أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > اللاهوت المسيحي المعاصر

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 03/10/2005   #1
شب و شيخ الشباب behnam
عضو
-- أخ لهلوب --
 
الصورة الرمزية لـ behnam
behnam is offline
 
نورنا ب:
Jul 2005
المطرح:
germany
مشاركات:
115

افتراضي العفة والجنس في حياتنا المسيحية


العفة في معناه العصري تعني رفض الحياة الجنسية الفاعلة . او البحث عن حياة جنسية ايجابية لكن غير تملكية . بشكل اوضح العفة هي اسلوب متسام لتحقيق الحياة الجنسية ; وهي تصح في الزواج كما في العزوبية لانها تعد كائن بشري كلا لا يتجزاء . بمعنى اخر ان متبع العفة يعطي حياته معنى جوهريا اخر في علاقاته مع الاخرين .

العفة لا تحتقر اللذة الجنسية او الغرامية , بل تضعها في خدمة علاقة اشمل مع الاخر . انها ترغب في الاخر وتحبه . ومطلب العفة الاساسي يختصر اي ان لا يقع احدهما ابدا فريسة انانية للحصول على المتعة الشخصية , فالرغبة في الاكتفاء وتحويل الاخر الى خادم لتلك الرغبة يعنيان نقيض العفة . العفة لا تعني انتقاصا من الجنس , انما تعتمد قبول كل واحد في ذاته . فالعفة تعلمنا التواضع وقبول نقائص الاخر .

هكذا تحقق العفة اعمق اغوار الحياة الجنسية الانسانية , اذ تسلك طريقا صعبا وطويلا . طريق تعلم اللقاء بالاخر , هذا الطريق لا يسلكه سوى المحب الحقيقي . لذا يرى الايمان المسيحي في هذا النوع من الحب المكان الامثل للقاء مع الله الذي يبقى دائما الاخر مختلفا على الدوام عن الصورة التي نحملها عنه ..


الجنس هو دعوة الى تعميق علاقتنا الصحيحة مع ذواتنا ومع الاخرين ومع الله . غير ان نجد انسان اليوم يعيش في دوامة من ذاته الاصلية فيبقى الجنس في نظره غامضا . يجب ان توضح رؤية للجنس انطلاقا من الابعاد المختلفة لكي يستطيع الانسان ان يدرك معنى الجنس والحب في عمق العلاقة الثلاثية - الذات - الاخر - الله . لكي ينفتح الانسان ويتحرر الى مستوى الالهي لكي يتجلى الله الثالوث الذي هو الحب بالذات وينبوع كل حب .

الله محبة , ولهيب الحب من لهيب الله . فكل حب بشري هو شرارة من نار الحب الالهي , وكل حب انساني لا يرتوي من نبع الله الفياض هو فقير ومشوه . وكل تعريف يتجاهل الانسان هو ناقص .

هناك في الوصية السابعة تقول ( لا تزني ) , لا تزني تعني اساسا لا تكسر الزواج . لان الزواج هو شيء عال ورفيع ; لان الله خلق انثى وذكرا على صورته خلقهما ( تك ) لحم من لحمي وعظم من عظمي . في هذه الوصية الاهم هو الانسان , لان الجسد ليس رديء في ذاته ; لان كثير من المتدينين لهم افكار خاطئة في هذه الوصية . فاذن السؤال يطرح نفسه هو : ماذا يخالف الطهارة اذن ? الجواب هو كل ما ينتهك الانسان الاخر في علاقاته العميقة بشريك حياته . فكما اني اجرح الانسان الاخر ( اقتله ) عندما ابغضه حتى دون معرفته , كذلك عندما اشتهي امراءة غيري حتى في قلبي اجرح الانسان الاخر .

ان انفتاح الانسان الى الجنس الاخر والالتقاء والاتحاد به شخصيا قد لا يؤدي للاسف الى حب عميق بل الى حب ناقص وذلك لانه قد يحب الواحد الجنس الاخر لاجل المتعة الانية فقط فلا ينفتح كما يجب على الاخر في عمق كيان الانساني بل يكون سطحي مع المظهر الخارجي والشكلي . في حين اذا انفتح الحب بين الجنسين على عمق الكيان الانساني سيتوضح الابعاد المختلفة المترابطة بعضها البعض الجسدية والعاطفية والروحية .

