أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > حوار الروح

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 01/09/2009   #127
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


10 تموز

من المهمّ جداً أن نعي أنّنا خلائق تتحكم العادة فيهم . فعندما نفكّر في طريقة ما , أو نبحث عن خير ما , أو نلجأ إلى دافع ما , فنحن , في كلّ حال , نكوّن عادة عندنا , أو نرسّخ في أنفسنا عادة . ذلك كمَن يحرث حقلاً , فكلّ حراثة تُحدث في الأرض عمقاً جديداً ( هل حدث أن حاولت التخلّص من عادة ما ؟ إذاً أنت تفهم ما أحاول أن أٌقول ) .

هكذا هي الحال مع مبدأ الحياة , أيّاً كان نوعه . فكلّما طبّقته مرّة ازدادت فيك العادة ترسُّخاً . العادات تبدأ تتحكّم فينا عند بدء الحياة .

هي تحدّد سلوكنا و توجّه أفعالنا وردّات الفعل عندنا . وسوف نموت تماماً كما عشنا . فمّن ظهر أنانيّأً متطلباً أو متساهلاً سموحاً عندما أصبح كهلاً , بدأ يكون ما صار إليه منذ أن كان طفلاً . فالمُسن الراسخ في الرداءة , تماماً كالقدّيس المسنّ , كلاهما تمرّس على مبدأ الحياة الذي انتقاه . فما ستكون عليه أنت و ما سأكون عليه أنا في آخر العمر هو ما نحن في صدد إقراره و تطبيقه في حياتنا اليوم . هنالك قرار أساسيّ مبدأ الحياة , سيتملّكنا يوماً حتّى عمق الدم الذي يجري في عروقنا . و ما من شكّ في أنّنا سنموت تماماً كما عشنا .
  رد مع اقتباس
قديم 01/09/2009   #128
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


11 تموز

الكمالية حال بشرية غير صحّية , و الفارق بين مَن يدّعي الكمالية و الإنسانية و السليم أنّ هذا الأخير يتحكّم في حياته . أمّا الذي يدّعي الكماليّة فهو يعيش أبداً و كأنّه فقد حريّته و هو يجدّ نفسه مرغماً على النجاح , على الكماليّة , فكأنّه مُقعد و كأنّ روحه في سجن .

الإنسان الذي يعيش في هاجس الكماليّة يقيس قيمته الخاصة بما يُنجز . فيصبح كلّ خطأ إشارة إلى نقص في قيمته الخاصّة ... فينتابه الخوف و الذعر ممّا سيقوله عنه الآخرون , و يشعر بأنّه قد فقد احترامهم , فينغلق على ذاته و يغرق في حال من العصابيّة و الوحشة المحزنة .

و بما أنّ للعواطف أبعادها الجسديّة فلا بدّ و أن يكون للكماليّة أعراضها الفيزيولوجيّة . و هي تختلف باختلاف الأشخاص و ما يصبو كلّ منهم إليه بالتحديد . لكن من المرجّح أن تظهر في الغالب تحت شكل ضغوط نفسيّة و خلل في النوم و المأكل . و نتيجة لهذا الشعور يضاعف الكمالي جهده في محاولة إرضاء الآخرين ليعوّض عن شعوره بالفشل , فيقطع وعوداً لا طاقة له على تحقيقها , قيزداد شعوره بالفشل . و هو يأبى أن يطلب مساعدة الآخرين مخافة أن يشكّل ذلك إقراراً بضعفه , إنّه إنسان عالق بين خوفه من إظهار ضعفه و عدم قدرته على تحقيق سلوك يُظهر قدرته .

يعتقد الكمالي أنّ قبول الآخرين له رهن بإنجازاته . فإذا ما فشل حقد حبّهم و فقد مع تقديرهم له تقديره لنفسه .

