أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > المكتبة > قرأت لك

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 05/01/2008   #181
صبيّة و ست الصبايا butterfly
مشرف
 
الصورة الرمزية لـ butterfly
butterfly is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
قلب الله
مشاركات:
14,333

افتراضي


تم تثبيت الموضوع
يسلمو جدا جدا


حوار محمود درويش مع ناجي العلي مخجل
خذلني



انك " فقير إلى الآخر " كما هو فقير إليك " وأنك محتاج إلى الآخر ، كما هو محتاج إليك
الأب جورج

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 



- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 


  رد مع اقتباس
قديم 06/01/2008   #182
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


حوار مع الروائي المصري

جمال الغيطاني
  رد مع اقتباس
قديم 06/01/2008   #183
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


القاهرة: آمال فلاح
(مصر)

«عندما أعدت طباعة «أوراق شاب عاش من 1000 عام»، ظن القراء من الشباب أنها مجموعة قصصية جديدة... اجتاحتني مشاعر متنوعة، احترت لأن هذا الجيل يجهل أدبي، ولا يعرف إلا مقالاتي الصحافية. ودهشت لأن قصصي ما زالت تبهر هؤلاء وتعبر عن واقعهم». وكما لا تزال قصص جمال الغيطاني تدهش الناس في مصر والعالم العربي، فإنها تنتشر في الغرب عبر الترجمة، وتنال جوائز مهمة آخرها جائزة «جرينزاناكافور» الإيطالية عام 2006 عن مجموعته القصصية «شطف النار» بالإضافة إلى جائزة «لوبتايون» عن كتابه «التجليات» الذي جاء على رأس ستمائة رواية ترجمت إلى الفرنسية عام 2005. ماذا يقول جمال الغيطاني في تجربته الروائية، وكيف ينظر إليها اليوم؟

آخر تعديل butterfly يوم 21/01/2008 في 08:05.
  رد مع اقتباس
قديم 06/01/2008   #184
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


* بعد قرابة أكثر من ثلاثين عاما من دعوتك إلى تأصيل الرواية العربية، ماذا تحقق يا ترى؟
ـ كان طموحي منذ البداية، هو إضافة ما لم يكتب مثله... كنت أريد تحقيق خصوصية في الكتابة على أسس مستوحاة من البنية التراثية، عبر الاتصال مرة أخرى بالأشكال القديمة في الحكي، كأساليب السرد التي هجرت، والتي عرفت لدى المؤرخين والمتصوفة والرحالة وعلماء الفلك وفي المقامات...
عندما بدأت الكتابة كانت مقاييس القصة القصيرة، التي حددها النقد، مستقاة من الغرب، من قصص همنغواي وتشيخوف. ولما صدرت «أوراق شاب عاش من ألف عام» سنة 1967، قيل لي إنني أمشي في طريق مسدود.. وأنا الآن بعد عمر من المجهود الروائي أقول: «لقد طرقت بابا ضخما، فتح قليلا، بفضل جهودي وجهود إميل حبيبي والمسعدي وجهود الأدباء الشباب». كتبت دراسات كثيرة حول هذا المنهج الجديد في الكتابة، وقد أضاءت لي معالم الدرب التلقائي الذي أردت اكتشافه ليقودني إلى شكل روائي عربي، يتيح لي حرية أكبر في التعبير. ذلك ما تحقق في أول قصة كتبتها من هذا المنظور «هداية أهل الورى لبعض ما جرى في المقشرة» التي تضمنتها المجموعة الأولى الصادرة بعد 1967 وأحدثت ردة فعل كبيرة.
* لكن أساليبك الكتابية تنوعت بعد ذلك.
ـ نعم، بعد ذلك لم أكتب بشكل واحد، فاجتهاداتي متنوعة. بعد «الزيني بركات» كتبت «وقائع حارة الزعفراني» وهي مختلفة جدا عن «الزيني». كتبت «كتاب التجليات» وفي نفس الوقت كتبت «رسالة البصائر في المصائر» و«رسالة في الصبابة والوجد». بعدها ظهرت «شطح المدينة»، وهي رواية شكلت نقطة تحول بالنسبة لي في الكتابة. ففي الأشكال الكتابية الأخرى كنت أحاكي نماذج موجودة بالفعل في الأدب العربي القديم. جاءت «رسالة في الصبابة والوجد» على شكل الرسائل الإخوانية، واستلهمت عبر «الزيني بركات» أساليب السرد الخاصة بالمؤرخين المصريين في القرن السادس عشر (ابن إياس والجبرتي والمقريزي)، لكني في «شطح المدينة» خرجت من الاستلهام القديم، به ومعه في نفس الوقت، وحققت عبرها خصوصية كاملة في النظرة وفي الشكل وفي المنظور. أظن أن «شطح المدينة» من أهم ما كتبت، لأنها تشكل منعطفا في مساري الكتابي، لكنها لم تأخذ حقها الوافي من النقد.

