أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > المكتبة

إضافة موضوع جديد  و الله هالموضوع مقفول ترى
 
أدوات الموضوع
قديم 11/10/2006   #127
شب و شيخ الشباب chefadi
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ chefadi
chefadi is offline
 
نورنا ب:
May 2006
المطرح:
بيتي متل ورقة احترق
مشاركات:
544

افتراضي


هي المسرحية كانت من بطولة محمد منير و صلاح السعدني و فايزة كمال
و نظم اشعارا المستقاة من روح النص الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم
طبعا و غناها محمد منير
و رجعت انعرضت بعد اضافة شوية تعديلات بعد 18 سنة
وهي صورة من العرض الاول
الصور المرفقة
نوع الملف : jpg images_2006_king_is_king_1.jpg‏ (46.1 كيلو بايت, 1 قراءة)

إذا تعبت أضع رأسي على كتف قاسيون و أستريح و لكن إذا تعب قاسيون على كتف من يضع رأسه .......... المـــــــــــــــــــــا غوط
 
قديم 11/10/2006   #128
شب و شيخ الشباب chefadi
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ chefadi
chefadi is offline
 
نورنا ب:
May 2006
المطرح:
بيتي متل ورقة احترق
مشاركات:
544

افتراضي


الاغتصاب
كتبت عام 1990


كتب ونوس معرفا بالمسرحية عبر غلافها الاخير:هذه الرواية نص مفتوح، أي أنه قابل للزيادات والتعديلات التي تمليها التطورات التاريخية، إن الرواية الفلسطينية لا تختم قولها، بل تتركة مشرعا على أفق مفتوح، ولهذا فإن الإضافات والتغييرات التي تحقق راهنية العرض ممكنة، وحتى الرواية الاسرائيلية - وإن كانت بدرجة أقل - هي نص غير مكتمل، والنقاش فيها يحتمل المزيد من المحاججة والتوتر.

و يقول أيضا عن هذه المسرحية : كان علي باستمرار أن أواجه أسئلة هذا التاريخ الموجعة ، لذلك كان لا بد أن أكسر صمتي لأكتب مسرحية تتناول القضية الفلسطينية ، حيث كانت انتفاضة أطفال الحجارة إحدى حوافزي لكسر طوق الصمت الذي كنت غارقا فيه

باختصار: إني أنظر إلى هذا العمل كمقطع مجتزأ من تاريخ عنيف، مثقل بالاحتمالات والتحولات، وإن كل عرض لهذه المسرحية يجب أن يرتكز على وعي بالتاريخ وما يحمل من تغيرات، إن الوعي التاريخي هنا يضاهي الابداع الفني، أو هو شرط جوهري له.


والمسرحية تبدأ بملاحظات كتبها ونوس عن المسرح كما يراه:
إن الهام المسرح الحقيقي لم يكن في يوم من الأيام الحكاية بحد ذاتها، وإنما المعالجة الجديدة التي تتيح للمتفرج تأمل شرطه التاريخي والوجودي.. ولعلها إشارة إلى أن حكاية المسرحية التي يقدمها مكررة بذاتها، ما وجد عدو محتل، ومواطن مضطهد، وجهاز مخابرات قامع، وجهة تقاوم القمع، لكن الفارق في طرح القضية برؤية مختلفة، وضمن معالجة تطلب الجِدة الدائمة حينا بعد حين، سواء من المخرج والمؤلف أو الجدة في الجمهور نفسه.

هناك رواية فلسطينية..
وهناك راو اسرائيلي..
وكل يروي الحدث كما يشعر به، من زوايته القلبية التي يؤمن بها، ووفق اعتقاده للمعقول والمقبول، ومنذ البداية طلب ونوس من المخرج أن لا يقدم الإسرائيلي بصورة فجة، أو الفلسطيني بصورة عنترية، فالمطلوب هو حوار يشغل المتفرج بعدالة عرض، وتوضيح حجة قد يأتي بها الاسرائيلي المتعجل.

مشهد الإغتصاب في المسرحية هو الأقوى..
والأغتصاب فيها وقع على طرفين: فلسطينية واسرائيلية..
وفقدان الرجولة بسبب الإغتصاب تحمله ايضا طرفان: فلسطيني واسرائيلي.

وفي فصل المسرحية الأخير (سفر الخاتمة كما اسماه ونوس) نفاجئ بونوس نفسه وهو يحاور شخصية من شخصيات الرواية، الدكتور أبراهام منوحين، ونفهم من تقديم ونوس أن الدكتور هو احد اولئك الاسرائيلين الشجعان الذين يؤمنون أن في التصرفات الاسرائيلية جناية على اليهود قبل العرب، وأن طريق الهاوية الذي ظنت الدولة اليهودية أنها تنشؤه للعرب هوى فيه اليهود قبل العرب.


من الجدير بالذكر انو هي اول مسرحية كتبا سعدالله بعد انقطاعو عن الكتابة لمدة اكتر من 10سنين ...
الصور المرفقة
نوع الملف : jpg 38473.jpg‏ (2.4 كيلو بايت, 68 قراءة)
 
قديم 11/10/2006   #129
شب و شيخ الشباب chefadi
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ chefadi
chefadi is offline
 
نورنا ب:
May 2006
المطرح:
بيتي متل ورقة احترق
مشاركات:
544

افتراضي


رح نبلش اليوم بالمسرحيات اللي كتبا ونوس بعد اصابتو بالسرطان و اللي انا بشوفا اهم و اعمق

