أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > أدب > الشعر

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 05/05/2005   #55
شب و شيخ الشباب minime1967
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ minime1967
minime1967 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
مشاركات:
914

افتراضي


ياريت العاشق هون .....

أيها الكلاب الى حينا أنتم وكل كلاب الأرض مدعوون ...

فتفضلوا ومعكم سكاكينكم وشوككم وأدواتكم

منكم الجبن والفعل ومنا الدم واللحم
  رد مع اقتباس
قديم 05/05/2005   #56
شب و شيخ الشباب yass
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ yass
yass is offline
 
نورنا ب:
Jul 2004
المطرح:
الآن... هنا
مشاركات:
9,461

افتراضي


مقال ممتاز فعلا , مشكور يا معلم

أبو مـــــــــ1984ـــــــارال
خبز,, سلم,, حرّية

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
قديم 05/05/2005   #57
شب و شيخ الشباب minime1967
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ minime1967
minime1967 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
مشاركات:
914

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : yass
مقال ممتاز فعلا , مشكور يا معلم
العفو ...كل يوم تعا على القسم ...
  رد مع اقتباس
قديم 02/06/2005   #58
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي رائعة محمود درويش (حالة حصار)


حالة حصار

هنا، عند مُنْحَدَرات التلال، أمام الغروب وفُوَّهَة الوقت،
قُرْبَ بساتينَ مقطوعةِ الظلِ،
نفعلُ ما يفعلُ السجناءُ،
وما يفعل العاطلون عن العمل:
نُرَبِّي الأملْ.

بلادٌ علي أُهْبَةِ الفجر. صرنا أَقلَّ ذكاءً،
لأَنَّا نُحَمْلِقُ في ساعة النصر:
لا لَيْلَ في ليلنا المتلألئ بالمدفعيَّة.
أَعداؤنا يسهرون وأَعداؤنا يُشْعِلون لنا النورَ
في حلكة الأَقبية.

هنا، بعد أَشعار أَيّوبَ لم ننتظر أَحداً...

سيمتدُّ هذا الحصارُ إلي أن نعلِّم أَعداءنا
نماذجَ من شِعْرنا الجاهليّ.

أَلسماءُ رصاصيّةٌ في الضُحى
بُرْتقاليَّةٌ في الليالي. وأَمَّا القلوبُ
فظلَّتْ حياديَّةً مثلَ ورد السياجْ.

هنا، لا أَنا
هنا، يتذكَّرُ آدَمُ صَلْصَالَهُ...

يقولُ على حافَّة الموت:
لم يَبْقَ بي مَوْطِئٌ للخسارةِ:
حُرٌّ أَنا قرب حريتي. وغدي في يدي.
سوف أَدخُلُ عمَّا قليلٍ حياتي،
وأولَدُ حُرّاً بلا أَبَوَيْن،
وأختارُ لاسمي حروفاً من اللازوردْ...

في الحصار، تكونُ الحياةُ هِيَ الوقتُ
بين تذكُّرِ أَوَّلها.
ونسيانِ آخرِها.

هنا، عند مُرْتَفَعات الدُخان، على دَرَج البيت،
لا وَقْتَ للوقت.
نفعلُ ما يفعلُ الصاعدون إلى الله:
ننسي الأَلمْ.

الألمْ
هُوَ: أن لا تعلِّق سيِّدةُ البيت حَبْلَ الغسيل
صباحاً، وأنْ تكتفي بنظافة هذا العَلَمْ.

لا صدىً هوميريٌّ لشيءٍ هنا.
فالأساطيرُ تطرق أبوابنا حين نحتاجها.
لا صدىً هوميريّ لشيء. هنا جنرالٌ
يُنَقِّبُ عن دَوْلَةٍ نائمةْ
تحت أَنقاض طُرْوَادَةَ القادمةْ

يقيسُ الجنودُ المسافةَ بين الوجود وبين العَدَمْ
بمنظار دبّابةٍ...

نقيسُ المسافَةَ ما بين أَجسادنا والقذائفِ بالحاسّة السادسةْ.

أَيُّها الواقفون على العَتَبات ادخُلُوا،
واشربوا معنا القهوةَ العربيَّةَ
غقد تشعرون بأنكمُ بَشَرٌ مثلنا.
أَيها الواقفون على عتبات البيوت!
اُخرجوا من صباحاتنا،
نطمئنَّ إلى أَننا
بَشَرٌ مثلكُمْ!

نَجِدُ الوقتَ للتسليةْ:
نلعبُ النردَ، أَو نَتَصَفّح أَخبارَنا
في جرائدِ أَمسِ الجريحِ،
ونقرأ زاويةَ الحظِّ: في عامِ
أَلفينِ واثنينِ تبتسم الكاميرا
لمواليد بُرْجِ الحصار.

كُلَّما جاءني الأمسُ، قلت له:
ليس موعدُنا اليومَ، فلتبتعدْ
وتعالَ غداً !

أُفكِّر، من دون جدوى:
بماذا يُفَكِّر مَنْ هُوَ مثلي، هُنَاكَ
على قمَّة التلّ، منذ ثلاثةِ آلافِ عامٍ،
وفي هذه اللحظة العابرةْ؟
فتوجعنُي الخاطرةْ
وتنتعشُ الذاكرةْ

عندما تختفي الطائراتُ تطيرُ الحماماتُ،
بيضاءَ بيضاءَ، تغسِلُ خَدَّ السماء
بأجنحةٍ حُرَّةٍ، تستعيدُ البهاءَ وملكيَّةَ
الجوِّ واللَهْو. أَعلى وأَعلى تطيرُ
الحماماتُ، بيضاءَ بيضاءَ. ليت السماءَ
حقيقيّةٌ قال لي رَجَلٌ عابرٌ بين قنبلتين

الوميضُ، البصيرةُ، والبرقُ
قَيْدَ التَشَابُهِ...
عمَّا قليلٍ سأعرفُ إن كان هذا
هو الوحيُ...
أو يعرف الأصدقاءُ الحميمون أنَّ القصيدةَ
مَرَّتْ، وأَوْدَتْ بشاعرها

إلي ناقدٍ: لا تُفسِّر كلامي
بملعَقةِ الشايِ أَو بفخِاخ الطيور!
يحاصرني في المنام كلامي
كلامي الذي لم أَقُلْهُ،
ويكتبني ثم يتركني باحثاً عن بقايا منامي

شَجَرُ السرو، خلف الجنود، مآذنُ تحمي
السماءَ من الانحدار. وخلف سياج الحديد
جنودٌ يبولون ـ تحت حراسة دبَّابة ـ
والنهارُ الخريفيُّ يُكْملُ نُزْهَتَهُ الذهبيَّةَ في
شارعٍ واسعٍ كالكنيسة بعد صلاة الأَحد...

نحبُّ الحياةَ غداً
عندما يَصِلُ الغَدُ سوف نحبُّ الحياة
كما هي، عاديّةً ماكرةْ
رماديّة أَو مُلوَّنةً.. لا قيامةَ فيها ولا آخِرَةْ
وإن كان لا بُدَّ من فَرَحٍ
فليكن
خفيفاً على القلب والخاصرةْ
فلا يُلْدَغُ المُؤْمنُ المتمرِّنُ
من فَرَحٍ ... مَرَّتَينْ!