آخر تعديل butterfly يوم 21/01/2008 في 08:06.
  رد مع اقتباس
قديم 06/01/2008   #185
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


* تظل كل عودة إلى الماضي ـ مهما كان نوعها ـ ارتدادية، فكيف يكون التجديد عندك عبر هذه العودة؟
ـ عودتي إلى التراث مرتبطة بتقوية دعائم الهوية القومية في مرحلة نتعرض فيها لغزو بواسطة العقول والأفكار، وليست عودة من منطق سلفي. لما كتبت قصصي بعد يوليو 1967 لم تظهر مشكلة التراث بمستوياته الدينية والسياسية كما هو مطروح في السنوات الأخيرة. أما جهدي، فسابق على القضية المطروحة حاليا في العالم العربي تحت مسميات الأصالة والمعاصرة أو التغريب والتأصيل. عندي الآن علامات كبيرة في الرواية العربية «رسالة البصائر في المصائر» و«شطح المدينة» التي ترجمت إلى الفرنسية، و«دفاتر التدوين» التي استوحيت بعض عناوينها من القرآن الكريم، وهي عبارة عن ترجمة ذاتية ولكن فيها خيال جامح، وعندي أعمال أخرى كثيرة.
* لكن أين تضع تجربتك ضمن المحاولات التي ظهرت في الستينات عن تأصيل الرواية العربية؟
ـ أنا ابن المرحلة... لكن هناك خصوصية ثقافتي وتكويني الشخصي. فلدي هم شديد بالزمن. قد يبدو ذلك منطلقا تجريبيا للقضية ولكنه شديد الاتصال بالمسار الذي اتخذته. كان عندي هم طفولي منذ الصغر، وكنت أتساءل إذا ما كان بإمكاننا أن نسترجع الأمس، وأن نصل إلى اللحظة التي انقضت. وأنا الآن ما زلت شديد التعلق بما يفقد، أبحث عما يمكن أن أتعلق به في ظل واقع متلاش.. وتؤرقني فكرة الزمن، ومن بعدها فكرة الموت. وقد واجهت الموت كثيرا: الموت الذي يأتي من الداخل، والموت الآتي من الخارج... الزمن... البقاء.. الفناء... ومن خلال قراءاتي الفلسفية، اهتديت إلى المفهوم الإسلامي للزمن... كل شيء إلى زوال. هذا ما يعبر عنه القرآن فيما يشبه القانون. لكن هذا القانون يلتقي مع قانون جدلي آخر، أن كل شيء في تغير مستمر. والتغير معناه الفناء والميلاد والبقاء، في نفس الوقت. هذا الإحساس قادني إلى الاهتمام بالتاريخ. فليس هناك تاريخ بعيد وآخر قريب، ما دامت اللحظة التي انقضت من الصعب استعادتها. والتاريخ ما هو إلا محاولة للإمساك بما جرى. لكن هناك عناصر من ذلك الواقع المنصرم ما زالت فاعلة في حياتنا، ذلك هو التراث الفاعل، والمستمر، والتراث يمنح الهوية، ويعطينا الملامح الخاصة بنا.
كنت أقرأ كثيرا، وبشكل تلقائي... وذلك جوهر تجربتي. لقد وصلت إلى نتائج نظرية من خلال تجربة تلقائية، وليس العكس.
نشرت لي خمس قصص وروايتان قبل أن تصدر «الزيني بركات». والقصة لدي إرهاص للرواية، تحمل دائما نواة رواياتي.

آخر تعديل butterfly يوم 21/01/2008 في 08:06.
  رد مع اقتباس
قديم 06/01/2008   #186
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


* لماذا الإصرار على الهروب.. من الحاضر إلى الماضي إلى التراث.. إلى الذات؟
ـ ليس هو هروبا بقدر ما هو صدق. والصدق مع النفس مهم إلى حد الموت... هل في «التجليات» هروب؟ و«التجليات» كتبت في عهد السادات، وفيها كان الحديث عن عودة عبد الناصر ورؤيته للعلم الإسرائيلي معلقا.
* لكنها شكلت صرخة يائسة منكفئة أكثر منها دعوة للمقاومة؟
ـ نحن جيل شهد إحباطا عظيما، وأحلاما كبرى أجهضت. في الستينات كنا نختلف مع عبد الناصر، من أجل مزيد من الاشتراكية، من أجل تفاصيل في التطبيق. أما في السبعينات فأصبحنا نكافح من أجل المحافظة على الوطنية بمفهومها البدائي. رأيت السادات ينزل في مطار القدس، فقضيت ليلة أبكي فيها بكاء مرا، وتوفي الوالد فجأة وكانت المرحلة الساداتية في أوجها... مشيت وقتها في شوارع القاهرة، فرأيتها في عيني شخصا آخر، سوف يعيش بعدي.. نظرات غريبة لمدينتي، وأنا لا وجود لي. وجاءت معاناتي للهموم العامة كمعاناتي لهمومي الشخصية، ومنه كان كتاب «التجليات».
* هل «التجليات» إذن، محاولة لقهر الموت على كل الصعد؟
ـ هذا إدراك أحييك عليه. فالفن عمل إنساني راقٍ لقهر العدم.
* لكن هذا الكتاب جاء رغبة في تخليد الأب بالدرجة الأولى.
ـ ليس الوالد فحسب، فالوالد رمز لملايين البشر. ليس في مصر وحدها وإنما في العالم أجمع. من سيذكر الوالد.. ومن سيذكر الآلاف الذين ضحوا مثله. من سيفعل ذلك مثل الفن. كان دافعي الأساسي للكتابة رغبتي ألا يضيع جهده هدرا. وقد بدأتها قصة قصيرة وزعتها على الأصدقاء وكتبتها دفعة واحدة، في حين استغرقت مني «الزيني بركات» مثلا عامين من الجهد والتوثيق.
* إذا كانت «التجليات» محاولة لقهر الموت على الصعيدين العام والخاص، فإن بنيتها تقوم على شكل السفر الصوفي. فلماذا جاء تأثير الصوفية عليك بهذه القدر؟
ـ لأنني تشربت الأسلوب الصوفي. علاقتي قديمة بسيدنا الحسين. أنا أساسا عندي استعداد لهذه التجربة، ولدي مشاعر دينية عميقة رغم الأطوار الفكرية التي مررت بها.
لما اكتشفت التجربة الصوفية، خاصة بعد وفاة الوالد، أظن أنني اكتشفت أجمل تجربة عرفها الإنسان لتحقيق التوازن الروحي ولحل مشكلة العلاقة بالكون وبالمصير الإنساني. التجربة الصوفية تلتقي مع مجمل التفاصيل الكونية التي يبحث عنها العلم الحديث.
التجربة الصوفية حققت نوعا من التوازن لقلقي الروحي. وكتبت رواية أعتقد أنها من أهم ما كتبت: «سفر البنيان» ورواية «متون الأهرام» وهي عبارة عن أربعة عشر نصا، تستوحي شكل الأهرام في البناء. والنص الرابع عشر عبارة عن كلمة واحدة تشبه قمة الهرم.
أنا باستمرار في حوار مع الأشكال الفنية المختلفة للاستفادة منها في النثر والسرد.

