أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > أدب > القصة و القصة القصيرة

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 10/09/2008   #19
صبيّة و ست الصبايا Nay
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Nay
Nay is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
هون مو بعيد كتير
مشاركات:
1,334

افتراضي


شكرا على المرور اللطيف...

طائر واحد يكفي لكي لا تسقط السماء
فرج بيرقدار
  رد مع اقتباس
قديم 10/09/2008   #20
شب و شيخ الشباب yass
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ yass
yass is offline
 
نورنا ب:
Jul 2004
المطرح:
الآن... هنا
مشاركات:
9,461

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : MadMax عرض المشاركة
بالفعل ....
احساس كتير حلو
بذكرنا بالحب عالطريقة الكلاسيكية
بعتقد مزبوط هالحكي

شكرا كتير عالقصة

أبو مـــــــــ1984ـــــــارال
خبز,, سلم,, حرّية

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
قديم 10/09/2008   #21
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


شكرا ً ألك كتير
رائعة القصة بالفعل


اللي بيحب في بأخوية .. لـ طالب ابراهيم :
طالب ابراهيم
قصة لطالب ابراهيم إهداء لحسام ملحم




انك " فقير إلى الآخر " كما هو فقير إليك " وأنك محتاج إلى الآخر ، كما هو محتاج إليك
الأب جورج

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
قديم 10/09/2008   #22
شب و شيخ الشباب ارسلان
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ ارسلان
ارسلان is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
المطرح:
حيث أجدني
مشاركات:
3,170

إرسال خطاب ICQ إلى ارسلان إرسال خطاب AIM إلى ارسلان إرسال خطاب Yahoo إلى ارسلان
افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : Nay عرض المشاركة
ثم قرصته عيون البشر، فتذكّر!!
فورثّهُ البشر عيونهم
فـ مات من شدة القرص

*

سرد قصصي ثلاثي الابعاد
وحبكة لا تتقنها سوى جدتي
وعزفٌ متقن تنتشي له العين بالفرح أحياناً وبالدمع أطناناً



جرائم حماس على صفيح ساخن
http://hamasgaza.wordpress.com/
  رد مع اقتباس
قديم 10/09/2008   #23
شب و شيخ الشباب MadMax
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ MadMax
MadMax is offline
 
نورنا ب:
Aug 2006
المطرح:
Antaradus
مشاركات:
11,261

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : Nay عرض المشاركة
قناص

ربّى دود القز، فتركت زوجته المنزل، وعادت لذويها
قرفاً من الدود الأبيض بحبوب منقط سوداء ذي الرائحة الرّطبة.
انتهى ذاك الموسم، عندما غرز الدّود بالدّبابيس المعدنية،
ورشّ بها طرق المدينة، وأزقّتها، ومنزل زوجته التي تقرف..!!

ربّى أرنباً أبيض جميلاً، وعرف بطريق الصّدفة، أنّ جاره سيسرقه،
ويذبحه في عيد الميلاد…!!
أخذ أرنبه إلى حقل بعيد في أطراف المدينة، وأطلقة،
وقبل أن يغيب، رفع بندقيته…
ثبّتها في حفرة الكتف، وصوّب بأناة،وأطلق ثم أعاده ميّتاً،
وزرعه أمام منزل الجار في ليلة عيد الميلاد..

لم يبق واحدٌ من جيرانه إلاّ وأبدى استياءه من زرق الحمام ومن
صوته المزعج.حمل الحمام بأقفاص إلى آخر المدينة،
وأطلقه، ثم عاد منكسر الخاطر إلى منزله، لكنّ الحمام كان قد سبقه.
لم تغب ولا حمامة ولا واحدة.
كان يطعمه من يديه. يضع الحبّ في فمه، ويفتحه، فينقر
الحمام الحبّ من هناك.
أحياناً كان يتثاءب، فتتقدم حمامه، لتنقر الحبّ، لكنها تجده
كتلةً حمراء مجوّفة وفارغة، فتنقر اللّسان، وتفرّ هاربة،
ليغرق في ضحك، لا يقطعه إلا سعال مزمن، جافٌ ومؤلم.
يُطيِّر الحمام، ويحتفظ بواحدة في يديه، يدور الحمام عالياً فوق
أسطح المدينة، ولحظة يتعب الجناح، ويميل نحو الغروب، يلوّح،
بالحمامة المقيّدة، والتي ترفّ في يديه، فيهب السرِّب، ويحطّ على
سياج السطح، ثم يهدل، ويحبو كالأطفال إلى أعشاشه من
القصب والحشيش.
يومها كان الجو غائماً…
طيّر الحمام. كل الحمام. حلق عالياً. دار في حلقات واسعة الألوان.
راقب المشهد بخدر شديد. تهدّل رأسه على كتفه من ثقل الانتشاء،
ثم قرصته عيون البشر، فتذكّر!!
ثبّت بندقيته في حفرة كتفه، وصوّب بأناة، وأطلق.
واحدة.. اثنتان… ثلاث.. تمزّق حبل السِّرب،
وتهاوت واحدة.. اثنتان… ثلاث…
تهاوت مشبعة بالدّم والحرارة فوق أسطح المدينة.
تفرّق الحمام..
قبل المغيب..!! قبل المغيب بقليل، كان زوج حمام على سطح منزله،
يهدل جزعاً، ويبحث بعيون راعشةٍ عن عشّه بين القصب المكسور..!!
رائعة جداً


