أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > المكتبة

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 24/08/2006   #217
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


خواصها الغريبة
فصل واعلم أن لهذه الجواهر المعدنية خواص غريبةً،

وخلقُها وتكوينها عجيبٌ جداً، فإذا فكّر العاقل في لطيف صُنع الباري، جل جلاله، وإتقان حكمته فيها، يبقى متعجباً باهتاً، ويزداد بربه معرفةً ويقيناً، وخاصةً إذا فكر في خِلقة الدُّرة وتكوينها، وذلك أن هذه الجوهرة إنما هي ماءٌ ورطوبة هوائية عذبة، ودهنية جامدة، منعقدة بين صدفين، كأنهما خزفتان منطبقتان، ظاهرهما خشنٌ وسِخٌ، وباطنهما أملس نقيٌّ أبيض، في جوفها حيوان كأنه قطعة لحم، خِلقتُه خِلقةُ الرَّحِم، مسكنه في قعر البحر المالح، وهوقد ضمّ ذَينكَ الصدفين على نفسه من جانبيه، كما يضم الطائر جناحيه عند السكون عن الطيران، مخافة أن يدخل فيه ماء البحر المالح، حتى إذا أحس بسكون البحر عن الاضطراب في أمواجه، ارتقى من قعره إلى أعلى سطحه بالليل، وفي وقت من الزمان معلوم مخصوص عنده، وفتح تلك الصدفتين كما تفتح فراخ الطير أفواهها عند زَقِّ الطائر لها، وكما يُفتح فم الرحم عند الجماع، فيرشح في جوفه من ندى الهواء ورطوبة الجو، وتجتمع فيه قطراتٌ من الماء العذب من ذلك الصقيع الذي يقع بالليل على النبت والحشيش. فإذا اكتفى ضمّ تَينِكَ الصدفتين على نفسه ضماً شديداً، مخافة أن يرشح فيه ماء البحر المالح، فتفسد تلك الرطوبة العذبة بما يخالطها من ملوحته، وينزل برفقٍ إلى قرار البحور، فيسكن هناك زماناً، فإذا طال الزمانعلى تلك الرطوبة العذبة، غلُظت وثقلت وصارت في قوام الزئبق، وتدحرجت في جوفه بحركته، فيصير حبات مستديراتٍ، كما يصير الزئبق إذا تبدد وتدحرج. ثم على ممر الزمان تجمد وتنعقد وتصير دُرّاً صغاراً وكباراً، وذلك تقدير العزيز العليم.
فصل واعلم يا أخي، إذا تأملت المحسوسات وتصفّحت الموجودات، وبحثت عن الكائنات التي دون فلك القمر، وجدت أصغرها جسداً، وأضعفها خلقة أشرفها جوهراً وأجلّها قدراً وأعمّها نفعاً.
وانظر إلى هذه الثلاثة التي هي الدرة والديباج والعسل، وتأملها تجدها عند الناس أجل الأشياء قدراً، وأنعمها لُبساً، وأطبيها ذوقاً، أعني هذه الثلاثة، فإذا تأملت ما ذكر من خلقة هذا الحيوان، تبيّنت أنه أحقر حيوانات البحر وأضعفها، وكما ترى النحل أضعف الطيور بنيةً، وأصغرها جثّة، وهكذا دود القزّ تراه أصغر الحيوان جثّةً.
فصل واعلم أن الله، جل ثناؤه خلق هذه الأشياء المعدنية منافِع للحيوان وخاصةً للناس، وجعلهم محتاجين إليها، مُتصرفين فيها، متنغمين بها إلى حين، لكيما يتفكّر العقلاء في كونها وخلقها وصُنعها، فتكون قياساً لهم، فيعلمون أن العالم أيضاً محدَثٌ مصنوع كائن بعد أن لم يكن، وإن كان كبير الجثة عظيم الخِلقة، طويل العمر، كبير القِباء، لا يدري العلماء الحكماء على التحقيق أنه متى كان ولا متى يفسد، ويعلمون أن له خالقاً خلقه وأوجده وصوّره، وركَّب أفلاكه وأدارها، وأجرى كواكبه وسيّرها، ومدّ شعاعها نحوالمركز، ومزج الأركان، وزوَّج الطبائع، وأولد منها الكائنات الفاسدات التي هي الحيوان والنبات والمعادن، وسخَّرها للإنسان، وملّكه عليها يتصرَّف فيها كما يشاء، ويحكم عليها بما يريد بالانتفاع منها أودفع المَضارِّ بها، وإنما احتاج العلماء والعقلاء إلى الاستدلال بالشاهد على الغائب، وقياس الجوء على الكلّ، على أن العالم مُحدثٌ عند حيرة عقولهم، فإذا فكّروا في حدثه وكونه بعد أن لم يكن، وبحثوا عن تلك العلّة الداعية للصانع إلى الفعل إن لم يكن فعل وهي العلة التي تسمّى العلة التماميّة التي من أجلها يفعل الفاعل فعله.