آخر تعديل butterfly يوم 21/01/2008 في 08:07.
  رد مع اقتباس
قديم 06/01/2008   #187
شب و شيخ الشباب البركان.
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ البركان.
البركان. is offline
 
نورنا ب:
Aug 2007
المطرح:
أخر لفة على أيدك اليسار عند السيارة المرسيدس البيضا
مشاركات:
293

إرسال خطاب MSN إلى البركان. إرسال خطاب Yahoo إلى البركان. بعات رسالي عبر Skype™ ل  البركان.
افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : verocchio عرض المشاركة
القاهرة: آمال فلاح
(مصر)

«عندما أعدت طباعة «أوراق شاب عاش من 1000 عام»، ظن القراء من الشباب أنها مجموعة قصصية جديدة... اجتاحتني مشاعر متنوعة، احترت لأن هذا الجيل يجهل أدبي، ولا يعرف إلا مقالاتي الصحافية. ودهشت لأن قصصي ما زالت تبهر هؤلاء وتعبر عن واقعهم». وكما لا تزال قصص جمال الغيطاني تدهش الناس في مصر والعالم العربي، فإنها تنتشر في الغرب عبر الترجمة، وتنال جوائز مهمة آخرها جائزة «جرينزاناكافور» الإيطالية عام 2006 عن مجموعته القصصية «شطف النار» بالإضافة إلى جائزة «لوبتايون» عن كتابه «التجليات» الذي جاء على رأس ستمائة رواية ترجمت إلى الفرنسية عام 2005. ماذا يقول جمال الغيطاني في تجربته الروائية، وكيف ينظر إليها اليوم؟
كيف ينظر إليهم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

P*O*L*I*C*E
***
*(((((((((عصابة >***< نانو )))))))))))*
***
الزعيم :أنا
الاعضاء:انا
الكل بالكل:أنا
***
الزعيم :جبل النار*(البركان)*
***
LIFE is 4 living , LOVE is for giving! /̵͇̿̿/̿̿" ̿: ̿̿̿̿̿
***
I (*!^) U
  رد مع اقتباس
قديم 06/01/2008   #188
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


* لماذا الإصرار على الهروب.. من الحاضر إلى الماضي إلى التراث.. إلى الذات؟
ـ ليس هو هروبا بقدر ما هو صدق. والصدق مع النفس مهم إلى حد الموت... هل في «التجليات» هروب؟ و«التجليات» كتبت في عهد السادات، وفيها كان الحديث عن عودة عبد الناصر ورؤيته للعلم الإسرائيلي معلقا.
* لكنها شكلت صرخة يائسة منكفئة أكثر منها دعوة للمقاومة؟
ـ نحن جيل شهد إحباطا عظيما، وأحلاما كبرى أجهضت. في الستينات كنا نختلف مع عبد الناصر، من أجل مزيد من الاشتراكية، من أجل تفاصيل في التطبيق. أما في السبعينات فأصبحنا نكافح من أجل المحافظة على الوطنية بمفهومها البدائي. رأيت السادات ينزل في مطار القدس، فقضيت ليلة أبكي فيها بكاء مرا، وتوفي الوالد فجأة وكانت المرحلة الساداتية في أوجها... مشيت وقتها في شوارع القاهرة، فرأيتها في عيني شخصا آخر، سوف يعيش بعدي.. نظرات غريبة لمدينتي، وأنا لا وجود لي. وجاءت معاناتي للهموم العامة كمعاناتي لهمومي الشخصية، ومنه كان كتاب «التجليات».
* هل «التجليات» إذن، محاولة لقهر الموت على كل الصعد؟
ـ هذا إدراك أحييك عليه. فالفن عمل إنساني راقٍ لقهر العدم.
* لكن هذا الكتاب جاء رغبة في تخليد الأب بالدرجة الأولى.
ـ ليس الوالد فحسب، فالوالد رمز لملايين البشر. ليس في مصر وحدها وإنما في العالم أجمع. من سيذكر الوالد.. ومن سيذكر الآلاف الذين ضحوا مثله. من سيفعل ذلك مثل الفن. كان دافعي الأساسي للكتابة رغبتي ألا يضيع جهده هدرا. وقد بدأتها قصة قصيرة وزعتها على الأصدقاء وكتبتها دفعة واحدة، في حين استغرقت مني «الزيني بركات» مثلا عامين من الجهد والتوثيق.
* إذا كانت «التجليات» محاولة لقهر الموت على الصعيدين العام والخاص، فإن بنيتها تقوم على شكل السفر الصوفي. فلماذا جاء تأثير الصوفية عليك بهذه القدر؟
ـ لأنني تشربت الأسلوب الصوفي. علاقتي قديمة بسيدنا الحسين. أنا أساسا عندي استعداد لهذه التجربة، ولدي مشاعر دينية عميقة رغم الأطوار الفكرية التي مررت بها.
لما اكتشفت التجربة الصوفية، خاصة بعد وفاة الوالد، أظن أنني اكتشفت أجمل تجربة عرفها الإنسان لتحقيق التوازن الروحي ولحل مشكلة العلاقة بالكون وبالمصير الإنساني. التجربة الصوفية تلتقي مع مجمل التفاصيل الكونية التي يبحث عنها العلم الحديث.
التجربة الصوفية حققت نوعا من التوازن لقلقي الروحي. وكتبت رواية أعتقد أنها من أهم ما كتبت: «سفر البنيان» ورواية «متون الأهرام» وهي عبارة عن أربعة عشر نصا، تستوحي شكل الأهرام في البناء. والنص الرابع عشر عبارة عن كلمة واحدة تشبه قمة الهرم.
أنا باستمرار في حوار مع الأشكال الفنية المختلفة للاستفادة منها في النثر والسرد. .
  رد مع اقتباس
قديم 06/01/2008   #189
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


