أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > اللاهوت المسيحي المعاصر

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 14/08/2005   #1
ramrom
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ ramrom
ramrom is offline
 
نورنا ب:
Jul 2005
المطرح:
لست من هذا العالم
مشاركات:
501

افتراضي سفر نشيد الانشاد


مقدمة

الواقع إن الاقتراب من سفر نشيد الأناشيد، يشبه الاقتراب من الشجرة المشتعلة، بالنار المقدسة، التي رآها موسى النبي، حيث قال له الرب: "يا موسى! اخلع نعل رجليك لأن الموضع الذي أنت واقف عليه أرض مقدسة" (أع7: 37) .
والواقع أن الإنسان يلبس نعلا في قدميه للحماية من شوك الأرض الملعونة، التي قال الرب عنها لآدم "ملعونةٌ الأرضُ بسببك ... وشوكا وحسكا تنبت لك" (تك3: 17و18) .

ولكن إذا ما ترك الإنسان الأرض الملعونة بشوكها، وبدأ يقف على الأرض المقدسة بطهرها، وجب عليه أن يخلع ذلك النعل، من جهة، من أجل قداسة المكان، تماما مثلما يحدث في الدخول إلى أماكن العبادة. ومن جهة أخرى، ليترك لحواسه أن تستشعر قداسة هذه الأرض المباركة، دون ما عائـق. فخلع النعلين يشير إلى التحرر من العوامل المادية التي تقيد انطلاقة الروح في هذا الطريق الروحي. ومن هنا نستطيع أن نفهم ما قصده السيد المسيح بقوله: "الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة" (يوحنا 6 : 63)، وكذلك ما قاله بولس الرسول: "الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة، أما الروحي فيحكم في كل شيء .." (1كورنثوس 2: 14) ولعل هذا هو ما دعى السيد المسيح أن يحذر قائلا: "لا ترموا درركم قدام الخنازير لئلا تدوسها بأقدامها، وتلتفت فتمزقكم" (متى7: 6) .

لهذا فعندما نقترب من سفر نشيد الأناشيد، بسمو معانيه ورموزه، علينا أن نخلع نعل المادية، والأفكار الشهوانية، ونتقدم في قداسة الفكر ونقاوة القلب، لأن: "كلَّ شيء طاهر للطاهرين، أما للنجسين وغير المؤمنين، فليس شيء طاهر، بل قد تنجس ذهنهم أيضا وضميرهم" (تيطس1: 15) .

الواقع أن أسلوب نشيد الأناشيد ليس هو عشقا فاضحا كما يقول المعترضون، ولكنه عشق مقدس. وربما تندهش من هذا التعبير: (العشق المقدس)! ولكن لكي يزول اندهاشك سنقدم شرحا وافيا لإصحاحات سفر نشيد الإنشاد




--------------
يتبع مع محبتي للجميع

أدركت أننى سقطت عندما ازادت المسافة بين ركبتى و الأرض
  رد مع اقتباس
قديم 14/08/2005   #2
ramrom
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ ramrom
ramrom is offline
 
نورنا ب:
Jul 2005
المطرح:
لست من هذا العالم
مشاركات:
501

افتراضي


تابع المقدمة


فلكي نفهم تعبيرات سفر نشيد الأناشيد، يجب مقارنتها بآيات أخرى من الكتاب المقدس، لتوضيح معانيها "قارن الروحيات بالروحيات". والواقع أن صفات العروس قد وردت في الإصحاحين (الرابع والسابع) من سفر نشيد الأناشيد. وإليك المعاني الروحية التي تشير إليها هذه الألفاظ من واقع مقارنتها بآيات الكتاب المقدس الأخرى:

1ـ الرأس: تشير إلى الحكمة كما ذُكر في (أمثال4: 7و9) "الحكمة هي الرأس فاقتن الحكمة ... تعطي رأسك إكليل نعمة، تاج جمال تمنحك" .

2ـ الشَّعر: يرمز إلى العناية الإلهية بالإنسان: فقد قيل في (متى10: 30) "وأما أنتم فحتى شعور رؤوسكم جميعها محصاة" .

3ـ العينان: ترمزان إلى البصيرة الروحية، كما وضح معلمنا يوحنا في رسالته الأولى (إصحاح5: 20) "ابن الله قد جاء وأعطانا بصيرة لنعرف الحق" .

4ـ الخدُّ تحت النقاب: [أي تحت الحجاب أو البرقع] يرمز إلى امتياز البهاء (خروج34: 29) "وكان لما نزل موسى من جبل سيناء .. لم يعلم أن جلد وجهه صار يلمع في كلامه معه .. فإذا رأى بنو إسرائيل وجه موسى أن جلده يلمع كان موسى يرد البرقع على وجهه" .

5ـ الفم: يرمز إلى الحديث بما يرضي الله. (مزمور19: 14) "لتكن أقوال فمي وفكر قلبي مرضية أمامك" .

6ـ الشفتان: ترمزان إلى التسبيح والاعتراف باسم الرب (عبرانيين13: 15) "ولنقدم به في كل حين ذبيحة التسبيح أي ثمر شفاه معترفة باسمه" .

7ـ الأسنان: ترمز إلى هضم كلمة الله (أرميا15: 16) "وُجد كلامك فأكلته فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي ..." .

8ـ العنق: يرمز إلى قوة الإيمان ففي (أيوب41: 22) "في عنقه تبيت القوة ..." ولهذا وصف عنق العروس ببرج الأسلحة والمجان (نشيد الأناشيد4: 4) .

9ـ الثديان: يرمزان إلى التغذية الروحية من العهد القديم، والعهد الجديد، وهما ثديا الأم الروحية الكنيسة عروس المسيح، ففي سفر أشعياء يقول: (أشعياء66: 11) "لكي ترضعوا من ثدي تعزياتها" .

10ـ البطن: ترمز إلى الحياة الباطنية أي الإنسان الباطن أو الداخلي كما يقول بولس الرسول في: (أفسس3: 16) "لكي يعطيكم بحسب غنى مجده أن تتأيدوا بالقوة بروحه في الإنسان الباطن" .

11ـ السرة: ترمز إلى الفطامة الروحية: فقطع الحبل السري بعد الولادة يعطي للمولود حياة، تعتمد على ما يحصله بالفم، وليس عن طريق الحبل السري، وينبغي مقارنة ذلك بما قيل عن المولودة اللقيطة في (سفر حزقيال إصحاح 16: 4) "أما ميلادك يوم ولدت فلم تقطع سرتك ولم تغسلي بالماء للتنظيف ..." بل تركت للموت.

12ـ دوائر الفخذين: (أي مفاصل الساقين):
The joints of your limbs are like jeweled chains, the work of a master hand.
والمفاصل في جسم الإنسان هي الروابط التي تربط أعضاء الجسم بعضها ببعض، وهي ترمز إلى الروابط القوية بين أعضاء جماعة المؤمنين كجسد واحد. وهذا ما وضحه بولس الرسول عن دور المفاصل في تركيب الجسد، إذ قال "ننمو في كل شيء نحو المسيح الذي هو الرأس، فيه يتماسك الجسد كله ويلتحم بفضل جميع المفاصل التي تقوم بحاجته، حتى إذا قام كل جزء بعمله الخاص به، نما الجسد كله، وتكامل بنيانه بالمحبة" (أفسس4: 15و16)

13ـ الرجلين: ترمزان إلى السعي للخدمة ببشارة السلام كقول الرسول بولس في (رسالة أفسس6: 15) "حاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام" .

هذه هي معاني ومدلولات أجزاء الجسم التي يقول المغرضون أنها ألفاظ هابطة. فقد اتضح لنا سمو الإشارة وبلاغة التعبير للمعاني السامية التي تعبر عن ترابط جسد الكنيسة المقدسة كعروس روحية للمسيح.


من الرب نسأل أن يستخدم هذه الكلمات ليزيل كل التخوفات من قدسية كلماته، وليفتح الطريق أمام القلوب لتقبل نعمته والدخول في عشرة حقيقية معه

-----------------------------------

يتبع مع محبتي للجميع
  رد مع اقتباس
قديم 14/08/2005   #3
ramrom
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ ramrom
ramrom is offline
 
نورنا ب:
Jul 2005
المطرح:
لست من هذا العالم
مشاركات:
501

افتراضي


تابع



شخصيات السفر :
العريس : هو السيد المسيح الذى يخطب الكنيسة عروسا مقدسة له ( أف 5 : 27 ) .

العروس : وهى الكنيسة الجامعة ، أو المؤمن كعضو حى فيها ، وتسمى " شولميث " .

