أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > أدب > الشعر

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 25/12/2007   #19
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


وصية من محتضر

يا صمت يا صمت المقابر في شوارعها الحزينه

أعوي أصيح أصيح في لهفٍ فأسمع في السكينه

ما تنثر الظلماء من ثلجٍ وقار

تصدي عليه خطىً وحيداتٍ و تبتلع المدينة

أصداءُهُنَّ كأن وحشا من حديد من حجار

سف الحياة فلا حياة من المساء إلى النهار

أين العراق ؟ و أين شمس ضحاه تحملها سفينة

في ماء دجلة أو بويب ؟ و أين أصداء الغناء

خفقت كأجنحة الحمام على السنابل و النخيل

من كل بيت في العراء

من كل رابية تدثرُها أزاهير السهول

إن مت يا وطني ففبرٌٌ في مقابرك الكئيبة

أقصى مناي و أن سلمت فإن كوخا في الحقول

هو ما أريد من الحياة فدى صحاراك الرحيبة

أرباض لندن و الدروب و لا أصابتك المصيبة

أنا قد أموت غدا فإنّ الداء يقرض غير وانٍ

حبلا يشدُّ إلى الحياة حطام جسم مثل دار

نخرت جوانبها الرياح و سقفها سيل القََََطار

يا إخوتي المتناثرين من الجنوب إلى الشمال

بين المعابر و السهول و بين عالية الجبال

أبناءَ شعبي في قراه و في مدائنه الحبيبة

لا تكفروا نِعمَ العراق

خير البلاد سكنتموها بين خضراء و ماء

الشمس نور الله تغمرها بصيف أو شتاء

لا تبتغوا عنها سواها

هي جنة فحذار من أفعى تدب على ثراها

أنا ميت لا يكذب الموتى و أكفر بالمعاني

إن كان غير القلب منبعها

فيا ألق النهار

أغمر بعسجدك العراق فإنّ من طين العراق

جسدي و من ماء العراق

** ولكم ان تلاحظوا كيف نبرة الموت واضحة فى شعره كانه كان يعرف قدره

شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة
  رد مع اقتباس
قديم 25/12/2007   #20
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


القصيدة والعنقاء

جنازتي في الغرفة الجديدة

تهتف بي أن أكتب القصيدة

فأكتب

ما في دمي وأشطب

حتى تلين الفكرة العنيدة

وغرفتي الجديدة

واسعة أوسع لي من قبري

إذا اعتراني تعب

من يقظة فالنوم منها أعذب

ينبع حتى من عيون الصخر،

حتى من المدفأة الوحيدة

تقوم في الزاوية البعيدة.
***

وترفع الجنازة اليابسة المهدمة

من رأسها ترنو إلى الجدران

والسقف والمرآة والقناني
.
ما للزوايا مظلمة

كأنهن الأرض للإنسان

تريد أن تحطمه

بالمال والخمور والغواني.

والكذب في القلب وفي اللسان،

تريد أن تعيده

للغابة البليدة؟

وصفحة المرآة ما لها تطل خاوية

ما أثمرت بغانية،

بالشفة المرجان

تنيرها كالشفق العينان

كهذه المرآة

ستصبح الأرض بلا حياة.

وفي الليالي الداجية،

في ذلك السكون ليس فيه

إلا الريح العاوية

***
وهكذا الشاعر حين يكتب القصيدة

فلا يراها بالخلود تنبض،

سيهدم الذي بني، يقوض

أحجارها ثم يمل الصمت والسكونا.

وحين تأتي فكرة جديدة،

يسحبها مثل دثار يحجب العيونا

فلا ترى. إن شاء أن يكونا

فليهدم الماضي فالأشياء ليس تنهض

إلا على رمادها المحترق

منتثرا في الأفق...

وتولد القصيدة
  رد مع اقتباس
قديم 25/12/2007   #21
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : *Marwa* عرض المشاركة
موضوع كتير حلو..الباب تقرعه الرياح قصيدة تعلمناها كتير كتير حلوة ومؤثرة
بس انتي متاكدة يا ايمان انو رحل بسن ال 38 انا بعتقد كان اكبر من هيك..بس انو مات وهو عندو شلل بالاطراف وكان مغترب بلندن و دائما يحن للعراق ولأمو اللي توفت وهو زغير !!

يسلمو جميعا عالشعر
فعلا مروة مات مشلول تقريبا معلومة انو مات فى ال38 مؤكدة
  رد مع اقتباس
قديم 25/12/2007   #22
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


وهذا مقال جيد عن السياب حياته .. شعره

السياب: قصائد قليلة أطلقت الشعر العربي في أفق فسيح
رحل عن 38 عاما في نفس العمر الذي غاب فيه بوشكين ولوركا وديلان توماس
فاضل السلطاني