* وهل جاء الانكفاء على الذات، عبر التأمل، ملازما للإحباط الذي كثيرا ما عشته؟
ـ كانت خيبة الأمل في القوى السياسية التي أنتمي إليها كبيرة، بالإضافة إلى انحسار حركات التحرر الوطني. وبقيت قضية كفاحي مع اللغة، لكي أوجد أفضل وعاء لما بداخلي، ولإيجاد متعة، ولإبهار القارئ، وإطلاق العنان للخيال، في إطار التعبير عن الواقع. فأنا إذن أفتح بابا جديدا للواقعية، ولا أعمل ضدها.
أنا باستمرار في حوار مع الأشكال المختلفة من أجل الوصول إلى كتابة متفردة، حتى مع فن العمارة أو الزخرفة أو فن السجاد الذي أتقنه.
هدفي إيجاد لغة تستوعب ما أقول
* لكن تجلياتك محاكاة لتجليات ابن عربي وإن كان فيها تصفيات حسابات مع جمال عبد الناصر؟
ـ استوحيت الفكرة من ابن عربي. وما زلت مصرا على أن هذا الابن لا يشبه أباه في شيء.. و«التجليات» لم تكن إدانة لعبد الناصر بقدر ما كانت عتابا.. لقد كان عبد الناصر أحد الأسباب في الهزيمة.
لقد كان أبا.. لكن أبا قاسيا لم أحبه أبدا في حياته ولم يطلني منه سوى السجن...
* وقدسته عندما مات. وذلك دليل على ألا وجود للحاضر عندك ما دام مجرد تكرار للماضي.. أما المستقبل فصورة لهما معا..
ـ عبد الناصر أصبح مرتبطا بتاريخ شعب بأكمله. في «الزيني بركات» لم أقصد أبدا كتابة رواية ضد عبد الناصر، ولا في «التجليات». فـأصل «الزيني بركات» قصة إنسان انتهازي، نتجت عنها بعد ذلك رواية ضد القهر. أما عن «التجليات» فإن كل من قرأها أعاد اكتشاف علاقته بوالده.
* وهل هذا هو الخطاب الذي قصدت إيصاله من خلال الأجزاء الثلاثة للرواية/الكتاب؟
ـ أحد عناصره...
* كان الهم السياسي واضحا في الرواية لكن ما وصل منه إلى القارئ كان غير ذلك. فأين الخلل؟
ـ العناصر الأخرى وصلت ومنها الموقف الحاد ضد إسرائيل. في الرواية مستويات عدة للقراءة.

آخر تعديل butterfly يوم 21/01/2008 في 08:09.
  رد مع اقتباس
قديم 06/01/2008   #190
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


* يرتقي إليها القارئ درجة فدرجة..
ـ أنا أكتب لمن يفهمني. هذا هو شعاري في السنوات الأخيرة. كان التفكير في القارئ عندما كنا نريد أن نصل إلى الجماهير. كلما فكرت في القارئ سقطت في التبسيط، والتبسيط مخل. أما أنا، فهدفي هو إيجاد شكل ولغة تستوعب ما أود قوله.
* في أعمالك الأدبية مشكلة تحديد هوية الجنس الأدبي، باستثناء «الزيني» و«وقائع حارة الزعفراني» التي أرفقت باسم رواية. أما ماعداهما فحمل اسم كتب أم دفاتر؟
ـ ذلك أمر غير مقصود. لكنني كنت دائما أطمح إلى خلق عوالم رحبة. والرواية تعد من هذه العوالم، لكنني عند لحظة الكتابة أفترض أن ما أكتبه رواية. رواية كثيرا ما تصبح تأملا أو تتحول إلى ما يشبه مناظرة أو مقالة. وهذا تقليد موجود في التراث العربي. أنا لم آت بجديد إنما طوعته للأساليب الروائية مع العلم أن اللغة عندي ما زالت وسيلة وليست غاية.
الرواية صنو الديمقراطية
* ما هي الآفاق التي منحتها لك ترجمة العديد من كتبك إلى مختلف لغات العالم؟
ـ كانت تجربة ترجمة «الزيني بركات» عام 1975 إلى الفرنسية مدهشة، والذي تبنى هذا المشروع هو جمال بن شيخ وفاروق مردم بيك الذي خدم الأدب العربي، بما لم تستطعه وزارات الثقافة العربية مجتمعة. هذا الكتاب يقرأ الآن في 24 لغة.
لم يترجم مرة واحدة من لغة وسيطة. وقد لاحظت أن تلقي هذا العمل يمكن أن يأتي بنتائج لا تخطر على بال المؤلف نفسه. اكتشفت أن النص له حياته الخاصة، وسرعان ما يستقل عن كاتبه، ليصبح جزءا من الأدب الذي انتقل إلى لغته. وانتبهت أيضا إلى أبعاد جديدة في النص الأدبي لم أتفطن لها من قبل، وعمقتها فيما بعد في رواياتي، خاصة في «شطح المدينة».
فلا أحد يعلم بعد مائة عام، لو قرئت هذه الرواية أو غيرها، ماذا سيخرج به أهل ذلك الزمن.
* ما هي في نظرك أهم إشكاليات الرواية العربية الحديثة ونحن في قلب الألفية الثالثة؟
ـ ضيق الانتشار وتراجع نسبة القراءة. أظن من ناحية أخرى أن الرواية العربية الآن في أفضل حالاتها. لقد وصلت حركة الشعر الحديث ـ في تقديري ـ إلى طريق مسدود. والشعر كما تعرفين كان وظل ديوان العرب. مع هذا الانسداد، أصبحت الرواية هي الفن البديل. وهي أكثر الأشكال جماهيرية في العالم العربي، لكن التحدي المطروح أمامها هو الاستقرار في ترسيخ خصوصياتها، وذلك يتطلب مزيدا من الاجتهاد.
* وما هو أفق هذه الرواية العربية؟
ـ ما لم تحل مشكلة الديمقراطية في بلادنا العربية لن توجد هناك رواية عربية.