بصراحة ... حسيت حالي عم اقرا قصيدة .... أكتر منها قصة

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
قديم 10/09/2008   #24
صبيّة و ست الصبايا Nay
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Nay
Nay is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
هون مو بعيد كتير
مشاركات:
1,334

افتراضي


'يسلمو يا شباب..
طالب ابراهيم شب دفع من عمرو اكتر من سبع سنين مشان الحرية..
الو 3 مجموعات قصصية وديوان شعر واحد
بيكتب بعدد من المجلات
  رد مع اقتباس
قديم 25/01/2009   #25
صبيّة و ست الصبايا Nay
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Nay
Nay is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
هون مو بعيد كتير
مشاركات:
1,334

افتراضي


مهنـــة

اختصرته الآلام، فأمسى
طيفاً
هطل جميلاً كالمطر.
مجروحاً
تفجّر بين الصخور،
مُتقناً..
مهنة..
الصمت

ميلاد
أوقدني بالتعب
أطفئ غيابي بالتراب
برفيف برق عار
امسح ظل المطر الشّارد
بقطرة شمس.
حبيبي..
ولنختصر ميلادنا
قزحاً ذائباً.



النّشوة

بعثره..
يرسمها صغير ببوله
على اسفلت..
الكلمات..!!
المرار:
طعم الكلمات
في..
مجرور السياسة.
  رد مع اقتباس
قديم 25/01/2009   #26
صبيّة و ست الصبايا Nay
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Nay
Nay is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
هون مو بعيد كتير
مشاركات:
1,334

افتراضي


اللّذة:
رضيعٌ..
يثيره دفء الحليب،
فيعضّ..
ثدي أمّه

اللهفة:
تحبو،
وتحكّ لثتها الطّرية.
التّوهّج:
رائحة الطّلاء..
بين أصابع ماسح أحذية.

الحصر:
صمت عجوز في مملكة..
الحذاء العسكري.

الإهانة:
عادة الكائن.
أقصد..
الكائن البشري.

الأصل:
خروج عن القواعد.
أقصد..
كل القواعد.
  رد مع اقتباس
قديم 25/01/2009   #27
صبيّة و ست الصبايا Nay
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Nay
Nay is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
هون مو بعيد كتير
مشاركات:
1,334

افتراضي


اللّغة:
ساحات الجمل،
لا سياج الكلمات.

النّزيف:
عناكب
تنسج مينا
ومينا..
يمتصّ وطن.

القرية:
نبعٌ..
تعفّرت عيناه بالتّراب
وطفلٌ..
نسي جرس المدرسة
في
عصا الأستاذ.

المستقبل:
قطعان..
من الرّجال والنساء.
سربٌ..
من الحديد.
باقاتٌ..
من الذّئاب.
و..
وردة.
  رد مع اقتباس
قديم 17/04/2009   #28
شب و شيخ الشباب طوروس
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ طوروس
طوروس is offline
 
نورنا ب:
Nov 2007
المطرح:
بآخر السما طالع ع الشام
مشاركات:
344

افتراضي


دخلت مدعوا

تصفحت مستطلعا

قرأت خاشعا

اقرأ مرات اخرى

لااستطيع الخروج

شكرا ناي شكرا طالب ابراهيم



الله يحميكي ياشام

صلواتي في
معبد الياسمين
m3bdalyasmin.ektob.com

حجبوها عن الرياح لاني

قلت ياريح بلغيها السلاما

لو رضوا بالحجاب هان ولكن

منعوها يوم الرحيل الكلاما
  رد مع اقتباس
قديم 20/04/2009   #29
شب و شيخ الشباب مجنون يحكي وعاقل يسمع
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ مجنون يحكي وعاقل يسمع
مجنون يحكي وعاقل يسمع is offline
 
