أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > حوار الروح

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 26/11/2009   #271
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


24 تشرين الثاني

" تخطي الذات " ، و هذا يعني أن أخرج من الأطر التي حسبت نفسي فيها لزمن طويل ، أن أحلم أحلاماً جديدة كانت تبدو في الماضي غير ممكنة ، و أن أطمح إلى ما كان خارج نطاق طموحي . و أن أحاول تحقيق ما لم أجرؤ يوماً على التفكير في القيام به ، و ألا يَثنيني بعد اليوم عن المجاذفة خوفي من الفشل . و هذا يعني أيضاً أن أستكشف أماكن كانت من قبل خارج نطاق تفكيري و عملي . و هذا يصح بنوع خاص في بداية الطريق ، ذلك أن تخطي الذات يتطلب مني أن أفكر بطموح و أعمل بشجاعة .
عندما أحاول أن أتخطى ذاتي و أخرج من المألوف في حياتي ، لا بد و أن يبدأ الطفل فيّ محاولات إقناعي بالتراجع ، فيروح يصور لي كل الأمور السيئة التي يمكن أن تُتيح عن هذه المجاذفة ، و كأن العالم كله سيتساقط على رأسي . و لكن إذا ما تخيلت بما يكفي من الطموح و الشجاعة ، سيتراجع الطفل فيّ و العالم لن يتساقط على رأسي . و سيشع نطاق تفكيري و أشعر بالكثير من الارتياح من جراء الجديد الذي تمكنت من تحقيقه . و هنالك قدرات جديدة ستظهر ما كنت أحلم بوجودها فيَّ . هل تذكر يوماً تمكنت فيه من القيام بعمل جديد لوحدك للمرة الأولى ؟ و كيف أن نفحة من الثقة بالنفس أفعمت نفسك ؟ هذا ما يحدث عندما نجرؤ على تخطي النفس و تحقيق نجاح جديد .
  رد مع اقتباس
قديم 26/11/2009   #272
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


25 تشرين الثاني

قد تقول في نفسك : " ماذا عن تلك الأيام التي تبدو و كأن لا شيء فيها يسير كما يرام ؟ . كلنا يمر بفترات نشعر فيها بما يشبه الاتقطاع في عملية التواصل . و لكن هذا لا يعني أن الحال ستستمر هكذا إلى ما لا نهاية . و ليس هذا ما علمتنا إياه الخبرة في الحياة .
هذه الفترات ليست سوى أزمات عابرة قد تسبب فيها تراكم في المتاعب تجعل الإنسان ينشغل في ذاته إلى حد يصعب فيه الانفتاح و تتعثر لديه عملية التواصل .
و عندما نكون في أزمة ، قد يصعب علينا التواصل بفعالية . فلا نحن نتكلم كما اعتدنا أن نتكلم و لا نحن نعرف كيف نصغي ، فنشعر بشيء من المرارة و قد انتابنا الإحباط . نروح نشتكي من أننا دائماً في تراجع و أنه لا نفع من أية محاولة ...
لقد أعدت الكرة مراراً من دون جدوى ، فسئمتُ الحياة و أنا على وشك الاستقالة من كل شيء .
يجب أن أعي أن لموقفي من الأزمات تأثيره العميق في ما تؤول تلك الأزمات إليه . فإذا ما قررت أنه يجب ألا تحدث أزمات في عملية التواصل ، انتقلت من مفاجأة مؤلمة إلى مفاجأة أشد إيلاماً . و إذا ما بنيت لي عالماً رومنطقياً يفتقر إلى الواقعية ، لا بد و أن أجد نفسي أمام صدمات مع الواقع متتالية تدفع بي نحو شيء من العبثية ، فكأن كل أزمة إنما هي نهاية كل شيء .
  رد مع اقتباس
قديم 26/11/2009   #273
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


