أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > سياسة

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 26/06/2005   #1
شب و شيخ الشباب أبو النسيم
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ أبو النسيم
أبو النسيم is offline
 
نورنا ب:
May 2005
المطرح:
damascus-syria
مشاركات:
973

إرسال خطاب MSN إلى أبو النسيم إرسال خطاب Yahoo إلى أبو النسيم
افتراضي نحن السوريين:ما الذي سنكتبه (لقاء صحفي مع الكاتب زكريا تامر)


نقلا عن جريدة السفير البنانية تاريخ:25/6/2005

كنت أسأل نفسي، وأنتزع الحجارة الثقيلة المستقرة في جيوبي، التي تغريني بالغرق في نهر العدم، بعيداً عن نهر <<أووز>> الذي استحمت فيه فرجينيا ولف عام 1941 مرة أخيرة والى الأبد:
ما الذي سنكتبه نحن السوريين الآن؟ عن أي خراب سنتحدث في رواياتنا وأشعارنا؟
أخترع الجُمل، واستحضر ما حدث مؤخراً في بيت الشاعر الضائع، عندما قررنا نحن مجموعة من الشباب الكتاب، تأسيس رابطة الكتاب المستقلين السوريين، وانتهت الفكرة كما بدأت بين مسودات الكلمات، ونمائم الأصدقاء، وخيانات الروح للقلب، وسطوع نجمات صغيرة تصفق لفكرة الواحد الأحد، الذي نما وترعرع لأكثر من أربعين سنة داخل عقول الكتاب والشعراء في دمشق، الصعاليك منهم، وأصحاب البزات الرسمية. اصوغ الجمل، واستعد للقاء زكريا تامر، لأناقش معه طرح مشروعي، إحياء فكرة هذه الرابطة المستقلة للكتاب السوريين، تحت شعار أوسع: رابطة المثقفين السوريين. وأردد لصديقي الشاعر، الذي رتب لي هذا اللقاء: ربما يتحمس للفكرة زكريا، لا بد من أنه سيسعد بها. التجربة هي مفتاح الحكمة والاجتهاد.
جلسنا مع صاحب النمور في اليوم العاشر، وارتشفت أول طعم حلو للقهوة، عكس ما يشاع عن الكتاب والمثقفين في سوريا وحبهم للقهوة السادة! كان القاص السوري الكبير، الذي ترك البلد منذ ربع قرن يخبرني: أنه قرأ شيئاً ما عني، شيئاً يشبه افتعالي المشاكل في كتاباتي، عندما فاجأته بفكرة انشاء رابطة للمثقفين السوريين، وباتصالاتي مع بعضهم، لإعادة الاعتبار لدور الثقافة في المجتمع السوري.
أتحدث بإسهاب، وهو صامت، مذهول، يتابعني بحذر. يتوقف قليلاً، يتفحصني من تحت نظارتيه، ثم يرفع عينيه نحو الأعلى، ويهز رأسه باستهجان. كان فنجان القهوة لم يزل فاترا: <<حكي فاضي>> قال، ثم أضاف بلهجة جدية: من المستحيل أن يثمر العمل الجماعي في سوريا. هذا المكان ميت، الأمور سيئة، كل شئ بشع.. بشع.. الفكرة مستحيلة.. غير مجدية.
أعيد ارتشاف قهوتي، ومجّ سيجارتي، يلمع السؤال ثانية: ما الذي سيكتب عنه السوريون الآن، اذا أرادوا الكتابة؟ عن العسكر، عن غياب المثقف، عن ثقافة الخوف، عن الالغاء؟ وماذا لو فاجأني صاحب النمور، الآن بهذا السؤال؟
هذه المجتمعات غير قابلة للاصلاح، ردد ثانية، واقترب مني: تريدين اعادة الاعتبار للثقافة، اكتبي. طوري نفسك. اضحكي. استمتعي. نحن أنشانا اتحادا للكتاب قبل أربعين سنة تقريباً، وانظري أين انتهى. أجبته: الأمور اختلفت. في زمنكم لم يكن هناك سوى لغة العسكر، وزماننا يتهيأ للتغيير. ضحك. قلت والحجارة تطاردني: طوال العقود الماضية تم تهميش الثقافة، ولم يكن هناك من سلطة للثقافة، كانت الثقافة داخلة ضمن سياسة الحزب الحاكم، كانت ثقافة السلطة هي القائمة، ولذلك آلت الأمور إلى ما تراها الآن. الوقت مناسب لإعادة الاعتبار لدور المثقف في مجتمعه، خاصة في هذا الوقت. البلد بحاجة لنا أكثر من اي وقت مضى. نظر إليّ، كانت نظراته فاحصة، وقد شعرت لبرهة، أنه سيتهمني بالرومانسية الفكرية، وسيطلب