أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > المكتبة

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 19/03/2008   #91
شب و شيخ الشباب yass
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ yass
yass is offline
 
نورنا ب:
Jul 2004
المطرح:
الآن... هنا
مشاركات:
9,461

افتراضي


عزيزي مون لايت..

شكرا جزيلا على الاهتمام بالمقالة, كما قلت لست مؤهلا للنقد الأدبي, فرغم حبي للأدب و رغم انني أعتقد نفسي قارئا فوق المتوسط بقليل الا انني لا أعتقد انني قادر على النقد الأدبي من حيث أنني لا أمتلك مقومات المعرفة الأدبية و قد لا تتعدى مقدرتي على القول أن الكاتب أو الكتاب الفلاني أعجبني أو لا, و بعض الملاحظات البسيطة (على قد حالي )..

مقالتي كانت محاولة لنقد "ادارة" الموقف السياسي للكاتبة... و لو تقرر توسيع النقاش ليشمل العلاقة بين الأدب و السياسة و "رول" الأديب في الحياة السياسية فسوف اشارك ببالغ السعادة, ان كان في الأقسام الأدبية أو المنبر الحر...


تحياتي

أبو مـــــــــ1984ـــــــارال
خبز,, سلم,, حرّية

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
قديم 20/03/2008   #92
صبيّة و ست الصبايا MaTyA
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ MaTyA
MaTyA is offline
 
نورنا ب:
Dec 2007
مشاركات:
2,055

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : yass عرض المشاركة
من "الفصول" المعروفة لـ"مدام" خوري أيضا مهرجان النواح و البكاء على غازي كنعان, و التي لم تترك منبرا دون أن تتباهى بعلاقتهم الوثيقة و لتحكي عن عظمة و شجاعة هذا الشخص العظيم الفذ ... لعل كوليت خوري لا تتذكر أن غازي كنعان كان أحد البعثيين القياديين الذين سيّروا المظاهرات ضد جدها في حمص و دمشق و نعتوه بأكبر الشتائم و التهم الباطلة.
بستغرب لما شخص بيحب شخصية ما..وبالمقابل بيمدح بشخصية كانت ضد الاولى..يعني بحس في تناقض انو من جهة اكيد هي بتفتخر بانحدارها من العائلة اللي هي منحدرة منها يعني بتفتخر بنسبها ومنهم جدها بالطبع ... ومن جهة اُخرى بتعظّم وبتبجّل وبتمدح وبترثي الانسان اللي سيّر مظاهرة ضد جدها "اللي بتفتخر فيه متل ما انقال" !!

اقتباس:
كاتب النص الأصلي : yass عرض المشاركة
مقالتي كانت محاولة لنقد "ادارة" الموقفالسياسي للكاتبة... و لو تقرر توسيع النقاش ليشمل العلاقة بين الأدب و السياسة و "رول" الأديب في الحياة السياسية فسوف اشارك ببالغ السعادة, ان كان في الأقسام الأدبية أو المنبر الحر
كـ العادة وبقتبس جملة انقالتلي " اديش جدّي ياس..بيبقى بالمنبر الحر"..

شكراً لـ BL@CK على المجهود والتنسيق ولـ yass على المقالة

دائمًا في امل .
  رد مع اقتباس
قديم 21/03/2008   #93
شب و شيخ الشباب BL@CK
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ BL@CK
BL@CK is offline
 
نورنا ب:
Apr 2007
المطرح:
Aleppo-Syria
مشاركات:
4,345

افتراضي


جزيل الشكر "للمـُستقطب" ياس ..

فعلا ً وقت وفاة غازي كنعان , فكرت غازي هوي فارس الخوري .. و عم تبكي عليه

كل الشكر إلك ياسو على هالإضافة المتميزة لحلقتي بأسبوع و كاتب ..

ويحَ زمَنٍ أصبَحَ فيهِ عاشِقُ الوطَنِ يُهان ..

ويُشطَبُ مِن ذاكرةِ عشقِهِ ..

ومِن قائِمَةِ بني الإنسان !!



.
  رد مع اقتباس
قديم 21/03/2008   #94
شب و شيخ الشباب BL@CK
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ BL@CK
BL@CK is offline
 
نورنا ب:
Apr 2007
المطرح:
Aleppo-Syria
مشاركات:
4,345

افتراضي


تكتب ُ كولييت خوري الزجل إلى جانب الشعر، وهذا مالا يعرفه عنها كثيرون، وهي تكتب الزجل كهواية، وكذلك كلمات الأغاني..‏

و هذه إحدى زجلياتها .. :

ما بعرف شو هللي صار‏

كيف غمر قلبي المطر‏

ومن السما الحزن انهمر

وبكيت ع تمّي الأشعار‏

***‏

ليش دبلت كل هالزهور‏

وانطفت بعيني الشمس‏

كيف البشرْ صفّى نَحْسْ‏

وانتحر بَبيتي النور؟..‏

***‏
وعالحيطان.. وبالهوا‏

كانت مزروعة الوعود‏

وكان الهنا.. عم بيجود‏

مبارح بس.. كنا سوا‏

***‏

ومدري.. مدري.. شو اللي صار‏

أنت رحت، وغمّ الطقس‏

شو أنت يا حلو.. الشمس؟‏

أنت الهنا والأشعار‏


  رد مع اقتباس
قديم 21/03/2008   #95
شب و شيخ الشباب BL@CK
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ BL@CK
BL@CK is offline
 
نورنا ب:
Apr 2007
المطرح:
Aleppo-Syria
مشاركات:
4,345

افتراضي


مؤلفاتها:



1-عشرون عاماً- شعر بالفرنسية- دمشق 1957.

2-أيام معه- رواية بيروت 1959.

3-رعشة- شعر بالفرنسية- دمشق 1960.

4-ليلة واحدة- رواية- بيروت 1960.

5-أنا والمدى- قصص- بيروت 1964.

6-كيان- قصص- بيروت 1966.

7-دمشق بيتي الكبير- قصة- دمشق1969.

8-المرحلة المرة- قصص- دمشق 1960.

9-الكلمة الأنثى- قصص- دمشق 1971.

10-قصتان- قصص- دمشق1975.

11-ومر صيف- رواية- دمشق 1975.

12-أغلى جوهرة في العالم- مسرحية- دمشق 1975.

13-دعوة إلى القنيطرة- قصة- دمشق 1976.

14-أيام مع الأيام- رواية دمشق 1979.

15-أوراق فارس الخوري- اعداد- دمشق 1993.


  رد مع اقتباس
قديم 21/03/2008   #96
شب و شيخ الشباب BL@CK
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ BL@CK
BL@CK is offline
 
نورنا ب:
Apr 2007
المطرح:
Aleppo-Syria
مشاركات:
4,345

افتراضي


كوليت و الأخوية :

و للأسف لا يتوّفر سوى كتاب واحد لـ كوليت في مكتبة أخوية على الرابط الآتي :

ستلمس أصابعي الشمس


و بعض القصص هنا :

الأمنية الصعبة

الواقع

شر البلية ما يضحك

و قصيدتها : لحظات تنفس في الغزل - كوليت خوري

على ألله يجي يوم تنوجد أعمالا الكاملة بأخوية .




  رد مع اقتباس
قديم 21/03/2008   #97
شب و شيخ الشباب BL@CK
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ BL@CK
BL@CK is offline
 
نورنا ب:
Apr 2007
المطرح:
Aleppo-Syria
مشاركات:
4,345

افتراضي


و هيك بكون إنتهت حلقة هالأسبوع مع كوليت

عذرا ً لـ سارة أول شي ما كان عندي علم إنها بدها تحكي عن كولييت

و عذرا ً لأني تأخرت على الموعد يوم أو يومين بس في مشكلة بالوقت عندي ..

و آخر عذرا ً لو حدا شاف ما استوفيت أو ما عطيت حقا لكوليت بهالأسبوع ..

بالأخير جزيل الشكر لمرسيل على تنظيم هالتظاهرة الأدبية , و لياسين على إغناء الأسبوع ..

و لكل مين تابعنا و لكل مين ما عجبو شغلنا و سبنا ..


