيّةٌ – إنْ شئتم – يا قرصاننا العتيد .
وتفضّلوا بقبولِ فائق الاحترام والتقدير .

أنا لست ابنة للمجتمع ولا هو أبي أنا غريبة ..
  رد مع اقتباس
قديم 14/08/2008   #24
شب و شيخ الشباب قرصان الأدرياتيك
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ قرصان الأدرياتيك
قرصان الأدرياتيك is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
1,446

افتراضي


الفارسة العزيزة رنا
تحيّة قلبيّة تُسبَغُ عليك من الأعالي، ونفحة حبٍّ لما ألقيتِه على سطورك الورديّة هذه، أمّا بعدُ...

كلامُك في البدايةِ أشعلَ شهوة التذوّق فيّ، فاقتطعتُ منه قطعةً لا بأس بحجمها ولونها ورائحتها، وأعجبني المذاق!
ثمُّ انتقلتُ بعدها بين أصناف مائدتِك هذه لأجدَ محبّتك للعربيّة ورغبتك فيها تعلو كلَّ شأنٍ ومطلب، فاجتمعتُ بك وكانت كفّي بكفّك تجمعان من قصعةِ الرزّ ومن ثريدها سمناً عربيّاً أصيلا.


اقتباس:
بصراحةٍ مُطْلَقةٍ فقد كتبتُ لكَ بعدَ أنْ أفحمتني بالردِّ

صدّقيني إن شئتِ، أنا بائسٌ في حقلِ العربيّة، والأخطاءُ التي تتخلّلُ كتاباتي وردودي بيّنةٌ، وأعرفُ ذلك حقَّ المعرفةِ، وما جاءَ سؤالي إليك عن خطأي إلا رغبةً في إصلاحِ القولِ، ولم يكن مقارعةً على الإطلاق، فأمّا سكوتك عن الإجابة فقد أحزنني فطلبتُ منك العودة إليه...
فأمّا ما جاءَ في البقيّة الباقية فلم يكن إلا رغبةً في تواصلٍ لغويّ يسعى نحو البناءِ لا الهدم!

اقتباس:
وما عتبتُ – والله - على شيء إلا على نعتكَ لي بفارسة العربية إذ استشففت فيها تهكّماً قد بلغَ من القلبِ مبلغاً

إنْ عُدتِ إلى ما سبق ذلك وما تلاه، وقرأته بعينِ أخرى، فلن تجدي فيه تهكّماً ولا استصغاراً ولا شيئاً ممّا خطر على بالك عندَ اشتداد العراك! لأنّي صوّرتُ نفسينا بفارسين يقتتلانِ في ميدان العربيّة، وحسبي أن أكونَ مثلك، ليخرج تفسيرك عن غايتي من التصويرِ!!!

أشكرُك وأشكرُ تفهّمك ولنا لقاءٌ آخر ودمتِ.
  رد مع اقتباس
قديم 19/08/2008   #25
شب و شيخ الشباب قرصان الأدرياتيك
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ قرصان الأدرياتيك
قرصان الأدرياتيك is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
1,446

