أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > منبــر أخويـــة الحــــــر > حصاد المواقع

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03/04/2008   #181
صبيّة و ست الصبايا hurt
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ hurt
hurt is offline
 
نورنا ب:
Mar 2008
المطرح:
بخيالي
مشاركات:
135

إرسال خطاب MSN إلى hurt
افتراضي


يعجز اللسان
مشكووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووو ووووووووور
Madmax

اثنان لا يجب تحديهما الذي لا يكترث إن خسر
والثاني الذي يعرف انه على حق
.............lolo..............
  رد مع اقتباس
قديم 05/04/2008   #182
شب و شيخ الشباب MadMax
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ MadMax
MadMax is offline
 
نورنا ب:
Aug 2006
المطرح:
Antaradus
مشاركات:
11,261

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : hurt عرض المشاركة
يعجز اللسان
مشكووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووو ووووووووور
Madmax
مية أهلين

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
قديم 05/04/2008   #183
شب و شيخ الشباب MadMax
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ MadMax
MadMax is offline
 
نورنا ب:
Aug 2006
المطرح:
Antaradus
مشاركات:
11,261

افتراضي أُسٌّ


أُسٌّ



صحيحٌ أن للبنان تركيبةً اجتماعية فريدة وخصوصيات ليس من السهل أن يجاريه فيها أحد، لذا فهو مميّز جداً عن محيطه من البلدان. لكن، ليس في هذه اللحظة بالذات.
صحيحٌ أنه كائناً مَن كان، الذي «أخذ أمّي صار عمّي»، لكن، ليس في هذه اللحظة بالذات. صحيحٌ أن لبنانَ بمساحته الصغيرة يقرّب البحر والشمسَ من الجبلِ وثلوجه، لكن، مع كل هذه الطرقات المسكّرة والمداخل والمخارج المحوَّلة أو المسدودة، يدور المواطن في الجمّيزة، يدور في عين المريسة فيرى البحر والجبل معاً، لكنه يبقى في مكانه حتى يقرِّب الوطن أيضاً، موعدَ خروجه من موعد عودته، ففي هذه اللحظة بالذات ليس لبنانُ كذلك بل كذلك أيضاً.
صحيحٌ أن الإنسانَ مهما هاجر وازدهر وطوَّر يبقى بلده بالنسبة إليه أهمّ وأغلى ما على الكرة الأرضية لكن، ليس في هذه اللحظة بالذات.
وصحيحٌ أن «الدين للّه والوطن للجميع» وأنّ «الجيش سياج الوطن» وإنما «الأمم الأخلاق...» وأنّكم «كما تكونون يولّى عليكم» لكن، ليس في هذه اللحظة أبداً.
في هذه اللحظة بالذات، لعنَ الله كلّ مَن له «أُسٌّ» بين السابع والخامس عشر من آذار...؟ ماشي!






عدد السبت ٥ نيسان ٢٠٠٨
  رد مع اقتباس
قديم 05/04/2008   #184
شب و شيخ الشباب yamoon
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ yamoon
yamoon is offline
 
نورنا ب:
Nov 2007
مشاركات:
7

افتراضي


فنااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااان
  رد مع اقتباس
قديم 10/04/2008   #185
شب و شيخ الشباب MadMax
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ MadMax
MadMax is offline
 
نورنا ب:
Aug 2006
المطرح:
Antaradus
مشاركات:
11,261

افتراضي بالفرن


بالفرن



عيسى: هل فكّرتَ يوماً يا مخايل بمجموعة الصفات التي كوّنها المواطن الأميركي العادي عنّا نحن العرب؟
مخايل: نعم، إنها سيئة جداً.
عيسى: سيئة؟! إنّها لا تطاق. هل تخيّلتَ هذا المواطن وهو يراجعها مساءً قبل أن يخلد إلى النوم: عربٌ مخرّبون وهذي أقدمهم، «مارقون»، «دولٌ مارقة»، يعني كلمة مارقة فيها من البلاغة، بحيث إنّنا نحن لا نستعملها إلاّ نادراً، «برابرة»، «أعداء الحضارة، مجرمون، وحوش، همج، بدائيّون، قَتَلة»، وأهمّها: «محور الشرّ»، وهنا حصرونا بالعلم والخبرة، فتخرّجنا إرهابيين. يعني لا شكّ أنّ هذا المواطن الأميركي يتمتّع بنسبةٍ لا بأس بها من رحابة الصدر حتّى يعودَ ويستسلم للنوم بعد لائحة كهذه، فكلّ المفردات فيها ليليّة جداً وتعود بالأجواء إلى ما قبل الميلاد. فبماذا تجيبهم وهم لم يتر كوا صفةً من هذا العيار إلاّ سبقونا إليها؟ هل تجيبهم: أميركا الشيطان الأكبر، أميركا الشرّ المطلق؟
مخايل: طبعاً لا، فإن كانت الصفات التي يطلقونها علينا نموذجيّة لإرهاب الأطفال، حتى فئة الصيصان منهم، فالشيطان الأكبر قد لا ينفع بعد فئة الحضانة. أنتَ ماذا يربطك بالأميركيين في كل الأحوال؟ هل تعرفهم بقدر ما يعرفهم حلفاؤهم؟ لقد طمأنني مواطنٌ بريطانيٌ في الأسبوع الثاني من دخول قوات التحالف إلى العراق عام 2003، حين بلغت إصابات البريطانيين أربعين إصابة بنيران الأميركيين الصديقة ـــــ طمأنني قائلاً: انظر إن الأميركيين LOUD, CONFIDENT AND WRONG، أي إنهم: «صاخبون، واثقون وعلى خطأ». أنا في رأيي هذا رأيٌ هادئٌ وممتاز يا عيسى.
الاستعمار الأميركي استعمارُ «مايكروويف»، أما البريطاني فبالفرن.





عدد الخميس ١٠ نيسان ٢٠٠٨
  رد مع اقتباس
قديم 24/04/2008   #186
شب و شيخ الشباب ..AHMAD
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ ..AHMAD
..AHMAD is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
4,906

افتراضي تجديد


تجديد


تميّز عهد الرئيس العماد ميشال سليمان في فترة أشهره الخمسة الأولى، بنزاهة وثبات قاطعين، وقد عادت معه هيبة الرئاسة الأولى، رمزية ومرجعية. واللافت أن الرئيس سليمان عرف منذ اليوم الأول لحكمه كيف يُبعد شتّى الخلافات المستفحلة بين الموالاة والمعارضة عن موقع الرئاسة، بعدما استدرجها للتوافق على شخصه بإجماعٍ غير مسبوق. وفيما تتلهّى هذه القوى بالنزاع على شرعيتها التمثيلية المتبادلة، يتواصل الدعم العربي اليومي والمتجدّد لشخص فخامة الرئيس ولنزاهته في تحييد رأس الدولة، يواكبه تأييد دولي بارز للرئيس سليمان في الحفاظ على هذا المنصب المسيحي المصيري في تحديد هوية لبنان التاريخية المميّزة رغم صعوبات المرحلة.