يوم من زماننا
كتبت عام 1993

إنه زماننا إذن. حاضرنا الذي نواجهه وليس زمنا آخر يستعاد

رواية المسرحية :
فاروق - بطل المسرحية - معلم الرياضيات - الذي تستغرق رحلته الاكتشافية يوما واحدا، في أيام الشتاء القائمة الباردة - كما يضيف المؤلف (الراوي). إنه يرى كيف تتقوض المؤسسات، التربوية والسياسية والدينية، وكيف تخرج عن مسارها الطبيعي والصحيح، وكيف يمارس القائمون عليها عملية تضليل فاضحة، وكيف يتحولون ومؤسساتهم، ومن ثم الأفراد العاملون فيها الى دمى تحركها امرأة، من منزلها الذي تتقاطع فيه المصالح والرغبات والاتجاهات كلها. إنها تمثل دائرة، تحتوي المدرسة والجامع ومركز السلطة. ولكي تقرأ حالة المنطقة، عليك أن تمر بمنزل (الست فدوى) فهو المركز، وما الدوائر الأخرى الصغيرة، إلا الأطراف. والدوائر الكبيرة قادرة على ابتلاع الدوائر الصغيرة أو تحطيمها، بما لديها من سلطة سرية وعلنية، فهي التي تقدم (البضاعة) للزبائن، ومن ثم تملي عليهم شروطها، ولكي تحدد ملامح فدوى تماما وينجلي عالمها الداخلي يتركها الكاتب تحكي حكا يتها: (تزوجت زواجا عائليا مرتبا. أرادوا أن يشفوني من قصة حب كئيبة إلا أن الزوج اكتشف أن البضاعة مغشوشة) وأنه لا بد من (البازار) طالما أن البكارة مهتوكة (والبازار مع والدها) وحصل الزوج من والدها على (الاكرامية والتعويض) وأخذ جزءا من تجارته (وتحول الى مستخدم في متجر صغير لها) (وهي الآن
تبني مملكة من الثروة والمشاريع والطموحات).
(إنها الدنيا الحقيقية يا فاروق.. الدنيا المبنية من الطين والدم والشهوات والشراهة) الدنيا الفعلية التي نحيا بها، أما تلك التي كنت تظن أنها الدنيا فليست إلا أوهاما ونفاقا..).
عاشت (فدوى) الجديدة على أشلاء (فدوى القديمة) فدوى القديمة كانت فتاة ككل الفتيات في مثل سنها وبيئتها تحلم بالحب والزواج والأسرة والحياة النظيفة، بيد أنها خدعت وانتهت قصة حبها نهاية مأساوية، فأرادت أن تخرج من الرماد وتعيد بناء حياتها من جديد، فتزوجت رجلا لا تحبه، فكان الابن النموذجي لعصره، يتقن لغته ومفرداته ويجاهر بالانتماء اليه : (البضاعة) (الاكرامية) (البازار) كلها إشارات الى الحياة - السوق والى السوق - الانفتاح. ولقد قصد الكاتب من هذه الاشارات تعميق الاحساس باللعبة الانفتاحية وتحول كل شيء الى سلعة. عالم من (التشيؤ) و(السلع).
(فدوى) الجديدة تأسست فلسفتها على هذا العالم : الزائف بالنسبة اليها حقيقي والحقيقي زائف ! إنها تخرج المفاهيم من أنساقها وسياقاتها الطبيعية، لتشيد أنساقها ومفاهيمها الخاصة بها خارج المتعارف عليه، وتبشر - بأنها العسل القادم وبالفردوس القادم. أنبت فساد الزوج - وفساده جزء من الفساد العام - فسادا جديدا هو : (فدوى) الجديدة وأثمر بالتالي متوالية من الفساد، كان آخرها زوجة فاروق هذا (الدونكيشوتي) الباحث عن النقاء والبياض في عالم ملوث حتى النخاع.
انتشر سرطان (الست فدوى) في خلايا المجتمع، امتد واستطال، حتى وصل قلب المدرسة والمسجد والسلطة. في المدرسة يكتشف فاروق، أن الطالبات يرتدن بيتها وان بعضهن تكاد أن تفاخر بذلك ! مدير المدرسة ليس أكثر من حاجب في مملكتها وقد تشرب أفكارها وفلسفتها: (واجبي أن أحمي المدرسة من جرثومة السياسة، وأن أربي الطلاب على الولاء والطاعة) (الفتيات المتورطات ولاؤهن لا تشوبه شائبة)!
والخطر قادم من السياسة، من الأفكار اذا تنير العقل. لأنها يمكن أن تتحول قوة مادية على الأرض، يمكن أن تكون نذير تغير، أو بؤرة توتر تخلخل السائد، أو تفلح في هز أركانه. الولاء السياسي إذن، مقدم على الأخلاق.
الكتاب - أي كتاب - يفسد عقول الناشئة وعليه يغدو الكواكبي - مفكر عصر النهضة - ومن وجهة نظر المدير إياه، (مشبوها في صلاته وكتاباته) لأنه يشرح الاستبداد ويجلو طبائعه. وهكذا تتعمق (فلسفة) فدوى وتجد لها مريدين ويصعد (فكر) السوق، ليعيد ترتيب الأوضاع كما تشتهي (فدوى). الولاء السياسي، في صميمه، ولاء للسوق لأنه يتغذى به، بل إنه - الولاء السياسي - مشروط بالعائد المادي الذي توفره العلاقات المتداخلة، ألم يقل مدير المدرسة عن (الست فدوى) (إنها امرأة كريمة وخدوعة !) وطالما أن المساءلة في عرف مثل هذه الفلسفة، سياسية قبل كل شيء، وآلية تكتفي بالوقوف عند حدود التأكيد والتكرار والترديد والمزايدة، فإن أحدا لا يقلقه ما آلت اليه الأخلاق، فهي لا تهدد أمن البلد!
(فدوى) شخصية مركزية وهي كما يقول عنها فاروق تخرب البيوت وتفرق الجميع في وحل الفساد) وعلى الرغم من أن فاروق هو الذي يحرك ويدفع ويواجه،وحيدا :لا أن (فدوى لم هي الأكثر حضورا، ذراعها الطويلة تصل الى كل مكان، عن طريق الجنس وقد تحول (بضاعة) بل لعل له رواجا في مجتمع مازال الكبت يعشش فيه. وأهمية (فدوى) كشخصية محورية تكمن في أنها هي التي تزيد من إحساس (فاروق) بالغربة، وهي التوكيد على أنه يعيش خارج الزمن. هي التي تخترق المؤسسات والأفراد وهي التي تجر الجميع الى الخراب
وصل خرابها الى المسجد. وأدرك الشيخ متولي أن سحرها لا يقاوم، وزعم أن أفضالها على أهل الخير، بنية واضحة للعيان (ما دفعته الست فدوى لرفع مآذن هذا الجامع وتزيين قبابه يربو عما دفعه أي محسن في هذا الحي مع هذا تأتي لترميمها بالنمائم والشبهات) ويرى الشيخ أن الحديث عن الدعارة في بيت (فدوى) ضرب من الخوض في اعراض الناس وهو ليس ممن يفعلون ذلك ! وينحرف بالموضوع الرئيسي الى أحاديث جانبية هامشية، كي يغطي على تورطه في السكوت عنها، فيفيض في الحديث عن العلوم الحديثة (المستحقرة) متجاهلا المنكر الذي، يفترس المدرسة، بعد أن عرف مصدره. هناك الخطر قادم من جرثومة السياسة، وهنا المنكر أن تغتاب اعراض الناس. خطاب واحد ولكن بمفردات مختلفة. تهميش الجوهري والأساسي، وابراز الثانوي والعابر. وفي كلتا الحالتين قلب للمفاهيم والقيم رأسا على عقب. إنها فلسفة (فدوى) تطل برأسها. ينفر الشيخ من الحديث عن المنكر الحقيقي، الماثل أمامه، ليفرق في الحديث عن (آداب الاستنجاء).
يخرج (فاروق) من عند الشيخ، متابعا رحلته الاستكشافية، ليدخل الى مكتب مدير المنطقة أو المحافظ، حاملا معه قضيته، وهي إيقاف الفساد في المدرسة، قبل أن يستشري والأهم من ذلك كشف من يقف وراءه ويغذيه. ومدير المنطقة يمثل ما يمكن أن نسميه بالمؤسسة السياسية، وعليه فإن لخطابه دلالات سياسية رسمية، ومهما حاول أن يطبقها بطابعه الخاص. إنه يرتكز في حديثه على فلسفة تتقاطع مع فلسفة (فدوى) فيما يتعلق (بالقيم والمفاهيم) و(الجديد والقديم) و(التكيف) مع المتغيرات والانفتاح والمعرفة.. الخ ويبدو أنه ينظر الى سوك ابنته وانحرافها، على أنه استيعاب (مذهل) لروح العصر و(ذكاء) نادر. إنها في عرفه (نموذج) في هذا الاتجاه جدير بأن (يقلد)! (الرشوة) (الفساد) (النهب) قاموس بائد، يستخدمه الناس ليعرقلوا الانفتاح ويضيف قائلا: (كل شيء يتغير.المباديء والتصورات والقيم والأخلاق. كل شيء يتغير. ويتحلل الى غبار) أما الانهيار الذي يعصف بالمجتمع ويهز أركانه، فإن له تفسيرا (مدهشا) لديه. (الضغوط النفسية والأمراض سببها عدم القدرة على الدخول في مغامرة العصر، والتخلي عن القديم). ولكن ماذا عن الثورة ؟
(الثورة الحقيقية هي الانفتاح على العصر ومنجزاته)!
هكذا يختزل الكارثة التي تحيق بالمجتمع وتوشك أن تهلكه، منطلقا من وضع رأس الهرم في أسفله، ومتناغما - الى أبعد الحدود - مع فلسفة (فدوى).
فلسفة واحدة تتناسل فلسفات، وجوه عدة لعملة واحدة. أما (فاروق) فهو الذي يواجه هذا كله ومن أين لمعلم الرياضيات، أن يعرف هذا كله، وهو الذي اختار علما دقيقا ومنغلقا في أن معا؟ ألم يقل له أخوه (إن الرياضيات كالشعر لا تعلمها شيئا عن الحياة).
العالم أو الفنان في مجتمع كهذا، أو بعبارة أدق في مجتمع تقبض عليه مثل هذه الوجوه، فائض عن الحاجة، كائن طفيلي ! إنه حقيقة لا ينتمي الى هذا العالم، الذي يجد نفسه فيه غريبا وحيدا. وفاروق بطل ونوس، نموذج للمثقف الاختصاصي الذي يجد نفسه غارقا فيه إذا خرج أو تجاوز الخطوط الحمر لاختصاصه، يتوه ويفرق. إنه غير قادر على فك رموز واشارات العالم الذي يواجهه، لأنها خارج الأشياء التي تعلمها فهي عادة لا تدرس. تأتيه الرسالة فيعجز عن فك شفرتها وبالتالي لا يتلقاها. ليس ثمة تواصل مع الخارج. عالمه الداخلي لا يتواصل مع الخارج، وتلك مشكلة تدفعه نحو الانفصام.؟
هل هو مسؤول فعلا عما جرى ويجري له وحوله ؟ هل ثمة خيار أخر أمامه ؟ إن فاروق ليس من النوع الذي يمكن أن يوسم بضيق الأفق أو السذاجة، بيد أنه ليس من أولئك الذين اشتعل وعيهم مبكرا، فعرفوا أن هذه النتائج وليد شرعي لتلك المقدمات، وأن خلف هذا الخراب، أصابع تحرك الأشياء حركتها الحقيقية، لقد انكفأ داخل اختصاصه (الرياضيات) وتشرنق داخل مفاهيم ومعادلات، ليس لها نظير في الواقع الموضوعي. هل بوسعنا القول إنه الموقف الشاعري، في مواجهة واقع ينضح فجاجة وفظاظة وسوقية ؟
إنه ليس شاعرا رومانسيا، تعيقه رؤيته المثخنة بالخيال، عن إدراك العالم الآخر، الذي يتعامل معه، بل شاعري في كونه النقيض للزيف، والغريب من المثال. لقد نما وعيه داخل اختصاصه، فحسب أن هذا كاف. وعندما أضاءت رحلته الزمنية القصيرة، وعبر المسرحية (أربع وعشرين ساعة) عقله وكشفت الطريق أمامه، قرر أن ينتحر! الوعي أو الاكتشاف مقرون بالموت، الموت نهاية المعرفة والمعرفة العاجزة ضرب من الموت.
في المشهد الخامس وقد استوعب فاروق وتمثل آلية الخراب، وتراكمت الصور المتلاحقة السريعة في ذهنه يستل سكين المطبخ ويتأمله متأملا في الوقت ذاته، حاله. يسقط ذكرياته على السكين يؤنسها فإذا هي تفجر وظيفتها الاستعمالية وتتحول في يده الى وجهها الآخر (أصابعها الناعمة تلتف على المقبض الخشبي. كان يحس هذا ا لالتفات لدنا ومثيرا). الدم يرعبه والسكين، التي يجب أن يغسل بها عاره صارت جزءا من الذكريات ! ويصل نداؤها اليه (هي السكين التي اشتريتها وبيدي سأغرسها في قلبي الذي تلوث دمه) (لقد أفسدت كل شيء، أفسدت كل ما هو جميل في حياتنا) تكف السكين بدلالتها المركبة عن كونها سكينا لتغدو أداة مهملة !
ويعي أن هزيمة خصومه مستحيلة، وأن تغيير الواقع، لمن لا مكان ولا زمان له، يعادل الانتحار، ويحزم حقائبه وينشر أشرعته ويقرر الرحيل، هي أيضا راحلة، هي التي تحبه والتي تلوثت لأنها تحبه. هي نصفه الآخر الذي لا يطاوعه الرحيل بدونه، إذ كيف يترك بعضا من أشلائه خلفه ويمضي؟(إذن سنرحل معا) (سنكون معا وسيكون رحيلنا كالزفاف) (ونمضي في البياض في فضاء من البياض) (ولكنك ملوثة وستبقعين البياض) (أرجوك لا تفسد الحلم) (كنت حجرا).

انه الانتحار الاحتفالي و العرس الابيض ...........
 
قديم 12/10/2006   #130
شب و شيخ الشباب chefadi
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ chefadi
chefadi is offline
 
نورنا ب:
May 2006
المطرح:
بيتي متل ورقة احترق
مشاركات:
544

افتراضي


أحلام شقية
كتبت عام 1994

رواية المسرحية :

في بيت تمتلكه ماري تدور أحداث هذه المسرحية، وهي امرأة مسنة مسيحية متزوجة من رجل يدعى فارس، قبل الزواج منها ليكون عالة عليها، أورثها مرض السيلان منذ البداية مما أدى إلى إسقاط جنينها ميتا لتعيش سنوات عمرها الطويلة دونما بهجة أو أمل، وفي غمرة إحساس بالعفونة والنجاسة والنفور من الممارسة الجنسية، ولا يشغلها سوى هاجس الترتيب لجنازتها والتحضير لمثواها الأخير، وهي بذلك تجسد ماضي المرأة العربية، الحافل بالمعاناة والإحساس بالضعف والاحتياج للآخر، حتى وإن كانت هي المعيلة اقتصاديا كما هو حال ماري هذه.