آخر تعديل butterfly يوم 21/01/2008 في 08:10.
  رد مع اقتباس
قديم 06/01/2008   #191
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


حوار مع ابراهيم أصلان الروائي المصري
  رد مع اقتباس
قديم 06/01/2008   #192
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


يكتب عن السماء وعن العلاقة بين الرصيف والشجرة، يخلق حالة وجدانية كاملة، ينقلها بتفاصيلها إلى القارئ من دون اللجوء إلى الحلول الأدبية المعتادة من وصف وتشبيه. هو إبراهيم أصلان، صاحب <<مالك الحزين>> و<<عصافير النيل>> و<<بحيرة المساء>>، تثير كتاباته جملة من التساؤلات المهمة، لأنها تزخم ببساطة مذهلة، وتفرض التساؤل عن الشكل الروائي والقصصي وأساليب السرد السلسة، التي تُعَد سمة من سمات نصوصه. وأصلان الذي يمتلك رؤية دقيقة للعالم وعينا لاقطة تمكّنه من تحويل المشهد البصري إلى كيان متحرك عبر الأوراق، يبث حميمية علاقته مع الناس والأمكنة، كما نجد في <<حكايات فضل الله عثمان>> و<<خلوة الغلبان>> و<<يوسف والدراء>>. إنها كتابة مكثفة محمّلة بمشاهد أشبه ببورتريهات متناسقة، تمكن الكاتب من اختيارها والبناء عليها ببصمة مميزه لا تخطئها عين القارئ. التقينا به وكان معه هذا الحوار.

آخر تعديل butterfly يوم 21/01/2008 في 08:15.
  رد مع اقتباس
قديم 06/01/2008   #193
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


في أعمالك يبدو انشغالك بالمكان... فماذا يمثل لك؟
هذا صحيح، فمسألة المكان تشغلني جدا، هذا لأنني عند كتابتي لا اهتم بالكتابة عن المكان من الخارج. لدي إحساس قوي يكاد يكون عضوياً بالمكان كباطن، أحاول أن ألملم كل المشاعر وكل ما في الذاكرة من إحساس يسعى لاكتساب تشكيل معين أسعى لبلورته وفق رؤيتي للحكاية التي أريد إيصالها للقارئ. فعندما لا تكون هناك حكاية لا أستطيع أن اكتب. لا أكتب إلا عبر حدود جغرافية واضحة جداً بالنسبة لي، فالحكاية عمود فقري للسرد. من هنا ربما يكون إحساسي بالمكان مهما جداً حتى وإن لم اكتبه، فجغرافية المكان أساسية جدا بالنسبة لي لأستطيع التحرك والكتابة.
هذا الكلام ينطبق على أي مكان له تأثير بداخلك، أم أنه ينطبق على الشارع الذي اطلقت عليه أسم أحد رواياتك؟
المكان يتعلق بالضرورة الفنية بالنسبة لي حتى ولو كان المكان مخترعا، وهو كثيراً ما يكون كذلك. ليس بالضرروة أن يكون له تفاصيل واقعية. من الممكن أن أتصور مظلة أتوبيس أو شجرة أو رصيف شارع، فليس من الضروري أن يكون هذا موجودا في الواقع.
المكان عادة يكتسب قيمته من خلال الذاكرة المشتركة بينه وبينك. وما دام هناك ذاكرة مع المكان وروابط وخصوصية فهذا يدل على انه يعني شيئا حميما. الناس يحبون أماكن ليست هي الأماكن الأفضل ولكن لأنها تمثل بالنسبة لهم ذاكره معينة.
(موت الأدب) مقولة أصبحت تردد كثيرا، فما تعليقك على هذه العبا ره؟ وكيف ترى دور المثقف لنفيها؟
علاقتي بالمقولات الشائعة والمصطلحات علاقه قارئ فقط، لكن علاقتي ككاتب بالواقع الحي الموجود أنا فيه. فأنا لا أستطيع أن أكون أكثر وفاءً للمصطلحات عن وفائي للدنيا التي أعيش فيها. عندما أكتب لا يشغلني أي مصطلح أو أي مقوله على الأطلاق رغم أنني قارئ جيد لكن علاقتي ككاتب هي علاقة بتفاصيل وحاله يومية. أي أفكار كبيرة استمتع بقراءتها فقط، لكن ضمن المنظور الواقعي أيضا أرى فعلا أن العالم يسير نحو شيخوخته.
ألا ترى أن السبب في هذه المقولة هو ابتعاد بعض المبدعين عن هموم الناس؟
عن نفسي أنا مغرم بالكتابة والقرب من الناس. والواقع هو الذي أدى إلى هذا، فأنا عشت طوال حياتي في حي شعبي وعشوائي وما زلت متمسكا بهذه الحياة، فلم أنفصل كما تقصدين.