نورنا ب:
Aug 2008
المطرح:
وين يعني مبيني العصفورية
مشاركات:
732

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : Nay عرض المشاركة
بكل انو اع الفنون الحديثة المغزى ماعاد الو اي معنى يا شباب
لأن جميع القيم صارت معروفة .. والانسانية كلها صارت متفقة على المبادئ والاخلاقيات
بمعنى آخر الانسان ما عاد يقرا قصة لحتى يعرف انو الكذب شي مو منيح
ولا عاد يحضر مسرحية مشان يتوصل الى انو الحب جميل
ولكن طريقة عرض هذه القيم هي المهمة.. وكيف ممكن تعرضها بطريقة مميزة وتحليك تحس كمشاهد او كقارئ انك اول مرة عم تتعرف على هي القيم
سلام
الفن ياعزيزتي هو معنى بل معاني ودلالات بحد ذاته , ألا يكفينا أن نستمتع بعازف العود ونهتز طرباَ مع كل لمسة خفيفة من أصابعة تحرك أوتار العود فتوقظ الروح من ثباتها
فناننا ياسيدي ينفخ في نايه الحساس فيحول الأوجاع والآهات إلى ابتهالات
ألا يكفي أن يغمرنا إحساس ما بشيء ما ونحن في حضرة الأدب والفن
لقد داهمتني وغمرتني أحاديث شتى وأنا في حضرة هذا الفنان المبدع
شكراً ناي على إختيارات الرائعة وأنا أزذاد عطشا كلما تناولت كأسا منها
احترامي وتقديري لك ولعازف هذه الألحان

أنا الآن لا أخشى الإله مطلقا. ربما يعود ذلك إلى أنني نفذت تعاليمه. لا أخاف الموت لأنه لا يساوي شيئاً. وكما أنني لا أساوي شيئا بدوري، فأنا لا أخشى أخطر عناصر الطبيعة، مهما فعلت، وحتى إذ جاء ذنب مذنب ليضربنا ويحولنا إلى سلاطة طماطم، فأنا أضحك
  رد مع اقتباس
قديم 21/04/2009   #30
صبيّة و ست الصبايا Nay
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Nay
Nay is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
هون مو بعيد كتير
مشاركات:
1,334

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : مجنون يحكي وعاقل يسمع عرض المشاركة
الفن ياعزيزتي هو معنى بل معاني ودلالات بحد ذاته , ألا يكفينا أن نستمتع بعازف العود ونهتز طرباَ مع كل لمسة خفيفة من أصابعة تحرك أوتار العود فتوقظ الروح من ثباتها
فناننا ياسيدي ينفخ في نايه الحساس فيحول الأوجاع والآهات إلى ابتهالات
ألا يكفي أن يغمرنا إحساس ما بشيء ما ونحن في حضرة الأدب والفن
لقد داهمتني وغمرتني أحاديث شتى وأنا في حضرة هذا الفنان المبدع
شكراً ناي على إختيارات الرائعة وأنا أزذاد عطشا كلما تناولت كأسا منها
احترامي وتقديري لك ولعازف هذه الألحان

هلا..
ربما عبرت تماما عما اريد قوله.. احساسنا اثناء القراءة هو المهم.. فالقصة ليست سردا فقط..
شكرا مجنون..
  رد مع اقتباس
قديم 09/05/2009   #31
صبيّة و ست الصبايا Nay
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Nay
Nay is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
هون مو بعيد كتير
مشاركات:
1,334

افتراضي


توق
عندما تأكّدّتُ أنّي جلستُ. أنّي انتزعت من طابور الوقوف خلف التّماثيل، تقتُ الانتظار في موقف الباص.

مواسم
تعالي لنزرع شفاهنا بالدّفلى، ونحفر في قلوبنا المنعطفات. تعالي لنغرس هذا الشّوك التّائه في.. عيوننا. ثم تعالي ليبللّنا المطر، وننتظر مواسم الجروح الخصبة.


زيارة خاصة
خطوتان، قبل الغرفة المعدنية خطوة في متاهة الضوء، وخطوة في المتاهة..!!

