أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > فن > المكتبة > قرأت لك

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 09/11/2005   #199
صبيّة و ست الصبايا hanone
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ hanone
hanone is offline
 
نورنا ب:
Feb 2005
المطرح:
ابحث عن عينيه
مشاركات:
2,454

افتراضي


وطبعا

لعيتلي قلبي بدي اعرف شو بعدين

بالغرام هل كون ابتدى ..وياسلام مش بائي حدا ..
.وقلبي ئال عحالو اهتدى.......... بالغرام
مافي نجوم مابدها قمر ...مافي ليل مابدو سهر
مافي عيون مافيها نظر.. بالغرااااااااام

رئيسة الحزب الكفوري
أم وائل
  رد مع اقتباس
قديم 08/12/2005   #200
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي


لم أقابل "الأستاذ" سومر من قبل بشكل مباشر أو وجها لوجه و لكن كنت أسمع عنه كثيرا و كانت جلسات كاملة تعقد بين شخصيات كبيرة يكون الحديث عن "الأستاذ" سومر محورها ,سومر فعل كذا سومر كان سببا في كذا و" الكذا" طبعا من الخوارق التي لا يستطيع "أجتراحها" أحد غير سومر بما يملكة من "طاقات" و قدرة خلاقة و رؤية مستقبلة تسبق سنه و تعليمة و تسبق عصرة و قد تسبق سرعة الضوء وفوق كل ذلك قرابة عائلية وثيقة مع السيد الرئيس.من هذه "الكذا" الكثيرة التي كان سومر سببا فيها أنه تدخل شخصيا في ترتيب أوضاع الجيش الوطني و قد كان يطلق علية قبل أن تضبطه اصابع سومر "جيش أبو شحاطة" و قد أستطاع سومر بما يملك من قدرات نابلويونية عسكرية على تشكيل قوة عسكرية جديدة قوامها آلاف الجنود و مئات من قطع الأسلحة الحديثة القادرة على الضرب في الأعماق و نشرها حول الجبال المحيطة بالعاصمة لضرب اي تحرك معاد.ثم كان لسومر دور و نفوذ في تشكيل الأتحاد الفكري و هو منظمة غير حكومية تقبل في عضويتها كل من حصل على تعليم عال و نشط في مجال ثقافي أو فني فضم أليها الكتاب و الشعراء و الفنانين و التشكيليين و هوبذلك جعل التوجه التقافي و الفكري العام يسير بثقة و قوه و تنظيم الى غايته المنشودة في التحرر و التطور و الرفاه,فوحد أغلفة الكتب المنشورة و جعلها ذو لون أزرق سماوي مميز يرمز الى الحرية و الأنعتاق و زين الصفحة الأولى بصورة صغيرة للسيد الرئيس و هو يبتسم وقد وضع على عينية نظارة طبية تدل على أن ذلك الرمز الهام قد أستهلك عينيه في القراءة و التحصيل و قد كتب تحت الصورة عهد على متابعة النضال ولو بالورق و الكلمات و الثقافة.

طبعا كان لسومر تواجد فعال في إطلاق سلسلة من التماثيل الصلصالية و الحجرية التي أنتشرت في ساحات القطر و أستقدم لإجلها أفضل النحاتين و التشكيليين العالميين في محاولة منه لإبراز الوجه الثقافي و الحضاري و قد نجح في ذلك الى حد بعيد فقد تحولت الساحات العامة الى منصة حجرية يتربع فوقها تمثال لرمز وطني هام يرفع يده أو يغمز بعينه أو يجلس بإسترخاء حذر ويتأبط كتابا أو بندقية يحيط بالمنصة الحجرية بقعة خضراء ترويها مرشات تخرج رأسها من الأرض و تطلق رذاذا منعشا و حول الجميع بركة مائية مسقسقة "يبلعط" فيها البط و الأوز.

كنت معجبا بفكر الأستاذ سومر و تواقا للقائه لأستقي بعضا من أفكارة الخلاقة بما يفيد مجال عملي و لكن الوصول أليه كان صعبا جدا فوقته ثمين جدا يقاس بالثواني و أجزائها,لأنه علاوة على الدور التنموي الذي يقوم به يدير مجموعة شركات عملاقة يقدم من خلالها خدمات كبيرة للمواطن و الوطن فقد تمنع وزارة ما لسبب من الأسباب سلعة ما فتقوم أحدى شركات الأستاذ سومر بإستيرادها بما يملكه من قوة تأثير و حضور على الدولة فلا يحرم المواطن مما يريد و لا تكسر الدولة كلامها أما السلع التي تقوم شركات الأستاذ سومر بالتعامل معها فكثيرة و متنوعة و متشعبة منها مثلا أقلام الحبر الجاف و السائل و الساعات الثمينة و الأفلام السينمائية و حقن "الكولاجين" اللازمة لنفخ الوجه و الصدر و المؤخرة و كانت الأسواق تعاني من عجز في تأمين هذه المادة الإستراتيجية فقام الأستاذ سومر فإستيرادها و أستخدم ما يملك من نفوذ لعدم دفع قيمة الجمارك لتصل هذه السلعة الى المواطنه بأقل الأسعار و بالجودة المطلوبة للمحافظة على وجه و مؤخرة الوطن النضره.

كنت أسمع عن أخلاقيات سومر العالية و تعامله المهذب الراقي فقد كان يقود سيارته بنفسه في شوارع المدن و بالسرعة المحددة و كان يطبق القوانين المرورة بحذافيها و قد سمعت مرة أنه ذهب بنفسه الى إدارة المرور لدفع مخالفة وقوف ممنوع و أصر على أن يدفع مبلغا ضخما تكفيرا عن ذنبة بل ذهب الى ابعد من ذلك بكتابة تعهد و قسم مغلظ بأنه لن يعود لمثلها أبدا. و كان مضطرا للوقوف ذلك اليوم في وجه حاوية لجمع القمامة مما أخر عملية إفراغها في الوقت المحدد وقد وجد رجال البلدية أنفسهم مضطرين الى سحب سيارته بعيدا و تحرير المخالفة اصولا.كانت هذه القصة مشهورة و منتشرة على نطاق واسع بما لا يقارن مع أنتشار قصصي "الهزيلة".

رغم الحضور الطاغي لسومر على كل الاصعد لم يكن شخصية إعلامية يعني أنه لم يكن يظهر في نشرات الأخبار كرجل رسمي لأنه في الواقع لم يكن في أي منصب رسمي من مناصب الدولة و لم يكن يحضر الإحتفالات الوطنية في أعياد الدولة و لا أجتماعات الكبار,و لكن أصداؤه كانت مجلجلة في كل ميدان.