وفي مقابل هذا الواقع المأساوي، واقع آخر تعيشه امرأة مسلمة شابة تسكن الغرفة الأخرى من ذات البيت، هي غادة مع زوجها الشرس كاظم، الذي يعمل مساعدا في الجيش، وثمرة علاقتها الزوجية طفلها ذي السنوات الأربع والذي يملأ عليها خواء حياتها، فإن مستقبل هذا الزواج ينذر بمعاناة لا تقل عن معاناة جارتها المسنة ماري، وبهذا يلتقي المستقبل بالماضي في نطاق الحاضر دونما بارقة أمل، فلقد كان اقتران غادة بابن عمها انصياعا لرغبة أبيها ونتيجة لتخاذل وتهرب من أخيها بعد أن وعدها بالوقوف إلى جانبها ومساعدتها بالزواج من حبيبها والذي هو في الوقت ذاته صديقه.

في أجواء هذا الحاضر الذي يعيشه ساكنو هذا البيت، وبكل ما يوحي به من " انغلاق وضيق"، يبزغ أمل وليد في حياة المرأتين، أنه " بشير" الساكن في الغرفة العلوية، الشاب الغامض الهادئ، الذي ترى ماري فيه ولدها الذي طرحته ميتا وقد عاد ليحنو عليها في أخريات أيام عمرها، ويتولى ترتيب جنازتها ورخامة قبرها كما تتمنى، بينما ترى فيه غادة حبيبها الغائب الذي حرمت من الزواج منه، بشخصيته الوادعة المتفهمة على نقيض زوجها.


وإذا كان كاظم يمثل في شخصيته العسكري شبة المتعلم، الكاره للوحدويين وعبد الناصر، "طاووس مصر" كما يسميه، والهازئ بمحاولات زوجته المستمرة في الكتابة لأخيها المهاجر، والذي يواصل اضطهاده لها بالضرب أمام طفلهما مما حمل هذا الأخير على كراهيته، فإن هذه الشخصية سرعان ما تستثار بحكم تكوينها النفسي من قبل فارس، زوج ماري، والذي يستطيع بخبثه أن يثير غيرته وحنقه على بشير، باعتباره الأعزب الذي نادرا ما يبارح البيت في النهار، مما قد يتيح له الخلوة مع غادة، تلك الزوجة الشابة، وبذلك تلتقي مصلحة الاثنين، كاظم وفارس، في التخلص من مصدر التهديد المشترك لهما.

وبقدر ما يحرك بشير من سواكن المحيط من حوله بحلوله فيه دونما فعل إيجابي يبدر منه، مما يحمل على الالتفات إلى مدلولات أسمه، فإن مقدار الضعف الذي تتسم به شخصيته، مقارنة مع قوة شخصية كاظم ودهاء فارس، يجعل من اليسير التنبوء بنهاية المواجهة، فإلى جانب سلبية أداء بشير، فهو يحسن الإصغاء لشكاوي العجوز ماري والشابة غادة، " وفي عينيه لمعة حزن تفتت القلب"، " إنه لم يسكن هذا البيت إلا لكي يرتب سفره القادم" هكذا تقول عنه غادة، في حين تحلم العجوز بأن ترتب حياته كما يرتب لها آخرتها وتجهزه لتزويجه بغادة، بهذا الحلم المشترك بين الاثنتين تستمدان أملا جديدا وتلتقيان عنده، واحدة قادمة من الماضي وتترقب الموت بين يدي أبنها " بشير" لأن الموت بالنسبة لها هو الفرح " إني أترقبه يا غادة، كما تترقبين ليلة عرسك، هناك سأجد المباهج والأفراح التي فاتتني في هذه الدنيا"، بينما تبوح غادة المتوجسة من المستقبل في ظل زوجها بأنها لم تعد تستطيع أن تتخيل الحياة بعيدا عن هذا البشير.

بهذه الأجواء تحتفي المرأتان ببشير، في حين يعاني هذا الأخير، من أشباح الماضي وكوابيسه، وهو الهارب منها بلا جدوى، ففي مشهد يتحول فيه فارس، في هيئة أبيه، آمرا إياه بأن يقتل أخته، التي تكون في هيئة غادة، لكونها فضحت العائلة بين الأهل والأعداء، ولن يستحق بشير مكانته في العشيرة ما لم يطهرها من هذه الوصمة، وعلى الرغم من صحوته المفاجئة بقوله "عرفتك .. عرفتك.. إنك فارس" إلا أنه سرعان ما يستسلم لسطوة الأب ويأخذ الخنجر منه صاغرا لرغبته، ولكنه لا يقوى على تنفيذ تلك الرغبة لتبادر أخته فترمي نفسها في النهر وتموت غرقا، ويظل هو يحمل في نفسه ندما مقيما يقض مضجعه، ويمعن في تردده وسلبيته، وإلى درجة عجزه حتى عن الدفاع عن نفسه عندما يدخل كاظم عليه غرفته ذات مساء ويرديه قتيلا برصاصة في صدره، ليلقيه وبصحبة محرضه فارس في برميل الزبالة، بينما هو في عجز واضح وجلي، يقول وهو محمول:"لست ميتا .. لا.. لم أمت"مرددا بعد ذلك أبيات بدر شاكر السياب الأثيرة لديه " عيناك غابتا نخيل ساحة السحر"، وهي ذات الأبيات التي كان يرددها ساعة غرق أخته فيما قدميه منزرعتان في الطين تمنعانه من اللحاق بها وإنقاذها، كاشفا بذلك عن عدم مقدرته لتعامل مع محيطه، كما لو كان بشيرا قادم لزمن وأحداث لم يهيأ لها بعد،بشير مبكر جدا وغير مسلح لفعل التغيير الذي يهجس به ويدعو إليه.

وبانطفاء البشير تواجه المرأتان مصيرهما " إننا محصورتان في حبس" تقول ماري، فتجيبها غادة:" وليس أمامنا إلا أن نبلع قهرنا، نتغذى به.." فيكون رد ماري: " لو بلعت قهرك، فستنتهين عجوزا بائسة وممرورة مثلي. هذه المرة يجب ألا نبلع قهرنا."، لذا تقرران التخلص من سجانيهما بدس السم في عشائهما، إلا أن سوء الطالع يكون بالمرصاد حيث يسبقهما إلى تناول الطعام المسموم فلذة كبد غادة، طفلها ثائر، لتكتمل حلقة اليأس إحداقها بالمرأتين، وتخيم عليهما حلة ليل ثقيل لا تبدو له من نهاية مأمولة، ولتنتهي هذه المسرحية على عويل غادة وولولتها نادبة أبنها ومستقبلها معا " ياعين ماما .. سأحفر صدري وأمددك فيه.. قتلك ولم يأكل .. لا الحم ممكن ولا التمني ممكن.. لا شيء إلا الظلام والموت."




 
قديم 12/10/2006   #131
شب و شيخ الشباب chefadi
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ chefadi
chefadi is offline
 
نورنا ب:
May 2006
المطرح:
بيتي متل ورقة احترق
مشاركات:
544

افتراضي


دراسات من النص المسرحي

للوهلة الأولى تبدو إشارة المؤلف بأن أحداث هذه المسرحية تدور في خريف عام 1963، واعتبار ( هذا التحديد لا يخلو من قيمة ومغزى) يمكن أن تمثل دعوة صريحة لتناول هذا النص خارج مباشرته الظاهرية في معالجة قضايا حياتية يومية ومحاولة استقراء دلالاته العديدة، والتي ربما يأتي في مقدمتها أن تشكل المسرحية نعيا لأحلام الأمة العربية وتعبيرا عن إخفاقها في تحقيق وحدتها والتحرر من سيطرة قوى التخلف فيها، وهي محاولة بلا شك ستكون موفقة حيث تبدو الإشارات والإيحاءات واضحة ومبثوثة في ثنايا النص، إلا أن ما يحفزنا على محاولة استقراء أخرى تنطلق من وضعية المرأة العربية على وجه التحديد، وهي محاولة لا تلغي أو تصادر محاولات أخرى، وإنما هي تدلل على ثراء هذا العمل وتميزه في آن.

وإذا كانت المرأتان تعانيان القهر والعجز رغم ما بينهما من تباين في العمر وسنوات الزواج، فإن الاختلاف الأبرز الذي قصد الكاتب إظهاره في هذه المقابلة بين المرأتين يكمن في الدين، حيث ليس ثمة اختلاف جوهري في المعاناة بين ماري العجوز المسيحية حبيسة زوجها منذ ثلاثين عاما،وبين غادة الشابة المسلمة رهينة زوجها منذ أربعة سنوات فقط، فالرجل في الحالتين هو المضطهد دونما تأثير يذكر لاختلاف عامل الدين في التخفيف من هذا الاضطهاد، والكاتب إنما يريد التأكيد على أن المحيط الاجتماعي والتقاليد السائدة هي المسيرة لمصائر النساء في مجتمعنا العربي سواء كن مسيحيات أم مسلمات، ويبدو إن الحاجة لازمة للاستشهاد بتمييز ضروري بأن المقصود هنا بالدين إسلاما كان أم مسيحيا، هو الممارسة اليومية للدين، والذي يختلف بالضرورة عن الإسلام مثلا كرسالة إلهية يجسدها القرآن الكريم والسنة)

ويمكن الإيغال هنا في التأويل وذلك بمحاولة الوصول إلى الفكرة الأعمق من وراء هذا التقابل ما بين شخصية ماري العجوز وشخصية غادة الشابة من حيث هو تقابل ما بين الديانة المسيحية الأقدم زمنيا والديانة الإسلامية اللاحقة عليها، ومع هذا فإن معاناة المرأة في الحالين قائمة، ومن ثم فما يريد الكاتب استخلاصه بصورة قد لا تكون مباشرة هو أن المحيط الاجتماعي وليس الدين هو العامل الحاسم في تسلط الرجل على المرأة، وإلى درجة استطاع هذا الأخير أن يجير كل ما في الدين من قيم وتعاليم تدعو إلى المساواة والمحبة والرعاية، ومن خلال التقاليد والممارسة اليومية، لمصالحه وأهوائه وترسيخ سيطرته وقهره للمرأة عبر اختلاف العصور.

 
قديم 12/10/2006   #132
شب و شيخ الشباب TheLight
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ TheLight
TheLight is offline
 
نورنا ب:
May 2006
المطرح:
عند ساركوزي اللعين..
مشاركات:
3,091

افتراضي


فادي يا فادي
رائع جدا وبصراحة موضوع متكامل
وبما اني كنت غايب كم يوم صار بدي قعدة مرتية لخلصو

الله يقويك ومشكور

I am quitting...
 