افتراضي


الجُمعة 29 آب 2003
في الطّريق بين فرنسا وألمانيا


كانَ ذلكَ منذُ شهرٍ تقريباً، فالزّمن لا ينتظرُ أحداً، أمضى أيّامَه مسرعةً تلقي مخلّفاتها في حاويات الماضي والذّاكرة... غادرتُ بلدتي الحبيبة صباحَ الأربعاء في الثلاثين من الشّهرِ الماضي تمّوز لأتناولَ الغداءَ في حلب والاستعداد للرّحيل. وعندَ المساء حملتني سيّارةُ الأجرة لتضعني بعدّتي وعتادي في المطار ومنه حلّقنا في التاسعةِ باتّجاه مطار دمشق الدّولي. مكثتُ في الترانزيت ولسوءِ حظّي أكثر من أربعِ ساعاتٍ لتنطلق بي طائرةٌ أخرى في الثّالثة من صباح اليوم التّالي. ولظروفٍ يعلمُها اللهُ وإدارة الشّركة السوريّة للطيران، تغيّر اتّجاهُ الرّحلة في الجوّ، كما يحدثُ في أفلام هوليوود؛ فعدّلتْ مسارَها باتّجاه العاصمة الإسبانيّة مدريد بدلاً من الهبوط في مرسيليا الواقعة في جنوب فرنسا. مكثنا هناك أكثر من ساعةٍ بقليل بعد أن هبطنا في الثّامنة صباحاً، وحصلتْ الطّائرة على كفايتها من الوقود لتحلّق بنا نحو المدينة المنشودة! تمَّ كلُّ شيء في غضون ساعتين، فحملتُ المتاعَ وخرجتُ لأجدَ دومينيك والدة صديقي بانتظاري يرافقُها كارلوس الأرجنتينيّ وآخر لا أعرفُ عنه شيئاً. خلال الطّريق، وبرغم التّعبِ الذي ملأني حتّى الثّمالة، زرنا مدينة مريمات البحرِ القدّيسات Les Saintes Maris de la mer ويروي التقليدُ الفرنسيُّ أنَّ مريمَ المجدليّة تلك المرأة التي أخرجَ منها يسوع سبعة شياطين (كنايةً عن الخطايا) ومريم أخت ألعازر وصلتا هذا المكان البحريّ قادمتين من أورشليم (فلسطين)، وهنا أُقيمت كنيسةٌ تذكاراً لهما، فيها أطلقنا الصّلوات، ودفعنا أرجلَنا تجولُ في أزقّة وساحات هذه المدينة الغارقة في جمالٍ فريد.


انتهى هذا اليوم المتعب عندما وضعتُ رأسي على المخدَّة في الخامسة عصراً وغبتُ في نومٍ عميق. كانَ الظّلامُ يعمُّ المكانَ عندما استيقظتُ من كثرةِ العطشِ الذي ألمَّ بي، كالحمَّى، دون استئذان، مكثتُ لحظات على هذه الحال، ثمَّ تابعتُ السّيرَ في رقادي دون تردُّد!

في اليوم التّالي، أي الجمعة، زرتُ مدينتي الجديدة مونبلييه Montpellier الواقعة في وسط جنوب فرنسا وتعرّفتُ سريعاً على وسطها السياحيّ بجولةٍ قمتُ بها مع الأرجنتينيّ النّحيف كارلوس. وبعدَ عدّة أيّام، ولعدم رغبتي في قضاء الوقت عبثاً، ذهبتُ إلى أحد معاهد البلدة لتعلّم الفرنسيّة، وهناك قامتْ ناتالي سكرتيرة الطلبة باصطحابِ الطلاب الجدد للتعرّف على أهمّ آثار المدينة الثقافيّة والدينيّة، حيث حدّثتنا بلهجةٍ فرنسيّةٍ جنوبيّة، لم أفهم منها إلا الإشارات، عن كاتدرائيّة القدّيس بطرس التي سلبتْ أنظارَ الجميع. ثمَّ أسرعتْ بعدها لتقف بنا أمام أقدم جامعات الطبّ في العالم.

كانَ هذا الشّهرُ سياحيّاً ثقافيّاً بطرازٍ رفيع نقلتني أيّامُه بين مدنٍ مختلفة مثل نيم Nîmes. تجوّلنا فيها ليومٍ كامل ومررنا على المسرح الرومانيّ المدوَّر، المُشابه للكولوسِّيوم الرّابض في وسط روما القديمة. لم نتمكّن من الدّخول بسبب خضوعه للترميم والإصلاح، فعدّلنا المسير متّجهين نحوَ مكانٍ آخر. التقينا بأثرٍ رومانيّ آخر هو المعبدُ المسمَّى بـ "المربَّع"، وهناك فاحت روائح جثث الآلهة التي ماتت منذ تلك الأيّام! ولم نغادر المدينة دون العبور في محطّة الجسر الضّخم العتيق المدعوّ Pont Du Gard Aqueduct، وهناك بقينا صامتين مدهوشين كراهبٍ راكعٍ أمام المصلوب.

تشابهت الزّيارة في مدينة آرل Arles حيث تباركنا من الفنّ الرّومانيّ في مسرح المدينة ومتّعنا النّظر من جديد بهيبة الكولوسِّيوم الآرليّ، وبقربِه اخترنا مطعماً صغيراً ذقتُ فيه الكريبْ الفرنسيّ للمرّة الأولى.