قال لي كاتبٌ ساخرٌ:
لو عرفتُ النهاية، منذ البدايةَ،
لم يَبْقَ لي عَمَلٌ في اللٌّغَةْ

إلي قاتلٍ: لو تأمَّلْتَ وَجْهَ الضحيّةْ
وفكَّرتَ، كُنْتَ تذكَّرْتَ أُمَّك في غُرْفَةِ
الغازِ، كُنْتَ تحرَّرتَ من حكمة البندقيَّةْ
وغيَّرتَ رأيك: ما هكذا تُسْتَعادُ الهُويَّةْ

إلى قاتلٍ آخر: لو تَرَكْتَ الجنينَ ثلاثين يوماً،
إِذَاً لتغيَّرتِ الاحتمالاتُ:
قد ينتهي الاحتلالُ ولا يتذكَّرُ ذاك الرضيعُ زمانَ الحصار،
فيكبر طفلاً معافي،
ويدرُسُ في معهدٍ واحد مع إحدى بناتكَ
تارِيخَ آسيا القديمَ.
وقد يقعان معاً في شِباك الغرام.
وقد يُنْجبان اُبنةً (وتكونُ يهوديَّةً بالولادةِ).
ماذا فَعَلْتَ إذاً ؟
صارت ابنتُكَ الآن أَرملةً،
والحفيدةُ صارت يتيمةْ ؟
فماذا فَعَلْتَ بأُسرتكَ الشاردةْ
وكيف أَصَبْتَ ثلاثَ حمائمَ بالطلقة الواحدةْ ؟

لم تكن هذه القافيةْ
ضَرُوريَّةً، لا لضْبطِ النَغَمْ
ولا لاقتصاد الأَلمْ
إنها زائدةْ
كذبابٍ على المائدةْ

الضبابُ ظلامٌ، ظلامٌ كثيفُ البياض
تقشِّرُهُ البرتقالةُ والمرأةُ الواعدة.

الحصارُ هُوَ الانتظار
هُوَ الانتظارُ على سُلَّمٍ مائلٍ وَسَطَ العاصفةْ

وَحيدونَ، نحن وحيدون حتى الثُمالةِ
لولا زياراتُ قَوْسِ قُزَحْ

لنا اخوةٌ خلف هذا المدى.
اخوةٌ طيّبون. يُحبُّوننا. ينظرون إلينا ويبكون.
ثم يقولون في سرِّهم:
ليت هذا الحصارَ هنا علنيٌّ.. ولا يكملون العبارةَ:
لا تتركونا وحيدين، لا تتركونا.

خسائرُنا: من شهيدين حتى ثمانيةٍ كُلَّ يومٍ.
وعَشْرَةُ جرحى.
وعشرون بيتاً.
وخمسون زيتونةً...
بالإضافة للخَلَل البُنْيويّ الذي
سيصيب القصيدةَ والمسرحيَّةَ واللوحة الناقصةْ

في الطريق المُضَاء بقنديل منفي
أَرى خيمةً في مهبِّ الجهاتْ:
الجنوبُ عَصِيٌّ على الريح،
والشرقُ غَرْبٌ تَصوَّفَ،
والغربُ هُدْنَةُ قتلي يَسُكُّون نَقْدَ السلام،
وأَمَّا الشمال، الشمال البعيد
فليس بجغرافيا أَو جِهَةْ
إنه مَجْمَعُ الآلهةْ

قالت امرأة للسحابة: غطِّي حبيبي
فإنَّ ثيابي مُبَلَّلةٌ بدَمِهْ

إذا لم تَكُنْ مَطَراً يا حبيبي
فكُنْ شجراً
مُشْبَعاً بالخُصُوبةِ، كُنْ شَجَرا
وإنْ لم تَكُنْ شجراً يا حبيبي
فكُنْ حجراً
مُشْبعاً بالرُطُوبةِ، كُنْ حَجَرا
وإن لم تَكُنْ حجراً يا حبيبي
فكن قمراً
في منام الحبيبة، كُنْ قَمرا
هكذا قالت امرأةٌ
لابنها في جنازته

أيَّها الساهرون ! أَلم تتعبوا
من مُرَاقبةِ الضوءِ في ملحنا
ومن وَهَج الوَرْدِ في جُرْحنا
أَلم تتعبوا أَيُّها الساهرون ؟

واقفون هنا. قاعدون هنا. دائمون هنا. خالدون هنا.
ولنا هدف واحدٌ واحدٌ واحدٌ: أن نكون.
ومن بعده نحن مُخْتَلِفُونَ على كُلِّ شيء:
علي صُورة العَلَم الوطنيّ (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ يا شعبيَ الحيَّ رَمْزَ الحمار البسيط).
ومختلفون علي كلمات النشيد الجديد
(ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ أُغنيَّةً عن زواج الحمام).
ومختلفون علي واجبات النساء
(ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخْتَرْتَ سيّدةً لرئاسة أَجهزة الأمنِ).
مختلفون على النسبة المئوية، والعامّ والخاص،
مختلفون على كل شيء. لنا هدف واحد: أَن نكون ...
ومن بعده يجدُ الفَرْدُ مُتّسعاً لاختيار الهدفْ.

قال لي في الطريق إلى سجنه:
عندما أَتحرّرُ أَعرفُ أنَّ مديحَ الوطنْ
كهجاء الوطنْ
مِهْنَةٌ مثل باقي المِهَنْ !

قَليلٌ من المُطْلَق الأزرقِ اللا نهائيِّ
يكفي
لتخفيف وَطْأَة هذا الزمانْ
وتنظيف حَمأةِ هذا المكان

على الروح أَن تترجَّلْ
وتمشي على قَدَمَيْها الحريريّتينِ
إلى جانبي، ويداً بيد، هكذا صاحِبَيْن
قديمين يقتسمانِ الرغيفَ القديم
وكأسَ النبيذِ القديم
لنقطع هذا الطريق معاً
ثم تذهب أَيَّامُنا في اتجاهَيْنِ مُخْتَلِفَينْ:
أَنا ما وراءَ الطبيعةِ. أَمَّا هِيَ
فتختار أَن تجلس القرفصاء على صخرة عاليةْ

إلى شاعرٍ: كُلَّما غابَ عنك الغيابْ
تورَّطتَ في عُزْلَة الآلهةْ
فكن ذاتَ موضوعك التائهةْ
و موضوع ذاتكَ. كُنْ حاضراً في الغيابْ

يَجِدُ الوقتَ للسُخْرِيَةْ:
هاتفي لا يرنُّ
ولا جَرَسُ الباب أيضاً يرنُّ
فكيف تيقَّنتِ من أَنني
لم أكن ههنا !

يَجدُ الوَقْتَ للأغْنيَةْ:
في انتظارِكِ، لا أستطيعُ انتظارَكِ.
لا أَستطيعُ قراءةَ دوستويفسكي
ولا الاستماعَ إلى أُمِّ كلثوم أَو ماريّا كالاس وغيرهما.
في انتظارك تمشي العقاربُ في ساعةِ اليد نحو اليسار...
إلي زَمَنٍ لا مكانَ لَهُ.
في انتظارك لم أنتظرك، انتظرتُ الأزَلْ.

يَقُولُ لها: أَيّ زهرٍ تُحبِّينَهُ
فتقولُ: القُرُنْفُلُ .. أَسودْ
يقول: إلى أَين تمضين بي، والقرنفل أَسودْ ؟
تقول: إلى بُؤرة الضوءِ في داخلي
وتقولُ: وأَبْعَدَ ... أَبْعدَ ... أَبْعَدْ

سيمتدُّ هذا الحصار إلى أَن يُحِسَّ المحاصِرُ، مثل المُحَاصَر،
أَن الضَجَرْ
صِفَةٌ من صفات البشرْ.