عندما تتأجج نار التحششيش .. تنأى الحشائش بالحشيش الحشحشش ..
وحشيشة التحشيش .. عمر أحشش ..
حش الحشائش في حشيش محشش ..
حشاش يا أخا الحشيش ..
حشش على تحشيش محششنا القديم ..
سوريا الله حاميا
jesus i trust in you
  رد مع اقتباس
قديم 24/08/2006   #218
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


ولما فكّر كثير من العقلاء في هذه العلة، وبحثوا عنها لم يعرفوها. وهكذا أيضاً لما فكروا في أمر الفاعل متى فعل، وفي أيّ زمان عمل، وفي أي مكانٍ، لم يعرفوها ولم يتصوروا ذلك، وأيضاً لما فكروا وطلبوا أنه من أي شيء عمله، وكيف صوَّره، وأين كانت رِجْلُ البِركار لما شكَّل أُكر الأفلاك، ودوَّر الكواكب، وما شاكل هذه المباحث والتفكُّر في أشياء ليس في طاقة الإنسان معرفتها، ولا في قوة نفسه تصوُّرها، فعند ذلك دعاهم جهلهم وحيرتهم وشكوكهم إلى القول بقدم العالم وأزليَّته بغير علم ولا بيانٍ، إلاّ أوهامٌ كاذبة وتخييلات باطلة وتمويهات مموَّهةٌ، وقد علم الله تعالى قبل أن خلقهم أنه تَعرِضُ لهم هذه الشكوك والحيرة، فأزاح عِللهم بأن أراهم أشياء لا يشكون فيها ولا في كونها ولا في حقيقتها، لتكون مثالاً لهم وقياساً على ما لا يشاهدونه ويتصوَّرونه في حدوث العالم وصفته، وهي هذه الكائنات الفاسدات من النبات والمعادن والحيوان، وجعل أيضاً مركوزاً في جبلة العقول أن الصنعة المُتقنة لا تكون إلاّ من صانع قدير، وجعل أيضاً أثر الصنعة باقياً في المصنوع يشاهدونها ليلهن ونهارهم من دوران هذه الأفلاك حول المركز، وسير الكواكب فيها، وتعاقُب الليل والنهار والشتاء والصيف على الأركان الأربعة، والتغييرات والاستحالة، وتكوين الكائنات الفاسدات، وكل هذه دلالةٌ للعقول وشواهدٌ للنفوس على حدوث العالم وتكوينه بعد أن لم يكن، إذ لم يوجد في جميع هذه الكائنات الجُزئية شيءٌ خالٍ من علة فاعلية، وعلة هيولانية، وعلة صورية، وعلة تماميّة. ونحن قد بينا في رسالة المبادئ العقلية ما هذه العلل في حدوث العالم وكونه، فاعرِفها من هناك.
وإذ قد ذكرنا طرفاً من كيفية تكوين المعادن، فنذكر الآن طرفاً من أنواع جوهرها وخواصّ أنواعها، وما ذكره الحكماء، فنبدأ بذكر أشرفها الذي هوالذهب والياقوت ثم سائر ما يتلوها نوعاً فنوعاً، فأما الذهب فهوجوهر مُعتدل الطبائع، صحيح المزاج، نفسه متحدةٌ بروحه، وروحه متّحدة بجسده، ونعني بالنفس الأجزاء الهوائية، وبالروح الأجزاء المائية، وبالجسد الأجزاء الترابية. ولكن لشدة اتحاد أجزائه ومُمازجتها لا يحترق بالنار، أن النار لا تقدر على تفريق أجزائه، وهولا يبلى في التراب ولا يصدأ على طول الزمان، ول تُغيره الآفات العارضة، وهوجسم ليّن المغمز، أصفر اللون، حلوالطعم، طيب الرائحة، ثقيل رزين، صُفرةُ لونه نلريَّته. وصفاؤه وبريقه من هوائيَّته، ولينه من دهنيّته، ورطوبته وثقله ورزانته من تُرابيته. لأن كبريته كان نقياً، وزئبقه كان صافياً، ومِزاجه كان معتدلاً، وحرارة المعدن طبخته على طول الزمان برفقٍ واعتدال. فإذا أصابته حرارة النار ذابت رطوبته، ودارت حول جسده، ورطوبته تقابل حرارة النار وتدفع عن جسده إحراقها، وإذا خرجت من النار جمدت تلك الرطوبة. وإذا طُرق امتدَّ تحت المطارق حاراً أوبارداً، واتّسع في الجهات ورقّ وامتدّ، ويُفتَل منه كالخيوط، ويقبل جميع الأشكال من الأواني والحلي، وهويخالط الفضة والنحاس في السبك، وينفصل عنهما إذا طُرِح عليه المرقَشِيثا الذهبي، لأنه جنس من الكبريت يحرِق غيره ولا يحترق. وإذا سُحِق منه وأُدخل في أدوية العين نفع، وإذا كُوِي به موضعٌ لم يَنفَطْ، وكان أسرع إلى البُرء، وينفع من المِرّة السوداء، وداء الحية، وداء الثعلب، وأمراض القلب، وهي قسمة الشمس من بين الكواكب. فمن أجل هذه الخصال والفضائل تجمعه الملوك وتدّخره في الخزائن، ومن أجل ذلك يقلّ وجوده في أيدي الناس ويعزُّ، وتكثُر أثمانه لا لقلّة وجوده، ولكن كلُّ من ظفر بشيء كثيرٍ منه دفنه في الأرض، أوصانه وخبأه فلا يُرى منه ظاهرٌ إلاّ القليل.
  رد مع اقتباس
قديم 24/08/2006   #219
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