هكذا كانت أسفارُنا بين مدن الجنوب فمن إكس آن بروفانس aix- en- provence حتّى مرسيليا التي قضينا فيها ليالٍ لا تُنسى، ومن شاطئها أشاروا لنا إلى جزيرةٍ بعيدة قائلين: تلك هي جزيرة مونت كريستو! ومرّةً كنّا نجتازُ حيّاً فقيراً بالياً من أحياء المدينة، فقال صديقي الفرنسيّ مشيراً إلى مجموعة البنايات المليئة بثياب الغسيل كلوحةٍ تشكيليّة، هنا وُلد زينُ الدّين زيدان. ولم نفوّت البحرَ إذ قضينا نهاراً كاملاً على شاطئ كَسّيس cassis الصّخريّ وهناك قفزتُ كالمجنون في بحرٍ تملأه الصّخور الضّخمة القريبة من سطح المياه من ارتفاعٍ يزيد عن ثمانية أمتار. ومن شدّة الهلع شعرتُ أنَّ الصّخرة التي هبطتُ عليها وقعتْ فوقَ رأسي، والماءُ يجعلُك مقلوباً فلا تعلم رجليك من رأسك. كنتُ مفعماً بحماسة الشّباب وحماقتهم!!!

تميّزت مدينة آفينيون Avignon بقصرٍ ماردٍ راسخ بالقرب من نهر الرّون Rhon يصله ممتدّاً بأجنحته وساحاته وجدرانه فيبلغ قلبَه عبر جسرٍ يروي عنه التقليد أسطورةً مقدّسة. فأمّا القصرُ فيدعى قصرَ البابوات، أقامُه البابا إقليمندوس الخامس الذي جاءَ فرنسا ليسكن هذه المدينة، وبقي من بعده تسعٌ من رؤساء الكنيسة الرّومانيّة يقطنون فيه، حتّى استطاعت قدّيسةٌ سويديّة تُدعى بريجيديا، بتقواها وقداستها، إقناع البابا بالعودة إلى روما كرسيّ الخلافة البطرسيّة سنة 1377. مكثنا في القصر مدّةً لم تكفِ للتعرّف عليه كما يليق بهذا الصّرح التاريخيّ، ومنه ارتجلنا الطّريقَ نحو جسر القديس بينيزيه الشّهير.
لهذا أيضاً أسطورة دينيّة تروي أنَّ أهلَ البلدة كانوا يذوقون المرَّ في عبورِ النّهر العريض، فقامَ قدّيسٌ يدعى بينيزيه ببنائه بمعونة الملائكة. لطالَما أدهشتني تقوى المؤمنين!!! حكايات وغرائب يتمسّكون بها ويرصفونها بين أحجار التقليد لتصبحَ في ما بعد مدماكاً رمليّاً عليه يُقيمون الإيمان... هراء! فالأخير لا يقوم إلا على الاختبار والمعرفة ولا يبدو جليّاً إلا بالأعمال.