26 تشرين الثاني


لقد علمتني خبرتي أهمية تلك الفسحات من الوقت التي ترتدي طابعاً حاصاً ، و حدث ذلك في السنوات الأخيرة من حياة والدتي ، إذ كنت أزورها مرة في الأسبوع و كانت طريحة الفراش . كنت أجلس إلى جانب سريرها ، و نحن في البيت لوحدنا و ما من مجال للتنقل أو من أمر يحول انتباه أحدنا عن الآخر . كنت أبدأ عادة بالكلام عن أمور تجول في نفسي كصعوبات أختبرها في طبعي ، كانتقالي السريع مثلاً من حالة نفسية إلى حالة أخرى ، أو شعوري بالخوف من الموت ، إلى ما هنالك ، و كانت والدتي تُحسن الإصغاء ... و كلنا يعرف أن في االنفتاح الصادق بعض عدوى ، فتأخذ والدتي تحدثني عما يجول في نفسها و عما تشعر به ، و كيف أنها ما كانت تخشى الموت ، بل تُرعبها فكرة الألم .
إن المخاطرة في الانفتاح أكثر حكمة من أن نتخفى وراء الأقنعة و الحواجز ،
و نعيش آلاماً تتردد أصداؤها في سلوكنا لأننا نأبى أن نُفصح عنها في كلامنا . و إذا أردنا أن نحبّ الآخرين حقاً ، علينا أن نتذكر أن المشاكل التي نكتبها ، أو نحاول أن تُسكت فينا ، إنما تشكل عوائق كبرى لمثل هذا الحب . إنها كآلام الأسنان فينا ، تُبقينا منغلقين على ذواتنا ، و تحول دون تحررنا لنعيش ذواتنا فنتمكن من الانطلاق نحو الآخرين .
  رد مع اقتباس
قديم 27/11/2009   #274
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


27 تشرين الثاني



إن لمسة خفيفة تعبر أحياناً عن عاطفة دفينة تعجز كلمات كثيرة عن الإعراب عنها . و كلنا يعرف أهمية حمل الطفل و شعوره بدفء جسد أبيه و أمه - و من الأطفال من يمرض و يموت إذا ما حُرم تماماً بعد ولادته من الشعور بهذا الدفء . و هذا الحرمان قد يتسبب أيضاً بالكثير من الحساسيات و بعض المشاكل عند الطفل في النطق و التعلم .
و اللمس يبقى من أولى سبل التواصل و أقواها ، عند الطفل كما عند الإنسان البالغ .
من الأمور المسلم بها في علم النفس الحديث أنه بين " اللمس " و الإحساس بالاطمئنان و الثقة علاقة وثيقة .
عندما تضم الأم طفلها إلى صدرها أو عندما يحتضنه والده ، ما من شك أنه يحس بأنه مقبول و يشعر بأنه في هذه الدنيا في أمان .
هناك من يسبب لهم اللمس شيئاً من الارتباك . فهم ينظرون إليه و كأنه استباحة لمداهم الخاص . فمن المرجح أنهم ما تعودوا في العائلة ، حيث نشأوا ، أن يعبروا بهذه الطريقة .
و يرتبط هذا النوع من التعبير في أذهان بعضهم بأبعاد جنسية . ذلك أنه مجتمعنا أصبح مهووساً بالجنس ، و من المهم أن يحصل تمييز في هذا الأمر و ألا يلحق بتعبير من هذا النوع شيء من الشك و التسلية .
  رد مع اقتباس
قديم 28/11/2009   #275
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