عندما دخل سومر الى مكتب أبو مكنى شاب يافع حسن المنظر مبتسم أنيق الثياب نظيف تفوح منه رائحة زكية يتحرك بهدوء,هب أبو مكنى من مكانه كالملسوع و قفز صوب سومر حانيا قامته و هامته مصافحا بكلتا يديه و باشا بعبارة فرحة مرحبة :أهلين أستاز سومر,هز سومر رأسه في أجابة على التحية و تابع تقدمة وقفت على قدمي ووسعت فمي الى أقصى درجة دون أن أظهر اسناني كتعبير فرح لمقدم سومر مد يده نحوي طأطأت هامي و مددت كلتلا يدي محاولا تقليد أبو مكنى في طريقه بالسلام عليه و عاد صوت ابو مكنى للتضرع بهدوء أقرب الى الخشوع : الواوي...الوزير...أبتسم سومر أبتسامة العارف الواثق و أجاب الأستاز واوي معروف و لكن هذه المرة الأولى التي أقابله فيها وجها لوجه...حاولت تقليد صوت أبي مكنى, مجددا أنه شرف كبير يا أستاز سومر أن اقابلك. نظرنا الى بعضنا البعض ثم مد سومر يديه الأثنتين و جلس بموجهتي شد أبو مكنى كرسي جانبي و جلس ثم جلست بعد أن جلس الجميع و ركزت نظري الى وجه سومر الذي لم يضيع وقته الثمين فبدأ مباشرة كلامه نحوي: سمعت عنك و أعرف الكثير من الإنجازات الكبيرة التي قمت بها في سبيل الوطن و نحن نشكرك على هذا الجهد و نريد منك أن تتابع بنفس الهمة و النشاط,بقيت متابعا كل كلمة ينطقها و تابعت صمتي حتى تأكدت أن أبو مكنى لن يتكلم فشكرت سومر على ثقته ووعدته بمزيد من الجهد و عرضت عليه الأرقام الكبيرة التي وصلنا أليها فقد تضاعف أعداد الثروة الحيوانية و كميات و الفروج و البيض و قلت له أنه يمكنني أن أوزع لكل مواطن بيضتين ونصف دجاجة يوميا. أثنى سومر على همتي مجددا و عرض علي فكرته الخاصة بالإكتفاء الذاتي من القمح و هو المحصول الإستراتيجي الذي يكفل أستمرارية مد السوق بالغذاء و الحفاظ على كفاية المواطن و أظهر الكثير من معلوماته الغذائية بأن أوضح لي أحتياجات المواطن الذي يزن سبعين كيلوغراما الى ما يقارب ألفان و خمس مائة سعرة حرارية و هو ما يمكن أن يتوفر من بضعة أرغفة من الخبز و بعض البيض و قليل من لحم الدجاج ,و غايتنا أعطاء مواطننا هذه الكمية ليبقى سعيدا و مسرورا و مبتهج,طبعا لم يخف ابو مكنى حسه الأمني حين عقب على سرور المواطن بقوله أن المواطن يجب أن يبقى هادىء و ليس أفضل من أشباع البطون في المحافظة على الهدوء,سومر كان يريد تجنب هذه النقطة فرمق أبومكنى بنظرة تأنيب لطيف ثم نظر ألي نظرة أخيرة بدت لي أنها نظرة متفحص مختبر ثم وقف و قال تشرفنا بمعرفتك عن قرب يا واوي ثم أعطاني بطاقة عليها رقم هاتف بدون اي اسم و قال كلمني على هذا الرقم فقد أحتاج أليك لنجلس مرة أخرى و أنصرف بسرعة و هدوء كما دخل ,بقينا واقفين لبرهة قصيرة ثم كسر ابو مكنى الصمت قائلا :كلمه و تابعه و نفذ ما يقول بالحرف الواحد و بدون مناقشة و ضع عينك على رئيس وزرائك أنا سأنقع رأسه و عليك أن تحلق له على الزيرو....يلا لشوف.

غادرت أبو مكنى و برأسي أسئلة كثيرة حول هذا الأجتماع و مقابلة الأستاذ سومر لم يطلب أشياء كثيرة و بدا لي أنه جاء ليراني فقط لا غير و لكن لماذا لم يتصل بي مباشرة و أنا أعرف أنه قادر على الإتصال بأكبر شخصيات الدولة بدون أحم ولا دستور,و لماذا كانت هذه المقابلة عن طريق أبو مكنى و ابو مكنى لم يحدثني قبلا أنه على علاقة بمثل هذه الشخصية الهامة...لم أجهد نفسي بإيجاد الأجوبة و قررت أن أكثف جهودي لمرحلة قادمة تبدو أنها حاسمة لأقفز قفزة نوعية الى الأمام.

فهمت إشارة سومر حول القمح و الإكتفاء الذاتي و عرفت أن النجاح بهذا الأمر سيسهل أمر أنتقالي الى موقع آخر و لكن مع التركيز على شخص رئيس الوزراء الحالي و إظهارة بمظهر " الكر" الذي يحمل أسفارا.و أنا كنت أظن أنه مجرد كر بدون أي أسفار و العواصف التي تحيق به كافية لتحويلة الى عصف مأكول و لا يحتاج الأمر الى أكثر من صابونة أخيره تجعله يتوسد أرض الحمام عاريا مكشوف العورة.و سيكون محصول القمح الذي سيحملني الى الأعلى نفسه الذي سيطيح برئيس الوزراء الى الهاوية و موعدنا بيدر السنة المقبلة.

طلبت من ساعدي الأيمن السنجري تسطير كتاب عاجل و سري الى السيد رئيس الوزراء بحاجة الوزارة الى كميات كبيرة من بذار القمح المحسن المغربل حسب أعلى المواصفات لتوزيعة على المزارعين و مزارع الدولة لأننا قررنا وبتوجيه مباشر من الأستاذ سومر جعل القمح محصول مكتفى ذاتيا لنتستغني عن أستيراده من الذي بيسوى و الذي "لا يسوى" و يكفي بقى أرتهان للآخر بسبب حفنة من القمح.




طبعاً

يتبع...

عـــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــايــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة






زورو موقع الدومري :
http://aldomari.blogspot.com
  رد مع اقتباس
قديم 08/12/2005   #201
صبيّة و ست الصبايا hanone
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ hanone
hanone is offline
 
نورنا ب:
Feb 2005
المطرح:
ابحث عن عينيه
مشاركات:
2,454

افتراضي


بعدين طارء افندي

لك هلكتني بدي اعرف شو بدو يعمل
  رد مع اقتباس
قديم 17/12/2005   #202
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : hanone
بعدين طارء افندي

لك هلكتني بدي اعرف شو بدو يعمل
مين !! يلي شو بدو يعمل !!! حددي !!
  رد مع اقتباس
قديم 19/12/2005   #203
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي


لا أعرف عن القمح إلا الجانب الشاعري منه و هو الجزء الذي يتحدث عنه الشعراء فيشبهون شعر حبيباتهم بلونه لم اعتقد أن لون القمح هو لون مثالي لشعر جميل و خطر لي أن فتاة تملك شعرا بهذه "الصفرة" يجب أن تكون برصاء.و لكن نجاح الخطة القمحية تتطلب معرفة إضافية عن القمح تتعدى رومنتيكيات الشعراء فأحضرت ما تيسر لي من مراجع علمية تتحدث عن القمح من حيث طريقة الزراعة و اوقاتها و حصاده و أمراضه و اماكن زراعته و انتاجياته و احضرت إحصائيات محلية تسرد أرقاما عن إنتاج الدولة منه و حاجة مواطنينا لهذه المادة الغالية.غرقت بأرقام و تفاصيل كثيرة و قدرت أن هذه المهمة تحتاج لأكثر من رجل واحد لكي تنجح أو انها بحاجة لرجل يتحمل وزرها أن فشلت.لم تكن فكرة رفع الإنتاج خلال فترة قصيرة لا تتعدى العام فكرة ناجحة و لايمكن تطبيقها بنجاح في ربوعنا وقد تأكدت من ذلك بمتابعة الأحصائيات التي أستقيتها من مصادر الدولة و المنظمات الزراعية الدولية التي تعمل داخل أراضينا كان كفائة أستخدام المياه لا تتجاوز أربعين بالمائة بحيث يهدر ستون بالمائة منها بالتبخر أو التسرب و أنتاجية الأرض من القمح تقل عن نصف إنتاجية الدول المجاورة و تكاليف إنتاج الطن الواحد تزيد عن ضعف إنتاجيات ما يماثلنا من دول.كل تلك الأرقام تجعل الرأس يدور و لا يستقر إلا بعد نفض أفكار الإكتفاء الذاتي خلال سنة واحدة لأنه مع هذه الأرقام "فمجنون يحكي و عاقل يسمع".

كان الإتصال يومي بيني و بين السيد رئيس مجلس الوزراء حول البذار المهجن الجديد الذي أعتمد لتتم زراعته في أراضينا بعد أن أكتشفنا أن الأنواع التي أعتاد فلاحنا على زراعتها ذات إنتاجية رديئة جدا و خاصة النوع المسى "حماري",و قررنا أنه يجب إفتتاح مراكز بحثية متخصصة تقوم على إختبار أنواع القمح و أختيار الجيد منها و المقاوم للأملاح و قليل الشهية للماء و عظيم الإنتاجية لنواجه به الأيام السوداء و تم أستقدام خبير أجنبي "فطحل" فاز بجائزة نوبل للكيمياء ليساعدنا في أعمال البحث و التطوير . كانت حصيلة أجتماعاتنا أن الهدف النهائي لإنتاج القمح يجب أن لا يقل عن أربعة ملايين طن من القمح و هي االكمية التي تحتاجنا اسواقنا و التي يستهلكها مواطننا دون أن نحتاج فلان أو علان.ثم عدنا الى أحصائياتنا القديمة و قد وجدنا أن أنتاجية الهكتار الواحد من الأراضي المروية لا تتجاوز الطنين من القمح و جرى على هذا الاساس إحتساب المساحة اللازمة للزارعة و كمية المياه التي يستهلكها القمح خلال فترة نموه.