قديم 12/10/2006   #133
شب و شيخ الشباب chefadi
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ chefadi
chefadi is offline
 
نورنا ب:
May 2006
المطرح:
بيتي متل ورقة احترق
مشاركات:
544

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : TheLight عرض المشاركة
فادي يا فادي
رائع جدا وبصراحة موضوع متكامل
وبما اني كنت غايب كم يوم صار بدي قعدة مرتية لخلصو

الله يقويك ومشكور

لك مية مرحبا برجعتك حسان ,,, اشتقنالك
 
قديم 12/10/2006   #134
شب و شيخ الشباب chefadi
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ chefadi
chefadi is offline
 
نورنا ب:
May 2006
المطرح:
بيتي متل ورقة احترق
مشاركات:
544

افتراضي


الأيام المخمورة
كتبت عام 1997
و هي اّخر المسرحيات اللي كتبا ونوس ...


رواية المسرحية :

حكاية عائلة موزعة بين بيروت ودمشق، وذلك على لسانالحفيد الذي يثير حضور الجدة المقعدة، في نفسه شكوكاًتدفعه الى أن ينقب في أرشيف العائلة الحافل بالخيبات والخيانات والفجائعوالآثام... ولن يكون في مقدور الصور الجميلة المملوءة بالابتساماتوالمعلقة هنا وهناك، أن تمحوتاريخاً عائلياً شابه الكثير من العيوب، والأخلاقيات السياسية والاجتماعيةالرديئة التي تربك الحفيد، وتبعث في نفسه الحيرة، فيسرد شيئاً ويمتنع عنسرد أشياء.

هذه القناعة تشرع أمام الحفيد أبواب الفضائح، فيمضي في الكشف، والمكاشفةالتي تقوده إلى معرفة حقائق العائلة التي تعج بالتناقضات والأوهاموالفجوات، وهو يحاول ردمها هنا تتداخل الأزمنة بحيث يتمتقويض بنية التتابع والتسلسل المعروفة، فتتشابك خيوط الحكاية التي يجهدالحفيد في انتقاء المحطات المفصلية منها. ولعل الحدث الأهم الذي يحدد مسارالأحداث هو هرب الأم سناء مع عشيقها تاركةأولادها الأربعة وزوجها في مستنقع الحيرة، مع ما يترتب على هذا الفعل منإهانة تهز أركان العائلة المستقرة، وتلقي بأفرادها في متاهات معقدة،ومسارات مختلفة.

الأب المطعون في شرفه، يصاب بالدهشة، ويستبدل زيهالمتمدن بزيه التقليدي، عائداً إلى تجارته من دون أن يملك القدرة علىانتزاع طعم المرارة من نفسه الجريحة. الأخوان سرحان وعدنانيمضيان نحو مصيرين مختلفين، فالأول، الطالب في الجامعةالأميركية، سرعان ما يغوص في حياة ماجنة ومخمورة، ويمارس تجارة مشبوهة بعدإقناع شقيقته سلمى بالعمل معه في هذا الاتجاه، فتنتهي فيتبديل قناعاتها. وبعدما كانت تسعى إلى «فَرْنسة لبنان» أصبحت تسعى، الآن،الى أن «تلبنن العالم»، فيما الأخ الثاني عدنان، الشريف والنزيه، ينتهيإلى الانتحار بعدما تيقن من عجزه عن غسل العار الذي أصاب قيمه في الصميم. التراجيديا تبلغ ذروتها مع الأبنة ليلى التي تصاب بالبكم إثرالحدث، وتعشق بصمت دركياً وطنياً استشهد، في ما بعد،على يد الفرنسيين، مع أفراد حامية البرلمان السوري في 29 أيار 1945 ليترك ابناً هو نفسه الحفيد الذي يروي الحكاية

هذا الثراء القصصي، وهذه الأزمنة المستقطعة من أيام الانتداب الفرنسي حيثكان المفوض السامي شارل دي مارتل يشرف على عطب الحياة الصاخبة لأياممخمورة، ماجنة.



 
قديم 12/10/2006   #135
شب و شيخ الشباب chefadi
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ chefadi
chefadi is offline
 
نورنا ب:
May 2006
المطرح:
بيتي متل ورقة احترق
مشاركات:
544

افتراضي


دراسات من النص المسرحي :

سرحان: هناك قلة من الأقوياء تستطيع أن تنظر الى فساد العالم وتفحصه بعيون مفتوحة وجريئة

وهذا تأكيد بأن القطب الواحد هو الذي يرى كيف يقاوم الفساد. ولكن ونوس عاد الى عشرينيات القرن العشرين ممثلا السيطرة بالشكل الذي كونه الانتداب الفرنسي .
ولكن سناء والتي ترمز الى منطقة بلاد الشام في الدلالة والتجريد والتي تمثل في أعماقها القلق الشخصي والذي يمتد عبر الزمكان الى التجريد الجغرافي متمثلا في الهيمنة الفرنسية لهذه المنطقة من قبل الفرنسيين آن ذاك , ممتدا الى الزواج الغير أخلاقي لسناء من قبل عبد القادر طحاوي والذي يؤكد الحماية الجنسانية الاغتصابية حتى تتلاقى مع الانتداب الفرنسي واغتصاب الأرض الغير أخلاقي , هذا ما أكده من خلال فصل الفراش
سناء: دعني ..... ابتعد عني
عبد القادر: أنت لي ولن أبتعد الا فيك
سناء: انك تؤلمني
عبد القادر: وسأزيدك ألما إن لم أسمعك تتوسلين ..... **

فمن هذا المنطق استطاع ونوس تجاوز الحدود في طرح المألوف السياسي ليضعه تحت الهواجس الإنسانية والدخول في عملية تكوين حملة صياغات من شأنها تقديم حالة تنسجم مع الفهم السياسي الحالي بقراءة سياسية أخرى مضى عليها زمن, منطلقا من الصيغ والمفردات التي يمليها التعامل مع الواقع المعاش
الأراجوز: واتفرج ياسلام في بيروت حكايات أكثر من الشام نهر يجري حاملا الغرائب ومسالك الناس المبعثرة .
الصبية: كانت الناس تتمايل
الأرجوز: وكانت الأيام مخمورة
الشاب: أردت أن أجد الدمل وأعرف الحقيقة
الأرجوز: واتفرج يا سلام على الشاب الغر الذي يبحث عن إبرة في مزبلة .....

فقد أراد ونوس أن يقول إن البحث عن الحقيقة ليس من السهولة لأن الحقيقة تنضوي تحت فهم سياسي دقيق لمعرفة ما بعد السياسي والولوج الى الاقتصادي والاجتماعي مكرسا أن لا عمل فني إلا ويحمل مفهوما سياسيا مهما كانت طريقة الطرح والتوظيف أي لا فن بدون سياسة .
فالنص يكتسب أهمية غير طبيعة الفعل الدرامي المنبثق عنه, لذا من الطبيعي وجود حوار بين الآن وبين المادة الماضية التي يتأملها هذا الحوار . فالحوار هو بين وعي مرحلة تقدم بكل كثافتها وإشكالياتها ووقائعها في الزمن الذي تمت فيه وبين وعي الواقع الراهن الذي يحيا فيه الكاتب والقارئ معا .
هكذا حدد ونوس هدفه في هذا النص فعرض مرحلة بزخمها ووعيها لإقامة حوار عبر تحقيق هذا الهدف بين وعي مرحلتنا ووعي تلك المرحلة عبر الخط الدرامي المرسوم بدقة وقد بلغ فيه الكاتب ذروة الفعل الاجتماعي والتحريض ضد الفساد الذي يتمثل في إحكام السيطرة على المرأة والتي هي الأساس في هذا النص مصورا الواقع مأساويا قاتما فالحب يلاقي طريقه الى الفشل لأن السيطرة الاجتماعية والاقتصادية بكل تخلفها وإحكام قبضتها وسيادة المفهوم الرجعي هو القائد والسائد ويؤكد ذلك في الحوار بين بهجت الأخ الأكبر لسناء وعبد القادر زوجها .
بهجت: يا عيب الشوم أتتهرب من حماية شرفك وعرضك
عبد القادر: لولى المنبت السيئ لما انحرفت المرأة أو مس شرفي ما يشينه .
بهجت: أأنت تتحدث عن المنبت السيئ بالله في صدري كلام لو قلته لك لأخجلك ومنعك من التمادي
عبد القادر: وأنا أليس في صدري كلام؟ إن خطف النساء جزء من تقاليد المنبت الطيب .... دعنا نتحاشى التجريح...

إذا كانت هذه المسرحية مقسمة الى ستة وعشرون فصلا يقدم في كل فصل حالة من الحالات الدرامية ووضع فيها معادلا آخر للحدث الدرامي هو الأرجوز الذي يقوم بشرح الفصول الأخرى التي تعادل الحكاية الأساسية في النص فنلاحظ أن الأرجوز يشرح ما قدم في فصل التمدن والرقي ما قدم في فصل المفاخرة بين الطربوش والقبعة .
الأرجوز: واتفرج يا سلام على الأمة ذات الهمة, التي أرادت أن تستعجل النهضة , وأن تحقق التقدم في قفزة فأنفقت عقدا من الزمان في السجال بين الطربوش والقبعة . لأن الطربوش رمز التدين
الصبية: والقبعة رمز التمدين ...