وأما اليواقيت فأحجار صلبة حارّة يابسة، شديدة اليُبس، رزينة صافية شفافة، مختلفة الألوان، بين أحمر وأصفر وأخضر وأزرق، وأصلها كلها ماءٌ عذب وقف في معادنها بين الأحجار الصَّلدة والصخور والصفوان زمانا طويلاً، فغَلُظ وصفا وثقُل وأنضجته حرارة المعدن لطول وقوفه، فاتحدت أجزاؤه، وصارت صُلبة لا تذوب في النار البتّة لقلة دهنيته ولا تفرغ لغلظ رطوبته، بل يزداد حُسن لونه. وخاصّة الأحمر منه لا تعمل فيه المبارد لشدة صلابته ويبسه، إلاّ الماس والسباذِجَ بالحكّ في الماء، ومعدنه في البلاد الجنوبية تحت خط الاستواء، وهوقليل الوجود عزيز، كثير الثمن لقلّة وجوده.
ومن منافعه أن من تختّم بشيء منه، وكان في بلدةٍ قد أصاب أهلها الوباءُ والطاعون، سلم منها بإذن الله تعالى، ونبُلَ في أعين الناس، وسهُل عليه قضاء حوائجه وأمور معايشه.
وأما الزُّمُرُّد والزَّبرْجّد فهما حجران يابسان باردان، جنسهما واحد، موجودان في معادن الذهب، وخيرهما وأجودهما أشدهما خُضرة وصفاء وشفافاً. ومن أكثر النظر إلى الزبرجد ذهب عن بصره الكلال، ومن تقلّد منه أوتختّم به سلم من الصرع. والدَّهنَج عدوللزبرجد، ويشبه في النظر، وإذا وُضع معه في موضعٍ واحد كسره وكدِّر لونه وذهب بنضارته.
وأما الدر فقد تقدَّم ذكره وهيئة تكوينه. وأما خاصيّته فإنه ينفع في خفقان القلب من الخوف والجزع الذي يكون من المرّة السوداء، لأنه يطرّي دم القلب، ويدخل في أدوية العين ويشُدّ أعصاب العين، وإن حُكَّ وطُلي به بياض البَرص أذهبه، وإن سُقي ذلك الماء من كان به صَرعٌ أسكنه.
وأما الفضة فإنها أقرب الجواهر الذائبة إلى الذهب، وهي باردة ليّنة معتدلة، حتى تكاد تكون ذهباً، لولا أنه غلب عليها البرد في معدنها قبل النضج، وهي قسمة القمر. فإذا طُرِح عليها المسّ أوالرصاص قبل السَّبك امتزجت بهما، وإذا خلصت منهما تخلَّصت، ويَسودُها الكبريت، ويكسرها الزئبق، ويحسّن لونها البُورَقُ، ويعين على سبكها ويدفع عنها إحراق النار. وإذا سُحقت وأُدخلت في الأدوية المشروبة نفعت من الرطوبات اللزجة، وهي تحترق بالنار إذا ألحَّتْ عليها، وتبلى بالتراب بطول الزمان.
