أخوية  

أخوية سوريا: تجمع شبابي سوري (ثقافي، فكري، اجتماعي) بإطار حراك مجتمع مدني - ينشط في دعم الحرية المدنية، التعددية الديمقراطية، والتوعية بما نسميه الحد الأدنى من المسؤولية العامة. نحو عقد اجتماعي صحي سليم، به من الأكسجن ما يكف لجميع المواطنين والقاطنين.
أخذ مكانه في 2003 و توقف قسراً نهاية 2009 - النسخة الحالية هنا هي ارشيفية للتصفح فقط
ردني  لورا   أخوية > مجتمع > المنتديات الروحية > اللاهوت المسيحي المعاصر

إضافة موضوع جديد  إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 06/11/2004   #1
صبيّة و ست الصبايا عبير
مشرف متقاعد
 
الصورة الرمزية لـ عبير
عبير is offline
 
نورنا ب:
Oct 2003
المطرح:
سوريا
مشاركات:
705

افتراضي الكلمة والاسرار


نحن كنيسة ممارسة، نحضر قداسات، نمارس أسرار، لنا طقس ولكن ليس هذا فقط! نحن كنيسة إنجيلية كتابية: كنيستنا توفى كلمة الله. وتفهمها الفهم الدقيق الصحيح. كنيستنا هى كنيسة الأسرار الكنسية الأرثوذكسية.

فى العهد القديم كان لكلمة الله مهابة خاصة، ليس فقط عند شعب الله، بل فى الكون كله! فكلمة الله هى كلمة خالقه، الله قد خلق العالم بكلمته، مثال لذلك: "قال الله ليكن نور فكان نور. ورأى الله النور أنه حسن" (تك 3:1-4).

سلم الله كلمته لموسى فى الشريعة ويصف القديس بولس الموقف وهو يستلمها: أن الجبل كله كان يتقد بالنار، حتى أن الشعب طلب ألا يكلم هو الله لئلا يموت وترك المواجهة لموسى! "لأنكم لم تأتوا إلى جبل ملموس مضطرب بالنار، وإلى ضباب وظلام وزوبعة. وهتاف بوق وصوت كلمات استعفى الذين يسمعون من أن تزداد لهم كلمة" (عب 18:12-19).

وعندما كان اليهود يجدون كلمة الله فى الأسفار المقدسة (بعد العودة من السبى أيام عزرا ونحميا على سبيل المثال)، كانوا يرتعدون عند سماعها..

كلمة الله تخلق، تغير، تعلن مشيئة الله لأولاده، تعلن محبته وقوته، واسطة الاتصال بين الله وأولاده وهو ما أعلنه بولس: "الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة، كلمنا فى هذه الأيام الأخيرة فى ابنه الذى جعله وارثاً لكل شئ الذى به أيضاً عمل العالمين" (عب 1:1-2).

عندما دعا الرب ارميا فخاف، قال له الرب: "لا تقل إنى ولد. لأنك إلى كل من أرسلك إليه تذهب وتتكلم بكل ما أمرك به. لا تخف من وجوههم لأنى أنا معك لأنقذك يقول الرب. ومد الرب يده ولمس فمى وقال الرب لى ها قد جعلت كلامى فى فمك، أنظر قد وكلتك هذا اليوم علىالشعوب وعلى الممالك لتقلع وتهدم وتهلك وتنقض وتبنى وتغرس" (أر 7:1-10).

لدرجة أن أرميا عندما عاكسوه وعارضوه واستهزأوا به قال: "فقلت لا أذكره ولا أنطق باسمه فكان فى قلبى كنار محرقة محصورة فى عظامى فمللت من الأمساك فلم أستطع" (أر 9:20).
يعيد اليهود بالفصح على مرحلتين :

1- أكل وجبة الفصح.

2- قراءة وسرد قصة الخروج.

على مدار الأجيال. الحادثة فى العهد القديم يفسرها الكلام. والكلام يعلن من قوة الله الكامنة فيه عن طريق الحادثة التى وقعت.."أنا هو الرب إلهك الذى أخرجك من أرض مصر من بيت اليهودية. لا يكن لك آلهة أخرى أمامى" (تث 6:5-7). هذه الوصية مؤسسة على أن الله كان له فعل معين مع الشعب وهو أنه أخرجهم من أرض مصر.

وإلى النبوات أيضاً (اشعياء - أرميا...) كان الدعوة والتحذير إن الله عمل.. كذا. وكذا.. هذا كلمتكم قد عصيتموه (مثل السبى..).

هذا الوضع لم يتغير لأن الله لا يتغير!
"الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة كلمنا فى هذه الأيام الأخيرة فىابنه الذى جعله وارثاً لكل شئ الذى به أيضاً عمل العالمين الذى وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا جلس عن يمين العظمة فى الأعالى صائراً أعظم من الملائكة بمقدار ما ورث اسماً أفضل منهم" (عب 1:1-4).