العذارى : فى رأى العلامة أوريجانوس هم المؤمنون الذين لم يبلغوا بعد العمق الروحى ، لكنهم أحرزوا بعض التقدم فى طريق الخلاص .

بنات أورشليم : ويمثلن الأمة اليهودية التى كان يليق بها أن تكرز بالمسيا المخلص .

أصدقاء العريس وهم الملائكة الذين بلغوا الأنسان الكامل ( أف 4 : 13 ) .

الأخت الصغيرة : وهى تمثل البشرية المحتاجة من يخدمها ويرعاها فى المسيح يسوع .


†††††††††††††††† †††††††††††††††† †††††††††††††††† ††††††††

الان وبعد او وضحت بعض المفاهيم الاساسية في هذا السفر
سوف نبدأ الان اجمل رحلة في اجمل اسرار البتولية والحب الالهي في سفر الحب الروحي بين العريس وعروسه الكنيسة
  رد مع اقتباس
قديم 14/08/2005   #4
ramrom
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ ramrom
ramrom is offline
 
نورنا ب:
Jul 2005
المطرح:
لست من هذا العالم
مشاركات:
501

افتراضي


الاصحاح الاول

1 نشيد الإنشاد الذي لسليمان2 ليقبلني بقبلات فمه لان حبك أطيب من الخمر. 3 لرائحة أدهانك الطيبة اسمك دهن مهراق.لذلك أحبتك العذارى. 4 اجذبني وراءك فنجري .أدخلني الملك إلى حجاله.نبتهج ونفرح بك.نذكر حبك أكثر من الخمر.بالحق يحبونك. 5 أنا سوداء وجميلة يا بنات أورشليم كخيام قيدار كشقق سليمان. 6 لا تنظرن إلي لكوني سوداء لان الشمس قد لوحتني.بنو أمي غضبوا عليّ.جعلوني ناطوره الكروم .‎أما كرمي فلم انطره. 7 أخبرني يا من تحبه نفسي أين ترعى أين تربض عند الظهيرة.لماذا أنا أكون كمقنّعة عند قطعان أصحابك. 8 إن لم تعرفي أيتها الجميلة بين النساء فاخرجي على آثار الغنم وارعي جداءك عند مساكن الرعاة. 9 لقد شبهتك يا حبيبتي بفرس في مركبات فرعون. 10 ما أجمل خديك بسموط وعنقك بقلائد. 11 نصنع لك سلاسل من ذهب مع جمان من فضة. 12 ما دام الملك في مجلسه أفاح نارديني رائحته. 13 صرة المرّ حبيبي لي.بين ثديي يبيت. 14 طاقة فاغية حبيبي لي في كروم عين جدي. 15 ها أنت جميلة يا حبيبتي ها أنت جميلة.عيناك حمامتان. 16 ها أنت جميل يا حبيبي وحلو وسريرنا اخضر. 17 جوائز بيتنا أرز وروافدنا سرو.

--------------------------------
التفسير

ماذا رأت الكنيسة العروس فى " المسيا " عريسها ؟ لقد رأته :
1- المسيا المتألم
2- المسيا الراعى
3- المسيا الملك
4- المسيا الحبيب
††††††††††††††††

أولا : المسيا المتألم :

ليقبلنى بقبلات فمه ، لأن حبك أطيب من الخمر ، لرائحة أدهانك الطيبة ، أسمك دهن مهراق ، لذلك أحبتك العذارى " ( نش 1 : 2 ، 3 ) .

أنه صوت الكنيسة الجامعة وقد رفعت أنظارها إلى الصليب ، فأشتمت رائحته الطيبة ، ورأت أسمه مهرقا من أجلها ، فوجدت لذة فى حبه ، لهذا أخذت تناجيه قائلة : " ليقبلنى بقبلات فمه " : انها تطلب قبلات الآب ، حقا لقد قبلها الله بقبلات كثيرة على مر العصور ، أعلن حبه لها فخلق العالم كله من أجلها . وأعطاها صورته ومثاله ، بعد السقوط لم يتركها بل وعدها بالخلاص ، ووهبها الناموس المكتوب عونا ، وأرسل لها الأنبياء يؤكدون خلاصها ... لكن هذا كله لم يشبع العروس ، اعتبرت كل ذلك هدايا مقبولة تسر بها ، ولكنها تطلبه هو !

فى العهد القديم تمتعت العروس بصحبة الملائكة والأباء والأنبياء ، كانت العروس فى طريق النمو ، تسير نحو النضوج لترى ( الكنيسة ) عريسها قادما إليها على جبال الناموس وتلال النبوات فألتهب قلبها بالحب نحوه ، قائلة : " ليأت وينزل إلى ويقبلنى بنفسه على الصليب ، ليضمنى إليه بالحب العملى فأتحد معه " .

" لأن حبك أطيب من الخمر " ... كان الخمر يقدم للضيوف ، خاصة فى الأعياد ، علامة الفرح ، كما كان يقدم عند تقديم الذبائح ، ( خر 29 : 40 ، لا 23 : 13 ، عد 15 : 5 ) ، أما حب السيد المسيح ففريد ، يهب فرحا لا يستطيع العالم أن ينزعه !
أشعياء النبى رأى السيد المسيح – العريس المحب – عظيما فى القوة ، بهيا ، يجتاز المعصرة بثياب محمرة من أجل خلاص عروسه .... فتساءل قائلا : " من ذا الآتى من أدوم بثياب حمر من بصرة ؟ ! هذا البهى بملابسه ، المتعظم بكثرة قوته ؟ ! أنا المتكلم بالبر ، العظيم للخلاص . ما بال لباسك محمر وثيابك كدائس المعصرة ( معصرة الخمر ) ! قد دست المعصرة وحدى ، ومن الشعوب لم يكن معى أحد ! ( أش 63 : 1 – 4 ) .
هذا هو الحب الفريد الأطيب من الخمر ... فقد اجتاز الرب المعصرة وحده ، لا ليقدم لنا خمرا أرضيا بل يقدم دمه المبذول عنا ، سر حياتنا وقوتنا وخلاصنا .
لا عجب أن يبدأ السيد خدمته فى عرس قانا الجليل ، محولا الماء إلى خمر ، لا ليسكروا ولكن أفاقهم من السكر ، وهبهم الخمر الجديد علامة حبه واهب الفرح والقوة .

" لرائحة أدهانك الطيبة ، أسمك دهن مهراق ، لذلك أحبتك العذارى ، اجذبنى وراءك فنجرى ، أدخلنى الملك إلى حجاله ، نبتهج ونفرح بك ، نذكر حبك أكثر من الخمر " ( نش 1 : 2 – 4 ) على الصليب سكب الرب كمال حبه فأفاح برائحته الطيبة فى المسكونة كلها ، وظهر اسمه فى الأرض كلها .
فاحت رائحة طيبة ، فأدركت الكنيسة أنه بعينه الممسوح بالدهن من قبل الأب لخلاصنا ، الذى شهد له النبى : " أحببت الحق وأبغضت الأثم ، من أجل ذلك مسحك الله بدهن الأبتهاج أكثر من رفقائك " مز 44 .....
فى العهد القديم ، مسح يعقوب الحجر الذى كان تحت رأسه وأقامه ليكون عمودا فى بيت الرب ( تك 28 ) – كعلامة انفتاح السماء على الأرض ..
حين نتحدث عن " خدمة الرب " نقصد " خدمة الرب وسط شعبه " أو الدخول بالأنسان إلى حضرة الرب ، ... لهذا حين نتحدث عن العريس " كلمة الله " كممسوح نرى فيه تحقيق المسحة فى أكمل صورها ، إذ حملنا فيه ودخل بنا إلى الأتحاد مع الله ... هذا هو عمل المخلص ، إذ يقول " من أجلهم أقدس ذاتى " ( أى كرس عمله من أجلنا ) . لكى يكونوا هم أيضا مقدسين فى الحق .
على الصليب أهرق هذا الدهن الطيب ، ودخل به القبر حتى يتنسم الأموات رائحة الطيب عوض الفساد الذى لحق بهم ، وبقيامته قدم للعالم هذا الدهن المهرق الطيب . هذا هو ما يختبره المؤمن حيث يدفن مع المسيح فى المعمودية ويقوم فيشتم رائحة ثياب الرب ، ويتنسم اسمه المهرق على الصليب ، وينهل من رائحة القيامة .
إذ اشتمت البشرية رائحة اسمه المهرق انجذبت إليه بقلوب عذراوية لا تريد أن تنشغل بآخر غيره ، وأنسابت أفكارها نحوه فى عذراوية لا تريد أن تفكر فى اهتمامات الحياة أو اغراءاتها ، وانطلقت أحاسيسها وعواطفها وكل طاقاتها الداخلية نحوه ... قائلة : " لذلك أحبتك العذارى " .
فى جرينا نطلب العريس نجتذب معنا كثيرين يجرون إليه بفرح ، لهذا تاجيه النفس البشرية : " اجذبنى ورائك فنجرى ، ......... نبتهج ونفرح بك ، ....... " هذا هو سر الصليب وفاعليته ، أنه يحمل قوة الشهادة والجاذبية ، وسر البهجة والفرح .
انجذب زكا العشار وراء المسيح ، فجمع الخطاة والعشارين ليلتقوا بالرب ويفرحوا به ، وإذ جلست المرأة السامرية معه نادت أهل المدينة ليجالسوه وينعموا بحديثه الفعال .
طلبت النفس يد العريس السماوى قائلة : " اجذبنى " ، لكى يسنده ويمسك بها ويدخل بها إلى حجاله الروحى فى أبهج لقاء .
يرى بعض الآباء أن الحجال الإلهى هو " سر المعمودية " ، ففى جرن المعمودية يلتقى المؤمن بالسيد المسيح عريسا له ، يلبس الأنسان الجديد ، وينعم بالملكوت الإلهى ، تلبس النفس مسيحها كثوب أبيض للعرس الأبدى ، تلبسه كبر لها وسر قداستها ، يتجمل به ، وتحيا به إلى الأبد ، فى هذا يقول الرسول بولس : " قد لبستم المسيح " غل 3 : 27 .