طبعا بما أنني وزير امتلك ذراعا سحرية كالسنجري عرفت بأن هذه الأرقام و اعتمادها كما وردت ستقضي على زراعات أخرى قضاءا مبرما و ستدمر مشاريع ري كاملة اقيمت لتخديم اهدافا أخرى لأن أنتاجا بهذه الكمية و هذه الإنتاجية يتطلب مساحات شاسعة واسعة و مياها كثيرة جدا و قد يكون خيار رفع الإنتاجية خلال فترة زمنية أكثر جدوى, و عندما عرضت هذا الأمر على السيد رئيس مجلس الوزراء كان مصرا على تطبيق الخطة كاملة و استخدام كل الأرض للزراعة و كل المياه اللازمة للري, و قد كنت أوحي له بأن أوامر السيد سومر يجب أن تنفذ بالحرف كان يستمع الى كلامي و يزداد تمسكا بخطته فأعود الى تنبيهه بأن في هذا خطر كبير على الأراض و المياه فيزدرد لعابه و يقول ان الإكتفاء الذاتي من القمح تحد كبير و قد أخذ على عاتقه هذا الهدف. كان الأمر منوطا بي في البداية و قد كلمني الأستاذ سومر شخصيا و لكن حماس رئيس الوزراء للأمر و رغبته في "إجتراح معجزه" تبقيه في منصبه جعلة يتبناها و يضع كل جهوده فيها لم اكن منزعجا لأنني أعرف أن هذا المشروع "خازوقا" سياتي بآخرة هذا الغبي .لم يغيب عن بال السنجري تسجيل محاضر الإجتماعات بالدقه التي يرغب و كان أكثر حرصا على توقيع السيد رئيس مجلس الوزراء على جميع تلك المحاضر.و مثل هذه المحاضر كالقرش الأبيض الذي سنحتاجه حتما في اليوم الأسود الذي ينتظر رئيس الوزراء.

تقصدت أن أجعل موضوع القمح يخرج من يدي ليستقر بيد السيد رئيس مجلس الوزراء و ذلك لأن رفع إنتاج القمح ليزداد مائة بالمائة خلال عام واحد أمر مستحيل في ظل جهاز حكومي و زراعي من هذه العينة لأني أنا أعرف عن قرب صعوبة تأمين كل تلك الأراضي الزراعية للإنتاج المطلوب و هناك جزء كبير من المساحات غير مستصلحة اصلا و غير صالحة لزراعة اي شيء ناهيك عن القمح, كما أن مستويات تخزين السدود و غزارات الأنهار و الينابيع التي دخلت كمياتها في الحسابات اقل بيكثير من السجلات,و ذلك ان عددا كبيرا من الأبار الخاصة قد تم حفرها في كل أرجاء الدولة لتغذية مزارع "ترفيهية" جمالية يستنزف الكثير من الموارد المائية و قد وقعت شخصيا عددا كبيرا من طلبات حفر الابار لأعضاء من مجلس الشعب و قادة عسكريون و قادة سياسيون و بعض صغار الكسبة الموظفون دون أن تسجل هذه الموافقات و دون أن يعرف أحد كم تستجر من مياه جوفية.و بناء على هذه النتيجة وضعت الملف "اللغم" بيد السيد رئيس مجلس الوزراء و اكتفيت بدور إستشاري مكمل ووجهت كتبا رسمية بهذا الخصوص الى هيئة الرقابة في الدولة كما طلبت مقابلة السيد سومر و أعلمته بالأمر و كان رأيه ان القمح ضروري و استراتيجي و يجب أن نمضي بهذه الخطة قدما و ضحت للسيد سومر مخاطر القفز بالإنتاج خلال عام واحد و مدى إنهاك المخزن المائي الجوفي و إنهاك التربه .تفهم سومر وجهة نظري و شكرني على إخلاصي و لكنه كان يرغب أكثر في مشاهدة صوامعنا مليئة بالقمح المحلي, لذلك أصر على المضي الى الأمام في خطته و كلفني بأن أكون بجانب رئيس الوزراء لمساعدته في تنفيذ الخطط اللازمة, فقلت له و نحن ورائك يا سيدي و سنبذل كل مانستطيع حتى الوصول الى ما نريد.

لم اكن في حاجة الى تدبير اي خطة معاكسة تحبط السيد رئيس الوزراء, لأن السيد رئيس مجلس الوزراء و الجيش الذي كرسة لمحصول قمح يوفر الخبز و الكعك و الكاتو سيفشل حتما بطريقته "الإنكشارية" في تسيير الأمور و خاصة أنه لم يظهر أكثر من "الحماس" و الكثير من اللجان و الكثير من الإجتماعات لتنفيذ الخطة و خلف هذا كله كان الحفاظ على رأسه بين كتفيه دافعه الأول, و لكن يجب أن أجعل هذا الفشل ذريعا و مدويا ليكون المسمار الأخير الذي يدق في نعش هذا التعس. أغرقت الخبير الفائز بجائزة نوبل في الكيمياء بجوقة من الموظفين الحمير و المهندسين عديمي الخبرة و التأهيل و تحول بعد اسابيع قليلة الى مدخن شره للسجائر الوطنية بعد أن كان يقتصر فقط كجميع النابهين على تدخين "البايب" بعد حشوه بتبغ خاص مستورد كان الخبير يطلب اجهزة قياس و أجهزة فحص كثيرة, نوعية الأجهزة كانت تثير الريبة في طريقة عملها لأن اللجنة التي شكلتها لدراسة متطلبات الخبير قالت أن الأجهزة ذات قدرة تشويش عالي قد يؤثر على موجات الراديو و التلفزيون المجاورة لذلك منعت استراد و الأجهزة ووجهت الى ضرورة تأمينها من الأسواق المحلية,كانت تقارير حول هذا السلوك الإستعماري المشين تصل الى الأستاذ سومر عن طريق ابو مكنى و قد عبرت في إحدى تقاريري اليه عن خشيتي ان يكون هذا الخبير "دسيسة" من الصهيونية و قد تكون الإمبريالية العالمية قد دسته بين صفوفنا للحد من طموحنا في التحرر و الإعتماد على الذات و لكن رئيس مجلس الوزراء كان يدافع عنه و يكيل له المديح في إجتماعات لجنة القمح و تطوير الموارد الزراعية التي شكلت لهذا الخصوص و بدا موقفي اكثر وضوحا شيئا فشيئا من خطط رئيس الوزراء و طفا الى السطح عدائي القديم له و لم أخف شيئا هذه المرة من سلوكياته التي ستعيد بلدنا الى الوراء عشرات السنين كان المسكين يحمر و يخضر كالحرباء و يبتلع كلماته مبتهلا الى الله بموسم مطري غزير.

كلما تقدم الموسم الزراعي كلما إزداد توتر السيد رئيس مجلس الوزراء كانت الأرقام الواردة عن المساحات المزروعة تصيب "بالجلطة" و الأرقام الواردة عن أحتياطيات المياه في السدود و الأقنية تصيب بالذبحة فكان يتأمل هذه الأرقام و يرمقني بنظرات نارية و يعود ليدفن راسه في الصفحات الملئية بالأرقام يستجديها ان تكبر.حاول أن يلقي على مسئولية صغر الأراضي الزراعية و كان يصرخ اين المساحات الزراعية المستصلحة التي صرعتنا بها و ارقامها مثبتة هنا و اين المياه المخزونة و مشروعات السدود و الأقنية,كانت أتهاماته تزيد بإقتراب موعد الحصاد و كنت لا أعطيه اجابات مفيده لأنني أعلم انه لم يكن يبحث عن إجابات بقدر ما كان يريد أن يخرج ما بداخله من غيظ و قهر على شكل صراخ و لكني لم لم اعطه اي فرصة ليتفوق علي فأتهمته بإهدار المياه و استخدام طرق ري قديمة مما أفرخ السدود و جفف مصادرنا المائية و زاد من ملوحة التربة ووجهت له سهما أردت أن يكون الأخير عندما قلت له في أجتماع حاشد لتقييم الإنتاج الذي بدأت بشائره المخزيه تهل علينا قلت له وقد وقفت على قدمي و سبابتي تشير مباشرة الى القب من صدره:

-لقد كنت عارا علينا يا سيدي بإهدار مواردنا ولا يشرفني أن اكون تحت قيادتك..و خرجت من الأجتماع.