  رد مع اقتباس
قديم 25/03/2008   #98
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


شكرا ً ل Bl@ck
على الحديث عن كوليت ..

و شكرا ً ل Yass
ع المقالة ..


كوليت ليست كاتبتي المفضلة ( يعني في اكتر من حدا بيسبقا ) بس .. بحب جدا ً اسلوبا القصصي .. ورمزيتا بالقصص ..



رح يبدا أسبوع جديد بكرة .. أو بعد بكرة بالكتير


انك " فقير إلى الآخر " كما هو فقير إليك " وأنك محتاج إلى الآخر ، كما هو محتاج إليك
الأب جورج

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
قديم 26/03/2008   #99
شب و شيخ الشباب ..AHMAD
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ ..AHMAD
..AHMAD is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
4,906

افتراضي


باولو كويلو

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
قديم 26/03/2008   #100
شب و شيخ الشباب ..AHMAD
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ ..AHMAD
..AHMAD is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
4,906

افتراضي



لمحة سريعة

باولو كويلهو روائي و قاص برازيلي باولو كويلهو ، ولد في ريو دي جانيرو عام 1947 ، و قبل أن يعمل بدوام كامل في الكتابة ، كان قد مارس الاخراج المسرحي ، و التمثيل ، و عمل كـ مؤلف غنائي ، و صحفي. و قد كتب كلمات الأغانى للعديد من المغننين البرازيليين أمثال إليس ريجينا ، ريتا لي ، راءول سييكساس ، فيما يزيد عن الستين أغنية.
ولعه بالعوالم الروحانية بدء منذ شبابه كـ هيبي ، حينما جال العالم بحثا عن المجتمعات السرية ، و ديانات الشرق . نشر أول كتبه عام 1982 بعنوان " أرشيف الجحيم " ، و الذي لم يلاقي أي نجاح ، و تبعت مصيره أعمال أخرى ، ثم في عام 1986 قام كويلهو بالحج سيرا للقديس جايمس في كومبوستيلا . تلك التي قام بتوثيقها فيما بعد في كتابه " الحج " . في العام التالي نشر كويلهو " الخيميائي " ، و قد كاد الناشر أن يتخلي عنها في البداية ، و لكنها سرعان ما أصبحت أهم الروايات البرازيلية و أكثرها مبيعا
بالاضافة إلى انه
عضو بمعهد شيمون بيريز للسلام . و مستشار اليونسكو للتبادل الحضاري و الروحي . وعضو الأكاديمية الأدبية البرازيلية

أعماله
حاج كومبوستيلا
الخيميائي
بريدا - 1990
فالكيريس "فتيات فالكيري " - 1992
على نهر بيدرا جلست و بكيت - 1994
مكتوب ( مجموعة قصص و أشعار) 1994
إتمامة النصوص الجُمَلية - 1995
الجبل الخامس - 1996
دليل محاربي الضوء - 1997
فيرونيكا تقرر أن تموت - 1998
الشيطان و السيدة بريم - 2000
قصص للآباء و الأبناء و الأحفاد " مجموعة من الحكايات الشعبية " 2001
إحدى عشرة دقيقة - 2003
الزهير - 2005
كالنهر الجاري - 2006
ساحرة بورتوبيلو - 2006
  رد مع اقتباس
قديم 26/03/2008   #101
شب و شيخ الشباب ..AHMAD
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ ..AHMAD
..AHMAD is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
4,906

افتراضي الخيميائي


الخيميائي.. واستلهام الأدب البرتغالي للتراث العربي


حققت رواية الخيميائي (الكيميائي) للكاتب الروائي البرازيلي باولو كويلو نجاحا عالميا جعل كاتبها من أشهر الكتاب العالميين، ولكن أهم ما يدعو إلى اختيار هذه الرواية لعرضها أنها مستمدة من التراث العربي، وتستلهم الفلسفة العربية الإسلامية في البحث عن السعادة والمغامرة والتفاعل مع الحياة والكون وفهم الناموس العام الذي ينظم ويدير الكائنات والمجرات من أصغرها إلى أعظمها في منظومة موحدة.




اسم الكتاب:الخيميائي "O Alquimista"
الطبعة الأولى : 2001



*****************

لص وطفل وكلب


في مقدمة الترجمة العربية يبدو كويلو متأثرا بالصوفية الإسلامية ومعجبا بها باعتبارها منهج علم وحياة وفلسفة ويستشهد بالصوفي الذي يدين فيما تعلمه لثلاثة هم لص وطفل وكلب.
أما اللص فقد وجد الصوفي في الشارع بعد عودته من الصحراء في منتصف الليل وكان قد أودع مفتاح بيته عند الجيران ولم يشأ أن يوقظهم في الليل ففتح له اللص الباب فاستضافه الصوفي في بيته شهرا وكان يخرج كل ليلة إلى عمله وكان في كثير من الأيام لا يغنم شيئا ولكنه كان رجلا سعيدا راضيا لا ييأس ويقول دائما لم أوفق بشيء هذا المساء ولكني سأحاول غدا.

الرواية مستمدة من التراث العربي، وتستلهم الفلسفة العربية الإسلامية في البحث عن السعادة والمغامرة والتفاعل مع الحياة والكون وفهم الناموس العام الذي ينظم ويدير الكائنات والمجرات من أصغرها إلى أعظمها في منظومة موحدة

وأما الطفل فكان معتكفا في المسجد في الليل وقد أشعل شمعة وخشي المتصوف أن يشعل الطفل النار فقال له: لم تكن هذه الشمعة مشتعلة فقل لي من أين أتيت بالنار؟ فأطفأ الولد الشمعة وقال: فأخبرني ياسيدي أين ذهبت النار؟
وأما الكلب فقد جاء إلى النهر ليشرب فشاهد في الماء كلبا آخر (الصورة) فتراجع وجعل ينبح ثم تقدم مرة أخرى للماء بحذر وبطء ولكنه وجد الكلب المنافس مرة أخرى، وفي النهاية ألقى الكلب بنفسه في الماء متحديا الكلب (الصورة) واختفى غريمه وشرب.
ويقول كويلو إن الثقافة العربية كانت ترافقه معظم أيام حياته تبين له أمورا لم يستطع العالم الذي يعيش فيه أن يفقه معناها.
وفي مقدمته للرواية يورد أسطورة نرسيس الذي تنتسب إليه زهرة النرجس، فقد كان نرسيس يذهب إلى البحيرة كل يوم ليتأمل جمال وجهه، وكان مفتونا بصورته إلى درجة أنه سقط في البحيرة وغرق وفي المكان الذي سقط فيه نبتت زهرة سميت نرسيس (نرجس) وعندما جاءت ربات الغابة إلى البحيرة وجدنها تحولت إلى دموع، ولم يدهشهن هذا فلابد أن البحيرة حزنت كثيرا على نرسيس الجميل الذي كان يأتي إليها كل يوم، ولكن البحيرة قالت إنها لم تلاحظ أبدا أن نرسيس جميل لأنها كانت دائما مشغولة عندما ينحني على ضفافها بتأمل نفسها في عينيه فلا ترى إلا جمالها الخاص.
تدور الرواية حول فتى أندلسي "سانتياغو" تعلم في المدرسة وأحب له والده أن يعمل كاهنا، ولكنه اختار أن يرعى الغنم اعتقادا منه أن ذلك يجعله يسافر ويتحرك في الأرض ويتعلم أكثر ويعرف أناسا وأصدقاء جددا، وكان يقضي وقته أثناء الرعي في قراءة الكتب، كان يلجأ إلى كنيسة مهجورة نبتت فيها شجرة جميز فيترك الغنم ترعى هناك أو يؤويها إلى مبنى الكنيسة ويجلس تحت شجرة الجميز يقرأ أوينام أويتأمل ويناجي نفسه والكون، ويذهب أحيانا إلى مدينة طريف ليبيع بعض أغنامه أو أصوافها، وفي المدينة تعرف على ابنة التاجر الذي كان يبيعه الصوف وتحدثا سويا، وشعر برغبة كبيرة في البقاء في المدينة ليظل قريبا من الفتاة.