نعودُ إلى الصّفرِ والعودُ أحمدُ، ففي هذا اليوم بالذّات أي التاسع والعشرين من آب غادرتُ البلدة التي عشقتُها وقضيت بين ربوعِها شهراً من الزّمنِ راكبلاً الحافلة. في الحقيقة خُيّرتُ بين الطّائرة والقطار وتلك، وفضّلتُ الأخيرة لرغبتي في قضاءِ وقتٍ طويلٍ وحيداً مسافراً ألقي بما بقي عندي من نظرات على البلاد التي تنتشر على طول الطّريق! وهكذا أقلّتني السيّدة دومينيك بسيّارتها السيتروان إلى المحطة وفيها ركبتُ حافلة ألمانيّة يقودُها رجلٌ بشاربٍ أحمرَ عريض غاضبٌ على الدّوام. دخلتُها وجلستُ في المقعد الأوّل خلفَ السّائق، وما أن وضعتُ نفسي في مكانِها ورآني النازيُّ الواقف خارجاً حتّى هبَّ حانقاً يصيحُ في غضبٍ Nein ...Nein... محرّكاً سَبَّابته يميناً شمالاً وهو يتّجه نحوي. في الحقيقة لم أفهم ماذا يريد لأنّي وللمرّة الأولى أسمعُ هذه الكلمة الألمانيّة. دخل وبدأ يصيحُ فيّ بلغته المملوءة خاءً، وشاربه يهتزُّ وقد جحظتْ عيناه فقلتُ في نفسي: اللهُ يعلمُ كم شربَ هذا السكّير قبل الرّحيل! أجبتُه بإنجليزيّة ركيكة وقلتُ: لا أفهم الألمانيّة حدّثني بالإنجليزيّة. لكنّه بعرقِه الآريّ أبى عليّ ذلك واستكبر ومضى قدماً بلغة الفلسفة واللاهوت والاستشراق. تأفّفتُ مراراً وتكراراً حتّى أمدّني اللهُ بمعاونه اللطيف الذي لحقنا وقال لي بهدوء: يسألك ألا تجلس خلفه فهو يريدُ وضعَ حاجاته!!! لعنتُ هتلرَ سبع مرّات. وحملتُ حملي وأخذتُ مكاني في الطّرف الآخر.

بعدَ قليلٍ بلغنا آفينيون وكان علينا البقاءُ فيها ساعةً فنزلتُ وجلتُ في السّوقِ القديم متوقّفاً أمامَ مكتبةٍ لبيع الكتبِ القديمة. تأمّلتُ الواجهةَ وكتبَها المطبوعة بثقافةٍ فرانكفونيّة بيّنة. لم أجرؤ على الدّخول لأسبابٍ جلّها يتعلّق بفرنسيّتي "الفايتة بالحيط" وجيبي "المبخوش" كأبنية برج حمّود في بيروت!


عندَ مشارف مدينة ليون الجميلة بدأ الرّذاذ ينهمرُ ضافياً على مشهدنا عذوبة ما بعدها شيء آخر. في محطّة المدينة الرّئيسيّة حيث استرحنا لنصفِ ساعة تكرّر غضبُ النازيّ الذي رفضَ أن يحدّثَ شابّاً أميركيّاً إلا بلغة قومِه وبلدِه... أوفّ منك يا أحمرَ الشّارب! أسعفه المعاونُ مرّةً أخرى. مررنا أيضاً بستراسبورج ومدن أخرى كثيرة وأنا أرقبُ الطّريقَ وأذيّل الخارطة المفروشة أمامي بهوامشَ وإشارات متطلّعاً بين الفينة والأخرى على تلك اللافتة فوسفوريّة اللونِ Sortie حتّى لمحتُها من بعيد بلغةٍ أخرى تقول Ausfahrt وتشير إلى أنّنا وطئنا عتبة القبائل الجرمانيّة.

وأدركَ القرصانَ الصّباح فسكت عن الكلام المباح.

نكمل في المرّة القادمة ما تبقّى من هذا النّهار...
  رد مع اقتباس
قديم 19/08/2008   #26
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


نحن فى فرنسا معك مستمتعين
بنشتاق لقوس النصر ومقبرة العظماء
وكنيسة نوتردام ومتاحف فرنسا وبالاخص
متحف بوردو,,,بتمنى رحلة تحط هناك
مشتاقين كمان لنعرف عن الفرنسيين
تصرفاتهم وتفسيرك لسيكولوجياتهم
الاثار مهمة لكن الانسان دائما كان الاهم
فى نظر القرصان

قرصان ..انت افضل

شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة
  رد مع اقتباس
قديم 24/08/2008   #27
شب و شيخ الشباب قرصان الأدرياتيك
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ قرصان الأدرياتيك
قرصان الأدرياتيك is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
1,446

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : اسبيرانزا عرض المشاركة
نحن فى فرنسا معك مستمتعين
بنشتاق لقوس النصر ومقبرة العظماء
وكنيسة نوتردام ومتاحف فرنسا وبالاخص
متحف بوردو,,,بتمنى رحلة تحط هناك
ذهبتُ مرّةً وجلتُ فيها لكن على عجلٍ فقد كنتُ غارقاً في أشياءَ أخرى...
تلك كانت من بين الرّحلات التي ندمتُ على قضائها!