يتبع.....
  رد مع اقتباس
قديم 19/12/2005   #204
صبيّة و ست الصبايا hanone
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ hanone
hanone is offline
 
نورنا ب:
Feb 2005
المطرح:
ابحث عن عينيه
مشاركات:
2,454

افتراضي


يا ويلي كنك ما بتجيب الجلطة يا طارء لك وبعدين شو صار
كبر المعلئة مشان الله
  رد مع اقتباس
قديم 26/12/2005   #205
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي


كان لدى رئيس الوزراء هما اكبر من هم تصعيدي التحدي الذي وجهته له ,و كنت أعرف هذا, و لكن موقفي كان موجها الى قيادات أعلى لتعرف أنه قد اصبح لي موقفا محددا من هذا الشخص, و هو موقف يطابق موقفها, و كان رفع وتيرهه الإتهام و توجيهه بشكل مباشر بهذا الشكل يحمل نيات إعلامية لأنني أريد تعزيز وجودي الشخصي كرجل نزيه رافض لكل ما هو فاسد و غير كفىء و لم تقصر آلتي الإعلامية في الطنطنه لهذا الموقف و لم يقصر الرواة و هواة القصص و المجالس في حقنها بكميات من البهارات و المحسنات فباتت حكاية هذا التحدي تحمل نكهة "المستبد العادل" الذي يحلم به الجميع قادما على حصان ما و بيده سيفا و في جيبه وصفة جاهزة لكل شيء من إزدحام الطرقات الى الخلافات الزوجية وصولا الى التحرير و النصر.و هي الصورة التي أريدها لنفسي .على أنني حرصت أن تكون هذه الصورة اقل بدرجة واحدة من صورة خالدة في وجدان الوطن لا يستطيع أحد أنتزاعها و هي صورة السيد الرئيس,فلا يجوز أن يرتقي أحد مراقيه و لن يستطيع أحد ان يفعل ولو رأى ليلة القدر,فتلك الصورة مختلفة عما للبشر هي مزيج من الناسوت و اللاهوت خالط بعضه بعضا و أصبح اقرب للقدسية.

حتى الطبيعة عبرت عن كرهها الشديد لرئيس وزرائنا فحبست الأمطار كما لم تفعل من قبل و كأنها تعرف أنه سيغادر عاجلا أم آجلا ففضلت اللحاق بي و مدي بمساعدة عظيمة من هذا النوع,فكان المسكين يتابع النشرات المطرية بأعصاب محروقة و مشدودة و يصدم بالأرقام الهزيلة فيتمم شاتما و لاعنا المطر و الغيوم و البحار و القمح و الخبز و ربما طالتني لعناته و طالت ايضا السيد سومر صاحب هذا المشروع القمحي الخلاق.بات الرجل قلقا كل الوقت و يتناوب على حك ذقنه و رقبته و ظهره و كأنه مصاب بجرب أو آفة جلدية و بدأ يزفر أنفاسه بغضب ظاهر و تحول تنفسه الى إخراج النيران التي تضطرم في جنباته فلا يكاد يثبت في مكان و عندما يراني كان يتحرك كالملسوع فيوجه ألي نظرات نارية حاقدة و يتابع نوبة الحك الجنونية,وقد عرفت أن السيد رئيس الوزراء قد اصيب بلوثة ما في دماغه عندما طلب من وزير الأوقاف دعوة العلماء و الفقهاء و أرباب الشعائر الدينية الى إقامة صلاة استسقاء بعد أنحباس المطر الطويل عنا.ضحكت بصوت مرتفع لأن تصرف كهذا يعني أن رئيس الوزراء قد سقط بالضربة القاضية وقد بدأ يستنجد بالسماء و هي التي تخلت عنه منذ الوهلة الأولى عندما حبست عنه أمطارها.لم يكذب وزير الأوقاف الخبر و دعا الناس عبر الإذاعة و المساجد الى النفير العام و التوجه الى الجبل المطل على المدينة لإقامة شعائر صلاة الإستسقاء رأفة بالمؤمنين و إستجابة لغبة رئيس الوزراء.

لم تتحرك السماء أما آلاف الأكف الضارعة و الرؤؤس المكشوفة بل إزدات الشمس إشراقا و تبخرت كل الغيوم التي كانت تغطي السماء و عاد الجميع بعد أن ايقنوا أن لعتة حلت على البلاد و هذا ما أنتبه إليه السيد الرئيس عندما عقد إجتماعا طارئا و قد خصص معضمه للحديث عن اللعنة التي حلت على هذا البلد و حضنا على مضاعفة الجهود و إنحباس المطر لا يعني أن نتواكل و نستسلم كان السيد الرئيس يتكلم و يوجه الى رئيس الوزراء نظرات ذات معنى بل أنه في أحدى المرات توجه مباشرة إليه و قال له "أليس كذلك" يا دولة رئيس الوزراء توارى رئيس الوزراء خلف رموشة و قد أحس أن اتهاما يوجه أليه بالتواطىء مع السماء لتأخر المطر و إنحباسة كل هذه الفتره,كان ذلك الإجتماع و كلمة السيد الرئيس القشة التي قصمت ظهر رئيس الوزراء فقد ايقن بالهلاك فبدآ يتكاسل في متابعة أخبار المطر و يتكاسل أكثر في متابعة أخبار النمو في الأماكن المروية و استسلم للجلوس بصمت في مكتبه يقضي في ساعات الدوام تالرسمي و هو يتوقع بين اللحظة و الأخرى أمرا من السيد الرئيس يطلب منه الإستقالة.

التقاليد الحكومية لدينا تقول أن رئيس الوزراء الجديد يجب أن يعين قبل ان يرحل القديم و لذلك بدأت المشاورات و الإجتماعات الجانبية و تسريب الأسماء و الأخبار كنت أترقب كل ذلك بإبتسامة رضا و ظفر و قد كنت متأكدا أن منصبي القادم هو رئيس الوزراء و لكن يجب أن تسير أمور المشاورات كما هو مرسوم لها,ألتقيت ابو مكنى و حدثني حديثا ليس له علاقة بالأمر الذي تغرق فيه البلاد و هو المطر و تغيير الوزراة كان ابومكنى قلقا على ابنه و هو يتقدم الى أمتحانات الثانوية العامة و هو يعتقد أن ابنه "كر" و لن ينجح إذا ما قدم فحصا كما يقدم الجميع و قد طلب مني أن أكلم وزير التربية لتخصيص مدرسين له خارج أوقات الدوام من خيرة كوادر الوزارة,و عندما قلت له و لكن الوزارة كلها "ماشية" لماذا لا تنتظر الى أن تعين وزارة جديدة و نكلم الوزير الجديد فكر ابو مكنى قليلا ثم قال لأ..لأ ما بقدر استنى كتير... الوقت عم يمر و الولد متل "فدان البقر" لازم تتأمن دراستو فورا..استدرك كلامي و عدل لهجته قائلا..بعدين وزير التربيه كتير محترم و نضيف و أخلاقي..خليه....خليه يبقى وزير التربيه شوفيها.أثنيت بدوري على وزير التربيه الذي كان يبدو كمدرس ابتدائية عتيق يجاهد و يصارع ليبقى مستيقظا طوال فترة الإجتنماعات التي تعقدها الوزارة.حاولت أن استدرج ابو مكنى الى الحديث عن التشكيل الوزاري الجديد و لكنه كان يغير الحديث مباشرة و كأن الأمر محسوم بالنسبة أليه و كل ما يجري من مشاورات و لقاءات لذر الرماد في العيون.

بدأت التقارير الجدية بالوصول عن الأمراض التي بدأ تدب في محصول القمح و أزداد رئيس الوزراء عزلة و إنزواءا و أنقطع أتصاله بكل من كان له إتصال به و أحسست أن الجميع بدأ يعاملني بإحترام أكبر و قد سرت شائعة كبرى أني رئيس الوزراء القادم زملائي الوزراء كان يهاتفوني يوميا, كبار ضباط الجيش الأمراء كان يبعثون ورودا و رسائل ,و قادة الحزب الكبار و منظريه السياسيون, و لكن الذي جعل الأمر واقعا أتصال هاتفي من سومر يطلب مني الإستعداد للمرحلة القادمة, و قد أحسست أن هذا الهاتف كان بمثابة قرار التعيين, طبعا الوحيد الذي لم يتصل ابو مكنى حتى أنه لم يشكرني و قد فرغت لإبنه جيشا من المدرسين بعد أن استدعيت وزير التربيه و طلبت منه ذلك و ألقيت له عظمة بقائة في الكرسي الذي هو فيه, و قد كان في منتهى الحيوية و هو ينفذ ما طلبت منه.