الكمالي لا يستطيع أن يقبل ذاته و الآخرين كماهم . من دون شروط , و لا يسمح لنفسه بأن يفشل , لذا تراه يعيش في قلقٍ مضنٍ كلّما أقدم على عمل ما . فالآخر في نظره لا يمكنه أن يساعد أو يشجّع , بل هو يراقب دائماً و يقوّم .
  رد مع اقتباس
قديم 01/09/2009   #129
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


12 تموز

عندما يطمح المرء إلى الكمالية يطمح إلى القمّة . و هو يشعر بأنّ كلّ ما هو دون ذلك الفشل , قد يؤول إلى الإحباط , و آمال ضائعة تتحوّل شيئاً فشيئاً إلى غضب و خيبة . فنروح نعبّر عن ذاك الإحباط و تلك الخيبة بسبل غير سليمة أو إنّنا ندفنها في أنفسنا لنُخفي الحقيقة عن الآخرين , فندفع من جرّاء ذلك الثمن باهظاً .

إنّ هذ السبيل الذي يؤول إلى تحطيم الذات سلكه العديد من الناس . يحضرني الآن مَثَل سيّدة شابّة التقيتها منذ بضع سنوات و أخبرتني في أول لقاء لنا أنّها حاولت الانتحار مرتين .

و لكنّها أكدّت لي أنّها بعد أن تحصل على شهادتها كممّرضة لن تشعر بالفراغ الذي يؤلمها اليوم . و لكنّها أنهت دروسها بنجاح و بقيت على ما كانت عليه فظنّت آنذاك أنّ الزواج سيملأ فراغ حياتها . و لكن سرعان ما راودها الشعور بالفراغ و العصابيّة من جديد . أكّدت لي آنذاك أنّ الأولاد سيملؤون فراغها و بعد بضع سنوات أنجبت خلالها ثلاثة أولاد أتتني يوماً لتقول لي و هي تبكي أنّ أولادها يكرهونها , بل يحتقرونها .

و ذات يوم هتف لي زوجها ليقول لي إنّها ماتت , بل إنّها قتلت نفسها . و في رسالة تركتها على طاولة المطبخ كتبت تقول : " لا تحزن يا عزيزي ,فإنّك عملت كلّ ما في و سعك "! ثمّ سألني : " هل أخبرتك أنّ الأولاد كانوا يكرهونها ؟" . أجبته : " نعم أخبرتني " . " كانت تتمتّع بإرادة حسنة جداً و حاولت جاهدة أن تتخلص من الآلام التي كانت تقضّ مضجعها و لكنّها لم تبح بوماً بالسبب الحقيقي الكامن وراء تلك الآلام . إنّها كانت تسعى دوماً الى الكمالية و لا تقبل أي نقص في ذاتها و لا في سواها , فوجدت نفسها في حرب مستمرة مع الاولاد الى أن كرهوا حضورها و نبرات صوتها و صورة إصبع الاتهام التي ما انفكّت توجّهه إليهم ... إنها دفعت بنفسها إلى الإرهاق الجسدي و النفسي معاً و بعد سنين طويلة من الصراع قتلت نفسها مودّعة إيّاي بعبارة بسيطة : " لا تحزن يا عزيزي , إنّك فعلت كلّ ما في و سعك " .

قال لي : " إنّني حزين لفقدها " , و إنّني حزين على كلّ إنسان يرفض القبول ببعض الشوائب في نفسه و في الآخرين . إنّهم يموتون يوماً بعد يوم ,و إذا أحجموا عن قتل ذواتهم فقدوا اللذة في العيش و حبسوا أنفسهم في غياهب القنوط و راحوا ينتظرون قدوم الموت هناك . " إنّ هذا الموقف من الكماليّة يقود الإنسان عاجلاً أم آجلاً , إلى الانتحار " .
  رد مع اقتباس
قديم 01/09/2009   #130
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي





13 تموز
عندما أنظر كإنسان إلى ما في داخلي , أو أحاول رؤية الواقع في الخارج , أبدأ في البحث عن ترتيب ما , عن نماذج أو حلقات نظاميّة , و أتعلم أن أربط الأسباب بالنتائج . فأنا أبحث في الواقع عمّا يمكنّني من استباق ما قد يحصل . فإذا ما تكنّت من التنبّؤ بما سيكون , أصبح بإمكاني أن أتمتّع بشيئ من الأمان ,إذ تتوفر لدَّي قدرة أكبر على اتخاذ القرارات المناسبة . و سرعان ما تأخذ أفعالي أشكالاً و نماذج تأتي وليدة نظرتي إلى الواقع و التفاعل معه . يصبح بامكاني آنذاك أن أستبق الأمور فيأتي سلوكي متماسكاً منسجماً . و قد يقود بي الحفاظ على هذا التماسك و الانسجام أحياناً إلى سلوك سبل كنت أفضّل ألا أسلكها .و خلاف استباق الأمور و الانسجام هو الفوضى . في الفوضى يتعذر التنبّؤ بما سيكون و يُفقد الانسجام في السلوك . و في الفوضى ضياع للفكر و تشتّت للروح . و المرء الذي يعيش فترة من الفوضى غالباً ما يحسّ و كأنّه فقد شيئاً من " الاتزان " , أو بعضاً من الوضوح في التوجّه . إنّ شعور الإنسان " بالفوضى " في ذاته لاختبار مُخيف .



  رد مع اقتباس
قديم 01/09/2009   #131
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


14 تموز



فربمّا كان الخوف من الشعور بالفوضى السبب الأهمّ لعدم رغبة المرء في التبديل الخاصّ برؤيته , حتّى عندما تتحول تلك الرؤية إلى قيود تكبل حياته . ففي عمق سرّيّ خوف من أنّني , إذا ما تخليت عن رؤيتي تلك , حيث أنعم بشيء من أمان التنبّؤ بما سيكون , سوف تعمّ الفوضى حياتي , فأعيش في ضياع و كأنّ ما من نور يضيئ سبيلي . و إذا ما قرّرت أن أبدّل نظرتي السلبيّة إلى ذاتي فماذا يحتّم ذلك عليّ ؟ كيف يؤثر ذلك على علاقتي بالآخر ؟ و إذا ما قرّرت أن أغيّر نظرتي إلى الآخر كإنسان غير صادق و غير أهل للثقة , فماذا يكون أثر ذلك في سلوكي نحو الآخر ؟ فهل يصبح من المحتّم عليّ أن أثق بالآخر ؟ و هل سيصبح من الطبيعيّ أن أبوح له ببعضٍ من ذاتي ؟
و لكن ما الذي يضمن لي أنّ التبديل سيؤول إلى الأفضل ؟ أليست هي قصّة " عصفور في اليد أفضل من اثنين على الشجرة ؟ " و هل مَن يرغب في تبديل واقع يعرفه بآخر يجهله من دون أن يثق و لو قليلاً بأنّ جديده سيكون أفضل من قديمه ؟ أنا أعرف ما أنا عليه الآن , أمّا في التغيير فلا علم لي بما سيصير من أمري , بما أنا خاسره أو بما قد أربح . ففي كلّ تغيير موت و ولادة جديدة . فالموت عن قديم اعرفه في سبيل ولادة إلى جديد أجهله إنمّا هي عملية مخيفة . و هنالك دوماً تلك اللحظة المخيفة بين الموت و الولادة الجديدة حيث أكون قد فقدت كلّ شيء . فإذا ما تخلّيت عن رؤيتي السالفة , تلك التي أغدق بعض المعنى على حياتي و كانت لي النور و الطريق , فهل الرؤية الجديدة ستحفظ لي صفاء الحياة الذي أنا عليه ؟
  رد مع اقتباس
قديم 01/09/2009   #132
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


15 تموز

ليس البقاء في عفن الماضي أمراً سهلاً . و إذا ما تشبّث المرء بالماضي , برؤية مبتورة , تحتّم عليه التنكر دوماً لكلّ خبرة أو معلومات جديدة لا تناسب و تلك الرؤية , و كلما ازدادت المعلومات و المعطيات التي تتضارب و الرؤية , و هذا متعب , بل هو مرهق . و هو يتسبّب , خلال فترة من الزمن , بكثير من القلق الداخليّ و التعب النفسيّ . و كلّما تراكمت المعطيات المعاكسة , تعاظم قدر الجهد المطلوب في الدفاع عن الذات بالتنكّر لوجود تلك المعطيات .