وأما النحاس فهوجرمٌ حارٌّ يابسٌ مُفرطٌ فيه، وهوقريب من الفضة، ليس بينهما تباين إلاّ في الحُمرة واليُبس، وذلك أن الفضة بيضاء ليّنة، والنحاس أحمر يابسٌ كثير الوسخ؛ فحمرتهمن شدة حرارة كبريته، ويبسه ووسخه لغِلظه، فمن قدر على تبييضه وتليينه، أوتصفير الفضة وتليينها فقد ظفر بحاجته. والنحاس إذا ادني من الحموضات أخرج زنجارا، والزنجار سمٌّ. وإن طُلي النحاس بالزئبق أرخاه وكسره؛ وإن سُبك النحاس زطُرح عليه زجاج شاميٌّ، وطُرح بحرارته في الماء، خرج لونه مثل لون الذهب؛ وإذا أُدني من النار اسودّ، لأن النار هي كالقاضي بين الجواهر المعدنية يَفصل بينهما بالحق. ومن أدْمَن الأكل والشرب في أواني النحاس أفسد مزاجه، وعرَضت له أعراضٌ كثيرة شديدة. فإذا أدنيت أواني النحاس من السمك شُمَّ لها رائحة منتنة، وإن كُبَت آنية النحاس على سمكٍ مشوي أومطبوخٍ بحرارتها، صار سُماً قاتلاً.
وأما الطاليقوني فهوجنسٌ من النحاس طُرحت عليه أدوية، حتى صار صُلباً، فإن اتُّخذ منه سكين أوسلاح، وجُرح به حيوان، أضرَّ مضرَّة مُفرطة؛ وان اتخِذ منه شِصٌّ لصيد السمك، وتعلَّق به، لم يمكنه الخلاص وإن صغُر الشص وعظم الحوت. ومن أصابع وحع اللقوة فدخل بيتاً لا يرى فيه الضوء، ونظر إلى مرآة طاليقون، برأ من اللقوة بإذن الله تعالى. وإن اُحمي الطاليقون وغُمِس في الماء لم يقرب ذلك الماء ذبابٌ؛ وإن عُمِل منه منقاشٌ ونُتِف به الشعر من الجسد، ودُهن الموضع، لم يتبُت الشعر بعد ذلك؛ وإن شُرب الشراب من إناء طاليقونيّ لم يُسكر.
وأما القلعيّ فهوقريب من الفضة في لونه، ولكن يباينُها بثلاث صفات: الرائحة والرخاوة والصرير؛ وهذه الآفات دخلت عليه وهوفي معدنه كما تدخل الآفات على الجنين وهوفي بطن أُمه. فرخاوته لكُثْر هوائيته، وصريره لغلظ كبؤيته لقلة نضجه، وإن مُزج بقضيب الرَّيحانة المسمى آساً والمَرْقَشِيثا والملح والزرانخ على ما ينبغي بَرِئ من هذه الآفات. وإذا حُرق القلعي، وجعل في المراهم، بَرِئ الجرح والقروح التي تكون في عيون الناس.
  رد مع اقتباس
قديم 24/08/2006   #220
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