 
قديم 12/10/2006   #136
شب و شيخ الشباب chefadi
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ chefadi
chefadi is offline
 
نورنا ب:
May 2006
المطرح:
بيتي متل ورقة احترق
مشاركات:
544

افتراضي


الحياة أبدا
كتبت عام 1962 و عدلت عام 1997 و نشرت بعد وفاته


فكرة عن المسرحية :
"الحياة أبداً" نصّ مسرحي لسعد الله ونوس، جديد وقديم: جديد لأنه لم ينشر سابقاً، وقديم لأنه كتب في أيام شبابه. لم يكن فيه، ربّما، ما يُقْنع صاحبَه بنشره حين كتبه، وإن كان فيه، لاحقاً، ما يبرّر النشر ونسبه إلى أبوّة راضية. ذلك أن سعداً عاد إليه، في أيّامه الأخيرة، وتخلّص من تحفظ سابق، كأن يكتب في نهاية النص: "تم إضافة خلع السترة وتكرار ولادة الخير والشرّ يوم 1997/1/26. تأتي شرعية النشر من "إضافة" بدلت من منظور النص القديم ووضعت فيه منظور أمن مرحلة "اختبار الصواب" المتأخرة، التي جعلت سعداً ينقد "المسرح الأيديولوجي" ويرى إلى وقائع الحياة التي تفيض على الأيديولوجيات جميعاً. الحياة أبداً نصّ ناقص التحديد زمنياً، ففيه ما يشير إلى زمن الإضافة الأخيرة، دون أن يكون فيه ما يعيّن تاريخ كتابته الأولى، كما لو كان النص قد عاش في هواجس كتابته طويلاً. فقد كان سعد الله ونوس، الذي يعشق قراءة المذكرات ويكتب يوميات متفرقة، لا يُعْرض عن "الدقة" إلا لسبب أملاه نصّ مقلق يتحدث عن الموت والحياة، وعن موقع الإنسان في صراع ضروري لا نهاية لها.
ومع أن جدل الخير والشر، الذي يتأسس النص الجديد القديم عليه، قائم في أعمال ونوس كلها، فإنه بنية الحياة أبداً تردّه إلى طور الكتابة الأول، حيث كان سعد الشاب يتأمل الإنسان في قضاياه الوجودية، التي تتضمن العدل والوجود العاقل والحلم بتناغم إنساني لا شروخ فيه.

دراسات من النص المسرحي :

جسد ونّوس الخير في شخصية "الشيخ الأخضر السترة" والشر في شخصية "الشيخ البنيّ السترة". وجعلهما في مواجهة هادئة حيناً ومتوترة حيناً آخر. أما المكان فهو عبارة عن جزيرة استطاعت أن تنجو من الانفجار الهائل الذي قضى على الأرض, ويبدو من خلال الحوار أنّ الشخصية الشريرة كانت وراءه. وهنا يرمز ونّوس الى الخراب الذي قد تصنعه القنابل الذرية القادرة على افناء الحياة على الأرض. وإضافة الى هاتين الشخصيتين - الرمزين يختلق ونّوس شخصيّتين أخريين تمكنتا من النجاة: انهما الشاب والفتاة اللذان سيواصلان الحياة على الجزيرة على رغم الدمار الكبير. فالفتاة ستحمل من الشاب وتضع توأمين أحدهما يُلّف بالسترة الخضراء والآخر بالسترة البنية. والدلالة هنا واضحة تمام الوضوح, فالطفلان اللذان يرثان سترتي الشيخين سيكونان شبيهين لهما ويمثلان صراع الخير والشرّ كصراع أبديّ, فما أن يرتفع صراخ الطفلين حتى يغيب الشيخان.
تكمن "بداهة" المسرحية في كونها مرتبطة برؤية الصراع بين الخير والشر. الخير يحتاج الى نقيضه ليستمر والشرّ يحتاج الى نقيضه لكي يبقى. انهما يتفقان ويختلفان والواحد يمثل الوجه الخفيّ للآخر. لعلّها جدلية الخير والشر التي عرفتها الحضارات القديمة وما برحت تعرفها حضارتنا الحديثة وان تخطتها نحو رؤية أعمق وأعنف. لكنّ ونّوس لا ينتصر للخير ولا للشر, وهذا ما أبعد رؤيته عن الطابع التقليدي والأخلاقي الذي يتبناه القائلون بانتصار الخير.
أراد سعدالله ونّوس أن يكون المكان جزيرة ناجية من الدمار الذي يشبه الطوفان القديم. فالعالم هنا هو في بدايته بعدما شهد نهاية مأسوية. والجزيرة التي استقبلت الشاب والفتاة هي أشبه بالأرض العذراء المملوءة بالأشجار المثمرة. أما الشاب والفتاة فهما بلا ذاكرة تقريباً وحياتهما ستبدأ من الصفر وكأنهما لم يعيشا في السابق. انهما الانسانان الجديدان اللذان سينطلقان نحو حياة هي "الحياة أبداً" كما يفيد العنوان.
شخصيات المسرحية شخصيات - أفكار وليست حقيقية ولا من لحم ودم. شخصيات مجازية لا أفعال لها في المعنى الدرامي. والمسرحية هي مسرحية "فكرية" في المعنى الأليف أو البدهي للفكر. ولغتها لم تنج من الإنشائية والنزعة الضبابية التي أخذها ونّوس ربما عن حواريات جبران. عالم تجريدي لا واقعي حاول الكاتب أن يقول من خلاله فكرة أبدية الصراع بين هذين "القطبين" اللذين تعرفهما البشرية خير معرفة.
كان سعدالله ونّوس يدرك ان هذه المسرحية غير قابلة للإخراج والتمثيل, وأنها لا تخلو من بعض الهنات, وأنّها مسرحية غير مكتملة, فأمثولة النهاية يمكن استخلاصها من لحظات البداية. لكنه حافظ عليها - سراً ولم يتخلّص منها نهائياً. لقد تركها كي تنشر بعد رحيله كوصية "أوتوبية" و"مثالية" تكمن فيها بعض الإشارات التي ظـهرت لاحقاً في عالمه المسرحي, السياسيّ والفكريّ.


ما "الحياة أبداً" إلا الصراع الأبدي بين الخير والشر، وما "الموت أبداً" إلا انتصار أحد الطرفين على الآخر.





الصور المرفقة
نوع الملف : jpg BK_53734.jpg‏ (2.7 كيلو بايت, 79 قراءة)
 
قديم 12/10/2006   #137
شب و شيخ الشباب chefadi
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ chefadi
chefadi is offline
 
نورنا ب:
May 2006
المطرح:
بيتي متل ورقة احترق
مشاركات:
544

افتراضي


هيك بكون حكيت عن عدد منيح من مسرحيات سعدالله ونوس و كنت حابب احكي عن عدد اكبر و خصوصا عن مسرحية "مغامرة رأس المملوك جابر " و مسرحية "طقوس الاشارات و التحولات " ,,,
بس مارح مرقا من دون ما احكي عن اهم مسرحية بالمسرح السوري و المسرح العربي (هاد رأيي المتواضع طبعا ) ألا وهي .... منمنمات تاريخية.....
 
قديم 12/10/2006   #138
شب و شيخ الشباب chefadi
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ chefadi
chefadi is offline
 
نورنا ب:
May 2006
المطرح:
بيتي متل ورقة احترق
مشاركات:
544

افتراضي


منمنمات تاريخية
كتبت عام 1993

رواية المسرحية :
المنمنة الأولى :

خصص سعد الله المنمنمة الاولى للشيخ التاذلي وعنونها كالتالي (الشيخ برهان الدين التاذلي او الهزيمة).
الجو العام هو جو هزيمة كارثية فقد سقطت حماة وحلب بيد المغول وتحولتا الى ركام ومقابر جماعية حتى قيل ان المغول شيدوا مئذنة من جماجم القتلى.
جيوش المغول في طريقها الى دمشق.نائب الغيبة, وهو اشبه بقائم مقام الخليفة, او السلطان فرج بن برقوق, يميل الى (تسليم المدينة بالامان) للمغول ويحاول الهرب فتتصدى له الجماهير وتمنعه من الرحيل بل و تهينه.
الشيخ التاذلي يدعو نائب قلعة دمشق الامير عز الدين الى المقاومة بالاعتماد على الذات حتى وصول السلطان فرج وعساكره المصرية وتبدأ عملية المقاومة فعلا.
رجال الدين من جماعة ابن مفلح يسايرون المقاومين مرغمين ويدفعون الشيخ التاذلي لحسم قضية الشيخ المعتزلي جمال الدين وينجحون في ذلك, إذ تحرق كتب هذا الاخير, ويوضع في الحبس ولكنه لا يكف عن المطالبة بحقه وواجبه في المشاركة في مقاومة الغزاة.
يحدث اول صدام بين الشيخ التاذلي وابن خلدون ليلة انسحاب السلطان فرج بعد هزيمة عساكره بمواجهة المغول وتبلغه باخبار حول مؤامرة ضد عرشه في مصر, حين يعلق ابن خلدون على كلام السلطان المستبد بعبارات خانعة وانتهازية فيوبخه التاذلي: اتسمي الخذلان فصاحة يا بن خلدون؟
في نهاية هذه المنمنمة يستشهد الشيخ المقاوم برهان الدين التاذلي حاملا سلاحه, ولكن عملية المقاومة والصمود في القلعة تستمر. ففي معركة واحدة قتل واسر اهل دمشق من المغول حوالي الالف غاز وغنموا الكثير من خيولهم. غير ان هذه المعركة لا تحجب حقيقة الهزيمة العسكرية القادمة بسبب موازين القوى وخذلان السلطان وتآمر التجار ورجال الدين ولكنها, ايضا, لا تحجب حقيقة انتصار الخط المقاوم الذي مثله الشيخ التاذلي والامير عز الدين قائد القلعة على خط الاستسلام في المدى التاريخي.
بعد استشهاد الشيخ التاذلي خلا الجو لتحالف رجال الدين والقضاة من جماعة ابن مفلح والتجار والاعيان الممثلين بشخصية دلامة فشرعوا في إثارة البلابل والتشويش على الخط المقاوم عن طريق إدعاء الحيرة وصعوبة معرفة الصواب في وضع معقد! إذ يبدأ دعاة الاستسلام هؤلاء ببلبلة الرأي العام, تمهيدا للتشكيك في شرعية وصواب المقاومة, وصولا الى ضرب الجناح المقاوم والانفراد برأس الامة والوطن ومن ثم تبضيعه في سوق المساومات الخيانية مع الغازي. وهذا ما كان يعرفه عبد الرحمن بن خلدون الذي طالت عشرته مع الحيث التاريخي حتى صار ذهنه معجونا به ومشبعا بتفاصيله وعبره البليغة او هذا ما يعتقده المرء على كل حال.ولكنه - ابن خلدون - يختار الميدان الآخر لا ميدان المقاومة, والطريف واللافت انه يعبر الى ذلك الميدان على جسر عبقريته فهو يحاول تبرير عدم دعوته الناس للمقاومة, وانحيازه بعد قليل الى تحالف التجار ورجال الدين والاوقاف, بنظريته الخاصة (علم العمران البشري). وهاهو يقول لتلميذه وتابعه المصري (شرف الدين): (الا تعلم يا شرف الدين ان صبغة الدين حالت, وان عصبية العرب زالت وان الجهاد لم يعد ممكنا؟). وحين يحاججه التلميذ بشدة وحماسة وعصبية اهل دمشق اثناء تشييع الشيخ الشهيد التاذلي واستعدادهم التام والصادق لقتال المغول, يقول ابن خلدون (هذه ليست عصبية يا شرف الدين.تشدق الاحداث وهياج العامة والدهماء ليست من العصبية في شيء.والناس هنا في دمشق اهل مدينة وحضارة بلغ فيهم الترف غايته, وسقطت عنهم العصبية بالجملة وثمة حوار طويل بين ابن خلدون وشرف الدين لا يخرج عن هذا المؤدى ويدخل في تلافيف قضية المثقف ومبدع الثقافة والعلم والموقف التاريخي. فحين يسأل التلميذ استاذه (اليس من مهمة العالم يا سيدي ان ينير للناس ضوءا او ان يهديهم الى سبيل يخرج بهم من الانحطاط؟! يجيب ابن خلدون بالنفي ويضيف (مهمة العالم ان يحلل الواقع كما هو, وان يكشف كيفيات الاحداث واسبابها العميقة).
شرف الدين: ماذا سيقول عنك التاريخ يا سيدي؟
ابن خلدون: (لن يذكر التاريخ إلا العلم الذي ابدعته, والكتاب الذي وضعته.اما هذه الاحداث والمواقف العابرة, فلن يذكرها او يهتم بها إلا موسوس مثلك)
تنتهي هنا