و هذا الضغط المتزايد في سبيل التنكّر للواقع بغية الحفاظ على الطمأنينة الذاتيّة يضاعف من الهدر في القوى . هذا ما يجعلنا نفتقر يوماً بعد يوم إلى طاقة نحن في حاجة إليها كي نرغد في العيش و في الحبّ . و بينما نحن نتخبّط بين الإقرار بهذا الواقع و التنكّر له , نحسّ ببوادر القلق و الإرهاق و كأنّها أصبحت قسماً من حياتنا العاديّة . نحن نُرهق أنفسنا في الدفاع عن الرؤية التي أصبحت بمثابة سجن لنا . إنّ مثل هذا التوجّه في الحياة يُطلق على صاحبه صفة العصابيّ . إنّ الرؤية التي تشبّث بها الشخص المتصلّب بكلّ قواه , آملاً أن يعيش فيها بسلام و طمأنينة , قد أصبحت هي حدّ ذاتها مصدر قلق و كآبة .
  رد مع اقتباس
قديم 01/09/2009   #133
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


16 تموز



إنّ كلّ لحظة من حياتنا تشكّل صورة تتقاطع فيها أمور كثيرة . ففي وسط نجد , بالطبع , النظرة إلى الذات , و هنالك العديد من التيّارات و القوى التي تندفع نحو قلب الصورة و كأنّها أشعّة تتسارع نحو القمّة . و هؤلاء هم الأشخاص الذين نلتقيهم و الأحداث التي تمرّ في حياتنا , و لنا في كلّ منها مصدر غنى . و لكن مَن يجد نفسه في موقف دفاع , رافضاً المجازفة , لأنّ الحياة قد جنت عليه و ما زال ينسى آثار الجراح , فهذا قد يلجأ من خوفه إلى إحدى " عمليّات الحماية " . و نحن , في مثل هذه الحال , نراقب الواقع لننتقي من تلك التيّارات و القوى التي تحيط بوجودنا ما لا يهدّدنا . و هكذا تسير حياة كلّ منّا و كأنّنا في أرض سهلة . فتروح الأيّام تتشابه و تمرّ و كأنّ الحياة أصبحت مجموعة من نسخ متشابهة .
هذه هي الطريق إلى المراوحة حيث لا يبقى لنا سوى البحث عن بعض أمور تثيرنا أحياناً , و كأنّنا نجمع بعض الرموز التي تولّد لدينا شعوراً بخصوصيّة موقعنا . فمثلنا في ذلك مثل لاعب كرة القدم المتقاعد الذي يمضي الوقت متاملاً في ما أحرز من كؤوس في أيّام العزّ . تلك هي صورة الشخص الذي يعيش فقط بمعدّل عشرة بالماية من حيويّته .
  رد مع اقتباس
قديم 01/09/2009   #134
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


17 تموز

الإنسان كائن يمكنه أن يُحدث تغييراً في ذاته . تلك هي إحدى الفرائض الأساسية التي تعطي العلاج النفسيّ جاذبية خاصة . إنّ حياتنا هي , إلى حدٍّ بعيد , رهن بإرادتنا . و أنا من طبعي ثائر على كلّ ما هو قَدَري و حتميّ في نظريّات علم النفس , فذاك يحوّلني إلى لعبة في يد الدهر و كأن حياتي قد سُجّلت على شريط يدور في غفلة منّي و معه يمّر عمري , و لا حول لي في الأمر و لا قوّة . عندما أقبل هذا التحدّي أكون قد عزمت على تحمّل مسؤوليّة مستقبلي . أنا لست سجين الماضي , بل أنا رائد في توقي إلى صنع مستقبل زاهر .

سنستعرض في الأيّام المقبلة بإيجاز أهمّ المبادئ الأساسيّة لمفهوم إيلس لفرضية " الأفكار المغلوطة " و العالج النفسيّ الذي يتمّ من خلال إبدال تلك الأفكار برؤيا جديدة .