وأما الأُسرُبُ فهوجنس من الرصاص، ولكنه كثير الكبريت غير نضج ومنافعه معروفة بين الناس.
وأما الحديد فهوأجناس، فمنه ليّنٌ رخوٌ، ومنه ما إذا أُسقي الماء ازداد صلابةً وحِدّة، ولا يستغني عنه الصانع، ومنافعه بيّنةٌ ظاهرة لا يستغني الناس عنه، كما لا يُستغنى عن الماء والنار والملح؛ ومنه ما إذا طُرحت عليه أدويةٌ ازداد قوةً وصلابة. ومن الجواهر المعمولة أيضاً الشَّبَه، وهونحاس طُرحت عليه أدوية فازداد صفرةً وليناً.
وأما الإسفندريُّ فهونحاس مُزج بالقلعيّ، والمُفْرَغُ نحاس وأُسربٌ، والمَرداسَنْج من الأُسرُب إذا أُحرق الزِّنجار مع النحاس، والإسفِيذاج من أُسرُب والحموضة، والإسرِنْج منه ومن الكبريت؛ والزِّنجَفْرُ من الزئبق والكبريت، والمُرْتَك من الأُسرُب. وأما منافعها، أعني هذه الأحجار، ومَضارها فهي معروفة بين الناس، وقد دكِرت في كتب الطب بشرحها.
ومن الجواهر المعدنية الزئبق والكبريت، فأما الكبريت فهوحجر دُهني لَزجٌ يلصق بالأحجار المعدنية عند ذوبانها، ويحترق بالنار، ويُحرق الأحجار معه لأنه دُهن كلُّه.
وأما الزئبق فهوجسم ركبٌ سيّال يطير إذا أصابته حرارة النار، ولا صبر له على حرّ النار، وهويخالط الأجسام المعدنية بالتدبير، ويُرخيها ويَكسرها ويوهِنها، فإذا أصابت تلك الأجسام حرارة النار، طار الزئبق ورجع إلى حالته الأُولى صُلباً كما كان. ومثله مع هذه الأحجار كمثل الماء مع الطين اليابس إذا غَلَبه الماء استرخى وتفتَّت، فإذا أصابته حرارة النار أوحرارة الشمس، جفّ وعاد كما كان أولاً.
واعلم أن الكبريت والزئبق أصلان للجواهر المعدنية الذائبة، كما أن التراب والماء أصلان للأجسام الصناعية كاللَّبِن والآجُرِّ والكيزان والغضائر والقُدور، وكلّ ما يُعمل من الطين، وقد تقدّم ذكر كيفية تكوين الجواهر المعدنية الذائبة، وعلل اختلاف طبائعها وصفاتها في فصل قبل هذا.
ومن الجواهر المعدنية أيضاَ أنواع الأملاح والشُّبوب والبوارق والزاجات، فمنها عذبٌ كملح الطعام والملح الأندرانيّ، ومنها مُرّ كملح الصَّاغة، ومنها حادٌّ كالنُّوشادر، ومنها قابضٌ كالشبوب والزاجات، ومنها دواءٌ كالنِّفطيّ والهنديّ، ومنها بوارق الخُبز، ومنها سوارِجُ تَصلحُ للدباغة، ومنها ملحُ القِلى والنُّورة والرَّماد والبَولُ، يستعمله أصحاب الكيميا. وكل هذه رطوباتٌ ومياهٌ تختلط بتُراب بِقاع الأرض تُحرقها حرارة الشمس أوالنار أوحرارة المعدن، فتنعقد وتصير أملاحاً وشُبوباً وبوارق وفُنون الزاجات.
ومن الجواهر المعدنية أنواع الزَّرانيخ والمَرْقَشِيثا والمغنيسيا والشادَنْجُ والكجل والتوتيا، ومنها الزُّجاج والبلور والمينا والطَّلْق والشَّنْجُ والعقيق والفِيرُوزَجُ والسُّنباذَج والجِزْع والاَّزَورد والعنبر والدَّهْنَجُ، ومنها القِير والنِّفط والجصّ والإسفيذاج وما شاكلها.
  رد مع اقتباس
قديم 24/08/2006   #221
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


