س و ج | قائمة الأعضاء | الروزناما | العاب و تسالي | مواضيع اليوم | بحبشة و نكوشة |
|
أدوات الموضوع |
09/03/2005 | #1 |
مشرف متقاعد
|
نار جهنّم أم نار الحبّ الإلهيّ
"أبعدوا عنّي يا ملاعين إلى النار الأبديّة..."
إحدى صفات الله عند أغلبية الناس هي أنّه هو "الديّان الحقيقيّ" والنهائيّ. هناك شرور عديدة في حياة البشر تمرّ دون أن يقبض عليها دائماً فساد العدالة أو فقدانها في الواقع البشريّ. لكنّ هذه الشرور بالنهاية لن تفرّ من دينونة "الديان" العادل. فالله في قدرته الكليّة هو الوحيد القادر أن يجري الحكم ويدين المسكونة بالإنصاف. الأمر الذي يعجز عنه التحرّي البشريّ والقضاء الإنسانـيّ والفساد الاجتماعيّ هنا. ذكر الدينونة هو رياضة روحيّة مسيحيّة هامة، وأدبنا المسيحيّ يأخذ لذلك اعتباراً هاماً. واليوم الكنيسة على مشارف الصوم الكبير تقرأ لنا النصّ الإنجيليّ المعروف، حين يأتي الربّ في مجيئه الثاني المجيد ليجازي كلاً حسب أعماله، ويفصل الجداء عن الخراف أي الأشرار عن الأبرار، فهؤلاء يذهبون إلى النار الأبديّة المعدّة لإبليس وملائكته، والأبرار يقومون إلى الحياة الأبديّة. السؤال الذي يطرح نفسه هو: ماذا بعد الموت؟ ويجيب الرجاء والعقل البشريّ أنّ ما بعد الموت هو زمن المجازاة. هناك سيعوَّض للمظلوم وسوف يعاقَب الظالم؛ وإلا لكانت الحياة هنا فعلاً لا تطاق بسبب تخلخل وضعها وظروفها وفقدان أوجه المساواة والعدالة فيها. ولعلّ أهمّ العبارات التي نعرفها والتي تصف الحياة بعد الموت هي "الفردوس" و"الجحيم" و"جهنّم النار"! وهذه الكلمات تعبّر بالعمق عمّا أعدّه الله لنا. لطالما تعلّمنا، حتّى في التعليم الدينيّ، أن نحفظ صوراً عن هذا الفردوس وعن ذلك الجحيم أو جهنّم هي بالواقع لا تمتّ إلى ما أعده لنا الله بصلة، ولكنّها خلقٌ لمخيلةِ وتصور الإنسان فيما كيف يمكن لله أن يكافئ أو يجازي؛ ولكن بتعابير عالمنا البشريّ وبصور حضارتنا وثقافتنا الإنسانيّة ومنها تلك التي كانت في زمن الكتاب. لطالما صورت لنا "كتب الديانة" الشيطان بصورة بشعة، وهو ملاك لا صورة له! ولطالما رسمت التوقعات البشريّة صورةً للفردوس دنيوية ومن دهرنا الحاضر الذي سيطوي الله عناصره في المجيء الثاني. وكذلك الصور عن جهنّم والنار الآكلة... القدّيس يوحنا الذهبي الفم (+ 407 م.) يؤكّد أنّ جهنّم النار هي عبارة عن صورة العذاب القاسي وليست تعبيراً عن طبيعته. فأجسادنا التي ستوهب لنا بعد القيامة العامة هي أجساد نورانيّة لا تحرقها النار كجسد المسيح بعد القيامة. ولذلك جهنّم النار ليست نارَنا الطبيعيّة. والجميع، أشراراً وأبراراً، سيأخذون هذه الأجساد. وسيقوم الجميع عند مجيء الربّ. يقول القدّيس باسيليوس الكبير إن الأشرار سيقومون أيضاً ولكن إلى قيامة دينونة كما يعلنها صراحة إنجيل يوحنا. ولذلك، اليوم في أحد الدينونة، يحقّ لنا أن نتوقف متفكّرين في مجازاة الله العادلة. أن نقف ونفكّر فعلاً