الصور المرفقة
نوع الملف : jpg 38478.jpg‏ (2.7 كيلو بايت, 79 قراءة)
 
قديم 12/10/2006   #139
شب و شيخ الشباب chefadi
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ chefadi
chefadi is offline
 
نورنا ب:
May 2006
المطرح:
بيتي متل ورقة احترق
مشاركات:
544

افتراضي


رواية المسرحية :
المنمنة الثانية :

ينشق التلميذ شرف الدين على استاذه ابن خلدون بعد عودة هذا الاخير من زيارة الغازي تيمورلنك وتقبيله يده وامتداحه وتقديم الهدايا له.وقد املى ابن خلدون تفاصيل زيارته تلك على تلميذه, وحين انتهى منها, حاول ان يبدأ بإملاء تفاصيل كتابي صف بلاد الغرب ومسالكه بطلب من تيمورلنك, رفض شرف الدين الكتابة وافترق عنه بعد ان قال له ما كان ينبغي ان يقال في مواضع كهذه. لقد رفض شرف الدين التورط او الوقوع في كمين الازدواجية واختار الانتماء الى قلعة دمشق التي صارت هوية المقاومة والحياة.
تنتهي هذه المنمنمة إذن بشروع ابن خلدون بتدوين كتابه: (في وصف بلاد المغرب)

المنمنة الثالثة :
وعنوانها (آزدار امير القلعة او المجزرة) (وآزدار هو ذاته الامير عز الدين قائد المقاومة في قلعة دمشق) ويوحي اسمه بانه من اصول كردية
يفلح القضاة والاعيان والتجار في شق ومن ثم تشتيت المقاومة داخل المدينة التي يدخلها الغزاة المغول ويعملون السيف في اهلها, ولكن المقاومة تستمر في القلعة. يرسل تيمورلنك مجموعة من اعيان دمشق وقضاتها الى القلعة في محاولة لإقناع المقاومين بإلقاء السلاح والاستسلام, فيجرد المقاومون اعضاء الوفد من ملابسهم ويهينونهم ويعيدونهم عراة الى تيمورلنك. يلجأ الغزاة الى الحل الاخير وهو استخدام اعيان دمشق ومن تبقى حيا من اهلها في نقب وحفر اسوار القلعة فيتم لهم ما ارادوا وتستباح المدينة وينتقم الغزاة من الجميع بمن فيهم تحالف التجار ورجال الدين والاعيان الذين خانوا قومهم وآزروا الغازي.
مصير الفيلسوف المعتزلي الحر الشيخ جمال الدين بن الشرائجي .فبعد ان يسلّم التحالف الاستسلامي المدينة الى الغزاة, وبعد ان تستشهد المقاومة ببطولة, يؤتى بالشيخ السجين جمال الدين الى مجلس تيمورلنك ليحسم امره ويحكم في قضيته, وبعد ان (يروي) البعض ممن حضر المجلس ومنهم الشيخ محيي الدين بن العز والعلامة القاضي ابن خلدون حكايته من وجهة نظر منحازة, حتى يغضب السلطان تيمورلنك والذي لا نعرف منذ متى تأسلم وهو الغارق بدماء المسلمين حتى حاجبيه, ويأمر بتنفيذ قضاء الله في هذا (الكافر), فيصلب الشيخ جمال الدين على يد الغزاة بعد ان حرمه (الآخرون) من شرف المساهمة في المقاومة و هاهو يحمل صليبه في نهاية المسرحية ويتقدم نحو مصيره المأساوي متسائلاعجبت من اتفاقهم في امري على ما بينهم من الحرب وسفك الدماء.).
 
قديم 12/10/2006   #140
شب و شيخ الشباب chefadi
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ chefadi
chefadi is offline
 
نورنا ب:
May 2006
المطرح:
بيتي متل ورقة احترق
مشاركات:
544

افتراضي


دراسات من النص المسرحي :

- لم يقدم المبدع الراحل سعد الله ونوس في مسرحيته خطيرة الشأن (منمنمات تاريخية) مسرحا تاريخيا بالمعنى المألوف للمسرح التاريخي او للرواية التاريخية. وعلى الرغم من ذلك, فان المادة التي اشتغل عليها دراميا وسرديا, بقدر تعلق الامر بالجانب البنيوي, النثري بعنصر السرد, هي مادة تاريخية بحتة. إن الإنجاز او للدقة, الجانب الاهم من الإنجاز المسرحي التأليفي لسعد الله

- المقارنات التاريخية بين دمشق التاذلي آنذاك والراهن العربي العام
-
ان صاحب المنمنمات نفسه طرح هذا السؤال (هل يخون العبقري؟)

- إن سعد الله كان يعبر عن وجهة نظر ابن خلدون السلبية معياريا (اخلاقياً, وبالتالي فإن مقدار الحقيقة او الصواب في المضمون الخلدوني مشكوك فيه تماما ان لم نقل إنه على الطرف النقيض للحقيقة المعيارية السائدة حتى يومنا هذا. وقد لا تحتمل المداعبة الواردة في الحوار (لا احد يهتم بالمواقف والاحداث إلا موسوس مثلك ومثل مؤلف هذه الرواية) شيئا اكثر من تعضيد هذا الاحتمال من خلال السخرية والهزء من واقع الحال الصراعي, ومن محاولات تصنيم وعملقة (العلامة) عبد الرحمن ابن خلدون, وتناسي او إهمال (القاضي المالكي) عبد الرحمن ابن خلدون, الذي حمل نسخة من القرآن وعلبة الحلاوة هدية للغازي تيمور, الذي بنى مئذنة من جماجم اهل حلب! فهل نحن إزاء ابن خلدون واحد ام اثنين, وهل يخون العبقري؟
-
إن الاتفاق الذي اشار إليه سعد الله على لسان ابن الشرائجي, والذي ساد من دون تواطؤ مسبق بين اطراف العملية الصراعية, والتي لا يمكن اختصارها فقط بالمقاومين ــ الغزاة, ففي هذا الاختصار يكمن خطر تبسيط التاريخ وتحويله الى معادلات رياضية ميتة.هذا من ناحية, ومن اخرى, فهو اتفاق ضد العقل والتنوير الذي مثله ابن الشرائجي, و لا يمكن فصله واجتزاؤه من السياق التاريخي كحدث عابر, لانه لم يبدأ مع اجتياح الغزاة لدمشق بل سبق ذلك بزمن طويل ..


نقرأ في المنمنات:



" لم يفهم ابن خلدون شيئا، كان مشغولا بنفسه و طموحه، فلم تمسه معاناة الناس. لم يسمع بكاءنا و لم يفهم أحوالنا. كانت هذه المحنة بالنسبة له، ورطة عابرة سلم منها و تجاوزها...".

 
قديم 13/10/2006   #141
شب و شيخ الشباب chefadi
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ chefadi
chefadi is offline
 
نورنا ب:
May 2006
المطرح:
بيتي متل ورقة احترق
مشاركات:
544

افتراضي


اي اخواتي و هيك بكون خلصت استعراض أهم مسرحيات سعدالله ونوس
و رح ارجع لخصلكون كل أعمالو مرة تانية


طبعات المسرحيات:
- "حكايا جوقة التماثيل"،
-وزارة الثقافة، دمشق، 1965. (ثم أضيفت إلى المجموعة مسرحيتي "فصد الدم" و"عندما يلعب الرجال"، إصدار "دار الآداب" في مجموعتين.)
  1. (مأساة بائع الدبس الفقير، ومسرحيات أولى.)
  2. (فصد الدم، ومسرحيات ثانية.) طبعة ثانية 1978- طبعة ثالثة 1980.
- "حفلة سمر من أجل 5 حزيران"،
  1. مجلة مواقف، العدد الثالث، 1969،
  2. منشورات المسرح الوطني الفلسطيني، 1969.
  3. دار الآداب، (طبعة ثالثة، 1977 - طبعة رابعة، 1980.)
- "الفيل يا ملك الزمان" و"مغامرة رأس المملوك جابر"،
  1. مجلة المعرفة السورية، العدد 86، 1969. والعدد 105، 1970،
  2. منشورات وزارة الثقافة، دمشق 1971.
  3. دار الآداب (طبعة ثانية 1977- طبعة ثالثة 1980- طبعة رابعة 1988.)
- "سهرة مع أبي خليل القباني"،
  1. اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 1973.
  2. دار الآداب (طبعة ثانية 1978- طبعة ثالثة 1981.)

- "يوم من زماننا"،
  1. مجلة أدب ونقد، القاهرة، 1994.
  2. صدرت مع "أحلام شقية" في كتاب واحد عن دار الآداب، بيروت، 1995.
- "منمنمات تاريخية"،
  1. روايات الهلال، عدد مارس، القاهرة 1994
  2. دار الآداب، بيروت 1996.
- "طقوس الإشارات والتحولات"،
دار الآداب، بيروت 1994.
- " أحلام شقية"، مع " يوم من زماننا"،
دار الآداب، بيروت 1995.
- "ملحمة السراب"
دار الآداب، بيروت 1996.
-"عن الذاكرة والموت"،
دار الأهالي، دمشق 1996
-" الأيام المخمورة"،
دار الأهالي، دمشق 1997

الكتب النظرية:
- "بيانات لمسرح عربي جديد"،
دار الفكر الجديد، بيروت، 1988.