28 تشرين الثاني

ما سوف أعرضه ليس قسماً من الحوار ، بل يحتوي على حكم و قرار ، و فيه شيء من السحر ينتشل الحوار من الانهيار و يحييه .
إنه طلب بسيط : " هل لك أن تسامحني ؟ " .
إن تخريب الحوار والحب غالباً ما يبدأ في ما أسميه " جرحاً في النفس " ، أتكلم معك بشيء من التعالي مثلاً أو أقول لك كلاماً جارحاً . و قد لا أقدر وقع نهجي أو كلامي عليك ، و كم تسببت لك بشعور بالانسحاق . و قد لا تعبر لي عن ألمك و لكنك تُظهر لي شيئاً من العدائية . و الخطر يكمن هنا في أن ننزلق في لعبة تعادل ، فتتطاير الشرارات ذهاباً و إياباً . و عندما نبدأ بذلك تنقطع خطوط الاتصال بيننا فتنجرح العلاقة و تكبر الحاجة فينا إلى الشفاء . لقد أصابت الجراح منا عميق الذات .
ما أود أن أقوله هو أن غالبية تلك العلاقات الضعيفة المنهوكة قد تنعش بشكل عجائبي من خلال إطلاق طلب صادق : " هل لك أن تسامحني ؟ " . عندما أطرح السؤال أنا لا أحمل نفسي كل المسؤولية و لا أقرر مَن هو مخطئ أو مَن هو على حق . أنا أطلب منك فقط أن تقبلني مجدداً في كنف حبك الذي عنه رحلت . إن اعترافي بأن فيَّ حاجة إلى الغفرن هو السبيل الأنجع إلى تضميد جراح الروح .
  رد مع اقتباس
قديم 30/11/2009   #276
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


29 تشرين الثاني

الإقرار بالذنب و الاعتذار سرعان ما يُزيلان الكثير من الحواجز التي تعيق عملية التواصل . الاعتذار الصادق يُسقط حالاً كل وسائل الدفاع التي لو استمرت لقضت على الحوار بشكل قاطع . في الاعتذار نعترف بالضعف الذي فينا ، و هذا ما يجعل الاعتذار صعباً ، إذ إن كلا منا يخشى ، في قرارة نفسه ، الإقرار بخطإه .
و هذا الخوف يختلف باختلاف الأشخاص . فمنّا مَن يُقلقه فقدان احترام الآخرين له . و هنالك مَن يخشى سوء استعمال الاعتذار : " أنا لا أريدك أن تذكّرني بخطإي عندما يحلو لك ذلك ، و أن تعاقبني بسبب من صراحتي في التعامل معك " . إن الصعوبة التي نجدها في الاعتذار ترتبط في المشاعر الدونية فينا .
يقول ألفريد أدلر Alfred Adler إننا نصرف القسط الأكبر من طاقاتنا لنبرهن أننا أشخاص محترمون .
  رد مع اقتباس
قديم 30/11/2009   #277
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


30 تشرين الثاني

في اعتقادي أن الخوف من فقدان الاحترام هو السبب الأساس الذي يَثنيني عن الإقرار بأنني خطئت و أنني آسف على ذلك . عندما أحاول أن أتذكر آخر مرة اعتذرت فيها ، قد أضطر أن أعود إلى فترة معينة . و أنا غالباً ما أحس ، في قرارة نفسي ، بشيء من الغبن ، لأنك و قد أسأت إليّ مرات عديدة و كان لي عليك فيها حق الاعتذار ، لم تقر لي مرة بخطإك نحوي . فلماذا إذاً تنتظر أنت مني اعتذاراًَ كل مرة أخطئ فيها إليك ؟ إنها القصة القديمة الجديدة : هل أكون في حياتي " فاعلاً أم " راد فعل " ؟ أتُراني أدع سلوك الآخر يُملي سلوكي عليّ؟ أم أكون أنا مبادراً و حراً في سلوكي ؟ إن جزءاً من صعوبة الاعتذار تتصل بصعوبة الصدق مع ذواتنا . فقبل أن أتمكن من الإقرار بذنبي و الاعتذار ، عليّ لأن أتعرف بصدق إلى أخطائي و حدود قدراتي . و من دون جهد متواصل للحفاظ على صدقي مع ذاتي ، أبقى عرضة لأن أغش نفسي و أخفي عنك الحقيقة .
  رد مع اقتباس
قديم 01/12/2009   #278
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