آخر تعديل butterfly يوم 21/01/2008 في 08:14.
  رد مع اقتباس
قديم 06/01/2008   #194
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


إذاً تتفق معي على أن هناك أزمة بين القارئ والمبدع؟
نعم هذه ألازمة نجدها موجودة أكبر في العالم العربي. نحن نعاني من الجهل والأمية، الأمية الأدبية بنسبه كبيرة، والأمية الثقافية بنسبة أكبر. فأنا أتصور أن هناك خللا في الأنظمة الدراسية والاجتماعية التي لم تفلح في أن تجعل القراءة جزءا أساسيا من الممارسة الحياتية للمواطن، بل بالعكس. فمناهجنا كلها تلقين، والكتب الدراسية قبيحة، لذا أصبحت هناك علاقة في غاية السوء ما بين الطالب والكتاب. وهناك أيضاً وسائل الإعلام وما تفعله، فالبلاد كبيرة وتحكمها أنظمة محدودة، بالإضافة طبعا إلى المأزق الاقتصادي الذي نعيش فيه، فنحن نحتاج إلى ثمن الجنيه قبل ثمن الكتاب، رغم أننا شعوب حكاءة بطبيعتها، ولدينا نماذج مكتوبة كثيرة لا تقل عن أي مستويات عالمية أخرى. فنحن نترجم لكن كتبنا توزع في أماكن ضيقة. نادراً ما نجد كتابا مترجما يصل إلى القارئ العادي رغم أنهم يقولون إن هذه النماذج لا تقل كفاءة عن النماذج والكتابات العالمية الأخرى.
لكل مبدع أدوات للإبداع، فما هي أدواتك؟
أنا من الكتّاب، بطبيعة تكوني، الذين ذاكرتهم ذاكرة بصرية. فأنا اعتمدت على عيني أكثر من أي شيء آخر. أقف أمام
ما يشبه الكادر السينمائي فالذاكرة البصرية أكثر الذاكرات قوة، والظاهرة الإبداعية هي ظاهرة واحدة وكل من الفنون له وسيط فني وله إمكانياته التعبيرية التي يتميز بها. والتعرف إلى هذه الإمكانيات هو السبيل لإلغاء الوسيط الذي تعملين به، فأنا عندما أكتب أسعى لتحقيق حالة أو مشهد، وهذا يعني أنه محاوله إعادة فعل القراءة نفسه، وهذه المشكلة التغلب عليها يأخذ وقتا طويلا ومدى، ويحتاج أيضاً إلى تطوير الأدوات التي تعمل بها.
عقب فوزك مؤخراً بجائزة الدولة التقديرية قلت <<أظن أنه يجب أن آخذ الكتابة بجد أكثر من هذا>>. ما الذي تعنيه بهذه العبارة؟
أنا أعتبر نفسي في البداية، وما زلت، هاويا ولم احترف الكتابة. فعلى حد تعبير الراحل يحيي حقي <<أنا عضو منتسب ولست أحد الأعضاء العاملين. >>

آخر تعديل butterfly يوم 21/01/2008 في 08:14.
  رد مع اقتباس
قديم 06/01/2008   #195
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


وهل فوزك بالجائزة أعاد تقييم هذه الرؤية؟
لا ليس تقييما، فلم يكن في حسباني أن أفوز بهذه الجائزة خاصة أن المجموعة قد صدرت منذ عام 71، فالتقدير الزائد الذي استُقبلت به المجموعة الأولى كان من ضمن الأسباب التي أخافتني أكثر من عملية الكتابة، لأن علاقتي بالكتابة علاقة قاسية جداً، بالرغم من انشغالي طوال الوقت بالكتابة، فأنا شغوف بمعالجة مشكلات التعبير سواء في النصوص المكتوبة أو الشفوية وحتى مشكلات التعبير التي يعيشها السينمائيون أيضا. هناك بعض الكتاب أو المبدعين ليسوا الأكثر انتشارا، لكنهم أكثر ميلاً للحصول على حلول لمشكلات التعبير، لذا أنا مشغول بهذه القضية.
<<خلوة الغلبان>> التي أعيد نشرها في مكتبة الأسرة، كُتب على غلافها <<سيرة ذاتية>>، هل هي جزء من سيرتك؟
نعم، يمكن أن تعتبر هكذا بالإضافة إلى أن أي عمل فني نوع من السيرة بشكل من الأشكال، فالقضية هي على حسب نوع المادة التي أتناولها، هل هي قصة أم رواية أم سيرة، أم هي وليدة المخيلة. ولكن القضية في الفنون هي كيفية التعامل مع المادة لأن المخيلة يمكن أن تكون بنائية أكثر، أي تعتمد على مادة واقعية. فهناك بعض الأشياء التي تكون عالقة بالذهن كلقاء بشخص ما، أو ملاحظة صغيرة، ولأن النظرة إلى الرموز تكون عبر منظور معين، فالقضية ليست حقائق معينة نتناولها ولكن القضية هي كيفية تناول هذه المادة، وأنا استعنت بكل ما توافر لدي من إمكانيات للتعامل معها والبحث عن طاقة شعرية وإنسانية موجودة في هذا الواقع الذي نعيشه، واعتبرت هذا اقتراحا لفتح أفق أوسع بالنسبة لي. وفي نفس الوقت هذه التجارب الإنسانية لم تكتب على هيئة قصص إلى جانب أن هناك بعض المبادئ التي تحجب جزءا من التجربة الفنية، فأنا كما ذكرت افتح أفقا بالنسبة لي وأقدم مقترحاً.
رغم تأكيد البعض أننا نعيش زمن الرواية، في رأيك أن الرواية استطاعت أن تتغلب على أهم مشاكلها؟
لا أعتقد لأن الرواية ما زالت تعاني من عدد من المعوقات ولعل من أهمها عدم توافر النسبة المعقولة من القراء.
في كتابتك تحاول أن تجعل القارئ يفكر ويقرر ويختار، ألا تجد في هذا الفعل تواطؤا ضمنياً يساعد القارئ على استيعاب سرد المؤسسات الاجتماعية والدينية والسياسية التي تهيمن على أفكاره. بمعنى هل أنت تتعمد هذا التنازل عن دورك بنشر أفكارك للتحول إلى كاتب ديموقراطي مهمته الكشف فقط؟
أنا أرى أن السرد بشكل عام ليس سردا قصصيا أو روائيا فقط، فهناك سرد اجتماعي وسياسي وثقافي وديني وجنسي واقتصادي، فهي مجموعة سرودات تقوم بها مؤسسات عريقة جداً، بمعنى أنها في نهاية الأمر تحقق النظام الاقتصادي أو السياسي، فهي تفكر بدلاً منك وتتخيل أيضاً، فهي في نهاية الأمر تقوم بتقرير مصائر الناس وتوعيتهم. نحن نواجه أزمة. الفنون الحقيقية والآداب الحقيقية نسبتها قليلة جداً وهذا ما يرتب مهام أساسية على قراءة رواية، تعني أن أعيشها وأحلم بها ثم أتمنى تحقيقها، لا مجرد البحث عن دوالَّ أخرى للكلمة داخل الجملة، والجملة داخل سياق مغاير...