لكل إنسان أسطورته
يرى الفتى في المنام حلما تكرر مرتين جعله يهتم بتفسيره، فقد رأى نفسه مع نعاجه حين جاء إليه طفل وأمسك بيده وأخذه إلى أهرامات مصر وأراه مكانا محددا في الأهرام، وقال له ستجد هناك كنزا، فذهب إلى عجوز غجرية في المدينة وحدثها عن حلمه لتفسره، قالت له العجوز إن الأحلام هي لغة الرب فإذا كانت بلغة الناس استطعت تفسيرها ولكن إذا كانت بلغة روحك فلا أحد سواك يستطيع تفسيره، وقالت له إن حلمك يصعب تفسيره، يجب أن تذهب كما طلب منك الطفل ولن آخذ منك الآن مقابل تفسير الحلم ولكن إذا وجدت الكنز أريد أن تدفع لي عشره، وطلبت منه أن يقسم على ذلك.
وفي المدينة يلتقي سانتياغو برجل عربي عجوز قال له إن اسمه ملكي صادق، ووجد أن هذا الرجل يعرف حلمه ويعرف كثيرا من أسراره وخصوصياته التي لا يعرفها أحد سواه، وطلب منه أن يعطيه عشر قطيعه من الأغنام مقابل أن يعلمه كيف يبلغ مكان الكنز المخبوء، ويبيع الفتى سانتياغو خرافه ويعطي الشيخ ما طلبه، ولكنه لم يقدم له مقابل ذلك سوى نصيحة عامة "يجب أن تقرأ الإشارات التي تساعدك على معرفة طريقك" وانتزع من صدرية ذهبية معلقة في رقبته حجرين كريمين يدعى أحدهما أوريم والآخر توميم وقال له يمكن أن تسألهما إذا احتجت وحاول أن تتخذ قراراتك بنفسك، لقد أعطيتني ستة خراف لأني أخبرتك عن أشياء تعرفها ولكني ساعدتك على اتخاذ قرار.


اتبع حلمك
سافر سانتياغو إلى طنجة وتعرض هناك للسرقة وصار في المدينة غريبا لا يملك شيئا، وعرض على صاحب محل لبيع أدوات زجاجية أن ينظف له متجره مقابل طعامه فقال له التاجر: لن تحتاج لذلك حتى تأكل فيجب علينا أن نطعم الغريب والجائع دون مقابل، ولكنه يوافق على تشغيله في المحل مقابل عمولة، ويعمل الفتى ويكسب في عام واحد ما يكفي لشراء قطيع من الغنم يفوق قطيعه الأول بمقدار الضعف، ويفكر في العودة إلى الأندلس ليفتح دكانا في طريف ويتزوج ابنة التاجر التي أحبها، ولكنه يلتقي رجلا انجليزيا سافر منذ عشر سنوات ليتعلم الكيمياء ويريد أن يسافر إلى مصر ليقابل كيميائيا عربيا يقيم في واحة الفيوم استطاع أن يحضر إكسير الحياة الذي يطيل العمر ويحمي من المرض وأن يكتشف حجر الفلاسفة الذي يحول المعادن إلى ذهب، وأقنع سانتياغو بمرافقته إلى مصر لعله يجد كنزه، واشتريا جملين لينضما إلى قافلة كبيرة متجهة إلى مصر.
تعبر القافلة الصحراء ويتعلم سانتياغو أشياء كثيرة، ويتعرف في الليالي عندما يستريح الرجال ويتحلقون حول النار على أشخاص حكماء وشجعان، وتتوطد علاقته بالإنجليزي وإن لم يحب كتبه التي كان يطيل تأملها، وتتحدث عن الزئبق والأملاح.
مكث سانتياغو في واحة الفيوم فترة طويلة بسبب حروب طاحنة تدور في المنطقة بين القبائل جعلت طريق القوافل خطرة ومستحيلة، ولأنه يتقن اللغة العربية فقد استعان به الإنجليزي للبحث عن الكيميائي المقيم في الواحة وفي أثناء البحث تعرف على فتاة اسمها فاطمة وأحبها وقرر أن يبقى في الواحة ليعيش معها.

يبدو كويلو متأثرا بالصوفية الإسلامية ومعجبا بها باعتبارها منهج علم وحياة وفلسفة ويستشهد بالصوفي الذي يدين فيما تعلمه لثلاثة هم لص وطفل وكلب


روح الكون
تدل الإشارات سانتياغو على أن المحاربين سيهاجمون الواحة ويذهب إلى زعيم الواحة ويخبره برؤياه، ويتشاور زعماء الواحة طويلا، وأخيرا يتحدث إليه الزعيم قائلا إنهم يصدقونه لأنه قبل ألفي عام جاء إلى مصر فتى مثلك اسمه يوسف استطاع بتفسيره لحلم الملك أن ينقذ مصر من المجاعة، وبالفعل يهاجم خمسمائة محارب الواحة ولكن أهلها الذين كان من بينهم ألفا فارس محارب كانوا مستعدين لهم فأوقعوهم في كمين وقتلوهم جميعا، وكافأ الزعيم سانتياغو بخمسين قطعة ذهبية وبتعيينه مستشارا.


ويأتي الكيميائي إلى سانتياغو ويتعارفان ويتحدثان طويلا وينصحه بالسفر إلى الأهرام ويتبع حلمه، ولكن الفتى كان يفضل البقاء في الفيوم والزواج من فاطمة والعمل مع الزعيم، فيقول له الكيميائي: إذا لم تتبع حلمك فسوف تفقد أسرارك ولن تظل مستشارا، وتصبح مجرد تاجر في الواحة، ويعتذر سانتياغو بالحرب الدائرة، فيبدي الكيميائي استعداده لمرافقته ومساعدته في الوصول فهو يعرف كما أخبره طرق الصحراء.
ويعترضهم في الطريق محاربون أشداء ملثمون، ويفتشونهما ويجدان مع سانتياغو كمية من الذهب ومع الكيميائي زجاجة تحتوي على سائل أصفر وقطعة زجاجية كأنها بيضة فيسألون الكيميائي فيجيبهما: هذا السائل هو إكسير الحياة الذي يطيل العمر ويحمي من المرض وهذا حجر الفلاسفة الذي يحول المعادن إلى ذهب، فيضحك الرجال كثيرا ويضحك معهم سانتياغو والكيميائي ثم يخلون سبيلهما، فيسأل سانتياغو رفيقه: كيف تخبرهما عن هذا السر العظيم؟ فقال له: لكي أريك قانونا بسيطا من قوانين الكون: عندما نجد أعظم كنوز الدنيا فقد لانتبينها لأننا لا نؤمن بوجودها.
وتعترضهما مجموعة أخرى من المقاتلين وتلاحظ أنهما مرا بمعسكر أعدائهما دون أن يعترضوهما فيقررون أنهما جاسوسان للأعداء، ويقررون قتلهما، ولكن الكيميائي يقنعهم بإطلاق سراحهما مقابل الذهب الذي يحمله سانتياغو وبعد أن يريهما قدرة الفتى الخارقة على التحول إلى رياح عاصفة، ثم يصلان إلى الجيزة وينزلان عند راهب قبطي، وهناك يستريحان ويحول الكيميائي كمية من الرصاص إلى ذهب، وضع الرصاص في قدر وسخنه على النار طويلا ثم مزجه بجزء من حجر الفلاسفة لا يزيد على شعرة وتحول الرصاص إلى ذهب وتركه يبرد ثم قسمه إلى أربعة أجزاء أعطى الأول للراهب والثاني لسانتياغو وأخذ الجزء الثالث وأودع الرابع لدى الراهب ليعطيه إلى سانتياغو إذا احتاج إليه.
ويمضى سانتياغو إلى الأهرام وتبهره بعظمتها وتناسقها، ويتبع الإشارات حتى يهتدي إلى المكان الذي يجب أن يحفر فيه، ويمضى الليل طوله يحفر، وفي الصباح يمر به فرسان ملثمون فيفتشونه ويسألوه ماذا تخبئ ويقتادونه إلى خيمة القائد، ويحدثه بقصته، فيضحك الفارس طويلا، ويقول له هل جئت من إسبانيا وأمضيت سنة تعمل، وسرت في الصحراء من المغرب إلى مصر وتعرضت للسلب مرتين، وكدت تقتل مرات عدة من أجل حلم، لقد حلمت مرتين أن ثمة كنزا في كنيسة مهجورة في قرية إسبانية مدفون تحت شجرة جميز نبتت في أرض الكنيسة يأوي إليها رعاة الغنم لكني لم أتبع حلمي، فلست غبيا إلى هذا الحد لكي أجتاز الصحراء الهائلة لأجل حلم رأيته مرتين، وتركه الفارس وانصرف، وفهم الفتى سانتياغو الإشارة، وعرف أن الملك العجوز والكيميائي والفارس الملثم هم شخص واحد، وأنه ترك له الذهب عند الراهب ليعود إلى إسبانيا، وضحك الراهب عندما رآه يعود من جديد وسأل أما كان يمكنك أن تجنبني ذلك كله، وسمع الريح تجيبه: ولكن لو أخبرتك لما شاهدت الأهرام.
ورجع إلى قريته واستخرج الكنز، كان صندوقا مليئا بقطع ذهبية قديمة وأحجار كريمة وأقنعة ذهبية وتماثيل مرصعة بالماس ومخلفات غزو نسيته البلاد منذ زمن بعيد، لقد وجده في قريته تحت شجرة الجميز كما أخبره الفارس، وهبت ريح شرقية قادمة من أفريقيا لا تحمل رائحة الصحراء ولا التهديد بالغزو، ولكن تحمل أرج عطر يذكره جيدا حين ودع فاطمة في منتصف الليل قبل أن يسافر مغادرا، فابتسم وقال: ها أنذا يا فاطمة، إنني قادم.