كل ما نتطلّع إليه اليوم هو أن تستمر روح الإجماع هذه حتى تاريخ 31 من شهر آب، كي يتم تجديد ولاية ثانية للرئيس سليمان دونما تلكّؤ، وذلك حتى لا تدخل البلاد في النفق المظلم أو الفراغ لا سمح الله!

زياد الرحباني
الأربعاء 23/4/2008

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
قديم 29/04/2008   #187
شب و شيخ الشباب MadMax
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ MadMax
MadMax is offline
 
نورنا ب:
Aug 2006
المطرح:
Antaradus
مشاركات:
11,261

افتراضي 7 أيّار


7 أيّار

ما بْعِمرو كان معاشُن عا قدّنا

منشِدّ طْلوع بشدّو عا أدنى

حسَمنا الأمِر صمّمنا وعقدنا

بسبعة أيّار نمشي بالإضراب





إنتو رعيان سابقها قطيعا

خَلقتو ظروف مش ممكن أطيعا

ودولة بالنصّ حاكمها قطيعا

لكنِ الفقر مكتمل النصاب





عدد الثلاثاء ٢٩ نيسان ٢٠٠٨

  رد مع اقتباس
قديم 04/05/2008   #188
شب و شيخ الشباب mnhoos
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ mnhoos
mnhoos is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
مشاركات:
50

إرسال خطاب MSN إلى mnhoos
افتراضي


-عن الفنان- الملتزم:
لم يكد زياد الرحباني يشهد زمناً لم يكن فيه ملتزماً، "منذ نعومة أظفاره" كما يقال عرفه الجمهور منحازاً انحيازاً مطلقاً لقضايا المضطهدين ضد القوى التي تضطهدهم، وقلت "انحيازاً مطلقاً" ولم أرد بذلك استعمال تعبير إنشائي أو مبالغة بلاغية! فقد كان انحياز زياد مطلقاً بالفعل، لا مساومة فيه ولا دبلوماسية ولا "تكتيك". وهذه الدرجة المطلقة من الانحياز والنزاهة لم يكد تاريخنا الفني- الأدبي يشهدها إلا مع مثال آخر لا يجود الزمان بمثله بسهولة هو ناجي العلي.
لسان زياد الطويل لم يوفر أحداً، وإنني لأشعر بالدهشة حين أستذكر القائمة الطويلة من "المسلوقين" بهذا اللسان ومنهم من أجمع "الوطنيون" و"التقدميون" على ضرورة الابتعاد عن نقدهم، ففي محاوراته الهجائية التي أذيعت من إذاعة لبنان الوطنية في عامي 1976-1977 تحت العنوان "بعدنا طيبين" عرى سياسيي اليمين اللبناني الطائفي من أوراق التوت وتحدث أحاديث عميقة التأثير مع الفقراء الواقعين تحت هيمنة هؤلاء العسكرية والدعائية (أنظر رسالته المؤثرة لصديقه الفقير الذي أصبح كتائبياً "عبده شليطة").
وحين هزم هؤلاء عسكرياً وحوصروا وهبت الأنظمة لنجدتهم لم يوفر زياد جيوش النجدة وقادتها من نيران هجائه الحامية مخالفاً بهذا الحصانة العجيبة التي يتمتعون بها عند الوطنيين العرب.
وكان زياد لا يهتم إلا بالفقراء من أي قطر كانوا مميزاً بين الشعوب والأنظمة.
في حلقة مؤثرة من "بعدنا طيبين" رأينا زياداً يرثي بحزن وغضب ستة عشر عاملاً سورياً فقيراً لم يكونوا يتابعون أحداث الفتنة الطائفية ولم يسمعوا بعد بالجديد، "بقصة إسلام ومسيحية" على حد تعبيره الساخر الغاضب فذهبوا ضحية فاشيي المنطقة الشرقية دون أن يحس بهم أحد أو يسعى لنجدتهم أحد أو يرثيهم أحد.
كانت حلقات "بعدنا طيبين" بمثابة "إبراز هوية" للناس قام به زياد بالتعاون مع فنانين آخرين منهم الفنان الملتزم الكبير الآخر الذي عانى من الغبن "جون شمعون".
ولم يتوقف نشاط زياد رحباني الإذاعي في السنوات اللاحقة، ولعل المستمعين في لبنان لم ينسوا تعليقاته التي تحتوي دوماً على مزيج "زيادي" متميز من السخرية والحزن والغضب ورفض الحيل السياسية الإنتهازية التي يعدها السياسيون تكتيكاً أو ذكاءً. ولعلي على كثرة ما قرأت وسمعت من رثاء لمهدي عامل لم أسمع رثاء أصدق أو أبلغ أو أغوص في القلب من رثاء زياد رحباني الذي أذاعته إذاعة "صوت الشعب" البيروتية.
في هذا الرثاء- المثال على المزيج الزيادي من السخرية والغضب والحزن هزئ زياد من إعلام حزب مهدي عامل الذي قال "إن مهدي مات أما فكره فحي". قال زياد: "ليش أنتو بتعرفوا شو كان بفكرو!" وقال لأصحاب "التكتيك" إن هناك أشكالاً من الرد على مثل هذه الجريمة، هناك طريقة القبائل في الثأر وهناك طريقة السياسيين في تغيير التحالفات. والقاتل معروف فهل فكر أحد في مظاهرة تنطلق نحو مركز القتلة! "واليوم الجمعة والسبت لليهود و"الحد" للنصارى ويوم الإثنين.." سيعود كل شيء كما كان ومهدي عامل ذهب ببساطة.. "فرق عملة"، لا أحد سيزعج القتلة، لا رد لا على طريقة القبائل ولا على طريقة السياسة.
سيعود زياد إلى موضوع "القائد الوطني" ومواقفه و "تكتيكاته" في أغنية خاصة في شريط "أنا مش كافر":
"أنا والله فكري هنيك
يعني وهني أهلك فيك
عالنضافة بالمواقف
وعالمواقف بالسياسة
وعلى كل شي إسمه تكتيك
بهنيك.. بهني نفسي فيك"
وكما قال لينين عن ماركس مرة فإن زياداً"نال شرف حقد الأنذال" وقد سمعت مرة أغنية خاصة ضد زياد الرحباني في شريط أغان خصص لهجاء الحركة الوطنية اللبنانية والثورة الفلسطينية.
من هذا الاستعراض الموجز السابق لنشاط زياد الملتزم أريد أن أقول ببساطة إننا في زمننا هذا،زمن الهزيمة واليأس والتيئيس يجب أن نرفع راية الالتزام عالياً غير آبهين بسخرية الساخرين ونركز على أمثلة الالتزام التي يقدم لنا زياد واحداً من أحسنها وأنزهها بغض النظر عن اختلافنا المؤكد بالرأي معه في مسائل سنشير إلى بعضها في هذا المقال.
قال "ويلهلم رايش" مرة:"من ذا الذي يكتب أبحاثاً جمالية عن معنى اللون عند الصراصير في بناية تحترق؟".يجب أن نعيد الاعتبار لدور النقد الملتزم، وأيضاً لدور الهجاء.وبه لا نقصد مجرد التجريح الشخصي بل تركيز الأضواء على العيوب الشخصية التي تشكل ظواهر شائعة ذات آثار وخيمة على النطاق العام.
مارس زياد رحباني منذ الستينات نشاطات فنية متنوعة تراوحت بين كتابة الأغاني وتلحينها وكتابة القطع الموسيقية وكتابة المسرحيات وإخراجها والتمثيل فيها.
هذا النشاط الواسع بحاجة-بلا ريب-إلى دراسات نقدية موسعة يقوم بها باحثون مختلفوا الاختصاصات،وكم وددت-على سبيل المثال-لو أرى دراسة متخصصة في التطور الموسيقي لزباد الرحباني،منذ بداياته في المدرسة الرحبانية(حيث لحن على سبيل المثال بعض المقطوعات الموسيقية والأغاني في مسرحية فيروز "المحطة")إلى نهاياته التي أوغل فيها بالابتعاد عن الموسيقى الشرقية وفي هذه المرحلة أقنع فيروز بإعادة بعض الأعمال الرحبانية الشهيرة بإسلوب حديث لم تتقبله كثير من الآذان وأراه شخصياً"اتجاهاً ضالاً" أتمنى له أن يعود عنه وأعده مثالاً على ما يمكن للوعي النظري الخاطئ أن يحدثه من تأثير سلبي في المسيرة الإبداعية للفنان.
  رد مع اقتباس
قديم 04/05/2008   #189
شب و شيخ الشباب mnhoos
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ mnhoos
mnhoos is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
مشاركات:
50