الأفكار المغلوطة ( و يمكنك أن تسمّيها أيضاً أوهاماً أو تشويهاّ للحقيقة ) هي قناعات خاطئة , أفكار منقوصة , غير و اقعيّة , و مواقف غير صحيحة , إنّها غالباً ما تأتي جماعات جماعات , إذ إنّ إحداها تقود إلى أخرى في نطاقها .
  رد مع اقتباس
قديم 01/09/2009   #135
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي



18 تموز



بعض الأفكار المغلوطة غير مؤذية أو خطرة نسبيّاً , لأن ليس لها العمق في مشاعري و سلوكي . و لكن بعضها خبيث الأثر و مكبَّل لأنّه يؤول إلى شعور سلبيّ مؤلم يمزّق الشخصية و يعطّل التواصل مع المجتمع .
من الضروريّ أن تُحدّد الأفكار المغلوطة قبل أن يُصار إلى تبديدها . و عندما تتمكّن من تحديدها بدقّة تصبح واضحة و ملموسة , مثلاً : " يجب أن يؤيّدني الجميع في ما أعمل و إلاَّ ارتابني شكّ في قيمتي الخاصّة " . أمّا الأوهام غير الواضحة و غير المحدّدة , فهي , في الغالب , أفكارغامضة من شأنها ان تُخفي المشكلة الحقيقة . مثلاً : " أظنّ أنّ لديّ نزعة إلى الإفراط في التفكير " .
بإمكان المرء أن يعيش ملء الحياة بقدر ما يتمكّن من وعي تلك الأفكار المغلوطة المكبِّلة ليبدّلها أو ليبدّدها .
عندما يعي المرء إحدى أفكاره المغلوطة , أو يفطن لأحد أوهامه , يكون آنذاك في حال من اليقظة . و ما يحدث في مثل تلك الحال أنّنا نفطن فجأة لخلل كنّا نعيشه في فهمنا لبعض اختباراتنا الشخصيّة . و نعي أنّنا كنّا مخطئين في تكوين نظرتنا إلى واقع الحياة .
  رد مع اقتباس
قديم 02/09/2009   #136
شب و شيخ الشباب jankasanova
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ jankasanova
jankasanova is offline
 
نورنا ب:
Feb 2008
المطرح:
USA
مشاركات:
743

افتراضي


شكرا كتير كتير عالمجهود...


Jesus have Merci
16-09-2005
بيكفيكون...حاجة زعبرة...
  رد مع اقتباس
قديم 02/09/2009   #137
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


19 تموز
و حالات اليقظة تلك تتكاثر بقدر ما يكون المرء منفتحاً و مرناً . و في كلّ اختبار لحال من اليقظة تنمو في الإنسان قدرة على عيش ملء الحياة .
حال اليقظة قد تحدث في أيّ وقت و في أيّة ظروف . و مع أنّ هنالك طرقاً من شأنها أن تسهّل تطوّرها , فما من سبيل عند المرء يخوّله التحكم في إحداثها .
هذا النهج الذي نقترح , و الذي من شأنه أن يبدّد الأفكار المغلوطة , يمكن تسميته " العلاج النفسيّ الرؤيويّ " . إنّها طريقة يعزّز فيها المرء نموّه الذاتيّ من دون أيّة مساعدة من أحد . سوف نتكلّم عنها لاحقاً بالتفصيل . في فرضيّة " الأفكار المغلوطة " و نهج " العلاج النفسيّ الرؤيويّ " , لا تشكّل العواطف نقطة الارتكاز , بل تكون بمثابة مؤشرات . فإذا ما تكثّفت العواطف السلبيّة مثلاً كانت مؤشراً لوجود أفكار مغلوطة عند المرء . فيصبح الهدف تبديد تلك الأفكار من خلال اليقظة و استبدالها بمواقف صحّية و واقعية . و قد يكون الإعراب عن العواطف المكبوتّة ضرورة , ليتمكن المرء من بلوغ تلك اليقظة التي إليها يطمح .
يُقاس النجاح في " العالج الرؤيويّ " بقدر تأثيره في نموّ في العيش بفعاليّة و فرح , و يُقاس ذاك النموّ يإيجابية المواقف التي يطورها المرء نحو الذات و الآخرين , و الحياة و العالم و الله . و ما يكوّن تلك المواقف هي الرؤية التي للإنسان , نظرته إلى الواقع . تلك الرؤية التي تحدّد النهج العاطفي في حياة الناس . و صحّة تلك الرؤية و صوابيتها تخوّل وحدها المرء أن يعيش حقاً بفرح و بفعاليّة .
  رد مع اقتباس
قديم 02/09/2009   #138
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


