الروس مبدعون لكنهم يصابون بالجنون أحياناً

[ما بعرف]

"الروس يرونها تطير أحياناً". هذا هو عنوان الكتاب الذي أصدره مؤخرا بيتر ده هامه كاورت مراسل إذاعة هولندا العالمية وقناة "أن أو أس" في موسكو لسنوات طويلة. قدم الكتاب هذا الأسبوع في حفل توقيع في مدينة سان بطرسبورغ. يعيش ده هامه كاورت ويعمل في روسيا منذ ما يقرب العشرين عاما. والكتاب هو الثاني له بعد كتابه "موسكو مستشفى مجانين" وهو عبارة عن رحلة في المجتمع الروسي في ظل سلطة الغلاسنونست، البيسترويكا، ويلتسين، وبوتين.

يشير العنوان إلى الأوقات الصعبة التي مرت بها روسيا. حيث كانت الغرائب وقصص الصحون الطائرة تعبث بها من كل الجهات و"هذه ليست مزحة" يقول ده هامه كاورت "هذه القصص تملأ كل الجرائد. يؤكد احدهم أن حضارة موازية للحضارة الروسية جاءت لإنقاذ روسيا، ويوضح آخر أن نكبة الصحون الطائرة هي إشارة جديدة على أن روسيا ليست على ما يرام".

غرابة

تتحدث القصة عن الكثير من أشكال السلوك الغرائبي والمثير في روسيا، يقول ده هامه كاورت "يصبح المرء نهبا لأشياء وأفكار مختلفة لا يمكن أن تفسر بعقلانية. أحيانا من الصعب أن يصدق الغرب ما يشعر به الفرد الروسي وما يلهمه وماذا يمور في جوفه."

كمثل على ذلك يرى أنه من العبث أن يقيل الرئيس بوتين الحكومة ثم يعيد تشكيلها بالوزراء والبيروقراطيين أنفسهم عدا رئيس الوزراء. "لا تجد غير أن تحك رأسك وتقول ما الغرض من هذا الإجراء، وهل يكمن خلفه سبب ما لا أدركه ثم لا تجد سببا أو تفسيراً لما حدث."

الكتاب عبارة عن مجموعة من الأعمدة الصحفية التي نشرت في الجرائد ومواقع الانترنت. يتحدث عن "الكثير من المآسي المتتابعة، الفساد والفقر والإفراط في تعاطي الكحول، و بالامكان أن تعتبر انه من حسن حظك انك لست في روسيا الآن."

صورة سلبية عن الذات

يعترف ده هامه كاورت أن البلد يعاني من صورة سلبية عن الذات، إذ لا يعرف الروس في الغالب إلا القليل عن الثقافات الرائعة الموجودة في بلادهم. ويرى أن من الأفضل لهم، أن يروجوا لهذه الثقافات، لتغيير هذه الصورة السلبية عن الذات.

في السنوات الأولى من أقامته في موسكو، كانت يلينا مدبرة شؤون منزله مصدر إلهامه الذي لا ينضب. "كفاحها الدائم من اجل أن تحضر لنا وجبة طعام، في مدينة تخلو فيها ارفف المتاجر من كل ما يؤكل، هكذا هم مبدعون، ففي كل مرة كانت تأتي إلى البيت حاملة لنا شيئا من الطعام في حقيبتها اليدوية."

سيتوقف ده هامه كاورت عن عمله كمراسل في الصحافة المكتوبة والراديو والتلفزيون مطلع العام القادم. ويظل يعيش في ما يسميه دائما "مستشفى المجانين الحقيقي". ولكن مكان سكنه الحقيقي هو الريف الروسي، في الطبيعة، حيث يبعد 120كيلومترا في العمق. "إذا صادف مرة وكنت هناك، فستدرك بالتأكيد رغبتي في البقاء هناك دائما".