مني ثانية الاهتمام برواياتي، وأفلامي التلفزيونية، لكنه لم يفعل ذلك. بدأ بحديثه الطويل، المسهب المؤلم، عن تجربته في اتحاد كتاب العرب، روى لي حكايات، عن كبار المثقفين الذين خربوا في الثقافة السورية، وتحولوا الى رموز مقدسة في ضمير المثقفين، رموز لا تمس، لكنهم أنفسهم من حوّل الثقافة في سوريا الى وعاء بأذني حمار. هكذا تخيلت الأمر، وهو يروي حوادث: الخيانات. التواطؤ مع السلطة. الوشايات بالاصدقاء. الاستزلام. كان يسرد الوقائع، وأنا أحترق. أسمع. لم أكن يومها قد ولدت بعد، كما أردف، كنت واجمة، وقلبي يعرّش على أشجار غابة من الحزن، وأستعد لمواجهة ما يقول، مُحاولة الرؤية من ضفة أخرى. القاص المشاكس يتأتئ، ملوحاً بيديه: من الصعب زرع روح الحوار بين المثقفين. اهتمي برواياتك، هذا أفضل ما تفعلينه للثقافة في سوريا، ولا تضّيعي وقتك أكثر من ذلك. هل تريدين المزيد من التفاصيل. لم يمهلني الجواب، وعاد للحديث عن صفقات المثقفين. قاطعته: لكن الزمن اختلف. وعهود الظلام والاستبداد، لم تعد كما كانت عليه. هذه الكيانات صارت مهلهلة، والفرصة مؤاتية لحلم جديد. الظروف اختلفت، ويجب علينا نحن الكتاب والمثقفين، أن نسخّر معارفنا من أجل المجتمع، هذا ما كان يقوله ادوارد سعيد.
كان ينصت، ويتنهد. تابعت بجدية: أنت تعتقد أننا سنخفق بالتأكيد. أجاب حازما. لست مع هذه الفكرة: قلت. طبعا، لا. أجاب. لم استطع إخباره بما حدث معي، وأنا اتصل بالعديد من الكتاب والمثقفين (حتى الكبار منهم) كيف تنصلوا من صفة مثقف، وكأنها تهمة. كيف صدقوا كذبة راجح في فيلم <<بياع الخواتم>> للرائعة فيروز، واقتنعوا بأن المثقف كائن هامشي يصفّق للسلطة، أو يختبئ منها في زاويا مظلمة. إنهم يتندرون على أنفسهم، وعلى هامشيتهم، والاستخفاف بهم، يصدقون ما عرفوا يوماً، أنه كان من أجل ابتلاعهم داخل حوت الحكم، وصاروا يعاملون أنفسهم على أساس الكذبه هذه. قلت: علينا إيجاد صيغة جديدة لنجتمع معاً، ونعمل على ترسيخ مفهوم الحوار في ما بيننا، علينا تأسيس هيئة مدنية مستقلة، غير تابعة لأي سلطة، هيئة مَعنية أولاً، وأخيراً، بحرية الكتابة والابداع والفكر، وتعمل على تفعيل الدور الثقافي في المجمتع. نحن بحاجة لمؤسسات ثقافية مستقلة...
قاطعني باسماً: حكي...حكي... لن تنجح التجربة، اكتبي لوحدك. لوحدك فقط.
كنت أرتشف آخر ما تبقى في فنجان القهوة، وأراقب كلماته: ستفشلون.. ستفشلون. كان يتحدث بلغة عفوية بسيطة، بلكنة شامية ودودة. ربما رثى لحالي.
المجتمع السوري أبشع مما تتصورين. ما تفكرين به حلم نبيل، لكنه خارج الواقع الميت هذا، لن يكون هناك من شيء جيد. المثقفون أنفسهم سيؤذونك. قال. ربما سنحاول. قلت. لم يرد. وتذكرت فجأة، أني على موعد مع مثقف وكاتب كبير آخر، سأطرح عليه نفس الفكرة. كان فنجان القهوة فارغاً، والقاص المشاكس صاحب الشعر الأبيض، يودعني بود ومحبة. خرجت من مقهى فندق الشام، واتجهت نحو مقهى الروضة. أضحك من نفسي، وأردد ما سيقوله زكريا تامر، حالما أغيب عن ناظريه: كاتبة شابة، حالمة، سيقولها ويبتسم بأسى.