" أنا سوداء وجميلة يا بنات أورشليم كخيام قيدار كشقق سليمان ، لا تنظرن إلى لكونى سوداء لأن الشمس قد لوحتنى ، بنو أمى غضبوا على ، جعلونى ناطورة الكروم ، أما كرمى فلم أنطره "( نش 1 : 5 – 6 ) .
إذ تلبس النفس مسيحها برا لها وتقديسا لحياتها تقارن ماضيها بحاضرها ، فتخاطب بنات أورشليم هكذا : " أنا سوداء وجميلة .......... " انها تعترف بضعفها الذاتى لكنها تعلن عن جمالها الذى أقتنته خلال اتحادها بالمسيح يسوع ربها ، جميلة كستائر سليمان .
يرى القديس أغسطينوس النفس البشرية قبل اتحادها بالمسيح كقطعة الفحم السوداء لكنها متى اتحدت به التهبت بناره المقدسة فيزول سوادها وتصير جمر نار حارة فى الروح مملوءة جمالا ، شاول الطرسوسى كان قبلا مجدفا ومضطهدا وضارا ، كان فحما أسود غير متقد ، لكنه إذ نال رحمة ألتهب بنار من السماء ، صوت المسيح ألهبه نارا وأزال كل سواد فيه ، صار ملتهبا بحرارة الروح ، حتى ألهب آخرين بذات النار الملتهبة فيه " .

كان يليق باليهود أن يسندوا الأمم ويكرزوا لهم بالصليب ، لكن عوض الكرازة وقفوا يعيرونهم بالسواد الذى لحق بهم بسبب الوثنية ، أما الأمم فأجابوا بأن سوادهم ليس طبيعيا ، جبلوا عليه ، إنما هى نتيجة ما عانوه إذ " نزلوا " تحت الشمس فلوحتهم ، ....
هكذا تعتذر " كنيسة الأمم " لبنات أورشليم عن سوادها ، قائلة : لا تحسبن يا بنات أورشليم أن السواد المرتسم على وجهى طبيعى ، لكن لتفهمن أنه قد حدث بسبب تجاهل شمس العدل لى ، فإن شمس العدل لم يصوب أشعته على مباشرة ، لأنه وجدنى غير مستقيمة ، ....
فى القديم كان الأمم مثقلين بشمس التجارب ، محرومين من شمس العدل ، فأعطيت الفرصة لإسرائيل أن يختاروا وينعم عليهم بالرحمة . أما الآن إذ رفض اليهود شمس العدل وسقطوا تحت شمس العصيان وعدم الأيمان ، تمتعت كنيسة الأمم بالسيد المسيح شمس العدل . لقد زال سوادها القديم بإشراق شمس العدل عليها ، ولم تعد شمس الخطية تقوى عليها ، كقول المرتل : " لا تحرقك الشمس بالنهار ولا القمر بالليل " ( مز 120 : 6 ) .
ماهو الكرم الذى تحرسه العروس وكرمها الذى لا تحفظه ؟
يقول العلامة أوريجانوس أن الملائكة هم " بنو أمها " فقد صار البشر والملائكة منتمين إلى أم واحدة ، صار الكل أعضاء فى كنيسة المسيح ، هؤلاء الملائكة يسندوننا ويحاربون عنا ومعنا ، إذ يرسلهم الرب لعوننا فى الحرب الداخلية ضد الخطية ، حتى تقدر النفس أن ترعى كرم الرب الذى هو " القلب " وتتخلى عن كرمها الذاتى ، أو أعمال انسانها القديم ، فلا تعود تحتفظ بها بل تتخلى عنها .



-----------
يتبع
  رد مع اقتباس
قديم 14/08/2005   #5
ramrom
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ ramrom
ramrom is offline
 
نورنا ب:
Jul 2005
المطرح:
لست من هذا العالم
مشاركات:
501

افتراضي


تابع الاصحاح الاول


ثانيـــــا : المسيـــــــا الراعــــى :

إذ تحدثت الكنيسة " عن عريسها المتألم " فرأت فى آلامه جاذبية حتى انسحبت كثيرات معها إليه ، هاج العدو عليها .... لهذا تستنجد الكنيسة بذات العريس بكونه : " الراعى الصالح " الذى يدخل إلى حياتها ويرعاها بنفسه ، أنها تناجيه ، قائلة :
" أخبرنى يامن تحبه نفسى أين ترعى أين تربض عند الظهيرة ؟
فى وسط مرارة قلبها بسبب شدة حرب العدو ضدها تشعر النفس البشرية بعذوبة عناية الله راعيها ، فتدعوه : " يا من تحبه نفسى " وكأنها تقول مع القديس غريغوريوس أسقف نيصص : هذا هو الأسم الذى أدعوك به ( يا من تحبه نفسى ) ، لأن اسمك فوق كل الأشياء ، وهو غير مدرك حتى بالنسبة لكل الخلائق العاقلة ، هذا الأسم يعلن عن صلاحك ، ويجذب نفسى إليك ، كيف أقدر ألا أحبك ، يا من أحببتنى هكذا وأنا سوداء ( نش 1 : 4 ) ، فبذلت حياتك من أجل القطيع الذى هو موضوع رعايتك ؟ ! .
حقا ما أحوجنا أن يمسك الراعى نفسه بأيدينا ويدخل بنا إلى كنيسته ، موضع راحته ، مرعى خلاصه ... هناك نلتقى بالسيد المسيح نفسه سر راحتنا وسلامنا .. فى بيته نلنا البنوة لله خلال المعمودية ، وقبلنا روحه القدوس ، ساكنا فينا خلال سر الميرون ، فى بيته نجد غفران الخطايا وننتعش بالذبيحة المقدسة المحيية من جسد ودم يسوع ..... فى بيته نجلس تحت ظلال صليبه ، سر مصالحتنا مع الله وسلامنا الداخلى ..
لماذا أختارت العروس أن تلتقى بعريسها الراعى فى وقت الظهيرة ، قائلة " أين تربض عند الظهيرة ؟ ! .... إن كنا نلتقى بالراعى الصالح فى كنيسته الواحدة الممتدة عبر العصور إنما ندخل إليه لنراه متجليا فيها كشمس الظهيرة ، .... فلا يعرف أعضاؤها الظلمة أو الظلال ، بل يعيشون على الدوام فى ذروة نور راعيهم ، يستنيرون به فيصيرون بدورهم نورا للعالم يقول القديس غريغوريوس " انك تجعلنى أربض فى الظهيرة ... فى النور لا يعرف ظلا ، إذ لا يوجد ظل فى الظهيرة حيث تكون الشمس عمودية علينا " . لا يمكن لأحد أن يتأهل لراحة الظهيرة ما لم يكن أبن النهار والنور ...
يرى العلامة أوريجانوس فى الظهيرة رمزا لكمال بهاء الله ، فالعروس تريد أن تلتصق بالرب فى ملء عظمته ، ...
تريد الكنيسة أن تلتقى بعريسها وقت الظهيرة : حيث ظهر الرب لأبراهيم ومعه ملاكان ، وبشره هو وسارة امرأته أنه يقيم لهما نسلا ، يكون بركة لأمم كثيرة ( تك 18 ) .
فى وقت الظهيرة ألتقى يوسف بأخيه الأصغر بنيامين ، فحنت أحشاؤه إليه ، ولم يقدر إلا أن يدخل المخدع ويبكى ، هذه هى صورة اللقاء التى نشتهيها حيث يلتقى الراعى الحقيقى البكر يسوع المسيح بنا نحن أخوته الأصاغر ، يرانا فتحن أحشاؤه علينا ، ويدعونا " بنيامين " أى " أبناء اليمين " .
فى وقت الظهيرة أعلن الراعى الحقيقى يسوع المسيح ذاته لشاول الطرسوسى الذى كرس طاقاته لأبادة أسم يسوع ( أع 22 ) ، فأكتشف شاول حقيقة الراعى الحى الذى لا يموت ...
أخيرا ، فإن تعبير العروس " أين تربض وقت الظهيرة ؟ " يذكرنا بنبوة أبينا يعقوب ليهوذا قائلا : " يهوذا جرو أسد .... جثا وربض كأسد ... من ينهضه ؟ لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتى شيلون وله يكون خضوع شعوب ( تك 49 ) – تحققت هذه النبوة حين ربض الأسد الخارج من سبط يهوذا ونام على الصليب وقت الساعة السادسة لا ليستريح بل ليرعى بالحب البشرية ، مفدما دمه فدية وخلاصا .
تسأل الكنيسة راعيها : " أين ترعى ؟ أين تربض ؟ ... لئلا أكون خفيفة مقنعة عند قطعان أصحابك " ( نش 1 : 7 )
انها تشتاق أن تتعلم الطريق الذى يلزمها أن تسير فيه ، لئلا بسبب عدم معرفتها لمنحنياته تعرج إلى قطعان أصحابه ... فيراها كثيرون غيره . وكأنها تقول : أريد ألا يرانى أحد غيرك أنت وحدك ، أود أن أعرف الطريق الذى يحضرنى إليك ... ولا يدخل أحد بيننا " .
يجيب الراعى كنيسته هكذا :
" إن لم تعرفى ( نفسك ) أيتها الجميلة بين النساء ، فأخرجى على آثار الغنم ، وأرعى جداءك عند مساكن الرعاة " ( نش 1 : 8 )
أوضح لها الراعى معالم الطريق فى نقاط ثلاث :
( 1 ) تتعرف أولا على نفسها ، أى تبدأ بالداخل ، لتدرك أن الله قد خلقها على صورته ومثاله ، وتدرك الطبيعة الجديدة التى وهبت لها خلال رعايته .
( 2 ) تخرج عن الأنعزالية والذاتية ، فأنها لا تقدر أن تصير " جميلة بين النساء " إن لم تخرج مع راعيها خارج المحلة لتحمل عاره ، متمثلة بالآباء القديسين .
( 3 ) تشهد للراعى أمام الجداء ، هكذا لا تعيش فى سلبية ، لتدخل بهم إلى موضع رعايته .