والعم يا أخي أن لكل نوع من الجواهر خواصّ ومنافع ومضارّ تركنا ذكرها مخافة التطويل، إذ قد ذكرها الحكماء في كتبهم، وهي موجودة في أيدي الناس، ولكن لنذكر من خواص بعضها طرفاً ليكون دليلاً على الباقي الذي لم نذكره منها. فأما الهنج فهوحجر يتكون من معدن النحاس وطبيعته باردة لينة، لأنه دخان مرتفع من الكبريت المتولّد من معدن النحاس، وهوأخضر مثل الزِّنجار، فإذا صار في موضعٍ من جبال المعدن تكاثف وتلبدت أجزاؤها بعضها على بعض، وتجسّد وتحجّر، فهومختلف الألوان أخضر كَدِرٌ حسن اللون، وفيه خاصيّة سُمٍّ من سُقي من سُحالته تقطّعت أمعاؤه وأمرضه وألهب معدته، وإن شُرِبَ وهوصحيح أضرّ، وهويصفومع الهواء ويتكدّر معه، ويُذهب تكسير الذهب وتشقشقه عند الطَّرْق، ومع التاكر يكون أقوى فعلاً، وإن ذوِّب ذلك وجُعل الذُّباب على لسع الزنابير سكّنها، وإن سُحق وأُذيب بالخلّ، وطلي على القُوَباء أذهبها، وينفع في السَّعْفة التي في الرأس، ومن الجواهر المعدنية البازَهر وهوجوهر ليّن أملس، مختلف الألوان، وأصله كان رطوبةً هوائيةً دهنية جمدت في معدنهبطول الزمان، وهوحجر شريف تظهر منه أفعال كريمة، وذلك لأنه ينفع من السموم القاتلة حارةً كانت أوباردةً، حيوانيةً كانت أونباتية أومعدنية تلك السموم، ونحتاج أن نزيد في شرح هذا الباب إذ كانت عقول الناس قد تحيّرت في كيفية أفعال السُّمومات والتِّرياقات والبازَهرات في الأجسام الطبيعية، لأنها أجسام جامدات، وقد قام البرهان على أن الجسم لا فعل له من حيث هوجسمٌ، ولا العرض له فعلٌ أيضاً لأنه أعجز من الجسم بكثير، فيجب أن نذكر أولاً كيفية الأفعال التي تظهر من هذه الأجسام بعضها من بعضٍ، ثم نبيّن من الفاعل بالحقيقة لها وفيها ومنها وبها. وأما السموم فنوعان حارةٌ وباردةٌ، فالباردة منها تُجمِّد الدم والرطوبات الروحانية اللطيفة التي في أعضاء الحيوان، التي بها صَّحة المِزاج وقِوام الحياة. والحارة منها تُذوِّب الدم وتلك الرطوبات وتُطيّرها، فتفنى ويذوب بدن الحيوان مع ذوبانها فيَهلِك. فأما دبيب السموم الحارة في أبدان الحيوانات فمثل دبيب لون الزَّعفران إذا وقع في المياه صبغه في لحظة؛ وأما الباردة منها فهي فعل الإنفَحَة إذا وقعت في اللبن الحليب جمّدته في أقرب مدة. وأما دبيب البازَهْرات والتِّرياقات المضادّة أفعالها لأفعال تلك السموم فهومثل فعل الحُموضات إذا وقعت على صبغ الزَّعفران غَسلته من ساعتها، ومنعته أن يذوب إذا بودِر بها. وأما ما الفاعل المُحرِّك لهذه الأجسام، فهوقوةٌ روحانيةٌ من قُوى النفس الكلية الفلكية السارية في جميع الأجسام من لَدُن فلك القمر إلى منتهى مركز الأرض، وهي المسمّاة الطبيعة. فهذه الأجسام الجزئيات من الحيوان والنبات والمعادن هي للطبيعة كالآلات والأدوات للصانع الفاعل، يفعل بها وفيها ومنها أفعالاً مختلفة، وأعمالاً مُتقنةً بعضها ببعضٍ، كالنّجار الذي يفعل النشر بالمنشار، ويعمل النحت بالفأس، والثقب بالمِثقَب، والكشءَ بالأرَنْدَجِ، ويبرد بالمبرد، والفاعل واحد والأفعال مختلفة بحسب الآلات والأدوات، والأغراض المقصودة. وهذه القوة الفاعلة المتقدِّم ذِكرها هي التي يسميها الأطباء والفلاسفة الطبيعة، ويسميها الناموس ملائكةً. والطبيب هوخادم الطبيعة يناولها ما تحتاج إليه في وقت الحاجة، كما يناول التِّلميذ الأُستاذ أدواته وقت حاجته ويخدمه بها.
فصل واعلم يا أخي أن هذه النفوس الجزئية المتجسدة الخادمة للنفس الكلية، إذا أحسنت في خدمتها للنفس الكلية وطلبت الأجْرَ والجزاء من الله،
  رد مع اقتباس
قديم 24/08/2006   #222
شب و شيخ الشباب krimbow
أميـــــــــ
 