اليوم، الرابع والعشرون من ديسمبر /كانون الأول، رحل الشاعر العراقي بدر شاكر السياب قبل أربعين عاماً، وحيداً إلا من نفر من الأصدقاء، ودفن في مقبرة الحسن البصري شبه وحيد ومهجور ومعدم تماماً. لقد امتلأت حياة رائد الشعر العربي الحديث بالمفارقات العجيبة، لكن موته كان المفارقة الكبرى، وكأنه بعث من جديد، بينما خفتت أصوات كثيرة ارتفعت لحين حتى غطت على صوته. من أين تستمد قصيدة السياب أسباب قوتها، وعلى ماذا يستند حضور السياب القوي حتى بعد أربعين سنة من غيابه المفجع؟ ثم ماذا بقي من السياب، وسيبقى؟
هنا مساهمات تحاول الإجابة على هذه الأسئلة الأساسية.
قال أدونيس مرة: ان بيت شعر من السياب يعادل ديواناً كاملاً للبياتي. واذا نزعنا صيغة المبالغة عن هذا القول، ووسعناه بقولنا ان قصائد للسياب تعادل دواوين كاملة لشعراء جايلوه، وآخرين أتوا بعده، لصح هذا القول، وربما على صاحبه ايضاً.
على مدى اربعين سنة منذ رحيلة المبكر عن ثمانية وثلاثين عاماً وهو عمر رحل فيه عمالقة آخرون مثل بوشكين ولوركا وديلان توماس وآخرين، وهو موضوع محير، بحاجة ربما الى دراسة خاصة. صدرت آلاف آلاف الدواوين الشعرية، ثم اختفت، ربما هي واصحابها، من ذاكرتنا، لكن بقيت قصائد مثل «انشودة المطر» و«النهر والموت»، و«غريب على الخليج» و«الأسلحة والأطفال»، وغيرها شواهد خاصة في الذاكرة، ولنسمها الذاكرة الشعرية وكأنها كتبت في الأمس فقط.
كان اوكتافيو باث، الغزير الانتاج، يقول انه سيكون ممتناً لله لو بقيت منه خمس أو ست قصائد. ولا شك ان السياب يشكر الله مرتين. فترة أربعين سنة هي اختبار اكثر من كاف لقوة القصيدة، في فترة عربية تعددت فيها الاتجاهات والمدارس، وكثرت فيها الانقلابات الشعرية وغير الشعرية، وسادت الفوضى وكثر المدعون والمتطفلون. لكن القصيدة ـ القصيدة تبقى عادة دائماً كرغيف الخبز الذي خرج لتوه من التنور حتى لو كانت مكتوبة قبل آلاف السنين. القصيدة ـ القصيدة لا تختمر، وليست محكومة مثل اصحابها بقوانين الزمن. كأن مطر السياب لا يزال يهطل لحد الآن، وكأن عراقه لا يزال هو هو، ونهيره «بويب» ما زال حزيناً كالمطر، و«مومسه العمياء» لا تزال «المومس العمياء» و«المسيح» لا يزال يجر صليبه في المنفى.
لكن من أين تنبع قوة القصيدة؟ هل تستطيع قصيدة ان تحفر نخاعك العظمي، بينما لا تصل أخرى حتى إلى قشرة جلدك؟ من الصعب الاجابة عن هذا السؤال، فلا أحد يعرف، عن ارشيبالد مكليش، اميركيا، الذي كتب عن هذا الموضوع في كتابه الرائد «الشعر والتجربة» الى يوسف اليوسف، عربياً، الذي خصص كتاباً كاملاً عن الموضوع نفسه بعنوان «ما الشعر العظيم!»، ما الذي يجعل الشعر العظيم عظيماً، ولا أحد يمكن أن يكشف لنا سرّ بقاء، إن لم نقل خلود الأعمال الأدبية والفنية. من الممكن بالطبع مقاربة بعض جوانب الموضوع، غير انه من المستحيل القبض على السر ذاته.
أهو زواج التناقضات المستحيل كما يذهب مكليش، أم تلك القدرة، النادرة على ابتكار «الصورة المفكرة»، حيث تتزاوج الفكرة مع الصورة، والصورة مع الفكرة، ويصبح المجرد حساً، والحس تجريداً، كما يذهب هيغل، وهو شيء لم يحققه سوى شعراء معدودين عبر التاريخ، هم الشعراء ـ الشعراء! حقق السياب شيئاً من ذلك في قصائده الباقية وهي قليلة كما عند اغلب الشعراء العظام، ولم تسعفه حياته العاصفة لتطوير عناصره التي كانت جديدة فعلاً على الشعر العربي الذي ادخله في افق فسيح، بعدما ضاق به حتى عنق الزجاجة.
ومن الملاحظ ان بزوغ عبقريات فنية وأدبية عديدة قد حصل في المنعطفات البشرية الحادة، أو الانتقالات الاجتماعية الكبرى، والأمثلة كثيرة في تاريخ الابداع الانساني.
لقد اغتنت الحياة العربية بمضامين واشكال جديدة بعد الحرب العالمية الثانية، ونكبة فلسطين. وتزعزعت القيم التقليدية السابقة في المجتمع العربي لتحل محلها قيم جديدة آخذة بالتشكل على المستوى الاجتماعي والسياسي، وعلى مستوى البناء الفوقي وتعبيراته، ومنها التعبير الثقافي.
وكان لا بد لهذه المتغيرات من حساسية فريدة لالتقاطها، وتمثلها، وبالتالي عكسها فنياً. وهذا ما فعله السياب، هذا الجسر الذهبي الذي ربط بين القديم والجديد، كما يقول الجواهري، بموهبته الشعرية الفذة.