20 تموز
بعدما أوجزنا المبادئ التي تشكلّ صلب الأفكار المغلوطة و الأسس للعلاج الرؤيوي , نعود الآن لنتفحص عن كثب نهج ألْبِرْت إيليس الذي يركز أصلاً على الاعتقاد بأنّه يمكن ردّ المشاكل النفسيّة و العاطفيّة إلى التشبث بمفاهيم خاطئة . و عندما أوجز إيليس أسس العالج النفسيّ الذي ابتكره و أسماه " العلاج العقلانيّ - العاطفيّ " , قال فيه إنّه يرتكز إلى أفكار ثلاثة :
1- كلّ سلوك بشري يأتي كردّة فعل لحدث ما .
2- وردّة الفعل تأتي نتيجة لفهم الحدث و تقويمه في ضوء معتقدات ثابتة .
3- و هي تترجم سلوكاً عاطفياً معيّناً .
ينتقد إيليس العديد من طرق العالج النفسيّ لأنّها ترتكز في اعتقاده إلى الفكرة الأولى و الثالثة و تُهمل الفكرة الثانية , أي كون ردّة الفعل تأتي نتيجة لفهم الحدث و تقويمه في ضوء معتقدات ثابتة . و هذا , في رأيه , أساسيّ جداً في النهج الذي يتبعه , " العلاج العقلانيّ العاطفي ّ" . يتعرّض العديد من الناس لحدث واحد و لكنّ النتائج , أو ردّات الفعل العاطفيّة , غالباً ما تأتي مختلفة كلّ الاختلاف . فلبعض الناس قدرات فائقة على استعاب المشاكل الكبرى أو احتمالها . و بعضهم الآخر قد يدخل في حال من الضياع إذا ما تعرّض لصعوبات تافهة . فما من شكّ أنّ عنصراً ما يُحدث هذا التمايز الكبير بين ردّة فعل وردّة فعل على حدث واحد . و هذا ما يسمّيه إيليس " المعتقدات الثابتة " و ما أسميناه " الرؤية " . إليكم هذا النموذج :
  رد مع اقتباس
قديم 02/09/2009   #139
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


21 تموز
أ - الحدث المحرّك
- ألقى من أحد الناس معاملة قاسية و مجحفة و هو ينتقدني و يعرب عن عدم حبّه لي .
ب - المعتقدات الثابتة
- يجب أن يحبّني الكلّ و يؤيدني و إلاّ فقدت كلّ احترامي و تقديري لذاتي .
ج - السلوك العاطفيّ
- كم أنا تعيس ! إنّي أشعر بالإحباط و في نفسي حزن عميق .
و قد أضاف إيليس مؤخّراً إلى هذا النموذج فكرتين جديدتين بغية إعادة العقلانية إلى معتقداتنا و السلام العاطفيّ إلى نفوسنا :
د - التساؤل حول المفاهيم الخاطئة داخل معتقداتنا .
ليس من واجبي أن أُرضي كلّ إنسان , و لا هو ضروريّ أن، أحظى بحبّ الآخرين و ثنائهم لكي أحافظ على ثقتي بنفسي . فالمشكلة ليست فيّ , بل هي في منتقديّ .
ه - يتبدّل الحدث أو الاختبار من جّراء تأويلي و تقويمي له , ممّا يمكّن المرء من تبديد المفاهيم الخاطئة التي قد ترافق الحدث أو الاختبار .
تصبح آنذاك ردّة الفعل العاطفية مختلفة : يحافظ المرء على الثقة بالنفس و على السلام الشخصيّ , و التفهمّ لكلّ منتقد .

آخر تعديل Hobbit يوم 02/09/2009 في 15:32.
  رد مع اقتباس
قديم 02/09/2009   #140
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