أمنية
ييبني الشّاطئ قفصاً للماء. تشوي السّماء شمساً قاسية. يختفي البحر وسط الزّرقة المالحة. تلثغ طفولة خائفةً رغبتها القاتلة. لو يغرق ويموت هذا البحر. سالت الشمس كالزيت تفتّح قارب أعمى في صحن الزّبد. خرج بحر على كتف البحر. انطوت لهفتها، وفاضت عيناها بالرمل، وأغرقت باب القفص.. بالدّموع.

مسلمة
ماذا يمكن أن يكون اسمها فتاة موشّحة بالسّواد؟! تسرح بين الخطا، وتسرق الزّقاق. ولمّا تنعس الشّرفات، تطلُّ خلسةً. وترفع الوشاح.. يا الله..!!

آخر تعديل achelious يوم 09/05/2009 في 22:35.
  رد مع اقتباس
قديم 09/05/2009   #32
صبيّة و ست الصبايا Nay
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Nay
Nay is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
هون مو بعيد كتير
مشاركات:
1,334

افتراضي


موقف..!!


مرت السنون.

مرّ شبابي. مرّت المدينة عبر جسدي.

سحابٌ يغطي بقعة واسعة من حياتي الماضية. وها أنا خرجتُ الآن طافحاً بالإهانات.

لحست إبهامي. فركته بثيابي، فربما تُمحى البصمات، ربما تغيب.

هل خرجتُ؟! هل حقّاً خرجتُ؟!!

وإذا كنتُ خرجتُ فأين أنا الآن ؟!

ترصدني الأضواء الشاردة، وتقطعني خطا السيارات السريعة.

شتمني الرصيف، وسخر مني اسفلت الطريق اللزج.

لمن هذه المدينة؟! لمن كل الكلمات؟!

أتراوغ الذاكرة؟!! أم أنّها تنسى؟!

على كل حالٍ ليست لي. هذه المدينة ليست لي، ولم تكن قط لي.

تأخرت حتى عرفتُ.

أمسح دموعي العالقة بين جفنيّ، وسنين بعيدة بُعد الأمكنة التي تقطعني.

عمّ كنت أبحث؟! لا أعرف. لكني وجدت نفسي في حماية موقف باص، أعانق أعمدته، تلثمني البرودة القديمة، فأتوهج من جديد، وتمر قوافلي الجائعة، فتراني مُساقاً في سيارة رمادية لأتهجى الوجع في الدهاليز الصفراء المقيّحة.

ثم أُربط على جدار عربة كاللحم المسلوخ، وروحي تُلاحقني تائهةً في أزقة الدّوار.

وقفتُ في أرض المحكمة أمام القاضي، لا أتنفّس، فقذفني بالثمانية، أتجرعها سنة بعد سنة وجيلاً بعد جيل.

قُيدت فيها من قلبي على الحديد الشائك بين جدران الحنين والرطوبة السابحة فوق بساط النباح والعيون اليابسة.

ويمر شبابي على زيارات تبتعد كلما انتظرتها. على قسوة اجتاحتني، وتركتني ضائعاً. على شفقة أهلي لم يتركوني، رغم قناعتي أني لا أساوي شيئاً، على فراق خلاياي عن بعضي!!

على البعد، على النسيان، يمحو أمواجاً، كانت تحطم صخور الذبول، على رسالة هُرِّبت لي تقول فيها صديقتي.. عفواً..عفواً.. حبيبتي:

"اعذرني لم أعد أحتمل انتظارك.. كما وعدتك".

كالصدى أرجع على متن سيارة مسيّجة بالمعادن والحراب وروائح النفط اللئيمة، فأصحو في معسكرات جديدة، على الغفلة، على الصياح في كأس الأذن، على الصوت يخيّرني بين الحبس أو انحباس الصوت..!!

وأختار الانحباس!! اتركوا المطر لا يهطل، فلن أعطش أكثر من عطشي الآن.

ألصقت بصمتي في الورق. بصمتين اثنتين:

لا لأمثالي.

نعم لكم وحدكم.

وحبستْ بصمتي صوتي. أراقب بصمتي. أخاف، وأنا أتساءل هل خرجتُ؟!أم خرجت من نفسي، وبقيت عالقاً بالبصمات ؟!

هذا شارعٌ. هذا مقهى. تلك مصابيح كهربائية.

الناس يمرون. يمشون بهدوء وكثافة..!!

وأنا..!! أنا أين كنتُ؟! وهم أين كانوا؟!