إرسال خطاب MSN إلى mnhoos
افتراضي


-زياد شاعر الأغنية:
أنطلق هنا من فرضية تقول:إن ثمة علاقة بين نوعين مختلفين من الوعي:"وعي العالم"-واختصاراً أسميه "الوعي"- والوعي الفني.
"الوعي" أعني به رؤية الفرد للواقع وللتاريخ وينبثق عنه بصورة حتمية(شعورية أو لا شعورية) فعل موجه للمستقبل(يمكن أن نسميه "برنامجاً" قد يضيق إلى حدود الشخص وقد يتسع ليتحول إلى فعل يستهدف التأثير في مجمل التركيبة الاجتماعية).
و"الوعي الفني" أعني به التصور العام للفرد لما ينبغي أن يكون عليه العمل الفني(المنتمي إلى فن محدد).
ولو نظرنا إلى نوعي الوعي من الزاوية السيكولوجية لرأينا أن كليهما ناتج عن تعود –مستبطن- على نظام محدد للأشياء، فالوعي الاجتماعي ناتج عن استبطان للبنية الاجتماعية الموجودة والوعي الفني ناتج عن استبطان بنية نوع محدد من الفن على الأقل.
والوعي الاجتماعي العادي هو وعي الفرد الذي يعد النظام الاجتماعي القائم أمراً بديهياً لا يخطر له ببال أن يحاول تغييره (في الأسس وإلا فكل فرد له انتقاد على بعض الظواهر الاجتماعية ورغبة في تغييرها).
وكذلك فإن الوعي الفني العادي هو الوعي الذي يعد قواعد الفن السائد أمراً بديهياً لا يتغير (خذ مثلاً الوعي الفني في حالة الشعر العربي في مطلع هذا القرن الذي أخذ العصر العباسي كمثل أعلى للشعر كما هو في نفس الوقت "الشعر الصحيح" ببساطة)
المناقشة العامة لمسألة العلاقة بين نوعي الوعي لا يطرحها هذا المقال مهمة له وسأكتفي هنا بدراسة مثال ملموس على هذه العلاقة هو مثال شعر الأغنية عند زياد الرحباني.
وزياد الرحباني،كفرد، مثال على الإنسان الحائز على "وعي اجتماعي نقدي" وهو بالتناقض مع "الوعي الاجتماعي العادي" لا يرى في النظام الاجتماعي القائم أمراً بديهياً وهو يرى إمكانية تغيير هذا النظام جذرياً- أي تغيير أسسه (أرجو أن لا يفهم القارئ من هذا العرض أن كاتب هذه السطور يؤيد كل "وعي اجتماعي نقدي" إذ كثيراً ما أثبت المجتمع أنه على حق وأن "الثوريين" على باطل وخصوصاً في المجتمع العربي!).
وإذا أخذنا فن شعر الأغنية كمثال فإننا نرى بوضوح فاقع أن لزياد وعياً فنياً نقدياً لا يقل في وضوحه عن وعيه الاجتماعي النقدي.
كان الأخوان رحباني، في زمنهما، خارجين أيضاً عن مألوف شعر الأغنية الذي كان سائداً حين بدأا التأليف والتلحين ويكفي للتأكد من ذلك مقارنة قاموس الأغنية الرحبانية مع قاموس الأغنية العربية السائدة في زمانهما (مثلاً في مصر) وبالتوازي مع هذا الجديد في شعر الأغنية كان ثمة تجديد في الموسيقى. وأخيراً أود إثارة انتباه القارئ إلى نقطة أراها مهمة وهي أن هذه الأغنية الجديدة تبناها جمهور محدد تميز أيضاً في وعيه الاجتماعي (والسياسي) عن الوعي الاجتماعي السائد.
إن الأغنية الرحبانية كانت الأغنية المفضلة عند المثقف العربي الحديث (لا عند المثقف التقليدي ولا عند ابن الشارع العادي!).
وحين بدأ زياد نشاطه الفني- متوازياً مع انحيازه الفكري- السياسي فإنه كان- ربما- أكثر شخص معني بتحديد "موقف فني" من الأغنية الرحبانية.
منذ البداية "تحلّف"- بالحاء المهملة وتشديد اللام- لهذا الاتجاه الفني (يقال في تعبيرنا الشعبي "تحلف له" أي أضمر له الشر وانتظر فيه فرصة) أنظر مثلاً "أغنية عاطفية" زيادية من أوائل أغانيه تصلح بحق أن تدعى من منظور الأغنية الرحبانية "أغنية مضادة":
"عاهدير البوسطة
كانت نقلتنا
من ضيعة حملايا
على ضيعة تنورين
تذكرتك يا عليا
وتذكرت عيونك
يخرب بيت عيونك
يا عليا شو حلوين !"
ومع "يخرب بيت عيونك" يقطع زياد قطعاً عنيفاً مع قاموس الأغنية الرحبانية الذي سنسميه الآن (أو نصفه) بأوّل ما يخطر على البال وسيأتيك مزيد من التعليق على هذه النقطة بعد قليل:
هذا القاموس (الرحباني) "رهيف"، "شفاف"، "رومنسي" أما القاموس "الزيادي"الجديد فهو "فظ"، "مبتذل" فظاظة مقصودة "قصداً وعمداً" وابتذال واع مخطط له.