كان السياب هو المفجر الحقيقي لهذه الثورة في الشعر العربي بشكله ومضمونه، وهذا لا يعني، بالطبع، نفي الرواد الآخرين: نازك الملائكة ـ التي تكون قد كتبت قصيدتها «الكوليرا» قبل قصيدة «هل كان حباً» للسياب ـ أو البياتي أو بلند. ان ما يميز السياب هي شاعريته الفذة التي ساهمت، كما قلنا، عوامل كثيرة في تكوينها، منها سيرة حياته نفسها، وهي سيرة تبدو، من نواح كثيرة، كسير كثير من العظماء في تاريخ الأدب الانساني.
لم يكن السياب في مرحلته الأولى التي يسميها نقاده بالمرحلة الرومانسية متميزا عن مجايليه، بل اننا لو قارنا قصائده في هذه المرحلة بقصائد كتبت في الفترة نفسها ـ ونعني قصائد «أباريق مهشمة» للبياتي ـ لوجدنا الاخيرة متقدمة عليها من الناحية الفنية والفكرية، وتمثلها لمفاهيم الشعر العربي الجديدة، وقد نستثني من ذلك قصائد مثل «في السوق القديم» و«اتبعيني» و«اساطير». ولو قارنا، ايضا، قصيدته الأولى «هل كان حباً»، بقصيدة «الكوليرا» للملائكة، لوجدنا الاخيرة اقرب لروح الشعر الحديث.
ولكن السياب قفز قفزته الكبرى، وقفز بالشعر العربي، في مجموعته «انشودة المطر».
مثلت هذه المجموعة نموذجا رائعا لما ندعوه بالالتزام ـ بالمعنى الواسع للكلمة ـ الالتزام النابع من الذات حين تتوافق مع الموضوع. اختلفت اللغة، هنا، عن لغة قصائده في مراحله الاخرى. الفن العظيم حقا هو تعبير عن الموضوع من خلال الذات، تعبير عن الحركة الخفية لمجتمع ما، تراها عين الفنان وحده، في لحظة صعوده أو انكفائه.
اعاد السياب الى القصيدة العربية ارتباطها بالناس من خلال تحشيده الهائل لتفاصيل حيواتهم. ودخلت الحياة بكل نبضها الحي في جسد قصيدته، وحتى البحور التي استخدمها السياب في تلك الفترة، خاصة «الكامل» جاءت متوافقة مع طبيعة تلك المرحلة، وتشابكها، وجلالها، وتحولاتها الضخمة: «غريب على الخليج» و«انشودة المطر»، و«النهر والموت» و«حفار القبور» و«المخبر» و«المومس العمياء» و«الأسلحة والأطفال»... الخ.
كانت لغة السياب في هذه المرحلة لغة حديثة فعلا، ونعني باللغة الحديثة اقترابها من لغة الناس اليومية، وابتعادها عن المفردة القاموسية الميتة، وادخال احاديث الناس البسطاء الى الشعر، وتناول قضاياهم بالفاظهم هم، ولعل هذا هو اثمن ما جاء به الشعر العربي الحديث، اعادة الشعر الى الناس الذين يكتب من اجلهم هذا الشعر، فلم تكن ثورة الشعر الحديث ثورة جمالية فقط، ولذلك سرعان ما انتشر انتشارا كبيرا.
واكتنزت هذه اللغة، وتعددت دلائلها باستخدام السياب الواسع للأسطورة، وهي ظاهرة جديدة ايضا ادخلها السياب الى القصيدة الحديثة متأثرا بالشعر الغربي الحديث، خاصة اليوت. ولكن هذا الاستخدام لم يكن، في رأينا، موفقا. فقد ظلت الاسطورة في شعره «اطارا خارجيا» ولم تصبح جزءا من نسيج القصيدة العضوي، اضافة الى ان معظم الاساطير التي استخدمها لم تكن اساطير محلية لها دلالاتها الرمزية والنفسية في ذهن القارئ العربي، ونعتقد ان خليل حاوي قد نجح في تلافي ذلك وكذلك ادونيس في بعض محاولاته.
أما على مستوى البنية الايقاعية، فقد ظل السياب ملتزما، عموما، بما تسميه نازك الملائكة في كتابها «قضايا الشعر المعاصر» بـ «البحور الصافية» اي التي تتكون من تفعيلة واحدة. هذه التجارب الجريئة في شكل الشعر العربي الحديث، وهو ما زال في بدايته، تعكس موهبة السياب الكبيرة، وتمكنه من عمود الشعر، الأمر الذي أتاح له تطويره في ما بعد. والغريب ان هذه التجارب في ايقاع الشعر العربي ماتت بموت السياب، ما عدا المزاوجة بين بحرين كما عند ادونيس وسعدي يوسف الذي استخدم، ايضا، بحر الطويل في قصيدة واحدة هي «الألوية الأربعة عشر» حسب ما نتذكر، فقد اقتصرت القصيدة الحديثة عموما على وزنين أو ثلاثة هي المتقارب والمتدارك وحمار الشعراء الرجز على امتداد خمسة اجيال تقريبا. أما الكامل الذي ساد في فترة الخمسينات في معظم القصائد ـ بتأثير من السياب نفسه ـ فقلما نرى انفسنا نخوض الآن في هذا البحر الجليل باستثناء محمود درويش، وهذا يصح ايضا على «الرمل».
حققت كل هذه الانجازات، وما قلنا في البداية انه سر الشعر، مكانة متميزة للسياب في خريطة شعرنا الحديث، ونعتقد ان قصائد كثيرة منه ستبقى لأمد طويل لأنها تلبي حاجة روحية عميقة في دواخل اي انسان بغض النظر عن المكان والزمان: الحاجة الى الشعر.
  رد مع اقتباس
قديم 02/02/2008   #23
صبيّة و ست الصبايا sandra
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ sandra
sandra is offline
 