في هذه المعاني وحقائقها ولغتها! الجحيم، في الكتاب المقدّس، ليس هو جهنّم النار، الجحيم وجهنّم لهما معنيان مختلفان. فالمسيح نزل إلى الجحيم (سبت النور) وحطّم أبوابه المقفولة منذ الدهر، ولقد طرح الجحيم مَن سبق وابتلعهم خارجاً. فالجحيم في لغة الكتاب المقدّس هو حالة ما بعد الموت في العهد القديم والتي حطّمها الربّ بقيامته في العهد الجديد. الجحيم هو مكان انتظار الأموات قبل الدينونة العامة. ولقد كان الجحيم عالم ظلمة وجهل ويأس قبل قيامة المسيح. لقد كان مجيء المسيح وعداً وقيامته كذلك، لكن ذلك لم يكن جليّاً ويقيناً لدى الجميع. فبمقدار ما كان الإنسان في زمن العهد القديم مؤمناً بالوعد، فإنه كان يرى جحيمه يضيء ببريق، وبمقدار ما كان إيمانه بهذا الوعد ضعيفاً كان يغوص بعد موته في يأس الجحيم. فمنذ نزل المسيح إلى الجحيم (عند صلبه وقيامته) لم تعد الجحيم قاسية، لأن الرجاء صار معلناً لمن فيها، فلقد ديست قوّة اليأس التي فيها من تسلّط الموت سابقاً. لقد كان الجحيم قبل نزول المسيح إليه عالمَ الأموات ويخلو من الفرح، ولما زاره الربّ القائم سبى قوّة الموت التي فيه وحطمها. الجحيم هو المكان الذي ينام فيه جميع الناس بعد موتهم، ولكن في الدينونة سينهض الأشرار إلى "الرذل الأبدي" أي إلى جهنّم النار، بينما ينهض ضحاياهم إلى الحياة الأبديّة (دانيال 2، 12). أما جهنّم النار! فهي بالتأكيد ليست التعبير عمّا هو بعد الموت عموماً بل حصراً عن حالة العقاب التي للأشرار فيها. وصور جهنّم هذه هي الظلمة القصوى والنار الآكلة. ولقد استخدم الربّ يسوع هذه الصور أيضاً في العهد الجديد. فهناك كما يقول هو: صريف الأسنان في أتون النار (متى 13، 42)، وهو سيرسل ملائكته ليلقوا في النار صانعي الإثم، وعند الانقضاء سيقول لهم: إليكم عني يا ملاعين إلى النار الأبديّة (متى 25، 41) كما سمعنا اليوم في الإنجيل. أليست الظلمة هي عالم الموت وحيث لا نرى الله ولا نسبّحه ولا نشكره؟ أليست النار هي أقسى ألوان التعذيب؟ لا توجد في عالم الإنسان صور مخيفة ومكروهة ومتجنبة وغير مرغوب بها أبشع من صورتَي الظلمة والنار الآكلة. ما يريد الكتاب أن يؤكّد عليه، وكذلك الأدب المسيحيّ، هو أن حالة الخطأة بعد الموت هي قاسية أو بالأحرى أكثر من ذلك. يستعمل الربّ يسوع، ومن بعده كلّ التقليد، الصورَ الأشد تعبيراً عن أكثر سوء يمكن أن يتحمّله الإنسان باستخدام صور النار والظلمة. مرّات عديدة جهنّم هي ما هو أكثر من الظلمة وأكثر من النار كما يقول باسيليوس الكبير. إنّها أقسى وأكثر ممّا نتصوّره من عذاب. ما هو واضح تماماً في الصور التي يعطيها يسوع عن جهنّم، هي أنّه هو السبب، فهو يرسل إلى جهنّم وهو من يرمي فيها، وأنّ جهنّم هي المكان الذي لا يوجد هو فيه، "أبعدوا عني يا ملاعين" جهنّم هي المكان- أو الحالة التي لإبليس وملائكته وليست لله وعبيده. فهو سيعاقب من لا يطيعون إنجيله بالهلاك الأبدي مبعداً إياهم