ولا تقل الموسيقى "فظاظة" عن الكلمات، إيقاعات صاخبة وتوزيع موسيقي يذكرك بالموسيقى العسكرية واسمع مثلاً هذه "الأغنية العاطفية المضادة":
"1- أنا اللي عليك مشتاق
مش غيري مشتاق ليك
وإذا رجعت من عشاق
وعشقتيني شو عليك
2- طول عمرك نشطة وحركة
وبتحبي رقصة دبكة
بدي إتعلم دبكة
تا أشبك دييّ بديك
3- وقفني حاجز دركي
قلي شو الإسم البركة
يا ويلي مللا لبكة
إسمي نسيته بعينيك"
لا "مش غيري مشتاق ليك" ولا "نشطة وحركة" ولا "شو الإسم البركة" تنتمي إلى قاموس الأغنية العاطفية الرحبانية المعتاد وليس هذا فحسب، إن هذه التعابير هي هرطقة وفظاظة وابتذال من منظور هذه الأغنية.
"اسمي نسيته بعينيك" هو بالأصل تعبير ينتمي إلى المدرسة الرومنسية المذكورة غير أن كل السياق الذي أدى إليه يجعل منه محاكاة ساخرة لهذا التعبير.
ومن هنا نرى أن زيادا ًوضع نصب عينيه تحطيم هذه المدرسة بتشويه قاموسها وتعابيرها وموسيقاها و"تهزيئها".
ولو أردنا معرفة من أين جاءت هذه الأغنية لوجب ان ننظر إلى النصوص الأصلية التي يريد الابن المتمرد للرحابنة تمزيقها برسم "كاريكاتور" لها.
ونقترح على القارئ بعض الشعر الغنائي الرحباني للمقارنة:
عن "ثيمة" الاسم واختفائه على سبيل المثال:
"بكتب إسمك يا حبيبي عالحور العتيق
بتكتب إسمي يا حبيبي عا رمل الطريق
بكرة بتشتي الدني
عالقصص المجرحة
بيبقى إسمك يا حبيبي
وإسمي بينمحى"
في النص الرحباني ثمة علاقة مع الطبيعة (لا مع ظواهر بعيدة عن أن "تصلح" لأغنية مثل "الحاجز الدركي").
الحور العتيق، رمل الطريق. هذه هي المواضيع التي يتعامل معها العشاق الرحبانيون واسمع إن شئت:
"القمر بيضوي عالناس والتاس بيتقاتلوا
عا مزارع الأرض الناس عا حجار بيتقاتلوا
نحنا ما عنا حجر
لا مزارع ولا ثمر
أنت وأنا يا حبيبي
بيكفينا ضو القمر"
بينما يصعد عشاق الرحابنة من الأرض إلى السماء يعيدهم "الابن العاق" إلى الأرض. في أغنية من بداياته يذكر بالشروط المادية، الشروط التي لا يشترطها الرحابنة لنجاح الحب (هذه الأغنية خالية على كل حال من فظاظات الأغاني اللاحقة في إنتاج زياد):
" حالة تعبانة يا ليلى
خطبة ما فيش
إنت غنية يا ليلى ونحنا دراويش"
إذا كنت وصفت القاموس الرحباني "بالرهافة" (في جملة أوصاف مماثلة تذكر عادة في هذا السياق) وكنت وصفت القاموس الزيادي بجملة من الأوصاف مثل "الفظاظة" وقد أزيد عليها "قلة الأدب" (وهي "تجديف" ضد قواعد السلوك اللفظي وغير اللفظي الاجتماعية) بل التجديف الديني أيضاً (مثل: "عايفة الله وسماك") فيجب تذكر نسبية "الجمال" و"القبح". إن الشعر الأشقر لم يكن عند العرب جميلاً فيما مضى (وأنا أعلم أن القارئ لن يصدق ذلك لهذا أدعوه إلى العودة إلى قصائد الغزل العربي القديم وليحاول أن يجد قصيدة واحدة تتغزل بالشعر الأشقر، وإنه لواجد قدر ما يريد من غزل بالشعر الأسود الفاحم مثل:
" الوجه مثل الصبح مبيض
والشعر مثل الليل مسود"
ولا يظن أحد أنه لم يكن لدينا نساء شقر فقد كان لدينا من الجواري المختطفات من بلاد الشمال ولا سيما السلافيات "الصقالبة" الكثير).
وفي موضوعنا هذا أذكر مقابلة مع "عاصي الرحباني" ليس لدي الآن في برلين نصها مع الأسف قال فيها إن الكلمات التي بدأ الرحابنة استخدامها في الأغاني مثل "الصخر" و"الوعر" و"الشوك" لاقت استهجاناً من شعراء ذلك العصر لأنها لم تكن كلمات "جميلة" أو "شاعرية". هذه الكلمات ستصبح عند الرحابنة وعند جمهورهم من المثقفين العرب الحديثين كلمات "جميلة" "رهيفة" "شاعرية" بذاتها! وهذه الكلمات بالذات هي التي سيتمرد عليها زياد وهو في هذا التمرد يقدم لنا مثالاً على العلاقة بين "الوعي الاجتماعي النقدي" و"الوعي الفني النقدي".
  رد مع اقتباس
قديم 04/05/2008   #190
شب و شيخ الشباب mnhoos
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ mnhoos
mnhoos is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
مشاركات:
50