1 كانون الأول

مهما تغنى الشعراء بالحب أو قال الساخرون ، فهو يبقى الجواب الأساسي عن معضلة الوجود البشري . و فيه نجد السبيل الأهم إلى سعادة الإنسان و اكتمال حياته . أن أحيا فذلك يعني أن أحب . و لكن لدى " الساخرين " إحصاءات لا يمكن لأحد أن يتجاهلها . أنا لا أتكلم عن الدعاوى المتراكمة في محاكم الزواج ، بل عن التفكك في العائلة ، عن الخلافات بين الأخ و أخيه و بين الأهل و أولادهم ، إلخ . . . فإذا كان الحب حقاً هو الجواب ، يبدو واضحاً أن الجهود التي يبذلها الناسس في سبيل إقامة علاقات حب غير كافية . . الحب يثمر على قدر ما نعمل في سبيل إنجاحه . و لكن لماذا يفشل الحب في العديد من الأحوال ؟ و ما هو الجهد الذي يتطلبه إنجاح الحب و لِمَ التردد أحياناً في بذل ذلك الجهد ؟
الحب يعني أموراً كثيرة و يحقق الكثير . أما نموه فيكون في الأساس من خلال المشاركة . فبقدر ما يلتزم شخص بآخر في علاقة حب ، يشارك كل منهما في حياة الآخر . و المشاركة هي تواصل قبل كل شيء و تعني لقاء بين شخصين . فإذا ما أشركتك في سر لي أكون قد جعلت من هذا الشر مجالاً للشراكة بيننا . و بقدر ما أُشركك في ذاتي و تُشركني في ذاتك ، يصبح لكل منا بعض من ذاته في الآخر . و بقدر ما نتباعد و يأبى أحدنا مشاطرة الآخر بشفافية ، يتضاءل الحب بيننا .
  رد مع اقتباس
قديم 02/12/2009   #279
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


2 كانون الأول


وحيدان يحمي أحدهما الآخر فتتلامس حياتهما لتحمي كل منهما الأخرى و تنميها . إنه الواقع الوحيد الذي يستحق أن يُطلق عليه اسم الحب . فتسقط شيئاً فشيئاً تلك الصورة التي بُني عليها الحب في أول الأمر ، ليكتشف كل من الحبيبين حقيقة الآخر التي تفوق تلك الصورة جمالاً . فكل منهما على استعداد لأن يقبل الآخر و يحترمه في " غيريته " ، و أن يقدر نظرة الآخر إلى الحياة و يتعاون و إياه على تحقيق تلك " الذات " الخاصة الفريدة التي خُلق ليحققها .
و يحسب كل منهما نفسه سعيداً ، بل محظوظاً ، إن تسنى له أن يعاون الآخر في العبور إلى ذاته الحقيقية و هكذا صوَّر ريكل Rikle في شاعريته طبيعة علاقة الحب الحقيقية :
الحب . . . تلك الصرخة التي تتوق إلى حمل الآخر على بلوغ ملء قامته ، على أن يصبح مهماً في ذاته ، على أن يكون عالمه فيصبح في ذاته عالماً يتفانى في سبيل آخر . إنها لدعوة عظيمة ، بل رائعة تلك التي تخاطب الشخص لتنتدبه إلى مثل تلك العظائم . وحيدان يحيي أحدهما الآخر فتتلامس حياتهما لتحمي كل منهما الأخرى و تنميها .
  رد مع اقتباس
قديم 03/12/2009   #280
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