  رد مع اقتباس
قديم 26/03/2008   #102
شب و شيخ الشباب ..AHMAD
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ ..AHMAD
..AHMAD is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
4,906

افتراضي فيرونيكا تقرر أن تموت




ما الذي يدفع بواحدنا إلى التفكير بالموت والتخطيط له رغم إدراكنا أنّنا بذلك نتحدّى إرادةَ الربّ وكلّ المفاهيم الاجتماعية والدينية، ونجلبُ الحزنَ والألم لأقرب الناس إلينا؟
قد تكون دوافع عدّة تدعو الواحد ليقرّر أن يضعَ حدّا لحياته. أحدها: الشعور بالوحدة والانقطاع عن الجميع. وثانيها: انحسار الأفق العقلي إلى درجة كبيرة وخطيرة. وثالثها: الهرب من مواجهة صعبة غير واثق من نتائجها، تكون النهاية بالنسبة له في علاقته بالحياة ومَن فيها. ورابعها: حبّ المغامرة والبطولة والتجربة بدخول العالم المجهول، عالم ما بعد الموت، الذي كثيرا ما يُثيره في ما يُخفي من أسرار.
يُعالج باولو كويلو في روايته "فرونيكا قرّرت أن تموت" العلاقة المتشعبة التي تربط الانسان بالحياة، ويقف عند لحظة الانكسار عندما يصل الواحد إلى قرار صارم ونهائي أنّه لن يستطيع الاستمرار أكثر. وهو يفعل ذلك من خلال تناوله لعدّة شخصيات مختلفة التقت في مكان واحد" مركز الأمراض العقلية" مما سمح لها بالتعارف والتحدّث والتأثّر.
وقصّته هذه لم تأته فكرتها عفو الخاطر، وإن كان موضوعها يُراوده ويشدّه ويستدعيه بين حين وآخر. فقد كانت بنت صدفة إذ كان يجلس وصديقة سلوفانية اسمها فرونيكا في مطعم جزائري في باريس عندما روت له هذه الصديقة ما سمعته من والدها الطبيب من قصة فتاة تدعى فارونيكا عالجها في مستشفى للأمراض العقلية كان يُديره. ويخبرنا باولو كويليو أنّ ما شدّه لقصة فرونيكا المريضة أنه هو أيضا كان والداه قد أدخلاه، رغما عنه، ثلاث مرات في سنوات عمره الأولى للمعالجة في مستشفى للأمراض العقلية لأنّ تصرفاته لم ترق لهما. ولهذا شدّته قصة فارونيكا ووجدها المتنفس الذي يبوح عبره بأسراره وهمومه، كما أنه أحسّ بالتعاطف الإنساني مع شخصيات روايته لأنهم ذكّروه بمُعاناته وأعادوه إلى أيام خوال كان مثلهم نزيل مستشفى للأمراض العقلية.

الشخصيّة الأولى والمركزية في القصة
هي فرونيكا الفتاة التي عانت من العلاقات السيئة بين والديها منذ الصغر. ورغم الحبّ الذي أحاطاها به إلا أن خلافاتهما طغت وقرّرا الافتراق مما دفع بفرونيكا لمواجهتهما بكل عواطفها الجيّاشة واستطاعت أن تقنع والدها بالبقاء في البيت رغم ما يعنيه ذلك من عذاب لكلا الوالدين. عملت في مكتبة عامة واستأجرت لها غرفة في أحد الأديرة، وحلمت أن تعطيها الحياة زوجا قنوعا تعيش معه بطمأنينة في بيت بسيط. وألزمت نفسها في علاقاتها مع الرجال أن تمنح الواحد قليلا من السعادة لا أكثر ولا أقلّ ممّا هو اللازم فقط. لم تغضب على انسان لأن الغضب كما اعتقدت يحتاج إلى ردّ الفعل لمحاربة العدو ولتحمّل نتائج لا نتوقعها مُسبقا. وبعد أن حققت معظمَ ما أرادت من الحياة وصلت إلى قناعة أنّه لم تعُد لحياتها أيّةُ قيمة لأنّ كلّ أيامها أصبحت متشابهة مكرّرة لا جديد فيها، وإذا تابعت حياتها ستأخذ بعد أيام الشباب بالتدهور إلى حالة العَجز والأمراض واختفاء الأصدقاء وزيادة الأمراض والعُزلة والعذاب. وسبب ثان لقرارها أنّها قرأت الصحف وشاهدت البرامج التلفزيونية وتابعت كلّ ما يجري في العالم واقتنعت أنّ كلّ ما في العالم معطوب ولا تستطيع أن تُغيّر الموجود أو تُصلحه. ولهذا قرّرت أن تضع حدّا لحياتها وتموت لتخوضَ تجربة الموت، التجربة الأخيرة في حياتها. لقد حاولت أن تتخيّل مغامرات الموت ولم تصل لنتيجة. كثيرا ما كانت تتساءَل عن حقيقة وجود الربّ، خاصّة وأنّ أمّها كانت تُكرّر على مسامعها أنّ الرب يعرف ماضي الانسان وحاضرَه ومستقبله، وإذا كان كذلك فالله هو الذي أوجدها في هذا العالم بمَعرفة سابقة أنّها ستضع حدّا لحياتها ولن يُفاجَأ بذلك، وكان بإمكانه أن يتجاوزَها ولا يوجِدُها. اختارت فرونيكا الموت بتناول حبوب النوم. لكنها بعد ساعات وجدت نفسَها في مستشفى للأمراض النفسية تخضعُ للعلاج وللقيود الصارمة التي تفرضُها إدارةُ المستشفى.
تعرّفت فرونيكا خلال الفُسحات الممنوحة للمرضى، وما بين جَلسة علاج وأخرى، على بعض النُزلاء وأقامت معهم علاقات مُتمايزة.
كانت زدكا في أوّل حياتها شابة جميلة وقعت في غرام شاب لم يُبادلها الحب، لكنها أصرّت على أن تجعله يُحبّها ويتزوجها فتتبّعتْ أخبارَه ولحقت به للضفة الثانية من المحيط وبذّرت أموالها عبثا حتى يئست وعادت إلى بلادها سلوفانيا وعملت على استعادة حياتها الطبيعية . وبالفعل نجحت في إيجاد عمل ومقابلة شاب أحبّها وتزوجته وأنجبا أولادا. الحرب التي انفجرت بسبب قرار سلوفانيا الانفصال عن يوغسلافيا استدعته للقتال، ولكنه بعد انتهاء القتال عاد إلى بيته وأسرته. عادت الحرب وانفجرت بين كرواتيا وصربيا وانتشرت أخبار أعمال الصرب الوحشية فتضايقت زدكا، كصربيّة، من تشويه سمعة شعبها وكتبت المقالات التي تُدافع فيها وترفض الاتهامات. لكن حدث أن مرّت يوما أمام تمثال شاعر سلوفانيا العظيم واستعادت قصة حبّه ليوليا التي رآها صدفة في الكنيسة وسَبته من النظرة الأولى، لكنه لم يستطع الاقتراب منها، فخصّص لها أجمل أشعاره التي يُرددها الناس حتى اليوم. وتساءلت زدكا : وماذا كان حدث لو أن هذا الشاعر غامر بكل قوته من أجل الفوز بمحبوبته؟ وشعرت زدكا بخفقة قويّة في قلبها، وعادت إلى البيت لتستغرق في حالة نفسية صعبة وسؤال واحد يعذبها : هل هي أيضا صمدت وغامرت بما فيه الكفاية للفوز بحبيبها؟ هكذا تحوّلت حياة زدكا وأفراد بيتها إلى حياة لا تُطاق. وبدأت في عملية بحث مرهقة وراء محبوبها البعيد. فصرفت الأموال وهاتفت العشرات، وفكّرت بالسفر للبحث عنه عبر المحيط في أمريكا. كل هذا يحدث وزوجها لا يدري بما يجري في بيته. وبعد فشلها استولت عليها حالة نفسية صعبة جعلت الطبيب يقرّر نقلها إلى مستشفى الأمراض العقلية حيث التقت بفرونيكا.