إرسال خطاب MSN إلى mnhoos
افتراضي


إن الأخوين رحباني لم يقدما شعر أغنية جديد وحسب، لقد قدما رؤية اجتماعية طوبوية، وتحديداً تصوراً للقرية اللبنانية وعلاقاتها الاجتماعية ولعلاقات أهلها بالطبيعة، تصوراً مثالياً للبنان "أخضر حلو" انفجر في الواقع عام1975 ولم يبق له أثر. هذا على الأقل كان رأي الابن الرحباني "المنشق"، وكنت قد قلت إنه "تحلف" لهذه الرؤية منذ البداية وسنرى "نواياه الشريرة" هذه في المقطع الأخير من مسرحية "نزل السرور" في الحوار بين المطرب "بركات" والملحن "قيصر" يسخران فيه من "التراث" الغنائي، والسخرية هي في الحقيقة من المدرسة الرحبانية، ولهذا الموضوع، هجاء المدرسة الرحبانية و الهزء من مفرداتها ورؤيتها للواقع اللبناني سيكرس مسرحية كاملة هي "شي فاشل" (مسرحيته الخامسة) والعنوان دال، وموضوعها هو أن مخرجاً (وهو بنفس الوقت مؤلف النص المسرحي ومؤلف كلمات أغانيه وملحنها) يريد عمل مسرحية عن لبنان الذي يمثله بضيعة هي الضيعة الرحبانية المعتادة بشخصياتها النمطية المعتادة: "المختار" "الشاويش" "الصبية". ضيعة تسودها المحبة، ضيعة "أرز" و "شلال" و"عين" و"جرة" و"أبو الزلف" و"دلعونا"، والمسرحية تفشل، لأن ممثلي المسرحية، المسرحية التي تقدم الضيعة كجنة للمحبة، هم في الواقع لا يحبون بعضهم (لأسباب طائفية أساساً) والذي يطلق رصاصة الرحمة على المسرحية هو "أبو الزلف" شخصياً الذي يتحدى المخرج أن يذهب معه إلى ضيعة لبنانية واقعية.. في الجبل! ويتوسل إليه "نور" المخرج ألا يجبره على الذهاب لأنه مسيحي والضيعة درزية وهو يخاف على نفسه! (كانت حرب الجبل حديثة العهد عند ظهور "شي فاشل").
ويهزأ "أبو الزلف" من زيف صورة الضيعة ومثاليتها وابتعادها عن واقع القرية اللبنانية الفعلي(جرن الكبة استبدل بمولينكس ولا أحد لديه الوقت للجرن لأن الناس"قاعدين عالفيديو"،وأبو الزلف لا يلبس الشروال بل أسس شركة لبيع "الجينز"من زبائنها"المير بشير"!)ثم يصف أبو الزلف المخرج –نور-بالكذب والانتهازية لأنه يتحدث عن "الغريب" في المسرحية تاركاً المجال للجمهور في بيروت الغربية لتأويله بأنه "إسرائيل"وللجمهور في بيروت الشرقية لتأويله بأنه الفلسطيني،علماً أن المخرج بالذات لا يتردد في أخذ "بونات بنزين" من الفلسطينيين ولا في كتابة نشيد حزبي مدفوع الأجر(هذه الملاحظة قد تكون غمزاً من قناة عمه الياس الرحباني).
إنني أميل، بصورة عفوية، لوصف الصورة الرحبانية عن الحب والضيعة بأنها "رومنسية" وإنني لأستميح القارئ عذراً. هذا وصف غير محدد وغير دقيق، وهذه مشكلة كبرى في الكتابات العربية المعاصرة التي تتصدى لتحليل ظواهر عربية اجتماعية أو فنية أو.. إلخ ..ثمة الكثير من المصطلحات المستوردة التي تستعمل بدون تدقيق مؤدية إلى تضليل القارئ أو جعله لا يفهم بأحسن الأحوال. ومن هذه المصطلحات في النقد مثلاً "الكلاسيكية" و "الرومنسية" وفي علم الاجتماع "الطبقة". وحين نستعمل مصطلح "الرومنسية" لوصف المدرسة الرحبانية فإن للقارئ بلا ريب معرفة حدسية للمعاني المندرجة تحت هذا المصطلح غير أن علينا أن نحدد بصورة واضحة هذه المعاني ونجد لها المصطلح الملائم الذي لا أراه مصطلح "الرومنسية". ليس هذا الحيّز المحدود هو المكان الملائم لمناقشة هذه المسألة الهامة غير أنني أكتفي الآن باستعمال هذه المصطلحات غير الدقيقة وأقول: إذا كانت المدرسة الرحبانية "رومنسية" فإن المدرسة الزيادية هي "الواقعية الاستفزازية". كأن زياداً في أغانيه يريد أن ينخز مستمعه ليفيق من أحلامه على الواقع المرير كل المرارة:
" شيء عجيب كيف ماشي
مخشخش من دون خشخاشة
لشو أهبل.. لشو غاشي"
3- "أغنية سياسّية" ؟
إنه ليقال إن زياداً يكتب "أغنية سياسّية" وقد يصح هذا بعمومه، غير أن "الشيخ الأكبر" محيي الدين بن عربي يعلّمنا درساً جليل القيمة في أربع كلمات: "إما الفرق وإمّا التيه!"
مارسيل خليفة يغني أيضاً أغنية سياسية وفرقة "الطريق العراقية" و"سميح شقير" في سوريا والشيخ "إمام" في مصر يغنون أغنية سياسية فهل نضع هؤلاء جميعاً في سلة واحدة؟ إنني أرى في الأمر غبناً وسأذكر الفروق التالية- الواضحة:
-إن "فرقة الطريق" و"مارسيل خليفة" (و"سميح شقير" عملياً أيضاً) ينطقون بألسنة تنظيمية على حين أن "زياداً" و"الشيخ إمام" ينطقان بألسنة فصيحة طليقة من قيود الحزب والقيادات الحزبية.