3 كانون الأول


إن الذين يعملون على مساعد الآخرين هم غالباً ما يخفون عن أنفسهم و عن الآخرين ما في نفوسهم من حاجة إلى مَن يساعدهم أحياناً .
يظهرون بمظهر الشخصية " المتزنة المتكاملة " مخافة أن يمد إليهم أحد يد المساعدة ، فتنكشف حقيقتهم . كم أود أن أكتب يوماً كتاباً بعنوان " اعترافات منقذ سابق " .
إن كل مَن لعب هذا الدور يعرف حق المعرفة كم فيه من مشقة ، فلا أحد يملك الأجوبة عن كل الأسئلة و لا بإمكان أحد استنباط الحلول لجميع المشاكل . و لكن التخلي عن هذا الدور يصبح أشبه بانسلاخ المرء عن هويته . و كل من هؤلاء الذين تعودوا أن " يستريحوا في اتكاليتهم " يُصرون على أن يستمر " المنقذ " في القيام بدوره دوره و كأنهم يشعرون " بأن الله إلى جانبهم " يحمل إليهم الحل لكل مشكلة و الجواب عن كل سؤال .
عندما يحبسني الناس أو أحبس نفسي في مثل هذا الدور أجدني غير قادر على الاعتراف بحدود قدراتي و مواجهة ضعفي لأن في ذلك تهديد " للهوية " التي خلعت على نفسي " و الدور " الذي قررت أن أقوم به و أن " أحافظ عليه بأي ثمن " .
و المأساة في ذلك كله أنه ما من أحد أمكنه التعرف إلى حقيقة ذاتي و لا أنا عرفت نفسي على حقيقتها .
ما كان بإمكاني أن أدخل في علاقة حقيقة مع أحد لأن مثل تلك العلاقة تفرض المساواة ، و لا يمكن " للمنقذ " أن يسمح بذلك ، لأن المساواة في مثل هذه الحال تفسد كل شيء .
  رد مع اقتباس
قديم 04/12/2009   #281
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


4 كانون الأول

إنني أختبر باستمرار حقيقتك التي تتجدد دائماً أبداً و تنمو باضطراد ، و أنت تختبر حقيقتي أنا . و نحن ، أحدنا من خلال الآخر ، نختبر معاً حقيقة الله الذي قال يوماً :
" ليس حسناً أن يكون الإنسان وحيداً " .
" فالتفاتة منكَ و لو خفيفة
تنفذ إلى عمق ذاتي فأنفتح ،
حتى و لو كنت قد أغلقت نفسي
كَيَدٍ مشدودة الأصابع
فإنك أنت تفتحني ورقةً ورقةً كما الربيع
يلفح بسره الوردة الأولى فتتفتح " .
الشخص " الكامل الإنسانية " على اتصال عميق و ذي معنى مع العالم خارج ذاته .
هو لا يصغي فقط إلى نفسه ، بل ينصت أيضاً إلى أصوات العالم من حوله . و خبرته الشخصية تزيد إشعاعاً مع اتساع إلى ما لا نهاية ، من خلال شعوره المرهف بحقيقة الآخرين . هو يولد مرَّة أخرى مع مطلع كل ربيع ، و يُحس بعمق أسرار الحياة الكبرى : الولادة ، النمو ، الحب ، الألم و الموت . قلبه يرقص مع الشباب المحب و هو يعرف أيضاً بعضاً من النشوة التي تجتاحهم . و يعرف أيضاً فلسفة العزلة و اليأس ، و وحشة الألم الذي لا ينتهي ، و الأجراس لا تقرع إلا و تقرع له بشكل عجيب .
  رد مع اقتباس
قديم 05/12/2009   #282
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


