كتابان عن بوش ورايس في اسبوع حاسم في واشنطن

[ما بعرف]

رولا الايوبي
بي بي سي - واشنطن




بوش واركان حكومته في الانبار



لم تخل الصحف الامريكية في الأسابيع الماضية من خبر أو قطعة على الصفحة الأولى تنقل تصريحات للرئيس الامريكي تبين الأسباب التي يدفع بها جورج بوش لإقناع الأمريكيين بان استراتيجيته الجديدة في العراق تؤتي ثمارها وانه لا مبرر بالتالي للبدء بسحب القوات الامريكية بحسب ما يطالب به الديموقراطيون.
لتوقيت زيارة الرئيس الامريكي الى العراق مغزى أكيد لجهة محاولة التأثير في الرأي العام الامريكي قبل أيام من التقرير التقييمي الذي سيصدره البيت الابيض في منتصف الشهر الجاري بعد جلسة استماع في الكونغرس لقائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس والسفير الامريكي في بغداد راين كروكر، ستحدد مصير الاستراتيجية الجديدة التي نشر بموجبها ثلاثون الف جندي امريكي إضافي في العراق.
غياب بوش عن العاصمة الامريكية لاسبوع كامل هو بداية فصل جديد من المنازلة بين الإدارة الجمهورية والكونجرس ذي الأغلبية الديموقراطية.
يوم الاثنين الأول من ايلول سبتمبرفي الولايات المتحدة هو تاريخ الاحتفال بعيد العمل وبداية جديدة تعلن انتهاء العطلة الصيفية. استغلها الرئيس الامريكي للقيام بزيارته المفاجئة الى العراق والتي أحيطت بسرية كاملة برغم انها مخطط لها منذ ستة أسابيع كما ذكرت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو.

المتحدثة الجديدة باسم البيت الابيض دانا بيرينو



تعود اليوم الحياة السياسية الى نشاطها العادي ويباشر أعضاء الكونجرس موسما من الجدل الساخن بجلسة تناقش التقييم الذي سرب الأسبوع الماضي من مكتب المحاسبة الحكومية في الكونجرس للوضع في العراق. أحدث التقرير في حينه خضة سياسية إذ استنتج ان الحكومة العراقية مقصرة في العمل على تحقيق المصالحة السياسية.
وغداة هذا التقرير سرب تقرير آخر عن لجنة عسكرية مستقلة شكلها الكونجرس لتقييم القوات العراقية استنتج انه يجب حل الشرطة العراقية بالكامل وإعادة تشكيلها على قواعد خالية من المحسوبيات والطائفية.
وبعد أربع سنوات على حل الجيش والشرطة العراقيين لا تزال السلطات العراقية الامنية عاجزة عن تسلم المهام الأمنية من دون مساعدة أمريكية بحسب المسؤولين من الجانبين.
لكن واشنطن ستتذكر اليوم سبب هذا التعثر الذي يرجع اليه معظم أسباب التعثر الأمني في العراق بعد الحرب. وهو ما أقر به الرئيس بوش نفسه في كتاب سيصدر اليوم عن ولايته في البيت الابيض.
يقول بوش بحسب ما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مؤلف الكتاب روبرت درايبر انه كان من الخطأ حل الجيش العراقي بعد انهيار نظام الرئيس الراحل صدام حسين. ويقول ان سياسته كانت تنص على الإبقاء على الجيش لكن أخطاء حصلت في التطبيق.
يرسم الكتاب صورة لبوش تبين العزلة التي أصيب بها الرئيس في المرحلة الأخيرة من ولايته بعد ان سيطر الديموقراطيون على الكونجرس. لكنه يبين أيضا كيف استطاع بوش إعادة تشكيل إدارته وسياسته للتأقلم مع هذا الواقع الجديد.
من ضمن سياسة التأقلم هذه، نجح بوش في استمالة وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس الى نظريته عن نشر الديمقراطية والحرية في الشرق الاوسط والعراق نموذجا لها بحسب ما يقول كتاب آخر سيصدر في واشنطن اليوم أيضا عن شخصية رايس. وقد حظي الكتابان بتغطية على الصفحات الاولى من كبريات الصحف الاميركية حتى قبل صدورهما.
قد لا تكون محض صدفة ان يجتاح كتابان عن الرئيس جورج بوش وعن وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس مكتبات واشنطن في الوقت نفسه وفي بداية هذا الاسبوع بالضبط إذ يحتاج الاثنان الى دفعة ولو صغيرة لبيع الاستراتيجية الجديدة في العراق للجمهور الامريكي.

[nebomrj]

الله ياخد الاثنين بيوم واحد