الصورة الرمزية لـ krimbow
krimbow is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
damscus-syria
مشاركات:
4,822

افتراضي


فلها منزِلة جليلةٌ عند الله، وكرامةٌ ومكافأةٌ بعد مفارقتها هياكلها، سواءٌ كانت خدمتها في إصلاح أمر الدين والدنيا، فإنه لا يذهب لها عند الله شيء، إذا كنت مُحتسِبَةً لوجه الله تعالى، وطالبةً لما عنده من الوجه المقصود منه إليه، فلا يفوتُها نصيبُها من الدنيا كما ذكر بَرْزَوَيهِ الطبيب في كتاب كليلة ودمنة أن الزّرّاع لم يزرع طلباً للعشب بل للحب، ولا بد للعشب أن ينبت إن شاء الزارع أولم يشأ، كذلك طالب الأجر والجزاء من الله تعالى لا يفوته نصيبه من الدنيا وما قُسم له، ما أراده أولم يُرِد، كَرِه أورضي، زهِد أورغِب، طلب أولم يطلب، وتصديقُ هذا الرأي قول الله تعالى: "ما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليبعدون، ما أُريد منهم من رزقٍ، وما أُريد أن يُطعمون. إن الله هوالرَّزَّاقُ ذوالقوة المتينُ".
واعلم يا أخي أن عبادة الله ليست كلها صلاةً وصوماً، بل عِمارةُ الدين والدنيا جميعاً، لأنه يُريد أن يكونا عامِرَين، فمن يسعى في صلاح أحدهما أوكليهما فإجره على الله، لأنه مالِكُهما حميعاً، والناس كلهم عبيده، وأَحبُّ عِباده إليه من سعى في صلاح عباده وعِمارة عالَمَيهِ جميعاً، وأبغض عباده من سعى في فسادهما جميعاً أوفي فساد أحدهما كما ذكر الله، جل جلاله: "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يُقتّلوا أويُصلَّبوا أوتُقطع أيديهم وأرجلهم من خِلافٍ، أويُنفَعوا من الأرض" الآية. وقال تعالى: "وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى".
ومن الجواهر المعدنية الماس وطبيعته البرودة واليبوسة في الدرجة الرابعة، وقلّ ما تجتمع هاتان الطبيعتان في شيء من الأحجار المعدنية، فبهذه الخاصّيّة صار لا يحتكّ بجسم من الأحجار المعدنية إلاّ أثّر فيه أوكسره أوهَشمه، إلاّ جِنساً من الأُسرب فإنه يؤثر فيه ويكسره ويُفتّته مع رخاوته ولينه ونتن رائحته.
واعلم أن مثل تأثير هذا الحجر الضعيف المَهين في هذا الجوهر الشريف القوي كمثل تأثير البَقَّة الضعيفة الصغيرة المهينة في الفيل العظيم الجثة الشديد القوة الذي يقهر الحيوانات بعظيم جثته، وشدة قوته، وهذا يغلبه ويؤذيه ويضرُّ به بصغر جثته وخفّة حركته، فإن في ذلك عِبرةً لأُولي الأبصار ودلالةً لُولي الألباب على أن المُسلِّطَ للصغيرعلى الكبير هوخالقهما ومُصوِّرهما سبحانه.
وأما السُّنْسباذَجُ فهوقريبٌ من هاتين الطبيعتين من الماس، ولكن تأثيره دون تأثيره.
وأما حجر المغناطيس فهوأيضاً عبرةٌ لأُولي الأبصار والتفكُّر في الأمور الطبيعية، وخواص أفعال بعضها في بعض، وذلك أن بين هذا الحجر والحديد مُناسبةً ومشاكلةً في الطبيعة، كالمناسبة والمشاكلة التي بين العاشق والمعشوق وذلك أن الحديد، من شدة يُبسه وصلابة جسمه وقهره للأجسام المعدنية والنباتية والحيوانية، يتحرك نحوهذا الحجر ويلتصق به ويلتزمه كالتزام العاشق المُحب المعشوق المحبوب المشتاق. فإذا فكّر العاقل اللبيب في فعل هذين الحجرين وغيرهما من الأحجار المعدنية والأجسام النباتية، علم وتبين له أن الفاعل المحرِّك لهما هوغيرهما، لأن الجسم لا فعل له من حيث هوجسمٌ ببراهين قد قامت ودلائل قد وضحت، وأن هذه الأجسام كلها، مع اختلافها واختلاف طبائعها وفنون أشكالهاوخواص طبائعها، هي كالأدوات والآلات للفاعل الصانع المحرِّك، وهو النفس الكلية الفلكية التي هذه التأثيرات كلها من أفعالها، وهي المسماة طبيعةً، تظهر وتعمل بإذن باريها، جلّ ثناؤه. وقد تبين بدلائل عقلية أن الباري، جل ثناؤه، لا يباشر الأجسام بذاته ولا يتولى من الأفعال بنفسه إلا الاختراع ةالإبداع حَسْبُ، وأما التأليف والتركيب والصنائع والأفعال والحركات التي تكون بالآلات والأدوات في الأماكن والأزمان إنما يأمُر ملائِكته الموكلين وعباده المؤيدين بأن يفعلوا ما يؤمرون، مثل أمر الملوك والرؤساء لعبيدهم وخدمهم وجنودهم.