الشخصية الثانية
كانت ميري محامية ناجحة تعمل في مكتب محامين مشهور، متزوجة ولها أولاد. كانت تحضر فيلما سينمائيا حول حالة الفقر في بلاد السلفادور عندما داهمتها أفكار غريبة: لماذا لا تترك عملها الروتيني وتكرّس سنوات عمرها الباقية للخدمة في جمعية خيرية تمدّ يدَ المساعدة للمحتاجين؟. الحروب كانت منتشرة في الكثير من مناطق العالم مثل سلفادور حيث الأولاد يعانون من الفقر والجوع وتضطر الفتيات للعمل في الدعارة لكسب لقمة العيش. قررت ميري أن تُفاتح زوجَها بما تفكّر حالَ عودتهما للبيت. لكنها فجأة شعرت برعشة في قلبها وثم بألم أخذ يزداد ويشتد، فقررت ترك القاعة بهدوء. خرجت وزوجها وشعرت للحظات أنّها ستفقد الحياة، فسارع زوجها بإيقاف سيارة أجرة نقلتهما إلى البيت بعد رفض ميري التوجه للمستشفى. في الغد ذهبت للعمل، وفي جلسة لها مع زميل لها صارحته برغبتها في ترك العمل والتفرّغ للأعمال الخيرية. وعاد قلبها ليفزعها وهي وحيدة في مكتبها. وفي البيت صارحت زوجَها بما حدثَ لها واتّفقا على إجراء الفُحوصات الطبية. غابت شهرا عن العمل عاوَدتها دقاتُ القلب والأوجاعُ والمخاوفُ حتى انتهى بها الأمر ودخلت مستشفى الأمراض العقلية لتلتقي بفرونيكا وزدكا والآخرين.
الشخصية الثالثة
أدوارد كان هو الشخصية المهمة المهمة، وهو ابن سفير يوغسلافيا في البرازيل . لم يجد سعادته في عاصمة البرازيل، فكان وهو في السابعة عشرة من عمره يومها يقضي وقته في الدراسة، لا أصدقاء له ولا اهتمامات، مما أقلق أمّه وجعلها تخاف على مستقبل ابنها الذي كانت تريده أن يتابعَ خطى والده في سلك الخارجية. ثم كان وأحضر ادوارد معه للبيت فتاة برازيلية مما أفرح والديه وطمأنهما على ابنهما، لكن جلساته مع الفتاة وتعاطيهما الأرجيلة أثار شكوك والدته في تصرفاته وخافت أن يكون ابنها متورطا في إدمان المخدرات. ثم صارح أدوار والديه برغبته في شراء دراجة ولما شعر بعدم استجابة والديه ومحاولة والده توجيهه في الطريق الأمثل التي يعتقدها غضب أدوارد ودخل غرفتَه وقضى الساعات مع الأرجيلة حتى أرغمَ والديه على شراء الدّراجَة. وبينما كان في طريقه إلى فتاته فقدَ السيطرة على مقود القيادة وسقط مما سبب له عُطلا قويّا أقعده في المستشفى فترة طويلة فيها قرأ كتابا يروي حياة أشخاص كانت لهم أحلامهم ورؤاهم التي تحقّقت أمثال السيّد المسيح وداروين وفرويد وكولومبوس وماركس . وحياة قديسين وكثيرين من الذين انطلقوا وراء أحلامهم كي يحققوها. هؤلاء لم يدعوا الحياة تمرّ هباء. لقد تصدوا لكل المُعَوّقات وتمرّدوا على كل المفاهيم الاجتماعية وانطلقوا ليُجسّدوا أحلامَهم في الواقع. ومثلهم أراد أدوارد أن يكون، واختار طريقَه، وانطلق ليُحققَ الحلمَ بأن يكون قدّيسا، واختار تعليمَ فنّ الرّسم، فصادق الرسّامين والفنانين الذين باتوا يزورونه ويُسامرونه كل ليلة، وتحولت غرفته إلى استوديو كبيرة. فشلت كل محاولات والديه لثنيه عن طريقه هذه، ودافع أدوارد عن تعلقه بالرسم والفن. لكنه ضعف أخيرا أمام إلحاح والده وتوسلاته ووعده بالعمل برغبته والانصياع لنصائحه. فرح والداه بهذا التحوّل الكبير وظنّا أنهما استعادا ابنهما من ضياعه الذي كان مؤكدا. لكن ادوار كان قد فقد السيطرة على نفسه، فلا هو نجح في أن يكون الابن الذي أراده والداه، ولم ينجح في أن يستعيد حلمه الذي قرّر التنازل عنه. ولم تمض خمسة شهور حتى كان يُعاني من انفصام في شخصيته ممّا دفع بوالده، الذي عاد إلى سلوفانيا بسبب الحرب الأهلية التي اندلعت في يوغوسلافيا، إلى إدخاله لمستشفى الأمراض العقلية حيث تعرّف هناك على ميري وفرونيكا ونزلاء المستشفى كلهم.

مستشفى الأمراض العقلية (فيليت)
هو المكان الذي جمع بين شخصيات الرواية وكان مسرح الكثير من الأحداث. وكويلو يثبت لنا أن لا مكان مقطوع عن المحيط والعالم الذي يحيط به، ولا إنسان، حتى المقيم في مستشفى الأمراض العقلية، يكون معزولا عن عالمه الخارجي والناس الذين يُعايشونه في الداخل وهؤلاء الذين في الخارج. فالتفاعل المتبادل قائم، ومهما علت الجدران وعُزلت الأمكنة تظلّ الأفكارُ المُحلّقة والأحلامُ الكبيرة أقوى، وإرادةُ الإنسان قادرة على تجاوز كلّ الحواجز ومُواصلة سَعيها لتحقيق الهدف الذي تُريد. فقد كان حضور فرونيكا للمستشفى هو العامل الذي أخرج نزلاءَ المستشفى وعامليه من روتين نظام يومهم الذي اعتادوه، وكسَرَ نمطَ التفكير الذي سَيطر على عقولهم.