لا أُحبُّكَ، لا أكرهُكْ ـ
قال مُعْتَقَلٌ للمحقّق: قلبي مليء
بما ليس يَعْنيك. قلبي يفيض برائحة المَرْيَميّةِ.
قلبي بريء مضيء مليء،
ولا وقت في القلب للامتحان. بلى،
لا أُحبُّكَ. مَنْ أَنت حتَّى أُحبَّك؟
هل أَنت بعضُ أَنايَ، وموعدُ شاي،
وبُحَّة ناي، وأُغنيّةٌ كي أُحبَّك؟
لكنني أكرهُ الاعتقالَ ولا أَكرهُكْ
هكذا قال مُعْتَقَلٌ للمحقّقِ: عاطفتي لا تَخُصُّكَ.
عاطفتي هي ليلي الخُصُوصيُّ...
ليلي الذي يتحرَّكُ بين الوسائد حُرّاً من الوزن والقافيةْ !

جَلَسْنَا بعيدينَ عن مصائرنا كطيورٍ
تؤثِّثُ أَعشاشها في ثُقُوب التماثيل،
أَو في المداخن، أو في الخيام التي
نُصِبَتْ في طريق الأمير إلي رحلة الصَيّدْ...

على طَلَلي ينبتُ الظلُّ أَخضرَ،
والذئبُ يغفو علي شَعْر شاتي
ويحلُمُ مثلي، ومثلَ الملاكْ
بأنَّ الحياةَ هنا ... لا هناكْ

الأساطير ترفُضُ تَعْديلَ حَبْكَتها
رُبَّما مَسَّها خَلَلٌ طارئٌ
ربما جَنَحَتْ سُفُنٌ نحو يابسةٍ
غيرِ مأهولةٍ،
فأصيبَ الخياليُّ بالواقعيِّ،
ولكنها لا تغيِّرُ حبكتها.
كُلَّما وَجَدَتْ واقعاً لا يُلائمها
عدَّلَتْهُ بجرَّافة.
فالحقيقةُ جاريةُ النصِّ، حَسْناءُ،
بيضاءُ من غير سوء ...

إلي شبه مستشرق: ليكُنْ ما تَظُنُّ.
لنَفْتَرِضِ الآن أَني غبيٌّ، غبيٌّ، غبيٌّ.
ولا أَلعبُ الجولف.
لا أَفهمُ التكنولوجيا،
ولا أَستطيعُ قيادةَ طيّارةٍ!
أَلهذا أَخَذْتَ حياتي لتصنَعَ منها حياتَكَ؟
لو كُنْتَ غيرَكَ، لو كنتُ غيري،
لكُنَّا صديقين يعترفان بحاجتنا للغباء.
أَما للغبيّ، كما لليهوديّ في تاجر البُنْدُقيَّة
قلبٌ، وخبزٌ، وعينان تغرورقان؟

في الحصار، يصير الزمانُ مكاناً
تحجَّرَ في أَبَدِهْ
في الحصار، يصير المكانُ زماناً
تخلَّف عن أَمسه وَغدِهْ

هذه الأرضُ واطئةٌ، عاليةْ
أَو مُقَدَّسَةٌ، زانيةْ
لا نُبالي كثيراً بسحر الصفات
فقد يُصْبِحُ الفرجُ، فَرْجُ السماواتِ،
جغْرافيةْ !

أَلشهيدُ يُحاصرُني كُلَّما عِشْتُ يوماً جديداً
ويسألني: أَين كُنْت ؟ أَعِدْ للقواميس كُلَّ الكلام الذي كُنْتَ أَهْدَيْتَنِيه،
وخفِّفْ عن النائمين طنين الصدى

الشهيدُ يُعَلِّمني: لا جماليَّ خارجَ حريتي.

الشهيدُ يُوَضِّحُ لي: لم أفتِّشْ وراء المدى
عن عذارى الخلود، فإني أُحبُّ الحياةَ
علي الأرض، بين الصُنَوْبرِ والتين،
لكنني ما استطعتُ إليها سبيلاً، ففتَّشْتُ
عنها بآخر ما أملكُ: الدمِ في جَسَدِ اللازوردْ.

الشهيدُ يُحاصِرُني: لا تَسِرْ في الجنازة
إلاّ إذا كُنْتَ تعرفني. لا أُريد مجاملةً
من أَحَدْ.

الشهيد يُحَذِّرُني: لا تُصَدِّقْ زغاريدهُنَّ.
وصدّق أَبي حين ينظر في صورتي باكياً:
كيف بدَّلْتَ أدوارنا يا بُنيّ، وسِرْتَ أَمامي.
أنا أوّلاً، وأنا أوّلاً !

الشهيدُ يُحَاصرني: لم أُغيِّرْ سوى موقعي وأَثاثي الفقيرِ.
وَضَعْتُ غزالاً على مخدعي،
وهلالاً على إصبعي،
كي أُخفِّف من وَجَعي !

سيمتدُّ هذا الحصار ليقنعنا باختيار عبوديّة لا تضرّ، ولكن بحريَّة كاملة!!.

أَن تُقَاوِم يعني: التأكُّدَ من صحّة
القلب والخُصْيَتَيْن، ومن دائكَ المتأصِّلِ:
داءِ الأملْ.

وفي ما تبقَّى من الفجر أَمشي إلى خارجي
وفي ما تبقّى من الليل أسمع وقع الخطي داخلي.

سلامٌ على مَنْ يُشَاطرُني الانتباهَ إلي
نشوة الضوءِ، ضوءِ الفراشةِ، في
ليل هذا النَفَقْ.

سلامٌ على مَنْ يُقَاسمُني قَدَحي
في كثافة ليلٍ يفيض من المقعدين:
سلامٌ على شَبَحي.

إلي قارئ: لا تَثِقْ بالقصيدةِ ـ
بنتِ الغياب. فلا هي حَدْسٌ، ولا
هي فِكْرٌ، ولكنَّها حاسَّةُ الهاويةْ.

إذا مرض الحبُّ عالجتُهُ
بالرياضة والسُخْريةْ
وَبفصْلِ المُغنِّي عن الأغنيةْ

أَصدقائي يُعدُّون لي دائماً حفلةً
للوداع، وقبراً مريحاً يُظَلِّلهُ السنديانُ
وشاهدةً من رخام الزمن
فأسبقهم دائماً في الجنازة:
مَنْ مات.. مَنْ ؟

الحصارُ يُحَوِّلني من مُغَنٍّ الى . . . وَتَرٍ سادس في الكمانْ!

الشهيدةُ بنتُ الشهيدةِ بنتُ الشهيد وأختُ الشهيدِ
وأختُ الشهيدةِ كنَّةُ أمِّ الشهيدِ حفيدةُ جدٍّ شهيد
وجارةُ عمِّ الشهيد الخ ... الخ ..
ولا نبأ يزعج العالَمَ المتمدِّن،
فالزَمَنُ البربريُّ انتهى.
والضحيَّةُ مجهولَةُ الاسم، عاديّةٌ،
والضحيَّةُ ـ مثل الحقيقة ـ نسبيَّةٌ الخ ... الخ ف

هدوءاً، هدوءاً، فإن الجنود يريدون
في هذه الساعة الاستماع إلي الأغنيات
التي استمع الشهداءُ إليها، وظلَّت كرائحة
البُنّ في دمهم، طازجة.

هدنة، هدنة لاختبار التعاليم: هل تصلُحُ الطائراتُ محاريثَ ؟
قلنا لهم: هدنة، هدنة لامتحان النوايا،
فقد يتسرَّبُ شيءٌ من السِلْم للنفس.
عندئذٍ نتباري على حُبِّ أشيائنا بوسائلَ شعريّةٍ.
فأجابوا: ألا تعلمون بأن السلام مع النَفْس
يفتح أبوابَ قلعتنا لِمقَامِ الحجاز أو النَهَوَنْد ؟
فقلنا: وماذا ؟ ... وَبعْد ؟

الكتابةُ جَرْوٌ صغيرٌ يَعَضُّ العَدَمْ
الكتابةُ تجرَحُ من دون دَمْ..