كانوا في داخلي وقد خرجوا.. ومن الآن!!

الخطوط البيضاء تقطع الطريق، والبؤر المشعة تتوهج، فيلكزني صوت الشحار.

يلكزني في خاصرتي، لأفيق. أمسك خاصرتي.

لا..لا..لن أصحو. لن أغادر هذا الحلم المدني، ولماذا أصحو؟!

ليراني صاحب البدلة الخاكية، ويدون رقمي في دفتره؟!

لأستطلع تفاصيل المهجع، وأنا أحفظه فتراً، فتراً؟!

ليمضي الوقت، وأنسى أن أقول لأصحابي صباح الخير، هذا صباح آخر يُقلع في مهاجعنا الذابلة؟!

لا لن أفيق، ليضربني أبو البدلة الخاكية.

ليضربني ما شاء، وكيفما شاء!!

يوجعني اللكز، ويتطاول إلى صدري، ينخر، ويخنقني،فأتذكر السِّل الذي أصبتُ به.

فتحت عينيّ المفتوحة، وعرفتُ أني لست في حلم.

لا يوجد تفقد. لست في فراشي، وإنما يحتويني موقف باص..

طفله صغيره هجرتها الطفولة. رائحتها كريهة، وجهها جاف.

عيناها تُمثلان الفقر في لوحة من الخُبث الهجين.

قالت راجية بِنَفَس آمر:
ـ "من مال الله... عمّو الله يخلّيك..!!"
  رد مع اقتباس
قديم 09/05/2009   #33
صبيّة و ست الصبايا Nay
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Nay
Nay is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
هون مو بعيد كتير
مشاركات:
1,334