نورنا ب:
Dec 2007
مشاركات:
3,859

افتراضي


الله يرحمك يا بدر شاكر السياب
لو ما مات وهو تحت الاربعين كان صار رائد الشعر الحديث
أنا كتير بحب قصائدو خصوصاً انشودة المطر
بحس فيها روعة وشفافية
بحس السياب عاطفي كتير ورومنسي لما بيحكي عن واقع أليم
للأسف هالقصيدة ما درسونا ياها بالبكالوريا متل ما لازم أوعطوها الاهمية اللي بتستاهلها
على فكرة اليوم أول مرة بشوف صورتو اللي فاجئتني شوي، مدري لي كنت احسو كتير حلو، يمكن لأن كلماتو بتسحرني
شكراً كتير عالموضوع
  رد مع اقتباس
قديم 02/02/2008   #24
صبيّة و ست الصبايا نـانـا
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ نـانـا
نـانـا is offline
 
نورنا ب:
Feb 2008
المطرح:
خانيونس
مشاركات:
7

افتراضي


كتير حلوة

شكرا اخي على الكلمات الحلوة
  رد مع اقتباس
قديم 08/04/2008   #25
صبيّة و ست الصبايا وشم الجمال
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ وشم الجمال
وشم الجمال is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
المطرح:
جبين الشمس
مشاركات:
4,561

افتراضي المخبر بدر شاكر السياب




الى مخبر



أنا ما تشاء : أنا الحقير.
صبَّاغ أحذية الغزاة ، وبائع الدم والضمير
للظالمين . أنا الغراب
يقتات من جثث الفراخ . أنا الدمار ، أنا الخراب ‍‍‍!
شفة البفيّ أعفّ من قلبي ، وأجنحة الذباب
أنقى وأدفأ من يديّ . كما تشاء ... أنا الحقير ‍!
لكنَّ لي من مقلتيّ – إذا تتبَّعتا خطاك
وتقرّتا قسمات وجهك وارتعاشك – إبرتينِ
ستنسجان لك الشراكْ
وحواشيَ الكفن الملطَّخ بالدماء ، وجمرتينِ
تروّعان رؤاك إن لم تحرقاكْ ‍!
وتحول دونهما ودونك بين كفيّ الجريده
فتندّ آهتك المديده
وتقول : "أصبح لا يراني" ... بيد أن دمي يراك
إني أحسّك في الهواء وفي عيون القارئين.
لِمَ يقرأون : لأنَّ تونسَ تستفيق على النضال ؟
ولأن ثوّار الجزائر ينسجون من الرمالْ
ومن العواصف والسيول ومن لهاث الجائعين
كفنَ الطغاة ؟ وما تزال قذائف المتطوعين
يصفرن في غسق القنال ؟
لِمَ يقرأون وينظرون إليَّ حيناً بعد حين
كالشامتين ؟
سيعلمون من الذي هو في ضلالْ
ولأيّنا صدأُ القيود ... لأيّنا صدأ القيود ..
لأيّنا ...
نهض الحقير
وسأقتفيه فما يفرّ ، سأقتفيه إلى السعير.
أنا ما تشاء : أنا اللئيم ، أنا الغبيّ ، أنا الحقود
لكنَّما أنا ما أريد : أنا القويّ ، أنا القدير.
أنا حامل الأغلال في نفسي ، أقيِّد من أشاءُ
بمثلهنّ من الحديد ، واستبيح من الخدود
ومن الجباه أعزُهنَّ . أنا المصير ، أنا القضاء.
الحقد كالتنور فيَّ : إذا تلهَّب بالوقود
- الحبر والقرطاس – أطفأ في وجوه الأمَّهاتْ
تنورهنّ ، وأوقف الدم عن ثديّ المرضعات .
في البدء كان يطيف بي شبَحٌ يقال له : الضمير
أنا منه مثل اللص يسمع وقع أقدام الخفير .
شبَحٌ تنفَّس ثمّ مات
واللص عاد هو الخفيرْ .
في البدء لم أكُ في الصراع سوى أجير
كالبائعات حليبهنّ ، كما تؤجَّر – للبكاء
ولندب موتى غير موتاهنّ – في الهند النساء .
قد أمعن الباكي على مضضٍ ، فعاد هو البكاء !


تباً إننا جيل كامل من الانتظار .. متى نفرغ من الصبر .. و من مضغ الهواء ..


اتعرى من الجميع كي أجدني,,,,
فأضيع !!!!

حاولتُ أن أغرق أحزاني في الكحول، لكنها، تلك اللعينة، تعلَّمَت كيف تسبح!
  رد مع اقتباس
قديم 08/04/2008   #26
صبيّة و ست الصبايا وشم الجمال
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ وشم الجمال
وشم الجمال is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
المطرح:
جبين الشمس
مشاركات:
4,561

افتراضي


ألخوف والدمُ والصغَّار. فأي شيء أرتجيه ؟
فعلى يديَّ دمٌ وفي أذنيْ وهْوهة الدماء
وبمقلتيَّ دمٌ ، وللدّم في فمي طعمٌ كريه !
أثقل ضميرك بالآثام فلا يحاسبك الضمير
وانسَ الجريمة بالجريمة والضحية بالضحايا .
لا تمسح الدم عن يديك فلا تراه وتستطير
لفرط رعبك أو لفرط أساك .. واحتضن الخطايا
بأشدّ ما وسع احتضانٌ تنجُ من وخز الخطايا .