عن وجه الربّ (2 تسا 1، 8-9). نار جهنّم هي قساوة الانفصال عن الله، ما يسبب صريف الأسنان هو أن نسمع تلك الكلمات القاسية "أنا لا أعرفكم" (متى 25، 12). هذه هي نار جهنّم أن نحيا بعد الموت دون المسيح. يتكلّم القدّيس اسحق السوري عن محبّة الله وعن دينونة الله القاسية بسبب محبّته ذاتها. المحبّة الإلهيّة، التي كانت وهي الآن وستكون، هي ذاتها ستكون فرحاً لمن يحبون أن يلاقوه وعذاباً لمن رفضوه. لا يمكن للحب الإلهيّ أن يبغي عقاباً ولكن الحبّ الإلهيّ الأبويّ يعذب الإلحاد البشريّ، حين يعي الأخير الرفض الذي أجاب به على المبادرة الإلهيّة الحنونة. "لا تظنوا أنّ الخطأة محرومون من الحبّ الإلهيّ في الجحيم" يقول القدّيس اسحق؛ على العكس إنهم مشمولون بها. ولكن هذه المحبّة ستغدو ناراً حارقةً لهم وليس نارَ دفءٍ وحنان وفرح. نار جهنّم هي انكشاف العري البشريّ من كلّ لباس يؤهلنا للخدر في العرس السماويّ مع الحمل الذي سفك دمه لأجلنا. نار جهنّم هي لوعة المنهك جوعاً وهو مريض لا يستطيع أن يشارك وليمة الحبّ الإلهيّ. نار جهنّم هي تعثّر الأقطع أو الأعرج في سباق القدّيسين وتطايرهم حول العرش الإلهيّ. نار جهنّم هي انكشاف الجحيم الذي صغّرنا نفسنا إليه بالخطايا بدل صورتنا التي كان علينا أن نصير إليها، حين تنكشف صورتنا هذه التي انتهينا إليها أمام الحضرة الإلهيّة الكاملة. النار الحارقة هي إدراكنا لحقيقة إنكارنا للإحسان الإلهيّ وعدم تأهيل تلك المبادرات السماويّة بسبب تفضيلنا دنيويات وإهمال الروح أمام خدع المادّة. نار جهنّم هي كلّ ذلك الكمّ الرهيب من المحبّة الإلهيّة التي قابلناها بالإهمال أو الصمت أو الرفض، تلك التي في حياتنا الحاضرة نتغاضى عنها ولكنّها هناك في الحياة الآتية سنراها حضرة صارخة. في مفهومنا الأرثوذكسيّ ليس هناك جهنّم، فالله لا يعاقب لأنّه محبّ ولا يحرق لأنّه فيض نور. ولكن جهنّم هي عذاب من هو غير قادر على مواجهة الحبّ الذي لم يبادله، جهنّم هي اللقاء مع الحبّ الذي لم نشارك به ولا نستطيع. محبّة الله هي الفردوس لمن كان ينتظره وهي الجحيم لمن يرفضه. يمكن للإنسان في حياته الأرضيّة ألاّ يواجه الحقيقة وأن يتلاعب مع ألوان الخديعة. ولكن هذه كلّها ستنطوي، وبعد الموت يبقى الإنسان في لقاء الله وجهاً لوجه، هناك غياب علاقتنا بحقيقة الحبّ الإلهيّ هي نار محرقة. كلّ شيء في الدنيا يجب أن يوضع في خدمة جوابنا للحب الإلهيّ بـ "نعم"، وأي منها يحلّ مكان الحبّ الإلهيّ ويشغل قلبنا الإنسانـيّ ويطرد سيادة هذا الحبّ منه ينقلب من حقيقة إلى خدعة. الشيطان هو أكثر من سيكون محرجاً في الدهر الآتي. لأنّ الشيطان لا يحبّ الله أبداً. والواقع أنّه عندما سينحلّ هذا الدهر لن يبقى أمامه إلا الله، أي لا شيء ممّا يحبّه! في كلّ منا، حتّى مهما كان الإنسان شريراً، هناك بوادر حبّ وميول إنسانيّة طاهرة، مهما ندرت لا تموت. لذلك سيبقى للإنسان مهما تعذب شيءٌ من الفردوس، أو