افتراضي


الجريدة


كان يجلس خلف مكتبه الكبير فاتحا الجريدة، متفحصاً كلماتها الضيقة، غائباً خلف خطوطها الطويلة.
في البدء. لم أر إلا أصابع يديه، تقبض على طرفيها، ولما اقتربتُ بانت رأسه كتلة من اللحم المسلوق.
وقف حليق الذقن، مسرّح الشعر وقلت:
ـ صباح الخير.
لكنه لم يرد ولم يتحرك. فصبّحتُ عليه ثانيةً بصوت أقوى.
قام من كرسيه الدّوّارة، وصفعني على وجهي بقوة يده المهترئة، وقال: سمعتك... اخرس.
دخل رجل قصير، منتفخ الحواف كفنجان، ناولته بطاقتي، فسحبني من قميصي، وأدخلني في صندوق حجري. أعطاني عصابة، نسيت أن أضعها على عينيّ، فصفعني بقوة.
وضعتها ووقفت أرتجف، وأنتظر الصفعات.
سمعت أصواتاً. كانت خليطاً من الصراخ والأنين والبكاء، والغناء.
كانت تقلع معاً، وتنطفئ معاً. لكن ما أثار دهشتي أنّي سمعت صوتي رغم أني كنت صامتاً...!! سمعت صراخي، وأنيني وبكائي رغم أني ... غيّرت وقفتي، واتكأت على الجدار، فعدتُ لأقف كما كنتُ!! ثم رفعت يدي لأتحسس النّطحة، فتلقيتُ صفعة أخرى ألهبتْ فؤادي، وصرخت, عند ذلك انهالت عليّ الصفعات من كل جهة حتى خبوت في مكاني كومة من اللحم المهروس.
لكزني بقدمه في بطني، فنهضتُ، ووقفتُ كالخشبة كعمود في الجدار.
"تعال" قال صوت بعيد. وقد كان لطيفاً.
"تعال" لكني لم أتحرك. "تعال". لم أتحرك . تلقيت صفعة وعرفتُ أني المقصود، تقدّمت خائفاً. لم أسمع نفساً ولا حركة، لكن الصفعات كانت تأتيني من كل صوب.
"تعال" تقدمت واصطدمت بجدار فتوقفت. صُفعتُ مرتين.
نزعت العصابة عن عينيّ. صُفعتُ. ناولته العصابة. يدٌ أخذتها واختفت دون أن أرى صاحبها.
كان "الجريدة" على قعدته. قال: "تعال". بلطف
ـ إلى أين سآتي ومن أين؟ تلقيت صفعة، التفتُ فلم أجد أحداً فمن يضربني إذن؟!!
سقط قلم فوق ورقة على طاولة مكتب الجريدة. ورقة تشبه الورقة التي استدعوني بها إلى هذا المكان.
رفعتُ القلم، ووقّعتُ تحت اسمي فقال "روح" لم أصدق.
تلقيت صفعةً. دُرتُ، ومضيتُ، وقبل أن أقطع العتبة، قال "تعال" بهدوء ولطافة. وقفتُ، فتلقيتُ صفعة. عدتُ، واكتشفتُ أني أخذت القلم معي. وضعته فوق الورقة.
قال "الجريدة" "روح" قالها بعنف كالصفعة. لم أتحرك، فتلقيتُ صفعة، مضيت مشرشر العقل، متلبد الحواس، أنتظر "تعال" قطعتُ العتبة، ثم وقفتُ أنتظر "تعال" سرت خطوتين، وانتظرتُ.
التفتُ. كان "الجريدة" يقرأ. قطعت شوطاً آخر، والتفتُ ولم أسمع "تعال". غاب المكتب عن عينيّ، غابت الغرفة، ثم دارت ساقاي كعجلة. ركضت بأقصى طاقتي.
ضحك الحارس، أسند خاصرتيه بيديه من شدة الضحك.
التفتُ لأعرف كم قطعتُ، سقطت. سيارة سوداء مخيفة، كانت تتبعني. توقفت بجانب رأسي.
انفتح الباب. خلف المقود كان "الجريدة" قال "تعال"
وقفت منوَّماً، صعدتُ، وجلستُ إلى جواره، وأنا أحاول أن أبلع قلبي الذي حاول أن يخرج من فمي.
قوة عظيمة قيدتني، وكتمت أنفاسي. السيارة المخيفة تقطع الطرق بسرعة هائلة، لا تلجمها المنعطفات ولا الشارات ولا الناس. أمام "الكاراج" رفع رأسه، فجمدت المخيفة.
انفتح الباب، وقال "روح" قوة رفعتني، ووضعتني بهدوء على اسفلت الشارع. ارتخيت وكالهلام تجمعت فوقه.
انغلق الباب، ثم اختفت المخيفة. اختفت بلمح البصر. بقيت هناك وحيداً، أراقب، وأنتظر "تعال" أنتظر "روح" بلا فائدة.
دخلتُ "الكارج" مشتت الفكر. أضواء الكارج باهتة ووميض أضواء السيارات فيه يعلو، يشعل الزوايا، ثم يخفت ويروح.
اقتربت من سيارة موقدة المصابيح، صعدتُ، وجلستُ في مقعد فارغ، وسمحت لمحركها، أن يبعث في شراييني بعض الدفء وفي جسدي المنقبض موجات راحة. استرخيت في مقعدي، أعيد فصول المسرحية. كابوسها المرعب. صحوت مرتعباً.
وشوشة جريدة تقتل تواتر الحركة الهادئ ذاك.
التفتُ خائفاً مشحوناً.
كانت جريدة في المقعد الأخير مفتوحة على مصراعيها، تخبئ كل شيء خلفها، عدا أصابع غليظة مسلوقة تمسك حافتيها، وتستكين.
وقفت مرتعداً، أرتجفُ، وأنتظر "تعال" هادئة لطيفة وسط عبث المحرك ورشاشات الأضواء..!!!
  رد مع اقتباس
قديم 09/05/2009   #34
صبيّة و ست الصبايا Nay
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Nay
Nay is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
هون مو بعيد كتير
مشاركات:
1,334

افتراضي


طرنيب وعشق



يصرخ : تفقّد...

فنقف كالأعمدة على أبواب المهاجع، وعلى أصوات الخُطا تُغلق الأبواب، فنتأكد أنّه لن يأتي أحدٌ ، ولن يخرج أحدٌ ، ونعرف أن ترتيلتنا مرّة أخرى، كانت جافّة فقيرة لا تستجاب.

نهارٌ آخر مضى، فكيف سيمضي هذا الليل؟!

تدوّن عيناي شحوب الجدران، ثمّ تغمض على تباشير ضجر مؤلم، ضربت أمواجه شواطئ أحلامنا. دارت أصابعي على محطّات مذياعي الصّغير، وملّت من مزاج أذنيّ السيئ ، فأطفأته، وأخفته تحت "بطانية" عسكرية.

-شو الطّرنيب؟!

أقف خلق "الشّراقة" فأتعجّب. ماذا يمكن أن أرى؟!

هل قلت أرى؟.. لا..لا..لا أرى.. لم تعد عيوننا للرؤية.