فناجينُ قهوتنا. والعصافيرُ والشَجَرُ الأخضرُ
الأزرقُ الظلِّ. والشمسُ تقفز من حائط
نحو آخرَ مثل الغزالة.
والماءُ في السُحُب اللانهائية الشكل في ما تبقَّي لنا
من سماء. وأشياءُ أخرى مؤجَّلَةُ الذكريات
تدلُّ على أن هذا الصباح قويّ بهيّ،
وأَنَّا ضيوف على الأبديّةْ.

..غنــــي قلــــــيلا يـــا عصـــافير فأنــي... كلمـــا فكــــرت في أمــــــر بكـــيت ..
  رد مع اقتباس
قديم 03/06/2005   #59
شب و شيخ الشباب Fares
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ Fares
Fares is offline
 
نورنا ب:
Oct 2003
المطرح:
ألمانيا
مشاركات:
1,346

إرسال خطاب MSN إلى Fares
افتراضي


فعلاً كتاب حالة حصار من الكتب الجميلة للدرويش محمود..
شكراً..




وأكثر ما يعجبني فيه هو :

(على لسان طفل من أطفال الحجارة الذين قتلهم الاحتلال):

يا إلهي.. يا إلهي..
لماذا تخليت عني؟؟
وما زلت طفلاً ولم تمتحني؟؟!

قال لي في الطريق إلى سجنه:
عندما أَتحرّرُ أَعرفُ أنَّ مديحَ الوطنْ
كهجاء الوطنْ
مِهْنَةٌ مثل باقي المِهَنْ !
  رد مع اقتباس
قديم 05/06/2005   #60
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي


مشكور حبيبي حسام ... ولا تعليق ....أنا مصدوم

عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة






زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
  رد مع اقتباس
قديم 05/06/2005   #61
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي


اهلين بالشباب الطيبة أنا أكتر شي عجبني بالقصيدة غير كلها ..

اقتباس:
هنا، عند مُنْحَدَرات التلال، أمام الغروب وفُوَّهَة الوقت،
قُرْبَ بساتينَ مقطوعةِ الظلِ،
نفعلُ ما يفعلُ السجناءُ،
وما يفعل العاطلون عن العمل:
نُرَبِّي الأملْ.
أنو شو قاعد معنا وعم ينبش جواتنا ...
  رد مع اقتباس
قديم 08/06/2005   #62
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي معلقة ورائعة محمود درويش (مزامير )


أحبك أو لا احبك ..
أذهب .. اترك خلفي عنواين قابلة للضياع
وأنتظر العائدين وهم يعرفون مواعيد موتي ويأتون .
أنت ِ التي لا أحبك حين احبك ،
اسوار بابل ضيقة في النهار وعيناك واسعتان
ووجهك منتشر في الشعاع ..
كأنك لم تولدي بعد ..لم نفترق بعد .. لم تصرعيني ..
وفوق سطوح الزوابع كل كلام جميل .. وكل لقاء وداع ..
وما بيننا غير هذا اللقاء .. وما بيننا غير هذا الوداع ..
أحبك أو لا أحبك ..
يهرب مني جبيني وأشعر أنك لا شيء
أو كل شيء .. وأنك قابلة للضياع ..

.................

أريدك أو لا أريدك
أن خرير الجداول محترق بدمي
ذات يوم أراك وأذهب ..
وحاولت أن أستعدي صداقة أشياء غابت نجحت ..
وحاولت أن اتباهى بعينيين تتسعان لكل خريف نجحت ..
وحاولت أن أرسم اسما" يلائم زيتونة" حول خاصرة
فتناسل كوكب ..
أريدك حين اقول أني لا أريدك ..
وجهي تساقط ..
نهر بعيد يذوب جسمي
وفي السوق باعوا دمي كالحساء المعلب ..
أريدك حين أقول أريدك ..
يا أمرأة وضعت ساحل البحر الأبيض المتوسط في حضنها
وبساتين آسيا على كتفيها ...
وكل السلاسل في قلبها ..
أريدك أو لا أريدك ..
أن خرير الجداول .. أن حفيف الصنوبر .. أن هدير البحار ..
وريش البلابل محترق بدمي ...
ذات يوم أراك وأذهب ..

...............

أغنيك ِ أو لا أغنيك ِ ..
أسكت .. أصرخ .. لا موعد للصراخ ولا موعد للسكوت ..
وأنت الصراخ الوحيد وأنت السكوت الوحيد ..
تداخل جلدي بحنجرتي..
تحت نافذتي تعبر الريح لابسة حرسا" ..
والظلام بلا موعد ..
حين ينزل عن راحتيّ الجنود ...
سأكتب شيئا" ..
وحين سينزل عن قدميّ الجنود ..
سأمشي قليلا" ..
وحين سيسقط عن ناظريّ الجنود
أراك .. أرى قامتي من جديد ..
أغنيك ِ أو لا أغنيك ِ ..
أنت الغناء الوحيد وأنت تغنينني لو سكتُّ
وأنت السكوت الوحيد ...

..................

في الأيام الحاضرة
أجد نفسي يابسا"
كالشجر الطالع من الكتب
والريح مسألة عابرة ..
أحارب أو لا أحارب ؟؟؟
ليس هذا هو السؤال
المهم ان تكون حنجرتي قوية ..
أعمل أو لا أعمل ؟؟
ليس هذا هو السؤال
المهم ان أرتاح ثمانية أيام في الأسبوع
حسب توقيت فلسطين ...
أيها الوطن المتكرر في الأغاني والمذابح ..
دلني على مصدر الموت
أهو الخنجر أم الأكذوبة ؟؟؟

..................

لكي أذكر ان لي سقفا" مفقودا"
ينبغي أن أجلس في العراء ..
ولكي لا أنسى نسيم بلادي النقي
ينبغي أن أتنفس السل ..
ولكي أذكر أن الغزال السابح في البياض
ينبغي ان أكون معتقلا" بالذكريات ..
ولكي لا أنسى ان جبالي عالية
ينبغي ان أسرح العاصفة من جبيني ..
ولكي أحافظ على ملكية سمائي البعيدة
يجب ان لا أملك حتى جلدي ...

.................

أيها الوطن المتكرر في المذابح والأغاني
لماذا أهربك من مطار الى مطار
كالأفيون
والحبر الأبيض
وجهاز الارسال ؟!...

...................

أريد أن أرسم شكلك
أيها المبعثر في الملفات والمفاجئات
أريد أن أرسم شكلك
أيها المتطاير على شظايا القذائف وأجنحة العصافير
أريد أن أرسم شكلك
فتخطف السماء يدي
أريد أن أرسم شكلك
أيها المحاصر بين الريح والخنجر
أريد أن أرسم شكلك
كي أجد شكلي فيك
فأتهم بالتجريد وتزوير الوثائق والصور الشمسية ..
أيها المحاصر بين الخنجر والريح ...

..................

ويا أيها الوطن المتكرر في المذابح والأغاني
كيف تتحوال الى حلم وتسرق الدهشة
لتتركني حجرا"
لعلك أجمل في صيرورتك حلما"
لعلك اجمل ..

..................

لم يبقى في تاريخ العرب اسم أستعيره
لأتسلل به الى نوافذك السرية
كل الأسماء السرية محتجزة
في مكاتب التجنيد المكيفة الهواء
فهل تقبل اسمي
اسمي السري الوحيد
محمود درويش
أما اسمي الأصلي
فقد انتزعته عن لحمي
سياط الشرطة وكرمل الصنوبر ...
أيها الوطن المتكرر في الأغاني والمذابح ..
دلني على مصدر الموت
أهو الخنجر أم الأكذوبة ؟؟؟

.....................