` كلم الآباء بالأنبياء : الكلمة يعلن مشيئة الله.

` كلمنا فى ابنه : الكلمة يتجسد.

` به عمل العالمين : الكلمة يخلق.

` صنع تطهيراً لخطايانا : الكلمة يخلص / يفدى.

كلمة الله فاعلة بصور مختلفة فى العهد القديم.

كلمة الله مغيرة لوجه الكون.

"تكلم حتى أراك!" هكذا يقول الفلاسفة.الله حين يتكلم يعلن ذاته لنا، يعلن محبته.. فى القديم كان إعلاناً محدوداً قاصراً عن طريق كلمة الأنبياء أو الرمز.. أما فى الجديد، ففيه الإعلان الكامل لمحبة الله الكاملة ظاهرة فى شخص ربنا يسوع المسيح.

"وجاء إلى الناصرة.. ودخل للمجمع حسب عادته يوم السبت وقام ليقرأ فدفع إليه سفر أشعياء النبى. ولما فتح السفر وجد الموضع الذى كان مكتوباً فيه روح الرب على لأنه مسحنى لأبشر المساكين أرسلنى لأشفى المنكسرى القلوب لأنادى للمأسورين بالإطلاق وللعمى بالبصر وأرسل المنسحقين فى الحرية واكرز بسنة الرب المقبولة ثم طوى السفر وسلمه إلى الخادم وجلس وجميع الذين فى المجمع كانت عيونهم شاخصة إليه فأبتدأ يقول لهم أنه اليوم قد تم هذا المكتوب فى مسامعكم" (لو 16:4-21).

^ فى سفر أشعياء : وعود ربنا فى العهد القديم.

^ اليوم قد تم هذا المكتوب : يتكلم السيد المسيح عن نفسه: هكذا فهم اليهود هذه الكلمات حتى أنهم تسائلوا "أليس هذا ابن يوسف؟" (لو 22:4).

^ فتح السيد المسيح السفر وقرأ : لنتخيل هذا الموقف، وفى نهاية القراءة، السيد المسيح يشير إلى نفسه معلناً تحقيق الكلمة فالإنجيل يقدم السيد المسيح فى كل العهدين.
قد نبحث فى الإنجيل عن حقائق علمية، أو قواعد أخلاقية، أو أمور عبادية ، لكن يبقى الأساس الذى ينبغى ألا يغيب أبداً وهو شخص السيد المسيح.. شخص السيد المسيح المخبأ فى العهد القديم، والمستعلن فى العهد الجديد. فالأسفار هى كالأقماط الملفوف بها الطفل يسوع.. أما الإعلان الإلهى فى العهد الجديد فهو "الكلمة صار جسداً وحل بيننا (فينا)" (يو 14:1) لأجل ذلك يقول السيد المسيح تأكيداً لهذا الإعلان العجيب: "أنا هو" أنا هو الطريق أنا هو الحق.. أنا هو الحياة.. أنا هو الراعى الصالح.. أنا هو نور العالم.. أنا هو القيامة.. لأن كل رجاء الإنسان يتركز فى شخص السيد المسيح.

خدمة ربنا يسوع المسيح وحياته تنتقل لنا بالأسرار.. ولهذه الخدمة شقان :

1- هى خدمة تعليمية، خدمة الجليل "كان يعلم".

2- خدمة سرائرية، فى اليهودية، فيها العمل الذبيحى، فى أورشليم تألم وصلب وذبح.
حياة رب المجد فيها الكلمة وفيها الحدث. فلو لم يكن السيد المسيح قد علم تلاميذه عن آلامه، لصارت سبب خوف لهم.. لأنهم لم يكونوا قد عرفوا الكتب.

لو كان السيد المسيح قد علم بالكلمة فقط، لما نلنا أى شئ فالكلمة تعطى وعود ورجاء لكنها ليست فعل! وليس لها قوة لتعطى فداءً أو خلاصاً.

دخلك يا يسوع وطنا موجوع
يا نبع المحبة وحدك ساكن قلبي
  رد مع اقتباس
إضافة موضوع جديد  إضافة رد



ضوابط المشاركة
لافيك تكتب موضوع جديد
لافيك تكتب مشاركات
لافيك تضيف مرفقات
لا فيك تعدل مشاركاتك

وسوم vB : حرك
شيفرة [IMG] : حرك
شيفرة HTML : بليد
طير و علّي


الساعة بإيدك هلق يا سيدي 04:07 (بحسب عمك غرينتش الكبير +3)


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
ما بخفيك.. في قسم لا بأس به من الحقوق محفوظة، بس كمان من شان الحق والباطل في جزء مالنا علاقة فيه ولا محفوظ ولا من يحزنون
Page generated in 0.03636 seconds with 11 queries