سيكون لكلّ مؤمن صادق بالتواضع والخدمة حظ فردوسيّ غنـيّ وثمين. والفردوس إذن كما جهنّم ليسا عالمَين هناك، بل علاقة مع الله بذورها هنا. ما يختلف به ما هنا عمّا هو هناك هو حجم الفردوس أو جهنّم. فهنا نرى الله كما في مرآة وهناك وجهاً لوجه. هنا نرى صورة الشجرة في بذرتها، هناك سنكون حتماً تحت ظلّها. جهنّم هي بذرة صغيرة كامنة في إهمالنا وبعدنا عن الربّ يسوع هنا؛ والفردوس هو عربون نلمسه في ممارستنا الصادقة والواعية لإيماننا وشهادتنا هنا. إنّنا لا نقيم اليوم تذكاراً "للدينونة" الآتية عند انقضاء الدهر وحسب، وإنّما نبدأ بيقظة نتلمّس ما هي دينونتنا الآتية. لأنّ ما هو الآن صغير آتٍ بشكله الكبير. تذكار دينونة ربّنا الآتية اليوم هي إعادة الحسابات لنكون ممن يسقي بذار الحبّ الإلهيّ الذي يُزرع الآن في فساد ليقوم في عدم الفساد. في وقفة اليوم على بدايات الصوم متأمّلين أيّة دينونة نكوّن لأنفسنا، هل هي حكم الفرح بالحضرة الإلهيّة فردوساً، أم هي صدام النكران مع النعمة؟ لذلك وكما تقول الترانيم: أتفطن في اليوم الرهيب وأنوح على أفعالي الرديئة، كيف أجاوب الملك الذي لا يموت؟ وبأيّة دالّة سأعاين الديّان أنا الشاطر؟ لكن أيّها الآب الحنون والابن الوحيد والروح القدس ارحمني. آميــن |
09/03/2005 | #2 |
شبه عضو
-- اخ حرٍك --
|
يمكن شي حدا يقول
معليش أنا مستغني عن رؤية وجه الله بس يتأكد أنو هاد جسدوا اللي عم يحكي هيك هاد الجسد المنفصل عن الله أصلا لحتى تعرف كيف رح يكون الشعور وقتها - وقت الكل بيشوفوا وجه الله مباشرة وأنت لأ - تخيل أنو بعيد الشر عن كل اللي بتعزهن أنو حدا مات أبوك أمك أخوك أختك حبيبِك حبيبتَك ابنك بنتك يمكن طولت عليك بس رح يكون شعورك أبشع من فقدانك لكل هدول لأنو بعد ما نخلص من هاد الجسد الفاني معاد إلك غير ربك واتخيل حالك بعيد عنو منشان اسمعوا حكي الأخ شكو زولو ((توبوا إن ملكوت الله قريب )) ومعليش الله رحيم لهيك حطتلنا الكنيسة أسبوع الجاي - عند الأرثوذكس - ما يسمى بأحد الغفران بعد أحد الدينونة اللي حكى عنو الأخ شكو زولو
الرب يرعاني فلا يعوزني أي شيء
|
10/03/2005 | #3 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
مشكور اخي على الايقونة
اخي شكوزولوانا عندي سؤال بهي الايقوني بيكون مرسوم تحت البواب المكسوة شخص مكبلين اديه ورجليه مين هاد
يسوع ما بقيلي غيرك ...... ما تتركني
|
10/03/2005 | #4 | |||||||
مشرف متقاعد
|
اقتباس:
المسيح بموته وبقيامته قهر الموت ويلي سببه الشر ويلي سببه الشيطان وأخرج آدم من الجحيم المحتوم
jesus i trust in u
فإذا يأس الإنسان من الله ...سقط في بحر الإلحاد و إذا يأس الإنسان من الناس ..سقط في بحر العداوة و البغضة.. و إذا يأس الإنسان من نفسه ..انتهت المعركة بالاستسلام |
|||||||
10/03/2005 | #5 | |
مشرف متقاعد
|
اقتباس:
|
|
12/03/2005 | #6 |
عضو
-- زعيـــــــم --
|
مشكورين
|
|
|