ثم جاءتني الدعوة التي أنتظرها كان الرجال في منتهى الأدب رغم بذلاتهم التي تنم عن ذوق سيء, قادوني الى سيارة تقف أسفل مبنى الوزراة جلست في المقعد الخلفي و جلس رجل في المقعد الأمامي عرف عن نفسه أنه العميد زيدان من المرافقه الخاصة سرنا بصمت و هدوء نحو القصر الجمهوري و قد قال لي العميد زيدان أن السيد الرئيس يرد حضورك الى القصر فورا.

خضعت قبل الدخول الى تفتيش دقيق ,لم يلمسني أحد بيده ,و لكن كنت أمر عبر ابواب تصفر أو تزمر فيطلب ألي العميد زيدان أن أعود للمرور مرة أخرى بعد أن أخرج كل المعادن التي معي وبعد أربعة أو خمس ابواب من هذا النوع لم يبقى معي شيء له علاقة بالمعدن حتى حزام بنطلوني أخذوه مني و قد ابدى العميد زيدان اسفه الشديد لذلك و لكنها أجراءات أمن يخضع لها الجميع و قد تخف فيما بعد. جلست مع السيد الرئيس في ذات الحجرة التي تظهر على التلفزيون و يقابل فيها ضيوفه و كنت وحيدا معه بعد أن أمر بإخلاء المكان ,السيد الرئيس كان شديد القلق على الموسم الزراعي و قد كان يخطط للإكتفاء الذاتي و لكنه فجع بموسم مطري هزيل و رئيس وزراء غير كفؤ .قال لي ساضع فيك ثقتي و يمكنك أن تتمتع بالصلاحيات التي تريد يمكنك أن تتصل بي في ايه لحظة و لكن أريد تغييرا في كل شيء و أريده سريعا و عاجلا أختر الطاقم الذي يعجبك لن أرغمك على أحد طبعا إلا وزارء السيادة فهؤلاء اسمحلي بهم أما ما عداهم يمكنك أن ترشح من تريد و سنتعاون جميعا للوصول الى ما نريد,كان السيد الرئيس يتكلم و حماسة يزداد و يتعاظم و قد وصل ذروته و هو يقول لي لقد سمعت عنك الكثير و أنا مؤمن بقدراتك على التغيير نحو الأفضل ضع الوطن نصب عينيك و الله يوفقك. أريد ترشيحاتك الوزارية هنا في اقل من اسبوع ,الوضع معقد و يتطلب حركة سريعة و فعالة. قال السيد الرئيس هذا الكلام و هبط حماسة مرة واحده الى مادون الصفر لأنه وقف على اقدامه و مد يده ألي مصافحا و مودعا.

لم اكد اصل مكتبي حتى كان ابو مكنى أول المتصلين على غير العادة...لم يهنأني و لم يتمنى لي التوفيق بل قال تعال ألي فورا..و حالا...

يتبع....
  رد مع اقتباس
قديم 30/12/2005   #206
صبيّة و ست الصبايا hanone
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ hanone
hanone is offline
 
نورنا ب:
Feb 2005
المطرح:
ابحث عن عينيه
مشاركات:
2,454

افتراضي


ووووووبعدين
  رد مع اقتباس
قديم 25/01/2006   #207
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي


نتابع



تلبية دعوة ابو مكنى او بالأحرى الإمتثال لأمر بالمجىء كان الشيء الذي لا يحتمل تسويفا و لا مماطلة بشكل انعكاسي و بدون تدخل العقل او اية أداة إرادية أخرى, كنت أتجه الى مكتبه بعد تلقي الأمر بالمجىء ,و هذه المرة لم تشذ عن سابقاتها رغم أني اصبحت رئيس الوزراء ومن "أكبر روؤس البلد" بإعتبار ان البلد متعدد الروؤس, و بموجب الدستور فأنا من يرسم السياسات الإقتصادية و يخطط للميزانية و يقود سياسات الدولة و تحت يده تقع كل الأجهزة الأمنية و لكن رغم هذه الكمشة من الصلاحيات و رغم أني أعرف أن ابومكنى يعرف هذه الأمور, لكني ذهبت أليه ركضا و أنا اتوقع شتائم أو توجيهات أو اوامر أو اشياء ذات صلة و ربما يريد ان يسألني عن وضع ابنه الدراسي, فهو يتصرف بشكل غير متوقع أطلاقا, فقد يحدثني عن اشياء تافهة لا قيمة لها و يرسم على وجهه كل الجدية التي في الدنيا , و قد ايقظني مرة في الثانية بعد منتصف الليل فذهبت أليه بعد أن ظننت أن انقلابا قد حصل و لكنه شرع يحدثني عن أوجاع بدأت تتسلل الى ظهرة و تنتقل الى رقبته ,كنت أنتظر أن ينتقل بالحديث الى شيء مهم و لكنه استمر يصف ألامه بكل دقة و تفصيل, ثم أنهى حديثه بقولة تضرب أنت و الي بيحكيلك شو بهيم, أنا عم قلك ظهري عم يوجعني و أنت فاتح تمك متل المسطول العمى شو بينشد الظهر فيك. و يبدو أن ابو مكنى ساعتئذ لم يكن يعرف الوقت و ربما لم يكن يقيم تلك الأهمية للوقت أو لي و كل ما يهمه شخص يحدثه عن أوجاع الظهر و تمكنها منه و قد كان يتحدث بحماس لا يقل عم حماسه عند الحديث عن امر يهم الدولة.أو ربما يختبر سرعة أستجابتي له وربما الأثنين معا.

كان يجلس باسما خلف مكتبه و عتقدا يديه أمامه و على يسارة علبة صغيرة لفت بأوراق ملونة لم اشك أنها هدية, و لأول مرة يقوم ابو مكنى عندما أدخل و يستقبلني بالترحاب غامر و بأيدي مفتوحة و يعانقني بحرارة و ضحكة مدوية متقاطعة مع جملة ذات طعم ترابي :أهلا برئيس وزرائنا العظيم, وضغط بيدية على يدي بطريقة قدامى الأصدقاء الأوفياء, لم أتبين جملته هل هي جاده أم مستهزئة لأني أعرف ان ابو مكنى لا يأخذني على محمل الجد ابدا رغم دعمه الغير محدود و لولا هذا الدعم لما وصلت الى هذا المركز المهم.أخذني من يدي و أجلسني مقابله و بدا يحدثني عن فرحه الشديد بي و أنني الرجل المناسب الذي ينتظره البلد و شد على يدي من جديد ثم تناول العلبة الموضوعة على مكتبه و ناولني اياها قائلا هذه من "أخوك " ابو مكنى.أرتعدت فرائصي عندما نطق بهذه الجملة لأنه ذكرني بزيارتي الأولى و كمية الرعب التي ألقاها في صدري عندما كان يحدثني عن الإخلاص و الأخوه تذكرت النظرة ذاتها و اللكنة ذاتها و كان يومها يعرض علي منصب "جاسوس" صغير لحسابه في دائرتي و اليوم يعرض علي هدية صغيرة لا أعرف ماذا فيها . لم تعجبني فكرة "أخوية "أبو مكنى و خاصة في هذه المرحلة ,ابتعلت ما سال في فمي و أغلقت عليه بقوة و تناولت هديته بيد مرتعشة متخوفة شد يده على هديته و دفعها نحوي و كأنه يدفع خنجرا الى صدري, فتناولتها و نظرت في عينيه نظرة باسمة حاولت أن اضع فيها شكري و تقديري و لكن أعرف أن نظرتي كانت مليئة بالشك و التجوس لم يبدو أنه تأثر بنظري ,ترك هديته في يدي و تحرك بخفة ليجلس خلف مكتبه متشاغلا بما بين يديه من أوراق عرفت أنه يقول هيا أنصرف حييته مستئذنا بالخروج لم اسمع ردا واضحا منه وقفت لحظة مترددا ثم خرجت.