لكن هناك نظرتان او موقفان . الموقف الاول الحب الافلاطوني ( * ) هذا الموقف يرى ان الحب الخالص هو الحب اللاجسدي والخالي من الرغبات الجنسية والشهوة . ويرى ان الجنس هو شيء نجس يعكر صفاء النفس ويعيق انطلاقة الروح . فهذه النظرة هي نظرة منحرفة يقسم الانسان الى النفس والجسد والى عالمين متضادين الروح والمادة في صراع مستمر بين تطلعات الروح ومتطلبات الجسد .
هذه الافكار تسربت الى شرائح من المجتمع المسيحي وتاثر الناس بها في عصور مختلفة ومن ضمنهم رجال الكنيسة . فاعتقدوا بضرورة الهرب من العالم والاختلاء في الجبال لتقديم العبادة والتقرب الى الله بعيدا عن العالم الذي هو مصدر الشر والرذيلة . لكن هذه ليست نظرة مسيحية ولم تكن دافع لقيام الحياة الرهبانية . ولا هي حتى من تعاليم الكنيسة , لان في الكتاب المقدس هناك اية صريحة تقول : " راءى الله ان كل ما صنعه فاذا به حسن جدا " تك .
لا بل ان التجسد هو الدليل والبرهان على قيمة الجسد وقدسيته في نظر الرب . لان النجاسة ليست في الاشياء بل في طريقة التعامل وفي الفعل البشري المنحرف . فسوء استخدام الانسان لحريته هو الحد الفاصل بين الطاهر والنجس . يقول رسول الامم بولس : مجدوا الله في اجسادكم .

الموقف الثاني هو الانحدار الاباحي .

هذا النوع من الحب هو عكس الاول فانه ينصهر في حرارة الجسد ويذوب تحت نيران الجنس , فبعد ان يستحوذ عليه الجنس يمحو اثار الح من الوجود ويمسح معالمه من الحياة فيصبح مجرد طاقة غريزية او مجرد فعل جسدي لا ينشد الى الاخر سوى لذة جسدية ومتعة حسية .

خلال القرن اعشرين انتشرت تيارات تنادي بالاباحية والتحرر الجنسي واطلاق العنان للرغبات المكبوتة بلا اي رادع او وازع اخلاقي . كاد على اثرها ان يفقد الجنس قدسيته فتحول مجرد سلعة استهلاكية بحاجة الى صرف مقابل الحصول على اللذة والمتعة . لكن تبين ان هذا المفهوم هو اطار بلا محتوي وشكل بلا مضمون , فهي ردود افعال غريزية خالية من القيم . اذ لا يرى في الاخر غير اداة للاستعمال ومصدر للمتعة . لكن هذا انتهاك صارخ لقدسية الانسان وتدنيس لهيكله الطاهر الذي هو جسد الانسان .

الحب الحقيقي هو كحرارة الشمس يذيب ثلوج الانانية . وهو عهد بين شخصين مبني على عطاء متبادل والتضحية والاحترام . تجمعهما حياة مشتركة وهدف واحد وهو السعادة والفرح بالمحبوب . اما الرغبة الجنسية فليست اسرافا وتبذير بل هي طاقة ثمينة اودعها الله فينا لتتنفس من خلالها الروح الانسانية هواء النضوج الشخصي . فهذا الموقف انه قاصر وعاجز عن التعبير عن كيان الانسان العميقة .

فاذن لتكون لنا نظرة ايجابية الى الجنس . فالنظرة الناضجة مرتبطة بالنظرة المتكاملة الى الانسان في جوانبه المختلفة . اذ ان الله خلق الانسان وحدة متكاملة , فلا يمكنا ان نفهم جيدا الرغبة اجنسية دون ان نفهم مقوماته الاخرى التي من ضمن كيانه الانساني ككل . فالجنس هو بطاقة دخول الى مسرح الحياة فهو قوة دافعة ومحركة تزيد الاحساس بقيمة الحياة وتشيع في النفس الراحة والطماءنينة ...


_________________________________________________


* عمانوئيل يونان الريكاتي , الجنس تحت مجهر المسيحية

الوصية السابعة للاب كوب المخلصي / محاضرة في الرياضة الروحية بدير حافظة الزروع للرهبنة الكلدانية

من منكم بلا خطيئة فليرميها بأول حجر
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 06:50 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.04066 seconds with 11 queries