5 كانون الأول

إن خيبة أمل كبرى تنتابنا عندما نوهم أنفسنا أنه بقدر ما نُحدث تغيراً إيجابياً في ذواتنا نحصل على قدر مماثل من محبة الله لنا . عندما أفكر هكذا أجد نفسي في مسيرة مستمرة نحو الله و لكن من دون أن أستريح في كنفه .
عندما كنت في الإكليريكية ، كنت أعد الله كل صباح بأن يكون يومي متميزاً ، بل كاملاً ، و كنت مقتنعاً بذلك . و لكنني في كل مساء كنت أجد نفسي معتذراً عما صدر عني من ضعف في النهار . كنت بشيء من السذاجة أقول لله :
" إذا أمكنني أن أتغير ، بل أن أكون كاملاً فسوف تحبني أكثر " .
و بالطبع لم أتمكن يوماً من تحقيق ذلك الحلم لأنني كنت أظن أن الله لا يحب سوى الكاملين من بين الناس ، و إنه يتعامل بحذر مع أمثالنا ممن لم يحققوا سوى بعض من إنسانيتهم .
فمثل هذا الموقف إنما هو من وحي الشرير .
لذا أخالني أسمع الله يقول لي :
" إنك مُخطِئي في تفكيرك ، بل قلبت الأمر رأساً على عقب ، ليس لك أن تتغير كي أحبك ، بل عليك أن تعي كم أنني أحبك كي يصبح بإمكانك أن تبدل في سلوكك و نمط حياتك . إن وعيك لحقيقة حبي لك يُكسبك زخماً جديداً في حياتك . و لكنك إذا ما رحت تحاول أن تغير ذاتك لكي تكسب حبي لك فستُرهق نفسك من دون جدوى ، و ربما أُصبت بالإحباط من جراء فشلك المتكرر . عليك أن تعي حقيقة هامة و هي أنني وهبتك حبي بكليته كهدية لك مجانية ، فلست في حاجة إلى أن تكسب ذلك الحب ، بل أن تتقبله و تتعهده بكل أمانة . آنذاك ستتمكن من إحداث تغيير في سلوكك و نهج حياتك " .
  رد مع اقتباس
قديم 06/12/2009   #283
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


6 كانون الأول

يشير القديس بولس إلى يسوع على أنه : " صورة الله الذي لا يرى " . ( لو 1 / 15 ) . و كان يسوع في نظر معاصريه معلماً , و كان من شأنه ، بحسب التقليد ، أن يصرف معظم وقته في الاهتمام بأمور الشريعة . و لكن المسيح ما انفك يتكلم عن الحب ، فكان ذلك مصدر إزعاج لمعاصريه . و كانوا يحاولون حمله على أن يصبح مفسراً للشريعة ، و راحوا يعرضون عليه قضايا قانونية ليحكم فيها : " أيها المعلم الصالح ، لقد سقط ثور في حفرة يوم السبت ، و نريد أن نعرف هل يحق لنا أن ننتشله . . . أيها المعلم الصالح ، هل دَفْع الجزية لرومة واجب علينا أم لا ؟ . . .
أيها المعلم الصالح ، لقد أُخذت هذه المرأة في زنى ، و في الشريعة ، من الواجب أن تُرجَم حتى الموت . . . فما هو رأيك ؟ ...أيها المعلم الصالح ، ماذا تقول بكذا و كذا ؟ . ..
و ما انفك يسوع يردد على مسامعهم أن مثل هذا الاهتمام بحرف الشريعة يقتل فيها روح الحب . كان يقول لهم : " لا تضطربوا " ، بل كونوا على يقين من أني ما جئت لأحل الناموس ، بل لأكمله ، و لأُخضع الشريعة كلها ، بل لأرفعها كلها فتُختصر في وصية واحدة كبرى : الحب ! بإمكانك أن تُخضع نفسك للشريعة بكل دقائقها ، و لكن من دون حب . أما العكس فليس صحيحاً .
إذا كنت حقاً تحب فستحفظ الشريعة : " لن تسرق و لن تكذب و لن تقتل ، إن كنت في الحقيقة تحب " .
تلك كانت باختصار أجوبة يسوع ، إذا لم تكن تلك جميع كلماته .
  رد مع اقتباس
قديم 07/12/2009   #284
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