-باستثناء "زياد" و"الشيخ" فإن الآخرين لم يكادوا يخرجون عن نطاق السياسة بمعناها الضيق، بل إنك لتلمح التكتيك الحزبي العتيد في بعض أغاني هؤلاء (أي عدم الصدق!) على حين أنك لا تجد أثراً من هذا التكتيك (الذي يتنافى مع الفن ببساطة) في أغاني زياد والشيخ.
- إنك باستثناء "زياد" و"الشيخ" أيضاً لا تكاد تجد لا عفوية ولا شخصية مميّزة، فكأن المغني يضع قناعاً على وجهه ويقول ما يجب أن يقول لا ما يحس به. ولذلك لا تحاول أن تبحث عن النكتة فلن تجدها في أغاني فرقة الطريق أو أغاني شقير أو أغاني خليفة.
ولهذه الأسباب أفضل أن أسمي زياداً والشيخ إمام "مغنين ملتزمين" وأسمي الآخرين "مغنين سياسيين" للتدليل على محدودية الرؤية التي تكتنف أغنيتهم.
4- سمات نفسية في النصوص الغنائية لزياد الرحباني:
-التداعي المنفلت:
في النصوص الغنائية لزياد تلفت الانتباه ظاهرة غريبة أسميها التداعي المنفلت وهي كثيرة سأذكر بعضها:
-في أغنية "زمان الطائفية" (مسرحية "فيلم أميركي طويل"): يا زمان العلمانية
ميتا أشوفك ميتافيزيك
-في أغنية "شوهالإيام" (شريط "أنا مش كافر"):
شو هالإيام اللي وصلنا لها
قال إنه غني عم يعطي فقير
كإنه المصاري هطلت لحالها
عا هيدا نتفه وهيدا كتير
حلوه دي ..بتعجن بالفجريّه
-في أغنية "النظام" (نفس الشريط):
شو كان عابالي يامدام
لو كله ماشي عالنظام
( بونجور مدام)
نجد أنه ما من علاقة بين "ميتا أشوفك" و"ميتا فيزيك" سوى "تداع منفلت" سبّبته "ميتا"!
ولا من علاقة بين "حلوه دي"و"بتعجن بالفجرية" سوى أن الكلمتين الأخيرتين تليان في أغنية سيد درويش التي غنتها فيروز أيضاً كلمتي "الحلوة دي"
تداعيات لفظية منفلتة لا معنى لها إلا تقرير عدم الجدية الذي له علاقة بعدم الجدوى وبالمثل المجيء "بالمدام" و"بونجور مدام".
وسنرى أن هذا الاتجاه التفككي سيتصاعد إلى حدود كارثية في الأعمال اللاحقة لزياد.
-الاتجاه إلى إعدام النص:
مع "أمرك سيدنا"و"أبطال وحرامية" لا نكاد نجد نصاً جاداً. وإنه لمن المحزن لمن سمع أغنية رائعة مثل"خلصوا الأغاني هني وبيصفوا عالجنوب"أن يسمع هنا:
"في وجع قوي يا حكيم
دزني وشوف
الوجع بيعمل إيه!"
ثمة اتجاه لإعدام النص واستبداله بموسيقا تعبيرية تتخللها كلمات لعل زياداً يريد منها أن تكون "المرحلة الانتقالية" التي ستوصل مستمعه إلى المرحلة المرجوة التي تختفي فيها الكلمة كلياً لصالح الموسيقا(وقد عبر زياد في إحدى مقابلاته عن رأي كهذا، وهو يكاد يكون ترديداً لرأي استشراقي شائع يأخذ على الموسيقى العربية ارتباطها الذي لا ينفصم مع الكلمات).
ومع ذلك، ألا نجد في هذا الاتجاه إلى التوقف عن استخدام الكلمة يأساً من جدوى الكلام(وهو ما ينسجم مع الرأي الذي عرضته في الفقرة السابقة)؟
وفي ختام هذا الاستعراض لبعض جوانب النص الغنائي عند زياد أود أن أشير إلى شريط جميل مثير للانتباه مخصص لموضوع واحد هو موضوع حب مخفق أو حبيب مهجور ومن أغانيه:
"كل الإشيا الحلوة فيكي بتعطيها إلو
وما بتعطيني شي
ومش طالعلي شي
إلا إنك تبكي عندي
لما بتزعلو!"
ومنها:"إذا بدك فل بفل
وإذا بدك ضل بضل"
وفيها اليأس الذي نجده في أغنيته التي تغنيها فيروز:
"بتمرق علي بتمرق
ما بتمرق لا تمرق
مش فارقة معاي!"
وأغنيات زياد التي غنتها فيروز(مجموعة"معرفتي فيك") تستحق بلا ريب التحليل النقدي، وتنطبق عليها فيما أرى الملاحظات العامة السابقة على النص الغنائي الزيادي وهذا التحليل نؤجله إلى دراسة أوسع عن الرحابنة وزياد الرحباني نعتزم القيام بها قريباً إن شاء الله.
5-عن التجربة المسرحية لزياد الرحباني:
ابتدأ زياد نشاطه الفني بالمشاركة ببعض ألحان المسرحيات الأخيرة للأخوين رحباني (المحطة- لولو) وكانت أول مسرحية له "سهريّة" ونجد فيها بعض الروح الرحبانية التقليدية ولكن فيها أيضاً بعض الإشارات الدالة على التوجه المقبل للرحباني الابن، وقد مثل زياد في هذه المسرحية دوراً هزلياً (دور السكير المفلس الذي يشرب بالدين) أظهر فيه موهبته الأصيلة ممثلاً وشخصيته المتميزة في هذا المضم
  رد مع اقتباس
قديم 04/05/2008   #191
شب و شيخ الشباب mnhoos
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ mnhoos
mnhoos is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
مشاركات:
50