إذ تلتزم الكنيسة وهى تحت رعاية المسيا المخلص أن تحمل مسئولية الشهادة العملية لخلاصه فتدخل بالجداء إلى الحظيرة ليصيروا خراف المسيح يطلب منها أن تعمل بروح القوة التى لا تعرف الخوف قائلا لها :
" لقد شبهتك يا حبيبتى بفرسى فى مركبات فرعون ( الترجمة السبعينية ) نش 1 : 9
نلاحظ هنا دعوته لها " فرسى " بصيغة الجمع ، حتى تلتزم الكنيسة بالعمل بروح الوحدة مع بقية الخيل .. كما أن دعوته لها " فرسى " يعلن ملكية الكنيسة للسيد المسيح ، هذا هو سر قوتها ..
ومن اعتزاز الرب بكنيسته التى يقودها كفرس لقب بـ " الجالس على الفرس " رؤ 19 : 19 ، 21 ...
يمتاز الخيل بالقوة والقدرة على دخول المعارك بسرعة بغير خوف ، وتحدث زكريا النبى عن قوة بيت يهوذا هكذا : " أن رب الجنود قد تعهد قطيعه بيت يهوذا ، وجعلهم كفرس جلاله فى القتال " ( زك 10 ) .
يشير الخيل إلى قوة الله السماوية أو العلوية ...عندما رأى خادم أليشع النبى الجيش محيط بالمدينة أضطرب ، لكن أليشع طلب من الرب أن يفتح عينى الغلام ، " فأبصر وإذا الجبل مملوء خيلا ومركبات نار حول أليشع " ( 2 ملوك 6 ) ...
أما قوله هنا " فى مركبات فرعون " ربما ليؤكد أنه وإن صار المؤمنون خيلا للرب يحملون السمة السماوية لكنهم " مركبات فرعون " أى يعيشون على الأرض ( فى مصر ) ، وقد عرفت مصر بجودة خيلها ( 1 مل 10 ) .

إذ تم لقاء الراعى مع كنيسته فأعلن لها حقيقة مركزها ، قائلا لها :
" ما أجمل خديك بسموط كحمامة ، وعنقك بقلائد ، نضع لك سلاسل من ذهب مع جامان من فضة ، ما دام الملك فى مجلسه ( على مائدته ) نش : 10 – 12
يمكننا أن نلخص ثمار الرعاية فى الآتى :
( 1 ) يصير لها خدى حمامة ، أى تحمل روح الأتضاع مع العفة ، إذ حملت فى داخلها الروح القدس الذى يملأ حياتها الداخلية .
( 2 ) يتزين عنقها بروح الطاعة ، ومواهب الروح القدس - وخدمة الآخرين .
( 3 ) تتمتع بشبه الذهب ومرصعات الفضة ، أى الناموس والشريعة ، حتى تتمتع بالذهب ذاته أى " انجيل النعمة " أو " الحياة السماوية "


----------------
يتبع اخوتي
  رد مع اقتباس
قديم 14/08/2005   #6
ramrom
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ ramrom
ramrom is offline
 
نورنا ب:
Jul 2005
المطرح:
لست من هذا العالم
مشاركات:
501

افتراضي


تابع الاصحاح الاول


ثالثا :المســــــــــــــــــيـ ـــــــا المــــــــــلك:

أما وقد شبه العريس كنيسته بفرسه فى مركبات الخلاص ، يقودها بنفسه ، ويجتاز بها إلى ملكوته ، فإن الكنيسة أيضا تتطلع إليه كملك حارب عنها واتحد بها ليقيمها ملكة تجلس عن يمينه .
" مادام الملك متكئا على مائدته أفاح ناردينى رائحته " ( نش 1 : 12 ) .
إذ ملك ربنا يسوع المسيح بالصليب ، ساكبا حياته من أجلها ، تقدمت الملكة إليه ترد الحب بالحب ، فتقدم حياتها ناردينا خالصا ، تسكبه عليه ، فتفوح رائحته حيثما يكرز بالأنجيل .
على مائدة الرب أو مذبحه يلتقى الملك بالملكة ، فتقدم الملكة ذبيحة الملك نفسه ، رائحة زكية مقبولة لدى الآب ،
يقول القديس أغسطينوس :
" أنتم فوق المائدة ! أنتم داخل الكأس ! "
" ما دامت الكنيسة هى جسد ذاك الذى هو الرأس فإنها تتعلم أن تقدم نفسها ( تقدمة ) خلاله " .
هكذا ما دام الملك متكئا على مائدته ، تجتمع به الملكة ، فتظهر فيها رائحة معرفته ( 2 كو 2 : 15 ) ، تقدم ناردين حبها له ، وتبذل حياتها من أجله ، كما بذل حياته عنها ... فتدخل معه إلى المر ، قائلة :
" صرة المر حبيبى لى ، بين ثديى يبيت " ( نش 1 : 13 ) .
إن كان قد تألم لأجلها ومات لإغنها تتقدم إليه بالمر الذى يستخدم فى دهن المسحة وفى الأطياب ... تدخل معه إلى القبر تحمل المر لتكفين جسده .
فى دعوة الملكة للملك نلاحظ الآتى :
( 1 ) الملكة تحزم المر أثناء التقدمة وتغلق عليه " صرة المر " لتكون رائحته أقوى وأغلى ، عندئذ يقطن الملك فى قلبها حيث يجد راحته ، ويسكن فى حضنها .
( 2 ) استخدمت الملكة عبارة " صرة المر حبيبى لى " لأنه حسب الشريعة كل شىء غير مربوط أو مغلق يكون دنسا ( عد 19 : 15 ) ، والنفس التى تلمس ما هو دنس تتدنس ، أما يسوع فليس فيه عيب قط ، ... تتلامس معه النفس فتتقدس .
( 3 ) فى العهد القديم تعلق المرأة صورة مصغرة لزوجها الغائب علامة حبها وولائها له ، إذ تستقر الصورة على صدرها ، ومن هنا جاء هذا التعبير " بين ثديى يبيت " .
والثديان إشارة إلى العهدين القديم والجديد ، منهما تتغذى الكنيسة .