7 كانون الأول

كان يسوع يقول لكل من أتباعه ما معناه : " لا تتعامل مع الله بحسب حرفية الشريعة . فتلك طريقة تتعامل فيها مع شخص تخافه . إن خوفك من السلطة خوف من عقابها . لذا أنت تقوم بكل ما تطلبه منك كي تحفظ نفسك . و يمكنك القول آنذاك : " لقد أتممت كل ما طُلب مني . لذا لا يمكنكم أن تُنزلوا بي أي عقاب ! " .
ليس هذا ، في الحقيقة ، بجواب حب ، لا الله و لا للقريب . إنه جواب شخص ضعيف خائف ، أعجز من أن يتحمل أي قلق شخصي . فالله ما دعاك يوماً لتخضع له بخوف ، بل لتحبه بكل قلبك ، و كل نفسك ، و كل قوتك و كل ذهنك ، و لتحب قريبك حبك لنفسك !" .
و لكنهم لم يفهموا . و فوق ذلك كله دار بينهم حديث على انفراد ، حول عطفه على الخطأة . و كيف أنه اختلط بالجباة و البغايا ، و أكل و شرب مع العديد ممَّن نبذهم المجتمع .
لقد نظر إلى نفسه " كراع صالح يحب خرافه الضالة و يبحث عنها " .
إنه " الطبيب الإلهي " ، و لم يأتِ ليُعنى بالأصحاء و الأغنياء ، بل بالفقير و المريض و المعوز . و لقد أحدث يوماً ما يشبه الفضيحة ، في بيت سمعان الفريسي ، حين سمح لامرأة فاسقة أن تسكب دموعها على قدميه و تمسحهما بشعر رأسها . و الأفظع من ذلك أنه مدحها من أجل حبها . و قال أيذاً إنه حيثما تعلن البشارة في العالم كله ، يُحدث أيضاً بما صنعت هذه المرأة إحياء لذكراها . هذا في الحقيقة قد تخطى المعقول !
  رد مع اقتباس
قديم 08/12/2009   #285
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


8 كانون الأول


الحب يعطي بشروط أو بلا شروط . و لكن الحب غير المشروط وحده يُحدث تبدلاً ثابتاً في حياة مَن نحب .
يتحدث الدكتور سولفن في كتابه " مفاهيم الطب النفسي العصرية " عن
" تطوير القدرة على الحب الذي يسميه الأعجوبة الهادئة ".
و الشعور بالحب ، في نظره ، هو السبب الأساسي لتلك الأعجوبة . الحب قبل التحدي ، هو الذي يدفع بالمرء إلى التغير . و عندما تتوفر للإنسان فسحة حب بلا شروط ، تسقط آنذاك جميع الحواجز التي تحول دون خلق علاقة بينه و بين الآخرين .
ذلك كمثل تلك الزوجة التي كان حب زوجها لها مشروطاً باستطاعتها أن تحفظ على بيتها نظيفاً بشكل دائم . أما هي فكانت تقول إن فيها حاجة إلى أن تشعر بأن حبه لها غير مشروط لكي تأخذ من ذلك الحب قوة تمكنها من الحفاظ دوماً على نظافة بيتها . فإذا ما اتضح لك ما تعنيه تلك السيدة و تفهمت موقفها فهمت ما نحن في صدده .
الحب غير المشروط وحده يمكن المرء من التغير و النمو .
  رد مع اقتباس
قديم 14/12/2009   #286
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


9 كانون الأول

كلنا يعرف أن من الناس مَن يستمتعون في الحياة أكثر من سواهم ، و أظن أننا نعرف أيضاً أن هؤلاء ليسوا بالضرورة " أوفر حظاً " أو أكثر هبات ممَّن لا يعرفون طعم الفرح . ذلك بأن بعضنا قرر بأن ينعم بالحياة و بعضنا الآخر أن يتصارع و إياها .
التصميم على التنعم بالحياة موقف غالباً ما نكتسبه في سن الطفولة .
فكأننا أتينا الدنيا و نحن نسأل : " لِمَ الحياة ؟ " فأتتنا الإجابة من حيث لا ندري ، و كانت الاستنتاجات . . .من المستحيل طبعاً أن أُحدد بدقة مصدر تلك الإجابة ، و لكن المهم أنني حصلت عليها . و قد لا يكون ما سمعته هو ما قيل لي ، و لكن ما سمعته أقنعني و تحول إلى إجابتي الخاصة عن السؤال الأساسي الذي طرحته على نفسي ، و إذا بتلك الإجابة تصبح الأساس لموقفي من الحياة .
و سرعان ما تعلمت كيف أنظر إلى الوجود ، و إلى حياتي نفسها ، و من خلال تلك النظارات التي ارتديت فأصبحت هي نافذتي إلى الحياة ، أتوقع من خلالها أن تكون حياتي فسحة أمل أتمتع بها و أفرح ، أو سلسلة من الأيام أتألم فيها أو أحزن .
و الأمل كما الألم هما من نسيج مُخيلتي . و هذا الموقف من الحياة تكون فيّ ، على الأرجح ، أيام كنت في سن الطفولة ، و أتى نتيجة إيحاءات الآخرين إليّ و تقبلي لها . و سرعان ما أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتي ، يميل بي نحو القلق أو يحلمني على العيش باطمئنان أو يدعني أتأرجح بين هذا و ذاك .
  رد مع اقتباس
قديم 14/12/2009   #287
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


