شبح انقلاب موريتانيا يؤرّق حكّام العرب!

[sona78]

كيف ستنتهي قصّة الانقلاب الموريتاني؟ أنظار حكام العرب مسلّطة على تطورات نواكشوط وكأنهم مرعوبون من فقدان مقاعدهم على يد عسكرهم. فهل «دجّنوا» جيوشهم أم أن الخطر موجود؟ هم يعرفون أن تاريخهم مليء بالانقلابات، فلمَ لا تعود؟

فيما لفّ العالم العربي شبه صمت بعد الانقلاب العسكري في موريتانيا، تريّثت الجامعة العربية قبل اتخاذ أي موقف رافض أو مؤيد للانقلاب الذي يعيد إلى الأذهان تدخل الجيش في تحديد مصير الأنظمة العربية بعد طول غياب.
وامتنع الأمين العام للجامعة عمرو موسى أو أيّ من مساعديه عن التعليق، قبل أن يُقرَّر إرسال الأمين العام المساعد للجامعة أحمد بن حلي إلى نواكشوط اليوم لمحاولة لقاء الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله وباقي فرقاء النزاع.
أما الرئاسة المصرية فقد التزمت الصمت واقتصر تعليق وزارة خارجيتها على بيان للمتحدث باسمها حسام زكي جاء فيه أنّ القاهرة «تتابع عن كثب الأحداث الأخيرة في موريتانيا، وتشعر بالأسف البالغ إزاء ما وصلت إليه الأمور في هذا البلد الشقيق»، داعياً الأطراف كافة إلى التعامل مع الوضع «بتعقّل الحوار واحترام قواعد الديموقراطية وحكم القانون والدستور».
وحدهم الخبثاء تساءلوا: وهل الانقلاب ممكن في مصر؟ سؤال صغير يفتح أبواباً واسعة للحديث عن «تدجين» المؤسسة العسكرية.
محلل سياسي قال «اذكر لي أسماء ثلاثة ضباط كبار فقط في الجيش، لا أحد في الشارع لديه فكرة عما يحدث خلف الأبواب الحديديّة المغلقة، الأمر خلافاً لما كان قبل قيام الجيش بحركته في 23 تموز قبل أكثر من نصف قرن».
نظرياً، فكرة الانقلاب واردة في ظل غياب أي معارضة حقيقية قادرة على هزّ النظام في الداخل، لكن السؤال بات: من وكيف سيتحرك وفي أي اتجاه؟ بينما الرئيس حسني مبارك يصر دوماً على التأكيد أنه يتمتع بولاء الجيش المطلق.

الزعيم الليبي معمر القذافي الذي يتولى رئاسة الدورة الحالية لمجلس اتحاد المغرب العربي، كان المبادر الأوّل بحيث كلّف وزير الخارجية التونسي الأسبق الحبيب بن يحيى بالسفر العاجل إلى موريتانيا.
القذافي، الذي سيحتفل الشهر المقبل بمرور 39 عاماً على نجاح انقلابه ضدّ الملك حينها إدريس السنوسي، يبدو هو الآخر في حيرة من أمره؛ فإن هو اعترف بالانقلاب، فهذا نعي رسمي لنظام صديقه الرئيس المخلوع محمد ولد الشيخ عبد الله. وإن دان القذافي الانقلاب فهو يدين ما فعله عام 1969. في النهاية، اختار القذافي أن يعبّر عن «قلقه حيال التطورات الأخيرة في موريتانيا». «تطوّرات» وليست «انقلاباً». ملاحظة ليست بتفصيل إذ إنّ وكالة الأنباء الليبية الرسمية تحفّظت على وصف ما حدث بأنّه انقلاب عسكري.

وفيما تراجعت قدرة الجيوش العربية على التدخل لتغيير أنظمة الحكم في بلدانها، فإنّ الخيار الديموقراطي بات محلّ إعجاب في نواكشوط، غير أنّ ما حصل أول من أمس، عاد وأطلق تحذيراً من مغبّة ظهور أيّ محمد ولد عبد العزيز آخر في أي دولة عربية.
قبل نحو ثلاث سنوات، كان لسفير فلسطين السابق في القاهرة والأمين العام المساعد لشؤون فلسطين في الجامعة العربية سعيد كمال لقاء مثير مع العقيد أعلي ولد محمد فال، الرجل الذي قاد الانقلاب العسكري عام 2005 ضدّ نظام حكم الرئيس معاوية ولد طايع، بينما كان الأخير في رحلة خارجية. أما اليوم، فالمهمّة ملقاة على بن حلّي.
قبل 3 أعوام، نفّذ فال وعده، ووضع أسس الديموقراطية الموريتانية خلال فترة انتقاليّة دامت 18 شهراً ليسلّم بعدها السلطة إلى الرئيس المدني المنتخب سيدي ولد الشيخ عبد الله.
انقلابيّو اليوم أمام تحدٍّ: تسليم السلطة أو الاستئثار بها.

جربدة الاخبار