يتبع .......
  رد مع اقتباس
قديم 27/03/2008   #103
شب و شيخ الشباب ..AHMAD
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ ..AHMAD
..AHMAD is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
4,906

افتراضي


شخصيات رواية كويلو استطاعت من بداية ظهور كلّ منها أنْ تكتسبَ وُدّ ومَحبّة وانحيازَ القارئ ، فكل منها تمتاز برؤاها وخاصيّتها وجاذبيتها وتناميها ومركزيّتها وتأثيرها وتأثّرها، شخصيات ليست مُجردة ومُمَوضعَة، وإنما هي شخصيات من لحم ودم تُحبّ وتكرهُ، تتألم وتصبر، تبكي وتضحكُ تحقدُ وتُسامح. شخصيات مثقّفة متعلمة، تطرحُ وتُعالج القضايا الاجتماعيّة والسياسيّة والفكريّة والدينيّة، وتُعطي للقارئ الكثيرَ من المعلومات ، منها التي يعرفُها والكثير من التي لا يعرفُها. حتى طبيب المستشفى لم يُبقه كويلو في إطاره المهني وإنّما منحه الحريّةَ في أن ينطلقَ ليتصرّفَ كما يريد وليكشفَ عن مَشاعره تجاه مَرضاه والناس الذين عرَفهم. وتَركَ الممرضة تخرجُ عن وظيفتها المُحدّدة وتتفاعلُ مع فرونيكا في الكثير من المواقف وأن تحثّها وأدوارد على الخروج والتنزه في الحديقة بعيدا عن جوّ المستشفى الخانق.

حتى الزمن الذي كان يترصّد فرونيكا ويُحدّدُ لها الأيامَ والساعات التي بقيت لها في الحياة، ويضغط على أعصاب الكثير من الشخصيات وتترصده، استحال، رغم ما كان مجرّد ذكره يُثيرُ من فزَع وخوف وتَردّد ليكون الأنيسَ المُتواري الذي لا يُزعجُ العاشقَين في خلواتهما، والغائبَ الذي يجعلُ الخائفين منه ينسَونَه حتى أنه يتنازل عن إلحاحه السابق وتَدقيقه في اليوم والساعة، ويقف ليتركَ العاشقين فرونيكا وأدوارد يعيشان بحبّ دون أيّ إزعاج
  رد مع اقتباس
قديم 27/03/2008   #104
شب و شيخ الشباب ..AHMAD
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ ..AHMAD
..AHMAD is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
4,906

افتراضي


بعض التعليقات على الرواية

«بأسلوب سهل ممتع، ساخر مدهش، ترى پاولو كويلو يسبر أغوار العادات والجنون والمعاني. وبفضل تملُّكه الأدبي وفطنته الفلسفية، تبلغ هذه الرواية ذروة العظمة عبر السهولة. إنه لإنجاز رائع حقاً»!

لو مارينوف، مؤلف «أفلاطون وليس پروزاك»
***
«پاولو كويلو يؤلّف كتباً تسحر ألباب الناس»

Neue Zuricher Zeitung
(سويسرا)

***
«كانت رواية «الخيميائي» العالمية حجر الزاوية لشهرة كويلو؛ وجاءت «فيرونيكا تقرّر أن تموت» لتُدَعِّمه»

Time out (لندن)
***
«ما وُلِدت «فيرونيكا تقرّر أن تموت» إلا لِيَكبر معها پاولو كويلو الأسطورة»

La Pressa (الأرجنتين)
  رد مع اقتباس
قديم 27/03/2008   #105
شب و شيخ الشباب ..AHMAD
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ ..AHMAD
..AHMAD is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
4,906

افتراضي


Break In


تشخيص ظاهرة باولو كويلو



يشكل باولو كويلو ظاهرة أدبية غريبة. في فترة زمنية قصيرة نسبياً كتب حوالى عشر روايات. حظيت هذه الروايات بإقبال كبير في العالم وترجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة.

خلال عقد من الزمن تحول باولو كويلو من متسكع إلى مليونير يتربع على إمبراطورية مالية لا حدود لها.



هو واحد من قلة نادرة من الكتاب ممن تحولوا، بالكتابة وحدها، من الفقر إلى الثراء الفاحش. مثله في ذلك مثل الكاتبة البريطانية رولينغ مؤلفة سلسلة هاري بوتر.

ولكن نقاد الأدب، والوسط الأدبي الجاد في شكل عام، لا ينظرون إلى تجربة كويلو الكتابية بعين الرضا.
كثيرون يعتبرونه كاتباً تبسيطياً فجاً تشكو كتابته من الضحالة والنزعة التبشيرية.
بل إن البعض يتهمه بارتكاب الأخطاء اللغوية التي تكشف عن ضعف قدراته في الكتابة. فالكتابة، والحال هذه، ليست فناً بل مجرد وسيلة للترويج لأفكار ساذجة تدغدغ المشاعر البسيطة لناس عاديين يجدون في الحكايات التي يؤلفها الكاتب سبيلاً للعزاء.

ولكن كويلو بالنسبة له البساطة برأيه هي قمة الجمال. وهو لا يريد أن يطارد البلاغة والزخرفة والتعقيد بل أن يكتب كما لو كان الذين سيقرأونه أطفالاً أقبلوا على الحياة لتوِّهم.



الروايات التي يكتبها كويلو تغرف من حياته. إنها جوانب من سيرته الذاتية. والحال أن سيرته الذاتية تشكل، في نفسها، رواية مدهشة. هذه السيرة يرويها الكاتب بالتفصيل للصحافي الإسباني خوان آرياس، الذي يكتب لصحيفة الباييس. عقد آرياس مقابلة طويلة مع باولو كويلو ونشرها بالعنوان الموحي: اعترافات حاج.

باولو كويلو هو الحاج الذي كان مفتوناً بالكتابة منذ وعى. في لحظة حماسة غريبة استقل الباص من ريو دي جانيرو وذهب إلى بيونس إيريس، في الأرجنتين، لمقابلة خورخي لويس بورخيس. وحين قابله وقف أمامه صامتاً. لم ينبس بكلمة واحدة. ثم عاد أدراجه.

كان، منذ البدء، جذرياً، يذهب إلى الحد الأقصى من الأشياء: فوضوي، هيبي، ماركسي، غيفاري.

وحين عجزت هذه الأشياء عن إشباع فضوله دخل في أزمة مع نفسه. غاص في متاهات الهلوسة والسحر والسفر والجنس والمخدرات. وهو في كل ذلك كان يستجيب لصوت داخلي يدعوه إلى التمرد.

أدخله أهله إلى مصح عقلي. وهم برروا صنيعهم بالقول أنه "هائج ويترك أثراً مدمراً على الآخرين".

رواية "فيرونيكا تقرر أن تموت" تروي هذه التجربة المرعبة التي مرّ بها كويلو. هرب من المصح وسافر مع صديقته إلى الولايات المتحدة وهو مفلس.

بعد عودته اختطفته مجموعة من العسكريين فأدخل السجن الانفرادي وعذب.

أدت تجربة السجن إلى خلخلة كل قناعاته وأجبرته على مراجعة نفسه. بدأ يميل شيئاً فشيئاً إلى الدين وصار الإيمان يتسرب إلى نفسه. تسلق الجبال مع مجموعة من المؤمنين للوصول إلى كنيسة. كان هذا نوعاً من التطهر.

عن هذه التجربة كتب نصاً طويلاً سماه "الحج" أو "يوميات كاهن".

هو يرى أن القديسين والقديسات أشخاص يتمتعون بعواطف وميول جارفة. ولولا الدين الذي يصعّد تلك العواطف ويفرغها بطريقة آمنة، فإن هؤلاء الناس ينتهون مجرمين أو عاهرات.

ولكن انحيازه الديني يتلبس شكلاً خاصاً. الدرب الروحي يكون بحثاً عن الخلاص الفردي وليس ذوباناً في مرشد أو غورو أعلى. هناك رغبة في خلق فسحة واسعة لقيمة التسامح وتهذيب النفس حيث يصير الإصغاء إلى الآخر وهو ينتقدنا سبباً للمتعة وليس للانزعاج. هناك مكان للجميع ولكل شيء: للأفكار، للأديان، للنظريات. ليس من شيء نافل إلا في نظر المتغطرسين. الثروة تقوم في التعدد والاختلاف. يمكن المرء أن يكون مسيحياً أو مسلماً أو بوذياً أو ملحداً أو غنوصياً. ليس من حق أحد أن يتدخل في أعماق أي فرد. الأصوليون الذين يسعون في فرض تصورهم الخاص على الآخرين هم محض فاشيين. وفي نظر باولو كويلو فإن الأصولية تمثل الجهل بالدين في أشد أشكاله ضراوة. الأصولية هي قلة الإيمان بالعكس مما يلوح للوهلة الأولى.