مشتاقين كمان لنعرف عن الفرنسيين
تصرفاتهم وتفسيرك لسيكولوجياتهم
الاثار مهمة لكن الانسان دائما كان الاهم
فى نظر القرصان

أنتِ على حقّ... لكن يشغلنا التاريخ وبواقيه أحياناً عن النّظر إلى البشرِ وما فيهم!
تبقين على حق في ما قلتِ.

أنتِ الأفضل يا رجائي والأحلى.
بقي لي القليل في ربوعكم المصريّة...
كم أكره الفراقَ وكم عليّ أن أخضع له!!!
  رد مع اقتباس
قديم 24/08/2008   #28
شب و شيخ الشباب قرصان الأدرياتيك
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ قرصان الأدرياتيك
قرصان الأدرياتيك is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
1,446

افتراضي


مُلحَق

السبت 30 آب 2003
ألمانيا
استمرَّ المطرُ يغدقُ على الأرضِ المخضرّة خيراته وعلى الإسفلت مياهه حتّى الصّباح، وفي السّابعة والنّصف بلغنا محطّة مدينة شْتوتْجارتْ Stuttgart. كانت ابنةُ عمّي بانتظاري وتعانقنا طويلاً بعد غيابٍ أطول، وأخذتني مباشرةً إلى منزلها في ضاحيةٍ قريبةٍ من المدينة. مكثتُ في هذه البلاد الباردة أرضاً وشعباً لأسبوعٍ لا أكثر. زرتُ فيه مدينة أولْم Ulm الواقعة على ضفاف نهر الدانوب وحيث أعلى كاتدرائيّة في العالم. وتُعتبر هذه الكنيسة ثاني أهمّ الكنائس الألمانيّة القوطيّة (نمط فنّي) بعد كنيسة كولونيا. وهي الأعلى في العالم بارتفاعٍ يبلغ 161،1 متراً و768 درجةً صعدتُها كاملةً.
بعد انقضاءِ الأسبوع حملتُ رحلي من جديد راكباً الحافلة متوجّهاً إلى روما المدينة الخالدة الجاثمة على سبع تلال.
  رد مع اقتباس
قديم 12/09/2008   #29
صبيّة و ست الصبايا إبريل
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ إبريل
إبريل is offline
 
نورنا ب:
Aug 2008
المطرح:
Behind The Scenes
مشاركات:
437

سوريا


أتعلم
عندما ضيّق الزّمن حصاره وشدّ الوّثاق على رغبتي في القراءة
توجهت لمذكراتك
و حسبي ما قرات لأدرك معنًى آخر للقراءة
معنًى أبعد يذهب بنا الى حيث تنتقل
رجاءً لا ترسُ وتابع
.. ,, ..

  رد مع اقتباس
قديم 17/10/2008   #30
شب و شيخ الشباب قرصان الأدرياتيك
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ قرصان الأدرياتيك
قرصان الأدرياتيك is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
1,446

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : rana31 عرض المشاركة
أتعلم


عندما ضيّق الزّمن حصاره وشدّ الوّثاق على رغبتي في القراءة
توجهت لمذكراتك
و حسبي ما قرات لأدرك معنًى آخر للقراءة
معنًى أبعد يذهب بنا الى حيث تنتقل
رجاءً لا ترسُ وتابع
.. ,, ..
رنا العزيزة...
كلماتي التي قد تُكتب لهي عاجزة عن أن تفيك، بعدَ طول فراق، حقَّك!
اليومَ والبارحة وما قبل ذلك كنتُ تائهاً بين آلام دنياي ولم أستطع أن أشملَ نفسي بعطفي السّابق.
أرجوكِ غضّي الطّرف عن هذا الجواب فالسّاعات تثقلُ قلبي بأثقالٍ أركعُ تحتها وتبلغ بي حدَّ الجوع!
لا يُمكن لقرصانٍ مثلي تعيس مشرّد موجوع أن يرسو...
إذ لا يوجدُ ميناءٌ يقبلُ به.
أعدُك بالمزيد حالما أسترجع القليلَ من الكثير الذي خسرتُ.
  رد مع اقتباس
قديم 17/10/2008   #31
شب و شيخ الشباب قرصان الأدرياتيك
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ قرصان الأدرياتيك
قرصان الأدرياتيك is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
1,446