آخر تعديل butterfly يوم 21/01/2008 في 08:13.
  رد مع اقتباس
قديم 06/01/2008   #196
شب و شيخ الشباب verocchio
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ verocchio
verocchio is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
مشاركات:
2,795

إرسال خطاب MSN إلى verocchio
افتراضي


تحولت روايتك <<مالك الحزين>> إلى فيلم الكيت
كات.. فما هو تقييمك للعلاقة بين السينما والأدب؟

علاقتي بالسينما علاقة قديمة جداً، وكما قلت فإنني معني بدراسة كل الفنون المرئية ومشكلاتها التعبيرية، وهذه العلاقة هي التي تجعلني أتفهم طبيعة التغيرات التي يمكن أن تتم بين عمل روائي وعمل سينمائي. شاهدت الفيلم كأي متفرج وشاهدته في أكثر من مكان، وكمشاهد أعجبت بالفيلم كثيراً وخاصة أنه ترك صدى جيدا، لذا أنا سعيد بأنني اشتركت في عمل قدم للجمهور وكنت أحد الأشخاص الذين ساهموا فيه. خلاص البشر
المتتبع لأعمالك يلمح فيها صيحة من أجل الإنسان المصري البسيط والوقوف إلى جانب طبقات الشعب الفقيرة؟
نعم، هناك رواية <<عصافير النيل>> التي تترجم ذلك الإحساس وتستشعر معاناة هذه الطبقات من فرط الاحباطات المتوالية على مقدراتها وحياتها ووجودها الإنساني... والرواية تطرح هذه الدرجة من الإيمان بالإنسان وتصوغ موقفها من خلال التغلغل داخل الإنسان نفسه وداخل واقعه في شفافية حساسة تحتوي على كل هذا القدر من الرومانسية والشوق لخلاص البشر... هذه رواية قديمة جديدة تعزو الظروف الواقعة وتستخدم التقنيات التقليدية لكنها ترتفع نحو رؤية تجديدية تسعى للكشف عن الجذور الاجتماعية والتضامنية للبشر وتبحث عن مشاعرهم وعواطفهم المشتركة والعلاقات الدائرة في محيطهم الواقعي. وطرحت الرواية أيضا نبض الحياة الحزينة للبشر المقهورين في دوامة الواقع الذي لا يرحم وسعت لتحديد علاقة الفرد بالجماعة، كذلك الأمر يحدث في بعض الروايات والقصص الأخرى الخاصة بي فلم يغب هذا البعد الاجتماعي عن معالجتي الأدبية خاصة أنني أنتمي إلى هذه الطبقة الكادحة.
ما زال البعض متمسكا بوجود صراع ما بين الأجيال... فهل أنت مع هذه التقسيمات؟
مسألة الأجيال هذه مسألة غير منطقية، فهناك مجتمعات تعيش قرونا بحثا عن إيقاعها الخاص وعن ملامح هويتها ولم تكن هناك معارك بين جيلنا والجيل السابق لنا.. حاولنا أن ننشأ ونترعرع في أحضانه.. وكانت هذه المعارك تنحصر فقط في قضايا الأدب ولم تتعدها، والذي كان وما يزال غير جيلنا هو الاتفاق على الدفاع عن القيم وليس الدفاع عن بعضنا البعض لأننا جيل عاش مجموعة ضخمة من الأحلام والطموحات ثم انهارت هذه الأحلام وتلك الطموحات، ولأننا نعيش الواقع فصار هناك تقارب فكري بيننا.
السفير- 9 ابريل 2005

آخر تعديل butterfly يوم 21/01/2008 في 08:13.
  رد مع اقتباس
قديم 06/01/2008   #197
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


حوار مع الناقد الادبى السورى عبدالله ابو هيف

شُذَّ، شُذَّ بكل قواك عن القاعدة
لا تضع نجمتين على لفظة واحدة
وضع الهامشيّ إلى جانب الجوهريّ
لتكتمل النشوة الصاعدة
  رد مع اقتباس
قديم 06/01/2008   #198
صبيّة و ست الصبايا اسبيرانزا
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ اسبيرانزا
اسبيرانزا is offline
 