أدخل المقهى المكتظ بالمثقفين والكتاب، الذين يأكلون بعضهم بالنمائم، وبالصغائر، وبنيران الانتقام، والالغاء، والوجود، والحروب الصغيرة، التي تأكل الكبير فيهم قبل الصغير (أغلبهم من الرجال) في تلك اللحظات، وأنا أستعيد فشل تجربة رابطة الكتاب، ورغبة كل مثقف فيهم، أن يكون قائد هذه التجربة. تخيلت سوريا، أرضاً واسعة، مزروعة بأجنة مشوهة لدكتاتوريات صغيرة، وعلى قرقعة أصوات النراجيل، وارتطام أحجار النرد، والصراخ، والابتسامات الخفية. تذكرت أنه في منتصف الأربعينيات من القرن الماضي، قدّم جان كوكتو، ومثقفون فرنسيون آخرون مثل جان بول سارتر وسيمون دو بوفوار، عريضة الى مسؤول حكومي فرنسي كبير، يطالبونه فيها بإطلاق سراح جان جينيه من سجنه (كان متهما بجناية سرقة) لكنه كان يكتب أجمل الأشعار، وكان جان كوكتو معجبا بها. أتذكر تلك الحادثة، وأعترف لقلبي، بأن أسماء، لا تتجاوز الأربعة من الذين اتصلت بهم، ولا أجد حرجاً من ذكرها ميشيل كيلو، ياسين الحاج صالح، حازم العظمة، خالد خليفة هي من تشجعت للمشروع، وتحمست له، بينما أخجل من ذكر الأسماء الأخري؛ الاسماء التي كبرنا معها، ونحن ما نزال شباباً صغاراً، تندفع الدماء في عروقنا، نقرأ لهم في كتبهم الضخمة، عن المجتمعات العادلة القادمة، وعن الاستبداد، وعن صيرورة التاريخ، والنضال؛ الأسماء التي تظهر بعضاً منها بصور كبيرة على شاشات الفضائيات، تندد بالقمع، وتطالب بالديمقراطية، ومنح الحريات، من دون تكليف نفسها عناء المخاطرة، والجرأة لتأسيس مؤسسة ثقافية مستقلة عن السلطة؛ الأسماء التي تنصلت من وجودها وقيمها، وفعلت تماماً ما أرداته السلطة نفسها، عندما أكدت لجيلنا الجديد، عبث الحلم، وطالبتنا بالدخول الى البيت، وإقفال الأبواب، وإسدال الستائر.
كانت حجارة فرجينيا ولف تهرب من كل الشواطئ الى جيوبي، وأنا اتذكر صوت زكريا تامر، وفنجان قهوة جديدا، ووحيدا. أنتظر مثقفاً لن يأتي، وعيون الرجال المحدقة بي، التي لن تصدق أبداً، وأنا اقضم أظافري، مع رائحة القهوة، أني لست على موعد غرامي، وأن سؤالاً ما، لا يزال يأكل عقلي: نحن السوريين عن ماذا سنكتب؟ عن الموت من الداخل.. من الخارج، عن الموت من الخلف طعنا، والأمام طعنا، والقلب...طعنا، عن الصحراء الممتدة من أول البحر حتى نهايات النفط والنهر المدجّن.
لكني رغم ذلك كنت أقول في قلبي، للذين تكسرت أحلامهم وكتبهم وأشعارهم، بين انهيار الأيديولوجيات، وقسوة القمع والعسكر، عندما كنا ما نزال أطفالاً ننتظر منهم الكثير: نحن سنكتب عن حكاية كل ذرة تراب في هذا البلد، ونمدّ أعناقنا، رغم رائحة الموت والخوف والفقر، غير متفائلين أبداً بأمل قادم، أو حتى منتظرين طرقاً أجمل للموت هنا، ولكن حتى لا يقال في التاريخ: ماتوا دون محاولة الشهقة الأخيرة في نبض الحياة.

هؤلاء لا يزالون خلف القضبان (سجناء رأي)

الحرية لحسام ملحم (عاشق من فلسطين)
الحرية لعلي العلي (To live is to die)
الحرية لطارق الغوراني ( Tarek 007)
الحرية لماهر أسبر
الحرية لأيهم صقر
الحرية لعلام فخور
الحرية لجميع سجناء الرأي و المعتقلين السياسين في سوريا

الحرية لسوريا
  رد مع اقتباس
قديم 26/06/2005   #2
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي


مشكور أبو النسيم على المقال ......



لا ألوم زكريا تامر عن تشائمه ...لانه ذاق العلقم من مجتمعاتنا و حكامنا
الموضوع بيدنا نحن الشباب....لن نموت دون محاولة الشهقة الاخيرة ....!؟

بس :
منشان الله مين الكاتبة .......لانها بالفعل عظيمة

عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة






زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
  رد مع اقتباس
قديم 27/06/2005   #3
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


اقتباس:
منشان الله مين الكاتبة .......لانها بالفعل عظيمة
بتوقع انها ريم حنا

لأنو اسلوبها

عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 01:42 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.06115 seconds with 14 queries