يوم كانت كلماتي
تربة" ..
كنت صديقا" للسنابل ..
يوم كانت كلماتي
غضبا" ..
كنت صديقا" للسلاسل ..
يوم كانت كلماتي
حجرا"...
كنت صديقا" للجداول
يوم كانت كلماتي
ثورة" ..
كنت صديقا" للزلازل ..
يوم كانت كلماتي
حنظلا"
كنت صديق المتفائل ..
حين صارت كلماتي
عسلا" ..
غطّى الذباب
شفتيّ !!!...

...............

تركت وجهي على منديل أمي
وحملت الجبال في ذاكرتي
ورحلت ...
كانت المدينة تكسر أبوابها
وتتكاثر فوق سطوح السفن
كما تتكاثر الخضرة في البساتين التي تبتعد ...
أنني أتكئ على الريح
يا أيتها القامة التي لا تنكسر
لماذا أترنح ؟؟ وأنت ِ جداري ..
وتصقلني المسافة
كما يصقل الموت الطازج وجوه العشاق ..
وكلما ازددت اقترابا" من المزامير
ازددت نحولا" ..
يا أيتها الممرات المحتشدة بالفراغ
متى أصل !!!
طوبى لمن يلتف بجلده !
طوبى لمن يذكر اسمه الأصلي بلا أخطاء !
طوبى لمن ياكل تفاحة" ولا يصبح شجرة !
طوبى لمن يشرب من مياه الأنهار البعيدة
ولا يصبح غيما" !
طوبى للصخرة التي تعشق عبوديتها
ولا تختار عبودية الريح !

....................

أكلما وقفت غيمة على حائط
تطايرت اليها جبهتي كالنافذة المكسورة
ونسيت أني مرصود بالنسيان
وفقدت هويتي ...
أنني قابل للانفجار
كالبكارة ..
وكيف تتسع عيناي لمزيد من وجوه الأنبياء ؟!
أتبعيني أيتها البحار التي تسأم لونها
لأدلك على عصا أخرى ..
أنني قابل للأعجوبة كالشرق ..
أنا حالة تفقد حالتها
حين تكف عن الصراخ
هل تسمون الرعد رعدا" والبرق برقا"
اذا تحجر الصوت وهاجر اللون ؟!!...
أكلما خرجت من جلدي
ومن شيخوخة المكان
تناسل الظلّ وغطاني ......؟؟؟
أكلما أطلقت رياحي في الرماد
بحثا" عن جمرة منسية
لا أجد الا وجهي القديم الذي تركته
على منيل أمي ؟؟؟!!...
أنني قابل للموت
كالصاعقة ..

.....................

أشجار بلادي تحترف الخضرة
وأنا أحترف الذكرى
والصوت الضائع في البرية
ينعطف نحو السماء ويركع
أيها الغيم ! هل تعود ؟؟ ..
لست حزينا" الى هذا الحدّ
ولكن ...
لا يحب العصافير
من لا يعرف الشجر
ولا يعرف المفاجأة
من اعتاد الأكذوبة ....
لست حزينا" الى هذا الحدّ
ولكن ...
لا يعرف الكذب
من لم يعرف الخوف ...
أنا لست منكمشا" الى هذا الحدّ
ولكن الأشجار هي العالية ...
سيداتي .. آنساتي ... سادتي
أنا أحب العصافير
وأعرف الشجر
أنا أعرف المفاجأة
لأني لم اعرف الأكذوبة
أنا ساطع كالحقيقة والخنجر
ولهذا أسألكم :
أطلقوا النار على العصافير
لكي أصف الشجر ..
أوقفوا النيل
لكي أصف القاهرة ..
أوقفوا دجلة أو الفرات أو كليهما
لكي أصف بغداد ...
أوقفوا بردى
لكي أصف دمشق ...
وأوقفوني عن الكلام
لكي أصف نفسي ....

...................

ظلًّ النخيل وآخر الشهداء
يرسل صورة" صوتية" عن حالة الأحباب يوميا" ..
أحبك ِ في الخريف وفي الشتاء ...
لم تبك ِ حيفا .. أنت ِ تبكي
نحن لا ننسى تفاصيل المدينة
كانت أمرأة" وكانت أنبياء ..
البحر ! لا البحر لم يدخل منازلنا بهذا الشكل
خمس نوافذ غرقت ولكنّ السطوح تعج بالعشب المجفف والسماء ..
ودّعت ُ سجاني
سعيدا" كان بالحرب الرخيصة
آه يا وطن القرنفل والمسدس لم تكن أمّي معي ...
وذهبت أبحث عنك خلف الوقت والمذياع ..
شكلك ِ كان يكسرني ويتركني هباء ...
كان الكلام خطيئة" ... والصمت منفى ..
والفدائيون أسرى توقهم للموت في واديك..
كان الموت تذكرة الدخول الى يديك .. وكنت تحتقر البكاء ..
والذكريات هوية الغرباء أحيانا" ..
ولكن الزمان يضاجع الذكرى وينجب لاجئين
ويرحل الماضي ويتركهم بلا ذكرى .. أتذكرنا ؟!
وماذا لو تقول : بلى ..
أنذكر كلّ شيء عنك ؟! ..
ماذا لو نقول : بلى !
وفي الدنيا قضاة يعبدون الأقوياء ...
من كلّ نافذة رميت الذكريات كقشرة البطيخ
واستلقيت في الشفق المحاذي للصنوبر
تلمع الأمطار في بلد بعيد تقتطف الفتيات خوخا" غامضا" ..
والذكريات تمر مثل البرق في لحمي
وترجعني اليك .. اليك .. أن الموت مثل الذكريات كلاهما
يمشي اليك ... اليك ...
يا وطنا" تأرجح بين كلّ خناجر الدنيا
وخاصرة السماء ....
ظلًّ النخيل وآخر الشهداء
يرسل صورة" صوتية" عن حالة الأحباب يوميا" ..
أحبك ِ في الخريف وفي الشتاء ...

....................

أيتها البلاد التي يعرف المزاج أسماءها
تعرفك سياط التاريخ
ومنافي التاريخ
أيتها المسبية في كل العصور
لماذا تحددين شكلك بمثل هذه المغامرة
ولماذا تعلنين عن نفسك
كجنين العالم !
ولماذا أنت جميلة الى حدّ الانتحار !...
واكثر من ذلك
لماذا لا تعلنين برائتك منيّ
لأكفّ عن الموت ...
أيتها البلاد القاسية كالنعاس
قولي مرة واحدة
انتهى حبنا
لكي أصبح قادرا"على الموت ... والرحيل ...
أني أحسد الرياح التي تنعطف فجأة"
عن رماد آبائي
أني أحسد الأفكار المختبئة في ذاكرة الشهداء ...
وأحسد سماءك المختفية في عيون الأطفال ...
ولكنني لا أحسد نفسي
تنتشرين على جسمي كالأعصار
وتنتشرين في جسمي كالشهوة..
وتحتلين ذاكرتي كالغزاة
وتحتلين دماغي كالضوء ..
موتي لأرثيك ..
او تزوجيني لأعرف الخيانة
مرة واحدة .......

..................

أيتها الوردة الواقفة خارج الزمن والحواس
يا قبلة في مناديل الرياح ..
فاجئيني بحلم واحد
يرتد عنك جنوني .....
لقد ابتعدت عنك ِ
لأقترب منك ِ
فوجدت الزمن ..
واقتربت منك ِ
لأبتعد عنك ِ
فوجدت الحواس ...
بين الابتعاد والاقتراب
حجر في حجم الحلم
لا يقترب ولا يبتعد
وأنت ِ بلادي
وانا لست حجرا"
ولهذا .. لا أحاذي السماء
ولا أوازي الأرض
وأبقى غريبا" ..