- "هوامش ثقافية"،
دار الآداب، بيروت 1992.

العروض والترجمات:
- "حفلة سمر من أحل 5 حزيران":
  • عرضت المسرحية في السودان 1970، لبنان 1970، سورية 1971، العراق 1972، الجزائر.
  • ترجمت إلى الفرنسية في إطار عملين أكاديميين، أحدهما في السوربون والآخر في جامعة ليون. كما ترجمت إلى الإسيانية، وقد نشرت هذه الترجمة مع "بيانات لمسرح عربي جديد"، ودراسة وافية عن المسرح العربي وموقع ونوس فيه، في المجلة المسرحية الإسبانية، PRIMER ACTO، العدد 166.
- "الفيل يا ملك الزمان":
  • عرضت المسرحية في كل الدول العربية.
  • ترجمت إلى البولونية، حيث نشرت في مجلة (ديالوغ). كما ترجمت إلى الروسية والإنكليزية.
- "مغامرة رأس المملوك جابر":
  • عرضت المسرحية في العراق 1972، سورية 1984، مصر، الكويت، الإمارات، فرنسا، الجزائر، ألمانيا الديمقراطية(فايمار)، ولبنان. كما تحولت إلى عمل سينمائي، من إخراج محمد شاهين، وإنتاج المؤسسة العامة للسينما في سوريا 1974.
  • ترجمت إلى الألمانية وإلى الروسية.
- "سهرة مع أبي خليل القباني":
  • عرضت المسرحية في سوريا 1974، وفي الكويت عام 1982 من قبل فرقة المسرح القومي، وفي برلين.
  • ترجمت إلى الروسية.
- "الملك هو الملك":
  • عرضت في سورية 1977، تونس 1982، العراق، مصر، الإمارات ، البحرين.
  • ترجمت إلى الروسية، وصدرت مع بقية مسرحياته المترجمة إلى الروسية في مجلّد واحد عن دار "رادوفا".
  • كما نشرت بالروسية في مجلّد ضم مختارات من المسرح في آسيا وأفريقيا. ترجمت إلى الإنكليزية، وستصدر مع "الفيل يا ملك الزمان" في مجلد واحد.
  • ترجمت إلى الإنكليزية،
- "رحلة حنظلة":
  • عرضت المسرحية في سورية، الكويت، لبنان، مصر، المغرب.
- "الاغتصاب":
  • عرضت في دمشق، عمان، القاهرة، بيروت.
  • ترجمت إلى الألمانية، وصدرت مع دراسة طويلة عن دار نشر كلاوس Klaus، برلين، 1993، وقامت بترجمتهFriderike Pannewick . وترجمت إلى الإيطالية، وقامت بترجمتها المستشرقة مونيكا رفوكو.
- "منمنمات تاريخية":
  • قدمها المسرح القومي في القاهرة بإخراج عصام السيد.
  • ترجمت إلى الفرنسية، وستصدر عن دار نشر أكت سودActe sud .
- "طقوس الإشارات والتحولات":
  • ترجمت إلى الفرنسية وستصدر عن دار نشرأكت سود Acte sud.

 
قديم 13/10/2006   #142
شب و شيخ الشباب serpent
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ serpent
serpent is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
مشاركات:
72

افتراضي


والله فكرة حلوة ومشكورررررررررة

وما نيل المطالب بالتمــني ولــكن تؤخذ الدنيا غـــلابا
 
قديم 13/10/2006   #143
شب و شيخ الشباب chefadi
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ chefadi
chefadi is offline
 
نورنا ب:
May 2006
المطرح:
بيتي متل ورقة احترق
مشاركات:
544

افتراضي


اللقاء الأخير مع سعد الله ونوس
نص اللقاء في البرنامج الوثائقي لعمر أميرلاي مع سعد الله ونوس.
وبداية الحديث عن إسرائيل ...
عمر أميرلاي :
سعد يبدو أن أي محاولة اليوم للحديث عن علاقة جيلنا بموضوع الصراع مع إسرائيل عمبيكون بالضرورة حديث عن عمر اللي ارتبط مصيره من البداية بمصير هذا الصراع، يعني من نكبة فلسطين عام 48 وصولاً لما يطلق عليه اليوم عملية السلام.
ما بخفيك أنو من لحظة ما فكرت فيك لتكون لسان حال وجداننا بهذا الصراع وأنا ما عمبيفارقني هذا الشعور الحزين والمتشائم أنو نحنا اليوم على أعتاب نهاية مرحلة من حياة جيلنا.
واللي اجت لتأكدها أكثر الحالة المؤسفة التي أنت فيها اليوم.
سعد الله ونوس :
سأكون صريحاً، أنا بمزاج جنائزي هذا اليوم، ليس بسبب المرض فقط وإنما بسبب أشياء كثيرة.
و سنبدأ حديثنا عن إسرائيل .
فإني أعتقد أن إحساسي الجنائزي سيتضاعف أكثر وأكثر. لأني وأنا على حافة هذه التخوم الرجراجة بين الحياة والموت ، أعتقد أن إسرائيل - وإني أقولها بالمعنى الحرفي لا بالمعنى المجازي - أن إسرائيل سرقت السنوات الجميلة من عمري وأنها أفسدت على إنسانٍ عاش خمسين عاماً مثلاً الكثير من الفرح وأهدرت الكثير من الإمكانيات.
وإني أعتبر نفسي محظوظاً لأن الآلاف سواي لم يتح لهم حتى أن يتجاوزوا العشرين أو الخامسة و العشرين وسرقت أعمارهم وإمكانياتهم و حيواتهم في العدوانات المتكررة والمستمرة التي بدأت منذ بدأت هذه الفكرة الحمقاء والمناهضة لأبسط قواعد العدالة التاريخية، فكرة إقامة دولة إسرائيل في خاصرة الوطن العربي.
نكــــبـــة 1948 :
لقد قرر الغرب أن يتخلص من بضعة مشاكل وبضعة ذنوب وأن يخفف ما يعانيه في ضميره من شعور بالذنب والمسؤولية فوجد حلاً سهلاً، أن يهيأ أرضاً لهؤلاء الذين ظلمهم هو بالذات والذين ذبحهم وشردهم وعذبهم .. أن يهيأ لهم أرضاً خارجاً على حساب شعب آخر يطردونه من أرضه ويقيمون هذه الدولة التي هي إسرائيل.
وهناك قلة تعرف النقاشات والانقسامات التي تعرض لها اليهود في العشرينات والثلاثينات من هذا القرن حول غاية العودة فلقد كان هناك يهود شرفاء كانوا ضد إقامة الدولة. وكان مجيئهم إلى فلسطين هو نوع من التدين لا يعني على الإطلاق أي مشروع سياسي أو هذا. وحينما عرفوا أن الأمر هو غير ذلك فلقد تركوا فلسطين.
منهم من عاد لأمريكا وبعضهم عاد إلى أوروبا.
و لكن تلك الآلاف التي كانت تأتي بكثير من الحماس إلى فلسطين لتقيم مشروعها.
فأنا أظن أنها كانت مغسولة الدماغ تماماً، صدقت فعلاً أنها تأتي إلى أرض ظلت خالية ونقية من البشر استعداداً لاستقبالهم كي يصلوا ما انقطع و يوالوا تاريخاً مر عليه أكثر من ألفي سنة.
لا بد أن يكونوا عصابيين كي يعتقدوا فعلاً أنهم إذ يقتلون الفلسطينيين ويقيمون المجازر في فلسطين إنما ينتقمون من الألمان أو من الأوروبيين الذين عذبوهم وقتلوهم في "أوشفيتز" وسواها من معتقلات التعذيب.
وكان مستغرباً أن يكون في قرية نائية أو مهملة كالقرية التي ولدت وترعرعت فيها وهي قرية "حصين بحر",
أن يحكى في تلك الفترة عن شابين تطوعا مع جيش الإنقاذ وأنهما ذهبا إلى فلسطين لكي يحرراها من الأعداء الصهاينة الذين جاءوا كي يحتلوها ويطردوا أهلها ويشردوا أهلها الفلسطينيين.
ومنذ انزلقت هذه الكلمة [يقصد فلسطين] مع الترقب المغمس بالرهبة والخوف حول مصير هذين الشخصين ومن ورائهما مصير القضية التي ذهبا يقاتلان من أجلها. بدأ ينمو اهتمام لنقل طفولي - اهتمام أولي - بهذه القضية وبتطوراتها وتحولاتها في حياتنا العامة. كنا نكبر وكانت تكبر هموم هذه القضية معنا وكنا نحمل هذه الهموم على كواهلنا النحيلة والمتعبة.
كنا بلاد فقيرة .
كان علينا أن نفكر بمسألة الطعام
كان علينا أن نفكر بمسألة الصحة
كان علينا أن نفكر بمسألة التعليم
و كنا مع كل هذا، نحمل إلى جانب كل هذه الهموم هذا الهم الذي اعتبرناه هو الأكبر وهو الأهم وهو ضياع فلسطين.
نكــســة حزيران 1967 :
سأوافقك على أن هزيمة عام 1967 هي لحظتنا الحاسمة في تاريخنا العام وفي تاريخنا الشخصي.
لنكن صريحين حين قامت الأزمة كنا إلى حدٍّ ما سعداء،
و كان قد استقر في أذهاننا عبر سنوات الخضخضة والكذب والتدجيل أن هزيمة 1948 إنما كانت نتيجة الخيانة والأسلحة الفاسدة وأنها لم تكن أبداً بسبب ضعف القدرة القتالية عند الجندي العربي أو بسبب تفوق الجندي الإسرائيلي .
وأكثر من ذلك لقد زرعوا في أذهاننا أن الجندي الإسرائيلي جبان وأنه لا يستطيع أن يواجه وأن مسألة هزيمة إسرائيل هي مسألة ممكنة في أي لحظة.
لم أكن متفائلاً عام 1967. لكني لم أتصور أن القوات العربية في مصر بالذات وكذلك في سوريا هي من الضعف والتفكك إلى الحد الذي بدت فيه خلال الأيام الستة التي جاءت فيها حرب 1967.
فباسم إسرائيل حكمتنا هذه الأنظمة العربية لأنها ستحمي الوطن ولأنها المؤهلة للقتال وهي لم تفعل شيئاً إلا مراكمة الهزائم.
كانت الصدمة حادة وعنيفة إذ أحس الجميع أنهم مطعونون بكبريائهم، أنهم مهانون حتى العظم.
وعندما تأكدت لنا الهزيمة بإعلان استقالة عبد الناصر. أحسست أني سأموت تلك اللحظة، أحسست أني أختنق .. بكيت وبكيت.
وكان لدي شعور بأن تلك هي النهاية، نهاية ماذا لا أدري.
ولكن أحسست أن عمراً قد انتهى أن تاريخاً قد توقف، أن كل مشاغلي وما يربطني بالحياة وما يمثل وجودي قد انطوى في غيابة ماضٍ ينبغي أن أدفنه وأن أكفنه لكي أستطيع الاستمرار إلى الغد. ولكن ماذا كان يحمل لي هذا الغد لا أدري.
حرب 1973 :
لقد كشفت حرب 1973 أن إسرائيل ليست حصناً منيعاً لا يمكن مسه. وليست تلك الدولة غير القابلة لأن تجرح وتهزم وتخسر معارك. ولذلك صفقنا كثيراً عندما قامت حرب 1973. إن مجرد شعورنا بأن جنودنا يستطيعون أن يقاتلوا أعاد لنا شيئاً من الثقة المضعضعة بل والمعدومة بالذات.
أنا شخصياً أعتقد أن حرب 1973 على أهميتها في تاريخنا الحديث قد أجهضت ذلك الفوران المبشر والغني الذي عرفناه بعد هزيمة 1967. وأعتقد أنه كان في ذهن بعض المخططين لهذه الحرب أن تكون مجرد عملية سياسية تعيد للمواطن العربي بعض الثقة بنفسه وتطلق أيدي الزعماء العرب لمباشرة السياسات التي كانوا يتهيئون لاتخاذها واختيارها.

