للأسف بدأنا في مرحلة انهيار الدراما السورية

ابو ريتا · 24/05/2008

وجهة نظر دراما اجتماعية سياسية معاصرة تروي فترة الثمانينات والتسعينات في حياة سورية.. هشام شربتجي لـ شام برس : للأسف بدأنا في مرحلة انهيار الدراما السورية

دمشق .. خاص شام برس
لا تزال كاميرا المخرج الكبير هشام شربتجي تواصل الدوران في تصوير مسلسل وجهة نظر الذي يتحدث عن طبيعة الحياة الاجتماعية والسياسية خلال فترة الثمانينات والتسعينات كما يروي العمل طموحات الشباب وأهدافهم والوسائل التي يتبعونها لتحقيق هذه الأهداف وتداخل هذه الأهداف مع مصالح شخصيات عليا التي ينصب اهتمامها في تحقيق مصالحها الشخصية وذلك من خلال سلسلة مشوقة من المتغيرات الإنسانية والاجتماعية والأخلاقية والروحية
والعمل من تأليف الكاتب أسامة إبراهيم ومن إنتاج شركة لين للإنتاج والتوزيع الفني والإشراف العام على العمل للدكتور نبيل طعمه وعماد سيف الدين ويشارك في العمل عدد كبير من نجوم الدراما السورية ومنهم أسعد فضة ، عمر حجو ، سلمى المصري ، أنطوانيت نجيب ، فايز قزق ، عبد الحكيم قطيفان ، هالة حسني ، ديمة قندلفت ، رباب كنعان بالإضافة إلى عدد كبير من الوجوه الشابة
شام برس زارت أسرة العمل في موقع التصوير وأجرت اللقاءات التالية :
الفنانة رباب كنعان قالت : أؤدي شخصية رباب وهي شخصية بسيطة ولكنها تعاني من مشكلة وهي أن شقيقها هو شخص صاحب منصب مرموق وله سلطة أم زوج شقيقتها فهو سجين سياسي بسبب أفكاره وبالتالي فإن هذه الازدواجية التي تعيش فيها تمنعها من التعرف على شريك حياتها والارتباط به لأن الناس العاديين يخشون التقدم لخطبتها خوفا ً من شقيقها و أما هي فلا ترغب بالارتباط ممن هم من مستوى شقيقها وخصوصا ً أن زوج شقيقتها هو شخص مفكر وسياسي وله وجهة نظر خاصة وبشكل عام أنا أحب العمل مع المخرج الكبير هشام شربتجي ووجهة نظر عمل جيد بشكل عام وإن شاء الله يحقق النجاح .
أما الفنان فائق عرقسوسي فقد قال : أجسد شخصية ضابط في الأمن وله علاقة بالسلطات العليا وهو رجل متفاني في عمله ولكن بما يخدم مصلحته الشخصية وهو مرتبط مع فتاة وهي ابنة أحد كبار المسؤولين وذلك كون المصلحة هي الشيء الأساسي في حياته .
والعمل جيد من كافة النواحي وخصوصا ً أنه يقدم شكل جديد للدراما الاجتماعية ولكن نجاحه يتوقف على مزاج الجمهور الذي يتغير من فترة لأخرى .
والفنان عبد الحكيم قطيفان تحدث عن دوره في هذا العمل : أجسد شخصية يعرب وهو شاب سياسي وعنده طموحات كبيرة في مجالات الحياة والعمل ولكنه يدخل السجن نتيجة أفكاره الثورية وبعد خروجه من السجن يكتشف أن الشيء الذي يمكن أن يحققه بالسياسة يمكن تحقيقه بالمال ومن خلال مساعدة الناس والمحتاجين والفقراء حيث يتجه إلى بناء ثروة كبيرة ويتحول إلى تاجر كبير ضمن خط اجتماعي عاطفي أخر والشخصية لها وجوه متعددة .
وعن توقعاته للعمل أجاب : العمل يعد من أنضج النصوص ومن أكثرها تنوعا ً بالشخصيات الإنسانية حيث أن كل شخصية فيه عي عالم متكامل مختلف عما حوله وميزة هذا العمل أنه يقدم شخصيات إنسانية حياتية وضمن سياق اجتماعي يومي حقيقي وليس شخصيات تخيلية وأن هناك تكامل بين الأفكار وتعزيز للسياقات الدرامية بالإضافة إلى وجود مخرج كبير هو هشام شربتجي بالإضافة إلى وجود تناغم كبير بين الممثلين الشباب والكبار وأعتقد أن الجمهور سيقبل على العمل بطريقة متوهجة وجميلة .