.................

حالة الاحتضار الطويلة
أرجعتني الى شوارع في ضواحي الطفولة
أدخلتني بيوتا"
قلوبا"
سنابل
منحتني هوية
جعلتني قضية
حالة الاحتضار الطويلة ..

................

كان يبدو لهم أني ميّت
والجريمة مرهونة بالأغاني
فمروا ولم يلفظوا اسمي ..
دفنوا جثتي في الملفات والانقلابات ... وابتعدوا ...
والبلاد التي كنت احلم فيها
سوف تبقى البلاد التي كنت أحلم فيها ...
كان عمرا" قصيرا"
وموتا" طويلا"
وأفقت قليلا"
وكتبت اسم أرضي على جثتي
وعلى بندقية
قلت هذا سبيلي وهذا دليلي
الى المدن الساحلية
وتحركت ..
لكنهم قتلوني ..
دفنوا جثتي في الملفات والانقلابات ... وابتعدوا ...
والبلاد التي كنت احلم فيها
سوف تبقى البلاد التي كنت أحلم فيها ...

.......................

أنا في حالة الاحتضار الطويلة
سيد الحزن
والدمع وكل عاشقة عربية
وتكاثر حولي المغنون والخطباء
وعلى جثتي ينبت الشعر والزعماء
وكل سماسرة اللغة الوطنية
صفقوا
صفقوا
صفقوا
ولتعش حالة الاحتضار الطويلة ...

..............

حالة الاحتضار الطويلة
أرجعتني الى شوارع في ضواحي الطفولة
أدخلتني بيوتا"
قلوبا"
سنابل
منحتني هوية
جعلتني قضية
وتراث السلاسل ...

................

لم يبق لي
الا ان أتشرد في ظلّك ِ الذي هو ظلّي ..
ولم يبق لي
الا أن أسكن في صوتك ِ الذي هو صوتي ِ ..
تدحرجت عن الصليب الممتد كالصحو
في أفق لا ينحني
الى أصغر جبل تصل اليه الرؤية
فلم أعثر على جرحي وحريتي ..!!
لأنني لا أعرف مكانك
لا أجد خطواتي
ولأن ظهري لايستند اليك ِ بالمسامير
أصبحت شديد الانحناء
كسمائك التي ترافق نوافذ الطائرات ...
أعيدي اليّ تقاطيع اسمي
لأحتكم الى ألياف الشجر ...
أعيدي اليّ حروف وجهي
لأحتكم الى العواصف المقبلة
أعيدي اليّ أسباب فرحي
لأحتكم الى التراجع الذي لا سبب له ...
لأن صوتي يابس كسارية العلم
ويدي فارغة كالنشيد الوطني
وظلّي واسع كالمهرجان
وقسمات وجهي تتنزه في سيارات الاسعاف
لأني هكذا
فأنا مواطن في ممكلة لم تولد ..

...............

اعتقلت نفسي داخل نفسي
لأن نفسي ليست جاسوسة على نفسي
والمطر يتساقط في الخارج
بلا سبب
طوبى لمن يعرف حدود سعادتي
طوبى للربّ الذي يقرأ حريتي
طوبى للحارس الذي يحبس طمأنينتي
في عينيه الساهرتين
طوبى لمن يفهم ما معنى أن أكون
السجين والسجان في آن واحد
أيتها النوافذ البعيدة كالحب الأول ..
أنا لا أقيم في بابل
بابل هي التي تسكن تقاطيع وجهي
أينما ذهبت ..
وأيتها النوافذ البعيدة كالحب الأول ..
انا لست منفيا"
في قلبي نفيت المنفى وذهبت .......
المطر يتساقط في الخارج
بلا سبب
والقحط ينتشر في الداخل لأسباب كثيرة
فمن يعيد ترتيب الفصول
ومن يغير نظام الروزنامة
ومن يعلمني مراثي أرميا
في طرق أورشليم التي لعنها الربّ
لكي أعلن للمرة الاولى
ترايخ ميلادي
من؟

.................

أني أتأهب للانفجار
على حافة الحلم
كما تتأهب الآبار اليابسة للفيضان ..
أني أتأهب للانطلاق
على حافة الحلم
كما تتأهب الحجارة
في أعماق المناجم الضيقة
أني أتحفز للموت
على حافة الحلم
كما يتحفز الشهيد للموت مرة أخرى .....
أني اتأهب للصراخ
على حافة الحلم
كما يتأهب البركان للانفجار......

.................

الرجيل انتهى من يغطي حبيبي
كيف مرّ المساء المفاجئ
كيف اختفى في عيون حبيبي
الرحيل انتهى ...
أصدقائي يمرون عني
أصدقائي يموتون فجأة ..
الرحيل انتهى في جناح السنونو
الرحيل انتهى حين فرّ السجين ..
ما عرفت الضياع
في صرير السلاسل
كان لحمي مشاع
كسطوح المنازل
لعدويّ ..
ولكن ما عرفت الضياع
في صرير السلاسل ...
أصدقائي يمرون عني
أصدقائي يموتون فجأة ..

.........................

هارب من الحدود التي افترست أصدقائي
والحدود تعدو ورائي
الحدود تقترب تقترب
وتلامس حلقي
من الصعب أن تعرفوا
أين تنتهي الأسطورة
وأين يبدأ وجهي
لأن الحدود قريبة ...
هذه الشقوق المحفورة في جبيني
ليست بصمات سنين
وهذه الخطوط الزرقاء تحت عيني
ليست دليلا" على السهر مع النساء
أنها الحدود التي تتشعب في جسمي
أنا محكوم بالهزيمة
وعدوي محكوم بالنصر
أنا صامد في الهزيمة
وعدوي صامد في النصر ...
أيها الظلام القادم الى المدينة
انهمر .. انهمر ...
لأني أعتزم الليلة مغادرة وجهي الحافل بالحدود
في اتجاه قلبي
وهو المدينة الوحيدة التي لم تقع في الأسر .....

...........................

أداعب الزمن
كأمير يلاطف حصانا" ....
وألعب بالأيام
كما يلعب الأطفال بالخرز الملون ..
أني أحتفل اليوم
بمرور يوم على اليوم السابق
وأحتفل غدا"
بمرور يومين على الأمس
وأشرب نخب الأمس
ذكرى اليوم القادم
وهكذا أواصل حياتي ...
عندما سقطت عن ظهر حصاني الجامح
وانكسرت ذراعي
أوجعتني أصبعي التي جرحت
قبل ألف سنة ..
وعندما أحييت ذكرى الأربعين لمدينة عكا
أجهشت في البكاء على غرناطة
وعندما التف حبل المشنقة حول عنقي
كرهت أعدائي كثيرا"
لأنهم سرقوا ربطة عنقي ...

...........................

نرسم القدس :
اله يتعرى فوق خطّ داكن الخضرة
أشباه عصافير تهاجر
وصليب واقف في الشارع الخلفي
شيء يشبه البرقوق
والدهشة من خلف القناطر
وفضاء واسع يمتد من عورة جندي الى تاريخ شاعر ..

........................