" طاقة فاغية حبيبى لى فى كروم عين جدى " ( نش 1 : 14 )
الطاقة الفاغية هى حزمة زهر الحناء ، التى تطبق العروس يدها عليها طوال الليلة السابقة لزفافها حتى تصير فى الصباح حمراء ، ذات رائحة طيبة ، وبهذا تتهيأ لعريسها ، وقد امتازت عين جدى بالحناء الطيبة الرائحة .
إن كان الملك يمسك بصليبه كصولجان ملكه ، فإن الملكة تمسك بعريسها فى يدها وتطبق عليه فترتسم سماته وعلامة ملكه عليها ... أى تحمل اللون الأحمر . انها لن تكون ملكة ما لم تحمل علامات الصليب والبذل ، وتصير حمراء ، كعريسها ... هذا هو سر قوتها ، وسر عرسها وجمالها ..

لهذا يناجيها الملك قائلا :
" ها أنت جميلة يا حبيبتى ، ها أنت جميلة ، عيناك حمامتان " ( نش 1 : 15 ) .
للمرة الثانية يدخل العريس الملك فى حوار مع عروسه ، فى المرة الأولى كان يحثها أن تتعرف على ذاتها وتدرك أنها " الجميلة بين النساء " ( نش 1 : 8 ) – أما الآن فهو يناجيها مؤكدا لها : أن سر جمالها هو قربها منه ، بعد أن أقترب هو منها ونزل إليها ، ..
يرى السيد المسيح الملك فى الكنيسة جمالا لا يشيخ ، سره العينان الحمامتان ، فقد حل فيها الروح القدس ، الذى يظهر على شكل حمامة – ووهبها استنارة داخلية أو بصيرة روحية . لقد صارت الآن تفهم الكتب المقدسة حسب الروح وليس حسب الحرف ، صارت تدرك الأسرار الروحية فى الكتب المقدسة ، لأن الحمامة رمز للروح القدس .

إذ صارت للنفس عينى حمامة ، تدخل معه فى اتحاد أعمق .... إذ تناجيه ، قائلة :

" ها أنت جميل يا حبيبى وحلو ، وسريرنا أخضر ، جوائز بيتنا أرز ، وروافدنا سرو ... ( نش 1 : 16 )
يبدو أن الكنيسة ( العروس ) قد رأت جمال عريسها بأكثر قرب ، وأدركت بعينيها اللتين دعيتا " حمامتين " جمال كلمة الله وعذوبته ، فإنه بالحق لا يستطيع أحد أن يدرك أو يتعرف على عظمة سمو الكلمة ما لم يتقبل أولا عينى حمامة ، أى ينعم بالأدراك الروحى .

" سريرنا أخضر "
ما هو هذا السرير الذى ينسب للملك والملكة إلا الجسد الذى تستريح فيه النفس ، والذى يتقبل سكنى الرب فيه ؟ فجسدنا لم يعد بعد ثقلا على النفس ولا مقاوما لعمل الله ، لكنه تقدس وصار هيكلا للرب تستريح فيه نفوسنا ويفرح به الرب ، فيه يلتقى الله بالنفس البشرية ، وخلاله تنعم نفوسنا بالشركة مع الله ، ويكون لها ثمر الروح ... لذلك دعى أخضر ، أى مثمر ! .

" جوائز بيتنا أرز ، وروافدنا سرو "
تعرف شجرة السرو بقوتها العظيمة ورائحتها الجميلة ،
والروافد أى الأسقف المائلة التى فوق المنزل لحمايته من الشمس والعواصف إنما أشارة إلى الأساقفة الذين يعملون بروح المسيح وإمكانياته للحفاظ على المؤمنين ، أما الجوائز ( العوارض ) التى خلالها يتماسك القصر كله فهم الكهنة الذين يخدمون لبنيان أولاد الله .



----------------
الى اللقاء مع اصحاح اخر مع محبتي لكم

  رد مع اقتباس
قديم 15/08/2005   #7
شب و شيخ الشباب الخير للجميع
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ الخير للجميع
الخير للجميع is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
المطرح:
دمشق
مشاركات:
681

افتراضي


نيالك يا ramrom
هادا أطرميز الزيتوت حذفنا مشاركاتنا وخلالك مشاركاتك.............
يا سعدك ويا هناك...............

  رد مع اقتباس
قديم 16/08/2005   #8
شب و شيخ الشباب Syria Man
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Syria Man
Syria Man is offline
 
نورنا ب:
May 2005
المطرح:
بين الزحام أدوب ...................... وارحل بين الدروب
مشاركات:
5,240

إرسال خطاب MSN إلى Syria Man إرسال خطاب Yahoo إلى Syria Man
افتراضي


اقتباس:
نيالك يا ramrom
هادا أطرميز الزيتوت حذفنا مشاركاتنا وخلالك مشاركاتك.............
يا سعدك ويا هناك...............

خدني الحنين لعينيكي حبيتو من وقتها
بحلم سنين ألاقيكي و أنسى الجراح بعدها
وبقيتي من قسمتي عشقي ونور دنيتي
ما شافتش قبلك عيوني وعليكي فتّحتها

المسيح يحمينا

jesus i trust in you

أنا هو القيامة والحياة من يتبعني لايمشي في الظلمة
  رد مع اقتباس
قديم 16/08/2005   #9
Anonymous
عضو
-- زعيـــــــم --
 
الصورة الرمزية لـ Anonymous
Anonymous is offline
 
نورنا ب:
Oct 2003
مشاركات:
1,826

افتراضي


اطرميز انت جبان وتسئ الى المسيحية لانك تحذف اجاباتنا ولا تسمع الا صوتك ..... الا يدل ذلك على ضعف الحجة عندك
  رد مع اقتباس
قديم 19/08/2005   #10
شب و شيخ الشباب توت توت توت
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ توت توت توت
توت توت توت is offline
 
نورنا ب:
May 2005
مشاركات:
1,420

افتراضي


اقتباس:
نيالك يا ramrom
هادا أطرميز الزيتوت حذفنا مشاركاتنا وخلالك مشاركاتك.............
يا سعدك ويا هناك...............
اقتباس:
اطرميز انت جبان وتسئ الى المسيحية لانك تحذف اجاباتنا ولا تسمع الا صوتك ..... الا يدل ذلك على ضعف الحجة عندك

يا جماعة يا جماعة ... على ما أعتقد أنو اطرميز زيتون ما هو مشرف القسم ... وما هو اللي حذف تعليقاتكم
هدا أولا ..
ثانيا وهو الأهم ... هون القسم اسمو اللاهوت المسيحي المعاصر مو حوار الأديان ....
بقى احترموا انفسكم رجاءا ..
  رد مع اقتباس
قديم 19/08/2005   #11
شب و شيخ الشباب Sawiros
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ Sawiros
Sawiros is offline
 
نورنا ب:
Aug 2005
مشاركات:
210

افتراضي


الأخ رام روم ممكن اسم الكتاب اللي حضرتك اقتبست منه الموضوع؟؟
  رد مع اقتباس
قديم 19/08/2005   #12
شب و شيخ الشباب Atramez_Zeton
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ Atramez_Zeton
Atramez_Zeton is offline
 
نورنا ب:
Sep 2004
المطرح:
Homs
مشاركات:
2,916

إرسال خطاب MSN إلى Atramez_Zeton إرسال خطاب Yahoo إلى Atramez_Zeton
افتراضي


اقتباس:
كاتب النص الأصلي : malrifaie
اطرميز انت جبان وتسئ الى المسيحية لانك تحذف اجاباتنا ولا تسمع الا صوتك ..... الا يدل ذلك على ضعف الحجة عندك
الموضوع بالاساس خارج النقاش ..... لانو الموضوع مانو موضوع حوار اديان .... و هون ما مسموح للنقاش منشان هيك انحذفت الردود

و انا عم فكر شي مرة حط شي نكتة بحوار الاديان بيصيرو العالم بيرجعوها ل الله و بيحطو عليها كفر و مدري شو
لازم تفرقو بين المواضيع القابلة للنقاش و الغير قابلة للنقاش...