وأخيرا ً كان لنا وقفة مع مخرج العمل هشام شربتجي حيث قال : هو من الأعمال الاجتماعية ذات الطابع السياسي ويتحدث عن الأفكار السياسية المطروحة خلال فترة الثمانينات والتسعينات وأهمية الحوار الهادف في بناء الوطن ولكنه بشكل أو بآخر يبقى عملا ً اجتماعيا ً بامتياز وهو من الأعمال الكثيرة التي قرأتها هذا الموسم ورأيت فيها نوع من المصداقية ولا يعتبر من الأعمال التي تحمل طابع التهجم على أولي الأمر من أجل تحقيق النجاح الجماهيري ولو كان كذلك لما قبلت أن أعمل به بالإضافة إلى ذلك فقد اعتمدنا على عدد كبير من الوجوه الشابة والتي وصل عددها إلى أكثر من 50 شخصية .
وعن رأيه بمستقبل الدراما السورية قال : نحن نعاني في الدراما السورية من أزمة حقيقية وهي عدم التزام الممثلين وكذلك قلة عدد الفنانين الحقيقيين بالإضافة إلى قلة المواهب وهذا ما سيتسبب بنتائج كارثية خلال الفترات المقبلة ففي الأجيال الأولى كنا نتمنى الخير لبعضنا و إن النجاح الذي كان يحققه أحدنا كان نجاحا ً للجميع أضف إلى ذلك أن الممثل كان يأتي إلى التصوير وهو يرتجف خوفا ً من عدم نجاحه أو ظهوره بالشكل اللائق أمام الكاميرا أما الآن فالممثل يأتي إلى التصوير وهو ينظر إلى ساعته مستعجلا ً الذهاب

وأضاف شربتجي : إن الذي سيخرب الدراما السورية هو الإنتاج الأكثر من استطاعتها بالإضافة إلى عدم توفر المخرجين الحقيقيين والذين بات عددهم قليل جدا ً مما أدى إلى وجود أجيال لا تفقه بالفن ولا بهذه المهنة سوى بكلمتي الكيف والكم وليس بالنوع والذي أدى بدوره إلى حدوث تكتلات وشللية بالإضافة إلى زيادة الأجور بطريقة مخيفة وتراجع شركات الإنتاج الحقيقية ودخول رؤوس أموال قد تكون تبييض أموال ولكن لن أقول تبييض أموال بل تبييض أخلاق أي بما معناه أنه يُراد للدراما السورية أن تتكلم في منهج معين وتوفير كل فرص الدعم والإعلان و تجييش الإعلام لخدمتها الأمر الذي أدى إلى نجاح أعمال فاشلة ولا تحتوي على أية فكرة والهدف من كل ذلك هو السيطرة على السوق في المستقبل والتحكم بمجرى الأمور لأن ما يجري الآن سيقودنا إلى شركة إنتاج واحدة أو اثنتين خلال السنوات القليلة المقبلة .
وعن تجربة ابنته المخرجة رشا في مصر قال : هي تجربة رديئة بكل المقاييس لأن النص هو بالأصل سوري وتم إسقاطه على البيئة البورسعيدية مما أدى إلى فشله بشكل كبير أما في العمل السوري يوم ممطر آخر فقد كانت تجربة رشا مميزة وقد كانت أكثر من رائعة فيه .