وصل باولو كويلو بنفسه إلى نقطة بات فيها كل شيء في الوجود مصدر دهشة وصار كل شيء في الحياة معقولاً. لو قال له أحدهم ان ثمة أحصنة تطير فلن يتردد في تقبل الأمر كحقيقة. في رأيه أن ثمة متعة خفية في ما حولنا يترتب أن نعرف كيف نعثر عليها. المتعة هي كل ما نقوم به بحماسة ورغبة حتى ولو انطوى ذلك على تعب أو عذاب. المنطق وحده عاجز عن إرضاء فضولنا. هناك مسحة رقيقة مخصصة للغموض والسحر والهلوسة. الخيال هو الذي يفلح في حمل كل ذلك على جناحيه وهو يفلح، أيضاً، في تفكيك اللغة السرية التي تتواصل بها العناصر الأثيرية. كل تأرجح في هذه العناصر ينطوي على رسالة. ما نصادفه في يومنا هو عبارة عن شفرة تحتاج إلى تفكيك وقراءة. تلك هي لغة البشائر التي هي ألفباء روحية يطورها الشخص ليصير قادراً على التواصل مع الكون والله.

الحال أن باولو كويلو انتسب إلى فرقة تمارس السحر والشعوذة (السحـر الأسـود)، وهـو وصل إلى مرتبة مرشد أو غورو (ماغوس). كان يمكن هذا الانخراط أن يقوده إلى عالم آخر مختلف كلياً عما هو عليه الآن. لقد أنقذته الكتابة. عبر الكتابة أراد كويلو أن يصعّد الرغبات الجارفة التي تشتعل في داخله. أراد أيضاً أن تكون الكتابة وسيلة للاتصال بالآخرين. هو بهذا يـفسر البساطة التي تهيمن على نصوصه. البساطة طريق قصير للوصول إلى كل الناس. وهو يريد أن يبلغ رسالته كمرشد، ماغوس، إلى الناس. تكمن قناعته في أن الناس يتقاسمون في ما بينهم رؤى وأفكاراً وميولاً مشتركة. الناس فلاسفة. لكل شخص فلسفته.

يحب باولو كويلو أن يشبّه ما يكتبه بفحوى قصة كتبها بورخيس بعنوان "ألف". في القصة ثمة شخص سائر يتمشى، يتخبط، ولكنه ينتهي بالدخول إلى نقطة يستطيع أن يرى بعدها كل شيء في آن واحد: كل الناس، كل الغابات، كل الأنهار، الكون كله.

الخيميائي، بطل الرواية التي تحمل الاسم ذاته، يعرف كل شيء.

غير أن كويلو لا يريد أن يكون رسولاً. ليست لديه رغبة في القيام بدور المخلص. هو يروي الوقائع التي حصلت في حياته وردود الفعل التي بدرت منه إزاءها. غايته أن يدون هذه الأشياء. أن يرويها في قالب يجمع حبكة حكائية وسرداً خفيفاً وحكمة عتيقة. لا يؤمن كويلو برسالة جماعية من شأنها أن تقود البشر بالقسطاس. هو يؤمن بالطفرات الفردية، بالمبادرات التي تأتي من الشخص ككائن فريد لا شبيه له.

وفي رأيه أن الحرية القصوى للفرد تقوم في تمتعه بإمكان ترجمة ذاته خارج الحدود الجماعية، أي خارج الدين أو القومية أو الحزب أو المؤسسة. حرية الفرد هي السبيل الوحيد لإزالة العوائق أمام طاقات الخـلق.

تبدو روايات باولو كويلو، والحال هذه، أشبه بأطروحات فكرية تسعى إلى القفز عن حدود الحكاية. إنها مجموعة من الحوادث والإشارات والخواطر والتأملات، معروضة في قالب قصصي ومسرودة في نثر خفيف. الغاية أن يقرأ الجميع: أن يقرأوا ويتمتعوا ويتلقوا رسائل خفيفة من بين السطور.
  رد مع اقتباس
قديم 27/03/2008   #106
شب و شيخ الشباب ..AHMAD
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ ..AHMAD
..AHMAD is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
4,906

افتراضي


Break Out



تحتل رواية ( حاج كومبوستيلا ) مكانه مميّزه بين روايات كويلو؛ وذلك لأن من خلالها يستطيع القراء أن يفهموا باقي أعماله بشكل أفضل, هذه الرواية تقدّم لنا الفلسفة الأولية والأساسية التي ينظر من خلالها كويلو للحياة ككل؛ وتقدم لنا أيضاً الرحلة التي أسفرت عنها هذه الفلسفة الروحانية, البسيطة, الخلابة, والتي تجلّت بعد ذلك في كل رواياته. الشيء الآخر الذي يميّز هذه الرواية هو أنها تحمل قدراً حقيقياً من حياة كويلو كما لم تحمله أي رواية أخرى له؛ بل إنه في هذه الرواية هو شخصية الرواية الرئيسية.



في ليلة الثاني من يناير من عام 1986, وفوق قمم جبال ( سيرا دومار ) الموجودة في الجنوب الغربي للبرازيل بموازاة المحيط الأطلسي, تبدأ أحداث هذه الرواية.

فوق تلك الجبال كانت تجري طقوس ترقية كويلو إلى رتبة جديدة ضمن أخوية اسمها رام ( RAM ) والتي كان عضواً فيها منذ عشر سنوات. ورام – كما يقول كويلو عبر موقعه على الإنترنت - هي أخوية مسيحية أسُست عام 1942, غرضها الأساسي هو دراسة اللغة الرمزية للعالم, وأسمها هو اختصار لـ (regnum, agnus, mundi) وتعنى ( الصرامة, الحب, الرحمة ). في أخوية رام يكون لكل عضو سيف خاص برتبته, وتنصّ تعاليم الأخوية أنه أثناء طقوس ترقية أحد الأعضاء يجب أن يَدفن سيفه القديم, ومن ثم يُعطى السيف الجديد الخاص برتبته الجديدة.

أثناء مراسم ترقية كويلو, جثى على الأرض أمام الجميع ودفن سيفه القديم, ومن ثم رفع يده لمعلمه كي يستلم السيف الجديد, لكن ما أن لمس الغمد, حتى تقدم معلمه خطوة للأمام وداس أصابعه بقسوة وأبعد السيف عنه, وقال له أنه لا يستحق السيف الجديد ولن يستعيد السيف القديم؛ لأنه متعجرف, ويعتقد أن طريق الأخوية هي طريق لناس معيّنين مختارين, بينما هي طريق للجميع.

تنتهي المراسم بهذا الفشل الذريع لكويلو, وبعد نهايتها تجئ له زوجته, والتي كانت موجودة أثناء ذلك, وتقول له أن المعلم قال لها أنه سوف يخبئ السيف, الذي كان من المفروض أن يناله, على طريق قديم قروسطي في أسبانيا, وأن على كويلو أن يقطع هذا الطريق بحثا عنه, واسم هذا الطريق هو ( مار يعقوب ).

بعد سبعة أشهر, وبعد كثير من التردد, قرّر كويلو أن سوف يقطع طريق مار يعقوب بحثاً عن سيفه. يسافر بعدها من البرازيل لجنوب فرنسا, ويلتقي هناك ( بتروس ) وهو اسم مستعار لعضو آخر في جمعية رام, والذي يصير دليلاً ومرشداً لكويلو في هذا الطريق الذي يمتد من جنوب فرنسا وحتى شمال غرب أسبانيا بمسافة تتجاوز السبعمائة كيلو متر.

وتبدأ رحلة البحث عن السيف, وفي أثناء هذه الرحلة, يكتشف كويلو, من خلال الطريق الذي يعبره, ومن خلال مرشده بتروس, معاني جديدة رائعة وملهمة للحياة وللموت وللحب وللزواج وللورع وللامتثال وللجنون وللتواضع وللانتصار وللشجاعة .. وغيرها الكثير .. يكتشف باولو هذه المعاني بطريقة ذات تسلسل منطقي جذاب وكأن رحلة سفره ما هي إلا رحلة حياة مصغره؛ في هذه الرواية نرى كويلو, وعلى عكس باقي رواياته, يأخذ دور التلميذ.