آخر تعديل butterfly يوم 05/04/2007 في 13:29.
 
قديم 13/10/2006   #144
شب و شيخ الشباب chefadi
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ chefadi
chefadi is offline
 
نورنا ب:
May 2006
المطرح:
بيتي متل ورقة احترق
مشاركات:
544

افتراضي


اللقاء الأخير مع سعد الله ونوس
نص اللقاء في البرنامج الوثائقي لعمر أميرلاي مع سعد الله ونوس.


زيارة السادات لإسرائيل :
حين زار السادات إسرائيل لم أعرف كيف أصف شعوري.
كان فيه شيء من الذهول رغم أني أستطيع أن أقول أن هذه الزيارة لم تفاجئني.
في يومٍ كانت الشمس فيه متألقة جداً.
ورغم أني كنت محبوساً في هذه الغرفة بالذات وراء مكتبي وقد أغلقت كل النوافذ الخارجية والداخلية، فقد كنت أحس أن الشمس تنفذ من شقوق النوافذ وتدخل إلى الصالون وكأنها عدوان خارجي على سكينتي الداخلية. جلست وكتبت:
أنا الجنازة والمشيعون معاً.
كان ذلك أعتقد آخر نص تلته فترة طويلة من الصمت.
بعد أن أنهيت كتابة ذلك النص، قلت لنفسي أني متعب وينبغي أن أذهب وأستريح بضعة أسابيع في مكان ما ليكن حلب أو لتكن اللاذقية.
ولكني كنت شديد التوتر وكنت أعلم أني لن أستطيع أن أسيطر على نفسي وكان الوقت عند الغروب تقريباً.
ناولت حبة المنوم وحاولت أن أخرج من حالتي بالنوم.
بعد ساعتين أو أقل استيقظت أشد توتراً وضيقاً. وكانت الظلمة شاملة أمامي.
في تلك الليلة أقدمت على محاولة الانتحار الجدية
بعد الصمت مسرحية الاغتصاب وفعل الانتفاضة :
في فترة الصمت الطويلة المغمسة بالاكتئاب أمضيت معظم الوقت في القراءة والتأمل، وكان علي باستمرار أن أواجه أسئلة هذا التاريخ الموجعة. ولهذا لم يكن غريباً أن أكسر صمتي بكتابة مسرحية أتناول فيها القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي.
وبالفعل في عام 1989, ولعل الانتفاضة الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة كانت واحدة من حوافزي لكسر طوق الصمت الذي كنت غارقاً فيه.
في تلك السنة بدأت أخطط لكتابة مسرحية "الاغتصاب" وبدأت كتابتها فعلاً. وكانت المسرحية تحاول تحليل بنية النخبة الحاكمة في إسرائيل.
أكثر ما أثار الجدل هو الحوار الذي ختمت به المسرحية.
فلقد اقترحت في الخاتمة حواراً محتملاً بيني وبين الدكتور الطبيب النفسي، الدكتور منوحيم، الذي كان يردد طوال المسرحية مقتطفات من سفر ارميا مستنزلاً اللعنات على السياسة العدوانية اللاإنسانية التي تمارسها النخبة الحاكمة في إسرائيل والتي لا تؤدي فقط إلى الإجهاز على الفلسطيني بعدوانية سادية غير مشروعة وغير إنسانية وإنما تؤدي إلى تدمير الإنسان اليهودي أيضاً.
إن مجرد أن أقدم في المسرحية شخصية يهودية إيجابية تحتج على كل ما يحدث وعلى ممارسات "الشين بيت" إزاء الفلسطينيين وعمليات التعذيب التي يقومون بها. مجرد أن أقدم شخصية من هذا النوع
إنما يحمل في طياته تعاطفاً مع إسرائيل [ساخراً ] ويمهد الجو أيضاً إلى الصلح وإلى أن ينتهي هذا الشعور بالتأثم وإلى أن ينتهي هذا الشعور بأن إسرائيل "حرم" ينبغي أن يصل واحداً متجانساً عدواً إما أن نبيده أو أن يبدنا وهذا ما سميته:
الاستقرار في الكراهية الساكنة التي لا تكلف شيئاً.
إن البلاد العربية بهذه البُنى المتخلفة التي لم تُحدث بعد وبهذه الأنظمة التي تقمع مبادرات الناس وتجعل من شعوبها كماً بشرياً مهملاً بدلاً من أن تتيح له التفتح والازدهار والمبادرة فإنها تجعله هذا الكم المهمش والمهمل والذي لا يجد ما يفعله إلا أن يطأطئ رأسه ويقول نعم.
إذاً لا بد من أن تكون لدينا النزاهة لكي ننظر في المرآة و لكي نرى الصورة من جانبيها وأن الأوضاع العربية بما فيها من فساد وتخلف وسلطات غير شرعية هي غير مؤهلة وغير قادرة على حل هذه المشكلة إضافة إلى أنها لا تستطيع أن تواجه هذه المشكلة على المستوى التاريخي والسياسي الذي يجدر بنا مواجهة القضية عليه.
حرب الخليج (1991) ومؤتمر مدريد :
يبدو أن عمرنا يجب أن يكون سلسلة متواصلة من الضربات. ولقد كانت الضربة الأخيرة موجعة بصورة [يضحك بمأساوية] أشك معها بأنها كانت السبب المباشر لإصابتي بمرض السرطان.
تلك الضربة هي حرب الخليج التي أجهزت على بقية الآمال الموجودة لدى العرب.
وكما قلت ليس من قبيل الصدفة أن يبدأ الشعور بالإصابة بالمرض أثناء الحرب مباشرة وأثناء القصف الجوي الوحشي الذي كانت تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية ضد العراق.
ولذلك أنا أعتبر أن الإسراع إلى مدريد بعد هزيمة العراق وبعد هزيمة الخليج أو بعد حرب الخليج وبعد التفسخ العربي الذي أدت إليه هذه الحرب كان بمثابة الذهاب إلى الاستسلام.
وفي تقديري أن هذا المؤتمر لم يكن بأي حال من الأحوال ولا يمكن أن يكون بداية لسلام حقيقي كالذي تحدثنا عنه منذ قليل.
والاتفاقيات التي تمخض عنها حتى الآن وما يمكن أن يتمخض عنه فيما بعد إن هي في رأيي إلا فصل من فصول هذه الحرب الدائرة والتي يمكن أن تطول بيننا و بين إسرائيل.
هذه الحرب التي أعود وأكرر قائلاً أنها لن تنتهي إلا إذا تم تغير جوهري وجذري في البنى الاجتماعية و السياسية في إسرائيل من جهة وفي البلاد العربية من جهة أخرى.
وبما أننا الآن جميعاً على أرضية متفاوتة وإنما أرضية واحدة من اليأس. فإني أعتقد أن التاريخ قد يجبر وتحت وطأة هذا اليأس على التفكير جدياً بأن نغير نمط تفكيرنا وأن نحاول تبين هذه الضرورة التاريخية بالتغير والتجدد ولتقدم.
إن إسرائيل غدت حقيقة تاريخية قائمة في المنطقة وينبغي التعامل معها لا على أنها كيان مزعوم ولا على أنها مجرد دخيل محمي من الخارج إذا رفعت عنه الحماية يضمحل تلقائياً.
ولكن قراءة متأنية للتاريخ تجعلني أؤكد أن هذه الدولة بما هي عليه الآن لا تملك المقومات الفعلية للاستمرار في هذه المنطقة وأنها مشروع خاسر.
إنها تتحول لإمكانية حياة بالضبط عندما تندمج في هذه المنطقة كجزء منها وليس كمخفر مهمته أن يدمر هذه المنطقة وأن يجعلها ممرغة باستمرار في الهزيمة والتخلف والتفتت.
عمر أميرلاي:
يظهر سعد رح نموت يوماً ما وفينا هالعلة اللي اسمها إسرائيل.
سعد الله ونوس:
على الأقل بالنسبة لي شخصياً من المؤكد أن هذا سيحدث.
أنا ضد تسويق التفاؤل الكاذب.
وإني أعتقد أيضاً أن جيلنا كله سيمضي لمثواه الأخير وفي رأسه تلوح هذه الخفقة السوداء الشبيهة بعلامة هي بالضبط علامة العمر الذي عاشه.
علامة الخيبة التي تذوق مرارتها، علامة عمره.
لأن إسرائيل ستكون باقية حين يذهب جيلنا إلى نهايته.
أوه يا عمر هناك أشياء كثيرة كان يمكن أن نتحدث عنها هالمرة.


آخر تعديل butterfly يوم 05/04/2007 في 13:31.
 
إضافة موضوع جديد  و الله هالموضوع مقفول ترى



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 19:43 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.36103 seconds with 13 queries