الاطرميز واحد ...بس الزيتون كتير و متنوع
  رد مع اقتباس
قديم 19/08/2005   #13
شب و شيخ الشباب Syria Man
عضو
-- مستشــــــــــار --
 
الصورة الرمزية لـ Syria Man
Syria Man is offline
 
نورنا ب:
May 2005
المطرح:
بين الزحام أدوب ...................... وارحل بين الدروب
مشاركات:
5,240

إرسال خطاب MSN إلى Syria Man إرسال خطاب Yahoo إلى Syria Man
افتراضي


اقتباس:
الموضوع بالاساس خارج النقاش ..... لانو الموضوع مانو موضوع حوار اديان .... و هون ما مسموح للنقاش منشان هيك انحذفت الردود

و انا عم فكر شي مرة حط شي نكتة بحوار الاديان بيصيرو العالم بيرجعوها ل الله و بيحطو عليها كفر و مدري شو
لازم تفرقو بين المواضيع القابلة للنقاش و الغير قابلة للنقاش...
أنا معك اخ جورج
بكل شي قلتو
  رد مع اقتباس
قديم 24/08/2005   #14
ramrom
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ ramrom
ramrom is offline
 
نورنا ب:
Jul 2005
المطرح:
لست من هذا العالم
مشاركات:
501

افتراضي


الاصحاح الثاني


1 انا نرجس شارون سوسنة الاودية 2 كالسوسنة بين الشوك كذلك حبيبتي بين البنات 3 كالتفاح بين شجر الوعر كذلك حبيبي بين البنين.تحت ظله اشتهيت ان اجلس وثمرته حلوة لحلقي. 4 ادخلني الى بيت الخمر وعلمه فوقي محبة. 5 اسندوني باقراص الزبيب انعشوني بالتفاح فاني مريضة حبا. 6 شماله تحت راسي ويمينه تعانقني. 7 احلفكن يا بنات اورشليم بالظباء وبأيائل الحقول ألا تيقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء. 8 صوت حبيبي.هوذا آت طافرا على الجبال قافزا على التلال. 9 حبيبي هو شبيه بالظبي او بغفر الأيائل.هوذا واقف وراء حائطنا يتطلع من الكوى يوصوص من الشبابيك. 10 اجاب حبيبي وقال لي قومي يا حبيبتي يا جميلتي وتعالي. 11 لان الشتاء قد مضى والمطر مرّ وزال. 12 الزهور ظهرت في الارض.بلغ اوان القضب وصوت اليمامة سمع في ارضنا. 13 التينة اخرجت فجّها وقعال الكروم تفيح رائحتها.قومي يا حبيبتي يا جميلتي وتعالي. 14 يا حمامتي في محاجئ الصخر في ستر المعاقل أريني وجهك اسمعيني صوتك لان صوتك لطيف ووجهك جميل. 15 خذوا لنا الثعالب الثعالب الصغار المفسدة الكروم لان كرومنا قد أقعلت. 16 حبيبي لي وانا له الراعي بين السوسن. 17 الى ان يفيح النهار وتنهزم الظلال ارجع واشبه يا حبيبي الظبي او غفر الأيائل على الجبال المشعّبة


---------------
  رد مع اقتباس
قديم 24/08/2005   #15
ramrom
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ ramrom
ramrom is offline
 
نورنا ب:
Jul 2005
المطرح:
لست من هذا العالم
مشاركات:
501

افتراضي


المسيا الحبيب

إن كانت النفس قد تحدثت مع قريباتها عن السيد المسيح كعريس لها ، تمدح حبه وتسترسل فى وصفه ، ثم عادت فتلاقت مع خطيبها الراعى الصالح ، وتعرفت عليه كملك يقيمها ملكة تجلس معه ، الآن تنزل معه الحديقة بعيدا عن كل تكلف أو رسميات يتناجيان معا فى حديث عذب .
انه يقول لها : ان كان العالم قد جذبك بكل مغرياته ، فطلبتى ملذاته ومباهجه ، فإنى أنزل إليك فى العالم ، وأكون فى الأودية بين يديك لتتعرفين على :
" أنا نرجس شارون ، سوسنة الأودية " ( نش 2 : 1 ) .
شارون سهل فى اليهودية ، منطقة خصبة جدا والمياة فيها متوفرة ، لكنها لم تزرع إذ هى مكان ضيق كان يستخدم كطريق بين مصر وسوريا ، نرجس هذا السهل من نوع ممتاز ، يظهر دون أن يزرعه أحد من البشر أو يتعب فيه ، هكذا يظهر حبيبنا فى أرضنا ، جاء إلينا بنعمته ، وليس لبر فينا .
السيد المسيح هو زهرة الشعب اليهودى ، فقد قاد الناموس إلى المسيح ، وهو سوسنة الشعوب الأممية إذ قبلته مخلصا ... أنه مسيح العالم كله : اليهود والأمم .
ويرى القديس جيروم أن زهرة الحقل أو سوسنة البرية ( الأودية ) إنما هى شخص المسيا الذى نبت فى عصا هرون ، الزهرة التى نبتت فى القديسة مريم ، التى وإن كانت فى ذاتها لا تحمل حياة لكنها حملت " الحياة " ذاته .
هذا هو حبيبنا بالنسبة لنا نحن عروسه ، لقد حمل بآلامه الرائحة الذكية ، يشتمها الذين فى السهل أى اليهود والذين فى الوادى أى جماعة الأمم .... أما نحن فماذا بالنسبة له ؟
" كالسوسنة بين الشوك ، كذلك حبيبتى بين البنات " ( نش 2 : 2 )
يقول العلامة أوريجين : " إذ صار هو سوسنة الأودية إنما لكى تصير حبيبته أيضا سوسنة تتمثل به .... بمعنى أن كل نفس تقترب إليه وتتبع خطواته تتمثل به تصير سوسنة " .
المؤمن فى عينى الرب كالسوسنة " الزنبقة " ، بهية للغاية ، ولا سليمان فى كل مجده يلبس مثلها ، جميلة لا ببرها الذاتى ، بل بنعمة الدم الذى يجرى فيها ....
إن كانت النفس البشرية قد صارت كسوسنة بين الأشواك ، لكنها لا تنشغل بالأشواك المحيط بها ، انما بالعريس الذى يشبعها ويرويها ويهبها راحة .... إنها تراه قادما إليها ، مقتربا نحوها حتى تقترب إليه ، يرتفع على الصليب حتى تستريح بظل محبته الأبدية ، ويقدم لها ثمر الصليب حلاوة فى حلقها ، لهذا تناجيه ، قائلة :
" كالتفاح بين شجر الوعر ، كذلك حبيبى بين البنين ،
تحت ظله اشتهيت أن أجلس ،
وثمرته حلوة فى حلقى " ( نش 2 : 3 ) .
إن كانت تعيش وسط الأشواك ولا تقدر أن ترتفع إليه ، فهو ينزل إليها ، يصير كشجرة التفاح ( رمز التجسد الألهى ) بين يديها ، لقد حل بيننا نحن الوعر الذى بلا ثمر ، وصار كواحد منا ، لكن ليس بلا ثمر مثلنا ، بل كشجرة التفاح : جميلة المنظر ، رائحتها منعشة ، يؤكل ثمرها ، ويشرب عصيره ... إنه شجرة الحياة التى نقتطفها عوض شجرة معرفة الخير والشر .

إذ تجلس النفس مع حبيبها عند الصليب ، وتتذوق حبه اللانهائى ، تطلب منه الدخول إلى أحشائه لترتوى من ينابيع حبه العميقة ، قائلة :
" أدخلنى إلى بيت الخمر ،
علمه فوقى محبة ،
أسندونى بأقراص الزبيب ،
أنعشونى بالتفاح ،
فإنى مجروحة حبا " ( نش 2 : 4 ، 5 ) .
سبق أن رأينا " بيت الخمر " هو بيت " الحياة الجديدة " التى صارت لنا خلال آلام السيد المسيح الخلاصية ، ( ويرمز بيت الخمر ) إلى " بيت الوليمة والحكمة " حيث تدخل النفس إلى السيد المسيح وتنال عصير تعاليم الحق ومزيجها فى إناء الحكمة الإلهية ، تنتعش به النفس جديدا كل يوم ....... إذ تتعرف على أسرار الله كأنها جديدة كل يوم .
إذ تدخل النفس بيت حبيبها تلتزم بقانون بيته ألا وهو " المحبة " لكنها إذ لا تقدر أن تطبقه بذاتها تسأله أن يقوم بنفسه بتدبير حياة الحب فيها أى تتسلم من الله " الحب الحقيقى " قانون محبته ، فتعرف كيف تحب الله والوالدين والأخوة ....
حقا فى " بيت الحب " ننال طبيعة الحب الواحدة من مصدرها " الله نفسه " لكننا نلتزم أن نتعرف أيضا على قانون الحب العملى ..