افتراضي


الخميس 14 تشرين الأوّل 2004
روما

ها قَدْ صرتُ في روما المدينة الخالدة ويومي هذا فيها هو الحادي والستّون! تمضي السّاعات وتفرُّ الأيّام فرار طائرٍ أسير من غربة قفصٍ باردْ. أعدتُ الكتابةَ مرّتين، واحدة في مطلعِ هذا النّهار والثّانية عندَ أقدامِه الآن. أمرُ الدّراسة صعبٌ في وطنٍ ليس بوطني، ولغة ليست لغتي، وغربةٌ قتّالة تفتُك بجسدي طوال شهرين، كضارٍ جاثمٍ على فريسته يمزّق بقايا اللحمَ ويتركها رفاتاً قليلا. ليس في جيبي إلا القليل القليل، بضع قطعٍ نقديّة معدنيّة تبلغُ 7 إِوْرو و67 سنتاً تمكّنني من الحصول على وجبة ونصف في مطاعم المَكْدونالدز الشّهيرة! غداً سيصلُ صديقي من بلدتي مُحَمَّلاً بوصيّتي الأخيرة التي تركتُها على الهاتف عندما جمعني بأمّي الحبيبة. سيحملُ لي كتباً وطعاماً ونقودا!
حصلتُ على هذه الغرفة الصّغيرة، التي لا تسعُ غريباً مثلي، في مبنىً كبير يقع في شارعِ بوتشيا الطّويل الرّازح تحت وطأة الغرباء! السّماءُ في الخارج تعصفُ بي وبكلِّ ما تحتها، والبرقُ يسبقُ الرَّعدَ هابطاً على الأرضِ بعنفوانٍ يمزّقه صوتُه الآتي من بعيد. وحُبيبات المطر تنهمرُ من عيون السّحبِ حزناً على فراقِ الصّيفِ وألوان الحياة والأوراق والثّمار وابتسامات لا تُعدّ ولا تُحصى.
  رد مع اقتباس
قديم 17/10/2008   #32
شب و شيخ الشباب yass
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ yass
yass is offline
 
نورنا ب:
Jul 2004
المطرح:
الآن... هنا
مشاركات:
9,461

افتراضي


متابع.. بصمت...

صمت الإعجاب... صمت الاحترام



مودتي


أبو مـــــــــ1984ـــــــارال
خبز,, سلم,, حرّية

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
قديم 18/10/2008   #33
شب و شيخ الشباب VivaSyria
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ VivaSyria
VivaSyria is offline
 
نورنا ب:
Jun 2008
المطرح:
في وطن تعب الناس فيه من الدعاء إلى الله
مشاركات:
2,166

افتراضي


كلماتك تشعرني أن حياتنا رواية تستحق أن تكتب... لكن من أين لنا أن نعيش حياتنا كما تعيشها أنت ... حتى التفاصيل القاتمه يلونها قلمك بألوان قوس قزح...

كما عودتنا... تميز وتجدد لاينتهي.

الحرية لكل أسرى الحرية في سوريا...


العربي الذي لايجرأ من الذل والخوف على رفع رأسه لرؤية القمر !!!

كيف سينتصر على غزاة القمر؟؟!!
  رد مع اقتباس
قديم 20/10/2008   #34
شب و شيخ الشباب قرصان الأدرياتيك
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ قرصان الأدرياتيك
قرصان الأدرياتيك is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
1,446

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : yass عرض المشاركة
متابع.. بصمت...
صمت الإعجاب... صمت الاحترام
مودتي
تكفيني المتابعة يا صديقي، إذ ليسَ أعزّ على النّفس مشاطرةَ الرّفيق آلامَها وأفراحَها المكتوبة فوق سطورٍ وأوراقٍ خفيّة!
فأمّا احترامك فإجلالٌ لها يفوقُ ما فيها من ثمن .