نكتب القدس :
عاصمة الامل الكاذب
الثائر الهارب
الكوكب الغائب
اختلطت في أزقتها الكلمات الغريبة
وانفصلت عن شفاه المغنين والباعة القبل السابقة ...
قام فيها جدار جديد لشوق جديد
وطروادة التحقت بالسبايا
ولم تقل الصخرة الناطقة لفظة تثبت العكس
طوبى لمن يجهض النار في الصاعقة !...
ونغني القدس :
يا أطفال بابل
يا مواليد السلاسل
ستعودون الى القدس قريبا"
وقريبا" تكبرون
وقريبا" تحصدون القمح من ذاكرة الماضي
قريبا" يصبح الدمع سنابل
آآآآآآآآآه يا أطفال بابل
ستعودون الى القدس قريبا"
وقريبا" تكبرون
قريبا"
وقريبا"
وقريبا"
هلّلويا
هلّلويا !


............................


من ديوان أحبك أو لا أحبك

1972


وانشا الله رح حاول نزل الديوان كلو .. كل ما فضيت رح أكتب شي قصيدة منو ونزلها ...
  رد مع اقتباس
قديم 10/06/2005   #63
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي


على راسي حسام .......وفرت علي كتير شكراً مطولاً

:P
  رد مع اقتباس
قديم 12/06/2005   #64
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي


على راسي ياغالي .. محمود درويش وفر علينا كتير من الأمور لنفهما ..
  رد مع اقتباس
قديم 12/06/2005   #65
شب و شيخ الشباب Kakabouda
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ Kakabouda
Kakabouda is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
U.S.M united states of al Mahatta
مشاركات:
9,217

إرسال خطاب MSN إلى Kakabouda إرسال خطاب Yahoo إلى Kakabouda
افتراضي


اقتباس:
لم يبق لي
الا ان أتشرد في ظلّك ِ الذي هو ظلّي ..
ولم يبق لي
الا أن أسكن في صوتك ِ الذي هو صوتي ِ ..
تدحرجت عن الصليب الممتد كالصحو
في أفق لا ينحني
الى أصغر جبل تصل اليه الرؤية
فلم أعثر على جرحي وحريتي ..!!
لأنني لا أعرف مكانك
لا أجد خطواتي
يا أخي بحترم كلامو ...
على راسي حسومي ..
تحياتي

قالولي ليش رافع راسك و عينك قوية .. التلهم العفو كلنا ناس بس أنا من الأراضي السورية ...
  رد مع اقتباس
قديم 13/06/2005   #66
عاشق من فلسطين
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عاشق من فلسطين
عاشق من فلسطين is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
حيث هناك ظلم ... هناك وطني..
مشاركات:
4,992

إرسال خطاب MSN إلى عاشق من فلسطين إرسال خطاب Yahoo إلى عاشق من فلسطين
افتراضي


اقتباس:
يا أخي بحترم كلامو ...
على راسي حسومي ..
تحياتي
  رد مع اقتباس
قديم 27/08/2005   #67
شب و شيخ الشباب ميخوووووووو
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ ميخوووووووو
ميخوووووووو is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Great Homs
مشاركات:
574

افتراضي


عن جد ماني عارف كيف بدي اشكرك



لأني كنت عم دور عليها من زمان

حمصي أنا إخشيني الويل إذا أحببتني

قلبي قفص صدري يحرسه رمح مخملي
  رد مع اقتباس
قديم 12/09/2005   #68
شب و شيخ الشباب ميخوووووووو
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ ميخوووووووو
ميخوووووووو is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Great Homs
مشاركات:
574

افتراضي


رائعة

  رد مع اقتباس
قديم 02/10/2005   #69
صبيّة و ست الصبايا shadia
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ shadia
shadia is offline
 
نورنا ب:
Nov 2004
المطرح:
Damascus
مشاركات:
145

إرسال خطاب ICQ إلى shadia
افتراضي


السلام هو الاعتراف علانية بالحقيقة

شعر جميل جدا والاجمل هو السلام الذي ان عشناه في مواقفنا في قراراتنا لكانت حياتنا اجمل وابسط
  رد مع اقتباس
قديم 15/11/2005   #70
صبيّة و ست الصبايا شمس
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ شمس
شمس is offline
 
نورنا ب:
Nov 2005
المطرح:
حمص
مشاركات:
30

افتراضي يطير الحمام يحط الحمام محمود درويش


يطير الحمام


يطير الحمام

يحطّ الحمام

- أعدّي لي الأرض كي أستريح

فإني أحبّك حتى التعب...

صباحك فاكهةٌ للأغاني

وهذا المساء ذهب

ونحن لنا حين يدخل ظلٌّ إلى ظلّه في الرخام

وأشبه نفسي حين أعلّق نفسي

على عنقٍ لا تعانق غير الغمام

وأنت الهواء الذي يتعرّى أمامي كدمع العنب

وأنت بداية عائلة الموج حين تشبّث بالبرّ

حين اغترب

وإني أحبّك، أنت بداية روحي، وأنت الختام

يطير الحمام

يحطّ الحمام

أنا وحبيبي صوتان في شفةٍ واحده

أنا لحبيبي أنا. وحبيبي لنجمته الشارده

وندخل في الحلم، لكنّه يتباطأ كي لا نراه

وحين ينام حبيبي أصحو لكي أحرس الحلم مما يراه

وأطرد عنه الليالي التي عبرت قبل أن نلتقي

وأختار أيّامنا بيديّ

كما اختار لي وردة المائده

فنم يا حبيبي

ليصعد صوت البحار إلى ركبتيّ

ونم يا حبيبي

لأهبط فيك وأنقذ حلمك من شوكةٍ حاسده

ونم يا حبيبي

عليك ضفائر شعري، عليك السلام

يطير الحمام

يحطّ الحمام

- رأيت على البحر إبريل

قلت: نسيت انتباه يديك

نسيت التراتيل فوق جروحي

فكم مرّةً تستطيعين أن تولدي في منامي

وكم مرّةً تستطيعين أن تقتليني لأصرخ: إني أحبّك

كي تستريحي?

أناديك قبل الكلام

أطير بخصرك قبل وصولي إليك

فكم مرّةً تستطيعين أن تضعي في مناقير هذا الحمام

عناوين روحي

وأن تختفي كالمدى في السفوح

لأدرك أنّك بابل، مصر، وشام

يطير الحمام

يحطّ الحمام

إلى أين تأخذني يا حبيبي من والديّ

ومن شجري، من سريري الصغير ومن ضجري،

من مراياي من قمري، من خزانة عمري ومن سهري،

من ثيابي ومن خفري?

إلى أين تأخذني يا حبيبي إلى أين

تشعل في أذنيّ البراري، تحمّلني موجتين

وتكسر ضلعين، تشربني ثم توقدني، ثم

تتركني في طريق الهواء إليك

حرامٌ... حرام

يطير الحمام

يحطّ الحمام

- لأني أحبك، خاصرتي نازفه

وأركض من وجعي في ليالٍ يوسّعها الخوف مما أخاف

تعالى كثيرًا، وغيبي قليلاً

تعالى قليلاً، وغيبي كثيرًا

تعالى تعالى ولا تقفي، آه من خطوةٍ واقفه

أحبّك إذ أشتهيك. أحبّك إذ أشتهيك

وأحضن هذا الشعاع المطوّق بالنحل والوردة الخاطفه

أحبك يا لعنة العاطفه

أخاف على القلب منك، أخاف على شهوتي أن تصل

أحبّك إذ أشتهيك

أحبك يا جسدًا يخلق الذكريات ويقتلها قبل أن تكتمل

أحبك إذ أشتهيك

أطوّع روحي على هيئة القدمين - على هيئة الجنّتين

أحكّ جروحي بأطراف صمتك.. والعاصفه

أموت، ليجلس فوق يديك الكلام

يطير الحمام

يحطّ الحمام

لأني أحبّك (يجرحني الماء)