قوتي وقوتُ بنيّ لحمٌ آدمي أو عظام
فليحقدنّ علي كالحمم المتعرّة ، الأنام
كي لا يكونوا إِخوةً لي آنذاك ، ولا أكون
وريث قابيل اللعين سيسألون
عن القتيل فلا أقول :
" أأنا الموكّل ، ويلكم بأخي ؟ " فإن المخبرين
بالآخرين موكّلون !

سحقاً لهذا الكون أجمع وليحلّ به الدمارْ !
مالي وما للناس؟ لست أباً لكل الجائعين
وأريد أن أروي وأشبع من طوىً كالآخرين
فلينزلوا بي ما استطاعوا من سباب واحتقار
لي حفنة القمح التي بيدي ودانية السنين
- خمسٌ وأكثر .. أو أقلّ – هي الربيع من الحياة
فليحلموا هم بالغد الموهوم يبعث في الفلاة
روحَ النماء ، وبالبيادر وانتصار الكادحين
فليحلموا إن كانت الأحلام تشبع من يجوع.
إني سأحيا لا رجاء ولا اشتياق ولا نزوع ،
لا شيء غير الرعب والقلق الممض على المصير
ساء المصير !
ربّاه إن الموت أهون من تَرقُّبهِ المرير
ساء المصير :
لِمَ كنت



  رد مع اقتباس
قديم 11/04/2008   #27
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


القصيدة عبارة عن دراسة نفسانية عميقة لشخصية المخبر دراسة علمية مكثفة في اطار شعري حافظ على البعد الجمالي للقصيدة
انها تعبر بشكل لافت عن عبقرية السياب الشعرية

وعبقرية اختياراتك وشم الجمال



  رد مع اقتباس
قديم 11/04/2008   #28
شب و شيخ الشباب LiOnHeArT.3LA2
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ LiOnHeArT.3LA2
LiOnHeArT.3LA2 is offline
 
نورنا ب:
Oct 2007
المطرح:
مشغل سيكارة .. وقاعدلك
مشاركات:
3,492

افتراضي


راااااااااائعة جدا

السياب مزج فيها قصص الانبياء ببطولات الشهداء وذل الحقراء

مشكورة جدا على النقل سراب


,, Abu Mustafa ,,

الخيار لك...والرغبة منك...والحل بيدك...لنكون كلنا معا في سبيل مستقبل أخوية...
..
عقلنا .. ليس وظيفته التفكير .. لكن لرفع مستوى الادرينالين عندما نفعل شيئا منافيا له ..
..
احتجاج دماغي .
  رد مع اقتباس
قديم 11/04/2008   #29
صبيّة و ست الصبايا وشم الجمال
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ وشم الجمال
وشم الجمال is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
المطرح:
جبين الشمس
مشاركات:
4,561

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : verocchio عرض المشاركة
القصيدة عبارة عن دراسة نفسانية عميقة لشخصية المخبر دراسة علمية مكثفة في اطار شعري حافظ على البعد الجمالي للقصيدة
انها تعبر بشكل لافت عن عبقرية السياب الشعرية

وعبقرية اختياراتك وشم الجمال


عندما تحدث السياب عن المخبر جعل من نفسي بعضا من بركان لاني احتاج كثيرا لان اكتب فيهم ولكني لم اتمكن من تجسيد ما اشعر به....وهذا ما افلح به السياب....

عزيزي محمد.... انت الذواقة الرائع ليس الا

اقتباس:
كاتب النص الأصلي : تائه فـــ النور ــــي عرض المشاركة
راااااااااائعة جدا

السياب مزج فيها قصص الانبياء ببطولات الشهداء وذل الحقراء

مشكورة جدا على النقل سراب

وانت مشكور اكثر ايها التائه...السياب بالرغم من بعض الانتقادات الموجهة لشعره الا انه هنا تميز بقصيدته...
  رد مع اقتباس
قديم 12/04/2008   #30
صبيّة و ست الصبايا وشم الجمال
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ وشم الجمال
وشم الجمال is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
المطرح:
جبين الشمس
مشاركات:
4,561