22 تموز
إنّي أوافق إيليس في الرأي على أنّ العديد من طرق العلاج النفسيّ و غالبيّة الناس أيضاً يهتّمون في حياتهم اليومية " بالحدث المحرّك " و " السلوك العاطفي " الناتج عن ذاك الحدث . عندما أشعر بعواطف سلبيّة قويّة , قلّما أفطن لاستعمال العلاج الرؤيويّ فأتفحّص عن كثب معتقداتي الثابتة . إنّنا نكاد لا نجهد أبداً في اكتشاف السبب الكامن وراء تلك العواطف .
نحن نعرف أنّ ردّة فعل العديد من الناس على حدث ما قد تختلف عن ردّة فعلنا نحن . و لكن ذلك لا يحملنا على إعادة النظر في ما نحن عليه . و نحن غالباً ما نبدّد هذا التحدّي بقولنا : " هذا ما أنا عليه " أو " آسف و لكنّي هكذا ! " , حتّى إنّ بعضنا يزعم أنّ الناس جميعاً يشعرون تماماً كما نحن نشعر , و لكن بعضاً منهم فقط ينجحون في إخفاء ذلك الشعور .
تذكّر أنّ كلّ حدث محرِّك لا بدّ له من أن يمرّ عبر معتقداتك الأساسية و هي فريدة , أعقلانية كانت أو لا عقلانية . و السلوك العاطفيّ الذي ينجم عن ذلك الحدث لا يقرّره الحدث نفسه , بل هو و ليد معتقداتك الثابتة . و لكن هنالك دائماً أمل , حتّى عندما تكون ردّة الفعل العاطفيّة سلبيّة إلى أقصى الحدود , إذ يبقى في إمكاننا أن نتساءل حول " معتقداتنا الثابتة " فنعي مفاهيمنا الخاطئة و نعمل على تغيير ما يجب تغييره .
  رد مع اقتباس
قديم 02/09/2009   #141
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


23 تموز
لنتفحّص نموذجاً آخر :
ا - الحدث المحرِّك هو فشل ( في المدرسة , في العمل , في تنفيذ مخطّطاتنا , إلخ ) .
ب - أعتقد أنّ الفشل يشير إلى نقص فيّ . إنّه يقلّل من قيمتي الشخصيّة , بل يوقع في شخصيّتي ضرراً مستديماً
ج - يتبع ذلك سلوك عاطفيّ يتمّيز بالحزن و الإحباط و الخيبة .
د - التساؤل حول المفاهيم الخاطئة : أقوّم اعتقادي و أرفض بقوّة أن يكون الفشل إشارة إلى انعدام في قيمتي الشخصيّة . الفشل لا يحطّ من شخصي . الخطأ الوحيد هو ذاك الذي لا نتعلّم منه شيئاً . صحيح أن جهودي باءت بالفشل , و لكنّي لست فاشلاً . كلّ إنسان معرّض للفشل , و الإنسان الناجح هو مَن يتعلّم من فشله .
ه - لقد قُيّم " حدث الفشل " و حُوّل إلى اختبار مفيد و مجال للنموّ . و بسبب إعادة النظر في فهم الحدث تغيّرت ردّة الفعل العاطفيّة من " أنّها النهاية " ( من الإحباط ) إلى " سيكون تعاملي مع حدث جديد مختلفاً " ( إلى حماسة و تطلّع نحو المستقبل ) .
  رد مع اقتباس
قديم 02/09/2009   #142
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


24 تموز
إنّ الانفتاح على الإنسان ما بشكل صادق و كامل هو مطلب ضروريّ لبلوغ ملء النموّالإنسانيّ . و لكن هنالك أسباب خاصّة تجعل من وجود هذا الصديق شرطاً أساسياّ لنجاح " العلاج الرؤيويّ" . أولاً لأنّ في كلّ منّا حاجة إلى التخلص من بعض العواطف المزعجة قبل أن نتمكن من تفحّص معتقداتنا و التوصّل إلى اكتشاف أفكارنا المغلوطة المقلقة . هذا الصديق الحميم يعرف و حده كيف يساعد على التخلصّ من تلك العواطف , لأنّ قربه منّا و معرفته لنا يسمحان له بأن يستبق ما قد يحدث . و أيّ إنسان آخر قد ينصحنا بألاّ نبكي و نضطرب من دون أن يفسح في المجال أمامنّا لنعبّر عن تلك العواطف بحريّة كاملة . الصديق الحميم المحبّ حقاً وحده يسمح لنا بحريّة التعبير تلك .
يقول ألفرد أدلر إنَّ العلاقة الإنسانية الدافئة وحدها تعطي الإنسان الشجاعة الكافية ليواجه لأخطاءه و يفهمها . فإذا ما شعرنا بأنّ هنالك مَن يحبّنا من دون شروط أصبح بوسعنا أن نتقبّل أوهامنا و نواجهها . و هذا أحد المبادئ الأساسية في طريقة العالج التي بتبعها كارل روجرز Carl Rogers : يصبح بإمكاننا أن نفهم ذواتنا و نتقبّل بواقعيّة ما نحن عليه عندما يُفهمنا إنسان آخر و يقبلنا كما نحن . و بالتالي ينصح أدلر و آخرون مَن ليس بإمكانه الحصول على مثل هذا الصديق أن يحاول الالتحاق بجماعة نقبله و تحتضنه .
  رد مع اقتباس
قديم 02/09/2009   #143
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