اقتباس:
كاتب النص الأصلي : VivaSyria عرض المشاركة
كلماتك تشعرني أن حياتنا رواية تستحق أن تكتب... لكن من أين لنا أن نعيش حياتنا كما تعيشها أنت ... حتى التفاصيل القاتمه يلونها قلمك بألوان قوس قزح...
كما عودتنا... تميز وتجدد لاينتهي.
نعم يا عزيزي فالحياةُ تُستحقُّ أن تُكتبَ وتسطّر بمداد القلبِ والرّوح،
وليست حياتي تختلف عن حياة الآخر في شيء، فالبائسُ لا يجدُ شيئاً يفكّ وثاقَ بؤسِه هذا، ولا الشّريد يلقى وسادةً يُتكئ إليها رأسَه عند حلول الليل!
وما روايتي إلا وقائعاً ونظرات مررتُ فيها كما تمرُّ الشّهبُ في كبد السّماء.
مرورُك يوقظُ فيَّ ما هجعَ قبلَ الأوان .
  رد مع اقتباس
قديم 20/10/2008   #35
شب و شيخ الشباب قرصان الأدرياتيك
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ قرصان الأدرياتيك
قرصان الأدرياتيك is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
1,446

افتراضي


الثلاثاء 11 كانون الثّاني 2005
روما

هذا هو يومُ المخاضِ والولادة... لا أعلمُ إن كنتُ سأنجبُ قرداً أم خنزيراً أم غزالا!!!
جلستُ إلى طاولتي وحملتُ يدي بحملِها، أسايرُ نفسيَ وجسدي بما تبقّى لهما من ميلٍ إلى الجلوسِ والكتابة، إلى المطالعة والغرف بملعقة العقل وما يعلقُ بها من شجونِ الكتبِ والأوراق! لا أعلمُ في الحقيقة ما الذي جمعَ طاولتي والنّافذة اليتيمة في غرفتي الصّغيرة، لأطلّ منها كلّ ما عنَّ لي ذلك، فأجد أشجاراً خريفيّة تخلعُ عنها أرديتها، تحيطُ بي وبغرفتي اللعينة بكآبتها وحزنها، دون ثمرٍ أو ورقٍ، لتحيلَ عالمي إلى خريف من الكآبة لا ينتهي.
يُسائلني الأصدقاءُ: وأينَ الرّوح منك؟ أجيبهم وفي صوتي غصّة من جواب: لم يتبقَّ لي منها شيءٌ! يقولون: وأينَ إيمانُك؟ وعلامَ إذاً وجودك في مثل هذا الوجود؟ أجيبُ: ليست الكآبةُ والآلام سوى ركنين من أركان مركبي طافَ بهما إيماني ولم يعدْ. فأمّا الوجودُ فهو ثيابُ الملك التي ألبسنيها الربُّ الإله، وهل من المعقولِ أن يرفضَ شقيٌّ مثلي تقدمةَ الملوك؟! ولو فعلتُ لكنتُ جاحداً فوقَ جحودي الأليم.
لا تسألوني أيّها الرّفاق فما عندي صوتٌ يجيب ولا حيلٌ يردُّ على الأقوال... وإن زدتُ في الكلام حسبتُ نفسي فريسيّاً لا يفقه إلا في أقوالِ الكتبة، ولا يتبعُ من الخطى إلا آثارَ الصدّوقيّين، قريباً من تثعلبِ هيرودسَ، بعيداً عن الزّانية ولصّ اليمين!
  رد مع اقتباس
قديم 20/10/2008   #36
صبيّة و ست الصبايا وشم الجمال
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ وشم الجمال
وشم الجمال is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
المطرح:
جبين الشمس
مشاركات:
4,561

افتراضي


آلمتني يا صديقي,,,,,

أسلوبكـ رائع جدا ويثير في النفس إنسانيتها ,,,,

ودي لكـ

تباً إننا جيل كامل من الانتظار .. متى نفرغ من الصبر .. و من مضغ الهواء ..


اتعرى من الجميع كي أجدني,,,,
فأضيع !!!!

حاولتُ أن أغرق أحزاني في الكحول، لكنها، تلك اللعينة، تعلَّمَت كيف تسبح!
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 10:52 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.19130 seconds with 12 queries