والطرقات إلى البحر تجرحني

والفراشة تجرحني

وأذان النهار على ضوء زنديك يجرحني

يا حبيبي، أناديك طيلة نومي، أخاف انتباه الكلام

أخاف انتباه الكلام إلى نحلة بين فخذيّ تبكي

لأني أحبّك يجرحني الظلّ تحت المصابيح، يجرحني

طائرٌ في السماء البعيدة، عطر البنفسج يجرحني

أوّل البحر يجرحني

آخر البحر يجرحني

ليتني لا أحبّك

يا ليتني لا أحبّ

ليشفى الرخام

يطير الحمام

يحطّ الحمام

- أراك، فأنجو من الموت. جسمك مرفأ

بعشر زنابق بيضاء، عشر أنامل تمضي السماء

إلى أزرقٍ ضاع منها

وأمسك هذا البهاء الرخاميّ، أمسك رائحةً للحليب المخبّأ

في خوختين على مرمر، ثم أعبد من يمنح البرّ والبحر ملجأ

على ضفّة الملح والعسل الأوّلين، سأشرب خرّوب ليلك

ثم أنام

على حنطةٍ تكسر الحقل، تكسر حتى الشهيق فيصدأ

أراك، فأنجو من الموت. جسمك مرفأ

فكيف تشرّدني الأرض في الأرض

كيف ينام المنام

يطير الحمام

يحطّ الحمام

حبيبي، أخاف سكوت يديك

فحكّ دمي كي تنام الفرس

حبيبي، تطير إناث الطيور إليك

فخذني أنا زوجةً أو نفس

حبيبي، سأبقي ليكبر فستق صدري لديك

ويجتثّني من خطاك الحرس

حبيبي، سأبكي عليك عليك عليك

لأنك سطح سمائي

وجسمي أرضك في الأرض

جسمي مقام

يطير الحمام

يحطّ الحمام

رأيت على الجسر أندلس الحبّ والحاسّة السادسه.

على وردة يابسه

أعاد لها قلبها

وقال: يكلفني الحبّ ما لا أحبّ

يكلفني حبّها.

ونام القمر

على خاتم ينكسر

وطار الحمام

رأيت على الجسر أندلس الحب والحاسّة السادسه.

على دمعةٍ يائسه

أعادت له قلبه

وقالت: يكلفني الحبّ ما لا أحبّ

يكلفني حبّه

ونام القمر

على خاتم ينكسر

وطار الحمام.

وحطّ على الجسر والعاشقين الظلام

يطير الحمام

يطير الحمام

قل للغياب: نقصتني ،وأنا حضرت لأكملك.

آخر تعديل achelious يوم 19/10/2008 في 16:33.
  رد مع اقتباس
قديم 16/11/2005   #71
شب و شيخ الشباب المستحيل
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ المستحيل
المستحيل is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
سورية.حلب " في قلب من تحبني "
مشاركات:
3,823

إرسال خطاب MSN إلى المستحيل إرسال خطاب Yahoo إلى المستحيل بعات رسالي عبر Skype™ ل  المستحيل
افتراضي


مشكورررررر كتير لهل الكلام الحلو

أسترجعي الأيام الماضية ..
كلمات لطيفة ... ولا هدف
يبدو أننا نلعب لعبة
ابتسامة بسيطة.. بدون مرح
موسيقى حلوة ..لكن ليست لأحد
حبيبتي لسنا بحاجة لذلك !!
نحن نرقص على الزجاج
كفى كفى...
  رد مع اقتباس
قديم 08/04/2006   #72
صبيّة و ست الصبايا سرسورة
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ سرسورة
سرسورة is offline
 
نورنا ب:
Nov 2005
المطرح:
syria-homs-damascus
مشاركات:
2,252

افتراضي محمود درويش.........


و عاد في كفن....
يحكون في بلادنا
يحكون في شجن
عن صاحبي الذي مضى
و عاد في كفن
*
كان اسمه...
لا تذكروا اسمه!
خلوه في قلوبنا...
لا تدعوا الكلمة
تضيع في الهواء، كالرماد...
خلوه جرحا راعفا... لا يعرف الضماد
طريقه إليه...
أخاف يا أحبتي... أخاف يا أيتام ...
أخاف أن ننساه بين زحمة الأسماء
أخاف أن يذوب في زوابع الشتاء!
أخاف أن تنام في قلوبنا
جراحنا ...
أخاف أن تنام !!
كان الفتى صغيرا ...
فغاب عن طريقها
و لم يفكر بالهوى كثيرا ...!
-3-
يحكون في بلادنا
يحكون في شجن
عن صاحبي الذي مضى
و عاد في كفن
ما قال حين زغردت خطاه خلف الباب
لأمه : الوداع !
ما قال للأحباب... للأصحاب :
موعدنا غدا !
و لم يضع رسالة ...كعادة المسافرين
تقول إني عائد... و تسكت الظنون
و لم يخط كلمة...
تخاطب السماء و الأشياء ،
تقول : يا وسادة السرير!
يا حقيبة الثياب!
يا ليل ! يا نجوم ! يا إله! يا سحاب ! :
أما رأيتم شاردا... عيناه نجمتان ؟
يداه سلتان من ريحان
و صدره و سادة النجوم و القمر
و شعره أرجوحة للريح و الزهر !
أما رأيتم شاردا
مسافرا لا يحسن السفر!
راح بلا زوادة ، من يطعم الفتى
إن جاع في طريقه ؟
من يرحم الغريب ؟
قلبي عليه من غوائل الدروب !
قلبي عليك يا فتى... يا ولداه!
قولوا لها ، يا ليل ! يا نجوم !
يا دروب ! يا سحاب !
قولوا لها : لن تحملي الجواب
فالجرح فوق الدمع ...فوق الحزن و العذاب !لن تحملي... لن تصبري كثيرا
لأنه ...
لأنه مات ، و لم يزل صغيرا !
-4-
يا أمه!
لا تقلعي الدموع من جذورها !
للدمع يا والدتي جذور ،
تخاطب المساء كل يوم...
تقول : يا قافلة المساء !
من أين تعبرين ؟
غضت دروب الموت... حين سدها المسافرون
سدت دروب الحزن... لو وقفت لحظتين
لحظتين !
لتمسحي الجبين و العينين
و تحملي من دمعنا تذكار
لمن قضوا من قبلنا ... أحبابنا المهاجرين
لا تشرحوا الأمور!
أنا رأيتا جرحه
حدقّت في أبعاده كثيرا...
" قلبي على أطفالنا "
و كل أم تحضن السريرا !
يا أصدقاء الراحل البعيد
لا تسألوا : متى يعود
لا تسألوا كثيرا
بل اسألوا : متى
يستيقظ الرجال !
لتمسحي الجبين و العينين
و تحملي من دمعنا تذكار
لمن قضوا من قبلنا ... أحبابنا المهاجرين
يا أمه !
لا تقلعي الدموع من جذورها
خلي ببئر القلب دمعتين !
فقد يموت في غد أبوه... أو أخوه
أو صديقه أنا
خلي لنا ...
للميتين في غد لو دمعتين... دمعتين !
-5-
يحكون في بلادنا عن صاحبي الكثيرا
حرائق الرصاص في وجناته
وصدره... ووجهه...
لا تشرحوا الأمور!
أنا رأيتا جرحه
حدقّت في أبعاده كثيرا...
" قلبي على أطفالنا "
و كل أم تحضن السريرا !
يا أصدقاء الراحل البعيد
لا تسألوا : متى يعود
لا تسألوا كثيرا
بل اسألوا : متى
يستيقظ الرجال !


ان الحياة كلها وقفة عز فقط.......

شآم ما المجد....أنت المجد لم يغب...
jesus loves me...
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 18:20 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.22090 seconds with 13 queries