إرسال خطاب MSN إلى mnhoos
افتراضي


-مناقشة فكرية لموضوع "التراث"
في هذا المقال أريد التركيز على رؤية زياد للتراث الفني المحلي وقد بدأ بطرح هذا الموضوع في المسرحية الثانية "نزل السرور" حيث يسخر على لسان بركات المطرب وقيصر الملحن من التراث. من "هيهات يا بو الزلف" و"دلعونا" ومن "شلح الزنبق" و"نبع المي" و"الطير الشادي" و"كتف الوادي" وإلخ.. ("أبو الزلف" و"دلعونا" ينتميان حقاً إلى التراث أما التعابير الأخرى فتنتمي إلى المدرسة الرحبانية التي يبدو أن زياداً لا يفرقها عن التراث وهو غاضب منها بنفس قدر غضبه من التراث)
كما رأينا خصص زياد مسرحية كاملة "شي فاشل" للسخرية من التراث ومن المدرسة الرحبانية وهو يصلي التراث بنيران حامية بل يلجأ لأجل هذا الغرض إلى خلق مشهد لا معقول في مسرحية واقعية هو مشهد هجوم يقوم به "أبو الزلف" بالذات لتخريب مشروع مسرحية رومنسية تزيف الواقع اللبناني.
إذا كان زياد لا يفصل بين التراث الموسيقي الرحباني، برؤاه الحالمة (والحاملة لأيديولوجيا اجتماعية طوبوية تصور المجتمع اللبناني بصورة وردية زائفة) وبين "التراث" عموماً، أي التراث الموسيقي العربي و التراث الشامي و اللبناني جزء منه، فإن هذا في نظري خطأ فادح يقع فيه زياد، وهو السبب الذي يجعله يسير في اتجاه فني ضال.
سأذكر كلمة "ضال" غير آبه بصيحات الاستنكار التي قد تنطلق من حناجر بعض أصحابنا من أنصار المدرسة المبتذلة التي تسود "مقولاتها" الآن بعد انهيار مدرسة الالتزام في الخمسينات والستينات. هذه المدرسة السطحية الجديدة القديمة ما هي إلا كاريكاتور للمدرسة الأوروبية التي رفعت شعار "الفن للفن" فهم يستهجنون "الأحكام الأيديولوجية" على الفن وأقول: لندعهم في أوهامهم التي تناسب النزعة الارتزاقية وعدم الرغبة في تحمل مسؤولية موقف من القضايا الملحة للجماعة.
وخطأ زياد وخيم العاقبة لأنه يأتي من شخص ذي مصداقية شخصية. إنه يأتي من شخص أثبت على الزمان التزاماً ونزاهة ولا يأتي من شخص انتهازي لا يأخذه أحد على محمل الجد.
ثمة أسباب وجيهة "لزعل" زياد من المدرسة الرحبانية التي استخدمت بعض التراث ودمجته في عملها الفني الذي يمكن تأويله في شكل من أشكال التأويل السياسي- التاريخي على أنه دفاع عن النظام الاجتماعي- السياسي اللبناني القائم، عن النزعة الانعزالية المركزة على "الخصوصية اللبنانية" (ولأجل الأمانة فإن هذا ينطبق فقط على جزء من التراث الرحباني ولكنه جزء مهم وفي المقابل ثمة أعمال رحبانية مثل "رجال الصوان" فيها بعد نضالي مختلف) غير أن "التراث" بمعناه العام ما هو إلا الجذور الحية للجماعة، وإذا أردنا قلع هذه الجذور فسوف يصبح المجتمع بلا مناعة، ريشة في مهب الريح، وهذه الدعوة إلى قلع الجذور الثقافية هي بالذات الخطيئة الأصلية العظمى للثقافة العربية الحديثة. وهي تكون مفهومة حين تأتي من أشخاص هم بانتمائهم الطبقي عملاء للإمبريالية الغربية مثل لطفي السيد ولكنها لا تكون مفهومة حين تأتي من فنان أثبت التزاماً وطنياً مطلقاً مثل زياد رحباني.
وعلى أساس هذا الضلال الخطير في الوعي الاجتماعي- التاريخي يقوم ضلال في الوعي الفني قاد زياداً إلى تجاربه الموسيقية الأخيرة منفرداً أو "مورطاً" والدته وهو يخطئ إذا استصغر شأن الرفض الجماهيري لهذه التجارب ومن المؤسف أن نراه مقتنعاً ببعض الأطروحات الاستشراقية عن الموسيقى العربية (التي يرددها أيضاً الدكتور فؤاد زكريا) التي تحتقر هذه الموسيقى بحجة أنها موسيقى لا تستطيع الانفصال عن الكلمات.
برأيي أن هذه الحجة لا تصمد لأي مناقشة جدية وما هي إلا تعبير عن العنصرية والاستعلاء إذا أتت من الغرب أو عن عقدة النقص والاستلاب إذا أتت من عندنا ولا تستند في واقع الأمر إلا إلى الاعتقاد الاستلابي التالي: "كل ما يميز العرب هو أدنى وكل ما يميز الغرب هو أعلى".
وقد ناقشت مراراً بعض المثقفين العرب الحديثين الذين كانوا يرون بجدية أن المرء لا يكون متحضراً ما لم يسمع بتهوفن باستمتاع وتفهم وقلت لهم: هل يمكن أن نقول إن المرء لا يكون متحضراً إذا لم يسمع الموسيقى الصينية باستمتاع وتفهم؟ هل نصف الغالبية الساحقة من الأوروبيين الذين لا يرون في الموسيقى الصينية إلا شيئاً يشبه مواء القطط بأنهم "غير متحضرين" أو "لا يفهمون بالموسيقى" (تشبيه هذه الموسيقى بمواء القطط سمعته من امرأة أوروبية لم تكن بالمناسبة لا عنصرية في الأساس ولا جاهلة) أم نصف كل من لا يفهم الموسيقى التقليدية العربية الصعبة (السماعيات والبشارف والأدوار والموشحات) ولا يستمتع بها (والذين لا يفهمون هذه الموسيقى يشكلون غالبية العرب المعاصرين وكل الغربيين) بأنه غير متحضر أو لا يفهم في الموسيقى؟ ولماذا يجب عليّ أن أفهم بتهوفن وسترافنسكي والموسيقى الأحدث ولا يجب عليهم أن يفهموا الموسيقى العربية؟
والجواب الصحيح في رأي هو التالي: ليس "من الواجب" لا فهم الموسيقى الصينية ولا العربية ولا الأوروبية وإنه يكفي أن يفهم المرء واحداً من هذه الأنواع من الموسيقى لنحكم عليه بأنه يتذوق الموسيقى، وما من نوع من هذه الأنواع هو "أحسن" من الأنواع الأخرى أو هو "متقدم" عليها تماماً كما أنه ما من لغة هي خير من لغة أخرى، والأمر في الموسيقى (كما في الفن وكما في اللغة) يختلف كلياً عنه في التكنولوجيا أو في العلم الطبيعي فالعلاقة بين الموسيقى العربية والموسيقى الغربية لا تشبه العلاقة بين العربة التي يجرها الحصان والسيارة ولا العلاقة بين نظرية بطليموس في الفلك ونظرية كوبيرنيكس!
2-عن البناء المسرحي في مسرح زياد الرحباني:
لن نتطرق هنا إلى مسرحية زياد الأخيرة حتى كتابة هذا المقال "بخصوص الكرامة والشعب العنيد".
مسرحيات زياد الخمس ("سهرية"،"نزل السرور"، "بالنسبة لبكره شو"، "فيلم أميركي طويل"، "شي فاشل") لا تتماثل في درجة إتقان البناء المسرحي، فهذا البناء يشكو من اختلال هام ناتج أساساً عن الحدث المصطنع غير المقنع في "نزل السرور" وعن عدم فهم الموضوع الأساسي الذي ينبني عليه الحدث في مسرحية فيلم أميركي طويل (وهو موضوع المرض النفسي والعلاج النفسي والربط غير الصحيح بين هذا الموضوع والوضع السياسي) وبالمقابل تتمتع مسرحيتا "بالنسبة لبكره شو" و"شي فاشل" ببناء مسرحي متماسك ومقنع، ولن نذكر "سهرية" التي كانت تجربة مراهقة لم تتضمن أكثر من "اسكتشات" مسلية.
ولعله من الشيق أن نلاحظ أن نجاح زياد في البناء المسرحي كان يتفق مع صحة رؤيته العامة لموضوع كل مسرحية، فإن رؤيته للحركة الثورية في "نزل السرور" كانت وهمية وبعيدة عن الحركة الثورية في الواقع اللبناني، على حين تألق في "بالنسبة لبكره شو" التي تفضح واقع التركيبة البرجوازية التابعة للاقتصاد اللبناني وفي "شي فاشل" التي يتطرق فيها زياد فيها إلى الموضوع الذي يعرفه جيداً: واقع السيكولوجيا الجماعية اللبنانية المتناقضة مع الادعاءات الأيديولوجية الوهمية التي تتحدث عن مجتمع لبناني متماسك متحاب لا توجد فيه حتى.. الطائفية!
وأياً كان حكمنا على البنية العامة للمسرحية الزيادية فلا بد من ذكر تألق زياد الدائم في الحوار العفوي والسلس الممتلئ بالنكات اللاذعة وابتعاده الدائم عن كل مثالية في رسم الشخصيات ولعل هذا ناتج عن سمة شخصية فيه أهم ميزاتها الصدق وانعدام "المزاودة"!
  رد مع اقتباس
قديم 10/07/2008   #192
شب و شيخ الشباب MadMax
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ MadMax
MadMax is offline
 