وضعت الهدية الى جواري و أنا اقود سيارتي عائدا,كنت أسترق النظر أليها بخوف و ريبه و كأنها حية تريد انتهاز فرصة للإنقاض علي ,لا أعرف لماذا هاجمتني كل تلك الوساوس من هدية ابو مكنى لم افكر كثيرا ماذا يوجد فيها لم أحاول أن اقدر وزنها و كل ما خطر لي أن ابقى بعيدا عنها,كانت الهدية الأولى و كلمة الشكر الأولى و عناق العرفان الأول الذي خصني به ابو مكنى لذلك كانت كميات التوجس و الخوف و الريبة كبيرة جدا.

وضعت الهدية في أعلى مكان في مكتبي و كأني أحاول أن ابعدها عن جسدي أكبر مسافة ممكنة و لم يخطر لي أن اتعامل معها كهدية من صديق و لم يخطر لي مثل هذا الخاطر ابدا و كل ماكنت أفكر به مقدار الخطر الذي يكمن في داخل هذا العلبة و خيل لي أنني و بجرد أن أفتحها سيحصل انفجار كبير سيحطم مكتبي و الوزارة و البلد و ربما الكرة الأرضية برمتها,لذلك حافظت على شريطها الحريري المغلق بعناية و ابعدتها عني ,بل حاولت نسيانها و لكنها كانت تتراقص امام عيني عند كل حركة ,تنتصب أمامي تذكرني بصاحبها و نظرته المريبة و شتائمه المقذعة اصبحت هذه الهدية و منذ أن أصبحت رئيسا للوزراء كتميمة الشؤم لا أرغب بفتحها و لا هي تغرب عن وجهي ابدا,و اصبحت ملازمة لي كل الوقت الذي أقضيه في مكتبي.

لم احرق سفني و لا يمكن أن افعل جعلت السنجري وزير دولة و صارعت كثيرا لأضعه في منتصب كهذا لأنني بحاجة الى رجل من وزنه على مقربة مني و لكن زوجته المثيرة اصبحت بعيدة جدا لم أعد أشتهيها كما كنت أفعل من قبل و لم يحاول السنجري أن يعرضها مجددا و لم تمض ايام قلائل في منصبي الجديد حتى نسيت كل شيء يتعلق بها و لم يبقى منها في ذاكرتي الا وجه ابله و فخذين مثيرين و مؤخره.

الإصرار على السنجري كلفني كثيرا لأن ابومكنى كان يريد حصة من الوزارة و رؤساء أفرع الأمن كل يريد حصته و قواد الفرق العسكرية كانو يريدون حصصا من الوزارة و دا تقسيم الوزراة و كأنه تقسيم لكعكة عيد الميلاد و بدا الصراع على كراسي الوزراء كصراع الأطفال على لعبة صغيرة و تحول الأمر الى شتائم و مزايدات علنية و مخفية و وكنت في المنتصف كالأبله كل مهمتي توصيل الرسائل الشفوية من هذا الى ذاك فقد قال لي قائد فيلق التحرك السريع إذا كان قائد فرع الكمائن يريد وزير الزراعة و التموين فأنا أريد وزارة العمل و التجارة و قل له أنني لن اقبل بغير ذلك هدأت خاطره و قلت له و لكن السيد رئيس وحدة الصواريخ بعيدة المدى يريد ابو وطفى وزيرا للتجارة فهل ترضى ان يزعل رئيس وحدة الصواريخ و صواريخة قادرة على دك أبعد و المواقع, لم يبد قائد فيلق التحرك السريع خوفا من الصواريخ بعيدة المدى و لا من قائده وقال ليذهب الى الجحيم هذا الجحش عندما يتعلم صيد السمان يستطيع أن يعين وزراء قال صواريخ قال.تشكيل الوزارة أصيب بإنتكاسات كثيرة و كلما رقعت جانبا سرعان ما ينهار بعد تدخل أحد رجالات الدولة و لكن للحق كان رئيس الفرع الخارجي للأمن الخاص أكثرهم هدوءا و اقلهم أنفعالا و لم يكن له مطلب أكثر من وزارة العدل ظننت أن مثل هذه الوزارة ربما تكون بعيدة عن براثن القوم و لكن عرفت فيما بعد أن السيد رئيس فرع الأمن الخارجي الخاص كان لا يؤمن بالتجارة لا بالصناعة و يحب "الخرج الناشف", و كنت أسعد الناس بهذا الميل لأنني نفذت طلبه و بقي بعيدا عن المساومات الأخرى.

حملت تناقضات و مشاكل الوزراة الى أبو مكنى و كان على أتصال يومي بي ليعرف التقدم في التشكيل و يطمئن على حصته الوزارية ,هرب أبو مكنى من الأمر و قال هذا و ذاك جماعتي و الباقي فخار يكسر بعضو بتحمل حالك بتفز و تروح لعند المعلم خليه يشوف البلد كيف ماشي العمى بيقلب الناس ما عد حدا استحى.عرفت أن أبو مكنى لا يريد الدخول بخصومات جانبية و رحل الأمر الى السيد الرئيس,حملت أوراقي و أنطلق الى حيث القصر الجمهوري.

كان الرئيس يجلس بإسترخاء على كرسي مريح في مكتبه و قد خلع جاكيتته و حذاءة و أمامه كأس مته و أبريق مليء بالماء الساخن و كان قد أنتهى للتو من لقاء وفد المغتربين السوريين في الأرجنتين وقف خلف لباب أنتظر الأإذن منه بالتقدم رفع كأس المته بيده و شفط شفطة طويلة ثم نظر ألي و قال تعال..تعال..شو عندك..أقتربت منه الى أقرب مسافة و قلت له يئست ياسيدي الرئيس يبدو أن تشكيل الوزراة كالعمليات القيصيرة أبتسم الرئيس بود و قد أعجبه التشبيه و قال لا قيصيرة و لا شي أنت مكبر المسائل قعود هون لقلك جلست على كرسي مجاور و فتحت أوراقي كنت قد سجلت أسم كل "متنفذ" و تحته أسماء مرشحيه و الكراسي المقترحت .أخذ الرئيس مني تلك الأوراق و بدأ يقلب فيها يشطب من هنا و يزيد من هناك ثم توقف عن ورقه بعينها و نظر ألي قائلا ميسنو هادا..أقترب الى حيث يشير كان الرئيس يشير الى أسم السنجري .ابتسمت بحب و قلت سيدي الرئيس هاذا كان مساعدي و أرغب أن يبقى معي..أبتسم الرئيس و أتسعت أبتسامته أكثر و هو يقول لي و كأنهه ينفحني بقشيشيا..تكرم عينك أنت بتستاهل يا واوي..ناولني السيد الرئيس خلاصة تشكيلاته و قال أعلن هذا التشكيل و أكتب قراره و تعال كي أوقعه لك و كل من يعترض حط صباطك بتمو..

يتبع..
  رد مع اقتباس
قديم 25/01/2006   #208
شب و شيخ الشباب Barleb
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Barleb
Barleb is offline
 
نورنا ب:
Nov 2005
مشاركات:
2,824

افتراضي


و أخيراً ,
فكرتك نسيتنا ,

أن خدعونا مرة .. تباً لهم , أن خدعونا مرتين .. تباً لنا

Amarta <3

ܒܪܠܝܒ
  رد مع اقتباس
قديم 25/01/2006   #209
صبيّة و ست الصبايا hanone
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ hanone
hanone is offline
 
نورنا ب:
Feb 2005
المطرح:
ابحث عن عينيه
مشاركات:
2,454

افتراضي


كتر خيرك طارء افندي تنازلت وكتبتلنا جزء تاني
  رد مع اقتباس
قديم 15/02/2006   #210
شب و شيخ الشباب Tarek007
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Tarek007
Tarek007 is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
المطرح:
Damascus
مشاركات:
3,584