افتراضي ابن الشهيد


و تراجع الطوفان لملم كل أذيال المياه
و تكشف قمم التلال سفوحها و قرى السهول
أكواخها و بيوتها خرب تناثر في فلاه
عركت نيوب الماء كل سقوفها و مشى الذبول
فيما يحيط بهن من شجر فآه
آه على بلدي عراقي : أثمر الدم في الحقول
حسكا و خلف جرحة التتري ندبا في ثراه
يا للقبور كأن عاليها سفلا و غار إلى الظلام
مثل البذور تنام ظلم الثمار و لا تفيق
يتنفس الأحياء فيها كل وسوسة الرغام
حتى يموتوا في دجاها مثلما اختنق الغريق
جثث هنا ودم هناك
وفي بيوت النمل مد من الجفون
سقف يقرمده النجيع و في الزوايا
صفر العظام من الحنايا
ماذا تخلف في العراق سوى الكآبه و الجنون
أرأيت أرملة الشهيد
الوزج مد عليه من ترب لحافا ثم نام
متمددا بأشد ما تجد العظام
من فسحة سكنت يداه على الأضالع
و العيون
تغفو إلى أبد الإله إلى القيامة في سلام
رمت الرداء العسكري و نشرته على الوصيد
لثمته فانتفض القماش يرد برد الموت
برد المظلمات من القبور
يا فكرها عجبا ثقبت بنارك الأبد البعيد
يا فكر شاعرة يفتش عن قواف للقصيد
ماذا وجدت وراء أمسي و عبر يومّك من دهور
الثأر يصرخ كل عرق كل باب
في الدار يا لفم تفتّح كالجحيم من الصخور
من كل ردن في الرداء من النوافذ و الستور
من عيني ابنك يا شهيد تسائلان بلا جواب
عنك الأسرة و الدروب و تسألان عن المصير
مذ ألبسته الأم ثوبك في معاركك الأثير
و يداه في الردنين ضائعتان و الصدر الصغير
في صدرك الأبوي عاصفة تغلف بالسحاب
ورنا إلى المرآة
أبصرت فيه شخصك في الثياب
أبني كان أبوك نبعا من لهيب من حديد
سوراً من الدم و الرعود
ورماه بالأجل العميل فخر واها كالشهاب
لكن لمحا منه شع وفض اختام الحدود
و أضاء وجه الفوضوي ينز بالدم و الصديد
و كأن في أفق العروبة منه خيطا من رغاب
و تنفس الغد في اليتيم و مد في عينيه شمسه
فرأى القبور يهب موتاهن فوجا بعد فوج
أكفانها هرئت
و لكن الذي فيها يضم إليه أمسه
ويصيح يا للثار يا للثار
يصدى كل فج
و ترنّ أقيبة المساجد و المآذن بالنداء
و ينام طفلك و هو يحلم بالمقابر و الدماء
  رد مع اقتباس
قديم 27/06/2008   #31
post[field7] حمبراوي
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ حمبراوي
حمبراوي is offline
 
نورنا ب:
Apr 2008
مشاركات:
6

افتراضي المخبر


طابت ايامكم أختي الكريمة :
لن نتكلم عن القصيدة لأنها لبدر
بدر الشعر العربي
ولكن نشكر ناقلتها فهي لاتقل روعة عن قائلها
واسال الأخوة الكرام :
ايهما أشعر : الشاعر أم الذواقة؟
وشكرا
  رد مع اقتباس
قديم 29/09/2008   #32
شب و شيخ الشباب achelious
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ achelious
achelious is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
المطرح:
الغدّ
مشاركات:
2,008

افتراضي


..
  رد مع اقتباس
قديم 07/11/2008   #33
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


المومس العمياء
بدر شاكر السياب - العراق
الليل يطبق مرة أخرى، فتشربه المدينه
والعابرون، إلى القرارة... مثل أغنية حزينه.
وتفتحت كأزاهر الدفلي، مصابيح الطريق،
كعيون "ميدوزا"، تحجر كل قلب الضغينه،
وكأنها نذر تبشر أهل "بابل" بالحريق
من أي غاب جاء هذا الليل؟ من أي الكهوف
من أي وجر للذئاب؟
من أي عش في المقابر دف أسفع كالغراب؟
"قابيل" أخف دم الجريمة بالأزاهر والشفوف
وبما تشاء من العطور أو ابتسامات النساء
ومن المتاجر والمقاهي وهي تنبض بالضياء
عمياء كالخفاش في وضح النهار، هي المدينة،
والليل زاد لها عماها.
والعابرون:
الأضلع المتقوسات على المخاوف والظنون،
والأعين التعبى تفتش عن خيال في سواها
وتعد آنية تلألأ في حوانيت الخمور:
موتى تخاف من النشور
قالوا سنهرب، ثم لاذوا بالقبور من القبور!
أحفاد "أوديب" الضرير ووارثوه المبصورن.
(جوكست) أرملة كأمس، وباب "طيبة" ما يزال
يلقي "أبو الهول" الرهيب عليه، من رعب ظلال
والموت يلهث في سؤال
باق كما كان السؤال، ومات معناه القديم
من طول ما اهترأ الجواب على الشفاه.
وما الجواب؟
"أنا" قال بعض العابرين...
وانسلت الأضواء من باب تثاءب كالجحيم
يبحثن في النيران عن قطرات ماء... عن رشاش.
لا تنقلن خطاك فالمبغى "علائي" الأديم:
  رد مع اقتباس
قديم 07/11/2008   #34
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


أبناؤك الصرعى تراب تحت نعلك مستباح،

يتضاحكون ويعولون.

أو يهمسون بما جناه أب يبرؤه الصباح

مما جناه، ويتبعون صدى خطاك إلى السكون

الحارس المكدود يعبر متعبات، النون في أحداقهن يرف كالطير السجين،

وعلى الشفاه أو الجبين

تترنح البسمات والأصباغ ثكلى، باكيات، متعثرات بالعيون وبالخطى والقهقهات،

أوصال جندي قتيل كللوها بالزهور،

وكأنها درج إلى الشهوات، تزحمه الثغور

حتى تهدم أو يكاد. سوى بقايا من صخور.

جيف تستر بالطلاء، يكاد ينكر من رآها

أن الطفولة فجرتها ذات يوم بالضياء

كالجدول الثرثار - أو أن الصباح رأى خطاها

في غير هذا الغار تضحك للنسائم والسماء،

ويكاد ينكر أن شقا لاح من خلل الطلاء

قد كان - حتى قبل أعوام من الدم والخطيئة -

ثغرا يكركر، أو يثرثر بالأقاصيص البريئه

لأب يعود بما استطاع من الهدايا في المساء:

لأب يقبل وجه طفلته الندي أو الجبين

أو ساعدين كفرختين من الحمائم في النقاء.