--------------------
يتبع
  رد مع اقتباس
قديم 24/08/2005   #16
ramrom
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ ramrom
ramrom is offline
 
نورنا ب:
Jul 2005
المطرح:
لست من هذا العالم
مشاركات:
501

افتراضي


تعود النفس تصرخ معلنة حاجتها إلى " المحبة " ، قائلة :
" اسندونى بأقراص الزبيب ، أنعشونى بالتفاح ، فإنى مجروحة حبا " ( نش 2 : 5 ) .
إذ دخلت النفس " بيت المحبة الإلهية " وتسلمت من الله تدبير الحب ، تعلن أنها قد صارت مجروحة حبا يستحيل أن تكون هذه الجراحات خاصة بحب جسدانى ، ... أنها صرخات النفس داخل الكنيسة " بيت المحبة " إذ تطلب من خدام المسيح أن يسندوها بأقراص الزبيب أو الأطياب التى هى التعاليم الإلهية المعزية التى تسكب حب المسيح فى الداخل ، وتفيح رائحته الذكية ، إنها تطلب التفاح الذى هو رمز للجسد المقدس ، فهو سر انتعاشها الروحى .

" شماله تحت رأسى ويمينه تعانقنى " ( نش 2 : 6 )
بمعنى آخر ، بشماله يؤدب ، فتصغر أمامنا الحياة الزمنية وكل ملذات الجسد والعالم ، وبيمينه يترفق إذ يفتح القلب أمام السمويات فتشتهيها ، على أى الأحوال ، يضع الرب تأديباته تحت رؤوسنا ، إذ بدونها لا تكون رؤوسنا متزنة ، ويحوط رؤوسنا بيمينه حتى تمتلىء قلوبنا رجاءا فيه ! هذه هى جراحات الحب الإلهية .

" أحلفكن يا بنات أورشليم بالظباء وبأيائل الحقول ألا تيقظن ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء "
( نش 2 : 7 ) .
إذ دخلت النفس إلى بيت المحبة الإلهية .. كأنها قد حملت مشاعر الرسول بطرس حين أنسحبت أعماقه بالكامل نحو السيد المسيح المتجلى أمامه ، فقال " يارب جيد أن نكون ههنا " مت 17
إنها صورة رائعة للكنيسة الأم التى تطلب من أبنائها " بنات أورشليم " أن يبقين فى الأحضان الإلهية ... ولا يزعجن الرب المستريح فى قلوبهم بارتكابهن شرا أو خطية ! أنه صوت الكنيسة الأم تجاه كل نفس مؤمنه تدعى " ابنة أورشليم " ، تتطلع إلى أورشليم السمائية كأم لها ، ...
ولعله أيضا صوت الكنيسة الموجه إلى جماعة اليهود " بنات أورشليم " التى رأت المسيا نائما على الصليب ، مدفونا فى القبر ألا تضطرب من هذا فتنكر الأيمان به ، فإنه وإن ظهر كما فى ضعف لكنه يقوم متى شاء ، فى اليوم الثالث ، لقد نام على الصليب بإرادته ، ويقوم أيضا بإرادته ، إذ يقول : " لى سلطان أن أضعها ولى سلطان أن آخذها " .. لكن بكل أسف رفض اليهود قبول السيد المسيح المصلوب منتظرين مسيحا حسب أهواء قلوبهم .
الخاطب يطلب خطيبته
" صوت حبيبى ، هوذا آت ظافرا على الجبال ، قافزا على التلال ،
حبيبى شبيه بالظبى أو بصغير الأيل ،
هوذا واقف وراء حائطنا ،
يتطلع من الكوى ،
يبرق خلال الشبابيك .. " ( نش 2 : 8 ، 9 ) .
تتحدث كنيسة الأمم مع الشعب اليهودى فى عتاب لطيف ، فتقول لهم : لقد تعرفت على " كلمة الله " أو صوت الحبيب ، الذى جاء متجسدا خلال اليهود ( أبن اختى ) ، عرفته خلال جبال الشريعة التى تسلمتموها وتلال النبوات التى بين أيديكم ، لقد جاءنى ظافرا بفرح وسرور خلال الشريعة والنبوات ، لكن فى ملء الزمان جاءنى بنفسه كالظبى حاملا طبيعتنا ، مختفيا وراءها – واقفا وراء حائطنا – يتحدث معنا مباشرة .
لقد تقبلت رسالة تجسده خلال كوى الشريعة وشبابيك الأنبياء .... لقد عرفت صوته وأمكننى أن أميزه ( يو 10 : 3 ، 4 ) .
إن كانت الكنيسة قد تعرفت على كلمة الله المتجسد خلال شريعة العهد القديم والنبوات ، فقد جاء الحديث هنا بمثابة دعوة موجهة لكل نفس لكى ترتفع بالروح القدس على جبال الكتاب المقدس لتلتقى هناك بالخطيب القادم يخطب مخطوبته .
لهذا يقول المرتل : " أساساته فى الجبال المقدسة " ، " رفعت عينى إلى الجبال من حيث يأتى عونى " مز ( 86 : 1) ، (120 : 1 ) .







-----------------
يتبع
  رد مع اقتباس
قديم 24/08/2005   #17
ramrom
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ ramrom
ramrom is offline
 
نورنا ب:
Jul 2005
المطرح:
لست من هذا العالم
مشاركات:
501

افتراضي


بماذا تشبه العروس خطيبها ؟
" حبيبى شبيه بالظبى أو صغير الأيل على جبال بيت ايل " ( نش 2 : 9 ) .
يشبه السيد المسيح بالظبى ( الغزال ) ، وكلمة " ظبى " فى العبرية تعنى " جمال " ، فقد جاء السيد المسيح يطلب يد البشرية التى أفسدتها الخطية وشوهت طبيعتها الداخلية وجمالها الروحى ، ليتحد بها فيسكب جماله عليها .
ما أروع حديث رب المجد فى حز 16 : 6 – 14 ..... نحو الكنيسة : " مررت بك ورأيتك وإذا مدوسة بدمك فقلت لك بدمك عيشى ..... ...... ....... ..... " .
الكنيسة التى ضمها إليه بعد أن مر عليها فوجدها ملقاة فى الطريق عارية ومدوسة بدمها ، فقدسها بالتمام .
إذ نزل المخلص إلينا يطلبنا عروسا له جاءنا من السماء ومزل حتى إلى حائطنا الذى أقمناه بعصياننا لله ، جاء إلى الحجاب الذى فصلنا عن قدس أقداس الله ووقف وراءه يعمل ويجاهد حتى الدم ، فحطمه ، وفتح لنا طريقا سماويا نسير فيه .
نحن أقمنا الحجاب ، فصرنا عاجزين عن الصعود إليه ، لهذا نزل هو إلينا ، وعلى الصليب انشق حجاب الهيكل ، لكى يشرق لنا بقيامته خلال الكوى والشبابيك التى صنعها بنفسه .