افتراضي


جلست على كرسي, و أسندت ظهري الى أقصى مدى ,و رفعت ساقي على سطح مكتبي أتجهت عيني مباشرة الى حيث ترقد هدية أبو مكنى مازالت ملفوفة بالطريقة التي أختارها, أسرعت بالهرب ببصري عنها و كأنني رأيت أفعى كان قلبي ينتفض بشدة عندما ألمح الصندوق الصغير القابع فوق الخزانة و المتنكر في هيئة هدية حاولت أن ابعده عن ناظري قدر الإمكان و أن أبقى في منأى عنه.رمقت ورقة الرئيس نظرة أكثر تفحصا الأسماء جميعها معروفة و من ضمن الشخصيات التي ركضت اسماؤها على أوراقنا و على أسماعنا لاكت الألسن المتصارعة أعراض جميع هذه الأسماء و لم ينج واحد منها من سب أمه أو أخته أو زوجته و منها ما نال شتائم متساوية القدر لكل أفراد العائلة و بعضها أتهم بالسرقة و منها ما أتهم بالخيانة و الآن لا مجال لرفض أي منها فقد اصبحت أمرا واقعا, و قد تلقيت تعليمات واضحة من السيد الرئيس و هو بمزاج عال بعد أن كرع أبريق كاملا من المته تقول: "حط صباتك بتم كل معارض".سهل على الرئيس أن يقول هذا الكلام و هو يستمتع بمذاق المته الساخن المر لكن من الصعب علي أن أضع حذائي في الفم الذي يعجبني لأن الأمر مقسم حسب الأفواه و الأحذية هنالك افواه من الصعب حتى أن أفكر بدحش حذائي فيها و ربما من السهولة أن يحصل العكس و هناك افواه أستطيع أن أفعل بها ما أريد و لست بحاجة لأمر رآسي لأفعل.ألقيت نظرة أخرى و أخيره على القائمة ثم نحيتها جانبا أخرجت حقيبتي السوداء و أفرغت محتوياتها مازالت فيها بعض أشياء أبو مكنى القديمة و مازلت أحتفظ ببعض الأوراق و الأقلام التي تنتمي الى العهد البائد,نظرت أليها بحنو و نقلتها برقة الى الخارج,لم تكن حقيبة رئيس الوزراء سوداء بالكامل لأنها كانت مزودة بحواف لامعة من المعدن غير القابل للصدأ فتحت غطائها الخفيف المتين كانت تبدو من الخارج أصغر و لكن أرتحت لرحابتها من الداخلية , وضعت أوراقي فيها أحتلت قائمة الوزراء التي وضعها السيد الرئيس مكانا بارازا ثم رمقتها بنظرة أعجاب أخير و أغلقتتها بهدوء.

لم يجرؤ أحد على على الإعتراض و لا حتى برمشة عين على أي من الأسماء الواردة في القائمة كنت أنشرها أمام زواري ممن يرشحون الوزراء و اقول لهم هذه الأسماء التي وافق عليها "المعلم" كانت كلمة المعلم تسبب أبيضاضا في وجوه زواري و أرتخاء في حواجبهم و ربما أزدرد بعضهم لعابه , لم أستطيع التمييز أن كانت ردود الفعل هذه أحتراما أم رهبة أم رعبا,الحق كان السيد الرئيس في منتهى الحكمة في إنتقاء الأسماء وضع في القائمة إسما لكل طرف ووزارة لكل جهة لم يلتزم بما يريده كل طرف و لكن الخلطة التي خرجت كانت مثالية و مرضية هو ,و بدا الأمر و كأنه الأمر الوسط الذي يريده الجميع,و لم يكسر بخاطري فجعل لي السنجري وزير دولة و هو منصب يحمل صاحبة الصفة الوزارية و لكن بدون وزارة و هؤلاء يكلفون بمهام خاصة و سرية أحيانا من قبل السيد الرئيس مباشرة أو من قبلي كرئيس للوزراء أو حتى من قبل مسئولي الأمن,تمتعت وزارتي بأربعة وزراء دولة كان السنجري أحدهم , و لا أعرف الى جهة يتبع الثلاثة الأخرون.

نزل المرسوم الرئاسي في الجرائد الرسمية مترافقا مع صور كبيرة لي على الصفحات الأولى لجرائدنا الرسمية و تحتها أسماء الوزراء ووزاراتهم و ترافقت إذاعة التشكيل الوزاري مع تركيز إعلامي على مهمة الوزارة الإقتصادية الكبيرة و تنمية الصادرات و الإعتماد على الذات و الوحدة الوطنية و رزمة من الشعارات ذات القرع العريض المثيرة للحماس و المسيلة للعاب,و هجمت وكالا الأنباء و مندوبي الصحف الى إجراء لقاءات معي و مع الوزراء فأصدرت أمري الأول الى الوزراء و قبل أن يلتئم اجتماعنا الأول بمنعهم عن الإدلاء بالتصريحات حول الخطط المستقبلية و السياسات العامة للدولة و الإكتفاء بالكلام العام الشامل,فليس من المناسب أن "يخبص" وزير منهم بالكلام و نحن لم نبدأ بعد و كنت أريد الإنتظار حتى يجتمع الرءيس بالوزارة إجتماعه الأول و تلقي تعليماته و من ثم يمكن للأعلام أن يأخذ المدى الذي يريد.

أنتظم الإجتماع الوزاري مع الرئيس و المخصص لأداء القسم و جلسة توجيهية للرئيس أوعزنت للوزراء ان تكون بذلاتهم الرسمية متشابهة و حاولت أن أن أعرف من خياط الرئيس عن طريق العميد زيدان الذي أصبح صلة الوصل بيني و بين القصر الرئاسي لون البذلة و شكل ربطة العنق التي سيرتديها الرئيس كان المنظر مهيبا و كأنه أجتماع أركان فرقة عسكرية بالباس شبه موحد قريب جدا من لباس السيد الرئيس جلست على يمين السيد الرئيس و أصطف الوزراء على جانبي الطاولة الكبيرة وجوه متشابهة بروؤس نصف صلعاء و نظارات طبية سمية و كروش بعضها ضخم جدا تختفي تحت الطاولة الكبيرة وزير الدفاع الدمث يجلس الى جانبي و قد حشد على صدرة كل الأوسمة العسكرية التي حصدها و الى جانبه وزير الخارجية بملامحه الجامدة و كأنه صخرة غير قابلة للحت , كانت حركات الرؤؤس متناغمة مع توجيهات سيادته صاعدة هابطة موافقة و مستحسنة و لم تستطع الأكف أن تمسك نفسها عن التصفيق بعد أن أنهى السيد الرئيس كلمته الموجزة,و قد أراد أن يصبح البلد بفضل هذه الوزارة كجمهورية افلاطون و نحن الوزراء و على رأسهم أنا يجب أن نحقق ذلك خلال فترة وجيزة لأن عيون العالم ترقبا و تجحظ نحونا لأنها تركت كل شيء ووقف لتعرف ماذا سنفعل . وعدت الرئيس بأسم المجلس المنعقد أن نكون كلمته المسموعة و بيرقه المرفوع و سيفه الذي يقطع به روؤس أعدائة شكرني الرئيس و تمنى للمجلس النجاح في مهامة.و غادر بعد أن صافحنا فردا فردا,لم يستطع المجلس أن ينهي أجتماعة بطريقة مهنية لأن وجود الرئيس فرض جوا عاطفيا حميما فخصصنا ما بقي من وقت للحديث عن شخصية سيادته القياده و فكره النير الوضاح.

التحدي الأول كان في تجاوز مشكلة العجز الشديد في القمح و قد اصيب موسمنا السابق في مقتل نتيجة السياسات الزراعية الخرقاء لرئيس الوزارة المنصرف , و كنت أفكر أن اثير الموضوع قضائيا فلست ممن يسكتون على المتلاعبين بقوت الشعب ,ولكني أجلت الأمر الى ما بعد تلافي هذه المشكلة,كان الأمر يتطلب تأمين كميات كبيرة من الدقيق خلال فترة وجيزة لتأمين حاجة مواطنينا من هذه المادة الهامة و مواطنينا من سوء الحظ يأكلون الخبز كما يأكلون "الهوا",عقدت أجتماعا مع وزير التموين و الزراعة و التجارة و أضفت لهم وزير الدولة مساعدي الشخصي السنجري و تداولنا الأمر تبين أن السادة الوزراء مجرد حمير و تباروا في الخطابات التي تتحدث عن التقنين و الصبر و التعالي على المحن و قد كان أكثرهم فصاحة وزير الزراعة صاحب شهادة الدكتوراة في الأدب المقارن و هو من المعجبين بشخصية البحتري و له دراسة أدبية شاملة حول هذا الشاعر,و قد سمعت منه أكثر من بيت شعر للبحتري خلال ذلك الإجتماع و أنتهى الإجتماع بقصيدة على بحر الهزج نضمها وزير الزراعة في كيفية صناعة الخبز إبتداءا من زراعة القمح و أنتهاءا بعملية التقطيع الى لقم هنية.