ما كان يعلم أن ألف فم كبئر دون ماء

ستمص من ذاك المحيا كل ماء للحياء

حتى يجف على العظام - وأن عارا كالوباء

يصم الجباه فليس تغسل منه إلا بالدماء

سيحل من ذاك الجبين به ويلحق بالبنين -

والساعدين الأبيضين، كما تنور في السهول

تفاحة عذراء، سوف يطوقان مع السنين

كالحيتين، خصور آلاف الرجال المتعبين

الخارجين خروج آدم، من نعيم في الحقول

تفاحة الدم والرغيف وجرعتان من الكحول

والحية الرقطاء ظل من سياط الظالمين

أتريد من هذا الحطام الآدمي المستباح

دفء الربيع وفرحة الحمل الغرير مع الصباح

ودواء ما تلقاه من سأم وذل واكتداح

المال، شيطان المدينه

إبر تسل بها خيوط من وشائع في الحنايا

وتظل تنسج، بينهن وبين حشد العابرين،

شيئا كبيت العنكبوت يخضه الحقد الدفين:

حقد سيعصف بالرجال

والأخرىات، النائمات هناك في كنف الرجال


والساهرات على المهود وفي بيوت الأقربين

حول الصلاء بلا اطراح للثياب ولا اغتسال

في الزمهرير، ودون عد لليالى والسنين!

ويمر عملاق يبيع الطير، معطفه الطويل

حيران تصطفق الرياح بجانبيه، وقبضتاه

تتراوحان: فللرداء يد وللعبء الثقيل

يد، وأعناق الطيور مرنحات من خطاه

تدمي كأثداء العجائز يوم قطعها الغزاه

خطواته العجلي، وصرخته الطويلة "يا طيور

هذي الطيور، فمن يقول تعال..."

أفزعها صداه
  رد مع اقتباس
قديم 07/11/2008   #35
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


عمياء تطفئ مقلتاها شهوة الدم في الرجال.

وتحسسته كأن باصرة تهم ولا تدور

في الراحتين وفي الأنامل وهي تعثر بالطيور،

وتوسلته: "فدى لعينك - خلني. بيدي أراها".

ويكاد يهتك ما يغلف ناظريها من عماها

قلب تحرق في المحاجر واشرأب يريد نور!

وتمس أجنحة مرقطة فتنشرها يداها،

وتظل تذكر - وهي تمسحهن - أجنحة سواها

كانت تراها وهي تخفق... ملء عينيها تراها:

سرب من البط المهاجر، يستحث إلى الجنوب

أعناقه الجذلى... تكاد تزيد من صمت الغروب

صيحاته المتقطعات، وتضمحل على السهوب

بين الضباب، ويهمس البريد بالرجع الكئيب

ويرج وشوشة السكون

طلق... فيصمت كل شيء... ثم يلغط في جنون.

هي بطة فلم انتفضت؟ وما عساها أن تكون؟

ولعل صائدها أبوك، فإن يكن فستشبعون.

وتخف راكضة حيال النهر كي تلقى أباها:

هو خلف ذاك التل يحصد. سوف يغضب إن رآها.

مر النهار ولم تعنه... وليس من عون سواها

وتظل ترقى التل وهي تكاد تكفر من أساها.

........... يا ذكريات علام جئت على العمى وعلى السهاد؟

لا تمهليها فالعذاب بأن تمري في اتئاد.

قصي عليها كيف مات وقد تضرج بالدماء

هو والسنابل والمساء -

وعيون فلاحين ترتجف المذلة في كواها

والغمغمات: "رآه يسرق"... "واختلاجات الشفاه

يخزين ميتها، فتصرخ يا إلهي، يا إلهي

لو أن غير "الشيخ"، وانكفأت تشد على القتيل

شفتين تنتقمان منه أسى وحبا والتياعا

وكأن وسوسة السنابل والجداول والنخيل

أصداء موتى يهمسون رآه يسرق في الحقول

حيث البيادر تفصد الموتى فتزداد اتساعا

....... وتحس بالدم وهو ينزف من مكان في عماها

كالماء من خشب السفينة، والصديد من القبور،

وبأدمع من مقلتيها كالنمال على الصخور

أو مثل حبات الرمال مبعثرات في عماها

يهوين منه إلى قرارة قلبها آها فآها.

ومن الملوم وتلك أقدار كتبن على الجبين؟

حتم عليها أن تعيش بعرضها، وعلى سواها

من هؤلاء البائسات وشاء رب العالمين

ألا يكون سوى أبيها - بين آلاف - أباها

وقضى عليه بأن يجوع

والقمح ينضج في الحقول من الصباح إلى المساء

وبأن يلص فيقتلوه... (وتشرأب إلى السماء

كالمستغيثة وهي تبكي في الظلام بلا دموع)

والله - عز الله - شاء

أن تقذف المدن البعيدة والبحار إلى العراق

آلاف آلاف الجنود ليستبيحوا، في زقاق

دون الأزقة أجمعين

(ذاك اسم جارتها الجديد، فليتها كانت تراها

هل تستحق اسما كهذا: ياسمين وياسمين؟)

يا ليت حمالا تزوجها يعود مع المساء

بالخبز في يده اليسار وبالمحبة في اليمين.