دعوة للقيامة :
نزل الخاطب إلى بيت مخطوبته وهو يعلم أن شباكا وفخاخا كثيرة قد نصبت لها تجعلها غير قادرة على الخروج من بيتها وحدها والأرتفاع إلى بيته .... نزل بنفسه ذاك الذى وحده لا تقدر فخاخ الخطية أن تمسك به ولا شباك الموت أن تقتنصه .
أنه يناديها بسلطان أن تقوم لتلتصق به وتصير حمامته الوديعة ، تحمل ثمار القيامة فى حياتها ، قائلا لها :
" قومى يا قريبتى ، يا جميلتى ، يا حمامتى وتعالى ،
لأن الشتاء قد مضى ، والمطر مر وزال ،
الزهور ظهرت ، بلغ أوات القضب ،
وصوت اليمامة قد سمع فى أرضنا ،
التينة أخرجت فجها ( البراعم الصغيرة ) ،
قعال الكروم تفيح رائحتها " ( نش 2 : 10 – 13 ) .
انها دعوة للقيامة الأولى ، قيامة النفس البشرية فى المسيح يسوع من موت الخطية وانطلاقها فوق الأحاسيس الجسدية والشهوات الأرضية ، فتعيش حسب الروح لا الجسد .
ما كان لكلمة الله أن يلقبها قريبته ويتحد بها ويصير معها روحا واحدا ( 1 كو 6 : 17 ) ولا أن يدعوها جميلة ، لو لم يرى صورتها تتجدد كل يوم ( 2 كو 4 : 16 ) ، وما كان قد رآها قادرة على تقبل الروح القدس الذى نزل على يسوع فى الأردن على شكل حمامة ، ولا دعاها " حمامته " لو لم تكن قد أدركت حب كلمة الله وأشتهت الأنطلاق إليها مسرعة وهى تقول " ليت لى جناحا كالحمامة فأطير وأستريح " ( مز 55 : 6 ) .
فى هذا الربيع الذى صنعه الرب بقيامته ، يدعو الكلمة الإلهى عروسه أن تقوم ، قائلا لها : " قومى يا قريبتى ، يا جميلتى ، يا حمامتى وتعالى " ( نش 2 : 10 ) . هنا الدعوة موجهة للعروس أن تقوم وأن تتقدم فى طريق الكمال ، ذلك كما قال السيد المسيح للمفلوج : " قم أحمل سريرك وأمشى " متى 9 : 6
تكرار الدعوة للقيامة :
يكرر السيد الدعوة لخطيبته أن تقوم ، قائلا لها :
" قومى وتعالى ، يا قريبتى ، يا جميلتى ،
يا حمامتى فى محاجىء الصخر ، فى ستر المعاقل ،
أرينى وجهك ، اسمعينى صوتك ،
ان صوتك لطيف ، ووجهك جميل " ( نش 2 : 13 ، 14 )
لماذا يكرر الخاطب الدعوة لعروسه أن تقوم ؟
.. السيد المسيح يدعو العروس القائمة أن تقوم ثانية ، والتى اقتربت إليه أن تأتى إليه .. لأنها يليق بها أن تدخل من مجد إلى مجد ( 2 كو 3 : 18 ) .
فى المرة الأولى يدعوها أن تقوم وتأتى إليه : " قومى ....... وتعالى " ، أما الآن فهو يدعوها أن تخرج من بيتها ومن مدينتها وتنطلق إلى محاجىء الصخر إلى ستر المعاقل ، تنطلق ليس فقط عن شهوات الجسد الشريرة بل وعن العالم المنظور كله ... إنه يدعوها للقاء معه داخل الحصون
الأبدية غير المنظورة !
دعوة السيد المسيح للنفس بالقيامة إنما هى دعوة للدخول فى المسيح يسوع لتلتقى مع الله بوجه مكشوف ... " أرينى وجهك ، اسمعينى صوتك " !
هذا القول لا يعنى أن وجهها مخفى عنه أو صوتها مجهول بالنسبة له ، لكنه يريدها أن تدخل إلى الأتحاد معه ، فتظهر أمامه فى دالة الحب كعروس تظهر بغير قناع ، وتتحدث فى صراحة .
السيد المسيح يدعونا للأتحاد به " الصخرة الحقيقية " والدخول معه إلى حضن أبيه " ستر المعاقل " لنكون معه إلى الأبد ... هذه هى الحصون الأبدية التى تضفى على الكنيسة جمالا فيكون صوتها لطيفا ، ووجهها جميلا !
هكذا يدعو الخاطب خطيبته أن تطير من نطاق الفكر الجسدى إلى الفكر الروحى ، فلا تعود حمامة رعناء ( هو 7 : 11 ) ، بل يراها وديعة طاهرة يشتاق إلى صلواتها وألتصاقها به ، يرى
وجهها على الدوام ويسمع صوتها



-----------------------

يتبع
  رد مع اقتباس
قديم 24/08/2005   #18
ramrom
عضو
-- قبضاي --
 
الصورة الرمزية لـ ramrom
ramrom is offline
 
نورنا ب:
Jul 2005
المطرح:
لست من هذا العالم
مشاركات:
501

افتراضي


يحذرها من الواشين :
إن كان " كلمة الله " قد نزل إلى الأنسان يمد له يده ، وقد قبله الأنسان ، فإنه يعود فيحذره من الواشين ، العاملين على تحطيم اتحاد الله مع الأنسان المؤمن ، قائلا :
" خذوا ( امسكوا ) لنا الثعالب الثعالب الصغار المفسدة الكروم ،
لأن كرومنا قد اقعلت ( أزهرت ) " نش 2 : 15
فى تكراره كلمة " الثعالب " تحذير منها ، إذ هى تزحف بخفة وتدخل من الثقوب الصغيرة لتفسد الكروم فى بدء نموه ..... بهذا تفسد كميات ضخمة من الثمار المقبلة ، فمع صغرها تفسد نمو الأنسان ونضوجه .
ما هى هذه الثعالب الصغيرة ؟
( 1 ) إن أخذنا هذا التحذير موجها من السيد المسيح إلى المؤمن أو النفس التى ترتبط بمسيحها فإن هذه الثعالب الصغيرة قد تكون خطايا نحسبها هينة كالكذب الأبيض أو الهزل ... لهذا يليق بنا أن نحفظ كل أبوابنا الداخلية مغلقة تجاه أى ثعلب صغير ، ممتنعين عن كل شبه شر ( 1 تس 5 )
( 2 ) وإذا أخذنا هذا التحذير موجها من السيد المسيح إلى الكنيسة ، فإن هذه الكلمات تظهر موجهة إلى معلمى الكنيسة ، فتعطى لهم الأوامر باقتناص الثعالب المفسدة الكروم ، هنا تفهم الثعالب بكونها المعلمين الذين يروجون التعاليم الهرطوقية ، هؤلاء الذين يضللون قلوب البسطاء ويفسدون كرم الرب فلا يأتى بزهرة الأيمان الأرثوذكسى مستخدمين حججهم المنمقة .
إذ صار هيرودس مضللا دعاه الرب أيضا ثعلبا ( لو 13 : 31 ) .
لقد علمنا الكتاب المقدس أن نحذر الثعالب الصغيرة لكن لا نخافها ، فقد أعطينا سلطانا أن ندوس على الحيات والعقارب وكل قوة العدو ( لو 10 : 19 ) .

وليمة العرس :
بالتجسد الإلهى نزل الخاطب إلى خطيبته يطلب يدها ، وبقيامته دعاها أن تقوم به ومعه فلا تخاف الموت ولا ترغب سلطان الخطية ، لكنه طالبها أن تحذر الثعالب المفسدة لكرم الأتحاد معه . استجابت العروس لدعوة الخاطب :
" حبيبى ( قريبى ) لى وأنا له ، الراعى بين السوسن ،
إلى أن يفيح النهار وتنهزم الظلال ،
أرجع وأشبه يا حبيبى ( قريبى ) الظبى وصغير الأيل على
الجبال المشعبة ( الضيقة ) " ( نش 2 : 16 ، 17 ) .
اعتادت الكنيسة القبطية أن تسمى سر الزواج " عقد أملاك وزواج " ، ففى هذا السر يقدم كل منهما نفسه فى ملكية الآخر ، هذا السر تراه النفس البشرية أو الكنيسة فى أكمل صورة على الصليب ، حيث يقدم الرب دمه مهرا لها ليدخل كل منهما فى ملكية الآخر ... لتقول العروس " حبيبى لى وأنا له " .
رأته على الصليب معلقا ، فأدركت بحق مفهوم العرس السماوى ، فقد اشتراها بكمال حبه ، قدم حياته فدية لحياتها ، لهذا هى أيضا تلتزم أن تقدم حياتها له بفرح وسرور ، حتى فى الحياة الأبدية تتغنى هكذا : " لأنك ذبحت وأشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان شعب وأمة " رؤ 5 : 9
الكنيسة تود أن تفرح قلب العريس فتدعوه : " الراعى بين السوسن " وكأنها تقول له ، أيها السوسنة المتألمة ، لقد أثمرت شجرة صليبك اتحادا ، فجعلت منا نحن أيضا " سوسن " على مثالك . لتفرح وتسر ....
وليمة القيامة أو الوليمة الأبدية :
إذ دخلت النفس وليمة العرس الإلهى وتذوقت قيامة الرب فى حياتها ، أى اختبرت القيامة الأولى ، قيامة النفس من موت الخطية ، اشتهت القيامة الثانية أو قيامة الجسد فى مجىء الرب الأخير ، فصارت تستعطف العريس قائلة : " ارجع يا حبيبى " .... نعم تعال أيها الرب يسوع فإنى ألقاك لأعيش معك إلى الأبد . ... الآن قد عرفتك أنت كالظبى أو كصغير الأيل ، صارت لى خبرة معك .......



-------------------------
انتهى الاصحاح الثاني
الرب يبارك الجميع
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 09:07 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.19197 seconds with 11 queries