وكل جزء من أجزائنا الجافة بات للانتظار..

-العب طرنيب يا شريك.. العب طرنيب..!!

الرّواية التي بدأت بقراءتها منذ أيّام، لم أنجزها رغم إعجابي بها، ويبدو صحيحاً ما قاله صديقي.

يومها نفض الكتاب من يده بقوة، وضرب الجدار، وفتل رأسه، وأطلق تنهيدة عميقة، وقال:

-" مافي جو للقراية هون".

ولمّا حاولت الكتابة، اكتشفتُ بعد أن أضعت عدّة صفحات أنّه "مافي جو للكتابة كمان".

-أي شو هـَ اللعب.. خسّرت حالك يا شريك!!

- والله أنت السّبب..!!

مواء بعيد أنعش سمعي الثّقيل، فتحوّلت على أذن كبيرة مشحونة بالإصغاء.

قطتنا الجميلة عادت بعد غياب طويل. لقد بالغ أصدقائي، حين اعتقدوا ، أنها لن تعود، لا بل أكد أحدهم:

-"بعرف القطط منيح.. مالهن أمان".

-" وين كنتي يا دوّارة.." سمعت صوت صديقي في المهجع البعيد، ويبدو أنه سمع المواء في الوقت الذي لا يعرف ماذا يفعل؟ مثلي تماماً .. من بعيد رسم رذاذ الضوء الضعيف شبحين كبيرين على الجدران، كانا يتراقصان في لحظة حميمة، التصقت بالشراقة، لأرى هذا الغياب المثمر.

قطّتنا تسير في طرف، وعشيقها الأحمر في طرف مواز،خطوة بخطوة كخيال في مرآة ، تقف، يقف. تسير ، يسيرن يسير ويراقبها.

-" إذا ما معك طرنيب... ليش عم تاخذ كتير"؟1

-" إجت القطّة يا شباب"!!

-" تضربْ إنتِ والقطّة" .

تمتلئ ثقوب الحديد بالعيون منتظرةً صعود هذا الحبّ الشّهيِّ.

صورة تسيل وهّاجة في رماد واقعنا الجاف.

-" بإيدك يا شريك .. فِتْ.. خلّيه يقطع أول".

تجثم على جنبها، وتتلوى ، تقلب على الجنب الآخر.

تهزّ ذيلها كأفعى، تجثو. يراقب مُراقبتنا، يتردد. تقوم ، تتصنّع الهروب، فيقفز عليها. تنام على جنبها، يعضها في رقبتها. يميل ذيلها على جزعه المشدود المتعرّق. تثيره. يتأرجح بين جنبيها. تهدأ. ترفع طرفها تعطيه نفسها، وتغمض عينيها منتظرة دفق الحرارة اللّذيذ.

يثبت قويّاً كعود الحطب، تثبت، يثبت، تعبق الدّهاليز برائحة شهيّةٍ، قديمة وبعيدة، تكتمل القصيدة، وتقطر من عيوننا في ثقوب الحديد .

يقف الزّمن. يغنّي صرصار بعيد، يوقظ الجميع، تنتفض من تحته، وتهرب مطلقة صرخة ألم مفاجئة. يحاول أن يلحقها، يؤخّره التّعب، يميل على وسطه، ويلحسه، يجمد، يحرّك رأسه، يلاحق اختفاء عشيقته في الظّلام، ثم يدور، ويذهب.

عدّت لفراشي، وأغمضتُ عينيّ، لأعيد مشهداً ، كان انطفأ في ذاكرتي، وأشعله الأحمر الغريب مع عشيقته الهاربة.

-" يلعن الحظ.. الله يلعن الحظ ويلعن اللعب معك... يا شريك؟!

- " إنت السبب.. إنت السبب.. وبتعيّط كمان ؟!

انتفضتُ، أفقت من حلمي اللذيذ، فظنّ صديقي القريب أنّ "الطرنيبيين" هم السّبب فقال:

-هو لا يصرخ لأنّه خسر في لعب الورق.. لا ..لا .. أبداً ولكن في ظرف مثل هذا ، يحتاج كل فرد فينا، أن يصرخ من فترة إلى أخرى. وهم عندما يلعبون بالورق، يوفّرون سبباً للصّراخ.

وتفرط السّهرة، وينطفئ الضوء، ويستلقي كل واحد منّا في فراشه، يفكّر قليلاً ، وربما كثيراً قبل أن ينام.