يتعلّم كويلو أيضاً من خلال مرشده العديد من تمارين أخوية رام, وهي عبارة عن تمارين بسيطة ذات طابع تأملي, والغاية من هذه التمارين هي تعزيز قوة حدس المتدرب. يقول المرشد بتروس عن هذه التمارين بأنها بسيطة لدرجة أن الناس الذين ألفوا تعقيد الحياة لن يولوها اهتماماً. وقد وصف باولو هذه التمارين بالتفصيل في هذه الرواية, وسوف يجد القارئ أن بعض هذه التمارين جدير بالممارسة فعلاً.

فلسفة كويلو, وفلسفة هذا العمل, تنصّ على أن كل ما هو خارق واستثنائي موجود في طريق الناس العاديين؛ لا فائدة من أن يبحث أحدهم عن أسرار لا يعرفها الباقين, أو أن يدعي أنه ينتمي لنخبة المجتمع, أو يتظاهر أنه يمثّل الطبقة المثقفة دون الدهماء, أو أن يحاول أن يتقمّص دور الصفي أو النبيل أو الخاص؛ لأن ما نعتقد أننا نملكه وحدنا لا قيمة له ما لم نتقاسمه مع سائر البشر.

************************************



مقتبسات من كتاب "حاج كومبوستيلا"

كتاب "حاج كومبوستيلا" يمثل باكورة اعمال باولو كويلو ويروي قصة سعي روحي مميز على طريق مار يعقوب في اسبانيا.
ينطلق الراوي في مسيرة طويلة بحثا عن سيفه الذي فقده لحظة كان يقدم اليه, اشترط عليه معلمه لاسترداده ان يقوم بالحج على طريق قديمة يعبرها حجاج القرون الوسطى , واعتبرت مزارا من اهم المزارات الدينية في الغرب.
في الطريق يقوم المرشد بتروس بتلقين الراوي "باولو" تمارين وطقوس "رام" (جمعية روحانية قديمة) وهي ممارسات بسيطة بسيطة تساعد الانسان على اكتشاف طريق خاصة به, وتمده بالطاقة والشجاعة معمقة حدسه الشخصي الذي يصله بالحقيقة...

هذه المعلومات من غلاف الكتاب..

******


"حيث يكون قلبكم, هناك يكون كنزكم, كان يشير الى هذا بالضبط . فحيثما ترغب برؤية وجه الله تره"

" الله ليس انتقاما, الله محبة وعقابه الوحيد يقوم على ارغام من عرقل عمل الحب باعادة البناء" (الحب الاخوي والانساني)

"لو كنت انطق بالسنة الملائكة, ولو كانت لي النبؤة, وكان لي الايمات كله حتى انقل الجبال, ولم تكن فيّ المحبة, فلست بشيء"

"الاشياء لا تدوم كثيرا في هذه الحياة"

"كذلك فان التلميذ لا يستطيع ابدا تقليد خطوات مرشده. لكل منهما طريقته في رؤية الحياة, وفي مواجهة المصاعب وتحقيق انتصارات , التعليم هو ان تظهر للاخر ما هو قادر عليه والتعلم هو جعل هذا ممكنا"

"نحن نخلق بانفسنا مفهوم الزمن"
  رد مع اقتباس
قديم 27/03/2008   #107
شب و شيخ الشباب ..AHMAD
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ ..AHMAD
..AHMAD is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
4,906

افتراضي




في بحثنا عن الحياة عن التغيير عن السعادة نكتشف أننا نبحث عن الحب.



هذا ما أكده باولو في رحلة بحثه المثيرة عن ملائكته فهو متيقن أنها في مكان ما في الصحراء وستدله عليها فتيات فالكيري اللواتي يعرفن كيفية الاتصال بتلك الملائكة, هؤلاء الفتيات ربما من الخيال, ربما كانوا فعلا موجودين لكن ما يعرفه عنهن أنهن بحسب الأسطورة حوريات قصر وتان, وهن رسل الآلهة كن يقدن الأبطال الى حتفهم ثم الى الجنة ليجدهن بعد البحث في أحد الفنادق فتيات ساحرات منبوذات من أهل القرية يمتطين الدراجات النارية يصلين بطريقة خاصة ولدى رئيستهن فالهالا السر الأكبر سر الاتصال بالملائكة والذي له شروط على كل من يبحث عن ملاكه أن ينقذها وهكذا يعمل باولو بطل الرواية مع زوجته كريس على تنفيذ الشروط للاتصال مع ملائكتهما وينجحان وليأتي صوت يقول: اعلم أيها الانسان أنك بوجودك في هذا العالم الكبير الصغير يستوقفك ذلك الساحر ليبهجك أو يحزنك باخبارك أنك لست وحدك مع بني جنسك تمتلك العالم ولست وحدك من تغير مصيرك إنما معك ملائكة يحرسون معك الطريق يرشدونك أو يضلوك لتكتشف وأنت في خضم الحياة أن معك ملائكة كل يوم فعندما تتأخر عن موعد, عندما تنسى شيئا بالمنزل, عندما تتوقف بمكان دون أن تدري لماذا, إنما هذا من فعل ملاكك الذي قد ينقذك من خطر ما أو يغير مسيرك باتجاه معين بأن يستوقفك بطريقته ويرشدك, في رواية فتيات فالكيري لقاء الملائكة عمل الكاتب باولو كويلهو على نبش تلك الزاوية من الروح التي ننساها بالرغم من أنها محور التغيير في الحياة وهي التي ستساعدنا على النمو وفهم النجوم والمعجزات تلك الزاوية المتمثلة بالحب القادر على انتزاع الضعف الموجود في كل منا, القادر على تحريرنا من أي أسر لروحنا أو جسدنا أو عقلنا, ذلك الأسر الذي يلخصه مدرب الفيلة بأنه يستند بقدرته على السيطرة على الفيلة الضخمة بأنها أسيرة ماضيها الذي تخاف مواجهته وهكذا الانسان عندما يبقى أسيرا للماضي ومخاوفه لا بد أن يؤسر في كل مرة إذا لم يحاول المواجهة والتحدي والتغيير وكل ذلك يحدث بوجود المحبة والايمان بقوة الروح وقدرتها على المستحيل.‏
باولو كويلهو الباحث دوما عن الروح في كل رواياته (فيرونيكا تقرر أن تموت, الخيميائي, حاج كومبوستيلا الخ..) نجد أنه في هذه الرواية رغم اختلافها إنما يبحث فيها أيضا عن الروح بطريقة ما في كل الرواية بل في كل كلمة منها فتيات فالكيري توصل كل قارىء الى طريق ما لكنها في النهاية تجمع الكل في نهاية واحدة هي الحب.‏

يتبع........
  رد مع اقتباس
قديم 28/03/2008   #108
شب و شيخ الشباب ..AHMAD
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ ..AHMAD
..AHMAD is offline
 
نورنا ب:
Jan 2008
مشاركات:
4,906

افتراضي


على نهر بيدرا جلست و بكيت





رواية لا يمكن لي ان اتكلم عنها كثيراً لأنها لم تكن اكثر من مجرد مذكرات قام بكتابتها كويلو
اسلوب باولو كويلو دائما يحمل بين طياته شيء ما..
شيء قد يراه البعض مهما و قد يراه اخرون بلا اهمية ...
بالنسبة الي ، هناك شيء واحد لا زال يطن في اذني منذ قرات القصة و هو
" الآخر " او " الاخرى"
ذلك الصراع الذي ينشب داخل الانسان ، صراع بين الحاضر ، الماضي و المستقبل..
صراع بين ما اكون و ما يمكن ان اكون... ذلك الحبل الذي لا ينفك يسحبك الى الماضي او الى الاستقرار و الركود ، و الحبل الاخر الذي لا ينفك يسحبك الى افاق اخرى ، قد تكون لم تلج بابها يوما ، و قد تكون مختلفة ...
قد يكون فيها تحقيق الحلم.. و قد يكون فيها ضياعه...

هذا ما شدني فيها...

آخر تعديل ..AHMAD يوم 28/03/2008 في 11:53.
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 18:37 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.28820 seconds with 15 queries