نورنا ب:
Jun 2007
المطرح:
مصر ام الدنيا
مشاركات:
2,585

إرسال خطاب MSN إلى اسبيرانزا
افتراضي


القصـــــــــة فــــــــــن يجانـــــــــب التاريـــــــــخ علــــــــى طــــــريقــتـــــــه الرواية فن تاريخي يرصد ويحوي تحولات اجتماعية وسياسية
حوار : محمود البعلاو
الاثنين 5-6-2006

بدأ مبدعاً في مجال القص فكان علامة فارقة في القصة السورية لكنه تحول ناقداًَ فاصبح علماً من اعلام النقد العربي ، فخسره الابداع وربحه النقد فكان مؤسسة ثقافية وفكرية تجسدت في رجل واحد ملأ الدنيا وشغل الناس ذلك هو عبدالله أبو هيف القاص والناقد والباحث والمفكر ولد في الرقة - سورية 1949 شغل العديد من المناصب الادبية والسياسية وترأس تحرير مجلة الموقف الادبي والاسبوع الادبي

في كتابك ( القصة العربية الحديثة والغرب ) محاولة في بحث سيرورة التقاليد الادبية حبذا لو أضأت لنا بعض المرتكزات الاساسية لهذه الدراسة ؟

يقوم الكتاب على فكرة متواترة وشائعة بين النقاد بتأثير الهيمنة الغربية وعن استمرار التبعية أو فكرة التبعية في مسألة المثاقفة على ان الادب العربية الحديث كله تقليد للغرب فقمت بهذه الدراسةلأبرهن ان على ان الادب العربي الحديث ولا سيما الفنون السردية كالقصة والرواية إنما هي متأثرة بالغرب ولكنها تتشكل اساساً من فعل التقاليد الادبية العربية في ادبنا الحديث .

- كيف السبيل الى اختيار المناهج النقدية الملائمة بعبارة اخرى كيف يمكننا تجنب الفهم الخاضع للمثاقفة عند معظم النقاد العرب الذين يعتمدون على اختيار مناهجهم ورؤاهم وادواتهم التحليلية من مخزون المناهج الاجنبية على عواهنها ؟

إنها مشكلة الهوية العربية بالنسبة للثقافة بشكل عام والنقد بخاصة على انه خلاصة فكرية لموقف المثقف العربي مما هو حديث وسميتها ( اكراهات ) فهناك ظروف كبيرة وللأسف ان حوار الدول بما انه موضوع سياسي أو اشكالية سياسية يدخل الآن الى حوار الثقافات والطرح الآخر في موضوع حوار الحضارات هو ناتج عن اطروحات مثقفين يعملون عملياً في البنتاغون مثل ( صومائيل هنتنغتون ) و( فرانسيس فوكوياما ) وهؤلاء يثيرون مسألة حوار الحضارات المهم هو أن المثاقفة تأخذ الآن وجهين :‏
- وجه المثاقفة السلبية التي تعبر عن غزو ثقافي وتأثير ثقافة غازية على ثقافة مقهورة ومغزوة وضعيفة وهذا الشكل هو الذي ارتبط بالاستعمار وظهر باشكال من الهيمنة والتبعي ة والاستقطاب وآخرها كان العولمة التي تنمحي فيها اشكال الخصوصية الثقافية .‏
- الوجه الثاني : المثاقفة الايجابية وهي التي يكون فيها حوار الثقافات حوار انداد بمعنى ان الثقافات تتلاقح وتتبادل التأثير وان التراث الانساني في النتيجة هو مشترك لكل الامم ولكل الشعوب الانسانية في مراحل وفي فترات وتسهم شعوب اخرى وامم اخرى وبلدان اخرى في فترات لاحقة وان التأثير المتبادل إنما يصبح ملكاً للانسان أينما كان وهذه هي المثاقفة المعكوسة بمعنى ان الثقافات الاعلى بفعل قوى سياسية تتحكم في العلاقات الدولية هي التي تلقي هذا الاعتراف بتأثير ثقافات - برأيهم - ادنى من غيرها من ينكر الآن ان الثقافات العربية اسهمت في الحضارة الانسانية .


الكتابة للطفل مرهونة باعتبارات فنية اولها انها لا تخاطب راشداً وانما هو في سبيله الى الرشد والبلوغ بتعبير فيزيولوجي لكن هذا الخطاب يستدعي اعتبارات تمس اللغة لان الطفل لا يقبل منا إلا لغة تشترطها هذه الاعتبارات خاصة ( المجاز ، المصطلح ، الخ ) إذا اخذنا ابسط اشكال المواجهة مع الطفل « المجاز المرسل » نجد ان الطفل لا يستطيع التعامل في القرآن الكريم « واسالوا القرية » ، « واسالوا اهل القرية » هذا الطفل لا يعرف من اللغة مستوياتها المتعددة الاصطلاحية والمجازية وإنما يستعمل معنى حقيقياً واحداً ولكن مع الزمن يتدرب الطفل وتلحقه مزايا المران والدربة في التعامل مع اللغة وهذا يتطلب ان يراعي الكاتب - اللغة وهناك اعتبارات تربوية كثيرة تتصل بالخيال والادراك وتتصل بالبعد الانتربولوجي الخاص بالثقافات والبيئات والمجتمعات .‏
فمخاطبة الطفل في بيئة شعبية غير مخاطبة طفل في صحراء أو مخاطبة طفل في حي مديني قديم مثل كل هذه الاعتبارات ينبغي ان يراعيها الكاتب والآن دخلت اعتبارات اخطر على مخاطبة الطفل مثل النشر الالكتروني للثقافة عبر قنوات الاقمار الصناعية الخ ..
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 04:12 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.20273 seconds with 12 queries