نورنا ب:
Aug 2006
المطرح:
Antaradus
مشاركات:
11,261

افتراضي يا سوسو


يا سوسو



رئيس حكومتِك بَدّو يا سوسو

شَراكتنا تا يقدر يَسوسو

ما النكبه شو؟ يا دودو يا سوسو

آ كيف ان كان إجتمعوا سوا








عدد السبت ٥ تموز ٢٠٠٨
  رد مع اقتباس
قديم 18/02/2009   #193
صبيّة و ست الصبايا The morning
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ The morning
The morning is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
المطرح:
Chicago
مشاركات:
7,423

افتراضي


عن السنيورة وجنبلاط وجعجع و..الشيطان!!


الشيطانُ يا وَلَدي يَكمُنُ في التفاصيل


أمّا البـــــاقي فملائكـــة!

ملاك في الســـــــرايا يسرحُ في التأجيل



وَملاكٌ في معــــراب يُمعِنُ في الإنجيــــل

وَآخـــرُ في المختــارة يُشـبه عزرائيل



أما عمرو مــوسى فيكره إسرائيل

والشــــيطان البــــاقي يَكمُنُ في التفاصيـــل


18 شـباط 2009

من يومها صار القمر أكبر :)

______

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
قديم 18/02/2009   #194
شب و شيخ الشباب MadMax
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ MadMax
MadMax is offline
 
نورنا ب:
Aug 2006
المطرح:
Antaradus
مشاركات:
11,261

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : The morning عرض المشاركة
عن السنيورة وجنبلاط وجعجع و..الشيطان!!


الشيطانُ يا وَلَدي يَكمُنُ في التفاصيل


أمّا البـــــاقي فملائكـــة!

ملاك في الســـــــرايا يسرحُ في التأجيل



وَملاكٌ في معــــراب يُمعِنُ في الإنجيــــل

وَآخـــرُ في المختــارة يُشـبه عزرائيل



أما عمرو مــوسى فيكره إسرائيل

والشــــيطان البــــاقي يَكمُنُ في التفاصيـــل


18 شـباط 2009

http://www.akhawia.net/showthread.php?t=69387&page=9
  رد مع اقتباس
قديم 18/03/2009   #195
شب و شيخ الشباب توم و جيري
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ توم و جيري
توم و جيري is offline
 
نورنا ب:
Nov 2008
المطرح:
syria
مشاركات:
1,309

إرسال خطاب MSN إلى توم و جيري
افتراضي


قوم فوت نام ..
صير احلااااااااااااااام ...
انو بلدنا صارت بلد .....
قوم فوت نام هالايام حارة بيسكرها ولد ...

أحتاج إلى عاصفة...
تنسيني آثار السكون...
وأنتِ يا سمراءُ عاصفتي
...معذبتي .. قاتلتي..
يا جميلة العيون
  رد مع اقتباس
قديم 11/04/2009   #196
شب و شيخ الشباب رجل من ورق
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ رجل من ورق
رجل من ورق is offline
 
نورنا ب:
Aug 2008
المطرح:
ببحر بعيد
مشاركات:
1,989

إرسال خطاب MSN إلى رجل من ورق
افتراضي


جمعة 14 آذار العظيمة

زياد الرحباني
- الآب: لاه يا بابا، الجمعة الحزينة ما دخّلهن فيها السوريين، هيدي حزينة من قَبْل السوريين بكتير يا بابا... معقول ما قالولكن عنها بالمدرسة؟
- الابن: ما بيقولولنا شي.
- الآب: كيف هيك؟
- الابن: كلّن عن إشيا مش مظبوطين، بيخافوا من السوريين لأنو.
- الآب: ما بيصير بابا هَي أفظع مدرسة، بعدين السوريين: بَحّ! راحوا السوريين شو بعدها عم بتخبّركن المدرسة؟
- الابن: ومين صلب المسيح؟
- الآب: اليهود بابا، اليهود هنّي اللي صلبوا المسيح!
- الابن: أكيد؟
- الآب: أكيد بابا.
- الابن: آه، من شان هيك هجموا عليهن حزب الله؟
- الآب: أيوااااا!!!!! شفت كيف Pappi؟ هيك بدّي ياك.
- الروح القدس: أستغفر الله! (والوطن والعائلة). آمين.

قم واضرب المستحيل بقبضتك اليسرى
انت تستطيع ذلك
http://themanofpapers.wordpress.com
  رد مع اقتباس
قديم 11/04/2009   #197
شب و شيخ الشباب MadMax
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ MadMax
MadMax is offline
 
نورنا ب:
Aug 2006
المطرح:
Antaradus
مشاركات:
11,261

افتراضي


باسم الاب و الابن و الروح القدس




و آمين يا زياد
  رد مع اقتباس
قديم 11/04/2009   #198
صبيّة و ست الصبايا sona78
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ sona78
sona78 is offline
 
نورنا ب:
Jun 2008
مشاركات:
1,993

افتراضي


باسم الكل سوا
من كل الديانات

قلي لي احبك
كي تزيد قناعتي اني امرأة
قلي احبك
كي اصير بلحظة .. شفافة كاللؤلؤة
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 01:04 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.30231 seconds with 13 queries