صديقي " الطرنيبي" سيحلم بأوراق " الطرنيب" تملأ يديه، فيربح، لكنه سيصرخ رغم ذلك. شريكه سيجد نفسه بمنزله في القرية وبجواره زوجته وأولاده ينتظرون التفقّد...

والآخر سيعيد مشهد الحب متحولاً في حلمه إلى قط

وأنا يبدأ حلمي بصفير قلمي فوق الورق الأبيض، يدوّن قصّة حب عابرة وسط الشّخير ، فتمضي ليلتي.

قبل أن أنام، أتساءل:

كيف أمضى صديقي في المهجع الآخر هذه الليلة؟!!

  رد مع اقتباس
قديم 09/05/2009   #35
شب و شيخ الشباب طوروس
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ طوروس
طوروس is offline
 
نورنا ب:
Nov 2007
المطرح:
بآخر السما طالع ع الشام
مشاركات:
344

افتراضي


فقط

شكرا ناي

شكرا طالب ابراهيم


يسعد صباحك ياشام
  رد مع اقتباس
قديم 13/05/2009   #36
صبيّة و ست الصبايا Nay
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Nay
Nay is offline
 
نورنا ب:
Sep 2007
المطرح:
هون مو بعيد كتير
مشاركات:
1,334

افتراضي


اعتقال وردي



غمز الصباح، فاحمر وجه الشمس، ضحك الديك بجوار التنور، تمط النبع، وأطلقها، فاستحم العصفور.
زعل الماء، وذاب، ثم هام على وجهه بين الصخور.
زقزق الباب. وخرج أبو محمود يسعل، ويدرج لفافة تبغ، ثم ذهب ليبول خلف أشجاره.
تثاءب الحطب، وطقطق متفاجئاً، ثم لنكمش حائراً بين يدي أم محمود.
احمر التنور ووجهها، فانتشى رغيف خبز، وسكر الهواء.
نعست لفافة في صحن الدار، فرفع رأسه عن كتابه الشاحب.
مسح عينيه، وعندما تنهد، انتفخت مثانته.
هرع، واختفى بين الأشجار.
سخر الكتاب، فصفعته نسمه، تخوصر، وهز ورقاته شاتماً، وهي تمضي هاربةً، تهز ذيلها الناعم.
استل يديه، واغتسل، وعاد يفرغ كتابه في جوفه الفارغ.
سعل أبو حسن منبِّهاً بقدومه.
ـ قح...قح... الله يصبحك بالخير أم محمود.
تلتفت أم محمود مبتسمة:
ـ الله يسعد صباحك.. ابعت أم حسن.. جمَّر التَّنّور.
أبو محمود كان يدرج لفافه.
ـ يسعد صباحك أبو حسن.. تفضّل.!!
ـ أَفْضَلْت.
رفع محمود عينيه عن الكتاب، وفرك جبينه:
ـ أهلين عمي أبو حسن... رجع حسن؟!
ـ رجع... إي والله رجع.. الحمد لله .. الحمد لله...
أجاب، وهو يهز رأسه، وينفخ نهاية قلق مع بقايا دخان.
احمر رغيف، ووجهها، ولفافه، ورأسه، وحركه في صحن الدار.
سيارة رمادية، أنجيت أربعة رجال، وابتلعت خمسه.
وقف الكتاب، فصفعته نسمة، وقع رغيف فوق الجمر وقرمّد..
يبست ْ يدها في عود الحطب، واشتعل النبض في صدرها الحار.
عاد راكضاً، يدرج لهفة أنفاسه، فرأى سيارة، تسرق الطريق، وتختفي في عينيه. تهالك، ثم عاد ليغيب في بستانه ببطء.
تأخر الصباح. جلس الديك في صحن الدار. تململ النّبع، فانسل الماء ذائباً. غطّ الحطب، تردد العصفور، ثم أطفأ ريشه المتوتر في سلس القطرات.
أم حسن تحمل قدر العجين فوق رأسها.
ـ الله يصبحكم بالخير. أم محمود ماخبزتي اليوم؟! التنور مطفي!!!
الله يصبحك بالخير أبو محمود... اعمل معروف وساعدني حتى نزِّل هـَ الطشت!!
ينهض أبو محمود بتثاقل حزين، يسعل ويهمهم ـ الحمد لله... الحمد لله...
يقترب، فتسأله أم حسن:
ـ شو صاير.. انشا الله خير.. ما رجع محمود؟!!
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد


أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 04:19 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.26940 seconds with 12 queries