25 تموز




و التحدّث إلى مثل هذا الصديق يساعدنا على اكتشاف أفكارنا المغلوطة بطريقة أخرى . علينا أن نحدّد المشكلة قبل أن تبدأ بالتكلّم عنها .
و من المرجّح أنّنا لن نُجهد أنفسنا في تحديد المشكلة و تشعّباتها ما لم يكن في ودّنا أن نبوح بها لشخص آخر . و ستبقى مشاكلنا مبهمة غامضة , ما دامت مدفونة في داخلنا . فمع الصديق الحميم نحن لا نكتفي بتحديد المشكلة , بل إنّنا نبوح بها أيضاً . و هذا البوح من الأهميّة بمكان . فالطريقة التي فيها نبوح بأمر ما غالباً ما تبيّن حقيقة تقويمنا له . و الكلمات التي ننتقي في و صفنا المشكلة تُظهر موقعنا منها وردّة فعلنا عليها . نحن نفكّر من خلال الكلمات , و بواسطة الكلمات نخطّط لحياتنا , و كلماتنا في النهاية تبوح بعمق هويّتنا . لذا ينصح بعضهم بأن يردّد المرء في فترات معيّنة من النهار شعارات أو عبارات إيحابية مثلاً : " أنا أستطيع ! ... " " سوف أعمل !..." فإذا كنّا نحاول فهم و اقع ما أو التكلّم عنه بشكل غير متّزن , فالتحدّث عنه إلى صديق من شأنه أن يساعد على النظر إليه بواقعيّة و إعادة الاتزان إلى تفكيرنا .
  رد مع اقتباس
قديم 02/09/2009   #144
شب و شيخ الشباب Hobbit
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Hobbit
Hobbit is offline
 
نورنا ب:
Aug 2009
مشاركات:
205

افتراضي


26 تموز
كتبت لين كيين Lynn Caine , في كتابها " النافذة " , فصلاً بعنوان " عزيزتي الورقة الطبيب النفسيّ " . الإشارة هي إلى يوميّاتها التي كتبتها منذ وفاة زوجها . يبدو أنّ تدوينها الأحداث و العواطف التي اختبرتها قد عاد عليها بفوائد جمّة . فتدوين اليوميّات هو مجال للتعبير عن العواطف و يشتمل على تحديد واضح للأمور و تعبير عنها كما ذكرنا آنفاً . القيام أمام ورقة أخطّ عليها كلماتي يبدو أقلّ تهديداً من مواجهة إنسان يحدّق في عيني و ينتظر ما سأتفوّه به . " الورقة الطبيب النفسيّ" أقلّ رهبة من الطبيب النفسي ّ الحقيقيّ .
عندما أدون الحدث المحرّك لأحد أيّامي و الخبرة العاطفيّة التي تنتج عنه , يمكنني العودة في أيّ وقت , و في برهة من السكون , لأمارس شيئاً من " العلاج الرؤيوي " , فأتفحص معتقداتي أو رؤيتي و أتحرى صوابيّتها . فإذا ما مارس الناس بشكل منتظم و بلطف و ثبات هذا النوع من تفحصّ الذات و الرؤية الخاصّة , فلا بدّ لهم أن يختبروا , كما اختبرت أنا مراراً , وعياً جديداً و تغييراً فوريّاً لنهجهم العاطفيّ في الحياة . و بقدر ما تكون الكتابة دقيقة و حيّة تتوفّر الفرص لظهور الأفكار المغلوطة و التعرّف إليها .
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 19:16 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.16620 seconds with 11 queries