10 كانون الأول

تحدث بين المؤمنين انقسامات عميقة حول طبيعة العلاقة بالله .
هل من تواصل حقيقي بينه و بين الإنسان ؟
منهم مَن ينكر ذلك و منهم مَن يؤكده . و من بيننا مَن يؤمن بوجود علاقة وثيقة بين الله و الإنسان ، و هنالك مَن يسلك و كأن الله شخص صامت و بعيد ، يفصل بيننا و بينه حائط مرتفع نقذف إليه من فوق ذلك الحائط أحياناً ببعض صلوات أو تقدمات آملين في أنه يُصغي و لكن أن ننتظر منه في العمق جواباً .
السؤال خطير لأن كل علاقة ترتكز على التواصل ،
سواء أكانت علاقة بين إنسان و إنسان أم علاقة بين الإنسان و ربه .
و الفارق أن التوتصل بين الإنسان و الله نسميه صلاة .
  رد مع اقتباس
قديم 14/12/2009   #288
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


11 كانون الأول

ليس التواصل من الأمور السهلة . و نحن في غالبيتنا ، مع الأسف ،
نضع أقنعتنا على وجوهنا و نرتدي أبهى الحلل و نروح نمثل أدواراً ألفناها جيداً و تمرسنا على القيام بها .
و المشكلة تكمن في أن الأقنعة و الحلل و الأدوات لا تمت إلى عمق حقيقتنا الشخصية بصلة ، بل إنها نتيجة لتأقلمنا مع الواقع و هي تشكل عقبات في وجه المشاركة الحقيقية و الحوار الصادق . كل يعرف ما أقول ، أقلّه بشكل نظري .
و ما دمت " أمثل " ، فلا مجال لدخولك معي في علاقة حقيقية لأنني لم أقدم لك شخصاً حقيقياً يمكنك أن تتعامل معه . لذا نروح نعيش و كأننا على مسرح نتبادل كلمات تعّمها كل منّا عن ظهر قلبه . و الحال هي هي في علاقتنا بالله .
يمكننا أن نخلق علاقة حقيقية بالله فقط عندما نكون صادقين و شفافين .
و هذا ليس بالأمر السهل ،
أن أكون منفتحاً و صادقاً فذلك يتطلب الكثير من الوقت و المعاناة .
الصلوات على أنواع . تماماً كما أن سبل التواصل متنوعة . و لكن تبقى الصلاة دائماً وجهاً من وجوه الحوار . قد لا يكون حواراً كلامياً لأننا غالباً ما نعبر للآخرين من خلال ابتسامة أو عناق عن مشاعر يصعب التعبير عنها بالكلمات . و لكن الحركات و تعابير الوجه غالباً ما تخضع لتأويلات خاطئة ، ما لم تتبعها كلمات توضح للآخر حقيقة معانيها . و مهما كان نوع الصلاة الذي يجد المرء فيه راحة لنفسه ، فهو لن يخرج من إطار التواصل ،
و جوهر التواصل يبقى دائماً المشاركة الصادقة في الذات الحقيقية .
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 09:28 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.16879 seconds with 11 queries