بعد انصراف السادة الوزراء أختليت بالسنجري وقد أردت أن نجد حلا حقيقيا بعيدا عن الخطابة إذ يمكن التلاعب بكل شيء إلا بالخبز وافقني السنجري على فكرتي , و اقترح تجميع كل منتوج الموسم منه و العودة الى الإحتياطي و استيراد الباقي من الدول الصديقة.كانت فكرة جيدة و لكن يلزمها تأمين التمويل لشراء القمح من الخارج و أسعارة في ذلك الوقت كانت في أوجها بالإضافة الى الإبتزاز الذي يمكن أن يتعرض له بلدنا من البلد المصدر فهناك الكثير من الدول المصدرة لا تقبض تمن بضائعها أموالا, فقد تقبض مواقف و أحيانا يترتب على موقف ما خسائر أكبر بكثير من المال الذي كان سيدفع, طلبت من السنجري أن يجري جردا فوريا لكل دول الكرة الأرضية ممن لدية فوائض قمحية و كذلك لدول مستعدة للإقراض بفوائد منخفضة و طويلة الأجل و الإبتعاد عن الدول الإمبريالية و الإستعمارية و المتربصة و المتآمرة,و كنت حازما بطلبي أجابة شافية خلال أربع و عشرين ساعة.

أصبحت الأجتماعات مع أبو مكنى أكثر كثافة و أقصر وقتا أصبح وقته ضيق جدا بشكل مفاجىء و كذلك اصبح وقتي مزدحما بشكل غير طبيعي و لكن اصبحت أدخل أليه مباشرة و كنت فيما مضى أنتظر قليلا أو كثيرا, و صارت كلملتنا قليلة نتبادلها أحيانا و نحنو واقفين قبل أن ينصرف كل منا الى عمله, أصبح اقل بذائة و اكثر مباشرة لم يعد يحدثني عن ابنه الغبي و لا عن أوجاع ظهره المتكررة صارت أحاديثة ذات طبيعة عملية اكثر كان يطلب مني أن أحضر معلومات من الوزراء و المدراء العامين عن اشياء محددة و احيانا يطلب دراسات مفصلة تقوم بها الوزارة أو القسم الفني فيها, و لم أكن أتدخل إلا بالمقدار الذي كان يسمح لي, أحيالنا كان أبو مكنى يطلب الدراسة فأحضرها و يطوي كل شيء بشانها بعد ذلك , و قد طلب مرة دراسة حول جدوى لإتتاح قناة تلفزيونية خاصة و أخرى حول تصنيع أجهزة لصقل عضلات الجسم و ثالثة عن إستيراد أطعمة الحمية. و لكن عند إستقبال الرئيس لي كان أجتماعاتي مع أبو مكنى أطول فألتقيه قبل الإجتماع و بعده و كان اللقاء يطول و نتناول فيه حتى نوع مصاصة المته التي يفضلها الرئيس.

بعد اقل من أربع و عشرين ساعة كان السنجري يقف أمامي و على وجهه بشائر نصر مؤزر,جلس و فرد اوراقه على طاولتي و قال بثقة..... ترمس و ذرة...

يتبع...
  رد مع اقتباس
قديم 26/02/2006   #211
شب و شيخ الشباب جقل
مسجّل
لسا يا دوب
 
الصورة الرمزية لـ جقل
جقل is offline
 
نورنا ب:
Feb 2006
مشاركات:
1

Thumbs down ياعيب الشوم !!!


السيد

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 



ان من أسو ء العادات ان تسرق الاعمال الادبية من الغير وتنسبها لنفسك !!!

هذه القصة التي حضرتك غيرت الاسم من الاسم الاصلي الحقيبة السوداء الى الحقيبة السرية

هي من تأليفي و هي على موقع نادي الفكر و كما تعلم اني قد بدأتها بتاريخ24/2/05

و هي على هذا الرابط

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 



و مسجلة باسمي ...

أرجو من المشرفين الكرام حذف هذه القصة او الاشارة الى انها منقولة

و الرجاء الرجاء يامن تقصون وتلصقون ان يكون عندكم الجرئة الادبية والاشارة على الاقل لمن

تعب و صرف الوقت للكتابة .....

ياعيب الشوم بس !!!
  رد مع اقتباس
قديم 26/02/2006   #212
شب و شيخ الشباب طنش تعش
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ طنش تعش
طنش تعش is offline
 
نورنا ب:
Jan 2006
المطرح:
الشاطئ
مشاركات:
1,364

افتراضي


حلو مشترك ليقول هالكلمتين بس........والله انك نهفة.........بس بيخاف عارزقوا وتعبو الزلمة حمش والله ..............

قوى قد قدّ قلبي قدّها ................قفوها قد قتلني قوامها.....
.......(زعيم شلة اللوادقة)....
ابو الليث........( هابو )
  رد مع اقتباس
قديم 02/03/2006   #213
post[field7] Majood
____
 
الصورة الرمزية لـ Majood
Majood is offline
 
نورنا ب:
Mar 2005
مشاركات:
2,964

Thumbs down


انا مثلا .. طارق قلي انو هي لحضرتك .. و عطاني الرابط كمان ...

و لاحظ اول مشاركة بالموضوع .. طارق كاتب انو منقول..

بعدين تركو بحالو للزلمة .. مو ناقصو
  رد مع اقتباس
قديم 02/03/2006   #214
شب و شيخ الشباب SABE
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ SABE
SABE is offline
 
نورنا ب:
May 2004
المطرح:
حمصي عمبدرس بألمانيا
مشاركات:
1,965

افتراضي


مرحبا أخ جقل ..
أول شي بقلك إنو يعطيك العافي على هالرواية الأكتر من رائعة .. (( و أنا تشكرتك كمان هنيك محل ما انت منزلها .. ))
وتاني شي بحب وضحلك شغلة إنو هون كل اللي قرو القصة بيعرفو إنك انت اللي كاتبها و بيعرفو من وين منقولة , و حتى برد من الردود محطوط عنوان الموضوع الأصلي على النت ..
و تالت شغلة (( وهاي اللي خلتني رد هون )) انت بالموضوع الأصلي كل ما شخص سأل إذا في مجال ينقل هالرواية لمنتدى ما أو لموقع ما انت تكون أكتر من مرحب للفكرة. بقا هون أنا مافهمت ليش كنت بموقف المزعوج ؟؟بيجوز لأنو طارق ما سألك .. إذا هيك معك حق .. بس بقلك إنو كلنا هون منعرف حقوق النشر , و كلنا منعر انك انت كاتب الرواية الأكتر من رائعة ..

رابع شي ... خيو ما في مجال تأسرع شوي والله ناطرين على نار شو بدو يصير ...بالله سلملي على أبو مكني كتير ...

سلامات أخ جغل , و كان بيشرفنا لو انك مشترك هون بالمنتدى مو بس مشان تقول هالكلمتين و بس ... مو مشكلة , على كل الأحوال شرف إلنا انو تكون معنا هون, حتى لو بس مشان العتاب ..

أنا أفكر ... إذا الفكر موجود
أنا أتألم .. إذا الحزن موجود
أنا أضحك .. إذا فالسعادة موجودة

أما (( أنا )) فهي حقيقة قائمة بذاتها بدون إثباتات , و لولاها لما كان كل من الفكر و السعادة و الحزن موجود ....

- ابو شريك هاي الروابط الي بيحطوها الأعضاء ما بتظهر ترى غير للأعضاء، فيعني اذا ما كنت مسجل و كان بدك اتشوف الرابط (مصرّ ) ففيك اتسجل بإنك تتكى على كلمة سوريا -
 

  رد مع اقتباس
قديم 14/08/2006   #215
صبيّة و ست الصبايا ملكــة الإحساس
مسجّل
-- اخ طازة --
 
الصورة الرمزية لـ ملكــة الإحساس
ملكــة الإحساس is offline
 
نورنا ب:
Aug 2006
مشاركات:
6

افتراضي




موضوع يستحق التميز

6.gif

لمجهودكم حق تقدير







/
\
/

مـــــــــــــــــودتي
  رد مع اقتباس
قديم 31/08/2006   #216
شب و شيخ الشباب pal
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ pal
pal is offline
 
نورنا ب:
Aug 2006
مشاركات:
149

افتراضي


انت متل الورد كمل المقال
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 07:07 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.20816 seconds with 14 queries