أركان الجواهر الأربعة
فصل وقد تبين مما ذكرناه أن الجواهر المعدنية مع كثرة أنواعها واختلاف طبائعها وفنون خواصها، أصلها كلها وهيولاها هي الأركان الأربعة التي تسمى الأُمهات لأجزائها والمُركِّب لها هي الطبيعة بإذن الله تعالى؛ وتبين بأن الغرض من هذه الجواهر المعدنية هومنافع الناس والحيوان، وإصلاح أمر الحياة الدنيا ومعيشة الحيوان إلى وقت معلوم.


230
  رد مع اقتباس
قديم 25/08/2006   #223
شب و شيخ الشباب ملك _الحب
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ ملك _الحب
ملك _الحب is offline
 
نورنا ب:
Aug 2006
مشاركات:
5

افتراضي


مشكووووووووووووووووووووووور

وفي أنتظاااااااااااااار البقية



تشاااااااااووو
  رد مع اقتباس
قديم 27/08/2006   #224
شب و شيخ الشباب ملك _الحب
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ ملك _الحب
ملك _الحب is offline
 
نورنا ب:
Aug 2006
مشاركات:
5

افتراضي


وينك أخوي كريمووووو بليز بدي الكتاب

ياليت بتخلصوا كلوا كامل


تشاااااااووو
  رد مع اقتباس
قديم 06/10/2006   #225
شب و شيخ الشباب sasd
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ sasd
sasd is offline
 
نورنا ب:
Oct 2006
مشاركات:
3

افتراضي شكر وتقدير


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ العزيز الفاضل لا أعرف كيف أشكرك على ما قدمته لنا من درر وجواهر لا يمكن أن تقدر بثمن
ولكن،،،،،،،ما زلت أنتظر البقية بفارغ الصبر .
أرجو ألا تطيل علينا.
  رد مع اقتباس
قديم 07/10/2006   #226
شب و شيخ الشباب Mu$b@hO
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ Mu$b@hO
Mu$b@hO is offline
 
نورنا ب:
Sep 2006
المطرح:
على حافة الانهيار
مشاركات:
916

إرسال خطاب MSN إلى Mu$b@hO إرسال خطاب Yahoo إلى Mu$b@hO
افتراضي


مشكوووووووووووور

وصدقني كنت ادور عليه

يسلمووووووووووووو

~~~~~مسؤوول ومشرف مواضيع الشله ~~~~~~
@@شــــــــــــــــــــلة أصحــــــــــــــاب القضيـــــــــة @@
  رد مع اقتباس
قديم 02/11/2006   #227
شب و شيخ الشباب نقش دل
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ نقش دل
نقش دل is offline
 
نورنا ب:
Nov 2006
مشاركات:
2

افتراضي


أشكرك عزيزي krimbow من أعماق قلبي على هذا الكنز الرائع وأتمنى أن تكمل البقيه ونحن في الانتظار
  رد مع اقتباس
قديم 04/06/2007   #228
شب و شيخ الشباب hummam-a
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ hummam-a
hummam-a is offline
 
نورنا ب:
May 2007
مشاركات:
2

افتراضي


مشكور يا عزيزي سمعت كتير عن الكتاب و أنت عرفتني عليه الله يعطيك العافي و الصحه
  رد مع اقتباس
قديم 08/01/2008   #229
post[field7] nassim165
مسجّل
-- اخ حرٍك --
 
الصورة الرمزية لـ nassim165
nassim165 is offline
 
نورنا ب:
Dec 2007
مشاركات:
24

افتراضي


مشكوووووووووووووووووور كتير على الكتاب القيم والنافع بس ياريته لو كان بملف واحد اسهل للتحمل وتحياتي يا غالي
  رد مع اقتباس
قديم 03/06/2008   #230
شب و شيخ الشباب عروة
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ عروة
عروة is offline
 
نورنا ب:
Jun 2008
مشاركات:
4

افتراضي


أرى أن هذا الفكر ليس إبداعيا كما يتراءى لكاتب الموضوع بل هو نقل للأفلاطونية المحدثة من مصادرها بشيء من التحوير
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 13:11 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.24010 seconds with 12 queries