لكن بائسة سواها حدثتها منذ حين

عن بيتها وعن ابنتيها، وهي تشهق بالبكاء

كالغيمة السوداء تنذر بالمجاعة والرزايا،

أزراره المتألقات على مغالق كل باب

مقل الذئاب الجائعات ترود غابا بعد غاب

وخطاه مطرقة تسمر، في الظلام، على البغايا

أبوابهن، إلى الصباح - فلا تجاهر بالخطايا

ويظل يخفرهن من شبع وينثر في الرياح

أغنية تصف السنابل والأزاهر والصبايا،

وتظل تنتظر الصباح وساعديه مع الصباح

تصغى - وتحتضن ابنتيها في الظلام - إلى النباح

وإلى الريح تئن كالموتى وتعول كالسبايا

وتجمع الأشباح من حفر الخرائب والكهوف

ومن المقابر والصحاري بالمئات وبالألوف..

فتقف من فزع وتحجب مقلتيها بالغطاء،

ويعود والغبش الحزين يرش بالطل المضاء

سعف النخيل... يعود من سهر يئن ومن عياء

- كالغيمة اعتصرت قواها في القفار، وترتجيها

عبر التلال قوي تجوع - لكي ينام إلى المساء:
  رد مع اقتباس
قديم 07/11/2008   #36
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


عيش أشق من المنية، وانتصار كالفناء

وطوى يعب من الدماء وسم أفعى في الدماء

وعيون زان يشتهيها، كالجحيم يشع فيها

سخر وشوق واحتقار، لاحقتها كالوباء

والمال يهمس أشتريك وأشتريك فيشتريها

........ ........

يا ليتها إذن انتهى أجل بها فطوى أساها!

لو أستطيع قتلت نفسي.. همسة خنقت صداها

أخرى توسوس: والجحيم؟ أتبصرين على لظاها؟

وإذا اكفهر وضاق لحدك، ثم ضاق، إلى القرار

حتى تفجر من أصابعك الحليب رشاش نار

وتساءل المكان فيم قتلت نفسك يا أثيمه؟

وتخطفاك إلى السعير تكفرين عن الجريمه.

أفتصرخين أبي فينفض راحتيه من الغبار

ويخف نحوك وهو يهتف قد أتيتك يا سليمه؟

حتى اسمها فقدته واستترت بآخر مستعار

هي - منذ أن عميت - "صباح"...

فأي سخرية مريره!

أين الصباح من الظلام تعيش فيه بلا نهار

وبلا كواكب أو شموع أو كوى وبدون نار؟

أو بعد ذلك ترهبين لقاء ربك أو سعيره؟

القبر أهون من دجاك دجى وأرفق، يا ضريره

يا مستباحة كالفريسة في عراء يا أسيره

تتلفتين إلى الدروب ولا سبيل إلى الفرار؟

...........

وتحس بالأسف الكظيم لنفسها: لم تستباح؟

ألهر نام على الأريكة قربها... لم تستباح؟

شبعان أغفى، وهي جائعة تلم من الرياح

أصداء قهقهة السكارى في الأزقة، والنباح

وتعد وقع خطى هنا وهناك: ها هو

هو ذا يجيء - وتشرأب، وكاد يلمس ... ثم راح

وتدق في أحد المنازل ساعة... لم تستباح؟

الوقت آذن بانتهاء والزبائن يرحلون.

كالدرب تذرعه القوافل والكلاب إلى الصباح؟

الجوع ينخر في حشاها، والسكارى يرحلون،

مروا عليها في المساء وفي العشية ينسجون

حلما لها هي والمنون:

عصبات مهجتها سداه وكل عوق في العيون،

والآن عادوا ينقضون -

خيطا فخيطا من قرارة قلبها ومن الجراح -

ما ليس بالحلم الذي نسجوا ما لا يدركون ...

شيئا هو الحلم الذي نسجوا وما لا يعرفون،

هو منه أكثر: كالحفيف من الخمائل والرياح،

والشعر من وزن وقافية ومعنى، والصباح -

من شمسه الوضاء... وانصرفوا يضحكون!

ستعيش للثأر الرهيب

والداء في دمها وفي فمها. ستنفث من رداها

في كل عرق من عروق رجالها شبحا من الدم واللــ

شبحا تخطف مقلتيها أمس، من رجل أتاها

سترده هي للرجال، بأنهم قتلوا أباها

وتلقفوها يعبثون بها وما رحموا صباها،

لم يبتغوها للزواج لأنها امرأة فقيره،

واستدرجوها بالوعود لأنها كانت غريره،

وتهامس المتقولون فثار أبناء العشيره

متعطشين - على المفارق والدروب - إلى دماها.

وكأن موجة حقدها ورؤى أساها.

كانت تقرب من بصيرة لبها صورا علاها

صدأ المدينة وهي ترقد في القرارة من عماها:

كل الرجال؟ وأهل قريتها؟ أليسوا طيبين؟

كانوا جياعا - مثلها هي أو أبيها - بائسين،

هم مثلها - وهم الرجال - ومثل آلاف البغايا

بالخبز والأطمار يؤتجرون، والجسد المهين

هو كل ما يتملكون، هم الخطاة بلا خطايا

ليس الذين تغصبوها من سلالة هؤلاء:

كانوا مقطبة الجباه من الصخور

ثمتص من فزع الضحايا زهوها ومن الدماء

متطلعين إلى البرايا كالصواعق من علاء!

وتحس، في دمها، كآبة كل أمطار الشتاء
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 22:07 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.37050 seconds with 12 queries